كتب رشيد حاطوم
من المنعطف التاريخي إلى المأزق الراهن
بينما كان سليم الحص وإميل لحود يعلنان في العام 2000 تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي، يصعد نواف سلام اليوم منصته ليحتج على "إضاءة صخرة الروشة"! هذه المفارقة التاريخية تختزل تراجع أولويات القيادة من قضايا المصير إلى معارك الاستعراض.
سليم الحص: رجل اللحظات الفاصلة
· مهندس السيادة الفعلية: قاد الحص الحكومة في لحظة تحرير الأرض، مجسداً دور الدولة الحامية للسيادة. لم تكن خطاباته ترفاً سياسياً، بل كانت تجسيداً لإرادة وطنية حقيقية.
· الاستقلال سلوكاً راسخاً: عُرف برفضه الخضوع لأجندات خارجية، وواجه سياسات الهيمنة والفساد بجرأة، محافظاً على نزاهته كـ"ضمير للأمة".
· السيادة خط أحمر غير قابل للمساومة: في حكومة الوفاق الوطني (١٩٨٩)، أعلن دعم "المقاومة الباسلة" لتحرير الأرض، جاعلاً من السيادة مبدأً غير قابل للتفريط.
نواف سلام: رئيس المعارك الوهمية
· السيادة المُغيّبة: بينما تتوالى الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، يبدو سلام غائباً أو عاجزاً عن اتخاذ أي إجراء جذري لمواجهتها، مفضلاً الصمت على المواجهة.
· الانشغال بالهامش: تتصدر "قضية إضاءة صخرة الروشة" أولوياته الإعلامية، حيث ينشغل هو ونوابه في معركة استعراضية، تاركين الملفات الوطنية المصيرية وشؤون المواطن المعيشية تتدهور دون حلول.
· الاستعارة بدل الفعل: يلجأ سلام إلى استعارة شرعية الرموز التاريخية، كما في مشهد افتتاح طريق سليم الحص المفتعل، محاولاً إخفاء عجزه عن بناء شرعية حقيقية من إنجازات ملموسة.
لماذا خان سلام تراث الحص؟
الفرق بين الرجلين هو فرق الجوهر لا الشكل. سليم الحص كان صانعاً للتاريخ من خلال مواقفه الجريئة. نواف سلام هو مدير أزمة تائه بين ضغوط الخارج وهموم الداخل. لقد خان تراث الحص ليس بقصد مسبق، ولكن لأنه يفتقر إلى الجرأة والرؤية التي تؤهله لحمل راية رجل واجه الاحتلال والفساد في أحلك الظروف.
الشارع اللبناني لم يعد يخدع بالاستعارات التاريخية والخطابات الفضفاضة. إنه يريد قادة من طينة الحص، يستحضرون روح السيادة في كل قرار، لا مجرد ظلال تبحث عن شرعية مفقودة بين صخرة الروشة وخروقات العدو الإسرائيلي.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :