منذ إطلاق “تشات جي بي تي ” في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، تكاثرت المخاوف من “كارثة وظائف” يقودها الذكاء الاصطناعي، خصوصاً في الأدوار المبتدئة. فقد أظهرت دراسة بارزة من ستانفورد (آب/أغسطس 2025) أن الوظائف الأكثر عرضة للأتمتة، مثل البرمجة وخدمة العملاء، شهدت تراجعاً ملحوظاً في التوظيف. حتى رئيس الاحتياطي الفيديرالي، جيروم باول، أقرّ بأن الخريجين الجدد والشباب يواجهون صعوبات في العثور على عمل.
لكن دراسة جديدة من باحثي Yale وBrookings تصف هذه الظواهر بأنها مجرد “ضربات برق”، وليست “حريقاً واسعاً”، إذ لا تظهر بيانات سوق العمل الأميركية مؤشرات على اضطراب شامل بفعل الذكاء الاصطناعي. وترى الدراسة أن العوامل الأكثر تأثيراً حالياً هي تباطؤ النمو الاقتصادي، شيخوخة السكان، وتراجع الهجرة
تشير النتائج إلى أن التعرض للذكاء الاصطناعي لا يعني بالضرورة فقدان الوظائف، بل تغييراً في طبيعة المهام، في أغلب الأحيان، كما في حالة أطباء الأشعة أو المبرمجين الذين يستخدمون أدوات ذكية في عملهم. كذلك، يختلف البعد الجغرافي؛ فبدل أن تتأثر بلدات المصانع كما في موجات الأتمتة السابقة، قد تكون المدن الكبرى مثل سان فرانسيسكو وبوسطن ونيويورك الأكثر تأثراً إيجاباً أو سلباً بسبب كثافة الوظائف المعرفية.
أما على المدى القريب، فلا دلائل على كارثة وظائف. التأثيرات الحالية محدودة وموضعية، بينما التغيرات العميقة يُتوقع أن تظهر تدريجيًا خلال السنوات المقبلة مع تبنّي الشركات لهذه الأدوات في صميم سير عملها.
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي