كتب رشيد حاطوم
في خضم الاستعدادات للاستحقاقات النيابية المقبلة، تبرز دائرة المتن الشمالي كواحدة من أكثر الساحات تعقيداً وإثارة، حيث تتداخل فيها التحالفات والمنافسات ضمن المرشحين الموارنة. وفي قلب هذه المعادلة، يقف رجل الأعمال سركيس سركيس كلاعب اساسي قد يحسم ترشيحه اتجاهات الكثير من المعادلات.
الترشح الجدي وانزياح مركز الثقل
تشير كافة المؤشرات إلى جدية تامة لترشح سركيس سركيس، مما يضعه في موقع المحور الذي تدور حوله مفاوضات التحالفات. لم يعد حضوره مجرد احتمال، بل تحول إلى عنصر فعّال أعاد رسم خريطة القوى في الدائرة، وجعل منه لاعباً أساسياً لا يمكن لأي لائحة تجاوزه.
المشهد الماروني: ازدحام غير مسبوق وصراع محتدم
مع إعلان سركيس سركيس ترشحه، يرتفع عدد المرشحين الموارنة الجديين في المتن الشمالي إلى ستة على الأقل، وهم: إبراهيم كنعان، سامي الجميل، إلياس حنكش، رازي الحاج، مرشح التيار الوطني الحر، وسركيس سركيس نفسه. هذا العدد يضع الناخب المتني أمام خيارات صعبة، ويحوّل المعركة الانتخابية إلى منافسة شرسة على المقاعد المخصصة للطائفة، حيث تسعى كل قوة لضمان حصتها من الأصوات.
القوة التفاوضية: المال والجمهور مفتاح التأثير
تكمن القوة التفاوضية الفريدة لسركيس سركيس بحضوره المالي والانتخابي الملموس. هذه الميزة المزدوجة جعلت منه وجهة تسعى لها كافة القوى السياسية الرئيسية في الدائرة، حيث يبحث كل تحالف عن ضمّ هذا "الرأس المال الانتخابي" الذي يضمن له حظوظاً أكبر في الفوز. قدرته على جذب قاعدة ناخبة مستقلة، مدعومة بقوته المالية، تمنحه ورقة ضغط استثنائية في جميع المفاوضات.
استراتيجية الخيارات: البحث عن اللائحة الرابحة
يبدو أن الاستراتيجية المركزية لسركيس سركيس تدور حول اختيار اللائحة الأمثل التي تضمن له فوزاً مريحاً. شعاره في هذه المعادلة هو الانضمام إلى لائحة "تخاصل" ولا "تطلع على أصوات ناخبيه". بمعنى آخر، يبحث عن تحالف قوي ومتماسك، حيث يكون جميع مرشحيه أقوياء بما يكفي ليفوزوا معاً دون أن "يأكل" أحدهم أصوات الآخر. هذا ما يدفعه لـ دراسة كافة الخيارات المتاحة أمامه بعناية فائقة، من الانضمام إلى لائحة الكتائب إلى فتح جسور التواصل مع تيارات أخرى، كل ذلك لتحقيق الهدف الأساسي: ضمان مقعد في البرلمان.
تمثل حالة سركيس سركيس نموذجاً لتعقيدات الهندسة الانتخابية اللبنانية، حيث تلتقي القاعدة الناخبة مع القدرة المالية والحسابات الطائفية الدقيقة. قراره النهائي حول اللائحة التي سينضم إليها لن يحدد مصيره السياسي فحسب، بل سيكون العامل الحاسم في إعادة ترتيب أوزان التحالفات وتشكيل الخريطة النيابية القادمة للمتن الشمالي.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :