أخبار

 

 

 

 

 

 

السينما مرآة القلق المعاصر.. لماذا تجذبنا أفلام الاضطرابات النفسية؟

 

Telegram

التوتر والانهيار النفسي والتقلب بين المحاولة والفشل يجذب الجمهور لأنه يعبّر عن واقع مشاعرهم الداخلية (شترستوك)
في زمن تتزايد فيه الأسئلة الوجودية وتتفاقم مشاعر القلق والعزلة، لم تعد السينما مجرد وسيلة للترفيه، بل تحولت إلى مساحة للمكاشفة والبوح. وأصبحت الأفلام التي تتناول الاضطرابات النفسية جزءًا أساسيًا من الإنتاج الجماهيري، كما في سلسلتي "الجوكر"، أو في أعمال سابقة مثل "شاتر آيلاند" (2010) و"عقل جميل" (2001) التي وضعت النفس البشرية في قلب القصة.
 
هذا التحول لا يعكس تبدل الذائقة السينمائية فقط، بل يعبر عن حاجة عميقة لدى الإنسان المعاصر للعثور على لغة تعبير قادرة على تفكيك صراعاته الداخلية، وتحويل السينما إلى مساحة اعتراف جماعي تُظهر الألم والمعاناة كجزء أصيل من التجربة الإنسانية.
 
السينما تقول: لست وحدك
يقبل الشباب اليوم على هذا النوع من الأفلام لأنها تعكس مخاوفهم وصراعاتهم وشعورهم بالوحدة، فيجدون فيها صورة درامية قريبة من واقعهم تمنحهم إحساسًا بأن هناك من يشاركهم ألمهم ويتعاطف معهم. كما توفر لهم مساحة لفهم الذات والتعبير عنها بعيدًا عن الأحكام المسبقة.
 
في المقابل، تطرح بعض الأعمال المرض النفسي بقدر من الحياد والإنصاف، فتُظهر العلاج وطرق المساندة والتحديات اليومية، مما قد يلهم المشاهد على المقاومة رغم صعوبة الحياة. ورغم أن كثيرًا من هذه الأفلام ينتهي بنهايات سوداوية مبالغ فيها، فإن التوتر والانهيار النفسي والتقلب بين المحاولة والفشل يجذب الجمهور لأنه يعبّر عن واقع مشاعرهم الداخلية من حزن أو غضب أو قلق خفي.
 
ولا يمكن إغفال دور وسائل التواصل الاجتماعي في كسر الوصمة المرتبطة بالاضطرابات النفسية، إذ جعلت النقاش حولها أكثر انفتاحا، الأمر الذي شجع السينما على تناول هذه القضايا بجرأة أكبر.
 
تعبير فني أم تسليع تجاري؟
بين التعبير الفني الصادق والتسليع الاستهلاكي، تقع أفلام الاضطرابات النفسية في موقع ملتبس، حيث يرى البعض أنها تقدم مساحات أوسع لفهم الاضطراب النفسي، حين يعرض بصدق بعيدا عن الكليشيهات، بينما يرى البعض الآخر أن بعض الأفلام تمثل الاضطرابات النفسية بطرق غير دقيقة وتربط بين المرض النفسي والعنف والسلوك الانتحاري أو الجنون، مثل فيلم "جوكر" الذي أثار جدلا كبيرا، بسبب تصوير شخصية آرثر كمريض نفسي توقف عن تناول الدواء فانزلق نحو العنف والدماء، مما عزز فكرة الوصم أكثر من التعاطف.
 
في المقابل نجد في فيلم البجعة السوداء "بلاك سوان" Black Swan 2010 تمثيلا نفسيا مكثفا للتوتر الذي يحدث بسبب ضغط المنافسة، حيث يمزج الفيلم بين الهلاوس والأوهام البصرية بطريقة تشبه التجربة النفسية الداخلية. يرى الأطباء النفسيون أن الفيلم لا يصور اضطراب الفصام بصورة محددة، بل يقدم حالة يمكن أن تكون جزءا من اضطراب أوسع، يظهر الخوف والضياع النفسي بطريقة تحترم المرض النفسي بقدر كبير.
تغيرات على مر الزمن
تغيرت صورة تمثيل الاضطرابات النفسية في السينما عبر العقود. ففي بدايات القرن الـ20، ظهرت الشخصيات المضطربة بشكل نمطي يربط المرض بالشر والعنف، كما في الفيلم الصامت "مصحة د. ديبي" (1906) الذي قدّم المصحات النفسية كأماكن مرعبة وساخرة.
 
لكن منتصف القرن الـ20 شهد تحولا مهمًا، إذ منحت السينما مساحة أكثر إنسانية لهذه القضايا، مثل فيلم "حفرة الأفاعي" (1948) الذي عرض المرض النفسي من وجهة نظر المريض، وجسّدته الممثلة أوليفيا دي هافيلاند بعد دراسة أحوال مرضى حقيقيين ومتابعة طرق العلاج السائدة حينها، مما جعله علامة فارقة في هذا النوع من الأفلام.
 
أما منذ التسعينيات وحتى اليوم، فقد اتسمت المعالجات السينمائية بقدر أكبر من التوازن، مع تصوير المراحل المختلفة للمرض من الانهيار إلى المواجهة والتعافي. ويبرز هنا فيلم "عقل جميل" (2001) الذي جسّد رحلة عالم رياضيات بارز مصاب بالفصام، مقدّمًا صورة لا تقتصر على الألم النفسي، بل تُبرز أيضًا قوة المواجهة ودور العائلة في الدعم والتأقلم..
 
تغيرت تمثيلات الأمراض النفسية على مر الزمن في السينما، في بدايات القرن الـ20 كانت الشخصيات المضطربة تعرض بصورة نمطية الشخص المخبول العنيف، وغالبا ما ربطت الأفلام الكلاسيكية بين الاضطرابات النفسية والشر والعنف، واستخدمت المصحات النفسية كمكان مرعب ومسرح للجرائم في فيلم "مصحة د. ديبي" Dr. Dippy’s Sanitarium وهو فيلم صامت يعد من أوائل الأفلام التي تناولت الاضطرابات النفسية بصورة نمطية ساخرة.
 
 
تغير ذلك النمط إلى حد ما في منتصف القرن الـ20، ومنحت السينما مساحة أكثر إنسانية للاضطرابات النفسية، وظهر ذلك في فيلم "حفرة الأفاعي" The Snake Pit 1948 وهو من أوائل الأفلام التي عرضت المرض النفسي من وجهة نظر المريض نفسه، بدلا من تصوير الجنون النمطي. حيث قامت بطلة الفيلم أوليفيا دي هافيلاند بدراسة أحوال المرضى في مصحات حقيقية، وشاهدت أنواع العلاج المختلفة مثل العزل أو العلاج بالصدمات الكهربائية وغيرها من أساليب العلاج القديمة التي كانت شائعة في وقتها، مما جعل الفيلم علامة فارقة في علامات أمراض الاضطرابات النفسية.
 
أما منذ التسعينيات وحتى اليوم، فقد اتسمت المعالجات السينمائية بقدر أكبر من التوازن، مع تصوير المراحل المختلفة للمرض من الانهيار إلى المواجهة والتعافي. ويبرز هنا فيلم "عقل جميل" (2001) Beautiful Mind الذي جسّد رحلة عالم رياضيات بارز مصاب بالفصام، مقدّمًا صورة لا تقتصر على الألم النفسي، بل تُبرز أيضًا قوة المواجهة ودور العائلة في الدعم والتأقلم.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram