كتب الباحث والمحلل السياسي يحيى دايخ
في لحظة مصيرية يمرّ بها لبنان، يظهر رئيس الحكومة نواف سلام وكأنّه وجد في صورة مُضاءة على صخرة الروشة، لا في دماء الأطفال في بنت جبيل وغيرها من دماء ابناء الجنوب والبقاع من رجال ونساء وأطفال، معركته الوطنية الكبرى.
أيام تلت ومازالت من الاستنفار الأمني والإعلامي، تعبئة وزارات وأجهزة لملاحقة "جريمة" إنارة صورة للسيد حسن نصرالله، بينما القرى الجنوبية تصرخ منذ أكثر من عام بلا استجابة فعلية، والناس هناك يواجهون وحدهم وبصدورهم العارية وعزيمتهم الصلبة القصف والخطر والترويع.
فهل أصبحت صخرة الروشة أهم من الحدود؟ وهل إضاءة صورة باتت تهديدًا للأمن القومي اللبناني بينما يسقط الشهداء تحت نيران الاحتلال دون أن تهتز الحكومة؟
اللافت أن سلام لم يجد في مجازر العدو الصهيوني على لبنان كل لبنان ما يستحق استنفارًا مشابهًا.
لا دمعة، لا موقف حاسم، لا إدانة بحجم الجرائم.
كلمات باهتة وخجولة تمر كأنها رفع عتب أمام هول العدوان.
سلام الذي انتفض على إضاءة صورة، وهاجم إنارتها بكل "رجولته السياسية"، يصمت أمام الدماء، فهل يُلام من يصفه بأنه ينفّذ أجندة لا تشبه وجع اللبنانيين؟
هو يتضايق حين يُقال عنه "خارجي أمريكي الهوى"، لكن أفعاله – أو بالأحرى صمته – أقوى من أي وصف.
نواف سلام صغير على السرايا، لأنه جعل رضى سيده الأميركي أكبر من كرامة وطن تُقصف حدوده وأطفاله.
وللباحث هناك مناسبات سبق أن أضيئت بها الصخرة، لتعرّي خلفيات الحملة التي تشن اليوم ضد هذه الفعالية تحديدًا، وتؤكد أنها لا ترتبط بحرص لا على قوانين ولا على أنظمة.
نواف سلام لتنتشي وتفرح بإنتصار واه كعهدك.
لتنتشي وتفرح بتقديم المزيد من فروض الطاعة والولاء للسيد الأمريكي.
نواف سلام هنيئاً لك إنتصارك على طواحين الهواء، فجبال الشامخة والقامات العالية لن تنالها قراراتك الفارغة.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :