كتب رشيد حاطوم....
في زمن يتراجع فيه الكثيرون عن إبداء آرائهم خلف ستار الحياد، يختار الفنان يوسف الخال أن يكون صاحب موقفٍ شجاع، لا يرتدي أقنعة الأدوار، ولا يختبئ وراء شعارات الفضفاضة. في حواره الأخير ضمن برنامج "وبعدين" مع الإعلامية رابعة الزيات، قدم الخال شهادةً تثير الجدل بإيجابية، وتضع النقاط على الحروف في قضية تمس صميم الأمن القومي اللبناني.
كلمات مثل الطلقات
لم يكن الخال مجرد ضيف عابر، بل كان صوتاً صادحاً بمشاعر الملايين من اللبنانيين الذين يعيشون على خط النار. بكلمات واضحة كالشمس، رفض تسليم سلاح المقاومة، مصرحاً: "لبنان يعيش على كتف عدوٍّ يريد الدخول إلينا كل ثوانٍ". بل وذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال: "في هذه المرحلة أفكر بشراء سلاح". هذه العبارات ليست استفزازاً بقدر ما هي تعبير صريح عن واقع مرير يعيشه لبنان على حدوده الجنوبية.
التمسك بالسلاح.. لأن العدو لا ينام
في دفاعه عن المقاومة، قدم الخال رؤية متوازنة تضع الأمور في نصابها. فهو من جهة يعلّق آمالاً كبيرة على الجيش اللبناني، معترفاً: "أنا مع أن يمسك الجيش اللبناني زمام الأمور في البلد، وتدمع عيني كلما رأيت عسكرياً". لكنه من جهة أخرى يدرك واقع المنطقة حين يحذر: "لكننا على كتف عدوّ يريد أن يدخل إلينا كل خمس ثوانٍ".
تجاوز الطائفية نحو الوطن الجامع
الأجمل في شهادة الخال هو تجاوزه الخطوط الطائفية الحمراء، مؤكداً أن المقاومة ليست حكراً على طائفة أو منطقة. "المقاومة لا تعني الجانب السياسي"، كما قال، معتبراً أن "لو كانت الطائفة المارونية في الجنوب، لفعلت الشيء نفسه الذي فعله أهل الجنوب". هذه الرؤية الوطنية الشاملة تمثل نقلة نوعية في الخطاب العام، وتحويلاً للنقاش من مستوى الطائفة إلى مستوى الوطن.
الجنوب في القلب
بحدسه الفنان، استشعر الخال معاناة الجنوب ومعنى التضامن الوطني الحقيقي، معتبراً أن "البلد كالجسم، أي منطقة توجع فيه يتألم كله". هذه الاستعارة الطبية تعبر عن رؤية عميقة لوحدة المصير اللبناني، وتذكير بأن ألم الجنوب هو ألم لكل لبنان.
هوية عابرة للحدود
كشف الخال عن هويته الثقافية الغنية، معتبراً سوريا بلده الثاني، ومشيراً إلى أنه يشعر بالراحة في مكانين فقط: دمشق وغزير. هذا الانتماء العابر للحدود، والمرتكز على "الجينات" كما وصف، يقدم نموذجاً للهوية المركبة التي لا تنتمي للوطن الصغير فقط، بل للأمة الكبيرة.
في الختام
تصريحات يوسف الخال تمثل أكثر من مجرد رأي، إنها وثيقة سياسية ووطنية تذكر اللبنانيين بأن الفن الحقيقي لا ينفصل عن الواقع، وأن الفنان الحقيقي لا يمكن أن يكون بلا موقف. في زمن العواصف، تبقى كلمات الخال: "خلّي السلاح صاحي" تجسيداً لإرادة شعب يرفض الانكسار، ويتمسك بحقه في الدفاع عن أرضه وعرضه.
النجم #يوسف_الخال في #وبعدين : بهالمرحلة انا ضد تسليم سلاح #حزب_الله pic.twitter.com/pNgp5cOZ8j
— Elie Merheb (@_ElieMerheb) October 11, 2025
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :