يعاني لبنان منذ النشاة الكثير من المشاكل وتراكمات ، يبقى أعظمها عدم الجدية بالتعاطي مع كل مشكلة، وطريقة الحل اذا وجدت غالبا ما تكون أنية مرحلية خاضعة لاستسابية وكثير ما تطغى عليها الشخصانية ،في بلد بعيش بمعايير طائفية اشبه بنظام فرز عنصري، جعل من اللبنانيين رعايا مذاهب ولم يدخلوا بوابة دولة بعد ما يزيد عن قرن من عمر الكيان اللبناني، والانتقال من الجمهورية الاولى الى الثانية التي ولدت من رحم أتفاق انهى الحرب الأهلية اللبنانية واعتبر خطوة في مشوار الالف ميل بمسيرة مشروع بناء "الدولة " طبقا لاتفاق الطائف الذي اتخذ دستورا مكرسا هوية لبنان العربية بعد ان كان "ذو وجه عربي " وثبت الشراكة الكاملة بين مكونات المجتمع اللبناني على اساس المساواة، وإلغاء الطائفية السياسية وتنمية الاطراف، وصولا الى اللامركزية الادارية دون المساس بخصوصية المذاهب في حرية العبادة والأحوال الشخصيه من إرث او طلاق على اعتبار المذاهب عائلات روحية مكونة للوطن متساوية بالحقوق والواجبات، وخصهم بمجلس شيوخ يراعي الهواجس الى جانب برلمان خارج القيد الطائفي بمعايير نسبية يمثل اكبر عدد من التنوع " للامة اللبنانية" وهو مصطلح جديد دخل مفهوم السياسة اللبنانية لكنه سرعان ما اصطدم بواقع محكوم بتوازنات سياسية يقع تحت تاثير الخارج ومصالح الدول الكبرى ومستقبل لبنان ودوره ،بظل عالم جديد قيدته أحادية القطب الاميركية ومكانة كيان اسرائيل عندها، وحساسية موقع لبنان الذي براد له ان يبقى ضعيفا طالما أنتهج سياسة الضعف "ان قوة لبنان بضعفه" وصولا الى النائ بالنفس وطلب التخلي عن ثوابت وطنية وضرب كل مقومات القوة والصمود الداخلية، بالوقت الذي تزداد فيه وحشية العدو الاسرائيلي ويرتفع منسوب التدخل الاجنبي والانخراط الاميركي ميدانيا بالمعركة على كل المستويات وصولا الى التلاعب بالتركيبة الداخلية من خارج التوازنات السياسية والأحجام البرلمانية والشعبية وفرض املاءات بمرحلة صعبة على لبنان تشبه بداية احداث الحرب الأهلية اولئك سبعينات القرن الماضي وبظروف اكثر تعقيدا وأشد حساسية وخطورة ،ربطا ببعد الصراع وخلفيه والهجمة الصهيواميركية على المنطقة كلها التي لم يخفيها ساكن البيت الابيض ولا رئيس حكومة العدو بإعلانه اسرائيل الكبرى تضاف لمشهد كامل ينعكس على لبنان، الوطن القابع بعين عاصفة اميركية واعاصير الشرق الاوسط الجديد، وهو الغارق يبحر أزمات تباع فيه الحلول بوهم الوعود تنشط موسميا خارج الية عمل جدي، بل تباع في أسواق المواقف السياسية والرقص فوق جثة مجتمع هو بأمس الحاجة لمتنفس يعيد الحياة لرئة الوطن ، وهذا يحتاج مشروع حتى اللحظة لم يدخل في أولويات السلطات المتعاقبة وصولا الى الحالية، صاحبة مهمة تامين المطالب الاميركية التي تضمن امن اسرائيل وتراعي هواجس مستوطنيها وتكفل تفوقها بالمنطقة ولو كان على حساب استقرار لبنان، وهذا احتاج كثير من عمل السفارات وغزوات جمعيات المجتمع المدنيNGO وخطورتها وتسويقها نظريات لا تقرب الواقع بصلة، هدفها سياسي ولم يكن يوما انمائي يستند لجدوى اقتصادية تحاكي حاجات المجتمع، تحول القدرات مقدرات ترجمة لرؤية اقتصادية ضمن خطة نهوض متكاملة، وهذا ما يفتقر اليه لبنان حتى اللحظة امام واقع سياسي بحكومة غير منسجمة كليا تخالف بيانها الوزاري وتخرج عن الدستور متجاوزة ميثاق العيش المشترك الذي اريثى صيغة بقاء لبنان وشكل ثروته الحقيقية التي تعمل لتبديدها مشاريع سياسية تتمثل بإنقلاب سياسي هدفه تغيير هوية لبنان، بالوقت الذي تغير فيه المحيط العربي وتبدلت المعالم السياسية للجوار السوري والعربي وسلم اكثريته بالتطبيع مع العدو الاسرائيلي، واقر بالاذعان لمطالب واشنطن بواقع لا يمكن فصله عن أدارة الازمة الحالية في لبنان التي تجتهد أصالة او وكالة مباشرة او بالواسطة بمهمة تغيير هوية لبنان وسعيها الدخول لقلب المجتمع اللبناني بخاصة بيئة المقاومة المتمسكة ثوابت وطنية وتشكل خطرا على مشاريع الهيمنة الصهيوأمريكية، والاي ترى لبنان حديقة خلفية لكيان اسرائيل بدورها التوسعي وخطة تقسيم المنطقة كيانات مذهبية متناحرة خدمتا لتفوق" اسرائيل الكبرى" قلب الشرق الاوسط الجديد وفق الرؤية الاميركية المتعثرة على اكثر من جبهة برغم الدمار الذي الحقته بالبشر والاقتصاد العالمي ولم تسلم امريكا عينها منه ولا كيان العدو، ما انعكس توترا وشراسة دبلوماسية وقحة وانخراط مباشر تجلت سياسيا في لبنان املاءات سياسية، تحريض، ابتزاز، تقاطع مع مصالح فئوية في لبنان سقطت بامتحان الوطنية وركبت مشروع الاستعباد الاميركي لضرب الداخل في صميم المقاومة طالما شكلت بعلبك الهرمل قاعدة متينة حصن وبيئة حاضنة بثمن كبير حرمان وحصار مبطن ابقى المنطقة رهينة تدفع ثمن خيارها السياسي الراسخ بمواجهة كل معتد، ونجحت الا مع الحرمان الذي نزل ضيفا ثقيلا برعاية وحماية، استوطن وصار جزء من حياة الاهالي كابوس لا يفارق حاضر اول في المواسم الانتحابية والبرامج الحكومية بوعود عرقوبية تفتقر لخطط جدية تستعمل بمعركة تقاذف المسؤولية لضرب الخصم كما يحصل اليوم ويترجم ندوات تقنية من خارج القانون الذي أقره المجلس النيابي وطوي في ادراج الحكومة يلفه غبار الاستهداف السياسي باطار الحصار المفروض ثمنا لخيار سياسي ازداد حدة اليوم وطفى على وجه المدولات ضمن المقاولة السياسية وحربها الناعمة على المنطقة والاستماتة لتبديل معالم التوازنات الانتخابية بخرق ولو كان يتيم يشكل كوة في جدار ثوابت وطنية يصعب تهديمها بالميدان العسكري امام ارادة الصمود عند شعب تشكل المقاومة ثقافة متوارثة لحالة وجدانية تتجاوز القدرة النارية وتفوق العدو التسلحي ودعمه السياسي المطلق ،عوامل تنكسر امام صمود شعب مستهدف بوجوده قبل رغيف خبزه ينهل من عقيدة تتحدى عواصف المصالح المرحلية، ونزوات حب السلطة وهذا شكل حالة وعي يفرض مواجهة حملات الوعود الوهمية طالما انها تنهل من معين التبعية وتعمل لصالح من يمسك قرار قطع طريق الحلول عن المنطقة، بأهداف سياسية متعمدة تفتقر الجدية من خارج ابو خطة بل ليس من سراب الماضي وما طوى لتبقى العبرة في التنفيذ
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :