افتتاحية صحيفة الأخبار:
قلق من تصعيد إسرائيلي ضدّ لبنان... وأميركا تُريد المفاوضات | أوروبا تبحث: كيف نُبقِي قواتنا في الجنوب بعد عام؟
جاء استبعاد لبنان عن قمّة شرم الشيخ أمس ليؤكّد أنْ لا مقعد له، حتى بين المتفرّجين، وأنه ليس مشمولاً بخطة "السلام الكبير"، التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وعزّز تغييب لبنان الانطباع بأنه لم يعد على رادار الأولويات، وليس جزءاً من الحل في المنطقة. لكنّ ترامب قرّر أن "يُبرِّد" قلوب "مُحبِّيه وداعميه" بأن تطرَّق، ومن داخل الكنيست الإسرائيلي، إلى ملف لبنان. فقال إن "حزب الله هو خنجر ضربَ إسرائيل ونهيناه"، مشدّداً على دعمه "نزع السلاح وحصره بيد الدولة وبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها"، إلى جانب دعمه رئيس الجمهورية جوزيف عون، الذي اعتبر أنه "يقوم بعمل رائع".
في المقابل، أكّد عون أن على إسرائيل "وقف عدوانها على لبنان، ليبدأ مسار التفاوض"، مشيراً إلى أن عدوان المصيلح السبت الماضي "هو خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضدّ لبنان، في وقت تقيّد لبنان بالاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في تشرين الثاني الماضي". وقال عون إنه "سبق للبنان أن تفاوض مع إسرائيل برعاية كلّ من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية، فما الذي يمنع أن يتكرّر الأمر نفسه لإيجاد حلول للمشاكل العالقة، ولا سيما أن الحرب لم تؤدّ إلى نتيجة".
من هذه النقطة انطلقت النقاشات على نطاق أوسع حول سيناريوهات بدأ التداول فيها منذ الإعلان عن التوصّل إلى اتفاق في غزة حول ما يُحضّر للبنان في حال رفض حزب الله تسليم سلاحه. وبدأ الفريق الأميركي في لبنان الترويج لفكرة أن نموذج غزة قد يتكرّر في لبنان إذا فشلت الدولة في تنفيذ المطلوب منها. وقد عزّز اعتداء المصيلح الأخير هذه الخشية، خصوصاً أن بوادر التصعيد لم تتأخر لتطلّ برأسها بالتزامن مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة، وهو ما فُسِّر كرسالة بأن إسرائيل مستعدّة لاستئناف الحرب على لبنان.
من الواضح أن لبنان يتهيّب المرحلة المقبلة، مع احتمال أن يكون العدو يفكر في خوض جولة جديدة، بهدف تحويل جنوب الليطاني إلى منطقة عازلة. ويُنقَل عن أركان السلطة قلقهم من أن تكون الأيام المقبلة صعبة جداً، إن لم يكن على الصعيد العسكري، فعلى الصعيد السياسي، إذ سيزداد حجم الضغوط لدفع لبنان إلى القبول بما طلبته واشنطن وتل أبيب، وهو التفاوض المباشر وتقديم التنازلات كما حصل مع حركة "حماس" في غزة، فضلاً عن إمكانية فرض عقوبات على شخصيات سياسية بهدف الضغط عليها.
وقالت مصادر مطّلعة إنه نُقل أخيراً عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "واشنطن بدأت تفكر في اليوم التالي لجنوب لبنان كما حصل في غزة، وهناك تصوّرات قيد البحث من بينها إمكانية تسليم الجنوب لقوة دولية، ولا سيما بعد مغادرة اليونيفل، وقد تكون هذه القوات أميركية إلى حين الانتهاء من حلّ الملفات العالقة، ولا سيما موضوع الترسيم البري".
ويُشار، في هذا السياق، إلى أن جهات أوروبية نافذة، تحدّثت عن اتصالات جارية بين دول في الاتحاد الأوروبي عن الصيغة الأنسب، لضمان بقاء قواتها العاملة ضمن "اليونيفل" في لبنان، بعد انتهاء مهامها نهاية العام المقبل.
وهو مشروع، يحتاج إلى بحث كبير، لأن نشر قوات أوروبية، لا يحصل بقرار من الأمم المتحدة، بل باتفاق بين لبنان والاتحاد الأوروبي مجتمعاً أو مع كل دولة على حدة، مع العلم أنه يجب فهم الأسباب الموجبة لبقاء هذه القوات في لبنان، وفي الجنوب على وجه الخصوص، ولا سيما أن إسرائيل لم تعد تثق بأي قوة من خارج النادي الأميركي المباشر. وهو نادٍ يضم دولاً لا ترسل جنودها إلى لبنان في حالته الراهنة.
يبقى كل ذلك عالقاً، بانتظار وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى. ووفقاً للمصادر المطّلعة، فإن "السفير الجديد يحظى بدور كبير على عكس أسلافه الذين هُمّشوا بسبب الموفدين الدوليين، والمعلومات تتحدّث عن أن عيسى سيكون له نشاط استثنائي في المرحلة المقبلة بشأن الوضع بين لبنان وإسرائيل".
في هذه الأثناء، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريراً، قالت فيه إن "علينا أن نوجّه أنظارنا نحو الشمال؛ فبعد وقف إطلاق النار مع حزب الله، الذي قوبل بانتقادات، أصرّت الحكومة والجيش على تنفيذ وثيقة التفاهم الجانبي، التي تمنح الجيش حرّيّة تصرف تامة ضد أيّ نشاط من حزب الله يعيد تهديد سكان الجليل".
وأضافت أنه "لم تعد السياسة قصّ العشب ولا الاحتواء ولا محاولة منع التصعيد، فالواقع الجديد الذي نراه بوضوح وراء السياج هو فرض واقع أمني حازم ويومي لا مساومة فيه.
وتواجَه محاولات حزب الله لرفع رأسه، وإعادة بناء نقطة مراقبة، وتهريب أسلحة، أو حتى الاقتراب من البنية التحتية الإرهابية التي أعدّها ودُمّرت، بردٍّ هجومي، إذ إن الجيش الإسرائيلي يقف على الخطوط الأمامية وما وراءها، وفي مواجهة السكان، ويبادر ويهاجم ويقتلع كل جذور الإرهاب. وهذا النموذج يثبت فاعليته، ويجب أن يكون الواقع الوحيد الذي نسعى إليه، ونتبنّاه الآن أيضاً في الجنوب إزاء غزة".
********************************************
افتتاحية صحيفة النهار
لبنان تلقّى استدراكاً من ترامب: ندعم الرئيس… عون يعلن موقفاً متقدماً: نفاوض ولا نعاكس
الرئيس نواف سلام: “أجدد التزام الحكومة الكامل بإعادة الإعمار وبحقّ جميع أبناء الجنوب، ولا سيّما سكان القرى الحدودية، في العودة الآمنة والمستدامة إلى بلداتهم وقراهم”
مع أن كل دول الشرق الأوسط والعالم العربي تحديداً وحتى الكثير من أنحاء العالم كانت مشدودة أمس إلى “اليوم التاريخي” بحق، الذي توج نهاية حرب غزة وتوزعت مشاهده التاريخية بين تل ابيب وغزة وشرم الشيخ، فإن انشداد لبنان إلى الحدث، بدا مميزاً نظراً إلى الانطباعات والمعطيات الواسعة النطاق التي تتوقع أن يكون لبنان الحلقة الأقرب إلى تلقي تداعيات وتأثيرات هذا الحدث، على رغم التدهور الميداني الذي سجل أخيراً في الجنوب والبقاع الشمالي منذراً بمزيد من ضربات واستهدافات إسرائيلية. وفيما سرت تساؤلات كانت أقرب إلى الشكوك حيال “تغييب” لبنان عن قمة شرم الشيخ، أسوة بدول أخرى كسوريا، ساهمت الإشارة الاستدراكية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطابه من الكنيست الإسرائيلي عن لبنان في إحداث ارتياح، لجهة ما عكسته من تذكير بأن لبنان لا يزال أولوية لدى الإدارة الأميركية، بما يؤكد معطيات ديبلوماسية وإعلامية برزت في الأيام الأخيرة حيال ترقّب اندفاعة أميركية جديدة وربما تحمل تغييرات عن المرحلة السابقة، وستتواكب هذه الاندفاعة مع وصول السفير الأميركي الجديد في لبنان، اللبناني الاصل ميشال عيسى والذي سيكون المعني بملف لبنان مكان الموفدين السابقين توم برّاك ومورغان أورتاغوس. كما أن ما بدّد أيضاً الانطباعات عن غياب لبنان عن الحدث المباشر البارحة، تمثّل في موقف يمكن وصفه بأنه متقدم للغاية ويحمل دلالات بارزة أطلقه رئيس الجمهورية جوزف عون، معلناً بمنتهى الوضوح جاهزية لبنان للتفاوض وعدم معاكسة مسار المنطقة، داعياً إلى التزام إسرائيل وقف العمليات العسكرية في لبنان كشرط لانطلاق التفاوض. هذا الموقف بدا بمثابة تأكيد لبناني لملاقاة مسار السلم والسلام الذي ضجت به تطورات اليوم التاريخي أمس، ناهيك عما تثيره التطورات التصعيدية الإسرائيلية والمعاندة العبثية لـ”الحزب” برفض تسليم سلاحه، فيما “نموذج غزة” استقطب مظلة دولية غير مسبوقة شكلت الرسالة الأكثر تعبيراً عن معالم المرحلة التي انطلقت مع نهاية حرب غزة.
وقد خصّص الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب لبنان في خطابه في الكنيست، مؤكداً دعم إدارة “الرئيس اللّبنانيّ في نزع سلاح الحزب”، ومعتبرًا أنّ لبنان يقوم بعملٍ رائع على هذا الصعيد”. وإذ اعتبر أنّ “الحزب هو خنجر ضرب إسرائيل وأنهيناه”، قال: “في لبنان تمّ تدمير الحزب، وندعم نزع سلاح الحزب وحصره بيد الدولة، وبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها”.
كما أن ترامب تطرّق إلى لبنان في حديثٍ آخر فقال: “نحن نبني مستقبلًا جديدًا. الروابط التجاريّة الّتي سننشئها هنا ستكون بين تل أبيب ودبي، وبين حيفا وبيروت، بين القدس ودمشق، بين إسرائيل مع مصر والسعوديّة وقطر”.
أما الرئيس جوزف عون، فذكّر في حديثه إلى جمعية الإعلاميين الاقتصاديين أمس “أنه سبق للدولة اللبنانية أن تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تمَّ الإعلان عنه من مقر قيادة “اليونيفيل” في الناقورة. فما الذي يمنع أن يتكرَّر الأمر نفسه لايجاد حلول للمشاكل العالقة، لا سيما وأن الحرب لم تؤد إلى نتيجة؟”. وأضاف: “إسرائيل ذهبت إلى التفاوض مع حركة “ح” لأنه لم يعد لها خيار آخر بعدما جرّبت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بد من التفاوض، أما شكل هذا التفاوض، فيحدد في حينه”. وسئل عمَّا إذا كان لبنان في خطر، فأجاب: “لبنان ليس في خطر إلا في عقول بعض الذين يتخذون مواقف نقيض الدولة، ولا يريدون أن يروا بأن لبنان يقوم من جديد، لا سيما وأن كل المؤشرات الاقتصادية إيجابية. المشكلة في لبنان أن البعض يريد حلولاً سريعة، لكن 40 سنة من الأزمات المتتالية والتعثّر لا يمكن إنهاؤها بسرعة، فاليونان مثلاً خرجت من أزمتها الاقتصادية بعد 8 سنوات على رغم الدعم الذي قدَّمه لها الاتحاد الأوروبي وغيره من الدول. لكن التقدم ملحوظ في لبنان وقد وردت إحصاءات أجرتها مؤسسة “غالوب” أظهرته وأوردت ادلة حسيَّة عليه”.
وعن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، أجاب الرئيس عون: “إسرائيل مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا، ولعل قصف الجرافات وآليات الحفر في المصيلح يوم السبت الماضي خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، في وقت تقيَّد لبنان بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي، وطالبنا مراراً بتدخل أميركي وفرنسي، لكنها لم تتجاوب. الآن نأمل بأن نصل إلى وقت تلتزم فيه إسرائيل وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض لأن هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب ألا نعاكسه”.
وفي هذا السياق، أوضح السفير المصري علاء موسى أمس، أن “لبنان حاضر في القمة بكل قوة، وتم التوافق على أن من يشارك هو من له علاقة في ما يحصل في غزة ويساهم في استقرارها وإعادة الإعمار فيها في المستقبل”. وأضاف: “على لبنان أن ينهي مسألة حصر السلاح، ونرجو أن نستفيد من الجو العام في المنطقة وأن يستفيد منه لبنان”.
في غضون ذلك، جدّد رئيس الحكومة نواف سلام تعهد الحكومة بإعادة الإعمار، وكتب أن “ما تعرّض له المهندس طارق مزرعاني، منسّق تجمّع أبناء القرى الجنوبية الحدودية، من تهديد مباشر عبر مكبّرات صوت من مسيّرة إسرائيلية، مدانٌ بأشدّ العبارات. ولا يسعني في هذا السياق إلا أن أجدد التزام الحكومة الكامل بإعادة الإعمار وبحقّ جميع أبناء الجنوب، ولا سيّما سكان القرى الحدودية، في العودة الآمنة والمستدامة إلى بلداتهم وقراهم”.
أما في المواقف السياسية، فردّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على “ما أدلى به أكثر من وزير بتصريحات حول مسؤولية مجلس الأمن الدولي بتنفيذ القرار 1701، وقال إن “هذا كلام صحيح، لكنه غير منطقي ولا يتطابق مع الواقع. فقبل ان تطالب الحكومة اللبنانية المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه القرار 1701 وترتيبات تشرين الثاني 2024، عليها هي أن تقوم بتحمّل مسؤولياتها في الشق المتعلق بها من هذا القرار وهذه الترتيبات. إن القرار 1701 وترتيبات نوفمبر 2024 ينصان، في بنودهما الأولى، على مطالبة الدولة اللبنانية بحل كل التنظيمات المسلحة غير الشرعية الموجودة في لبنان، وجمع كل السلاح غير الشرعي وتسليمه للجيش اللبناني”. وأضاف: “عبثاً نحاول أن نفتِّش عن الحقيقة خارج أنفسنا. إذا أردنا الخلاص لبلدنا، ووقف الاستهدافات الإسرائيلية وإخراج إسرائيل من لبنان، علينا أن نطبِّق ما يتعلق بنا من أحكام القرار 1701 وترتيبات نوفمبر 2024. أما أن نستمر بدفن رؤوسنا في الرمال، وأن نعوِّض عمّا يجب عمله بلعن الظلمة والعدو ولوم الدول الراعية بأنها لم تفعل شيئاً للبنان، فهذه وصفةٌ لفتح المجال واسعاً أمام إسرائيل كي تكمل ما تقوم به”.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : ترامب: الاتفاق “أعظم إنجاز” وندعم نزع السلاح… عون: لا يمكن للبنان أن يكون خارج التسويات
الحدث إقليمي؛ المرحلة الأولى من اتفاق غزة يبدو أنّها تسير وفق ما هو مرسوم لها، حركة «ح» أفرجت عن الأسرى الإسرائيليِّين الأحياء لديها، وإسرائيل في المقابل أفرجت عن مئات الأسرى الفلسطينيِّين من السجون الإسرائيلية. ومن المقرّر إطلاق 1966 من الأسرى الفلسطينيين. ويأتي ذلك بالتوازي مع الاحتفالية اللافتة بهذا الحدث، التي بدأت مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، واستُكمِلت في القمّة الموسّعة التي انعقدت في شرم الشيخ، بمشاركته وحضور مجموعة كبيرة من قادة الدول.
والواضح في هذه الاحتفالية، أنّ الرئيس الأميركي قارب الاتفاق الجاري تنفيذه في غزة، على أنّه يُدخل المنطقة «في عصر ذهبي لإسرائيل وللشرق الأوسط، فهذا اليوم يُشكّل فجراً تاريخياً لمنطقة الشرق الأوسط على غرار ما شهدته الولايات المتحدة من ازدهار وسلام، وما يحدث ليس نهاية الحرب فحسب، بل نهاية عصر الإرهاب والموت، والأجيال القادمة ستتذكّر هذه اللحظة باعتبارها اللحظة التي بدأ فيها كل شيء يتغيّر نحو الأفضل»، وفق ما أعلن في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي، الذي تناول فيه الملف اللبناني، معلناً عن «تدمير «الحزب»، وندعم الرئيس اللبناني في مهمّته لنزع سلاح الكتائب الإرهابية لـ«الحزب» وبناء دولة مزدهرة».
وأشار ترامب إلى «أنّنا سنطبّق السلام من خلال القوة، ولدينا أسلحة لم يحلم بها أحد، وآمل ألّا نضطرّ لاستخدامها. لقد أنهينا 8 حروب في غضون 8 أشهر، وسأضمّ هذه الحرب إلى القائمة بعودة الرهائن». وأشاد بدور إسرائيل في استخدام المعدات العسكرية التي قدّمتها الولايات المتحدة، لافتاً إلى اتصالاته المتكرّرة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال الأزمة، مضيفاً: «تمكنا من وضع حدّ للدولة الأخطر في العالم، وأنهينا مشروعها النووي بالكامل»، معتبراً أنّ «إيران تعرّضت إلى ضربة قاصمة، وسيكون من الرائع أن نُبرِم اتفاق سلام مع الإيرانيِّين».
ولفت إلى أنّه لا يُحِبّ الحرب، وأنّ شخصيّته تُفضّل وقف الصراعات، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل في وعودها بعدم نسيان ما جرى في 7 تشرين الأول وعدم السماح بتكراره. وأضاف، أنّ «أمن إسرائيل لن يعود مُهدّداً بأي شكل من الأشكال بعد نزع سلاح «ح»، والمنطقة بأكملها وافقت على خطة لنزع سلاح ح». وشكر «جميع الدول العربية والإسلامية التي توحّدت للضغط على حركة «ح» لإطلاق سراح الرهائن»، مؤكّداً أنّ «تعاون هذه الدول يعكس رغبة مشتركة في إنهاء العنف وبناء مستقبل من الأمن والاستقرار في المنطقة».
وكان ترامب قد أعلن على متن الطائرة الرئاسية الأميركية خلال توجّهه إلى إسرائيل ثم مصر لترؤس «قمّة السلام» في شرم الشيخ: «لا أعتقد أنّ مَن قدّموا لي الضمانات اللفظية بشأن اتفاق غزة يُريدون أن يُشعروني بالإحباط». واصفاً زيارته إلى المنطقة بأنّها «ستكون مميّزة جداً»، ومعتبراً «أنّ اتفاق السلام في غزة، قد يكون أعظم إنجاز شارك فيه على الإطلاق. سأكون فخوراً بزيارة غزّة، وأود أن تطأ قدماي أرضها».
أثناء وصوله إلى شرم الشيخ، أكّد ترامب: «أنّ العالم كله متحمّس، وهذه اللحظة تعني السلام للشرق الأوسط»، معتبراً أنّ «اتفاق غزة ما كان ليحدث لو كانت إيران تمتلك سلاحاً نووياً».
وفي كلمة له في الكنيست، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «ما من رئيس أميركي فعل من أجل إسرائيل مثل ما فعله ترامب»، ووصفه بـ«أعظم صديق حظِيَت به إسرائيل»، مشيداً بالدور الذي لعبه في ملف إعادة الأسرى، ومؤكّداً أنّ إسرائيل أعادت جميع المختطفين الأحياء، وتعمل على إعادة جثامين القتلى. وأعلن أنّه «ملتزم بتحقيق السلام وفق خطة ترامب. الحكومة تُدرك الدور الحاسم الذي لعبه ترامب في إعادة الأسرى»، معرباً عن شكره له على «وقوفه إلى جانب إسرائيل في وجه الأكاذيب التي تعرّضت لها في الأمم المتحدة»، وعلى «اعترافه بحقوق إسرائيل التاريخية في الضفة الغربية. إنّ السنوات المقبلة هي سنوات السلام داخل إسرائيل وخارجها»، مشيراً إلى أنّ «يحيى السنوار ومحمد الضيف واسماعيل هنية ونصرالله وبشار الأسد جميعهم رحلوا. أمدّ يد السلام إلى كلّ مَن يُريد السلام معنا».
ونقلت القناة 12 العبرية عن نتنياهو قوله بعد وصول الرئيس الأميركي إلى تل أبيب: «إنّ الحرب انتهت». فيما كان قد أدلى بموقف مناقض قبل ذلك، أعلن فيه «الانتصار في الحرب»، إلّا أنّه أشار إلى أنّ «المعركة لم تنتهِ بعد»، زاعماً أنّ «بعض أعداء إسرائيل، يحاولون التعافي واستعادة قدراتهم».
ترحيب
أثار هذا الحدث موجة إشادات واسعة على المستوى العالمي، وأجمعت المقاربات على الترحيب بالاتفاق وتبادل الأسرى. وبرز في هذا السياق، إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنّ بلاده مستعدة للانخراط الكامل في الجهود الدولية الهادفة إلى تثبيت الاستقرار في القطاع، مشيراً إلى أنّ المرحلة المقبلة ستشهد «عملاً مشتركاً» يضع الأسس لحل سياسي طويل الأمد، قائم على دعم السلطة الفلسطينية وتنفيذ مبدأ حلّ الدولتَين.
ترقّب حذر
في موازاة الحدث الفلسطيني، يتموضع الداخل اللبناني على منصّة التأرجُح بين الترقّب القلق لما قد يَلي اتفاق غزة من ارتدادات عليه، وبين الاستهدافات الإسرائيلية المتتالية والإعتداءات المتمادية، وسط مخاوف جدّية من أن تنتقل إسرائيل بعد انتهاء حرب غزة إلى التصعيد على جبهة لبنان، ومحاولة فرض وقائع أمنية عليه، ولاسيما في المنطقة الجنوبية، وبين التخبّط في الإشكالات السياسية التي تُنذِر بالصدام على الملفات الخلافية، سواء ما يتصل بسلاح «الحزب»، أو بالاستحقاق الانتخابي الذي فُتحت ساحته لمعركة قاسية حول قانون الانتخابات النيابية، شرارتها كامنة في تصويت المغتربين.
وإذا كانت الأجواء الإنتخابية يسودها حال من التحدّي المتبادل بين مؤيّدي إشراك المغتربين في انتخاب كل أعضاء المجلس النيابي، ومعارضي هذا الأمر، بالتزامن مع ضخّ مناخ في الأجواء الداخلية يُشكِّك في إمكان إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في أيار المقبل، إلّا أنّ هذا التحدّي، على ما يقول مسؤول رفيع لـ«الجمهورية»: «لا يعدو أكثر من جزء استباقي من اللعبة الانتخابية، التي عجّلت فيها بعض الأطراف تحت عنوان المغتربين، في محاولة شديدة الوضوح للشحن الانتخابي وحشد الشعبية واستعطاف الناخبين».
وكشف المسؤول عينه عن معطيات أكيدة، تفيد بأنّ كل المكوّنات الداخلية صارت متيقنة من «أنّ معركة المغتربين لن توصل إلى أيّ مكان، وأنّ طريق اقتراح تعديل القانون الحالي لمنح المغتربين حق الانتخاب لكل المجلس، يصطدم برفض رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن يماشي مَن صوّتوا مع القانون الحالي ثم انقلبوا عليه، لأنّهم لم يعودوا يرَون مصلحتهم فيه، وبتأكيده على «أنّ هناك قانوناً انتخابياً نافذاً فليُطبَّق»، ما يعني أنّ «قدرة تعديل القانون وتمرير تصويت المغتربين، هي منعدمة أساساً».
وبحسب معلومات موثوقة للمسؤول عينه، فإنّ هذه الأطراف تقوم بالشيء ونقيضه في آنٍ معاً. فهي من جهة، تحافظ على وتيرة تصعيدية عالية حيال هذا الأمر في العلن، إلّا أنّها في الخفاء بدأت تحضيراتها لانتخابات بلا مغتربين، وتؤكّد ذلك حركة الاتصالات المكثفة التي تجري على أكثر من خط سياسي، وكذلك حركة مجموعات نيابية مصنّفة سيادية وتغييرية، بدأت منذ الآن تطرق أبواب أحزاب سياسية وكتل نيابية، توسّلاً لحجز أمكنة لها في اللوائح الانتخابية، علماً أنّ خبراء الإحصاءات والاستطلاعات الانتخابية يتفقون على خيبة شعبية عارمة من هذه الفئات التي لم تكن بقدر التوقعات».
ورداً على سؤال أوضح: «المستويات الرئاسية جميعها حسمت موقفها لناحية إجراء الانتخابات في موعدها، ومعلوماتي تؤكّد أنّ رئيس المجلس ضدّ التمديد للمجلس النيابي ولو لدقيقة واحدة، وأنّ الانتخابات ستجري في موعدها، وليس ما يمنع ذلك على الإطلاق، وبالتالي لا تأجيل للانتخابات تحت أي ظرف حتى ولو حدث زلزال».
الجبهة الجنوبية
وفي الجانب اللبناني الآخر، تبقى الإعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان هي الهاجس المقلق لكل المستويات الداخلية، لكن بمعزل عن الضخّ المتعمّد من قِبل بعض الغرف وما تنعق به ألسنة التوتير والتهويل، فإنّ مصدراً قريباً من لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، أكّد لـ«الجمهورية» أنّه لا يرى في الأفق احتمالات تصعيد. لافتاً إلى أنّ أمام اللجنة عملاً حثيثاً في هذه المرحلة، وضمن المسار الذي يضمن حسن تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية وتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة».
ولفتت المصادر إلى أنّ اللجنة تقدّر المهمّة المنوطة بالجيش اللبناني في المنطقة بالتعاون والتنسيق مع قوات حفظ السلام «اليونيفيل»، وتدعو كل الأطراف إلى تسهيل مهمّته. وأضاف: «الجميع يؤكّدون على تمكين الجيش اللبناني من إكمال مهمّته وتوفير ما يحتاجه من إمكانات في هذا السبيل، كما يُشدّدون على دور قوات «اليونيفيل»، وعدم استهدافها من قِبل أي طرف». مشيراً في هذا السياق إلى الاستهدافات المتتالية لهذه القوات من قبل الجيش الإسرائيلي.
وإذا كان المناخ الداخلي العام، خاضعاً إلى قلق كبير من تصعيد إسرائيلي محتمل، وخصوصاً بعد العدوان الأخير الذي طال بنية مدنية وآليات في منطقة المصيلح، والذي قُرىء على أنّه رسالة اسرائيلية بعدم السماح بإعادة إعمار المناطق اللبنانية التي تدمّرت أو تضرّرت في عدوان الـ66 يوماً، فإنّ مصادر ديبلوماسية غربية قالت ردّاً لـ«الجمهورية»: «التصعيد ممكن في أي لحظة، طالما أنّ اتفاق وقف إطلاق النار لم يُحترَم من قِبل كل الأطراف، أنا شخصياً لا أرى أي رابط بين ما يجري في غزة وبين لبنان، وتبعاً لذلك لا أعتقد أنّ إنهاء الحرب في غزة يعني أن تشتعل الحرب في لبنان، فوضع لبنان منفصل، وثمة مؤشرات تفيد بتوجّه لدى الدول المعنية بلبنان، وأقصد هنا الولايات المتحدة الأميركية، بإعادة تحريك مساره نحو التسوية والحل».
النائب المر في قصر بعبدا
استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون النائب ميشال المر أمس، في القصر الجمهوري في بعبدا. وأكّد المر بعد لقائه رئيس الجمهورية: «تشرّفتُ بلقاء فخامة الرئيس، وقد هنأته على مواقفه الوطنية الصلبة، وأكّدتُ خلال اللقاء على أهمّية الموقف الذي صدر عنه بعد قصف إسرائيل لمنطقة المصيلح، وبما يتضمّنه من رؤى ومضامين تعبّر عن نهج واضح في استعادة الدولة لمؤسساتها وهيبتها». وتابع: «ويقيني أنّ هذا الموقف يشكّل امتداداً طبيعيّاً لخطاب القَسَم، وخارطة طريق لإعادة بناء الدولة على أسس دستورية حديثة وعصرية».
وختم: «تداولت مع فخامة الرئيس في أبرز الاستحقاقات الدستورية والوطنية المقبلة، إلى جانب قضايا إنمائية واجتماعية تهمّ المواطنين».
قائد الجيش
من جهته، أكّد قائد الجيش العماد رودولف هيكل خلال تفقّده قيادة لواء المشاة العاشر في بلدة كفرشخنا – زغرتا، «أنّ أمن لبنان مصان بفضل احتراف العسكريِّين وصلابتهم وعزيمتهم وإصرارهم على أداء الواجب عن قناعة وإيمان، على رغم من صعوبة المرحلة الحالية». لافتاً إلى أنّ «المؤسسة العسكرية تبقى محل إجماع اللبنانيِّين وثقة الدول الشقيقة والصديقة، بفضل تفانيهم».
وتحدّث عن «تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على المواطنين، واستهدافه الممتلكات والمنشآت المدنية، وآخرها في منطقة المصيلح في الجنوب»، مشيراً إلى أنّ «هذه الاعتداءات تتسبّب بسقوط شهداء وتُخلّف أضراراً مادية كبيرة، وتمثل تهديداً مستمراً للبنان، وخرقاً فاضحاً للقوانين الدولية واتفاق وقف الأعمال العدائية».
وخلال تفقّده وحدات اللواء في منطقتَي البداوي وتربل، توجّه إلى العسكريِّين بالقول: «نحن ننظر إلى وطننا بمختلف مناطقه بعين المسؤولية، لأنّنا نرتدي بزة الشرف والتضحية والوفاء، والمؤسسة العسكرية هي الضامن لوحدة البلاد، على رغم من الافتراءات والشائعات، ونجاحها يعتمد على نجاح الوحدات وأدائها في مختلف المناطق اللبنانية. لكل منكم دوره الأساسي في استمرار الجيش الذي يتولّى مهمات جساماً ونوعية في الداخل وعلى امتداد الحدود، فلا مجال أمامنا للضعف أو التهاون. الجيش يُجسّد الأمان بالنسبة إلى المواطنين. ولن يتوانى عن تقديم التضحيات من أجل خلاص لبنان».
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
الرئيس اللبناني يدعو للتفاوض مع إسرائيل
عون: لا يمكننا البقاء خارج مسار التسويات
أكد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، أن لبنان ليس في خطر. وقال في لقاء مع صحافيين اقتصاديين محليين، أمس، إنه «لا يمكن أن نكون خارج المسار القائم في المنطقة، وهو مسار تسوية الأزمات، بل لا بد من أن نكون ضمنه؛ إذ لم يعد في الإمكان تحمُّل مزيد من الحرب والدمار والقتل والتهجير».
وأوضح أنه «سبق للدولة اللبنانية أن تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركا والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية، فما الذي يمنع أن يتكرَّر الأمر نفسه لإيجاد حلول للمشاكل العالقة، لا سيما أن الحرب لم تؤدِّ إلى نتيجة؟ فإسرائيل ذهبت إلى التفاوض مع حركة (ح) لأنه لم يعد لها خيار آخر بعدما جربت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات، ولا بد من التفاوض… أما شكل هذا التفاوض فيحدَّد في حينه».
وأعرب عون عن أمله «في أن نصل إلى وقت تلتزم فيه إسرائيل وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض؛ لأن هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب ألا نعاكسه».
وعن الوضع مع سوريا، قال عون: «نسمع كثيراً عن حشود على الحدود، فترسل قيادة الجيش دوريات ويتضح أن لا صحة لهذه المعلومات». وأضاف: «اللقاءات التي أجريتها مع الرئيس السوري أحمد الشرع كانت إيجابية، وخلال زيارة وزير الخارجية السوري (أسعد الشيباني) يوم الجمعة الماضي، إلى بيروت، تم التأكيد على سلسلة مبادئ في إطار الاحترام المتبادل والتعاون والتنسيق على مستويات أمنية واقتصادية».
*******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
عون للتفاوض في «زمن التسويات» وسلام يطالب القمة بدعم لبنان لإنهاء الإحتلال
الرئيس الأميركي يرحِّب بـ«حصر السلاح»: الحزب خنجر ضرب إسرائيل وأنهيناه
كما هي القاعدة الذهبية المعروفة: حرب، فوقف نار، فمفاوضات فإتفاقيات أو معاهدات جديدة.
لم تخرج حرب غزة أو ما عُرف بـ«طوفان الاقصى» مع ما ترتَّب عليه من جهات اسناد عن هذه القاعدة، شبه الثابتة، فلبنان الذي سبق غزة الى توقيع اتفاق لوقف النار لم تحترمه اسرائيل لتاريخه، فهي حافظت على احتلالها 5 نقاط او تلال او اكثر، ولم تطلق سراح الاسرى، ولم تسمح باعادة الاعمار، ولم توقف الاعتداءات والغارات والاستهدافات للاشخاص والآليات والمنازل والمزروعات، وحتى الطرقات.. والعصافير المهاجرة..
ومع ذلك، بقي السؤال الملحّ والمثير: لماذا لم يُدعَ لبنان الى قمة شرم الشيخ وهو المعني، كسواه وأكثر من دول الشرق الاوسط بالصراع في الشرق الاوسط؟!
في غزة، انجزت الخطوة الاولى من خطة ترامب (الرئيس الاميركي) بادخال المساعدات ووقف النار، وتبادل الاسرى والمحتجزين من الاسرائيليين والفلسطينيين، امتداداً الى قمة السلام في شرم الشيخ التي كان بطلها الرئيس دونالد ترامب، محاطاً بزعماء عرب ومسلمين واوروبيين من اجل احلال السلام، وانعاش الاتفاقيات الابراهيمية في عموم الشرق الاوسط، الذي لن يشهد حرباً عالمية ثالثة، على حدّ تعبير سيد البيت الابيض..
وحسب معلومات «اللواء» فإن لبنان الرسمي يترقب الخطوات المقبلة بعد الاتفاق الامني في غزة وكيف سيتطور بعد كلام ترامب ومؤتمر شرم الشيخ عن تحقيق السلام في المنطقة وبدء البحث في اعادة اعمار قطاع غزة. ولم يتلقَّ المسؤولون اي اتصال خارجي بخصوص الخطوات المقبلة ولا كيف سيتم التعامل مع اوضاعه واين مكانه في حركة التسوية الجارية ولو ببطء. وكيف سيكون شكل هذه التسوية؟. لذلك فالانتظار اللبناني هو سيد الموقف، لكن مع ترقب ما سيقوم به الجانب الاميركي مع كيان الاحتلال الاسرائيلي لوقف اعتداءاته المتصاعدة على لبنان، وبإنتظار انتهاء مهلة الشهرين المعطاة لجمع السلاح جنوبي نهر الليطاني.
وقال ترامب في كلمته، خلال توقيع وثيقة «اتفاق غزة في شرم الشيخ: الحزب هو خنجر ضرب اسرائيل وأنهيناه»، مضيفاً الرئيس اللبناني يعمل على سحب السلاح وحصره بيد الدولة، ونحن ندعمه، وهناك امور جيدة تحدث في لبنان.
وفي الكنيست قال ترامب حول لبنان: «ندعم رئيسه الذي يعمل على سحب سلاح الحزب وحصره بيد الدولة لبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها، والرئيس عون يقوم بعمل رائع وهناك أمور جيّدة تحدث في لبنان».
ولاقاه السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بالقول: من الضروري أن ينجح لبنان في نزع سلاح الحزب قبل أن يعمّ السلام الحقيقي في المنطقة. ويجب أن تكون المنطقة والعالم مستعدين لمساعدة لبنان في هذا المسعى المهم.
ولئن شهد الجنوب والمناطق الاخرى، توقفاً ملحوظاً في الاعتداءات والاغتيالات، ما خلا تحليقاً للمسيَّرات في اجواء بلدات اقليم التفاح على علو متوسط، وفوق عدد من بلدات النبطية والزهراني، وتحريض اسرائيلي مكشوف ضد الناشط الجنوبي (من سكان حولا الحدودية) طارق مزرعاني والتهويل والتحريض على قتله، فإن لبنان الذي رحب بما جرى في غزة، طالب بلسان الرئيس نواف سلام قمة شرم الشيخ الى ان تساهم في فتح افق جديد في المنطقة، مطالباً الاشقاء والاصدقاء الى مشاركة لبنان العمل من اجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية وانسحاب جيش الاحتلال من كامل الاراضي اللبنانية واطلاق الاسرى، والمساهمة في اعادة الاعمار.
وذهب الرئيس جوزف عون الى ابعد من ذلك الى الاعلان انه في حين ان المنطقة تسير نحو التفاوض لارساء السلام والاستقرار، وهي تعطي نتائج، ولا يمكن ان نكون خارج المسار القائم في المنطقة، وهو مسار «تسوية الازمات» ولا بدّ من ان نكون ضمنه، اذ لم يعد في الامكان تحمل المزيد من الحرب والدمار والقتل والتهجير».
سبق للدولة اللبنانية ان تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما اسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تمَّ الإعلان عنه من مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة. فما الذي يمنع ان يتكرَّر الامر نفسه لايجاد حلول للمشاكل العالقة، لاسيما وأن الحرب لم تؤدِّ الى نتيجة؟
اضاف:اسرائيل ذهبت الى التفاوض مع حركة «ح» لانه لم يعد لها خيار آخر بعدما جربت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بد من التفاوض، اما شكل هذا التفاوض فيحدد في حينه.
وسئل الرئيس عون عمَّا اذا كان لبنان في خطر، فأجاب «لبنان ليس في خطر الا في عقول بعض الذين يتخذون مواقف نقيض الدولة، ولا يريدون ان يروا بأن لبنان يقوم من جديد، لاسيما وأن كل المؤشرات الاقتصادية إيجابية، المشكلة في لبنان ان البعض يريد حلولا سريعة، لكن 40 سنة من الازمات المتتالية والتعثر لا يمكن انهاؤها بسرعة.
وعن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، أجاب الرئيس عون: «إسرائيل مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا، ولعل قصف الجرافات وآليات الحفر في المصيلح يوم السبت الماضي خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، في وقت تقيَّد لبنان بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي، وطالبنا مرارا بتدخل أميركي وفرنسي لكنها لم تتجاوب. الان نأمل ان نصل الى وقت تلتزم فيه إسرائيل وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض لان هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب الا نعاكسه».
والتقى الرئيس عون نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري الذي اطلعه على نتائج الاتصالات الجارية مع الجانب السوري لمعالجة الملفات قيد البحث، لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية السوري اسعد الشيباني الى بيروت الأسبوع الماضي. وأشار الرئيس متري الى حضور وفد قضائي سوري الى لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة للبحث في الملفات القضائية بين البلدين.
وفي السياق، أوضح السفير المصري علاء موسى، أن «لبنان حاضر في القمة بكل قوة، وتم التوافق على أن من يشارك هو من له علاقة في ما يحصل في غزة ويساهم في استقرارها وإعادة الإعمار فيها في المستقبل».
وأضاف: على لبنان أن يُنهي مسألة حصر السلاح، ونرجو أن نستفيد من الجو العام في المنطقة وأن يستفيد منه لبنان.
وفي المواقف الحكومية، كتب رئيس الحكومة نواف سلام الموجود في باريس في زيارة خاصة عبر حسابه على «اكس»: «ما تعرّض له المهندس طارق مزرعاني، منسّق تجمّع أبناء القرى الجنوبية الحدودية، من تهديد مباشر عبر مكبّرات صوت من مسيّرة إسرائيلية، مدانٌ بأشدّ العبارات. ولا يسعني في هذا السياق إلا ان اجدد التزام الحكومة الكامل بإعادة الإعمار وبحقّ جميع أبناء الجنوب، ولا سيّما سكان القرى الحدودية، في العودة الآمنة والمستدامة إلى بلداتهم وقراهم».
الميكانيزم غداً
وغداً، تعود «الميكانيزم» للاجتماع في الناقورة، والسعي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية والتحليق عبر المسيَّرات على كافة الاراضي اللبنانية.
**************************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
ابراهيم ناصرالدين
ترامب يروّج لـ«سلام القوة»… ولبنان يدخل مرحلة القلق
عون يطرح خيار التفاوض مع «إسرائيل» مستندًا إلى تجربة الترسيم البحري
جعجع يهاجم الحكومة والثنائي يردّ: «نكاية بالطهارة»!
فيما كان الشعب الفلسطيني يحتفل «بطوفان الاسرى»، أمضى الرئيس الاميركي دونالد ترامب نحو خمس ساعات في «التملق» لنفسه، «ولاسرائيل»، محاولا انقاذ سمعتها الملطخة بدماء الفلسطينيين، ودماء اللبنانيين، وابناء المنطقة. تحدث عن «سلام « دون ان يتلفظ ولو شكليا باحتمال قيام دولة فلسطينية تعيد بعضا من حقوق الشعب الفلسطيني على اجزاء من ارضه. في خطابه «الفلكلوري» امام «الكنيست»، «تباكى» على المستوطنين الاسرى، ولم يلتفت طبعا لمعاناة الاسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال، اكد ان السلام ليس املاً بل حقيقة، دون ان يشرح كيف سيحصل ذلك في ظل تبني دولة الاحتلال استراتيجيته فرض «السلام» بالمزيد من القوة! ولم يشرح ايضا كيفية ترجمة اقواله الى افعال وتحويل وقف النار وتبادل الاسرى الى اتفاق سياسي؟ وكان اول اختبار لوهم «السلام» فشل ترامب في «تنظيف» سجل رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو بالامس الذي لم يتمكن من مرافقته الى قمة شرم الشيخ بعدما رفض عدد من القادة المشاركين حضوره، وهددوا بالمغادرة؟!
الغموض سيد الموقف…
حاول الرئيس الاميركي توزيع الرسائل في اتجاهات عدة، لكن يبقى الغموض سيد الموقف حيال ما ينتظر المنطقة في المرحلة المقبلة، خصوصا ان الامر برمته يرتبط بنزق رجل واحد لا يمكن التكهن بخطواته او قراراته، ويؤمن ان «السلام» يعني اذعان الطرف الآخر، ويواصل بيع «الاوهام»! وهو اليوم يقوم بمهمة محددة، انقاذ «اسرائيل» من عزلتها الدولية بعدما عرتها حرب غزة وباتت لدى معظم الراي العام الغربي»دولة» ابادة جماعية. والمفارقة انه يقدم نفسه «كرجل سلام»، بينما يقر «بتبجح» امام الكنيست ان اسلحة الابادة الاسرائيلية هي اميركية المنشأ، وقد ابدى اعجابه علنا بقدراتها التدميرية، وبحرفية جيش الاحتلال في كيفية استخدامها!ولم ينس الرئيس الاميركي التباهي بضرب المنشأت النووية الايرانية، لكنه جدد الدعوة لايران للالتحاق بمشروعه في المنطقة!..
الانتظار..وعرض التفاوض
وفيما الانتظار سيد الموقف في لبنان الذي لم تتم دعوته الى قمة شرم الشيخ، حيث تم توقيع الدول الضامنة على اتفاق انهاء الحرب على غزة، حضر الملف اللبناني في كلمة ترامب امام «الكنيست»، حيث وصف الحزب بانه «خنجر» ضرب «إسرائيل»، وقال « أنهيناه والرئيس اللبناني يعمل على سحب السلاح وحصره بيد الدولة ونحن ندعم الرئيس لبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها وهناك أمور جيّدة تحدث في لبنان».. في المقابل طرح رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون التفاوض مع «اسرائيل» دون تحديد شكل هذا «التفاوض»، ولفت الى « انه سبق للدولة اللبنانية ان تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما اسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تمَّ الإعلان عنه من مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة. فما الذي يمنع ان يتكرَّر الامر نفسه لايجاد حلول للمشاكل العالقة، لاسيما وان الحرب لم تؤد الى نتيجة؟ فاسرائيل ذهبت الى التفاوض مع حركة «ح» لانه لم يعد لها خيار آخر بعدما جربت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بد من التفاوض، اما شكل هذا التفاوض فيحدد في حينه».
كلام علني قيل في «الكواليس»
ووفق مصادر سياسية بارزة، فان كلام الرئيس قد يكون الاول من نوعه بهذا الوضوح علنا، لكنه ليس جديدا وتم طرحه على مسامع الموفدين الأميركيين توم براك، ومورغان اورتاغوس، لكنهما عادا من «اسرائيل» باجوبة سلبية للغاية، لان حكومة الاحتلال لا تجد نفسها مضطرة الى التفاوض مع الجانب اللبناني الذي يجب ان يخضع لشروطها، لا التفاوض عليها، ولم يبد الجانب الاميركي حتى اليوم اي مؤشر على احتمال قيامه بالضغط على «اسرائيل» لتنفيذ اتفاق وقف النار، اولا، ثم الانتقال الى ترتيبات يمكن التفاهم عليها بين الجانبين. اي لا شيء للتفاوض عليه، والمطلوب لبنانيا الاذعان، وتنفيذ الاجندة الاسرائيلية. ولهذا فان ما قاله الرئيس ليس متفقا عليه مع الاميركيين، وانما يحاول الرئيس الاستفادة من الزخم المعلن اميركيا لتحقيق «السلام» في المنطقة، ويريد ان يحجز مكانا للساحة اللبنانية على «الطاولة»، كي لا تهمل وتبقى رهينة بيد قوات الاحتلال التي توسع نطاق اعتداءاتها على نحو خطير، وتلمح الى المزيد.
مؤشرات مقلقة!
وفي هذا السياق، لم تكن اشارة الرئيس الاميركي امام «الكنيست» بالامس، مطمئنة بل هي تثير الكثير من القلق حيال كيفية تعامل واشنطن مع الملف اللبناني، خصوصا انها تضع على عاتق الرئيس عون مهمة لا يمكن ان تتحول الى واقع في ظل استمرار «العربدة» الاسرائيلية، وغياب الضغط الاميركي على دولة الاحتلال لاحترام تنفيذ القرار 1701، وقد بلغ التجاوب الرسمي اللبناني مع الضغوط الاميركية حده الاقصى، ولم يعد بالامكان تقديم اي تنازلات جديدة قد تهدد السلم الاهلي. وفي هذا السياق، جاءت تصريحات السيناتور الجمهوري الداعم لدولة الاحتلال ليندسي غراهام الذي اكد على « ضرورة أن ينجح لبنان في نزع سلاح الحزب قبل أن يعمّ السلام الحقيقي في المنطقة» وقال» يجب أن تكون المنطقة والعالم مستعدين لمساعدة لبنان في هذا المسعى المهم»…
لا جواب قبل تسلم عيسى
وامام هذه المعطيات، تلفت مصادر دبلوماسية الى ان صدى»الجواب» الاميركي على الدعوة اللبنانية للتفاوض، لن تصل قبل تسلم السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى لمهامه في «عوكر»، لكن يخشى ان يصل قبله الرد الاسرائيلي، ميدانيا، خصوصا ان الاميركيين يتحججون راهنا بالاغلاق الحكومي لتبرير غياب حراكهم الدبلوماسي تجاه لبنان، وهذا ما يعزز المخاوف من فترة الفراغ التي لا يدرك احد كيف يمكن ان يملأها رئيس حكومة الاحتلال الذي سيتحرك من الان وصاعدا على وقع ازماته الداخلية التي يفترض ان تتفاقم مع الدخول في عام الانتخابات التشريعية، فيما لا مؤشرات على تغيير في الاستراتيجية الاميركية حتى الان.
لا تجاوب اميركي- فرنسي
وعن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، أجاب الرئيس عون «إسرائيل مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا، ولعل قصف الجرافات وآليات الحفر في المصيلح يوم السبت الماضي خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، في وقت تقيَّد لبنان بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي، وطالبنا مرارا بتدخل أميركي وفرنسي لكنها لم تتجاوب. الان نأمل ان نصل الى وقت تلتزم فيه إسرائيل وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض لان هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب الا نعاكسه..
لماذا غاب لبنان؟
من جهته، برر السفير المصري علاء موسى، عبر حضور لبنان قمة شرم الشيخ بالقول أن «لبنان حاضر في القمة بكل قوة، وتم التوافق على أن من يشارك هو من له علاقة في ما يحصل في غزة ويساهم في استقرارها وإعادة الإعمار فيها في المستقبل». ورأى أن «مؤتمر شرم الشيخ عنوان للجهود والإرادة العربية التي توحدت وراء موقف حقيقي، واليوم سيكون بداية لمرحلة جديدة عنوانها السلام»، مشددا على أن «هناك الكثير من التحديات، ولكن إذا ما استمر الزخم نفسه يمكن التغلب عليها».وأضاف: على لبنان أن ينهي مسألة حصر السلاح، ونرجو أن نستفيد من الجو العام في المنطقة وأن يستفيد منه لبنان!
تحرك الحكومة الدولي
ووسط تساؤلات عما اذا كان رئيس الحكومة نواف سلام قد تبنى نهجا جديدا في تعامله مع الخروقات الاسرائيلية، وبعد يوم على اعلانه التوجه لرفع شكوى لمجلس الامن ضد «اسرائيل» اثر الاعتداء على المصيلح، جدد سلام، التزام الحكومة الكامل بإعادة الإعمار وبحقّ جميع أبناء الجنوب، ولا سيّما سكان القرى الحدودية، في العودة الآمنة والمستدامة إلى بلداتهم وقراهم. كذلك ، أمل رئيس الحكومة، أن تسهم قمة شرم الشيخ في فتح أفق جديد في المنطقة، داعياً «الأشقاء والأصدقاء الإقليميين والدوليين» إلى العمل من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية وتحقيق الانسحاب الكامل..
وكتب عبر حسابه على «اكس»: ما تعرّض له المهندس طارق مزرعاني، منسّق تجمّع أبناء القرى الجنوبية الحدودية، من تهديد مباشر عبر مكبّرات صوت من مسيّرة إسرائيلية، مدانٌ بأشدّ العبارات.
هيكل: «اسرائيل» تهديد للبنان
من جهته، جدد قائد الجيش العماد ردولف هيكل تحميل «اسرائيل» مسؤولية خرق اتفاق وقف النار، واشار خلال تفقده الوحدات العسكرية في زغرتا» الى تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على المواطنين، واستهدافه الممتلكات والمنشآت المدنية، وآخرها في منطقة المصيلح في الجنوب، مشيرًا إلى أن «هذه الاعتداءات تتسبب بسقوط شهداء وتُخلّف أضرارًا مادية كبيرة، وتمثل تهديدًا مستمرًا للبنان، وخرقًا فاضحًا للقوانين الدولية واتفاق وقف الأعمال العدائية».
جعجع «عكس التيار»
وفي موقف مستغرب، يثير الكثير من علامات الاستفاهم، لانه يحمل لبنان مسؤولية الاعتداءات الاسرائيلية، انتقد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ما صدر عن أكثر من وزير حول مسؤولية مجلس الأمن الدولي بتنفيذ القرار 1701 ، وقال» معالي الوزراء المحترمين، هذا كلام صحيح، لكنه غير منطقي ولا يتطابق مع الواقع. فقبل ان تطالب الحكومة اللبنانية المجتمع الدولي بتحمُّل مسؤولياته تجاه القرار 1701 وترتيبات نوفمبر 2024، عليها هي ان تقوم بتحمُّل مسؤولياتها في الشق المتعلق بها من هذا القرار وهذه الترتيبات. إن القرار 1701 وترتيبات نوفمبر 2024 ينصان، في بنودهما الأولى، على مطالبة الدولة اللبنانية بحل كل التنظيمات المسلحة غير الشرعية الموجودة في لبنان، وجمع كل السلاح غير الشرعي وتسليمه للجيش اللبناني. واضاف: عبثا نحاول ان نفتِّش عن الحقيقة خارج أنفسنا. إذا أردنا الخلاص لبلدنا، ووقف الاستهدافات الإسرائيلية وإخراج إسرائيل من لبنان، علينا ان نطبِّق ما يتعلق بنا من أحكام القرار 1701 وترتيبات نوفمبر 2024.
«نكاية بالطهارة»!
وقد علقت مصادر مقربة من «الثنائي» على كلام جعجع بالقول: انه يقدم خدمات مجانية للعدو ويبرر له الاستمرار بالاعتداءات على الاراضي اللبنانية، وهو يغرد خارج سرب السيادة الحقيقة التي تفترض به ان يتبنى كلام رئيس الجمهورية جوزاف عون وقائد الجيش اللذين يرددان يوميا ما مفاده ان لبنان التزم بكل مندرجات ال1701بينما تواصل «اسرائيل» خرقه وعدم الالتزام به، فلماذا يصر جعجع على تبني استراتيجية «..نكاية بالطهارة»؟!
«بلبلة» صحية؟
صحيا، سادت البلبلة بين المواطنين بالامس، بعد اصدار وزارة الصحة قرارا يقضي بتوقيف العمل بشركة مياه «تنورين» وسحب منتجاتها من السوق وذلك بسبب التلوث. وقد وقع القرار وزير الزراعة الدكتور نزار هاني بصفته وزيرا للصحة بالوكالة بسبب وجود الوزير الأصيل ركان ناصر الدين في زيارة رسمية خارج لبنان.
مؤتمر صحافي اليوم
وفور صدور القرار، أعلنت شركة ينابيع مياه تنورين ،عقد مؤتمر صحافي في مقر الشركة – جسر الباشا اليوم عند الساعة الثانية عشرة ظهراً،وأوضحت الشركة في بيان أن «هذا المؤتمر يأتي في إطار حرص الشركة على توضيح الحقائق ووضع الرأي العام أمام المعلومات الدقيقة المتعلقة بجودة مياه تنورين ومطابقتها الكاملة للمواصفات والمعايير اللبنانية والدولية المعتمدة.. من جهتها، أعربت بلدية تنورين عن تفاجئها «بقرار وزارة الصحة،وطلبت البلدية في بيان من وزارة الصحّة تزويدنا بنتائج الفحوص ومكان إجرائها، خصوصًا أنّ الوزارة في قرارها شرحت أنّ فريق الترصّد الخاص بها أخذ عيّنات بتاريخ 6/10/2025 وأتت غير مطابقة للمواصفات القياسية اللبنانية لتلوّثها ببكتيريا بسودومانوس وإيروجنوزا. وسألت الوزارة «عمّا إذا وصلها أي شكاوى بحالات صحيّة نتيجة تلوّث المياه،وطالبت وزارة الصحّة بإعادة الفحوصات سريعًا للتأكّد من نتائجها..
*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
ترامب يطلق من شرم الشيخ مسار السلام في المنطقة
انطلقت امس في مدينة شرم الشيخ المصرية فعاليات قمة السلام حول غزة برئاسة مشتركة للرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي دونالد ترامب، وبمشاركة أكثر من 31 من قادة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.
ووقع رؤساء وزعماء كل من الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر على وثيقة شاملة بشأن الاتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حركة ح).
ووجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كلمته بافتتاح القمة الشكر للرئيس المصري وقال إنه يقود دولة تمتد حضارتها 7 آلاف سنة.
كما وجه الشكر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووصفه بأنه “رجل مذهل وأشكره على صداقته الرائعة”، وقال إن بلاده تملك أحد أفضل الجيوش في العالم.
ووجه ترامب أيضا الشكر لدولة قطر على جهودها، وأشاد بأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووصفه بأنه قائد مذهل.
وفي تصريحات عن القمة قبيل انطلاقها، قال الرئيس الأميركي إن قطر والسعودية والإمارات “كانت عظيمة إلى جانب الأردن ومصر”، مضيفا في تصريحات لقناة “فوكس نيوز”: “حققنا نجاحا عظيما وكثير من البلدان كانت تريد التوصل إلى اتفاق.. نمر بفترة متميزة في الشرق الأوسط”.
وقال ترامب: الوثيقة التي وقعناها للتو تاريخية والاتفاق بين حركة ح واسرائيل سيصمد وهو الاصعب والاكثر تعقيدا مضيفا: حققنا معا ما قال الجميع إنه مستحيل وهو السلام في الشرق الأوسط.
الحرب في غزة انتهت والمساعدات بدأت في التدفق ومرحلة إعادة بناء غزة قد تكون الأصعب.
بدوره، قال الرئيس المصري إن اتفاق غزة “إنجاز رائع ونثمّن ما حققه الرئيس ترامب”، مؤكدا أهمية ضمان دخول المساعدات إلى غزة وتسليم جثامين الرهائن الإسرائيليين لذويهم.
وأضاف السيسي أن ترامب هو الوحيد القادر على تحقيق السلام في المنطقة، مشددا على الحاجة إلى دعم ترامب لمؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة.
وقال السيسي: نشهد لحظة تاريخية فارقة ونأمل أن ينهي هذا الاتفاق صفحة مؤلمة في تاريخ البشرية. مؤكدا ان أمن الشعوب لا يتحقق بالقوة العسكرية فقط والسلام خيارنا الإستراتيجي. وجدد القول ان من حق الشعب الفلسطيني تقرير مصيره وأن ينعم بالحرية ونبه الى ان السلام لا تبنيه الحكومات وحدها بل تبنيه الشعوب كذلك. ودعا الشعب الإسرائيلي لمد يده لتحقيق السلام. وقال السيسي: سنعمل خلال أيام على وضع الأسس المشتركة لإعادة إعمار قطاع غزة, مستشرفا مستقبلا مشرقا لمنطقتنا وأمامنا فرصة تاريخية فريدة للوصول إلى شرق أوسط مستقر.
وقال الرئيس المصري: نتطلع لشرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل . داعيا الى تنفيذ اتفاق غزة للوصول إلى حل الدولتين وتكامل شعوب المنطقة.
وعقدت القمة تحت عنوان “قمة شرم الشيخ للسلام” لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وتأتي القمة في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية ، برعاية أميركية، وبمشاركة قطر ومصر وتركيا.
وكان من أبرز المشاركين في القمة: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وتشمل بنود الاتفاق وقف الحرب بشكل دائم، وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، إضافة إلى تشكيل إدارة فلسطينية انتقالية لإدارة شؤون القطاع.
ويُتوقع أن تُسهم القمة في تثبيت التهدئة وإطلاق مرحلة جديدة من إعادة الإعمار، بما يمهّد لإحياء مسار السلام الشامل في المنطقة.
ترامب: قطر ساعدتنا كثيراً وسأكون فخوراً بزيارة غزة
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل وصوله الاثنين إلى تل أبيب إن قطر قدمت مساعدة كبيرة للغاية في التوصل إلى اتفاق غزة، مؤكدا أنه سيكون فخورا بزيارة قطاع غزة.
وفي تصريحات على متن الطائرة الرئاسية التي تقله إلى مطار بن غوريون في تل أبيب، قال ترامب إن الحرب في قطاع غزة انتهت، وإن الجميع يريد أن يكون جزءا من السلام، مضيفا “سأكون فخورا بزيارة غزة وأود أن تطأ قدماي أرضها”. وأضاف الرئيس الأميركي “لا أعتقد أن من قدموا لي الضمانات اللفظية بشأن اتفاق غزة يريدون أن يشعروني بالإحباط”، وقال إنه كانت لديه خلافات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإنه تمت تسويتها بسرعة.
وعن جهود قطر في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة وإسرائيل وتبادل الأسرى، قال ترامب إن “قطر قدمت لنا مساعدة كبيرة للغاية في التوصل إلى اتفاق غزة”.
وأضاف أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “رجل رائع وساعدنا حقا في اتفاق غزة”، وقال أيضا إن القطريين “كانوا شجعانا للغاية وكان قائدهم أمير قطر شجاعا للغاية”.
الرئيس الاميركي: المرحلة الثانية بدأت
السيسي: ترامب الوحيد القادر على تحقيق السلام في المنطقة
اشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى ان “الرئيس الاميركي دونالد ترامب هو الوحيد القادر على تحقيق السلام في المنطقة”، لافتا الى ان “اتفاق غزة إنجاز رائع”.
واكد انه “علينا ضمان دخول المساعدات إلى غزة وتسليم جثامين الاسرى الإسرائيليين لذويهم”، مشددا على اننا “نحتاج دعم ترامب لمؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة”.
وكان ترامب اشار اثناء وصوله إلى شرم الشيخ، الى أن “العالم كله متحمس وهذه اللحظة تعني السلام للشرق الأوسط”، معتبرا “اننا نمر بفترة متميزة جدا في الشرق الأوسط”.
وكشف ان “المحادثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة بدأت”، معتبرا أن “الاتفاق ما كان ليحدث لو كانت إيران تملك سلاحا نوويا”، لافتا الى انني “أعتقد أن إيران ستنضم إلى الركب وهي تحتاج بعض المساعدة”.
ولفت ترامب الى ان “هناك فرق تبحث عن جثامين الاسرى الإسرائيليين في غزة”، مشيرا الى أن “هناك الكثير من الركام والأنقاض في غزة والقطاع في حاجة إلى عملية تنظيف”.
واكد أننا “سنرى كثيرا من التقدم في الشرق الأوسط”. واضاف ان “قطر والسعودية والإمارات كانت عظيمة إلى جانب الأردن ومصر”.
أسباب مختلفة منعت نتنياهو من قمة شرم الشيخ
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، أن الأخير لن يشارك في “قمة شرم الشيخ للسلام” بحجة “عيد العرش” اليهودي.
من جانبها، أعلنت الرئاسة المصرية، الاثنين، أن نتنياهو “لن يشارك في قمة السلام بشرم الشيخ بسبب الأعياد الدينية”.
وفي وقت سابق، قالت الرئاسة المصرية في بيان إن السيسي “تلقى اتصالًا من الرئيس ترامب اثناء وجوده في إسرائيل بصحبة رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي تحدث أيضا مع الرئيس المصري”، في أول اتصال هاتفين بين الجانبين منذ اندلاع حرب غزة.
ولفتت إلى أنه “تم الاتفاق على حضوره قمة السلام التي سوف يشارك فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل ترسيخ اتفاق وقف الحرب في غزة والتأكيد على الالتزام به”.
وكان مصدر ديبلوماسي افاد بأن تركيا مارست ضغوطاً لمنع نتنياهو من المشاركة في قمة شرم الشيخ عبر رئيسها رجب طيب أردوغان.
*******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
لبنان الرسمي يلاقي رياح السلام
ترامب: أدعم عون في مهمته لنزع سلاح “الحزب”
دخلت المنطقة أمس زمنًا جديدًا، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولادة هذا الزمن عن مكان لبنان فيه. وبدوره، أعلن رئيس الجمهورية جوزاف عون عن ملاقاة لبنان رياح السلام التي هبت في الشرق الأوسط فقال أمس وللمرة الأولى في عهده: “الأوضاع في المنطقة تسير نحو التفاوض لإرساء السلام والاستقرار ولا يمكن أن نكون نحن خارج هذا المسار”.
ولفتت مصادر سياسية بارزة لـ “نداء الوطن” إلى أن الدول العربية تدفع باتجاه عدم وجود محور الممانعة في الزمن الجديد، في ظل إصرار أميركي فريد من نوعه لن تكون معه عودة إلى الوراء من الآن فصاعدًا”. وقالت: “ما شهدناه (أمس) هو زلزال لا تقف تردداته عند حدود مكان حصوله، ستكون له ترددات في لبنان، كان أولها موقف رئيس الجمهورية السبت الماضي حيث حمّل “الحزب” مسؤولية توريط لبنان في حرب غزة وطلب منه بشكل واضح أن يحذو حذو “حركة ح” في إعلان انتهاء مشروعه المسلح”.
وتوقفت المصادر عند مخاطبة الرئيس ترامب أمس من الكنيست الإسرائيلي رئيس الجمهورية وحياه على ما قام به وطالبه باستكمال ما يقوم به لجهة الانتهاء من سلاح “الحزب “، ورأت في هذه الخطوة دليلًا على التوجه الأميركي الحازم لإنهاء أزمة لبنان من خلال نزع سلاح “الحزب”.
“الحزب” يهاجم
لم يتأخر “الحزب” في شن حملة على التطور الجديد في الموقف الرسمي. فقال عبر قناة “المنار” التلفزيونية التابعة له وفي نشرتها المسائية أمس: “مؤتمرٌ لم تحضره إيران لرفضِها إعطاء قائد الحرب الصهيونية على المنطقة دونالد ترامب براءة السلام، لكن حضره العديد من الدول وحتى هنغاريا وأرمينيا ولم يُدْع إليه لبنان المتعلق بعض سياسييهِ بحبلِ السرّةِ الأميركي وشعارات السلام. أليست إهانة سياسية جديدة لمن يضعون كلَ أوراقهم في السلة الأميركية؟”.
ترامب: ندعم رئيس لبنان لنزع سلاح “الحزب”
وكان الرئيس الأميركي قد قال في كلمته في الكنيست: “في لبنان، تم القضاء على خنجر “الحزب” الذي كان مسلطًا على إسرائيل، وتدعم إدارتي رئيس لبنان الجديد في مهمته لنزع سلاح “الحزب” نهائيًا ونزع الكتائب الإرهابية لـ “الحزب” وبناء دولة مزدهرة تعيش بسلام مع جيرانها، وهو (أي عون) يعمل على ذلك بشكل جيد جدًا”. وأعلن ترامب “أن هناك أمورًا جيدة تحصل في لبنان”.
عون: يجب أن نكون في مسار التفاوض
من ناحيته، قال الرئيس عون أمس أمام “جمعية الإعلاميين الاقتصاديين: “الأوضاع في المنطقة تسير نحو التفاوض لإرساء السلام والاستقرار ولا يمكن أن نكون نحن خارج هذا المسار، بل لا بد من أن نكون ضمنه، إذ لم يعد في الإمكان تحمل مزيد من الحرب والدمار والقتل والتهجير”. ودعا عون إلى “التفاوض” للتوصل إلى حلول، على غرار ما حصل في ملف ترسيم الحدود البحرية برعاية أميركية وأممية سائلًا: “ما الذي يمنع أن يتكرَّر الأمر نفسه؟ وما الذي يمنع التفاوض لا سيما أن الحرب لم تؤد إلى نتيجة؟”.
ولفت إلى أن إسرائيل “ذهبت إلى التفاوض مع “حركة ح” لأنه لم يعد لها خيار آخر بعدما جربت الحرب والدمار، واليوم الجو العام هو جو تسويات، ولا بد من التفاوض، أما شكل هذا التفاوض فيحدَّد في حينه”.
سلام والعمل على “حصر السلاح”
في سياق متصل، كتب رئيس الحكومة نواف سلام على منصة “أكس”: “أهنئ إخوتنا الفلسطينيين في غزة. كما أحيي الجهود الدبلوماسية التي بذلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكل الدول الشقيقة والصديقة، لوقف هذه الحرب التي طالت كثيرًا وذهب ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء. كلنا أمل في أن تساهم قمة شرم الشيخ في فتح أفق جديد في المنطقة، لكن بينما حكومتنا ملتزمة مضمون إعلان وقف العمليات العدائية لشهر تشرين الماضي، وهي تعمل جاهدة على بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية وعلى حصر السلاح، ما زالت البلاد تتعرض لاعتداءات إسرائيلية شبه يومية. ولذلك، أدعو الأشقاء والأصدقاء الإقليميين والدوليين إلى مشاركتنا العمل من أجل وقف هذه الاعتداءات وانسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من الأراضي اللبنانية، ومساعدتنا في إعادة الإعمار، مما يساهم ليس في استقرار لبنان فحسب، بل في استقرار المنطقة بأسرها”.
غراهام ونزع سلاح “الحزب”
وفي واشنطن، أعلن السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام،أمس، أنه “من الضروري أن ينجح لبنان في نزع سلاح “الحزب” قبل أن يعمّ السلام الحقيقي في المنطقة ويجب أن تكون المنطقة والعالم مستعدَين لمساعدة لبنان في هذا المسعى المهم”.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :