"الصادق... عابرُ نورٍ في دروبٍ تكره الضوء"

 

Telegram

في مسرح الحياة، حيث تتبدّل الأقنعة أسرع من تعاقب الأنفاس، يدخل الصادق بلا قناع، وجهه عارٍ من التلوين، قلبه كتاب مفتوح، وكلمته مرآة لا تخون. لكنه حين يخطو إلى هذا العالم، يُدرك أن الأرض ليست لأمثاله، بل لمن يُتقنون لعبة الظلال.
الصادق كالنهر... لا يعرف الالتواء، يسير بعفويّة نحو مصبّه، حتى لو كانت الصخور تنتظره بشراسة. هو لا يُجيد المراوغة، ولا يُتقن أن يبيع الحروف مطلية بالذهب، ولا أن يُصافح بابتسامة زائفة تخبّئ خنجرًا خلف الظهر.
في أسواق هذا الزمن، تُباع الحقيقة بثمنٍ بخس، ويُروّج الكذب بلباسٍ أنيق. والصادق؟ لا يجد له مكانًا بين من يقتاتون على المجاملات. يبدو كغريبٍ يعزف موسيقاه في شارعٍ صاخبٍ لا يُنصت. كنغمة صدق وسط جوقة من الزيف.
كم من صادق كُسر لأنه لم يُجامل مديره، وكم من أمينة طُعنت لأنها قالت الحقيقة، وكم من قلوب صافية وُئدت فقط لأنها رفضت أن تتلوّن بلون السوق. إنهم كالفراشات... نقيّة الأجنحة، لكنها لا تعيش طويلًا في غابةٍ تُقدّس الوحوش.
لكن، رغم الجراح، الصادق لا ينطفئ... هو شمعة تُحرق ذاتها لتُضيء، هو غيمة تُعانق الأرض بصدق المطر، هو جرحٌ نازف، لكنّه لا يلوّث، بل يُطهّر.
الصادقون لا يمشون فوق الورود، بل فوق الشوك، لكن خطاهم تزرع اليقظة في الضمائر. وإن كان نصيبهم قليلًا في الدنيا، فهم ثروة نادرة لا تُقدّر. يبقون كالنقش على الحجر، لا تزيله الرياح ولا تمحوه العيون المُغمضة.
الصادق لا يخسر، بل يُغربل... فيبقى له وجهه النقي، وقلبه الصافي، وضمير ينام على وسادة من راحة.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram