"غزة صوت الحق .. والحق يعلو ولا يعلى عليه"

 

Telegram

في ليل العالم المظلم، حيث الظلم يلفّ الدنيا كالضباب الكثيف، تبرز غزة كمنارة نور، لا تخشى الظلمات، ولا تهاب الرصاص. صوتها يعلو، رغم أنف الحصار والعدوان، كأنه صوت الحق الذي لا يُسكته شيء، ولا يُقهر.
في هذا العالم المتخم بالصمت، المجذوم من الإنسانية، تخرج غزة من بين الأنقاض كصرخةٍ سماوية، لا تُشبه شيئًا سوى الحق وهو يلبس ثوب الكبرياء. غزة لا تهمس، غزة تصرخ... لا خوفًا، بل إيمانًا. لا ضعفًا، بل شموخًا يعجز عن حمله الجبال.
 
غزة ليست مدينة... بل فكرة. ليست فقط جغرافيا تحت النار، بل جبهة أمامية تدافع عن ما تبقّى من معنى الكرامة في هذا العالم المتآكل. حين تُقصف، لا تموت، بل تُولد من جديد في كل صرخة أمّ، وفي كل ضحكة طفل، وفي كل يدٍ تُرفع رغم الردم والحصار.
تحت القصف، لا تُنبت غزة وردًا... بل تُنبت أبطالًا.
 
في شوارعها المهدّمة، تمشي القلوب مرفوعة الرأس، ويكتب الأمل على جدران الخراب: "ما زلنا هنا، وسنبقى". وحين يلتفت العالم نحو رفاهيته، نحو سوقه وأبراجه وقراراته الباردة، تكون غزة وحدها المشتعلة، تضيء للعالم مرآة عوراته.
غزة ليست حالة إنسانية فقط، بل هي امتحان لكل إنسان.
كيف تنام وأطفالها يُسحبون من تحت الردم؟ كيف تأكل والعائلات تُفطر على الخوف؟ كيف تتكلّم عن السلام، والحمم تنهال على من قال "أنا ما زلت أملك كرامتي"؟
وغزة لا تنتظر أحدًا.
لم تطلب شفقة، ولم تتسوّل عدالةً من مجالس عمياء. هي تصنع عدالتها بنفسها، تروي ترابها بدم الشهداء، وتكتب تاريخها بأصابع من نور.
اليوم، حين يتحدّث العالم عن "حق الرد" و"ميزان القوى"، تخرج غزة بسؤال واحد يهزّ الضمير: هل الحق يُقاس بالدبابات؟ أم بثبات الذين لا يملكون شيئًا سوى اليقين؟
غزة قالتها، وستقولها مرارًا: "لسنا ضعفاء، نحن فقط نُجيد الانتظار على أعتاب النصر."
 
وغزة... تعرف جيدًا أن النصر لا يُولد من صفقة، بل من حضن أم صابرة، من دعاء طفل يلهو وسط الركام، ومن دمعة لم تُذرف لأنها تحوّلت إلى حجر مقاوم.
فيا غزة، يا صوت الحق... يا صرخة العدل وسط زيف العالم، لن تكوني وحدكِ، لأن الحق لا يُترك، والحق لا يُقهر... والحق – كأنتِ – لا يُعلى عليه.
 
فلسطين... وغزة... ستظلان في قلوبنا، وستبقيان في ذاكرة التاريخ، رمزًا للصمود، ورمزًا للكرامة.
 
غزة، يا أرض الشهداء، يا مهد الأبطال، سنبقى معكِ، وسنظل نصرخ معكِ، حتى ينتصر الحق، ويعلو صوته في كل مكان.
 
 
 
بقلم : فاطمة يوسف بصل.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram