هدم وتشرید فی طولکرم… والمقاومة تبقى متجذرة فی الأرض
كالرُّوحِ بلا جَسَدٍ"، هكذا اختصر الحاج طالب محمود أبو سرية مأساة نزوحه عن مخيمه في طولكرم، بعدما اضطر لترك كل ما يملك خلفه، ليجد نفسه اليوم في غرفة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة...
قال النازح الحاج طالب ابو سرية لوكالة تسنيم الدولية للأنباء: "تم نزوحي قسريا بشهر يناير واستمر لحتى الان، ان وصفي لمرحلة النزوح هو خروج الروح من الجسد نحن صحيح نتحرك ونخرج الان ولكن لسنا احياء، لأننا نعشق السلام ديانتنا ديانة السلام ونحن نحب الارض ونعشقها لنزرع بها ونعمرها".
مع اقتراب الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى، يواصل الاحتلال سياسة الهدم والتهجير في مخيم طولكرم والأحياء المحيطة، مستغلًا الحرب على غزة لتوسيع عدوانه وفرض واقع جديد يطمس ملامح المخيم وذاكرته.
وتحدث احد المواطنين وهو يشاهد هدم منزله امام عينيه: "نحن لم نعمل اي شيء ولن نضرهم بشيء نحن مسالمين ومدنيين وهذه منازلنا ليست خطيرة ولا تهدد الاحتلال ولا اي شيء، وكما تشاهدون هدمت وكانه شيء لم يكن هذه هي سياسة الاحتلال، نحن خمس عائلات نسكن في هذا المنزل المكون من ثلاثة طبقات واليوم تشردنا جميعنا".
وقالت النازحة الحاجة ام محمد لوكالة تسنيم: "جيش الاحتلال اخرجنا بالقوة كانوا يطلقو الرصاص الحي ويعتدو علينا، انا الان لا منزل لدي لا مكان يأويني اليوم انا هنا في مدرسة للنازحين وفي غرفة صغيرة انا وابنتي وزوجها وابني ننام هنا".
وتسائل ام محمد بقهر لوكالة تسنيم: "لمذا نحن الذين نخرج من منازلنا والغربيين الذين اتو من شتات العالم يسكنون في منازلنا هل فلسطين بلد غربية ام عربية يا مسلمين العالم، نحن تهجرنا من 1948 الى هذه المخيمات وها نحن الان نتهجر قسرا امام الجميع".
المخيمات الشمالية للضفة الغربية التي طالما كانت حاضنة للمقاومة، تتعرض لاقتحامات متكررة وهدم وتهجير، ترافقها حصارات وقطع للطرق الرئيسية، بهدف إنهاك السكان ودفعهم للنزوح القسري، وإخماد أي فعل مقاوم يمكن أن ينطلق ويتجدد منها.
وقال احد النازحين وهو ينقل بعضا من مستلزماته قبل النزوح: "تم ابلاغنا انه سيتم هدم المنزل وها نحن الان نخرج بضع المستلزمات الخاصة ولا نعلم الى اين سنذهب، يقول جيش الاحتلال هذه العملية من اجل عمل امني لفتح طرق، هم الان سيفتحونه من هذا المكان هنا وبعد 10 متر ايضا طريق اخر فهذا دليل على انه ليس شارع امني فقط بل سيطرة تهجير قسري لنصبح لاجئين مرة اخرى".
وفي هذا السياق اكد الناشط والسياسي ابو صالح لوكالة تسنيم: "ان استهداف المخيمات هو استهداف للحق الفلسطيني بالعودة والمقاومة وهو استهداف لكل ما هو فلسطيني كما يجري الان في مخيمات غزة، وغزة بالكامل من حرب ابادة، هذه الحرب الصهيونية التي تشن على مخيمات جنين وطولكرم ما هي الا من اجل فرض السيادة ومنع اي شكل من اشكال المقاومة على ارض الضفة".
منذ بدء عملية "السور الحديدي" مطلع 2025، هدم الاحتلال 86 عمارة تضم 258 شقة في مخيمي طولكرم ونور شمس، ويهدد بهدم 104 مبانٍ إضافية (400 وحدة سكنية).
وفي جنين جرى هدم 690 وحدة حتى الآن، ليرتفع عدد المهجرين من المخيمات الثلاثة إلى نحو 50 ألف مواطن.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي