أكدت الأستاذة فی العلوم السياسية الدكتورة تمارا حداد، أن الاعتراف بدولة فلسطين من قبل عدد من الدول الغربية يُعد خطوة دبلوماسية مهمة وتاريخية، لكنه لا يرقى وحده إلى مستوى تحقيق الدولة الفلسطينية فعليًا على الأرض.
وأضافت أن هناك فرقًا جوهريًا بين الاعتراف بدولة فلسطينية وبين إنشائها وتجسيدها، مشيرة إلى أن إنشاء الدولة الفلسطينية يتطلب أولًا تحقيق السيادة الوطنية الكاملة، وتحديد حدود جغرافية واضحة لها، وهذان الشرطان لا يزالان غائبين في ظل الواقع القائم.
ولفتت إلى أن الاستيطان الاسرائيلي لا يزال يتمدد، وسيطرة الاحتلال على الأرض مستمرة، خاصة في الضفة الغربية، فيما يبقى قطاع غزة محاصرًا وتحت تهديد دائم، مؤكدة أن هذه الظروف تعرقل أي إمكانية فعلية لتجسيد الدولة الفلسطينية.
وشددت حداد على ضرورة ترجمة الاعترافات الدولية إلى خطوات عملية، سواء من خلال فرض ضغوط على “اسرائيل” أو عبر دعم فعلي لإقامة الدولة الفلسطينية، قائلة: لا يكفي أن تعلن الدول اعترافها، بل عليها أن تستخدم أدواتها السياسية والاقتصادية والأمنية للضغط على الاحتلال، أو على الأقل تفرض عقوبات إذا استمر كيان الاحتلال في فرض واقعه على الأرض.
وفي السياق ذاته، اعتبرت حداد أن الاعتراف البريطاني تحديدًا يحمل دلالة رمزية وتاريخية كبيرة، خاصة وأن بريطانيا كانت الدولة التي منحت وعد بلفور، وأعطت فلسطين للحركة الصهيونية دون أي اعتبار لحقوق الشعب الفلسطيني.
وتابعت: رغم أن قرار الأمم المتحدة رقم 181 كان ينص على إقامة دولتين، فإن العالم اعترف بدولة “اسرائيل”، لكنه لم يعترف بالدولة الفلسطينية إلا بعد عقود، وما زال هذا الاعتراف غير مجسد على أرض الواقع.
وختمت بالقول: هذه الاعترافات مهمة ولا يجب التقليل من شأنها، لكنها لن تغير شيئًا ما لم تتحول إلى فعل حقيقي على الأرض يوقف سياسات الاحتلال ويؤسس لدولة فلسطينية ذات سيادة وحدود واضحة.
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي