الشرع في موسكو: آخر رقصات الجولاني والمايسترو التركي
في ظلال الصراعات السورية والإقليمية، يخطو "أحمد الشرع" ـ الملقب بالجولاني ـ خطوته الأبعد حتى الآن: زيارة موسكو، حيث الرقص الدبلوماسيُ يُقام على أنغام النفوذ والضغوط. نعم، إنها “رقصة” تُجسد لحظة مفترق، بين من يريد فرض دوره كقائد دولة، وبين من يراقب بحذر كيف تُوزن المصالح، كيف تُقسَم الكراسي، وكيف تُرسَّم خرائط النفوذ.
مشهد البداية: موسكو تستدعي الشرع
في أكتوبر 2025، وصل الشرع إلى موسكو ليلتقي الرئيس بوتين، في زيارة وصفها بأنه سعي لضبط العلاقة الروسية ـ السورية، واحترام الاتفاقيات المتبادلة. البيان الذي أدلى به الشرع خلال اللقاء دعا إلى “إعادة ضبط” العلاقات، مشيرًا إلى أن استقرار سوريا مرتبط بالاستقرار الإقليمي.
هذه الخطوة ليست مجرد زيارة رأسٍ لرأس، بل اعلان علني بأن الشرع لا يكتفي بالبقاء داخل فصائل، بل يرمي نفسه في ميدان العلاقات الدولية. إنها رقصة تتطلب توازنًا دقيقًا بين الأدوات العسكرية والبطاقات السياسية.
الرقص مع روسيا: هل تغيّر الموقف؟
لطالما ربط الروس في أحاديث سابقة الشرع بالعنف، ووصموا جماعة تحرير الشام بأنها تنظيم إرهابي. لكن تصريحات لافروف مؤخّرًا جاءت لتمنح الشرع غطاءً جديدًا، حين وصف علاقتهما بأنها استراتيجية وطويلة الأمد.
- إن قبل شروطًا تعيد فرض النفوذ الخارجي على سوريا، فقد تُقرأ زيارته موسكو كتسليمٍ مقنّع.
- إن لم يكن لكلمات المقاومة والحرية دور في سياساته، فستفقد الزخم الشعبي الذي أوصله إلى السقف.
الرقصة الآن ليست مع بوتين وحده، بل مع التاريخ والشعب. من يخطئ الإيقاع، يُسقط…
هل هي الرقصة الأخيرة أم بداية مشهد جديد؟
زيارة الشرع إلى موسكو ليست نهاية المواجهة، بل بداية فصل جديد من التفاوض بين النفوذ والمشروع.
إن نجحت هذه الرقصة، فستمسك الشرع امتدادًا دوليًا لا يُسدّ؛ وإن فشلت، فستكون لحظة سقوط الواجهة كما سقطت واجهات أخرى من قبل.
أيّها الجولاني، أيّها الشرع، رقصت مع الكبار اليوم، فاحذر أن تُنسخ رقصة المستبدين.
ولا تنسَ أن النجوم التي تراقبك ليست موسكو فقط، بل قلوب الشعب الذي رصدك، وتملى عليه أفعالك.
فإذا ما ألِمّت خيوط هذه الرقصة تحت القدم، سقطت رقعة الشطرنج كلها… وسينتقل المشهد إلى من لا يرقص، بل يصمّم القانون.
بقلم : الدكتور محمد هاني هزيمة محلل سياسي وخبير استراتيجي.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي