حصرية السلاح أم استهداف طائفة؟ نزاع يشتعل على ساحات لبنان
بقلم نسيم ابو سمرا
الخلاف حول حصرية السلاح في لبنان الى توترات ونكايات وتحدي، انتقل من طاولة مجلس الوزراء الى الشارع، وتمظهر في مناسبة احياء الذكرى السنوية لاستشهاد السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، بتصعيد رئيس الحكومة نواف سلام موقفه باصدار قرار منع اضاءة صخرة الروشة بصورة سيد الشهداء، وبهذا القرار يكون سلام قد استفز الشارع الشيعي، الذي أصر على الاستمرار باحياء فعالية اضاءة الصخرة وكان على مستوى التحدي.
بالجوهر، تحولت المطالبة بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية التي بدل ان تساهم بجمع اللبنانيين وتعزيز الوحدة الوطنية، وهي السلاح الاهم لمواجهة الاعتداءات والاطماع الاسرائيلية، دفعت الى تعميق الانقسام وتصعيد الخلافات، فتحول منطق حصرية السلاح بيد الجيش، المحق والطبيعي، الى استهداف لمكون لبناني بأكمله ومحاولة عزل طائفة، من خلال الاستنجاد بالولايات المتحدة؛ مع العلم ان الطائفة الشيعية فاعلة ومؤثرة وحاضرة بقوة في الدولة، وأي مطلب او توجه يدفع المقاومة الى الاستسلام أمام الاحتلال الإسرائيلي أو التطبيع معه، سترفضه ومن ورائها نسبة كبيرة من اللبنانيين، وهذا واقع صعب يدخل لبنان في نفق قاتم، ويحول المشكلة من خارجية مع لبنان الى داخلية بين اللبنانيين.
فلبنان من دون شك مهدّد من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ولا يختلف أحد على انه لإسرائيل أطماع توسّعية لا تخجل بالإعلان عنها، كمشروعها باقامة اسرائيل الكبرى، يبلع لبنان ومعظم دول المشرق، وما من شكّ بأنه ما من ضمانات فعلية في حال تمّ حصر السلاح، ما يعني انكشاف لبنان امام الجنون الاسرائيلي وقوتها التي تستخدمها بشكل مفرط ضد المدنيين والمواقع المدنية، بينما يشكل السلاح مهما كانت نوعيته وقوته، في ظل ضعف امكانات الجيش اللبناني، ضمانة تحمي لبنان والجنوب بخاصة من المزيد من احتلال الأراضي ومن سقوط الشهداء واستمرار الاعتداءات.
يخلط كثر بين الاستراتيجيا والتكتيك، وهنا اتكلم عن الدولة اللبنانية وليس عن حزب الله، فالحزب له اهداف ووضح الاستراتيجية لتحقيقها، وهو بالتكتيك قبل بطلب اسرائيل من الرئيس ترامب بوقف اطلاق النار وتوقيع اتفاقية مع لبنان، وهي اتفاقية ملتزم بها الحزب حتى الآن بعكس كيان العدو، اما الدولة للاسف فلا رؤيا لديها لما بعد تحقيق هدفها بحصرية السلاح، فلا تملك استراتيجية ولا حتى تجيد التكتيك والمناورة لحماية لبنان، في ظل واقع المنطقة والتغيرات الحاصلة فيها وحول العالم ايضا، فالامثلة امامنا كثيرة من سوريا راهنا ومصر والاردن؛ فتحقيق اسرائيل الكبرى لن يوفر الاردن ومصر المطبعة مع العدو، كما ان حياد سوريا مع الشرع لم ولن تحمي سوريا، من دون ان ننسى غزة المذبوحة المضرجة بدمائها والتي تحاول من خلال السير بخطة ترامب، تجنب الموت؛ أما طلب البعض بانخراط لبنان بالمنظومة العربية فغير واقعي والمثال هو الهجوم على الدوحة، لان الدول العربية ليست ايران، التي اوقفت اسرائيل عند حدها، بقواها الذاتية ومنظومة صواريخها البالستية، ولا قوة عسكرية لدى العرب لردع العدو، فيما اوراق قوتهم الاقتصادية والدبلوماسية هم أعجز من ان يستخدموها بعكس الارادة الاميركية، كما ان العرب لا يبرعون سوى بالكلام والمزايدات وهم يعتمدون على الولايات المتحدة لحمايتهم من اسرائيل، وهذا جنون وانتحار لان اميركا واسرائيل واحد ومصلحتها بالمنطقة من مصلحة اسرائيل المدللة لديها، فاذا الدبلوماسية لن تحمي لبنان، ونرى كيف يتعرض اليونيفيل للاعتداءات من جانب العدو ولم يحرك الغرب ساكنا.
اخيرا لا حل مع عدو مجرم وجزار كهذا، سوى القوة اي السلاح، وبما ان الجيش ممنوع ان يمتلك سلاحا يردع العدو، فالحل الوحيد هو بالاحتفاظ بالسلاح الخفيف والمتوسط والصواريخ البالستية وتقويته، ولكن بالتشارك مع الدولة، اي باشرافها من خلال استراتيجية دفاعية، فعلى لبنان الاستفادة من اوراق قوته بدل تسليمها من دون ضمانات وتعرية نفسه بوجه المغتصب.
بينما تبقى الوحدة الوطنية سلاحنا الافعل، لا التحدي ومحاولات عزل طائفة والعبث بالتوازنات الطائفية، وللأسف حكومة سلام لن تحقق اي من ذلك، وستفشل بوضع استراتيجية دفاعية، لان نواف سلام وفريقه الخانع والراضخ لشروط الخارج والاميركي الهوى غير جدير بأن يحكم لبنان ويقرر مصير اللبنانيين ومستقبلهم، في هذا الوقت الحساس والخطير من تاريخنا الوطني.
بالمحصلة لن يحمي لبنان سوى قوته الذاتية والمسار الذي يدخلنا سلام فيه، يكشف لبنان كليآ أمام اطماع العدو التوسعية.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي