الخليج العربي على خريطة المعادن النادرة الأميركية
تتصدر السعودية ودول الخليج قائمة اللاعبين الرئيسيين في مساعي الولايات المتحدة لتأمين المعادن الحيوية والنادرة، وفق خبراء الصناعة.
وتسعى واشنطن للتحرر من هيمنة الصين على سلاسل المعالجة والتوريد العالمية، إذ خلق سيطرة بكين اختناقات على المواد الضرورية للطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية والتقنيات المتقدمة الأخرى.
ويشهد الطلب على المعادن الحيوية مثل النحاس والجاليوم، والمعادن الأرضية النادرة بما فيها السكنديوم، ارتفاعاً كبيراً.
وقد زادت الصين حصتها العالمية من هذه العناصر التي تستطيع تعدينها محلياً، وبدأت تفرض سيطرتها على المعالجة خلال العقود الأخيرة. ومع تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، استخدمت بكين موقعها في السوق لتقييد الصادرات وقطع الوصول العالمي، ما دفع واشنطن لإعادة التفكير في تعزيز مرونة سلاسل الإمداد.
ويقول مايكل توبمان، المدير الأول للشؤون الفيدرالية في شركة “لوسيد” لصناعة السيارات الكهربائية بواشنطن، إن سعي دول مجلس التعاون الخليجي لتأسيس نفسها كمركز للمعادن سيدعم نمو صناعة السيارات المحلية، من بين قطاعات أخرى.
وأضاف توبمان خلال مشاركته هذا الأسبوع في “معهد الشرق الأوسط” في واشنطن: “كما سيكون مفيداً للولايات المتحدة إذا تمكنا من الوصول إلى بعض هذه المعادن”.
وتُعد “لوسيد” مملوكة في الأغلبية لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، وتقع في كاليفورنيا، مع مصانع في أريزونا والسعودية.
وقال توبمان: “نحن متحمسون لرؤية هذا النوع من الاستثمار من السعوديين والخليج لإنشاء نقطة محورية لمعادن أفريقية أو آسيوية يمكن نقلها إلى الشرق الأوسط للمعالجة”.
وبحسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة، إذا استمرت وتيرة التحول الكهربائي، فبحلول عام 2035 سيصبح العالم يمتلك نحو 70% فقط من المعروض المطلوب من النحاس، و61% من الليثيوم.
وتتمتع دول مجلس التعاون بمزايا كبيرة تجعلها قادرة على لعب دور محوري، مثل انخفاض تكاليف الطاقة، والاحتياطيات المحلية في السعودية، ورأس المال الكافي لملاحقة صفقات التوريد في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا الوسطى، وفق غرايسلين باسكاران، رئيسة برنامج الأمن الاستراتيجي للمعادن الحيوية في “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” بواشنطن.
وقالت باسكاران خلال الفعالية: “هذه المزايا وموقعها المركزي يجعل المنطقة من أكثر اللاعبين الناشئين إثارة في قطاع التعدين”.
وفي 2024، كانت أربع دول أفريقية – جنوب أفريقيا، ومالاوي، وأوغندا، وناميبيا – ضمن أبرز عشر وجهات للاستثمار في استكشاف المعادن الأرضية النادرة، وفق أرقام “إس آند بي غلوبال” التي أوردتها باسكاران في تقرير بحثي.
وأضافت: “عندما أرغب في نقل هذه المعادن إلى الولايات المتحدة، ستكون المسافة طويلة جداً، وهنا يصبح الخليج الأقرب، ما يقلل التكاليف”.
وجاءت السعودية في المرتبة التاسعة، وتتمتع بموارد كبيرة من المعادن الأرضية الثقيلة التي تفتقر إليها الولايات المتحدة والتي قيدت الصين تصديرها، بحسب باسكاران.
اتفاقيات التعاون
وقالت باسكاران إن اتفاقية التعاون الموقعة في أيار/مايو بين الشركة السعودية للمعادن “معادن” وشركة “إم بي ماتيريالز” الأميركية، التي يمتلك فيها البنتاغون حصة، “أساسية لضمان تدفق هذه العناصر مستقبلًا إلى الولايات المتحدة”.
ويُعنى مشروع “منارة مينيرالز”، وهو مشروع مشترك بين “معادن” وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، بالاستثمار في تعدين المعادن الحيوية والأرضية النادرة عالمياً، رغم أنه أتم حتى الآن صفقة واحدة فقط: شراء حصة 10% في إحدى شركات مجموعة التعدين البرازيلية “فالي” في 2024.
وتسعى دول الخليج الأخرى التي لا تمتلك احتياطيات محلية إلى تحركات طموحة مماثلة، إذ استثمر جهاز قطر للاستثمار 180 مليون دولار في “تكميت”، وهي شركة مستثمرة في المعادن الحيوية مدعومة من مؤسسة التمويل الدولي الأميركية.
كما تسعى الإمارات بنشاط من خلال شركة “الموارد الدولية” في أبوظبي إلى فرص في زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا.
وقال جيفري بيات، المدير الأول للطاقة والمعادن الحيوية في “ماكني ريتشاردز” بواشنطن، إن منتدى الصناعة الذي أقيم في الرياض يناير الماضي “أذهلني بطموحه الكبير”.
وأضاف بيات، الذي كان سفير الولايات المتحدة ومساعداً لوزير الطاقة في إدارة بايدن: “نحن بحاجة لتعزيز هذه الشراكة”، مشيراً أيضاً إلى التعاون مع الجهات القطرية والإماراتية.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي