الرئيس عون: لبنان الجديد سيُبنى على العدالة والحقيقة
أكّد رئيس الجمهورية جوزاف عون أنّ “لبنان الجديد سوف يبنى على العدالة والحقيقة، وان قضية المفقودين والمخفيين قسرا تتجاوز الانتماءات السياسية والطائفية، وبالتالي فان الحق مقدس لكل عائلة في معرفة الحقيقة عن مصير أبنائها المفقودين”، داعيًا جميع الأطراف المعنيين الى “التعاون والمساعدة وكسر جدار الصمت للمساهمة في كشف الحقيقة مهما كانت قاسية”.
كلام الرئيس عون جاء قبل ظهر اليوم خلال حفل قسم أعضاء “الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرا” اليمين امامه بعد صدور المرسوم الرقم 973 الذي قضى بتعيينهم في 27 آب 2025، وهم: جوزيف سماحة (قاض في منصب الشرف)، ندى الخراط (محامية من نقابة المحامين في بيروت)، زياد احمد عجاج (محام من نقابة المحامين في طرابلس)، سامر عبد الله (أستاذ جامعي)، جبرايل بطرس مشعلاني (طبيب شرعي)، ماري رين أنطوان صفير (من الناشطات في حقوق الانسان)، جوزيف عزيز هليط (من الناشطين في حقوق الانسان)، عبير أبو زكي حيدر (من الناشطات في الجمعيات الممثلة لذوي المفقودين)، نيفين وليد زرقوت (من الناشطات في الجمعيات الممثلة لذوي المفقودين).
وردد الأعضاء القسم الاتي:
“اقسم بالله العظيم ان أقوم بمهامي في الهيئة الوطنية للمفقودين وضحايا الاخفاء القسري بامانة وإخلاص واستقلالية وعدم تحيز، وان اتصرف في كل ما أقوم به تصرفا يوحي بالثقة والحرص على سيادة الحق وحماية حقوق الانسان وتعزيزها”.
وشكر القاضي سماحة باسم أعضاء الهيئة الرئيس عون ومجلس الوزراء على الثقة التي اولوها لهم، وتحدث عدد من الأعضاء عن ظروف عمل الهيئة والصعوبات التي تواجهها.
وعلى الاثر رحب الرئيس عون بأعضاء الهيئة وهنأهم على الثقة التي وضعها مجلس الوزراء بهم، مؤكدًا “أهمية اللحظة التاريخية في مسار العدالة من خلال معالجة هذا الملف الإنساني الشائك”، وقال: “أدرك جيدا معاناة العائلات التي لا تزال تنتظر منذ عقود لمعرفة مصير احبائها، وهذا حقها، ذلك ان قضية المفقودين والمخفيين قسرا تتجاوز الانتماءات السياسية والطائفية، وبالتالي فان الحق مقدس لكل عائلة في معرفة الحقيقة، من هنا دقة مهمتكم وصعوبتها في آن لان مرور عقود من الزمن يجعلها معقدة أكثر فأكثر. لذلك لا بد من تأكيد ضرورة تعاون جميع الأطراف معكم وكسر جدار الصمت للمساهمة في كشف الحقيقة مهما كانت قاسية”.
واكد الرئيس عون ان “الدولة سوف تؤمن كل ما من شأنه تسهيل مهمة الهيئة التزاما بالقانون الذي انشأها، وجعلها هيئة مستقلة ولها ضمانات في عملها، فضلا عن التزام لبنان بموجب الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان، وانطلاقا من المهام الملقاة على عاتقها لاسيما لجهة الكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا وجمع المعلومات والوثائق وانشاء قاعدة بيانات شاملة، والتعاون مع الجهات المعنية محليا ودوليا ودعم العائلات نفسيا واجتماعيا وقانونيا”.
واعتبر الرئيس عون ان “أهمية عمل الهيئة تكمن في ارتباط قضية المفقودين بمسار المصالحة والسلم الأهلي والتأكيد ان معرفة الحقيقة هي خطوة أساسية نحو بناء الثقة وعدم تكرار الماضي الأليم”.
وشكر رئيس الجمهورية المجتمع المدني والمنظمات “التي ناضلت من اجل هذا الملف”، وقال: “هذه الهيئة رسالة امل لعائلات المفقودين، فكونوا على قدر الثقة التي وضعت بكم لان لبنان الجديد سوف يبنى على العدالة والحقيقة”.
الى ذلك، كانت للرئيس عون سلسلة لقاءات سياسية وتربوية ورياضية. فسياسيا، استقبل الرئيس عون الوزير السابق مروان شربل وعرض معه للأوضاع العامة في البلاد والتطورات الأخيرة.
وبعد اللقاء قال الوزير السابق شربل: “ان الاجتماع مع الرئيس عون كان مثمرا، تطرقنا في خلاله الى عمل مؤسسات الدولة عموما، لا سيما عمل الهيئات الرقابية التي يجب ان تلعب دورا أساسيا في انتظام عمل الوزارات والإدارات الرسمية والمؤسسات العامة. كما تطرقنا الى الوضع الأمني في البلاد. وتوقفت عند الموقف الذي اعلنه رئيس الجمهورية حول مسألة التفاوض لحل المواضيع الأساسية على غرار ما حصل في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل والذي تم برعاية أميركية واممية، وهذا الموقف يؤسس في رأيي لمرحلة جديدة من العمل لتكريس السيادة الوطنية على كل الأراضي اللبنانية. وقد كان لموقف الرئيس عون وقعا إيجابيا”.
سياسيا أيضا، استقبل الرئيس عون النائب السابق إبراهيم عازار وعرض معه للأوضاع العامة في البلاد، لا سيما في الجنوب في ضوء التطورات الإقليمية الأخيرة. كما تطرق البحث الى حاجات منطقة جزين خصوصا والجنوب عموما”.
تربويا، استقبل الرئيس عون في حضور ممثلته الشخصية لدى المجلس الأعلى للفرانكوفونية الدكتورة كارلا اده، رئيس الوكالة الجامعية للفرانكوفونية (AUF) سليم خلبوص مع وفد مرافق، الذي اطلع الرئيس عون على عمل الوكالة في لبنان منذ اكثر من 30 سنة، لافتا الى ان “الوكالة تضم نحو الف جامعة ومركز أبحاث بينها مئة جامعة ومركز ابحاث في 12 بلدا في منطقة الشرق الأوسط، ويشكل لبنان البلد الأبرز في المنطقة لوجود اكثر من 25 جامعة منضوية في الوكالة”.
وأشار خلبوص الى “الأهداف التي تعمل الوكالة لتحقيقها لاسيما تعزيز الأنشطة البحثية وتشغيل حاملي الشهادات الجامعية، لأننا نعتبر ان من اهم المسائل التي نعمل لها هي توفير فرص عمل للشباب كل في اختصاصه”.
وابرز خلبوص “أهمية الدور الذي يلعبه لبنان في الهيئات الفرانكوفونية ومنها الوكالة الجامعية”، داعيا الى “مشاركة لبنان في المؤتمر الذي يعقده وزراء الدول الفرانكوفونية للتربية والبحث العلمي في دكار بين 3 و6 تشرين الثاني المقبل”.
ورد الرئيس عون مرحبا بخلبوص، منوها بالعمل التربوي الهام الذي تقوم به الوكالة الجامعية للفرانكوفونية، “لا سيما وان الفرانكوفونية هي ركن أساسي من هوية لبنان الثقافية وتشكل جزءا لا يتجزأ من تراثه اللغوي والحضاري”، وقال: “إن اللغة الفرنسية ليست فقط لغة تواصل في لبنان، بل هي أيضا لغة ثقافة وفكر وانفتاح على العالم. ولبنان كان من الأعضاء المؤسسين للمنظمة الدولية للفرانكوفونية وهو ملتزم دائما بقيمها الأساسية التعددية والحوار والديموقراطية”.
وأشاد الرئيس عون بـ”الدور الذي تقوم به الوكالة في دعم الطلاب اللبنانيين خصوصا في الفترات الصعبة التي مر بها لبنان، من خلال برامج تمويل وتدريب وتعاون اكاديمي”، داعيا الى “توسيع افاق التعاون بين الجامعات اللبنانية ومؤسسات التعليم العالي للفرانكوفونية في العالم، لا سيما واننا نرى في التعليم العالي الفرانكوفوني فرصة استراتيجية لتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في لبنان”.
واكد الرئيس عون ان “لبنان يضع خبرته الثقافية والتربوية في خدمة الفرانكوفونية من اجل بناء عالم اكثر عدالة وتضامنا”، مؤكدا “العمل كي يبقى لبنان حاضنا للغة الفرنسية ومنفتحا على شراكات تعزز صمود شبابه ونمو مؤسساته وازدهار مستقبله
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي