كتب رشيد حاطوم
بقلوب تفيض إيماناً ووفاءً، يحيا لبنان الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الذي أرعب العدو الصهيوني، السيد حسن نصر الله. قائدٌ صنع من المقاومة مدرسة، ومن الشهادة عنواناً للكرامة، ومن الوحدة الوطنية منهجاً ثابتاً.
مسيرة القائد: من النشأة إلى قيادة دولة المقاومة
تسلم سماحة السيد حسن نصر الله أمانة حزب الله العامّة عام 1992 خلفاً للشهيد عباس الموسوي. قاد مسيرة نضالية حافلة، كان أبرز محطاتها تحرير الجنوب اللبناني عام 2000 كأول هزيمة للعدو الصهيوني، وحرب تموز 2006 التي كسرت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وبناء ترسانة عسكرية أصبحت رادعة للعدو.
إضاءة الروشة: عندما تلتقي دماء الشهداء في ذكرى الوطن
أضاء حزب الله صخرة الروشة بصورتي الشهيدين نصر الله وهاشم صفي الدين،في رسالة وحدوية تذكر اللبنانيين بأن الشهادة ليست حكراً على فئة دون أخرى. فلبنان شهد على تضحيات متنوعة، منها استشهاد الرئيس رفيق الحريري، مما يؤكد أن طريق التحرير واحد وإن اختلفت الوسائل.
وقد بدا لافتاً اضاءة صورة الشهيد السيد حسن نصرالله مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونجله سعد للتعبير عن الوحدة الوطنية حتى في الاستشهاد.
النموذج الأفغاني: عبرة لمن أضاع البوصلة
لعل من أضاع البوصلة الوطنية واتجه شطر الأجندات الخارجية،عليه أن يتأمل جيداً في مشاهد مطار كابول في أغسطس 2021، حيث لم تتردد القوات الأمريكية في العبور على جثث حلفائها الأفغان. شتان بين الوحدة الوطنية التي تبنى بالتضامن، وبين الرهان على وعود زائفة تبدأ بالتماهي مع الأجندات الخارجية وتنتهي بالخيبة والندم.
نموذج جبل لبنان: سمير جعجع وتكرار الأخطاء
وفي مسرح جبل لبنان خلال اجتياح 1982،كتب سمير جعجع فصلاً من تاريخ المنطقة لا يمحى من ذاكرة اللبنانيين. فبدلاً من أن يكون الجبل حصناً للوحدة الوطنية، تحول إلى ساحة لتنفيذ أجندات خارجية عبر سياسة "فرق تسد". ها هو التاريخ يسجل كيف تم تهجير آلاف المسيحيين من أرض أجدادهم في الجبل، وكيف هرب القائد عبر الأحراش تاركاً وراءه من وعدهم بالحماية. واليوم، وبعد كل هذه السنوات، مازال يكرر نفس النهج الذي أوصل البلاد إلى حافة الهاوية.
موقف نواف سلام: امتداد لسياسة الضياع
"لوين يا نواف عمهلك؟"..سؤال يلخص مسيرة سياسية انحرفت عن خدمة الوطن. فبدلاً من أن يكون سنداً للوحدة الوطنية، أصبح امتداداً لسياسة الضياع التي لا تختلف في جوهرها عما حدث في جبل لبنان وأفغانستان.
ذكرى استشهاد السيد حسن نصر الله تثبت أن طريق المقاومة هو طريق النصر،بينما طريق التبعية للأجنبي يؤدي إلى الخيبة والندم. فليعتبر كل من يظن أن في الانبطاح للخارج خلاصاً، أن مصير المنبطحين واحد عبر التاريخ، وإن اختلفت الأسماء والأماكن. تبقى المقاومة شامخة كصخرة الروشة، وتظل الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض والكرامة.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :