الاعتلال الدماغي الكبدي حالة خطيرة تحدث عندما يعجز الكبد عن تنقية السموم من الدم، بما في ذلك الأمونيا القادمة من الأمعاء.
ويؤثر تراكم هذه السموم في قدرة الدماغ على أداء وظائفه. وإذا تُرك الاعتلال الدماغي الكبدي دون علاج، أو لم يُعالَج بنجاح، فقد يؤدي إلى عدم الاستجابة، أو الدخول في غيبوبة، أو الوفاة.
قد يحدث الاعتلال الدماغي الكبدي نتيجة إصابة في الكبد، أو بسبب السرطان، أو بسبب مرض كبدي مزمن يؤدي إلى فشل الكبد، مثل تشمع الكبد.
ويُصاب بالاعتلال الدماغي الكبدي نحو 30% إلى 40% من مرضى تشمع الكبد. وقد تحدث الإصابة بالاعتلال الدماغي الكبدي أيضاً نتيجة لتناول الكحوليات، والعدوى، وتناوُّل بعض الأدوية، والجلطات الدموية في الأوردة. فيما يتطلب المرض علاجاً فورياً لتجنب الوفاة.
أعراض الاعتلال الدماغي الكبدي
تشمل الأعراض الشائعة للاعتلال الدماغي الكبدي ما يلي:
صعوبة في التركيز أو الانتباه.
فقدان الإحساس بالمكان.
الشعور بالنعاس نهاراً أو صعوبة في النوم ليلاً.
فقدان الذاكرة أو التشوش.
رُعاش خافق في الأطراف.
تغيّرات في الشخصية أو الحالة المزاجية.
تلعثُم الكلام أو اضطراب في الحركة.
الدخول في غيبوبة.
مع مرور الوقت، قد تؤدي أعراض الاعتلال الدماغي الكبدي إلى تدهور جودة الحياة، وضعف القدرة على العمل. كما أن وجود أمراض مزمنة أخرى إلى جانب الاعتلال الدماغي الكبدي، قد يزيد من صعوبة ممارسة الحياة اليومية.
أسباب الاعتلال الدماغي الكبدي
ينتج الاعتلال الدماغي الكبدي عن تراكم السموم في الجسم، وبخاصة الأمونيا، عندما يعجز الكبد عن تنقية الدم من الفضلات.
وقد ينتج هذا التراكم عن:
شرب الكحوليات والحالات الصحية الناتجة عنه، مثل تشمع الكبد.
اختلال توازن الكهارل في الجسم، مثل انخفاض مستويات البوتاسيوم أو الصوديوم.
حالات العَدوى.
نزف في السبيل الهضمي.
مضاعفات ناتجة عن زراعة الكبد.
الجراحات التي تُجرى لوضع تحويلات داخل الكبد لتحسين تدفق الدم.
تشمل العوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى الاعتلال الدماغي الكبدي ما يلي:
بعض الأدوية، مثل مدرّات البول، والعقاقير أفيونية المفعول، والمهدئات.
الجفاف الناتج عن القيء أو الإسهال أو أسباب أخرى.
الإمساك.
التقدم في السن.
الوقاية من الاعتلال الدماغي الكبدي
من الممكن تقليل احتمالات الإصابة بالاعتلال الدماغي الكبدي من خلال العناية بالصحة.
تشمل بعض الطرق للوقاية من الاعتلال الدماغي الكبدي ما يلي:
تناوُل الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية.
تناوُل البروتينات من المصادر النباتية والحليب ومشتقاته.
تجنُّب شرب الكحوليات والأدوية المهدئة.
تجنُّب العقاقير أفيونية المفعول.
الحفاظ على ترطيب الجسم.
تجنُّب الإصابة بالإمساك.
علاج العدوى بمجرد ظهورها.
إجراء فحوصات منتظمة للكشف عن أمراض الكبد.
تشخيص الاعتلال الدماغي الكبدي
يُشخَّص الاعتلال الدماغي الكبدي من خلال مراجعة السيرة المَرضية، والعلامات، والأعراض، والأدوية المستخدمة، ونتائج اختبارات الدم، والفحوصات الأخرى.
تتضمن الاختبارات والإجراءات الطبية التي يُحتمل استخدامها في تشخيص فشل الكبد الحاد ما يلي:
الفحص النفسي، حيث تُستخدم اختبارات تقيس مهارات التفكير عندما يصعُب اكتشاف الأعراض، كما هو الحال في الاعتلال الدماغي الكبدي الكامن.
الاختبارات العصبية النفسية.
تحاليل الدم.
مخطط كهربية الدماغ.
الاختبارات التصويرية.
علاج الاعتلال الدماغي الكبدي
رغم أن الاعتلال الدماغي الكبدي قد يؤدي إلى الوفاة، فإنه قد يكون قابلاً للعلاج إذا تم اكتشافه مبكراً. كما أن فهم السبب وراء حدوث الاعتلال ومعالجته يُشكل جزءاً أساسياً من خطة العلاج.
يُصاب نحو 30% إلى 40% من مرضى تشمع الكبد بالاعتلال الدماغي الكبدي. ويجب علاج الحالة بشكل يومي لتفادي تدهور الحالة الصحية.
يتطلّب العلاج عادةً تحديد مصدر العدوى أو النزف ومعالجته. وإذا كانت نوبة الاعتلال الدماغي الكبدي شديدة، فقد تستدعي الحالة العلاج في وحدة العناية المركزة.
أدوية الاعتلال الدماغي الكبدي
توجد عدة أدوية قد تُستخدم لعلاج الاعتلال الدماغي الكبدي، وتشمل:
لاكتولوز: يعمل اللاكتولوز على تقليل مستوى الأمونيا عن طريق زيادة حركة الأمعاء. وقد يُحسّن أيضاً من صحة الأمعاء، ما يجعل التعافي أسهل. ويمكن إعطاؤه عن طريق الفم أو كحقنة شرجية.
ريفاكسيمين (Xifaxan): الريفاكسيمين هو مضاد حيوي يعمل على قتل البكتيريا في الأمعاء. وقد يقلل من خطر تكرار النوبات في المستقبل لدى الأشخاص المصابين بالاعتلال الدماغي الكبدي الظاهر.
إل-أورنيثين إل-أسبارتات (LOLA): يُعطى هذا المركّب من أجل تقليل مستوى الأمونيا في الجسم.
ملينات محتوية على جليكول بولي إيثيلين: قد تُعطى المليّنات المحتوية على جليكول بولي إيثيلين لتفريغ الأمعاء بسرعة، وتُعرف اختصاراً باسم "مُليّنات بي إي جي".
قد يساعد تناول مكمل الزنك في تحويل الأمونيا إلى مركّبات أخرى يمكن للجسم التخلص منها.
الجراحة أو الإجراءات الطبية الأخرى
واعتماداً على درجة الحالة وشدتها، قد يوصي فريق الرعاية الصحية بإجراء جراحة، أو إجراءات طبية أخرى لعلاج الاعتلال الدماغي الكبدي.
وإجمالاً، يمثل الاعتلال الدماغي الكبدي حالة معقّدة. علاج الاعتلال الدماغي الكبدي في مراحله الأولية أو الأقل شدة قد لا يقلل من خطر تفاقم حالة أكثر حدة لاحقاً. وحتى مع نجاح علاج الاعتلال الدماغي الكبدي، يستمر المريض في المعاناة من مرض كبدي متفاقم في معظم الحالات.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :