فليتفضل صاحب الغبطة للمساءلة

فليتفضل صاحب الغبطة للمساءلة

 

Telegram

*بقلم علي خيرالله شريف* نحن مع كلام غبطة البطريرك بشارة الراعي بوجوب مثول الجميع أمام القضاء للمساءلة، تعليقاً منه على استدعاء القاضي طارق البيطار لرئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب، ثم الأمر بإحضاره أمامه. نعم نحن مع كلام غبطته بأنه يجب أن يمثُل الجميع أمام القضاء. ولكن بما أن غبطته هو القدوة بالوطنية وبالحرص على الوطن والمواطنين، وهو القدوة في احترام القانون، فليتفضل غبطته ويبدأ بالمثول أمام القضاء ويضع نفسه أمام المساءلة. نعم المطلوب من غبطته أن يخضع للمساءلة عن الكثير الكثير مما قام به ضد الدولة وضد المجتمع وضد الوحدة الوطنية وضد الولاء للوطن. على غبطته أن يخضع للمساءلة عن أدائه الذي يدل وكأنه يعيش في دولة مستقلة على طراز دولة الفاتيكان، ويقيم فيها بابوية خاصة به مستقلة عن الدولة اللبنانية. على غبطة البطرك أن يخضع للمساءلة حول زيارته للكيان المحتل رغم مخالفة ذلك للقانون اللبناني، ورغم نصيحة رئيس الجمهورية له بعدم القيام بالزيارة، ورغم أن تلك الزيارة هي تحدٍّ لنصف الشعب اللبناني الذي عانى الأمَرَّين من جرائم الكيان المحتل خلال عشرات السنين، ومن جرائم عملائه الذين راح غبطتُهُ يُمَجِّدُهم خلاله زيارته. على غبطة البطرك أن يخضع للمساءلة على خطبه الرنانة التي صدحت منابرُ الاحتلال بها أثناء زيارته له، وعلى نعته للعملاء، وهو يرتجفُ حقداً، بأنهم أكثر وطنية من المقيمين على أرض لبنان. على غبطة البطريرك أن يخضع للمساءلة على نعته للم_ق_ا_و_م_ة بالإرهابية وهي التي لن نردد نافل القول عنها أنها حررت الوطن وحصنته وأعطته القوة التي لا يعترف بها غبطة البطرك، بل هي التي نَصَّت عليها كل الشرائع الدولية وشرعها مجلس النواب اللبناني وكل الحكومات المتعاقبة، وهي التي صنعها وأطلقها الشعب اللبناني. على غبطة البطريرك أن بخضع للمساءلة عن الأموال التي هربها إلى خارج لبنان، وعن رسمه للخطوط الحمراء حول الفاسدين في لبنان الذين هربوها له ولأمثاله ولحيتان المال اللصوص. على غبطة البطريرك أن يخضع للمساءلة حول اللقاءات التي يعقدها بدون علم الدولة اللبنانية مع السفراء الأجانب من فرنسيين وأميركيين وبريطانيين وسعوديين وغيرهم وغيرهم. وأكثر من ذلك يجب مساءلته حول الاتفاقيات الثنائية التي عقدها مع أولئك السفراء، دون علم الدولة ولا بتكليفٍ أوإذنٍ منها، بل بصفته بطركاً لا أكثر ولا أقل... على غبطة البطرك أن يخضع للمساءلة حول تهجمه أكثر من مرة على طائفةٍ هي من أكبر الطوائف اللبنانية، وكان يصفق له السفراء الحاضرون وهو يتباهى بفصاحته أمامهم وبرضاهم عن توصيفاته وتهجماته. عليك يا صاحب الغبطة، قبل أن تُطلِقَ فرماناتك الرعوية الممهورة برضا السفارات الأجنبية، أن تسأل نفسك ولو سؤالاً صغيراً؛ هل يُعقَل أن يتم اتهام رئيس وزراء لم يمضِ على وجوده في السراي ستة أشهرٍ، بجريمةٍ عاشت وترعرعت سبع سنين بين أحضان رئيسي وزراء لم يحركوا ساكناً لمنعها، بل كل الشبهات تحوم حول تورطهم باستقدامها ورعابتها في المرفأ، وتسريبها إلى الإرهابيين في سوريا، ثم حول استثمارها سياسياً بطريقةٍ أقل ما يقال فيها أنها سمجة وممجوجة وقاتله للوطن والمواطنين؟ قبل أن تُطلِقَ عِظاتِك يا صاحب الغبطة حول ما يجب وما لا يجب، تَفَكَّر قليلاً بسيرتك الذاتية وبسلوكك السياسي الذي جعلك تَقصِرُ تفكيرك على السرايا والمجلس والوزارات والمصارف والتحويلات والسفارات والتنظيرات، فنسيتَ شؤون الكنيسة وشجونها حتى بتنا نخالُك من أحفاد التجار الذين طردهم السيد المسيح عليه السلام من الهيكل لما رآهم قد حَوَّلوه إلى سوقٍ للماشية والصيارفة فنسوا الله واستباحوا بيته. تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram