خاص "iconnews"
بات تعيين العقيد سوزان الحاج في قوى الأمن الداخلي - بعد حكم قضائي نهائي برّأ ساحتها - محكًا حقيقيًا يكشف حسابات بعض نواب بيروت السنة الضيقة، الذين حاولوا تحويل الملف الأمني المهني إلى ورقة طائفية رخيصة في سباقهم الانتخابي المستميت. غير أن المحك الأكبر كان اصطدامهم بموقفين متينين: نزاهة وزير الداخلية أحمد الحجار، وكفاءة اللواء رائد عبدالله.
الهالة الدولية التي سقطت: أداء سلام الحكومي أمام الامتحان العسير
رئيس الحكومة نواف سلام، الذي وصل إلى المنصب يحمل هالة دولية كبيرة كرئيس سابق لمحكمة العدل الدولية مدعومًا بتقاطعات إقليمية ودولية مواتية، لم يكن بمنأى عن النقد. فقد أكد الأداء الحكومي في التعاطي مع الملفات الشائكة، ومنها ملف التعيينات الأمنية،ناهيك عن تباطؤه بالتصدي للغدو الاسرائيلي وجرائمه,وهنا لا بد لنا ان نستذكر دور الشهيد الرئيس رفيق الحريري عندما تعرضت قانا لمجزرة فظيعة على يد العدو الاسرائيلي كيف طاف العالم للدفاع عن لبنان, وأن مرور سلام في مهمة رئاسة الحكومة أسقط عنه كثيرًا من تلك الهالة التي اكتسبها من مسيرته القضائية والدبلوماسية السابقة. وبدلاً من أن يحقق القفزة النوعية التي وُعد بها، ها هو يكرس نفسه كجزء من المشكلة، منصتًا إلى أصوات شعبوية محدودة بدلاً من أن يكون حكمًا مستقلاً.
وزير الداخلية واللواء عبدالله: شراكة مهنية ضد المحسوبيات
في مواجهة هذه الضغوط، برز موقف وزير الداخلية أحمد الحجار النزيه الذي رفض بشكل قاطع تسييس التعيينات الأمنية، متمسكًا بالمعايير القانونية والمهنية. وهذا الدعم وجد ترجمة عملية على الأرض تحت قيادة اللواء رائد عبدالله، مدير عام قوى الأمن الداخلي، الذي نقل المؤسسة نقلة نوعية ترجمت في أداء أجهزتها الأمنية بشكل لافت، لا سيما في مكافحة الجريمة المنظمة وضرباتها الموجعة ضد تجار المخدرات والعصابات، كما حصل في عملية بخعون في عكار حيث تم ضبط ملايين حبات الكبتاغون. هذه الشفافية والكفاءة في الأداء تشكل سدًا منيعًا في وجه محاولات استغلال المؤسسة الأمنية.
إدارة الأذن لنواب "كلنا إرادة": السقوط الشغبي الذي تحوّل إلى وصاية
الأمر الأكثر إيلامًا هو إدارة رئيس الحكومة أذنيه لنواب "كلنا إرادة" الذين سقطوا شعبويًا في العديد من الملفات، وفشلوا فشلاً ذريعًا في تمثيل بيروت بشكل فعلي. هؤلاء النواب، الذين لولا قرار الرئيس سعد الحريري في وقت سابق لما كان بإمكانهم أن يطأوا درجة مجلس النواب، يعودون اليوم بعد إخفاقهم ليمليوا أجنداتهم ويحاولوا الهيمنة على القرار الأمني من خارج موقع المسؤولية.
طامة التدخلات: الدور غير المعلن لسحر بعاصيري
أما الطامة الكبرى، فتكمن في التدخلات غير المبررة لزوجة رئيس الحكومة، الصحافية سحر بعاصيري، والتي بات من المعروف في الأوساط السياسية تورطها في "كل شاردة وواردة". وفقًا لتقارير إعلامية، فقد لعبت دورًا كبيرًا في التدقيق في السير الذاتية للوزراء بل والتأثير في اختيار بعضهم، مما يطرح تساؤلات خطيرة حول حدود هذا الدور غير الرسمي.
من البراءة إلى اختبار المصداقية الشامل
بينما تثبت القضية الأساسية براءة العقيد سوزان الحاج، فإن الأزمة المفتعلة حولها كشفت اختبارًا شاملًا لمصداقية الأطراف كافة: نوابًا يراهنون على الشعبوية، وحكومة تكرّس إشكالياتها، ورئيس حكومة أسقط أداؤه الهالة التي جاء بها، في مشهد يثبت أن التحدي الحقيقي في لبنان يتعدى التعيينات الفردية إلى اختيار نمط حكم جديد قائم على الكفاءة والحوكمة الرشيدة
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :