واشنطن تُهدد بوقف دعم الجيش اللبناني إن لم يتم تجريد الحزب من السلاح ... وموسكو تستعد لملء الفراغ
- محلي
- Icon News
- 09:05 am - نوفمبر 08 , 2025
بقلم سهيل ابي سعد
إنّ تهديد الولايات المتحدة الأميركية بوقف مساعداتها للجيش اللبناني في حال لم يتم تجريد حزب الله من سلاحه، يشكّل خطوة خطيرة تحمل في طيّاتها تداعيات سياسية وعسكرية عميقة. فبدلاً من تعزيز موقعها في لبنان، قد يؤدي هذا القرار إلى تراجع إضافي في نفوذ واشنطن داخل الساحة اللبنانية، بعدما فقدت منذ سنوات جزءاً كبيراً من تأثيرها نتيجة سياساتها المتناقضة في المنطقة.
إذ إنّ ربط المساعدات العسكرية بشروط سياسية حسّاسة، مثل سلاح حزب الله، يُضعف الثقة بالموقف الأميركي ويُظهر واشنطن كقوة تمارس الابتزاز السياسي، لا كشريك استراتيجي يحترم سيادة الدول ومصالحها الوطنية. هذا النوع من الضغوط غالباً ما يُنتج نتائج عكسية، ويمنح خصوم الولايات المتحدة فرصة لتوسيع حضورهم على الأرض اللبنانية.
في المقابل، تُبدي موسكو استعداداً متزايداً لملء الفراغ الذي قد تتركه واشنطن، إذ تعمل روسيا منذ سنوات على بناء شبكة علاقات متينة في الشرق الأوسط تقوم على مبادئ التعاون العسكري والاقتصادي من دون فرض شروط سياسية مباشرة. وتشير المعلومات الدبلوماسية إلى أنّ موسكو قادرة على تزويد الجيش اللبناني بالمعدات والذخائر والتدريب، بل وحتى بدعم لوجستي متكامل، في حال قررت الولايات المتحدة تعليق برامجها.
كما أنّ روسيا تنظر إلى لبنان من زاوية استراتيجية تربط البحر المتوسط بالمجال الحيوي السوري، وترى في تعزيز التعاون مع الجيش اللبناني فرصة لتوسيع نفوذها الجيوسياسي على حساب واشنطن، التي تتراجع تدريجياً في نفوذها بمنطقة المشرق بسبب ولاءها الى إسرائيل .
الخاتمة
الضغط الأميركي على لبنان سيف ذو حدّين: فقد يهدف إلى ضبط التوازنات الداخلية، لكنه في الواقع قد يسرّع انحسار الدور الأميركي التقليدي ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من النفوذ الروسي في بيروت.
ورغم أنّ الأسلحة الأميركية لم تحسم المعركة في أوكرانيا، إلا أنّ الأسلحة الروسية قد تكون هي التي ستحسم المعركة في لبنان — لا بالحديد والنار، بل بميزان النفوذ الجديد الذي تُعيد موسكو رسمه في الشرق الأوسط.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :
