افتتاحية صحيفة الأخبار:
برنامج القتل الإسرائيلي مستمرّ برعاية أميركية
فيما انتقل جزء من النقاش السياسي حول العدوان الإسرائيلي المستمر إلى نيويورك، حيث وصل الرئيس جوزيف عون على رأس وفد لبنانيّ للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجّهت إسرائيل أمس، بارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل، إشارة إضافية إلى عدم اكتراثها بكل الاتصالات الجارية.
وفي المقابل، يواصل الجانب الأميركي التمسّك بموقفه القائل إن لا أحد الآن قادر أو راغب في ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل، وهو ما عكسته النقاشات العسكرية والأمنية التي رافقت انعقاد لجنة «الميكانيزم»، حيث لا يزال الأميركيون يصرّون على أن الجيش اللبناني لم يُنجز مهمته المتمثّلة في نزع كامل سلاح حزب الله، لا جنوب نهر الليطاني ولا شماله.
وبحسب ما كان سائداً في الأوساط الرسمية قبل وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، وما نُقل عن الموفد السعودي يزيد بن فرحان، فإن التقديرات كانت تشير إلى اتجاه إسرائيل نحو مزيد من العنف، في فلسطين ولبنان، مع التأكيد أنه «لا يجب على اللبنانيين انتظار أيّ ضغط أميركي على إسرائيل لإلزامها بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار»، في ظل استمرار تأكيد الولايات المتحدة على ما تسمّيه «هواجس إسرائيلية مشروعة».
ولم تبقِ إسرائيل هذه التقديرات في إطار النظريات، إذ واصلت الفصل الجديد من الاعتداءات الذي بدأ منذ يومين، مع حلول الذكرى الأولى للعدوان الواسع على لبنان. فمع انتهاء اجتماع لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في مقر قيادة «اليونيفل» في رأس الناقورة، بحضور أورتاغوس، ارتكبت إسرائيل مجزرة في بنت جبيل ذهب ضحيتها أبٌ وأطفاله الثلاثة.
فقد أطلقت مُسيّرة إسرائيلية عصر أمس صاروخين عند مدخل بنت جبيل الشرقي: الأول استهدف دراجة كان يقودها الشاب محمد مروة الذي استشهد على الفور، والثاني أصاب سيارة المواطن شادي شرارة الذي كان برفقة زوجته أماني بزي وأولادهما سيلان (14 عاماً) وسيلين (10 أعوام) والتوأميْن هادي وأسيل (سنتان). وفيما استُشهد الأب والتوأمان وسيلين على الفور، أُصيبت الأم وابنتها سيلان بجروح بالغة. وقالت مصادر محلية إن العدو يبدو أنه لم يعد يكترث لمصير السيارات المدنية التي يصدف أن تتواجد بالقرب من أهداف تطاردها قوات الاحتلال.
وقد أدان رئيس الجمهورية الجريمة عبر حسابه على منصة «إكس»، مناشداً المجتمع الدولي «بذل كل الجهود لوقف انتهاكات القرارات الدولية، ولا سيما الدول الراعية لإعلان وقف إطلاق النار والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية والالتزام بالإعلان. فلا سلام فوق دماء أطفالنا».
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان صدر عن مكتبه مساء أمس أن «دماء هؤلاء اللبنانيين الذين يحملون الجنسية الأميركية برسم من كان ملتئماً في الناقورة وبرسم التظاهرة العالمية التي بدأت تتوافد إلى الأمم المتحدة». وسأل بري: «هل الطفولة اللبنانية هي التي تمثّل خطراً وجودياً على الكيان الإسرائيلي، أم أن سلوك هذا الكيان في القتل من دون رادع وحساب هو الذي يشكّل تهديداً للأمن والسلم الدوليَّيْن؟».
كما وصف رئيس الحكومة نواف سلام، من على منصة «إكس» الاعتداء بأنه «جريمة موصوفة ضد المدنيين ورسالة ترهيب تستهدف أهلنا العائدين إلى قراهم في الجنوب».
وقد أضيفت المجزرة إلى سجلّ المجازر شبه اليومية التي تستهدف الجنوب وأهله، في إطار سياسة إسرائيلية تحكم بالإعدام على بيئة جغرافية كاملة، وليس على المقاومين فقط، فيما تركّز الدولة اللبنانية جهودها على خطة الجيش لمصادرة سلاح المقاومة دون رادع دولي.
وشهد اجتماع الناقورة عرض ممثّلي الجيش اللبناني لتفاصيل الانتهاكات الإسرائيلية منذ اجتماع اللجنة الأخير في 7 أيلول، مع تأكيدهم على ضرورة انسحاب الاحتلال ووقف الاعتداءات لتمكين الجيش من تنفيذ خطته لنزع السلاح.
ولفتت المصادر إلى أنّ أورتاغوس أبدت تقديرها لما أنجزه الجيش تجاه مصادرة السلاح في جنوبي الليطاني، لكنها اعتبرته غير كامل، ويجب على الدولة أن تكون أكثر حزماً، فيما شدّد ممثّلو العدو على شمول المراحل الأولى للخطة منطقة البقاع التي يزعمون أنها تحتوي على مخازن للسلاح النوعي.
وبحسب المعلومات، غادرت أورتاغوس بيروت بعد الاجتماع، واقتصر برنامج زيارتها على لقاء الضباط الميدانيين، من دون أي لقاء مع قائد الجيش رودولف هيكل، الذي يصرّ على تنفيذ خطته بعيداً من الضغوط السياسية أو الغربية، مع اشتراط وقف الاعتداءات وسحب الاحتلال.
في غضون ذلك، قالت مصادر إن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية والموفد السعودي يزيد بن فرحان قبل يومين لم يتطرّق إلى مبادرة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تجاه المملكة العربية السعودية. وأضافت أن ابن فرحان وضع عون في أجواء الحوار الإيراني - السعودي، واصفاً إياه بأنه «إيجابي وقائم ومستمر»، لكنه تجاهل مبادرة قاسم من دون التعليق عليها سلباً أو إيجاباً.
كذلك علمت «الأخبار» أن اتصالات تجري لعقد لقاء لبناني - فرنسي - سعودي - قطري على هامش اجتماعات نيويورك للبحث في دعم الجيش اللبناني ودعم إعادة الإعمار.
*******************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
أكثر من 150 دولة تعترف بفلسطين: «إسرائيل» تخسر حربها لتصفية القضية
إشادة صينية بالتعاون العسكري السعودي الباكستاني: تراجع ثقة الخليج بواشنطن
مجزرة إسرائيلية بحق أطفال بنت جبيل وتساؤل عن مبرر بقاء لجنة أورتاغوس
بمعزل عن النقاش حول واقعية حل الدولتين الذي ينتظر موافقة كيان الاحتلال، ولا يملك أدوات فرضه بالقوة، خصوصاً بعدما نهش الاستيطان الضفة الغربية تحت عيون العالم، وقام كيان الاحتلال بضم القدس الشرقية التي تشكل عاصمة الدولة الفلسطينية في حل الدولتين، وباركت أميركا الضم كما باركت ضم الجولان السوري الذي تقول الحكومة الفرحة بعلاقتها بواشنطن إنها تعتبره أرضاً سورية محتلة لا تنازل عنها، وتريد من الناس تصديقها، فإن الأكيد أن الدول التي تقاطرت لإعلان اعترافها بالدولة الفلسطينية فعلت ذلك لتقول إن القضية الفلسطينية لا يمكن حلها بالقوة عن طريق القضاء على الفلسطينيين ومقاومتهم، وإن الاعتراف بوجود شعب اسمه شعب فلسطين وبحقوق لهذا الشعب، بغض النظر عن كيفية تعريف هذه الحقوق وحدودها، هو المدخل لاستقرار الشرق الأوسط والعالم من ورائه، والاوضح أن هذا الاعتراف إعلان كافٍ بفشل الحرب الإجرامية التي يخوضها كيان الاحتلال على قاعدة إنكار وجود شعب فلسطين وحقوق لهذا الشعب، وإن كان من فضل حقيقيّ في هذا الاعتراف فهو فضل تضحيات الفلسطينيين وصمودهم في غزة، وقبل كل شيء فضل طوفان الأقصى الذي أثبت للعالم أن كل محاولة لتصفية القضية الفلسطينية بالرهان على الزمن سوف تجعل العالم يقف على قدم واحدة لسنتين على الأقل، رغم أن الذين يعترفون بدولة فلسطين يدينون الطوفان ومن قاموا به، ويتجاهلون أنهم لولاه لكانوا يهنئون شركاء خط الهند أوروبا عبر فلسطين بإنجازهم، ولو تضمن مذبحة بحق الفلسطينيين، ورقم الـ 150 دولة قبل انضمام بريطانيا للدول التي اعترفت بدولة فلسطين كافٍ أيضاً للقول إن اميركا لم تعد قادرة على تقديم الحماية لجرائم الاحتلال مع نهضة شعوب العالم وأحراره ونزولهم إلى شوارع المدن الغربية كل يوم يهتفون لفلسطين حرة.
في المنطقة لا زالت معاهدة الدفاع السعودية الباكستانية تثير النقاشات والتساؤلات، خصوصاً في ظل الموقف الباكستاني الذي دعم إيران خلال الحرب الإسرائيلية الأميركية عليها، والعلاقة المميزة بين باكستان والصين كما أظهرتها الحرب الهندية الباكستانية، وعلى خلفية رفض باكستان إدراج اسمها ضمن التحالف الذي قادته السعودية في الحرب على اليمن، والمعاهدة تأتي على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطر وشعور دول الخليج بأنها مكشوفة أمام “إسرائيل” في ظل ما تعتقده من غطاء أميركي دفاعي لها مع انتشار القواعد الأميركية على أراضيها، وكانت أمس أبرز التعليقات قد جاءت من بكين، حيث شارت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” الصينية، إلى أن اتفاقية الدفاع المشترك الجديدة بين السعودية وباكستان النووية تؤكد تصاعد الشكوك بشأن التزامات واشنطن الأمنية في المنطقة في ظل منافستها الاستراتيجية مع بكين. وأوضح سون دِغَانغ، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان في شنغهاي، أن الهجوم الإسرائيلي على قطر جعل السعودية تشعر بعدم موثوقية الحماية الأميركية، ودفعها إلى السعي نحو استقلالية استراتيجية وتعزيز التعاون مع باكستان. وأضاف أن الرياض تسعى من خلال الاتفاق إلى “تنويع مشترياتها” والحصول على حماية من باكستان بعدما كانت تعتمد بشكل أساسي على الولايات المتحدة. وأشار سون إلى أن السعودية وباكستان صديقتان مقربتان من الصين، مضيفًا: “الصين ترحب بتعزيز تعاونهما الدفاعي بدلًا من وضع كل البيض في سلة واحدة هي الولايات المتحدة، كما يصب السعي وراء الاستقلالية الاستراتيجية مع شركاء متنوّعين في مصلحة الصين أيضًا”. وذكر لين لي، الملحق العسكري الصيني السابق في السعودية ونائب رئيس مؤسسة الحوكمة العالمية، أن “اللامبالاة الواضحة، بل حتى التساهل” من جانب واشنطن إزاء الهجوم تركت دول الخليج تتساءل عن مدى ثقتها بالولايات المتحدة، وذكّر بأن قطر حليف وثيق لواشنطن وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط. وأضاف لين أن الاتفاق الجديد قد يفتح الباب أمام اتفاقيات ثنائية مماثلة في المنطقة مع تصاعد الشكوك حول الالتزامات الأمنية الأميركية، وقال: “ربما وجدت علاقات الحماية المتبادلة بشكل غير رسمي من قبل… لكن قرار إعلانها الآن له دلالة كبيرة، فالشرق الأوسط يرى بشكل متزايد أن أميركا غير جديرة بالثقة”.
لبنانياً، طغى حدث المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مدينة بنت جبيل وحصدت أرواح العزل الآمنين، حيث استشهد خمسة مواطنين بينهم ثلاثة أطفال، ما طرح الأسئلة عن كيفية قيام الدولة بحماية مواطنيها مع عمليات القتل المستمرة منذ عشرة شهور، وعن معنى تمسك الدولة بسراب الدور الأميركي بضمان تنفيذ “إسرائيل” لموجباتها وفق اتفاق وقف إطلاق النار، والهم عن وظيفة لجنة مراقبة وقف إطلاق النار التي تحوّلت مع المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لجنة لمراقبة الجيش اللبناني بدلاً من أن تكون وفق توصيفها الوظيفي لجنة للتحقق من انسحاب قوات الاحتلال ووقف اعتداءاتها.
شكّلت زيارة الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت محطة أساسية في المشهد السياسي اللبناني، لما حملته من رسائل سعودية مباشرة تعبّر عن ثبات الموقف تجاه لبنان ودعمه في هذه المرحلة الدقيقة، والتي سبقها موقف متقدّم من حزب الله عبر عنه الأمين العام الشيخ نعيم قاسم بدعوته السعودية إلى «فتح صفحة جديدة مع المقاومة».
واستهل الأمير يزيد لقاءاته في مقر السفير السعودي وليد البخاري، حيث اجتمع مع نواب كتلة الاعتدال الوطني والنائب عبد الرحمن البزري والنائب حسن مراد، ثم أقام رئيس الحكومة نواف سلام مأدبة عشاء على شرفه، أعقبتها زيارة خاصة للرئيس تمام سلام في دارته في المصيطبة، كما التقى الرئيس الأسبق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، والنائب سامي الجميل.
وبحسب المعلومات، حمل الموفد السعودي رسالة محورية مفادها أنّ المملكة تريد للبنان أن يلتحق بمسار ازدهار المنطقة وفق رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مؤكداً أن لبنان لا يزال في صلب أولويات الرياض. كما شدّد على أنّ المملكة مرتاحة لأداء قائد الجيش رودولف هيكل، وترى في الإصلاحات الاقتصادية التي أقرّتها الحكومة والمجلس النيابي خطوة في الاتجاه الصحيح، واعدةً باستمرار الدعم والرعاية للبنان ومؤسساته.
وفي البعد العسكري والأمني، أكد بن فرحان أنّ المملكة ستشارك في أي مؤتمر دولي يهدف إلى تعزيز قدرات الجيش اللبناني، بما يرسّخ دور المؤسسة العسكرية كضامن للاستقرار. أما سياسياً، فقد أوضح أنّ الانفتاح السعودي على الحوار يتم حصراً عبر الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية، ومن «دولة إلى دولة»، في إشارة واضحة إلى رفض أي مسارات جانبية. اللافت كان تأكيد الموفد على أهمية الدور الذي يلعبه رئيس مجلس النواب نبيه بري، واصفاً إياه بـ»رجل الدولة»، ومشيراً إلى أنّ إعادة إعمار الجنوب بعد حصر السلاح تمرّ عبر الحوار معه. وإذ شدّد على أنّ «الدم الشيعيّ مثل الدم السعوديّ»، أوضح أنّ المملكة لا تدفع نحو أي صدام داخلي، بل تسعى إلى تثبيت الاستقرار ودعم مشروع بناء الدولة.
إلى ذلك، عقد الاجتماع الخماسي الأمني أمس، في الناقورة، بحضور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، واستمر نحو ساعتين. وخلال الجلسة، عرض الجيش أمام اللجنة التطورات التي حققها في الأسبوعين الأخيرين، كما أبدى استنكاره للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان، معتبراً أنها تعيق عمل الآلية (الميكانزيم) المعتمدة لمتابعة تنفيذ المقررات. وقد استعرض الجيش أمام الأعضاء باستثناء الطرف الإسرائيلي، الخطوات المقبلة من المرحلة الأولى لخطة الانتشار، مؤكداً حاجته الملحّة إلى تجهيزات ومعدات عسكرية لاستكمال تنفيذ مهامه.
وركّز الاجتماع بصورة خاصة على تفاصيل المرحلة الأولى المتصلة بسحب السلاح من منطقة جنوب الليطاني، مع استعراض ما تحقق حتى الآن كامتداد لعمل الميكانزيم، في حين تستمرّ هذه المرحلة حتى نهاية العام الحالي. غير أن الجيش شدّد على أن التحدّيات كبيرة في ظل غياب الدعمين المالي والعسكري اللازمين.
بالنسبة إلى الجيش كان الهدف الأساس من العرض، بحسب مصادر سياسية، تأكيد التزامه بخطة الانتشار وسحب السلاح جنوب الليطاني، بما ينسجم مع مهلة زمنيّة محدّدة تنتهي مع نهاية العام. إلا أن هذه الالتزامات تصطدم بواقع صعب يتمثل في نقص الموارد والإمكانات، ما يجعل الدعم الدولي شرطاً حاسماً لنجاح المرحلة.
هذا وعبرت أورتاغوس عن اهتمام أميركيّ واسع بتقديم دعم مطلق للجيش اللبناني، مؤكدة التزام واشنطن بالاستقرار في لبنان.
ولم يكد ينتهي الاجتماع حتى استهدفت مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية وسيارة في حي المسلخ في بنت جبيل، مما أدّى إلى سقوط خمسة شهداء من بينهم ثلاثة أطفال، وفق ما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة في بيانٍ له. واستشهد المواطن شادي صبحي شرارة وثلاثة من أطفاله، جراء الاستهداف، كما أُصيبت زوجته وابنته الرابعة. كما أسفرت الغارة عن استشهاد سائق الدراجة محمد مروة.
وتعليقاً على المجزرة التي ارتكبتها «إسرائيل»، علّق رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بالقول «فيما نحن في نيويورك للبحث في قضايا السلام وحقوق الإنسان، ها هي «إسرائيل» تُمعن في انتهاكاتها المستمرّة للقرارات الدوليّة وعلى رأسها اتفاق وقف الأعمال العدائية عبر ارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل ذهب ضحيتها خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال». وأضاف: «من نيويورك نناشد المجتمع الدوليّ الذي يتواجد قادته في أروقة الأمم المتحدة بذل كل الجهود لوقف الانتهاكات للقرارات الدوليّة، لا سيما الدول الراعية لإعلان 27 تشرين الثاني 2024، والضغط على «إسرائيل» للانسحاب من الأراضي اللبنانية والتزام الإعلان المذكور. فلا سلام فوق دماء أطفالنا».
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان: «دماء هؤلاء اللبنانيين الأطفال ووالدهم وأمهم الجريحة، الذين يحملون الجنسية الأميركية هي برسم مَن كان مجتمعاً في الناقورة، وبرسم التظاهرة العالميّة التي بدأت تتوافد إلى مقر الأمم المتحدة». وتابع: «نسأل: هل الطفولة اللبنانية هي التي تُمثّل خطراً وجودياً على الكيان الإسرائيلي؟ أم أن سلوك هذا الكيان، في القتل دون رادع أو حساب، هو الذي يشكّل تهديداً حقيقيّاً للأمن والسلم الدوليين؟».
وكتب رئيس الحكومة نواف سلام مندّداً بالجريمة قائلاً: إن ما حصل جريمة موصوفة ضد المدنيين، ورسالة ترهيب تستهدف أهلنا العائدين إلى قراهم في الجنوب. على المجتمع الدوليّ إدانة «إسرائيل» بأشدّ العبارات لانتهاكها المتكرر للقرارات الدولية وللقانون الدولي، وعلى الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، ممارسة أقصى درجات الضغط على «إسرائيل» لوقف اعتداءاتها فورًا، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى.
وفي ما يستكمل مجلس الوزراء في السراي اليوم درس موازنة العام 2026، يعود العسكريون المتقاعدون إلى الشارع اليوم، وذلك بعد قطع للطرقات شهدتها العاصمة بيروت يوم الأربعاء الماضي تزامناً مع جلسة لجنتَي الإدارة والعدل في مجلس النواب. وقالت رابطة «قدماء القوى المسلّحة اللبنانية» العسكريّين المتقاعدين في بيان، نُعلن دعوتنا الصريحة إلى جميع رفاق السلاح للانخراط في تحرّك فوريّ واعتصام مفتوح أمام مقرّ مجلس الوزراء، وافتراش الأرض من كافة الاتجاهات، لمنع انعقاد أيّ جلسة حكوميّة، وذلك إلى حين تحقيق مطالبنا المحقة والملحّة والمشروعة المرتبطة بحقوقنا المعيشيّة والمالية التي صودرت عنوةً».
وفي ملف الانتخابات النيابيّة وقبيل اجتماع لجنة قانون الانتخاب هذا الأسبوع، قال النائب حسن فضل الله: «هناك مَن يريد تعديل القانون النافذ الحالي تحت عنوان انتخاب المغتربين للـ128 نائبًا، ولكن بالنسبة إلينا هناك قانون نافذ والحكومة مسؤولة عن تطبيقه وإصدار ما يحتاجه من مراسيم تطبيقيّة، ولن يعدل وفق ما تريده بعض القوى من أجل تغليب منطقها لتغيير المعادلة الداخليّة، فأيّ تعديل لهذا القانون يجب أن يتقدّم إلى الأمام وليس التراجع إلى الوراء، وهناك اقتراح قانون مطروح على اللجنة الانتخابيّة هو تطبيق الدستور في المادة 22 التي تقول بانتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفيّ وإنشاء مجلس الشيوخ، ومَن يريد أن يثبت أنه الأكثرية الشعبية في لبنان ما عليه إلا أن يقبل بتطبيق الطائف والدستور الحالي، وأن نذهب إلى قانون انتخابيّ عصريّ خارج القيد الطائفي، وحينها الأكثرية الشعبية تنتخب مجلس نواب وتشكل حكومة وتحكم».
وأكد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل «أننا مصرّون بأن ندافع عن الحق اللبناني المنتشر، أن يكون لديه صوته ويكون لديه الحق في التصويت إن كان في لبنان أو في الخارج. أن يكون لديه تمثيله في الخارج، وهذا يكون الحافز له للتواصل مع لبنان. لا نستطيع أن نقول للمنتشر اللبنانيّ أنت فقط أمن لنا العمل والفرص وحوّل لنا المال، ونحن لن نعطيك أي شيء من حقوقك. يجب أن نعطيه حقوقه ويشعر أنه مواطن بدرجة كاملة، وحقوقه كثيرة تتخطى الانتخاب والجنسية وتصل إلى كل الحقوق التي يتمتع بها اللبنانيّ الذي هو مقيم، بل يجب أن يُعطى حوافز ومنافع أكثر».
*****************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
في ذكرى الحرب... تصعيدٌ يفاقم المخاوف
تصعيد يُظلّل الوسطاء ومجزرة في بنت جبيل... مكوكية أورتاغوس وبن فرحان: السلاح أولاً
أضفت ذكرى مرور سنة على اشتعال الحرب الإسرائيلية على "حزب الله" في لبنان التي اقترنت بحصيلة دامية لغارة إسرائيلية على بنت جبيل، أجواء ملبدة بالغموض المقلق حيال الواقع الميداني الذي يظلل الجنوب وعبره سائر المناطق اللبنانية التي لا تزال عرضة بين الحين والآخر لضربات اسرائيلية، في ظل الاهتزاز الدائم الذي يشوب تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. وإذا كان الاجتماع الذي عقدته لجنة الإشراف على هذا الاتفاق "الميكانيزم" أمس في الناقورة، في حضور ومشاركة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، أعطى الانطباع حيال تفاقم الوضع الحساس الذي لا يزال يثير المخاوف من تدهور ميداني واسع، سواء انطلاقاً من جنوب الليطاني أو من شماله، فإن السلطات اللبنانية وكذلك الجيش اللبناني يجدون أنفسهم وسط مزيد من التعقيدات الخطيرة في رحلتهما لتنفيذ قرارات مجلس الوزراء المتصلة بحصرية السلاح في يد الدولة. وهي تعقيدات تختصر بنارين: نار إسرائيلية لا تبدو في وارد استجابة مطالب لبنان حتى بوساطة أميركية لإنهاء احتلالها للنقاط الخمس، والتوقف عن الاختراقات المتواصلة لاتفاق وقف الأعمال العدائية لتمكين الجيش اللبناني من تنفيذ التزامات لبنان الكاملة لجهة استكمال تنظيف جنوب الليطاني من كل سلاح غير شرعي، ومن بعده المضي قدماً في خطة حصرية السلاح في كل لبنان. ونار "حزب الله" الذي يقدم بموقفه الرافض التصعيدي لتسليم السلاح وحملاته الشعواء على الحكومة، الذرائع المباشرة لإسرائيل للمضي قدماً في التشكيك بقدرة الجيش والسلطات اللبنانية على تنفيذ التزامات لبنان.
وسط هذه الأجواء الملبدة، قامت أورتاغوس بزيارتها الخاطفة، فيما تزامنت مع زيارة قام بها أيضاً في الأيام الثلاثة الأخيرة لبيروت، مستشار وزير الخارجية السعودي المكلف الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان، الذي لم تختلف أهداف زيارته أبداً عن اهداف المكوكية الأميركية التي تضطلع بها مورغان أورتاغوس كما توم برّاك من قبل، والتي اختصرتها أوساط معنية بأنها أولوية مستدامة لتسليم السلاح بأسرع ما يمكن. وفيما اقتصرت زيارة أورتاغوس على الاجتماع الأمني في الناقورة ولقاءات عسكرية بعيدة من الأضواء، تميّزت زيارة الموفد السعودي بإجرائه مروحة واسعة جداً من اللقاءات مع نواب وشخصيات طوال الأيام الثلاثة، بدءاً برئيسي الجمهورية جوزف عون والحكومة نواف سلام واتصال برئيس المجلس نبيه بري. وأمس كشف عن لقاءات له مع الرئيس تمام سلام ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وأعضاء تكتل الاعتدال الوطني، إلى العديد من النواب والسياسيين. وأفيد أن بن فرحان ركّز في لقاءاته على الأهداف الكبرى لدعم المملكة لبنان في مسار استعادة السيادة وحصرية السلاح والإصلاح وإعادة الإعمار. ولم يتطرق إطلاقاً إلى موقف بلاده من "الدعوة" التي وجهها "حزب الله" للتقارب مع السعودية. وأنهى بن فرحان زيارته لبيروت بعد ظهر أمس وذكر أنه يتوجه إلى نيويورك للانضمام إلى الوفد السعودي المشارك في أعمال الدورة العادية للأمم المتحدة.
ولم يتكشف اجتماع اللجنة الخماسية الأمنية في رأس الناقورة بحضور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس عن نتائج ملموسة علنية من شانها أن تبدل الواقع المأزوم القائم، إذ تركزت المناقشات وفق ما توافر من معلومات على متابعة تنفيذ اتفاق وقف النار، ثم غادرت أورتاغوس بيروت متوجهةً إلى نيويورك، بعد لقاءات مع مسؤولين عسكريين.
وكشف مصدر لبناني أن أورتاغوس عبّرت عن اهتمام أميركي واسع بتقديم دعم مطلق للجيش اللبناني، مؤكدة التزام واشنطن بالاستقرار في لبنان. كما أبلغ الجانب اللبناني الوفد الأميركي أن الخروقات الإسرائيلية المتكررة تعيق أي مساعٍ جديّة لحصر السلاح بيد الدولة، وقد أبدى الوفد الأميركي تجاوبًا إيجابيًا مع المخاوف اللبنانية.
وفي غضون ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن "انتصارات إسرائيل على حزب الله، وفّرت إمكانية لم تكن حتى في الخيال، وهي إمكانية السلام مع جيراننا في الشمال".
على صعيد متصل، نشرت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي معطيات وتفاصيل جديدة عن "عملية الشمال" كما أطلق عليها الجيش الإسرائيلي، بعد مرور عام على العملية، وما تلاها من تطورات. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مجموعة من الفيديوهات عبر حسابه على "اكس "عن العملية، وقال: "العملية أسفرت عن إلحاق ضرر ملموس بمنظومة القيادة والسيطرة وقوة الرضوان، وتدمير كامل البنى التحتية الحيوية لحزب الله في خط القرى الأول والثاني جنوب لبنان". وبعد عرض تفصيلي للخسائر التي مني بها الحزب، أضاف أدرعي: "منذ انتهاء العملية ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تعمل قيادة المنطقة الشمالية ووحداتها بجهد متواصل لإحباط محاولات حزب الله لإعادة بناء قوته. في هذه الفترة تم القضاء على أكثر من 300 مسلح وضرب أكثر من 300 هدف. كما نفذت الفرقة 91 أكثر من 1000 عملية مداهمة ونشاط عملياتي في المنطقة الدفاعية الأمامية المتقدمة".
وفي منشور آخر، تحدث أدرعي عن محاولات "حزب الله" لـ"إعادة إنشاء مقرات ومخابئ على طول الحدود"، وقال إنه "منذ التوصل إلى وقف إطلاق النار يواصل الجيش الإسرائيلي جهوده لضمان ألا يتمكن حزب الله من العودة لتهديد مواطني الشمال وإعادة ترسانته"، ولكنه تابع أن "حزب الله يحاول إعادة بناء خط القرى على طول الحدود تحت ذريعة إصلاح منازل مدنية، محاولًا إعادة إنشاء مقرات ومخابئ وبنى تحتية تم تدميرها سابقًا"، وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي لا ولن يسمح بذلك".
وأضاف: "الجيش الإسرائيلي سيواصل تطبيق تفاهمات وقف النار بحزم حتى لا يتمكن حزب الله من العودة إلى هذه الحدود".
هذه الاجواء اقترنت بغارة دامية شنتها مسيّرة إسرائيلية عصر امس على مدينة بنت جبيل واستهدفت سيارة ودراجة، الأمر الذي أدى إلى سقوط خمسة ضحايا من بينهم ثلاثة أطفال وأصيب شخصان اخران بجروح. وأودت الغارة بكل من محمد ماجد مروة وهو عضو في "حزب الله" وشادي صبحي شرارة واطفاله الثلاثة سيلين وهادي وسيلان، فيما الوالدة والبنت الكبرى في حالة دقيقة. وتبين أن العائلة المفجوعة يحمل افرادها الجنسية الأميركية.
وعلّق رئيس الجمهورية جوزف عون على الغارة الإسرائيليّة بالقول: "فيما نحن في نيويورك للبحث في قضايا السلام وحقوق الإنسان، ها هي إسرائيل تمعن في انتهاكاتها المستمرّة للقرارات الدولية وعلى رأسها اتفاق وقف الأعمال العدائية عبر ارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل ذهب ضحيتها خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال". وأضاف: "من نيويورك نناشد المجتمع الدولي الذي يتواجد قادته في أروقة الأمم المتحدة بذل كل الجهود لوقف الانتهاكات للقرارات الدولية، لا سيما الدول الراعية لإعلان 27 تشرين الثاني 2024، والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية والتزام الإعلان المذكور. فلا سلام فوق دماء أطفالنا".
كما دان الرئيس نبيه بري المجزرة، لافتاً إلى أن "هؤلاء اللبنانيين الذين يحملون الجنسية الأميركية هم برسم من كان ملتئماً في الناقورة وبرسم التظاهرة العالمية التي تتوافد إلى نيويورك، ونسأل هل الطفولة اللبنانية هي التي تمثل خطراً وجودياً على الكيان الإسرائيلي؟".
ودان رئيس الحكومة نواف سلام في بيان، المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في حق المدنيين الأبرياء في الغارة على بنت جبيل، والتي ذهب ضحيتها خمسة شهداء بينهم أطفال.
***********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
5 شهداء مدنيين.. بري: المجزرة برسم العالم... إسرائيل تمهّد لـ"المنطقة العازلة" ونسف القرار 1701
التطوّر الأبرز على المستوى الدولي يتجلّى في تموضع العديد من الدول الغربية على خط التحدّي المباشر لإسرائيل، وإعلانها الإعتراف بدولة فلسطين، كما فعلت بالأمس بريطانيا وكندا واستراليا، في خطوة تعكس تبدّلاً جذرياً في المزاج الدولي، وخصوصاً في الدول المصنّفة تاريخياً في موقع الحليف لإسرائيل، جرّاء عدوانها على قطاع غزة، وحرب الإبادة التي تشنّها على الشعب الفلسطيني. فيما منطقة الشرق الأوسط برمتها، تتفق قراءات المحللين على أنّها عالقة في رمال متحركة، يهدّدها التفلّت الإسرائيلي باحتمالات مجهولة. وأمّا لبنان فمعاناته مزدوجة، حيث انّه يسابق من جهة ملفاته الداخلية المعقّدة، ويتخبّط بانقساماته السياسية وغير السياسية الأكثر تعقيداً، ويشكّل من جهة ثانية هدفاً مباشراً ومستباحاً لعدوانية إسرائيل ومجازرها، كما حصل في بنت جبيل أمس، حيث سقط خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال، ولسعيها إلى فرض واقع احتلالي دائم، يغيّر جغرافية لبنان ولاسيما في منطقة جنوب الليطاني، ويهدّد باقتطاع جزء منه تحت مسمّى "المنطقة العازلة الخالية من السكان والحياة"، والخطر الداهم هو على عدد من القرى والبلدات اللبنانية التي تقع ضمن ما تسمّى الحافة الأمامية القريبة من الحدود.
الداخل: ترقّب
سياسياً، انخفاض ملحوظ في وتيرة التراشق السياسي، مع انصراف حكومي كامل لإنجاز مشروع موازنة العام 2026، يقابل ذلك، من جهة، رصدٌ سياسي لحركة الموفد السعودي يزيد بن فرحان، واللقاءات التي أجراها قبل مغادرته بيروت أمس، مع جهات سياسية مختلفة، تقاطعت التقديرات على وصفها بالمريحة، واتسمت بنبرة هادئة تغلّب المناخ الإيجابي، وتؤكّد "حرص المملكة العربية السعودية على أمن لبنان واستقراره، وتجاوزه محنته". ومن جهة ثانية ترقّب لمسار العلاقة بين المملكة و"حزب الله"، والمدى الذي ستبلغه مبادرة أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، بالدعوة إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع المملكة.
عون: لا سلام فوق الدماء
وتعليقاً على المجزرة، قال رئيس الجمهورية جوزاف عون: "فيما نحن في نيويورك للبحث في قضايا السلام وحقوق الإنسان، ها هي إسرائيل تُمعِن في انتهاكاتها المستمرة للقرارات الدولية وعلى رأسها اتفاق وقف الأعمال العدائية، عبر ارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل ذهب ضحيّتها 5 شهداء بينهم 3 أطفال".
وأردف الرئيس عون: "من نيويورك نناشد المجتمع الدولي الذي يتواجد قادته في أروقة الأمم المتحدة، بذل كل الجهود لوقف الانتهاكات للقرارات الدولية، لا سيما الدول الراعية لإعلان 27 تشرين الثاني 2024، والضغط على إسرائيل للإنسحاب من الأراضي اللبنانية والتزام الإعلان المذكور. فلا سلام فوق دماء أطفالنا".
بري يدين المجزرة
ميدانياً، التصعيد الإسرائيلي مفتوح ومتصاعد من دون أي رادع، وكانت بنت جبيل بالأمس، هدفاً، حيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية ما أدّى إلى سقوط خمسة شهداء بينهم ثلاثة اطفال. وذلك بالتزامن مع انعقاد لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار في الناقورة في حضور الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس. وأدان رئيس مجلس النواب نبيه بري هذه المجزرة وقال: "خمسة شهداء أب وثلاثة من أطفاله، ووالدتهم الجريحة سُفكت دماؤهم بدمٍ بارد في مدينة بنت جبيل، على مرأى ومسمع من اللجنة التقنية المولجة مراقبة وقف إطلاق النار، وذلك عقب إجتماعها في الناقورة، بحضور الموفدة الأميركية أورتاغوس".
وأضاف بري في بيان: "دماء هؤلاء اللبنانيين الأطفال ووالدهم وأمهم الجريحة، الذين يحملون الجنسية الأميركية هي برسم من كان مجتمعاً في الناقورة، وبرسم التظاهرة العالمية التي بدأت تتوافد إلى مقر الأمم المتحدة. ونسأل: هل الطفولة اللبنانية هي التي تُمثّل خطراً وجودياً على الكيان الإسرائيلي؟ أم أنّ سلوك هذا الكيان، في القتل دون رادع أو حساب، هو الذي يُشكّل تهديداً حقيقياً للأمن والسلم الدوليين.. الرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى".
سلام: جريمة موصوفة
وتعليقاً على المجزرة، قال رئيس الحكومة نواف سلام: "إسرائيل ترتكب مجزرة جديدة في بنت جبيل ذهب ضحيتها خمسة شهداء، بينهم ثلاثة أطفال: سيلين، هادي، وأسيل. فما حصل جريمة موصوفة ضدّ المدنيين، ورسالة ترهيب تستهدف أهلنا العائدين إلى قراهم في الجنوب".
وأشار إلى انّه "على المجتمع الدولي إدانة إسرائيل بأشدّ العبارات، لانتهاكها المتكرّر للقرارات الدولية وللقانون الدولي، وعلى الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، ممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى".
وكان سلام قد وجّه "تحية إلى بريطانيا وكندا واستراليا على خطواتها التاريخية بالاعتراف بدولة فلسطين، مما يؤكّد أن لا حل ولا استقرار دائماً في منطقتنا الّا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لمبادرة السلام العربية التي أُقرّت في قمة بيروت عام 2002".
فضل الله
أشار النائب حسن فضل الله، إلى أنّ "العدو الإسرائيلي ارتكب جريمة موصوفة ضدّ المدنيِّين وبينهم أطفال، في بنت جبيل، ليُضيف إلى سجله مزيداً من الجرائم التي تقع تحت نظر لجنة مراقبة وقف النار، التي تحوّلت إلى شاهد زور على انتهاك العدو الدائم لاتفاق وقف النار، وهي اللجنة التي لم تُشكّل أي ضمانة للبنان، بينما الدولة اللبنانية تقف في أحسن الأحوال عاجزة عن القيام بأي خطوة عملية، ولعلّ صرخة الجنوبيِّين المحقة تصل إلى أسماع المسؤولين ليتحرّكوا من أجل وقف هذه الاستباحة لدمائهم الطاهرة، وقد ثَبُت لهم مرّة أخرى أنّ اللجوء إلى الحماية الرسمية برعاية دولية لم يوفّر لهم الأمن والاستقرار". وأكّد فضل الله، أنّ "كل هذه الاعتداءات وأعمال القتل التي يمارسها العدو لن تدفع شعبنا إلى التخلّي عن أرضه وحقوقه، وتزيد أهل الجنوب تمسّكاً بخيار المقاومة لأنّه الخيار الذي حرّر الأرض وحمى شعبها".
ودانت وزارة الداخلية، بـ"أشد العبارات المجزرة المروّعة التي أودت بحياة 5 شهداء، من بينهم أطفال، في بنت جبيل. إنّ هذا الاعتداء يمثّل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية والإنسانية كافة. الرحمة للشهداء والعزاء لعائلاتهم".
نسف القرار 1701
إلى ذلك، تُجمع تقديرات المحللين على الخشية من مفاجآت عدوانية إسرائيلية تدحرج الوضع اللبناني إلى تصعيد. وعلى ما يقول مصدر سياسي واسع الاطلاع لـ"الجمهورية" نقلاً عن ديبلوماسيين غربيين: "إنّ إسرائيل مصمّمة على إبقاء لبنان في دائرة الضغط والاستهداف المفتوحين، وذلك لتحقيق هدفين رئيسيين، الأوّل، سحب سلاح "حزب الله" بالكامل، وهي وإنْ كانت قد رحّبت بقرار الحكومة اللبنانية، وأبدت استعداداً للدعم المباشر في تنفيذه، فإنّها عادت وأبلغت إلى الأميركيين غضبها من تباطؤ حكومة لبنان في سحب السلاح، وتلويحها بخطوات عدوانية لضمان ما تسمّيه "أمنها".
وأما الهدف الثاني، فيقول المصدر، انّه قد يتقدّم على ملف سحب السلاح، ويتعلق بالمنطقة العازلة في المنطقة الحدودية، والتي رسّم الجيش الإسرائيلي حدودها، وتحظى بموافقة الأميركيين، وسبق للأميركيين، وعلى وجه الخصوص الموفد الاميركي توم برّاك، أن روّج لها تحت عنوان المنطقة الاقتصادية، وتشمل 14 بلدة جنوبية، 6 منها تُفرّغ من سكانها بالكامل، وهي كفركلا، مركبا، حولا، العديسة، وعلما الشعب. و8 بلدات أخرى يبقى فيها احتلال دائم في أطراف الخيام، يارون، عيترون، الضهيرة، مروحين، راميا، مارون الراس، بليدا. وهذه المنطقة قابلة للتوسع، وفق ما تعتبرها إسرائيل حاجات لأمنها.
في تقدير المصدر الواسع الإطلاع، "انّ الهدف الأساس للمنطقة العازلة، هو نسف القرار 1701، والاعتداءات المتواصلة على المناطق اللبنانية، تندرج في سياق مسلسل عدواني خطير، تسعى من خلاله إلى فرض وقائع أمنية، تستدرج من خلالها لبنان إلى مفاوضات مباشرة لبلوغ اتفاق أمني مع لبنان، على غرار ما تعمل عليه على الجبهة السورية. الّا انّ وجه الشبه مختلف ما بين جبهة لبنان وسوريا. ففي سوريا تحظى إسرائيل بحرّية حركة، واما على جبهة لبنان فالأمر مختلف، فعلى الرغم من تفلّتها العدواني تجاه لبنان بالاغتيالات والاعتداءات المكثفة ونسف القرى، وعدم مقابلة هذا التفلّت بأي ردّ من قبل أي طرف لبناني، فإنّ "حزب الله" ما زال يشكّل عنصر قلق وخطر كبيرين بالنسبة اليها، وخصوصاً مع إعلان الحزب على كافة مستوياته بأنّه أعاد ترميم نفسه وبناء قدراته. وتبعاً لهذه الأجواء، فإنّ كل الاحتمالات واردة، سواء عاجلاً او في المدى المنظور وليس البعيد".
*************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
استباحة دماء الأطفال في بنت جبيل أمام إلتزامات الأمم في نيويورك
لجنة الميكانيزم إجتمعت بلا نتائج.. وتحرُّك العسكريِّين يسبق جلسة مجلس الوزراء
قبل أن يكتمل يوم على اجتماع الميكانيزم في الناقورة، بحضور ومشاركة الموفدة الأميركية مورغن أورتاغوس، هاجمت مسيّرة اسرائيلية على نحو بالغ الخطورة مدينة بنت جبيل، واستهدفت سيارة، كان في داخلها، مواطن لبناني يحمل الجنسية الاميركية فقضى مع اولاده الثلاثة، واصيبت زوجته بجروح، حيث استشهد الاب شادي شرارة وثلاثة من اولاده، وجرحت زوجته، وسقط الشهيد محمد مروة،وسط دعوات الى إقفال المدارس اليوم حداداً،كما دعت بلدية بنت جبيل للإضراب وأقفال المدارس.
وغادرت الموفدة اورتاغوس بيروت الى نيويورك، بعد مشاركتها في اجتماع اللجنة الخماسية الأمنية في رأس الناقورة، للبحث في آلية وقف العمليات العدائية الذي لم تلتزم به اسرائيل.
وكانت لجنة الاشراف على قرار وقف العمليات العدائية الخماسية الأمنية عقدت اجتماعا في رأس الناقورة، بحضور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، وتركز البحث على متابعة تنفيذ اتفاق وقف النار.
وكشفت مصادر المعلومات أن أورتاغوس عبّرت عن اهتمام أميركي واسع بتقديم دعم مطلق للجيش اللبناني، مؤكدة التزام واشنطن بالاستقرار في لبنان.
كما أبلغ الوفد العسكري اللبناني الوفد الأميركي أن الخروقات الإسرائيلية المتكررة تعيق أي مساعٍ جديّة لحصر السلاح بيد الدولة، وقد أبدى الوفد الأميركي تجاوبًا إيجابيًا مع المخاوف اللبنانية. وعرض ما نفذه الجيش حتى الان واحتياجاته من اجل استكمال مهامه.
وأفادت المعلومات أن أورتاغوس غادرت مع ممثل بلادها في اللجنة بيروت متوجهةً إلى نيويورك، بعد سلسلة لقاءات رسمية مع مسؤولين لبنانيين.
وتضم اللجنة ممثلين عن الجيش اللبناني، والكيان الصهيوني، وقوات اليونيفيل، إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا.
بالتوازي مع الاجتماع، اعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي: إقامة 30 موقعا جديدا على طول الحدود و5 مواقع بجنوب لبنان.
مغادرة بن فرحان
وبالتزامن انهى الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان زيارته الى لبنان، وغادر عائداً الى المملكة، بعد لقاءات شملت الرئيسين جوزف عون ونواف سلام، واجرى اتصالاً مع الرئيس نبيه بري، الذي اوفد اليه معاونه السياسي النائب علي حسن خليل وعقد معه اجتماعاً مطولاً في اليرزة، تناول الوضع اللبناني والقرارات الحكومية، وانتهت الزيارة بلقاء الرئيس تمام سلام في منزله في المصيطبة بحضور نجله صائب.
وحسب مصادر مطلعة فإن الجولة التي شملت نوابا ايضا عكست رغبة المملكة في المساعدة على ايجاد الحلول، ومؤازرة لبنان، وفهم انه طرح في اللقاءات مؤتمر دعم الجيش اللبناني، على ان يعقد في المملكة في ضوء المشاورات الجارية بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وكان بن فرحان قد التقى العديد من الشخصيات الرسمية والسياسية بينها النواب حسن مراد وفيصل كرامي وتكتل الاعتدال الوطني وابراهيم منيمنة والدكتور عبد الرحمن البزري.
ونقل النواب عن الامير يزيد ارتياح المملكة للإجراءات التي اتخذتها الحكومة حول حصرية السلاح، ولإجراءات الجيش في الجنوب وجمع سلاح المخيمات الفلسطينية، واكد استعداد السعودية للمشاركة في اي مؤتمر لدعم الجيش. وان المملكة منفتحة على اي حوار مع اي طرف لبناني لكن من خلال الدولة.
كما نُقل عن بن فرحان ان اعادة اعمار ما هدمه الاحتلال تمر عبر الرئيس نبيه بري، الذي اشاد به، مؤكدا «ان الدم الشيعي مثل الدم السعودي، وان المملكة لا يمكن ان تساهم في اي خلاف او اقتتال داخلي، وهي لا تتدخل في امور لبنان الدخلية اللبنانية».
كما التقى بن فرحان الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في دارته في كليمنصو.
جلسة.. لا جلسة!
وزارياً، تعود الحكومة اليوم الى متابعة مناقشة مواد الموازنة للعام 2026، بالتزامن مع وصول وفد صندوق النقد الدولي.
لكن رابطة «قدماء القوى المسلحة اللبنانية المحاربين القدامى» دعت للاعتصام المفتوح امام مقر مجلس الوزراء، وافتراش الارض من كافة الاتجاهات لمنع انعقاد الجلسة الحكومية، وأي جلسة الى حين تحقيق مطالبنا المحقة والملحة والمشروعة المرتبطة بحقوقنا المعيشية والمالية التي صودرت عنوة..
ودعت المواطنين الى عدم سلوك الطرقات المحيطة بالسرايا الحكومية اعتبارا من الساعة العاشرة، مؤكدين على منع انعقاد الجلسة اليوم الاثنين وفي اي يوم آخر.
انتخابياً، يحتدم الخلاف على قانون الانتخابات في ما خص تصويت المغتربين، واشار النائب عن حزب الله حسين الحاج حسن الى أن «قانون الانتخابات النيابية الحالي هو القانون النافذ»، معتبرا أن «بعض المطالب حول تصويت المغتربين تحمل نوايا اللهيمنة والإقصاء، خاصة في ظل غياب تكافؤ الفرص بين المرشحين والناخبين في دول تدعم العدو الصهيوني».
واردف:«يحرص الفريق الوطني على ضمان تصويت المغتربين، إنما بطريقة تكفل العدالة وتكافؤ الفرص للجميع».
واعتبر النائب حسن فضل الله ان قانون الانتخابات يجب ان يسير الى الامام، وليس الى الوراء، داعياً لتطبيق المادة 22 من الدستور، وانتخاب مجلس نيابي على اساس غير طائفي.
مجزرة وإقفال تربوي
وبرغم اجتماع لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار أمس، واصل العدو الاسرائيلي خرق هذا الاتفاق والاعتداء على لبنان من دون اي وازع، فأغار طيرانه بعد ظهر امس، على بنت جبيل مستهدفا دراجة نارية في محيط مثلث التحرير عند أطراف بنت جبيل ادت الى ارتقاء سائقها محمد ماجد مروة، واصيبت سيارة صودف مرورها بالمكان على متنها أب وعائلته ارتقوا شهداء نتيجة الغارة.والشهداء هم شادي صبحي شرارة واطفاله الثلاثة سيلين وهادي وأسيل، بينما الطفلة الرابعة جريحة وزوجته بحالة خطرة.
ولاحقاً، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن «غارة العدو الإسرائيلي بمسيَّرة على مدينة بنت جبيل، أدت في حصيلة محدثة إلى سقوط خمسة شهداء من بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب شخصان بجروح».
وقبل ذلك، ألقى الجيش الاسرائيلي عددا من القنابل المضيئة بين بنت جبيل وبلدة عيترون. كما ألقت مسيّرة اسرائيلية قنابل حارقة على المنطقة الواقعة بين عربصاليم وحبوش، ما ادى الى اندلاع حريق في المكان، وتوجهت فرق الاطفاء الى المكان.وتوغلت قوة إسرائيلية بعيد منتصف الليلة الماضية، داخل بلدة رامية، وعمدت الى تفجير أحد المنازل قبل ان تنسحب فجراً .
من جهة ثانية، قامت عناصر من فوج الهندسة في الجيش اللبناني بتفجير درون اسرائيلية كانت سقطت عند مدخل بلدة عيتا الشعب، وقامت بتفجيرها.
ولاقت المجزرة الاسرائيلية في بنت جبيل ردود فعل شاجبة من الرؤساء جوزاف عون نبيه بري ونواف سلام وعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله وبلديات المنطقة، فيما نعت المدرسة الإنجيلية اللبنانية في صور شهداءها الاطفال في مجزرة بنت جبيل وأعلنت الحداد والاقفال اليوم.
وإستنكر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف الاعمال العدائية وارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل. وقال في بيان: فيما نحن في نيويورك للبحث في قضايا السلام وحقوق الانسان، ها هي اسرائيل تمعن في انتهاكاتها المستمرة للقرارات الدولية وعلى رأسها اتفاق وقف الأعمال العدائية عبر ارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل ذهب ضحيتها خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال.
وندد الرئيس نبيه بري بالمجزرة وقال: خمسة شهداء وثلاثة من أطفاله، ووالدتهم الجريحة سفكت دماؤهم بدم بارد في مدينة بنت جبيل على مرأى ومسمع من اللجنة التقنية المولجة مراقبة وقف اطلاق النار عقب اجتماعها في الناقورة بحضور الموفدة الاميركية اورتاغوس.
واعتبر الرئيس نواف سلام ما حصل جريمة موصوفة ضد المدنيين، ورسالة ترهيب تستهدف أهلنا العائدين الى قراهم في الجنوب.
وقال: على المجتمع الدولي إدانة اسرائيل بأشد العبارات لانتهاكها المتكرر للقرارات الدولية وللقانون الدولي، وعلى الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، ممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق سراح الأسرى.
واعلنت روابط التعليم الاساسي والثانوي الحداد واقفال كل المؤسسات التربوية اليوم حداداً على شهداء مجزرة بنت جبيل، وعلى إثرها تتالت دعوات المدارس والمتوسطات الى تعليق الدروس اليوم حداداً.
الى ذلك، قدَّم افيخاي ادرعي الناطق الاسرائيلي كشفا عن اعتداءات جيشه ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيِّز التنفيذ، ففي هذه الفترة تم القضاء على أكثر من 300 مسلح من حزب الله وضرب أكثر من 300 هدف. كما نفذت الفرقة 91 أكثر من 1,000 عملية مداهمة ونشاط عملياتي في المنطقة الدفاعية الأمامية المتقدمة.
**********************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
الموفد السعودي للبنانيين: لم يحن اوان مؤتمرات الدعم بعد
لبنان إلى المجتمع الدولي: التزامات «إسرائيل» غائبة ووقف النار مهدّد
في لبنان المثخن بالجراح والمتخم بالوعود المؤجلة، يتقاطع هذا الأسبوع ثِقلُ الذكرى مع حدة الحاضر. من الضاحية الجنوبية حيث يستعد حزب الله لإحياء مرور عام على اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله، إلى بنت جبيل التي ارتوت أمس بدماء أطفالها في مجزرة إسرائيلية مروّعة، يتبدّى المشهد اللبناني وكأنه لوحة متشابكة من الدم والسياسة والرهانات الدولية. وفيما يسعى العدو الإسرائيلي إلى تبرير جرائمه بمزاعم عسكرية، تلوح في نيويورك كلمة مرتقبة للرئيس جوزيف عون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما خطف الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان الأضواء في بيروت مؤكداً أنّ زمن المؤتمرات والدعم الخارجي لم يحن بعد، وأن مفتاح الإنقاذ يبقى في يد الدولة اللبنانية وإصلاحاتها. هكذا يدخل لبنان منعطفاً دقيقاً تتداخل فيه رسائل الدم مع حسابات الخارج وصراع الداخل، في لحظة تختصر كل معاني الخطر والانتظار.
هذا ويحل هذا الاسبوع ثقيلا جدا على قسم كبير من اللبنانيين الذين يستذكرون فيه الحملة العسكرية الموسعة التي شنها العدو الاسرائيلي قبل عام على لبنان والتي تخللها في السابع والعشرين من ايلول اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. الذكرى التي ينظم الحزب فعاليات شتى لاحيائها ستكون محطتها الاساسية يوم السبت المقبل في الحفل المركزي الذي يقيمه في الضاحية الجنوبية لبيروت والذي من المتوقع ان يشارك فيه عشرات الآلاف.
وسيتخلل الحفل كلمة لامين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم الذي سيؤكد فيها ثوابت الحزب وبخاصة لناحية رفض تسليم السلاح والنقاش بمصيره قبل تحرير الارض والاسرى، ووقف الخروقات واعادة الاعمار.
مجزرة بنت جبيل
ويوم أمس، شهدت مدينة بنت جبيل مجزرة بعدما استهدفت مسيرة اسرائيلية بصاروخين دراجة نارية وسيارة ما ادى وبحسب مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة إلى سقوط خمسة شهداء، من بينهم ثلاثة أطفال، واصابة شخصين بجروح.
واللافت ان المجزرة وقعت في وقت كانت لجنة وقف النار الـ mechanism تعقد اجتماعها في الناقورة بحضور المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغاس. ودان رئيس مجلس النواب نبيه بري المجزرة، وقال في تصريح: «خمسة شهداء أب وثلاثة من أطفاله، ووالدتهم الجريحة سُفكت دماؤهم بدمٍ بارد في مدينة بنت جبيل، على مرأى ومسمع من اللجنة التقنية المولجة مراقبة وقف إطلاق النار، وذلك عقب إجتماعها في الناقورة، في حضور الموفدة الأميركية أورتاغوس». وسأل:» هل الطفولة اللبنانية هي التي تمثل خطرا وجوديا على الكيان الإسرائيلي؟ أم أن سلوك هذا الكيان، في القتل دون رادع أو حساب، هو الذي يُشكّل تهديداً حقيقياً للأمن والسلم الدوليين؟».
وبحسب معلومات «الديار» فان ممثل الدولة اللبنانية في لجنة وقف النار أبلغ المجتمعين برسالة واضحة مفادها ان مواصلة اسرائيل خروقاتها واعتداءاتها واحتلالها يعيق ويؤخر تطبيق اي اتفاق، وان لبنان لا يستطيع ان يواصل وحده الوفاء بالتزاماته بوقت يضرب العدو التزاماته بعرض الحائط.
المزاعم الاسرائيلية
وكان لافتا يوم أمس خروج الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي ليؤكد ان «جيش الدفاع سيواصل تطبيق تفاهمات وقف النار بحزم حتى لا يتمكن حزب الله من العودة إلى هذه الحدود»، مدعيا ان الحزب «يحاول إعادة بناء خط القرى على طول الحدود تحت ذريعة إصلاح منازل مدنية محاولًا إعادة إنشاء مقرات ومخابئ وبنى تحتية إرهابية تم تدميرها سابقاً»، مضيفاً:»جيش الدفاع لا ولن يسمح بذلك».
وزعم أدرعي أنّ «في إطار العمليّة، تمّت مهاجمة نحو 9,800 هدف، من بينها آلاف منصّات إطلاق الصّواريخ قصيرة المدى، مخازن الأسلحة والذّخيرة، ومواقع القيادة. كذلك تمّت مصادرة 85,000 قطعة سلاح وذخيرة، وتدمير 1,100 بنية تحتيّة تحت الأرض قرب الحدود».
كلمة لبنان في نيويورك
في هذا الوقت تتجه الانظار هذا الاسبوع الى نيويورك حيث يشارك رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وسيلقي كلمة لبنان يوم الاربعاء المقبل. وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان الكلمة باتت شبه جاهزة ويتم وضع اللمسات الاخيرة عليها وهي ستشدد على وجوب ممارسة المجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق وقف النار الضغوط اللازمة على اسرائيل لتنفيذ تعهداتها وعلى رأسها وقف اعتداءاتها وانسحابها من الاراضي اللبنانية المحتلة».
ماذا حمل بن فرحان؟
وخطف الموفد السعودي، الأمير يزيد بن فرحان الاضواء لبنانيا خلال نهاية الاسبوع حيث التقى ولاول مرة عددا كبيرا من المسؤولين اللبنانيين. وبحسب مصدر التقى بن فرحان فانه «كان واضحا لجهة دعمه العهد والحكومة والتأكيد على صدق نوايا الرئيسين سلام وعون، لكنه اكد ان اوان المؤتمرات الموعودة لدعم الجيش واعادة الاعمار لم يحن بعد رابطا اياها بخطوات ملموسة يقوم بها لبنان الرسمي سواء على صعيد حصرية السلاح او على صعيد المسار المالي الذي يفترض ان ينتهي بتوقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي». وقال المصدر لـ«الديار»:»كان بن فرحان واضحا جدا بأن سرعة انعقاد المؤتمرين مرتبطة بسرعة لبنان بتطبيق ما هو مطلوب منه».
موقف حزب الله من الانتخابات
وقبل 8 أشهر على موعد الانتخابات النيابية بدأ الكباش يشتد بين القوى السياسية انطلاقا باقتراع المغتربين مرورا بالبطاقة الممغنطة والميغاسنتر وصولا للقانون الذي يفترض ان تجري على اساسه الانتخابات.
وكان عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله حاسما يوم امس بقوله:»هناك من يريد تعديل القانون النافذ الحالي تحت عنوان انتخاب المغتربين للـ128 نائبًا، ولكن بالنسبة إلينا هناك قانون نافذ والحكومة مسؤولة عن تطبيقه وإصدار ما يحتاجه من مراسيم تطبيقية، ولن يعدل وفق ما تريده بعض القوى من أجل تغليب منطقها لتغيير المعادلة الداخلية»، مشددا على ان «اي تعديل لهذا القانون يجب أن يتقدم إلى الأمام وليس التراجع إلى الوراء، وهناك اقتراح قانون مطروح على اللجنة الانتخابية هو تطبيق الدستور في المادة 22 التي تقول بانتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس الشيوخ، ومن يريد أن يثبت أنه الأكثرية الشعبية في لبنان ما عليه إلا أن يقبل بتطبيق الطائف والدستور الحالي، وأن نذهب إلى قانون انتخابي عصري خارج القيد الطائفي، وحينها الأكثرية الشعبية تنتخب مجلس نواب وتشكل حكومة وتحكم».
**********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
اجتماع لـ«اللجنة الخماسية» على وقع «مجزرة» إسرائيلية
تل أبيب تقول إن «سهام الشمال» قتلت أكثر من 5 آلاف قائد وعنصر في «حزب الله»
عقدت اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان اجتماعاً لها في رأس الناقورة بحضور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، حيث كان التصعيد الإسرائيلي محوراً أساسيّاً، إضافة إلى متابعة البحث في تنفيذ بنود الاتفاق بين لبنان وإسرائيل.
وكما في زيارتها الأخيرة للمشاركة في الاجتماع الذي عقد قبل أسبوعين، غادرت أورتاغوس من دون أن تلتقي أياً من المسؤولين في بيروت.
وأتى الاجتماع على وقع تصعيد ورسالة سلبية إسرائيلية باستهداف بنت جبيل، ما أدّى إلى وقوع 5 قتلى وجريحين، بينهم 3 أطفال، بحسب ما أعلنت "وزارة الصحة اللبنانية".
وفيما أفادت المعلومات بأن غارة استهدفت دراجة نارية، قالت مصادر مطلعة لـ"الشرق الأوسط": "الغارة تمت بصاروخين؛ الأول استهدف دراجة نارية، والثاني استهدف سيارة مرسيديس رباعية الدفع في داخلها 5 أطفال".
مناشدة من نيويورك
وعلّق رئيس الجمهورية جوزيف عون على الغارة الإسرائيليّة، قائلاً: "فيما نحن في نيويورك للبحث في قضايا السلام وحقوق الانسان، ها هي إسرائيل تمعن في انتهاكاتها المستمرّة للقرارات الدولية وعلى رأسها اتفاق وقف الأعمال العدائية عبر ارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل ذهب ضحيتها خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال".
وأضاف: "من نيويورك نناشد المجتمع الدولي الذي يتواجد قادته في أروقة الأمم المتحدة بذل كل الجهود لوقف الانتهاكات للقرارات الدولية، لا سيما الدول الراعية لإعلان 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024، والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية والتزام الإعلان المذكور. فلا سلام فوق دماء أطفالنا".
بري: على مرأى أورتاغوس
ودان رئيس مجلس النواب نبيه بري "المجزرة" التي ارتكبها الطيران الإسرائيلي. وقال في بيان: "5 شهداء، أب وثلاثة من أطفاله ووالدتهم الجريحة، سفكت دماؤهم بدم بارد في مدينة جبيل على مرأى ومسمع من اللجنة التقنية المولجة مراقبة وقف إطلاق النار في أعقاب اجتماعها في الناقورة بحضور الموفدة الأميركية اورتاغوس".
وأضاف: "دماء هؤلاء اللبنانيين الأطفال ووالدهم وأمهم الجريحة والذين يحملون الجنسية الأميركية هي برسم من كان ملتئماً في الناقورة وبرسم التظاهرة العالمية التي بدأت تتوافد إلى الأمم المتحدة".
من جانبه، قال رئيس الحكومة نواف سلام أن "ما حصل جريمة موصوفة ضد المدنيين، ورسالة ترهيب تستهدف أهلنا العائدين إلى قراهم في الجنوب".
وأضاف: "على المجتمع الدولي إدانة اسرائيل بأشد العبارات لانتهاكها المتكرر للقرارات الدولية وللقانون الدولي، وعلى الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، ممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى".
اجتماع إيجابي ورسالة إسرائيلية سلبية
ورغم وصف مصادر مطلعة الاجتماع بـ"الإيجابي"، حيث جدّد الجانب الأميركي دعمه للجيش اللبناني والخطوات التي يقوم بها، تحدثت "عن رسالة سلبية من قبل الجانب الإسرائيلي، تمثلت بارتكاب مجزرة في بنت جبيل، واستهداف سيارة تقل مدنيين بعد وقت قصير من انتهاء الاجتماع"، وقالت لـ"الشرق الأوسط": "يبدو واضحاً أن الجانب الإسرائيلي يمضي في سياسته ضارباً بعرض الحائط كل الجهود التي تبذل في هذا الإطار، ويستمر بذلك عبر مساره وتفسيره الخاص لاتفاق وقف إطلاق النار، ويطبقه على الأرض".
وهذا ما عبّر عنه صراحة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قائلاً عبر منصة "إكس" إن "جيش الدفاع سيواصل تطبيق تفاهمات وقف النار بحزم حتى لا يتمكن (حزب الله) من العودة إلى هذه الحدود".
واجتماع اللجنة هو الثاني من نوعه، بعد موافقة الحكومة على خطة الجيش اللبناني لحصرية السلاح ونزع سلاح "حزب الله"، وذلك بعد فترة من التباطؤ وعدم عقد الاجتماعات بشكل دوري.
وفيما لم تصدر اللجنة بياناً حول نتائج اجتماع الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه منذ انتهاء الحرب ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، "تعمل قيادة المنطقة الشمالية ووحداتها بجهد متواصل لإحباط محاولات (حزب الله) لإعادة بناء قوته، مشيرة إلى أنه في هذه الفترة تم القضاء على أكثر من 300 مسلح (من حزب الله) وضرب أكثر من 300 هدف. كما نفّذت الفرقة 91 أكثر من ألف عملية مداهمة ونشاط عملياتي في المنطقة الدفاعية الأمامية المتقدمة".
مع العلم أن الجيش اللبناني كان قد أعلن، يوم الخميس الماضي، أنه تم تسجيل 4500 خرق منذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشدداً على أن هذه الخروق تعيق انتشاره في الجنوب.
"سهام الشمال": تصفية 5 آلاف قائد وعنصر في "حزب الله"
بعد عام على عملية "سهام الشمال"، الحرب الإسرائيلية الموسعة على لبنان، نشرت قيادة المنطقة الشمالية، الأحد، معطيات حول العملية ونتائجها.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر "إكس": "في مثل هذا اليوم قبل عام، بدأ الجيش الضربة الافتتاحية للعملية باستهداف قدرات النيران لدى (حزب الله)، والقضاء على إبراهيم عقيل، رئيس منظومة العمليات في (حزب الله)، وقادة وحدة الرضوان". وأضاف: "العملية أسفرت عن إلحاق ضرر ملموس بمنظومة القيادة والسيطرة وقوة الرضوان، وتدمير كامل البنى التحتية الحيوية لـ(حزب الله) في خط القرى الأول والثاني، جنوب لبنان".
وتابع أدرعي: "بعد الضربات الافتتاحية، نفّذ الجيش الإسرائيلي مناورة برية مستخدماً 5 فرق عسكرية في أكثر من 30 قرية في جنوب لبنان".
وأشار إلى أنه "وفي إطار العملية، تمت مهاجمة نحو 9800 هدف، من بينها آلاف منصات إطلاق الصواريخ قصيرة المدى، ومخازن الأسلحة والذخيرة، ومواقع القيادة. كذلك تمت مصادرة 85000 قطعة سلاح وذخيرة، وتدمير 1100 بنية تحتية تحت الأرض قرب الحدود".
وقال أدرعي: "خلال القتال، تمت تصفية ما بين 4 و5 آلاف قائد وعنصر (في حزب الله)، كما أصيب نحو 9 آلاف آخرين خرجوا من دائرة القتال. وقد ألحق الجيش أضراراً جسيمة بسلسلة القيادة التابعة لـ(حزب الله)، بدءاً بنصر الله في قمة الهرم القيادي، وصولاً إلى المستويات الميدانية الدنيا".
وأضاف: "كما ألحق الجيش الإسرائيلي ضرراً بالغاً بقدرات النيران لدى (حزب الله)، بما في ذلك بين 70 و80 في المائة من منصات إطلاق الصواريخ قصيرة المدى، ما جرّد (حزب الله) من قدرته المركزية الأساسية. كما تمت إزالة تهديد الخطة الهجومية الممنهجة لـ(حزب الله)، المسماة خطة احتلال الجليل".
مقتل أكثر من 300 مسلح
ومع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية على جنوب لبنان منذ شهر نوفمبر الماضي، قال أدرعي إنه "منذ انتهاء العملية ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تعمل قيادة المنطقة الشمالية ووحداتها بجهد متواصل لإحباط محاولات (حزب الله) لإعادة بناء قوته"، مشيراً إلى أنه "في هذه الفترة تم القضاء على أكثر من 300 مسلح، وضرب أكثر من 300 هدف. كما نفّذت الفرقة 91 أكثر من ألف عملية مداهمة ونشاط عملياتي في المنطقة الدفاعية الأمامية المتقدمة".
*************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
الحزب “المحشور” يضع نفسه بمثابة الدولة ويخاطب السعودية بالمباشر
يزيد بن فرحان يجول وأورتاغوس في الناقورة مستعجلة الخطة
الغارات الاسرائيلية العنيفة على الجنوب اللبناني الخميس الماضي، وما تلاها من اغتيالات ونسف منازل، يبدو شكّلت جرس انذار مدويا للبنان عموما ولحزب الله خصوصا، ينبه من أن الخيار العسكري لا يزال واردا بقوة لدى تل ابيب اذا لم تستعجل الدولة اللبنانية حصر السلاح. الرسالة فهمها حزب الله، الذي يدرك جيدا ان واشنطن لن تكون الا الى جانب اسرائيل في ما ستقرر فعله، فردّ عليها بمحاولة استرضاء السعودية، ودعوتِها الى فتح صفحة جديدة، على اعتبار ان الاخيرة قد تمون على الولايات المتحدة، علّها تفرمل اي اندفاعة عسكرية اسرائيلية نحو الحزب في المرحلة المقبلة.
الحزب محشور
وإن دل موقف الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تجاه الرياض، على شيء، فعلى ان الحزب محشور ويشعر ان الخيارات امامه تضيق. وبحسب ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ"المركزية"، فإن خطوة الحزب منسقة بطبيعة الحال مع ايران، وتشير الى ان الحزب يرى ان بعد استهداف الدوحة، قد تكون المملكة اكثر ليونة تجاه "المقاومة" واكثر تشددا تجاه اسرائيل. غير ان حسابات الحزب، وفق المصادر، في غير مكانها، اذ ان الرياض تنظر الى السلاح من منظار اتفاق الطائف وخطاب القسم والبيان الوزاري. اما العلاقات التي تنسجها السعودية، فهي مع "الدُول" اي مع الدولة اللبنانية ومع الاطراف المنضوية تحت لوائها. اي انها لا تتعاطى مع طرف سياسي، خاصة اذا كان هذا الطرف يحمل سلاحا خارج الشرعية، وهو طرف يبدو يعتبر نفسَه بمثابة "الدولة" ليخاطب المملكة بالمباشر!
جولة بن فرحان
على اي حال، لا بد ان تكون مواقف المملكة من التطورات اللبنانية كلها، حضرت في جولة مستشار وزير الخارجية السعودي، الأمير يزيد بن فرحان، الذي وصل مساء الجمعة الى بيروت والتقى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، وقد افيد انه نقل اليه رسالة. والتقى بن فرحان يوم السبت الماضي صباح النائب فيصل كرامي. واذ أشارت معلومات الى ان بن فرحان أجرى اتصالًا هاتفيًا برئيس مجلس النواب نبيه بري بحضور المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، أكدت معلومات أخرى ان بن فرحان التقى حسن خليل في مقر السفارة في اليرزة في لقاء مطول ناقشا فيه العناوين السياسية المختلفة. كما زار بن فرحان رئيس الحكومة السابق تمام سلام في منزله في المصيطبة، في حضور السفير السعودي في لبنان الدكتور وليد بخاري ونجل الرئيس سلام صائب سلام. وجرى عرض الاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة.
كما زار ايضا رئيس الحكومة نواف سلام في منزله في ختام جولته على مأدبة عشاء.
ضغط واستعجال
وفي انتظار معرفة خلفيات جولة بن فرحان والاسباب التي دفعته الى زيارة بيروت في هذا التوقيت، بدأت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس زيارتها بالمشاركة في اجتماعات لجنة "الميكانيزم" في الناقورة، وستقتصر زيارتها على الاجتماعات العسكرية - الامنية وهي تخلو من اللقاءات السياسية. ووفق ما تقول مصادر سياسية مطلعة فان ثمة استعجالا سعوديا - اميركيا لعملية حصر السلاح وضغطا لتسريعها لحماية لبنان من اي تصعيد اسرائيلي، ووعودا بتقديم الدعم للجيش اللبناني لتنفيذ خطته، خاصة اذا أظهر سرعةً في التنفيذ.
وامس أفادت معلومات الـ"mtv" أن مورغان أورتاغوس غادرت بيروت متوجهةً إلى نيويورك، بعد سلسلة لقاءات رسمية مع مسؤولين لبنانيين. وكشف مصدر لبناني لـ"الحدث" أن أورتاغوس عبّرت عن اهتمام أميركي واسع بتقديم دعم مطلق للجيش اللبناني، مؤكدة التزام واشنطن بالاستقرار في لبنان.
كما أبلغ الجانب اللبناني الوفد الأميركي أن الخروقات الإسرائيلية المتكررة تعيق أي مساعٍ جديّة لحصر السلاح بيد الدولة، وقد أبدى الوفد الأميركي تجاوبًا إيجابيًا مع المخاوف اللبنانية.
في نيويورك
وسط هذه الاجواء، بدأ رئيس الجمهوريّة جوزيف عون، والسّيّدة الأولى نعمت عون، زيارة لى نيويورك، حيث من المقرّر أن يلقي الرّئيس عون كلمة لبنان أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة اليوم الاثنين. وسيتطرق الرئيس عون، الذي يجري سلسلة لقاءات مهمة في نيويورك.
*************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
الحدث في نيويورك و"معركة المغتربين" مستمرة
تتجه الأنظار من بيروت إلى نيويورك حيث الملف اللبناني بات هناك مع وجود رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون فيها، حيث يرأس وفد لبنان إلى اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ومع انتقال الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان من بيروت إليها، للالتحاق بالوفد السعودي، وكذلك الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي غادرت بيروت للالتحاق بدورها ببعثة الولايات المتحدة الأميركية في نيويورك.
بن فرحان والخطوة مقابل خطوة
الأمير يزيد بن فرحان كان أنهى لقاءاته في بيروت، والتي شملت مروحة واسعة من السياسيين، وآخرهم الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ورئيس الحكومة السابق تمام سلام، ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل.
وعلمت «نداء الوطن» أن بن فرحان أكد خلال اللقاءات أن بلاده ماضية في دعم لبنان لتحقيق سيادته وازدهاره والتأكيد على مطلب حصر السلاح، ولفت خلال لقاء بعض النواب والقيادات أن بلاده والمجتمع الدولي ماضيان بدعم لبنان لكن كل ذلك يحصل خطوة مقابل خطوة، فعندما يقدم لبنان على اتخاذ قرارات جريئة يتم دعمه وهذا ما يحصل من خلال تنظيم مؤتمر دعم الجيش، وأشار إلى أن بلاده لن تتخلى عن لبنان لكن في المقابل على لبنان القيام بخطوات ملموسة، البداية كانت في دعم الجيش، وعندما يستمر بحصر السلاح والإصلاح سيحصل على دعم إضافي، معربًا عن الرضى على أداء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ومشجعًا على استكمال الخطوات التي بدأت.
وعن دعوة الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم المملكة العربية السعودية للحوار، أكد بن فرحان للنواب أن بلاده لا تدخل في الزواريب اللبنانية والدعم والعلاقات تحصل من دولة إلى دولة وليس مع فئات، مشيرًا إلى اهتمام سعودي بلبنان سيظهر كلما تطورت خطوات الدولة اللبنانية وسيزور بيروت باستمرار. وشدد على أن موقف بلاده من حصر السلاح والإصلاح هو موقف المجتمع الدولي.
أورتاغوس من بيروت إلى نيويورك
في الموازاة غادرت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس بيروت متوجهةً إلى نيويورك، بعد سلسلة لقاءات لها في لبنان. أورتاغوس عبّرت عن اهتمام أميركي واسع بتقديم دعم مطلق للجيش اللبناني، مؤكدة التزام واشنطن الاستقرار في لبنان.
وكانت أورتاغوس قد شاركت في اجتماع اللجنة الخماسية الأمنية في رأس الناقورة حيث تركز البحث على متابعة تنفيذ اتفاق وقف النار.
استهداف في الجنوب وخمس ضحايا
وأمس استهدفت مسيّرة إسرائيلية، دراجة نارية وسيارة في بنت جبيل، وأدت الغارة إلى سقوط خمس ضحايا.
المعلومات تحدثت عن أن عائلة صبحي شرارة، التي سقطت في بنت جبيل، كانت تمرّ بسيارتها في الموقع الذي تمّ فيه استهداف الدراجة النارية، والتي سقط فيها محمد مروة، وتجدر الإشارة إلى أن شرارة كان يعمل في قطاع السيارات.
عون من نيويورك: لا سلام فوق دماء أطفالنا
رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون استنكر الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف الأعمال العدائية وارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل وقال: «فيما نحن في نيويورك للبحث في قضايا السلام وحقوق الإنسان، ها هي إسرائيل تمعن في انتهاكاتها المستمرة للقرارات الدولية وعلى رأسها اتفاق وقف الأعمال العدائية عبر ارتكابها مجزرة جديدة في بنت جبيل ذهب ضحيتها خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال.
وناشد الرئيس عون المجتمع الدولي الذي يتواجد قادته في أروقة الأمم المتحدة «بذل كل الجهود لوقف الانتهاكات للقرارات الدولية، لا سيما الدول الراعية لإعلان 27 تشرين الثاني 2024، والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية والتزام الإعلان المذكور. فلا سلام فوق دماء أطفالنا».
بري: الدماء برسم مَن كان مجتمعًا في الناقورة
وقال الرئيس نبيه بري معلقا: «خمسة شهداء أب وثلاثة من أطفاله، ووالدتهم الجريحة سُفكت دماؤهم بدمٍ بارد في مدينة بنت جبيل، على مرأى ومسمع من اللجنة التقنية المولجة مراقبة وقف إطلاق النار، وذلك عقب اجتماعها في الناقورة، في حضور الموفدة الأميركية أورتاغوس».
وأضاف: «دماء هؤلاء اللبنانيين الأطفال ووالدهم وأمهم الجريحة، الذين يحملون الجنسية الأميركية هي برسم من كان مجتمعًا في الناقورة، وبرسم التظاهرة العالمية التي بدأت تتوافد إلى مقر الأمم المتحدة».
سلام للضغط على إسرائيل
أما رئيس الحكومة نواف سلام فاعتبر أن ما حصل جريمة موصوفة ضد المدنيين، ورسالة ترهيب تستهدف أهلنا العائدين إلى قراهم في الجنوب. وتابع الرئيس سلام أن على المجتمع الدولي إدانة إسرائيل بأشد العبارات لانتهاكها المتكرر للقرارات الدولية وللقانون الدولي، وعلى الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، ممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى.
رجّي: على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه اعتداءات إسرائيل
كذلك علق وزير الخارجية يوسف رجي على الغارة الإسرائيلية على بنت جبيل وكتب عبر «أكس»: إن استهداف المدنيين، ولا سيما الأطفال، يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ولجميع المواثيق التي تكفل حماية الأبرياء في النزاعات. على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية».
«حزب الله»يرفض أي تعديل على قانون الانتخابات
وفي المشهد السياسي، ملف الانتخابات النيابية لا يزال موضع سجال من باب القانون، النائب عن «حزب الله» حسن فضل الله جدد رفض إدخال أي تعديل على القانون المعمول به، فقال: «هناك من يريد تعديل القانون النافذ الحالي تحت عنوان انتخاب المغتربين للـ 128 نائبًا، ولكن بالنسبة إلينا هناك قانون نافذ والحكومة مسؤولة عن تطبيقه وإصدار ما يحتاجه من مراسيم تطبيقية، ولن يعدل وفق ما تريده بعض القوى من أجل تغليب منطقها لتغيير المعادلة الداخلية، فأي تعديل لهذا القانون يجب أن يتقدم إلى الأمام وليس التراجع إلى الوراء، وهناك اقتراح قانون مطروح على اللجنة الانتخابية هو تطبيق الدستور في المادة 22 التي تقول بانتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس الشيوخ، ومن يريد أن يثبت أنه الأكثرية الشعبية في لبنان ما عليه إلا أن يقبل بتطبيق الطائف والدستور الحالي، وأن نذهب إلى قانون انتخابي عصري خارج القيد الطائفي، وحينها الأكثرية الشعبية تنتخب مجلس نواب وتشكل حكومة وتحكم».
أما موقف لبنان الرسمي من الانتشار يبقى بما أعلنه رئيس الجمهورية قائلاً: لبنان قوي بمنتشريه وانتم سبب بقائه واللبناني ينحني ولا ينكسر داعياً اللبنانيين في الخارج الى الا ينسوا بلدهم الام، لانه يستحق منهم كل اهتمام ورعاية.
مواقف رئيس الجمهورية اتت خلال مشاركته واللبنانية الاولى السيدة نعمت عون، في القداس الاحتفالي الذي اقيم في كاتدرائية سيدة لبنان المارونية في بروكلين- نيويورك.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :