افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 21 آب 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 21  آب 2021

 

Telegram

 

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

سفينة المقاومة انطلقت من إيران نحو لبنان… وواشنطن تسابقها برفع عقوبات لتمرير الغاز والكهرباء

نصرالله: السفينة أرض لبنانية ..لتسريع الحكومة ..معادلة القدس قائمة ..العراق الساحة المقبلة

هل يسحب الأميركي الفيتو عن إقلاع المسار الحكومي لقطع الطريق على تحوّل السفن الى مسار؟



 رغم السجال الحادّ المتعدّد الأطراف الذي شهدته الجلسة النيابية، في ظلّ المقاربات الخلافية حول مضمون رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمجلس النيابي على خلفية الموقف من قرار حاكم مصرف لبنان التوقف عن تمويل الإستيراد بدولار مدعوم على سعر 3900 ليرة للدولار، لم يخطف هذا السجال الضوء عن قرار حزب الله الذي أعلنه أمينه العام السيد حسن نصرالله ببدء مسار سفن المحروقات من إيران إلى لبنان وما رافقه من تداعيات ومواقف، فالسجال الذي انتهى بمواقف قواتية عبّر عنها النائب جورج عدوان بلغة تهكمية على مقاربة التيار الوطني الحر للملف الحكومي، وبتلويح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بإستقالة نوابه، وردّ رئيس مجلس النواب نبيه بري عليه بالقول، لا أحد يهدّد المجلس النيابي ومن يريد الاستقالة فليستقل، لم يتحوّل الى الحدث السياسي الأول الذي بقي محجوزاً مكانه لمسار التسابق الذي أطلقته واشنطن عبر سفيرتها في بيروت مع سفن المقاومة بإعلانها عن خطوات أميركية لرفع العقوبات من طريق خطوات كان لبنان يطلبها منذ زمن لتسهيل استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سورية، وكانت واشنطن تعطلها بعقوباتها المفروضة على سورية، رغم تدخل الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي والملك الأردني عبدالله الثاني.
خطوة حزب الله التي أعلنها السيد نصرالله في كلمته في ذكرى عاشوراء، أرفقت بكلام واضح لنصرالله موجه للأميركيين و"الإسرائيليين" يرفع مستوى حماية السفن الى حدّ الاستعداد للدفاع عنها بالقوة، وفق معادلة نصرالله "السفن أرض لبنانية"، وكانت كلمة السيد نصرالله قد شدّدت على الدعوة لتسريع تشكيل الحكومة، بينما ركزت إقليمياً على تثبيت معادلة الدفاع عن القدس يساوي حرباً إقليمية، وعلى تأكيد الهزيمة الأميركية في أفغانستان واعتبار العراق ساحة المواجهة المقبلة حتى إخراج القوات الأميركية منه، وجاء ردّ الفعل الأميركي السريع بما حملته السفيرة الأميركية دوروتي شيا الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في إتصال هاتفي حول تلبية الطلب اللبناني بإستثناء استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية من عقوبات قانون قيصر المفروض على سورية، ليؤكد ان حزب الله أقام حساباته بدقة، وأنّ واشنطن قرّرت الهروب من المواجهة الى التسابق لخلق واقع لبناني يقيّد حزب الله ويحول دون تحوّل خط البواخر الى مسار ثابت.
مصادر اقتصادية قالت انّ بقاء الأزمات المفتوحة في قطاع المحروقات مع رفع الدعم وغياب الحكومة سيجعل حزب الله معنياً بتثبيت مسار السفن بما يلبّي الحاجات الأساسية للسوق اللبنانية، خصوصاً المستشفيات والأفران والمولدات، ورأت انّ لهذا المسار نتائج كبرى على السوق، فهو سيسقط منظومة الإحتكار والتهريب بدخول لاعب كبير غير قابل للإغراء بتقاسم الأرباح الى السوق، وسيسحب من طريق الطلب على الدولار كتلة ضخمة هي تلك المطلوبة لتمويل استيراد المحروقات، والتي تمثل اليوم 60% من الطلب على الدولار، ما سينعكس تثبيتاً لسعر الصرف بعد تحسّن سعر الليرة، وهذه النتائج كافية للقول بأنّ سياسة واشنطن لإسقاط لبنان على رأس حزب الله قد انقلبت على أصحابها فسقط لبنان في حضنه، كما حذر "الإسرائيليون" وصرخوا مناشدين أصدقاءهم وحلفاءهم العرب والغربيين وفي طليعتهم أميركا ودول الخليج لعدم ترك لبنان لخطة حزب الله، كما قالت صحيفة "معاريف" قبل أسبوعين على لسان كبار ضباط المخابرات "الإسرائيلية" الحاليين والسابقين، واذا قرأت حركة التفاعل الأميركي السريعة باتجاه تجاوز العقوبات كتعبير عن مكانة الملف على طاولة الاهتمام الأميركي، على أعلى المستويات التي يستدعيها قرار بحجم رفع العقوبات، فإنّ السؤال المطروح هو هل ستصل واشنطن الى الضغط لتسريع ولادة الحكومة وتزيل التحفظات التي كانت تضعها وتشكل مناخاً لتعقيد المشهد الحكومي، فتصير معادلة حكومة سريعة لإرباك مسار السفن بدلاً من لا حكومة لإرباك المقاومة بالفراغ والفوضى؟
ولا تزال مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تلقي بثقلها على المشهدين الداخلي والإقليمي - الدولي، لا سيما إعلانه عن انطلاق باخرة النفط المحملة بالنفط الإيراني إلى لبنان، لما لذلك من تداعيات على مستويات عدة وسط ترقب داخلي لوصول الباخرة التي ستقطع مسافات طويلة وممرّات عدة ولكيفية تعامل الأميركيين و"الإسرائيليين" مع هذا الحدث الفريد من نوعه والذي يشكل الخطوة الجدية الأولى على طريق كسر الحصار الأميركي الأوروبي الخليجي المفروض على لبنان منذ أكثر من عامين.
وحركت المفاجأة التي كشفها السيد نصرالله الإدارة الأميركية وديبلوماسيتها في لبنان التي سارعت إلى الاتصال برئيس الجمهورية العماد ميشال عون لإبلاغه استعداد بلادها لتأمين حاجة لبنان من النفط والغاز والكهرباء من مصر عبر الأردن مروراً بسورية فلبنان، وذلك بهدف قطع الطريق على وصول باخرة النفط الإيرانية إلى لبنان، ما يؤكد بحسب مصادر سياسية لـ"البناء" أنّ إعلان السيد نصرالله عن بدء مرحلة استيراد بواخر النفط من إيران إلى لبنان هو العامل الذي حرّك الأميركيين وليس حرصهم على لبنان وشعبه وإلا أين كانوا خلال العامين الماضيين؟ ولماذا لم يحركوا ساكناً لفك حصارهم على لبنان وحلّ أزمة الكهرباء والمازوت ودفع المعاناة والمأساة عن الشعب اللبناني؟
بالعودة إلى باخرة النفط الإيرانية، أكد مصدر مطلع لـ"البناء" أنّ "الباخرة انطلقت من إيران وستصل إلى المياه الإقليمية اللبنانية خلال 11 يوماً كحدٍّ أقصى"، موضحاً أن مسار الباخرة يبدأ من مضيق هرمز إلى مضيق باب المندب ثم قناة السويس حيث تحتاج إلى ثلاثة أيام لتمر عبرها ثم البحر المتوسط". ولفت المصدر إلى أنّ "المرحلة الأولى هي وصول الباخرة إلى المياه الإقليمية، أما المرحلة الثانية فهي جاهزة ووضعت خطتها لكن لم يعلن عنها لدواعٍ لوجستية وأمنية"، مشيراً إلى أنه وفور دخول الباخرة إلى الشاطئ اللبناني سيتم إفراغها وتوزيعها وفقاً للظروف العملانية والميدانية".
وكان السيد حسن نصرالله أعلن في خطابه في العاشر من محرم، أنّ "سفينتنا الأولى قد أنجزت كل الترتيبات، وستُبحر خلال ساعات من إيران إلى لبنان"، مؤكداً أنّ "هذه السفينة ستتبعها سفينة أخرى وسفن أخرى والمسألة ليست مسألة سفينة واحدة". ولفت إلى أننا "أعطينا الأولوية في السفينة الأولى لمادة المازوت لأنها أولوية قصوى وترتبط بحياة الناس".
وتوجه السيد نصرالله إلى الأميركيين و"الإسرائيليين"، معلناً أنه "منذ اللحظة الأولى التي ستبحر فيها السفينة الإيرانية سنعتبرها أرضاً لبنانية". وتوجه "بالشكر والتقدير إلى الإمام الخامنئي والرئيس الإيراني لوقوفهم الدائم إلى جانب لبنان"، مشيراً إلى أنه "رغم الحصار والعقوبات على إيران والضغوط عليها فهي لم تتخل يوماً عن حلفائها ولم تخذل أصدقاءها"، متابعاً أنّ "اليد المقطوعة للشهيد قاسم سليماني على أرض مطار العراق شاهدة على أنّ إيران لا تتخلى عن أصدقائها". وأكد أننا "لسنا أدوات عند أحد ولسنا عبيداً كما الآخرون عند أسيادهم".
وأوضح أنّ "السفارة الأميركية تدير الحرب الاقتصادية والإعلامية على لبنان وتقف وراء التحريض"، وتوجه إلى هذه السفارة بالقول: "ستفشل كما فشلت في السابق".
وفور انتهاء كلمة السيد نصرالله تحركت السفيرة الأميركية في لبنان دورثي شيا على خط قطع الطريق على وصول النفط الإيراني إلى لبنان وأبلغت عون قراراً من إدارتها يقضي بمساعدة لبنان على "استجرار الطاقة الكهربائية". وأعلنت رئاسة الجمهورية أنّ عون تلقّى اتصالاً هاتفياً من السفيرة الأميركية في لبنان أبلغت إليه فيه قراراً من الإدارة الأميركية يقضي بـ"متابعة مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سورية"، لافتة إلى أنّ "المفاوضات مع البنك الدولي جارية لتأمين تمويل ثمن الغاز المصري".
وأوضح خبراء اقتصاديين أنّ "قضية استجرار الغاز عبر أنبوب في سورية عطّلتها عقوبات قانون "قيصر" الأميركي. ولفتوا إلى أنّ "من الآثار المهمة للسفينة أنها تساهم في كسر احتكار "كارتيلات" النفط في لبنان، كما أنّ مصرف لبنان الذي رفض فتح الاعتمادات اللازمة بحجة نفاذ الاحتياطي الإلزامي بينما بادر لفتح الاعتمادات بسحر ساحر.
ولفتت أوساط ديبلوماسية لـ"البناء" إلى أنّ "عاملين يتحكمان بموضوع ملف النفط الأول: محاولة الولايات المتحدة تلبية حاجات لبنان من الكهرباء والغاز والنفط لقطع الطريق على التعاون والتواصل المباشر مع الحكومة السورية بما يؤمن للأميركيين الاستمرار بتطبيق قانون قيصر لحصار سورية وهذا ما يحول دون التواصل المباشر مع سورية التي لا زالت تزود لبنان بقسم من الكهرباء. والثاني: رغم أنّ إعلان مصادر السفيرة الأميركية بأنّ قرار استجرار الغاز والفيول من مصر والأردن إلى لبنان متخذ قبل إعلان السيد نصرالله إلا أنّ الإعلان عن الباخرة الإيرانية حرك الأميركيين في هذا الاتجاه، علماً أنّ لبنان تقدم من وزارة الخزانة الأميركية بطلب استثناءات على قانون قيصر، بما خصّ المواد الحيوية التي تدخل إلى لبنان كالكهرباء والمنتوجات الصناعية والزراعية. فلماذا لم تسمح الولايات المتحدة استيراد الغاز والنفط والكهرباء من مصر والأردن وإدخاله إلى لبنان عبر سورية في السابق؟
وأضافت الأوساط أنه "لا يمكن وضع الدولة اللبنانية على لائحة العقوبات كونها ليست الجهة المستوردة للنفط ولا المتعاملة مع السلطات الإيرانية، لكن من المرجح وضع أشخاص لبنانيين أو شركات إيرانية أو سورية على لائحة العقوبات وبالتالي تجميد أصول هذه الشركات وكل شركة أميركية أو أجنبية أو لبنانية تتعاطى مع المشمولين بقرار العقوبات".
ولاقت مفاجأة السيد نصرالله ترحيباً واسعاً في مختلف المناطق اللبنانية وتركت ارتياحاً لدى المواطنين الذين يئنون من وطأة الأزمات ويصطفون بالطوابير أمام محطات الوقود والأفران ومراكز تعبئة الغاز، ما يشكل بصيص أمل وحيد للانفراج على مستوى هذه الأزمات.
وكما في الجنوب والبقاع والجبل والضاحية وبيروت رحب الشارع الطرابلسي بإعلان السيد نصرالله استجرار النفط من إيران وأشاد منسّق المجلس المركزي لشيوخ العشائر العراقية والعربية في لبنان حسام العلي بمواقف الأمين العام لحزب الله، مؤكدًا أنّ السفارة الأميركية الداعمة لأصحاب الوكالات الحصرية ستشنّ حملة إعلامية وبروباغندا تشويه للإجراءات التى أعلن عنها السيد حسن نصر الله.
وانسحب الترحيب على بيئتات مخاصمة لحزب الله، فقد خالف موقف النائب سيزار معلوف موقف كتة القوات وسمير جعجع حيث رحب معلوف باستيراد النفط من إيران وانتقد السفيرة الأميركية قائلاً: "صح النوم"، الشعب اللبناني متألم وليس الشعب الأميركي". وقال معلوف في حديث لقناة الميادين أنّ "التعليقات الإسرائيلية حول سفينة المساعدات من إيران للبنان هي خرق لسيادتنا." وتابع: "إذا باعنا حلفاؤنا العرب والغرب فهل ممنوع علينا قبول مساعدات من إيران؟"
وشدّد على أنه "لا يمكن أخلاقياً وإنسانياً محاربة سلاح حزب الله وشن في المقابل حرب على بلد وشعب."
وتابع: "هل ممنوع علينا قبول مساعدات من إيران في وقت يسعى غيرها إلى إذلال شعبنا." وتابع معلوف متوجها إلى الأميركيين والفرنسيين: " إذا كان المطلوب توطين الفلسطينيين فقد خسئتم ومن حقهم العودة إلى بلادهم." وقال معلوف: "في هذه الأزمة يتبين من هو العدو ومن هو الصديق للبنان.. فالصديق هو من يساعد بلدنا."
موقف معلوف لم يرُق للقوات التي تدعي الديمقراطية وحرية الرأي، فقرّرت بحسب مصادر المعلومات حذف النائب سيزار المعلوف من مجموعات "واتس أب" عائدة لها وقد تتخذ قراراً بفصله كلياً من الكتلة.
في المقابل، سارعت وسائل إعلام إلى تسويق موقف ووجهة النظر الأميركية بالتصويب على حزب الله والادّعاء بأنّ استيراد النفط من إيران سيؤدي إلى نتائج عكسية وسلبية قد تهدّد بحرب على لبنان. ولفت خبراء في القانون الدولي لـ"البناء" إلى أنه "في حال فرض عقوبات على مستوردي الباخرة أو على الحكومة اللبنانية فتحصر بعقوبات أميركية وليس في مجلس الأمن الدولي وبالتالي ليست ملزمة للدول".
وكان العدو "الإسرائيلي" خرق الأجواء اللبنانية من خلال تحليق مكثف ومنخفض لطائراته الحربية، ووضع خبراء عسكريون في حديث لـ"البناء" العدوان "الإسرائيلي" في سياق هدفين: التشويش على المفاجأة التي أطلقها السيد نصرالله بموضوع استيراد البواخر النفط من إيران والثاني ردّ فعل على القرارات التي تتخذها القيادة السورية على الصعيدين السياسي والعسكري، لا سيما سيطرة الجيش السوري على بعض بؤر المسلحين في درعا وإنجاز المصالحات فيها وتقدم الجيش السوري في جبل الزاوية في إطار استعادة السيطرة على إدلب وتحريرها من التنظيمات الإرهابية.
وأعلن رئيس بعثة "يونيفيل" في لبنان ستيفانو ديل كول أنّ تحليق الطائرات الحربية "الإسرائيلية" فوق الأجواء اللبنانية خرق للقرار 1701 وسيادة لبنان. ودعاها إلى "الكف عن مثل هذه الأعمال التي تقوض جهود يونيفيل لاحتواء التوترات وبناء الثقة بين السكان المحليين".
على صعيد آخر، حضرت الأوضاع المعيشية وقرار رفع الدعم في الجلسة النيابية التي عقدت في قصر الأونيسكو لمناقشة رسالة الرئيس عون والتي شهدت سجالات عدة، لا سيما بين الرئيس نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وقرّر المجلس النيابي في ختام المناقشة الدعوة إلى "تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت والإسراع في توزيع البطاقة التمويلية وتحرير السوق من الاحتكار". وبعد انتهاء المداخلات النيابية، قال الرئيس بري: "لقد بيّنت غالبية المواقف بأنّ الموقف هو التالي: الحلّ هو في تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت وكذلك الإسراع في توزيع البطاقة التمويلية وتحرير السوق من الاحتكار". وقد اتخذ القرار برفع الأيدي وبالإجماع".
وكان النائب باسيل اعتبر خلال كلمته في الجلسة "أن قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في شأن رفع الدعم قرار مشبوه واستكمال للحصار على لبنان وبالتالي أتى بدفع من بعض القوى السياسية"، وأشار إلى أنّه لا يمكن التعاطي مع قرار الحاكم ولا حلّ إلّا بإلغائه. وقال:"الهدف من قرار سلامة إسقاط الرئيس عون وضرب "الوطني الحرّ" وبعدها الانتقال إلى ضرب المقاومة وكل ما يجري هو نتيجة الكيدية السياسية، خصوصاً في ما يتعلق بملف الكهرباء وهناك حرب اقتصادية ينفذها سلامة علينا وقراره كان بشكل أحادي وقد جاء بطلب من إحدى الكتل النيابية". ولفت إلى أنه إذا لم يخرج مجلس النواب بقرار أو إجراء يكون فقد دوره ما يجعلنا نعيد حساباتنا بالبقاء به وعندها نسأل كأقليّة إذا كان بقاؤنا فيه لا زال مجدياً، أو إذا صار لازماً تقصير ولايته وإجراء انتخابات مبكرة. هنا رد بري فقال: "ما حدا يهدّد ومجلس النواب لا يُهدّد". وأضاف بري: "ما حدا يهددنا يلي بدو يستقيل يستقيل وما في تهديدات للمجلس النيابي على الإطلاق". وفي مداخلة رداً على النائب جورج عدوان حول الموضوع الحكومي، قال بري: "أحد الأسباب الذي يمكن أن يسهل عمل الحكومة هو أن تشتركوا فيها لأن أحد أهم العراقيل الأساسية هي منها". ودعا إلى إعلان حالة طوارئ صحية يسمح من خلالها للمستشفيات استيراد احتياجاتها الطبية والدوائية وأن يتم وضع حد لكارتيلات الدواء .
وقال النائب ابراهيم الموسوي: "قرار حاكم المصرف جاء صادماً وخارج سياق أي خطة إنقاذ معتمدة. كتلة "الوفاء للمقاومة" ترفض هذا القرار، وأي أمر يفاقم أوضاع اللبنانيين. هذا القرار لا يصح أن يصدر ويتعارض مع السياسة العامة للحكومة. وهي تجدد الدعوة إلى الإسراع في إنجاز الحكومة للتصدي لمهمة رعاية شؤون اللبنانيين وإقرار ما يلزم بالنسبة الى رفع الدعم".
ولم يعقد اللقاء أمس بين عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي فيما تشير مصادر المعلومات إلى أن اللقاء قد يعقد في أي وقت لاستكمال البحث، ومن المتوقع أن يزور المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير ميقاتي موفداً من عون لاستكمال التشاور في النقاط العالقة، لكن أوساط مطلعة لـ"البناء" تشير إلى أن لا حكومة في الأفق في ظل الخلاف بين عون وميقاتي وما زاد الطين بلة مستجدات اليومين الماضيين.
في المقابل، أفادت مصادر أخرى أنّ "10 حقائب حُسمت ولكن ذلك لا يعني أن مفاوضات التأليف انتهت، فالحقائب الأخرى في طور البحث، وأي تغيير بالأسماء سيعيد النظر بالحقائب التي حسمت"، لافتةً إلى أنّ "هناك أسماء كثيرة لم يتم الاتفاق عليها بعد، ما يؤخر تشكيل الحكومة".
وكان مسلسل الطوابير استمر أمس امام المحطات مع نفاذ مخزون معظمها من البنزين. لكن أفيد أنّ "مصرف لبنان سيُعطي موافقة على فتح اعتماد واحد لباخرة محملة بالمازوت والبنزين على أن يكون آخر اعتماد على أساس تسعيرة ???? ليرة للدولار وأي اعتماد مقبل سيتم فتحه على اساس التسعيرة الجديدة التي لم تُحدد حتى هذه اللحظة". فيما أقفلت عدة محطات أبوابها وسط معلومات تشير إلى أن لا بنزين مطلع الأسبوع المقبل مع التوجه إلى رفع الدعم عن المحروقات.
بدوره، أعلن نقيب مالكي ومستثمري معامل تعبئة الغاز المنزلي في لبنان أنطوان يمّين أنّ مصرف لبنان أعطى موافقة على دخول باخرة من الغاز السائل سعة 5000 طن نهار الإثنين الواقع في 23-8-2021. ولفت إلى أن "هذا الأمر سيساهم في إراحة السوق"، وطمأن اللبنانيين بـ"أنّ هذه المادة الحيوية ستظل متوافرة في الأيام المقبلة".

 

*************************************************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

تأليف الحكومة: بين إيجابيّات الثلاثاء وسلبيّات الخميس... مرّت السفيرة الأميركية

 

يقارب رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تأليف الحكومة على طريقة قصبة الصيّاد. كي تعلق السمكة في الصنارة، يرمي الصيّاد قصبته بعيداً. على نحو مماثل يدور ترتيب الحقائب والأسماء، تفاهماً واختلافاً، إلى أن يعلق في صنارة الصيّاديْن ما يريده كل منهما


ما بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي في اجتماعاتهما لتأليف الحكومة، يشبه ما كان بين عون والرئيس المكلّف السلف سعد الحريري، ويتناقض معه في الوقت نفسه. ما يختلف عليه الرئيسان الآن هو أسماء في حقائب، بعضها متطابق مع ما شاب علاقة عون بالحريري وخصوصاً حيال حقيبة الداخلية. إلا أن الجوهري في ما يميّز تجربة ميقاتي مع رئيس الجمهورية، أن أياً منهما لم يقل جهاراً أو سرّاً بأنّه لا يريد التعاون مع الآخر، أو لا يسلّم به شريكاً له في التأليف كما في المرحلة المقبلة، على طرف نقيض من الأشهر الثمانية في تجربة الرئيس المكلّف السلف. منذ اليوم الأول لتكليف 2020، كلّ من عون والحريري يريد أن ينتزع من الآخر ما يعرف أن ليس في وسعه إرغامه على التنازل عنه. منذ اليوم الأول لم يُرِد عون الحريري رئيساً مكلّفاً، مقدار ما تصرّف الرئيس المكلف السلف على أنه يريد أن يكون بمفرده على رأس الحكم بالحكومة التي يختارها هو، ويفرضها على رئيس للجمهورية تصوّر أنه في السنة السادسة من ولايته سيكون ضعيفاً متلاشياً.
مع أنها المرة الأولى يختبر كل من عون وميقاتي الطرف الآخر من الموقع الذي هو عليه الآن، إلا أنها ليست المرة الأولى يكونان فيها وجهاً لوجه في حكومة واحدة، في ضوء تجربة حكومة 2011 - 2013. يستعيد الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية يقينهما بأنهما شريكان في تأليف الحكومة، وبأن الحكومة ستُؤلف حتماً. تالياً أكثر من سلفه، يقدّر ميقاتي قوة التوقيع الدستوري الذي يحمله رئيس الجمهورية كي تصدر مراسيم الحكومة التي يريد هو بالذات أن يترأسها. من ذلك مرونة التعامل في ما بينهما وتواصلهما الدوري، غير المشوب بأي قطيعة. ما أعاره الرئيس المكلف الحالي أهمية بالغة لا قِبَلَ له على تجاهلها هو أن التوقيع الدستوري للرئيس ملْكُ الرئيس، فيما طارت الأوهام بالرئيس المكلف السلف إلى حدّ الاعتقاد بأن حزب الله قادر - إذا كان يريد - على أن يفرض على عون توقيع ما لا يُرضيه تماماً.
حتى الاجتماع الحادي عشر بين عون وميقاتي، الثلاثاء الفائت، بدا الرئيسان على وشك إعلان تأليف الحكومة، بعدما وصلا إلى مرحلة إسقاط الأسماء في الحقائب المتفق عليها بتفاهمهما، وبلا عقبات مهمة. قبل موعد الاجتماع التالي، الثاني عشر الخميس، تبدّد كل ذلك التفاؤل. قيل إن الرئيسين عادا إلى الوراء، وتبادلا شروطاً جديدة، قبل أن يسارعا - واستباقاً للقائهما - إلى إشاعة مناخ إيجابي بتأكيدهما، كل منهما على حدة كأنه يتوجه إلى الآخر، أن تعاونهما مستمر وكذلك توصلهما إلى تأليف الحكومة. بعدما التقيا الخميس، لم يُفصَح عن سبب التبدّل الأول، ولا عن تبدّل المتبدَّل، وظل الغموض يقفز ما بينهما. في هذا اليوم، الفاصل ما بين إيجابيات الثلاثاء وسلبيات الخميس، طرأ أكثر من تطور. بعضه معلن والبعض الآخر مكتوم، قيل إنه وراء تغيّر الأمزجة.


عُزي أحد أسبابها إلى الزيارة المفاجئة للسفيرة الأميركية دوروثي شيا لقصر بعبدا، مع أنها تحدّثت عن استعجالها تأليف الحكومة. قيل أيضاً إن الحريري وضع تحفظات عن أسماء مقترحة في الحكومة. قيل أيضاً وأيضاً إن رئيس مجلس النواب نبيه برّي غير راضٍ عن مسار التفاوض، مع أن البعض أشاع اعتقاداً بأنه عرّاب تكليف ميقاتي، مثلما كان عرّاب تكليف الحريري. وهو - كما الرئيس المكلف السلف - لم يسعه أن يرى الظروف التي أملت على الحريري الاعتذار إلا "عدواناً" عليه وعلى حليفه الرئيس السابق للحكومة. ليس سجال برّي ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مجلس النواب البارحة بإزاء الاستقالة من البرلمان ومن الموقف من تأييد رفع الدعم أو الإبقاء عليه، إلا واحداً من الأعراض النموذجية للاشتباك الأصل بين عون وبرّي، كما العلاقة المتنافرة بين رئاستَي الجمهورية والبرلمان، المعبَّر عنها في الرسائل الدورية الموجهة إلى المجلس، كما في طريقة مقاربة هذا لها.
حتى اجتماع الخميس 19 آب، بقيت ثلاث نقاط عالقة بين الرئيسين تحتاج إلى مزيد من التفاهم عليها:
1 - نيابة رئاسة الحكومة التي طُرح لها اسمان هما النائب السابق مروان أبوفاضل والرئيس السابق لجمعية الصناعيين اللبنانيين جاك صراف الذي اصطدم بتحفّظ الرئيس المكلف عنه. كان متوقعاً أن يتسلم المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير جواب ميقاتي عن أيّ من الاسمين المقترَحين.
2 - وزارة الداخلية المستقرّة عند السنّة، بيد أنها اصطدمت بالأسماء المرشحة لها، وهي لأربعة ضباط في قوى الأمن الداخلي، ثلاثة منهم متقاعدون هم العمداء محمد الحسن ومروان زين وإبراهيم بصبوص، فيما رابعهم لا يزال في الخدمة العميد أحمد الحجار. لم يتحمس ميقاتي للحسن، ملاقياً موقف الحريري السلبي منه. كان عون ينتظر بدوره أحد الأسماء الثلاثة المتبقية للحقيبة.
3 - وزارة المال المحسومة لبرّي، إلا أنها كانت لا تزال عالقة عند موافقة عون على أحد اسمين. كلاهما لم يُرضه ولديه أكثر من علامة استفهام عليه: يُعتبر يوسف خليل مرشح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أكثر منه مرشح حركة أمل، ناهيك بأنه ساعده الأيمن الذي يضع - أو قد يضع - الحقيبة تحت تأثيره. أما الآخر فهو المستشار الاقتصادي في سفارة لبنان في واشنطن عبدالله نصرالدين القليل الخبرة، ناهيك بأنه موظف في الفئة الرابعة في سلم إدارته، ما يضعه في حقيبة حساسة. كلاهما يحظى بتأييد برّي.


باستثناء النقاط الثلاث العالقة هذه، بدا تأليف الحكومة على وشك إبصار النور قبل تبخّر الآمال تلك. سرعان ما تحدثت أوساط محيطة بالرئاسة عن موقف فاجأ عون عندما تبلّغ أنّ ميقاتي عدّل أسماء عشرة وزراء مسيحيين وأبدلهم بآخرين، لم يكونوا - تبعاً لما تناولته الأوساط هذه - في لائحة الأسماء التي ناقشها الرئيسان. من ثمّ رداً على كلام رئيس الجمهورية، قيل إنه طالب بالثلث+1. قبل أن تتسبب عاصفة التسريبات بتعطيل اجتماعهما الثاني عشر الخميس، تبادلا رسائل إيجابية في التمسك بكل ما اتفقا عليه.
في الاجتماع الثاني عشر اتفقا على وضع وزارة الطاقة في الحصة السنّية، بعدما قال التيار الوطني الحر إنه غير متحمّس للبقاء فيها، أضف أن الحقيبة هذه أضحت المشنقة التي يُعلق التيار ورئيسه على حبلها يومياً.

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

 العهد وتياره يغطّيان مغامرة نصرالله

 

 

أياً تكن الانطباعات التي تركتها جلسة مجلس النواب المخصصة لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون الى المجلس حول موضوع رفع الدعم عن المحروقات وموقف المجلس منها، فإن الحقيقة التي انتهت اليها مناقشاتها وسجالاتها العقيمة، أبرزت التغييب المفجع لأقسى مأساة يعيشها اللبنانيون في هذه الفترة والمرشحة لتفاقم مخيف في قابل الأيام. وحتى لو تضمن قرار المجلس الخطوات الملحة الضرورية لمعالجة الكارثة، فان العقم السياسي الذي عكسه بعض القوى في عرض شعبوي فارغ لا يجد من يسمع عنتريات “ابطاله” على انقاض كارثة الناس، بدا فاقعاً لجهة تزامنه مع أبشع مظاهر اشتداد تداعيات ازمة المحروقات التي باتت عنوان محرقة اللبنانيين في يومياتهم الكالحة.

 

كان يوم امس من أسوأ ما بلغته ازمة البنزين والمازوت مع “استقتال” المواطنين في طوابير هستيرية على المحطات على خلفية الخوف المتعاظم من اختفاء البنزين نهائيا الأسبوع المقبل، كما ردد بعض المعنيين بقطاع المحروقات. وعكست مشاهد طوابير السيارات في بيروت ومعظم المناطق صورة هستيرية عن الاختناق الشامل الذي يحكم الحركة العامة، علماً ان الكثير من الطرق اختنقت وأقفلت بالطوابير ومنها طريق ضهر البيدر الرئيسية التي استلزم معها العبور من بيروت الى البقاع وبالعكس نحو ثلاث ساعات تحت حرارة تتجاوز الأربعين درجة.

 

كل هذا لم يجد في الجمهورية اللبنانية من يلتفت الى معاناة الناس فيما رسمت تطورات الساعات الثماني والأربعين الأخيرة معالم خطيرة لجهة الهرب المتمادي للعهد من تحديد موقف واضح من المغامرة الخطيرة التي زج بها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لبنان من خلال إعلانه في ذكرى عاشوراء بدء استقدام حزبه للمحروقات الإيرانية. ولم يقف تجاهل العهد وسيّده وتياره السياسي أيضا لتوريط نصرالله لبنان مجدداً في متاهات مواجهة بالغة الخطورة مع المجتمع الدولي عند حدود الصمت عنه تماما، بل بدت محاولاتهما مكشوفة لتحييد الأنظار عن الإحراج الذي وضعهما فيه حليفهما بفعل تفرده الاستفزازي بالقرار، تماماً كما فعل في سوابق بهذا “الثقل” مثل تورطه في الحرب في سوريا.

وفي اقل من اربع وعشرين ساعة حاول العهد وتياره توظيف ثلاث “مناسبات” للامعان في التعمية عن الموقف من خطوة نصرالله. الأولى حين “دعا” الرئيس ميشال عون الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى بعبدا بعد ساعات قليلة من خطاب نصرالله. وتبين ان اللقاء لم يثمر إيجابيات في إزالة تعقيدات تأليف الحكومة.

 

ولم تكن علامة إيجابية ان ينتقل مستوى البحث امس من الرئيسين الى مستشاريهما، اذ ذكر ان لقاءات جمعت مستشاري عون وميقاتي لتذليل ما تبقى من عقبات التأليف فيما لم يحدد بعد موعد اللقاء اللاحق بينهما. والثانية في تركيز كل الأضواء امس على الشكوى اللبنانية بحق إسرائيل لانتهاك طيرانها الأجواء اللبنانية في عدوانها مساء الخميس على سوريا. والثالثة في توظيف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الجلسة النيابية بعد ظهر امس لشن هجمة شعواء جديدة على حاكم مصرف لبنان وبعض خصوم التيار من دون ان يكون أي فسحة للحديث عن الاختراق الخطير لقرار “حزب الله” في ملف المحروقات. ولا بد في هذا السياق من الإشارة الى ان ثمة اوساطاً انتظرت موقفاً من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعدما ساهمت الخطوة المتفردة لنصرالله في رسم ارباكات جدية جديدة في وجه ميقاتي لا سيما لجهة الشكوك في حصول حكومته على دعم دولي ما دام “حزب الله” يفرض اجندته مسبقاً.

 

مجموعة الدعم الدولية

ووسط هذه التفاعلات اصدرت امس مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان بياناً عبرت فيه عن “أسفها الشديد لسقوط عدد من الضحايا والمصابين جراء انفجار صهريج وقود في شمال لبنان في 15 آب”.  وأضافت “لقد وقع هذا الحادث المأسوي في سياق أزمة النقص الحاد في المحروقات التي تؤثر على لبنان وتلقي بتداعيات خطيرة على توفير الخدمات الأساسية بما في ذلك الكهرباء، والصحة العامة، وإمدادات المياه، وكذلك الأنشطة الاقتصادية والمعيشية. إن التفاقم المتسارع لتلك الأزمة يبرز الضرورة الملحة لتشكيل حكومة قادرة على وضع الأمور في نصابها وتلبية الاحتياجات العاجلة للشعب اللبناني والشروع في الإصلاحات التي تحتاجها البلاد وتمهيد الطريق للدعم الدولي. لذا تدعو مجموعة الدعم الدولية جميع الأطراف للعمل من أجل بلوغ هذه الغاية دون مزيد من التأخير. وتعيد مجموعة الدعم الدولية تأكيد التزامها بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه”.

 

اما الجلسة النيابية امس فخلصت الى التوصية  الاتية :” تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت والاسراع في توزيع البطاقة التمويلية وتحرير السوق من الاحتكار. وشهدت الجلسة انفجارا للاحتقان بين الرئيس بري وباسيل الذي اعتبر أن قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في شأن رفع الدعم “قرار مشبوه واستكمال للحصار على لبنان وبالتالي أتى بدفع من بعض القوى السياسية والهدف من قراره  إسقاط الرئيس عون وضرب “التيار الوطني الحرّ” وبعدها الانتقال إلى ضرب المقاومة وكل ما يجري هو نتيجة الكيدية السياسية وخصوصا في ما يتعلق بملف الكهرباء وهناك حرب اقتصادية ينفذها سلامة علينا وقراره كان بشكل أحادي وقد جاء بطلب من احدى الكتل النيابية”. وهنا قال “إذا لم يخرج مجلس النواب بقرار أو إجراء يكون فقد دوره ما يجعلنا نعيد حساباتنا بالبقاء به وعندها نسأل كأقليّة اذا كان بقاؤنا فيه لا زال مجدياً”، فتدخّل بري غاضبا:”ما حدا يهدّد ومجلس النواب لا يُهدد. ما حدا يهددنا يلي بدو يستقيل يستقيل وما في تهديدات للمجلس النيابي على الاطلاق”.

 

ويشار الى ان باسيل لم يكتف بكلمته في الجلسة بل عاود شن هجمته على حاكم مصرف لبنان في مؤتمر صحافي بعد الجلسة وأعتبر ان “القرار الذي اتّخذه الحاكم والذي يؤدّي الى الفوضى والانفجار، هو قرار مشبوه، ليس بالمال فقط، انّما بالأمن ايضاً، وهو قرار مكمّل للحصار الخارجي المفروض على لبنان  ويكفي ان اذكر فقط كيف ضرب السياحة ضربة كبيرة بعد ان كان عدد الداخلين وصل الى 22 الف يومياً..حدا بيضرب لبنان بسياحته بـ 12 آب، بعز دين الصيفية؟ اسرائيل ما عملتها”

 

 

الاحتدامات

وفي سياق الاحتدام السياسي الذي واكب تفاقم ازمة المحروقات جدد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع هجومه العنيف على اداء السلطة في هذا الملف. واعتبر أن “هناك من يرغب عن سابق تصور وتصميم بتعذيب اللبنانيين”، محملا “المسؤولية الكاملة عن الازمة التي نعيشها خصوصا في هذه الأيام لرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ووزير الطاقة ريمون غجر”. وأضاف، “الازمة لا مبرر لها وإذا كان باستطاعتهم دعم البواخر فليدعموا، ولكن إذا لم يكن لديهم إمكانية لذلك فليحرروا السوق”، واسف جعجع لأنه “في خضم الجلجلة والمأساة والمعاناة والعذاب، نرى بعض القيادات كالسيد حسن نصرالله “عم يتسلوا بالموضوع” ويطرحون حلولاً غير واقعية وغير موجودة وتؤدي عكس ما هو مطلوب في الوقت الحاضر تماما”.

 

وكان الرئيس سعد الحريري ردّ على نصرالله معتبرا انه “إعلان خطير بزج لبنان في وحول صراعات داخلية وخارجية؟”. وقال: يعلم حزب الله أن سفن الدعم الايرانية ستحمل معها الى اللبنانيين مخاطر وعقوبات اضافية على شاكلة العقوبات التي تخضع لها فنزويلا ودول أخرى. إن اعتبار السفن الايرانية أراض لبنانية يشكل قمة التفريط بسيادتنا الوطنية، ودعوة مرفوضة للتصرف مع لبنان كما لو انه محافظة ايرانية. ونحن بما نمثل على المستوى الوطني والسياسي لن نكون تحت اي ظرف غطاء لمشاريع إغراق لبنان في حروب عبثية تعادي العرب والعالم”.

 

اما التطور اللافت الآخر الذي برز في هذا السياق فتمثل في القرار الأميركي الذي أبلغته السفيرة الأميركيّة دوروثي شيا الى رئيس الجمهورية بمساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائيّة من الأردن عبر سوريا، عبر تسهيل نقل الغاز المصري الى شمال لبنان، وذلك عن طريق توفير كميات من الغاز المصري الى الأردن تمكّنه من انتاج كميات إضافية من الكهرباء لوضعها على الشبكة التي تربط الأردن بلبنان عبر سوريا.

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الحكومة بداية الأسبوع “تكون أو لا تكون”

“رسالة” بري لعون: أوقف العرقلة!

 

بالشكل والمضمون، أتت جلسة “الأونيسكو” لزوم ما لا يلزم وتأكيداً للمؤكد بأنّ رسالة رئيس الجمهورية إلى المجلس النيابي لم تخرج عن دائرة “مضيعة الوقت وتسجيل النقاط” بين أركان منظومة 8 آذار التي يشكل العهد العوني عمودها الفقري وحجر الزاوية في مشروع الإطباق على البلد وتركيع مواطنيه.

 

وبهذا المعنى، استلّ رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل أمس سيف الدفاع عن “المقاومة” تحت قبة الهيئة العامة متهماً القوى السياسية المناهضة للتيار بالضلوع في مشروع “جيفري فيلتمان”، ومتوسّلاً بروبغندا “المؤامرة” و”الحصار” و”التخوين” البائدة في محاولة تبرئة ذمة العهد العوني من بئس المصير الجهنمي الذي بلغه اللبنانيون… غير أنّ رياح “الأونيسكو” جاءت معاكسة للأشرعة الشعبوية، لا سيما وأنّ رئيس المجلس نبيه بري تحدى باسيل أن يتجرأ على الاستقالة من المجلس بدل الاستمرار بالتهديد الاستعراضي بذلك، بينما أتت “رسالته المضادة” لرسالة عون مفادها: “أوقف عرقلة تشكيل الحكومة وافسح المجال أمام البدء بالخطط الإنقاذية”.

 

ورأت مصادر نيابية أنّ “سياسة التلهي بكتابة الرسائل والتلطي خلفها لرمي الاتهامات والتنصل من المسؤوليات لم تعد تنطلي على اللبنانيين”، معتبرةً أنّ استعراض باسيل بالأمس على خشبة الأونيسكو جاءت نتائجه عكسية “إلى درجة بلغ معها انفصامه عن الواقع مراحل متقدمة حين وضع التيار والعهد في خانة “الأقلية” المعارضة”. وأوضحت أنّ المجلس النيابي في جوهر الموقف الذي اتخذه “رفض عملياً مجاراة عون وباسيل في الضغط على المصرف المركزي للصرف من احتياطي أموال المودعين لإعادة تعويم العهد في آخر ولايته”، كما فضحت مجريات الجلسة علم رئيس الجمهورية ورئيس “التيار الوطني” المسبق بقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وأنّ مندوبهما في مجلس حاكمية المصرف المركزي “لم يعترض عليه”.

 

وإذ أعاد الموقف النيابي الإضاءة على مكمن العطل والتعطيل العوني في الملف الحكومي باعتباره بيت الداء في إقفال الباب أمام عملية الشروع في استنهاض البلد، مذكّراً بأنّ “الحل هو بتشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت، والإسراع في توزيع البطاقة التمويلية وتحرير السوق من الاحتكار”، لفت على المستوى الدولي موقف متقاطع شددت من خلاله مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان على أنّ “التفاقم المتسارع للأزمة اللبنانية يبرز الضرورة الملحة لتشكيل حكومة قادرة على وضع الأمور في نصابها، وتلبية الاحتياجات العاجلة للشعب اللبناني، والشروع في الإصلاحات التي تحتاجها البلاد، وتمهيد الطريق للدعم الدولي”، داعيةً “جميع الأطراف إلى العمل من أجل بلوغ هذه الغاية من دون مزيد من التأخير”.

 

وفي مستجدات الملف الحكومي، أكدت مصادر مواكبة لاتصالات التأليف أنّ “المساعي تتقدم في الشكل لكنها في المضمون لا تزال على حالها”، موضحةً أنّ البيانات المتبادلة بين عون وميقاتي وخلوتهما الأخيرة في “الجناح الرئاسي” أعادت تزخيم المناخات الإيجابية لناحية “تأكيد النوايا الصافية والرغبة الصادقة في عملية التأليف”، بينما المشاورات المكوكية على خط “بعبدا – بلاتينوم” لم تتمكن بعد من إيجاد “أرضية ثابتة لترجمة هذه النوايا”.

 

وإزاء ذلك، آثرت المصادر عدم الخوض في “الإشكاليات والعراقيل” إفساحاً في المجال أمام إنجاح محاولات تجاوزها، مكتفيةً بالإشارة إلى أنّ الأيام القليلة المقبلة ستكون مفصلية وعلى أساسها “تكون الحكومة أو لا تكون” مطلع الأسبوع المقبل.

 

أما على ضفة القصر الجمهوري، فجددت مصادر مقربة من دوائر الرئاسة الأولى التأكيد أنّ المعركة التي يخوضها عون هي في مواجهة جهات تعمل على “منع تأليف الحكومة”، معتبرةً أنّ هناك “من يفرمل الولادة الحكومية كلما علم أن الأمور أنجزت”، ومصوّبةً بشكل أساس على “فرقاء أدخلوا مطالب جديدة هدفها تعقيد الأمور وإعادتها إلى مربع إعادة توزيع وتركيب الحقائب والأسماء”.

 

وكشفت المصادر أنه بعد صدور البيان الرئاسي تأكيداً على “العلاقة الممتازة” بين الرئيسين عون وميقاتي وعلى “رغبة الأول في التعاون مع الثاني وعدم دفعه إلى الاعتذار”، أعقب ذلك اتصال من رئيس الجمهورية بالرئيس المكلف “شكره فيه على موقفه الجوابي واتفقا على لقاء سريع حصل بعيداً من الاعلام”، مشيرةً إلى أنّ الاجتماع “كان ثنائياً ولم يحضره سوى الرئيسين عون وميقاتي ولم يحصل في مكتب رئيس الجمهورية إنما في الجناح الرئاسي الخاص، في دلالة على خصوصية اللقاء وجديته ومتانة العلاقة بين الرئيسين، فكانت جلسة مثمرة تم في خلالها الاتفاق على تشاور مباشر وغير مباشر لتدوير الزوايا حول الأسماء التي ما زالت محل نقاش”.

 

وخلصت المصادر إلى إبداء ثقتها بأنّ “الأمور تتجه إلى الإيجابية”، معولةً في هذا السياق على “نجاح حركة الموفدين وتبادل لوائح الاسماء والملاحظات عليها، في سبيل تسريع التأليف وإحباط كل من يعمل على تعطيل ولادة الحكومة”.

 

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

البرلمان يرد على مطالبة عون بحل أزمة الدعم بالدعوة لتشكيل الحكومة

بري لباسيل: مجلس النواب لا يُهدّد… من يريد الاستقالة فليستقل

  نذير رضا

لم يستجب البرلمان اللبناني أمس لطلب رئيس الجمهورية ميشال عون اتخاذ قرار بشأن خطوة المصرف المركزي رفع الدعم عن المحروقات، حيث ردّ على رسالة عون إلى البرلمان بمطالبته بتشكيل حكومة جديدة والإسراع بتوزيع البطاقة التمويلية وتحرير السوق من الاحتكار.

وكان عون بعث برسالة إلى البرلمان يشكو فيها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على خلفية قراره برفع الدعم عن المحروقات، متمنياً على النواب اتخاذ القرار المناسب في هذا الخصوص، متهماً سلامة بعدم الرجوع إلى السلطة السياسية قبل أن يتخذ قراره.

وحضرت الملفات الخلافية اللبنانية في جلسة مجلس النواب التي عُقدت أمس لتلاوة رسالة عون، وشهدت سجالاً حول الحكومة والمشاركة فيها، فيما لوّح النائب جبران باسيل بالاستقالة من البرلمان في حال لم يتخذ قراراً، ما دفع رئيس البرلمان نبيه بري للرد عليه بأن مجلس النواب «لا يُهدّد… ومن يريد الاستقالة فليستقل».

وتمثل البطاقة التمويلية إحدى الآليات الرسمية والحلول الموضعية للتخفيف من وقع الضائقة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، بعد تراجع احتياطي مصرف لبنان المركزي من العملات الصعبة التي يستخدمها لتمويل السلع الحيوية المدعومة المستوردة من الخارج بالدولار، وفي مقدمها الطحين والمحروقات والأدوية والمواد الغذائية.

وبعدما أوقف المصرف المركزي دعم المواد الغذائية، وقلص حصة الأدوية من الدعم، أعلن قبل أسبوعين أنه بات عاجزاً عن توفير العملة الصعبة لاستيراد المحروقات، ما أنتج أزمة سياسية واجتماعية، دفعت الرئيس اللبناني لمخاطبة البرلمان لإيجاد حل.

ولم يجد البرلمان حلاً أساسياً إلا بتشكيل الحكومة، بهدف «ملء الفراغ في السلطة التنفيذية، واتخاذ الحكومات لقرارات بينها رفع الدعم وتنفيذ البطاقة التمويلية» التي أقرها البرلمان، ويخطط لأن يتم تمويلها من قروض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، بهدف تخفيف معاناة اللبنانيين الذين تقلصت قدراتهم الشرائية إلى حد كبير.

ويشهد لبنان انقساماً سياسياً حول موضوع رفع الدعم. ففيما يدفع حزب «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» باتجاه رفع الدعم، يعارضه «التيار الوطني الحر» و«حزب الله»، بينما يصر «تيار المستقبل» و«حركة أمل» على تنفيذ البطاقة التمويلية كشرط أساسي لرفع الدعم.

ولوّح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أمس بالاستقالة من مجلس النواب في حال لم يتخذ أية خطوة للإبقاء على الدعم في هذه الظروف. وقال: «على المجلس أخذ قرار اليوم وإلا نحن كأقلية نتساءل إذا كان بقاؤنا فيه ما زال مجدياً». ورد عليه رئيس المجلس نبيه بري بالقول: «لا أحد يهدد المجلس النيابي… من يريد أن يستقيل فليستقل. لا أقبل بأي تهديد للمجلس النيابي على الإطلاق».

وكان باسيل قال خلال جلسة مجلس النواب: «كل ما يجري هو نتيجة الكيدية السياسية، وخصوصاً فيما يتعلق بملف الكهرباء»، في إشارة إلى رفض مقترحه بتأمين سلفة خزينة بقيمة 200 مليون دولار لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، لتشتري بها الفيول لمحطات الإنتاج.

ورأى باسيل أن «حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اتخذ قراراً فردياً، ونحن على مسافة أيام من انفجار بسبب أزمة المحروقات، بين 3 و5 أيام، وعلينا التدخل». وقال: «اجتماع مجلس النواب شكلاً يعني تخلي المجلس عن دوره. وعندها نسأل كأقلية إذا كان بقاؤنا فيه ما زال مجدياً، أو إذا صار لازماً تقصير ولايته وإجراء انتخابات مبكرة».

وتحول مضمون الرسالة التي ينتقد فيها رئيس الجمهورية حاكم مصرف لبنان إلى مادة انتقاد سياسي من قبل حزب «القوات اللبنانية» للرئاسة اللبنانية. وقال النائب جورج عدوان: «لا يمكن أن يكون هناك رضا عن الحاكم في وقت ما، وحين نختلف معه نطالب بمحاسبته».

وسأل: «من يقول إن الحكومة المستقيلة ستنفذ البطاقة التمويلية ومتى ستنفذها؟»، مضيفاً «لا تستطيعون تشكيل حكومة، وتتساجلون من يريد الحصول على حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية لأن فيها بطاقة تمويلية لحسابات انتخابية».

ورد رئيس مجلس النواب نبيه بري على عدوان قائلاً: «أحد الأسباب التي يمكن أن تسهل تشكيل الحكومة الآن هو أن تشاركوا فيها»، في إشارة إلى مقاطعة «القوات اللبنانية» للمشاركة في الحكومة، ما أنتج عُقداً في التمثيل المسيحي وتوزيع الحقائب الوزارية المخصصة للمسيحيين على القوى المشاركة فيها.

ورد عدوان على بري قائلاً: «المشكلة هي المحاصصة التي يعين عبرها المستشار الأول والمستشار الثاني»، في إشارة إلى مستشاري رئيس الجمهورية.

وبعد الجلسة، قال عدوان إن ما حدث «يأتي في سياق فشل ذريع وممارسة منذ سنوات في وجود سلطة متحكمة، أدارت الأمور بعقلية المحاصصة، وأهدرت أموال المودعين والاحتياطي الموجود، ودعمت السلع لتذهب لكارتيلات النفط والدواء، وحرمت مواطنيها من ودائعهم ومن الحصول على الدعم». وأضاف «أكدنا خلال الجلسة ضرورة العمل بالبطاقة التمويلية، وفتح باب الاستيراد لتأمين البنزين والمازوت والدواء».

بدوره، قال عضو اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن: «نرفض إصدار أي قانون يمنح الغطاء لصرف ما تبقى من أموال المودعين، فهذه خطيئة كبرى ستوصلنا إلى رفع الدعم قسراً بعد حين عند نفاد الاحتياطي المركزي، وبالتالي يتبخّر ما تبقى من أموال المودعين». وأضاف «فلتباشر الحكومة بالخطوات العملية للبطاقة التمويلية، بالتعاون مع البنك الدولي وبإشرافه، كي لا تتحول البطاقة التمويلية إلى بطاقة انتخابية، على أن يبدأ العمل بها خلال ٤٥ يوماً».

من جانبه، دعا عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر من مجلس النواب «لإقرار البطاقة التمويلية وتحرير السوق وتشكيل حكومة سريعاً».

وأكد رئيس مجلس النواب في ختام الجلسة، أن «الحل يكمن في تشكيل حكومة جديدة وبأسرع وقت، وإصدار البطاقة التمويلية وتحرير السوق».

 

*******************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

بري لمدّعي العفة: إستقيلوا.. ولبنان بين حرب الرسائل

 

كفاكم متاجرة بالناس، وكذباً على الناس، وتحايلاً عليهم وإذلالاً لهم، واستغباء، وقصف اعمارهم، وإطفاء حاضرهم ومستقبلهم والعبث بمصيرهم، وتقديم أنفسكم ملائكة وقديسين، فيما أنتم وحدكم الشياطين التي عَبثت بالبلد وألقت بِناسه في جورة وسَخِكم وقبحكم السياسي والأخلاقي.

هي صرخة في وجه من ارتكب ويرتكب القبح ويرميه على الآخرين، وفي وجه من استقوى ويستقوي على اللبنانيين بعضلات الرئاسة الاولى، ومن ادّعى ويدّعي زوراً انه لإصلاح وتغيير، فيما هو العطب بعينه. صرخة في وجه مَن حملته الصّدفة لكي يحتل مركزا وزاريا، عاث فيه فسادا وعمولات، وعَتّم البلد ودفعه الى أحلك ظلمة يشهدها في تاريخه، فيما هو بكل وقاحة يذرف دموع شعبوية كريهة مُزايداً على واقعٍ هو سببه.

 

لا شك ان رفع الدعم عن المحروقات وغيرها هو اجراء ظالم لكل اللبنانيين، ولكن على من يضحك جبران باسيل وغيره، حينما يُنصّب نفسه رأس حربة ضد رفع الدعم، ويتوعد بالثبور وعظائم الأمور ضد هذا الاجراء، ويحاضر بالعفة السياسية وكأنه بريء من دم الازمة التي ضربت كل اللبنانيين، وأفقرتهم وأفلست خزينة الدولة وسلبت اموال المودعين. فأين كانت هذه الحميّة المصطنعة في وزارة العتم التي هدرت برعايتهم وتوجيهاتهم المباشرة ما يقارب على الخمسين مليار دولار؟ واين كانت هذه الحمية في زمن التسويات الثنائية وتقاسم جبنة الدولة أيام التسوية الرئاسية والمحاصصات المكتوبة فيها وغير المكتوبة؟

 

الناس ليست غبية، لا تُخفى عليها مزايداتكم الانتخابية، وتضحيتكم بالبلد لقاء مقعد نيابي او حقيبة وزارية. لذلك، ليس المطلوب ان تقدموا حلولا للناس وانتم أصلاً عاجزون على تقديمها، بل المطلوب منكم ان تحترموا انفسكم أولاً، وتوقفوا هذا البكاء الناشف على الناس. قد تكون ذاكرتكم مثقوبة، لكن ذاكرة الناس تسجّل لكم مآثركم فاحترموا عقول اللبنانيين، كذّبوا على أنفسكم ما شئتم، ولكن لا تعتدواعلى اللبنانيين بكذبكم ودجلكم فتلك السياسة وحدها التي أثبتّم انكم خبراء محترفين فيها. هكذا انتم، وبفضل سياساتكم أخذتم البلد الى نقطة اللاعودة.

 

جلسة الرسالة

محاضرات العفة تلك، حاول هؤلاء تكرارها أمس في الجلسة التي عقدها المجلس النيابي في الاونيسكو لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية حول الوضع في البلد، في ظل القرار الاخير لحاكم مصرف لبنان برفع الدعم عن المحروقات.

ولم تخرج الجلسة عن سياق ما كان متوقعاً منها، بما أكد انّ الرسالة الرئاسية لم تكن لا في زمانها ولا في مكانها، خصوصاً ان الحل الذي تطلبه الرسالة الرئاسية موجود في متناول رئيس الجمهورية، وهو الذهاب فوراً الى تشكيل حكومة وإزالة الموانع الرئاسية وغير الرئاسية من طريق تشكيلها.

وكان لافتاً ان باسيل قد حضر الى الجلسة بنية صدامية، في محاولة الى أخذ المجلس النيابي في الاتجاه الذي يخدم توجهه، وملوّحاً بالاستقالة من المجلس النيابي ان لم يؤخَذ بما يريده، وهو الامر الذي استشعره رئيس المجلس من البداية، فسارَع الى قطع الطريق على المهولين برفض تحويل المجلس مطية في يدهم، وقال صراحة لمدّعي العفة: إن كنتم تريدون الاستقالة فاستقيلوا، وحاجي تهددونا.

 

باسيل

في مداخلته، صَب باسيل جام غضبه على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث اعتبر ان قراره في شأن رفع الدعم قرار مشبوه واستكمال للحصار على لبنان، وبالتالي أتى بدفع من بعض القوى السياسية.

وأشار إلى أنّه لا يمكن التعاطي مع قرار الحاكم ولا حلّ إلّا بإلغائه. وقال: «الهدف من قرار سلامة إسقاط الرئيس ميشال عون وضرب «التيار الوطني الحرّ»، وبعدها الانتقال إلى ضرب المقاومة. وكل ما يجري هو نتيجة الكيدية السياسية وخصوصاً في ما يتعلق بملف الكهرباء وهناك حرب اقتصادية ينفّذها سلامة علينا، وقراره كان بشكل أحادي وقد جاء بطلب من احدى الكتل النيابية».

ولفت إلى أنه إذا لم يخرج مجلس النواب بقرار أو إجراء يكون فقد دوره، ما يجعلنا نعيد حساباتنا بالبقاء فيه. وعندها نسأل كأقليّة اذا كان بقاؤنا فيه لا زال مجدياً؟ او اذا صار لازماً تقصير ولايته واجراء انتخابات مبكرة؟

 

بري يرد

هنا تدخّل بري غاضبا، فقال: «ما حدا يهدّد ومجلس النواب لا يُهدّد». وأضاف بري في رده على باسيل: «ما حدا يهددنا. يلي بدو يستقيل يستقيل، وما في تهديدات للمجلس النيابي على الاطلاق».

وفي مداخلة، رداً على النائب جورج عدوان حول الموضوع الحكومي، قال بري: «أحد الاسباب التي يمكن ان يسهّل عمل الحكومة هو ان تشتركوا فيها، لأنّ احد أهم العراقيل الاساسية هي منها».

ودعا بري الى إعلان حالة طوارئ صحية يسمح من خلالها للمستشفيات استيراد احتياجاتها الطبية والدوائية، وان يتم وضع حد لكارتيلات الدواء.

 

عدوان

وقال نائب رئيس حزب القوات اللبنانية، وعضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عدوان، خلال الجلسة: «ما فينا وقت نكون قابرين شيخ زنكي سَوا بيكون الحاكم ما في منّو، ووقت نختلف معو نصير بدنا نحاسبو». وأضاف عدوان: «مين بيقول إنو الحكومة المستقيلة رح تعمل البطاقة التمويلية؟ وأيمتى رح تعملها؟ في وقت حكومة مش قادرين تشكّلوا، وعم يتخانقوا مين بدو ياخد الشؤون الاجتماعية لأن فيها بطاقة تمويلية لحسابات انتخابية».

 

بري يرد

ورد رئيس مجلس النواب نبيه بري على عدوان قائلاً: «أحد الاسباب التي يمكن ان يسهّل عمل الحكومة الآن هو ان تشتركوا فيها».

فرد عدوان: «المشكلة هي المحاصصة التي يُعيّن عبرها المستشار الأول والمستشار الثاني، وبعد في اللي بتِعمُل قهوة ما عملوها وزيرة».

 

الاشتراكي

بدوره، قال أمين سرّ «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي ابو الحسن: «نرفض إصدار اي قانون يمنح الغطاء لصرف ما تبقّى من اموال المودعين فهذه خطيئة كبرى ستوصِلنا الى رفع الدعم قسراً بعد حين عند نفاد الاحتياطي المركزي، وبالتالي يتبخّر ما تبقى من أموال المودعين». وتابع: «فلتُباشر الحكومة بالخطوات العملية للبطاقة التمويلية بالتعاون مع البنك الدولي وبإشرافه كي لا تتحول الى بطاقة انتخابية، على ان يبدأ العمل بها خلال 45 يوماً».

من جانبه، طلبَ عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر من مجلس النواب: «إقرار البطاقة التمويلية وتحرير السوق وتشكيل حكومة سريعاً».

واعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ابراهيم الموسوي من مجلس النواب «انّ «حزب الله» يرفض قرار رياض سلامة ويطالب بتشكيل حكومة سريعاً».

 

خلاصة الجلسة

في نهاية الجلسة النيابية قال الرئيس بري: لقد بَيّنَت غالبية المواقف بأن الموقف هو التالي : الحل هو في تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت، وكذلك الاسراع في توزيع البطاقة التمويلية وتحرير السوق من الاحتكار. وذكر تلفزيون «أو تي في» انّ تكتل لبنان القوي انفردَ بالتصويت ضد موقف المجلس لأنه اعتبره غير كاف، فهو مع تأليف حكومة والاسراع بالبطاقة، لكنّ الامرين غير كافيين. في القريب العاجل.

 

72 ساعة

وقالت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات ان الساعات الـ72 المقبلة حاسمة بالفعل على صعيد التأليف، وبالتالي إن سارت الأمور بالشكل الذي تفاهَم عليه عون وميقاتي في لقائهما الاخير، يمكن أن نشهد حكومة قبل مطلع الاسبوع. الا اذا عادت الشياطين وتدخلت واحبطت كل الايجابيات. وكشفت المصادر عن حضور فرنسي واوروبي متجدد على خط تسريع التأليف، خصوصاً بعد التطورات الأخيرة سواء إعلان الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله عن إبرار سفينة المازوت من ايران، او إطلاق الصواريخ الإسرائيلية في اتجاه سوريا عبورا من الاجواء اللبنانية وتحديدا من فوق العاصمة بيروت.

 

واشنطن: لتأليف سريع

وكشفت مصادر موثوقة لـ»الجمهورية» انّ واشنطن ارسلت رسائل مباشرة الى كبار السياسيين، وعلى وجه الخصوص في اتجاه عون وميقاتي، تشدد على الإسراع في تأليف الحكومة. وسبق للسفيرة الأميركية دوروثي شيا أن حددت الموقف الأميركي بعد زيارتيها قبل ايام قليلة للرئيسين عون وميقاتي. وبحسب المصادر عينها، فإنّ الجانب الأميركي يؤكد على تثبيت الاستقرار في لبنان، وعدم تعريضه لما قد يخلّ به، ومن شأن تشكيل حكومة ان يعيد ضبط الامور، بما يُمَكّن من تحقيق تطلعات الشعب اللبناني بإجراءات وخطوات إصلاحية تُخرج لبنان من أزمته الخانقة.

 

إستنفار… وتحذير

الى ذلك، بين الرسالة التي بعث بها «حزب الله» على متن سفنية المازوت الايرانية، وبين الرسالة الصاروخية التي طيّرتها اسرائيل من فوق العاصمة بيروت في اتجاه سوريا، وبين الرسالة الاميركية بفتح نافذة أمل على الخط الكهربائي، هناك واقع لبناني يعيش النكبة بكل تفاصيلها ومعاناتها، ويترقّب بقلق مفاعيل هذه الرسائل، وما قد تحمله الايام المقبلة من تطوّرات مرتبطة بها.

الواضح أن كلّ تلك الرسائل وصلت إلى المعنيين بها في الداخل والخارج، وسط حديث عن استنفارات سياسية وعسكرية رافقتها، بالتوازي مع رسائل ديبلوماسيّة مستعجلة وردت الى مراجع مسؤولة تُعرب عن خشية كبرى من سيناريوهات دراماتيكية تلوح في أفق المشهد اللبناني، وتحذّر من انزلاق الأمور الى مخاطر كبيرة خارج نطاق السيطرة وتتجاوز الخريطة اللبنانية.

 

كل الاحتمالات واردة

هذا المستجد، شكّل نقطة المتابعة الوحيدة في الغرف السياسية والعسكرية والديبلوماسية، وتقاطعت المقاربات لِما استجد، عند القلق البالغ من تداعيات تلك الرسائل المتبادلة في الاجواء اللبنانية، التي أدخلت لبنان في دائرة احتمالات مفتوحة وفق ما أكد لـ»الجمهورية» مصدر ديبلوماسي غربي، حيث قال: «إنّ لبنان اليوم أشبه بقنبلة موقوتة، ونخشى أنه اصبح أمام منعطف شديد الخطورة على مصيره».

وردا على سؤال، قال المصدر الديبلوماسي: كل يوم تتبدى امامنا المصاعب التي يواجهها الشعب اللبناني، وهذا واقع محزن، بالتأكيد أن لبنان يحتاج الى دعم كل اصدقائه، لكن مشكلته الاساس كامنة في الصراع السياسي القائم، وهروب القادة السياسيين من تشكيل حكومة تشكل الخطوة الاولى لوقف هذا الانهيار.

وعما اذا كان لبنان قد أصبح ساحة للصراع الدولي على أرضه، قال المصدر الديبلوماسي الغربي: كل المنطقة ساحة للصراعات الاقليمية والدولية، ولكن كان امام لبنان فرصة لكي ينأى بنفسه عن تلك الصراعات، او بمعنى أدق لكي يمنع تلك الصراعات من ان تتمدّد اليه، الا أن المؤسف هو انّ صراع الاطراف السياسية فيه هو الذي يدفع لبنان، ليس فقط، الى ان يتحوّل ساحة للصراعات ، بل ساحة للفوضى التي بدأت تظهر بشكل مخيف في العديد من المناطق اللبنانيّة.

وخَلص المصدر الى القول: وضع لبنان مخيف، ولكن ما زال في أيدي السياسيين ان يقدموا علاجات وحلولا انقاذية، وإلّا سيكون اللبنانيون امام وضع غير مسبوق في كارثيّته. ويؤسفنا ان نقول انّ ذلك لن يكون بعيداً.

 

شكوى

وكان امين عام «حزب الله» قد أعلن خلال خطاب العاشر من محرّم عن ان سفناً إيرانية ستبحر الى بيروت محمّلة بالمازوت. محذّراً من ان هذه السفن هي ارض لبنانية. وهو أمر قوبِل بهجوم عنيف من قبل الرئيس سعد الحريري وبعض الشخصيات السياسية. فيما نقل عن وزير الطاقة ريمون غجر قوله: حتى الآن لم أتسلم أي طلب إذن لدخول النفط الإيراني، والسيد حسن نصر الله كان دقيقاً في كلامه عندما قال إن الباخرة توجهت من إيران إلى مياه البحر المتوسط ولم يقل المياه الإقليمية للبنان.

ولفت الى ان لا دور للدولة بكل مؤسساتها في استيراد النفط الإيراني، ولم يُطلب منا شيء، ولم نقم بأي خطوة يمكن أن تعرضنا للعقوبات.

 

واشنطن والكهرباء

الى ذلك، أعلنت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا لـ»العربية «أن هناك اتصالات مع البنك الدولي ومصر والأردن لحل أزمة الطاقة في لبنان. وقالت: «خطة حل الطاقة تُبحث منذ عدة أسابيع، ونرفض اتهامنا بالأزمة». وأضافت: «هل الاتهامات غير المثبتة أفضل ما يمكن أن يفعله نصرالله؟»، مشيرة لى أن «لبنان لا يحتاج لنفط إيران فهناك ناقلات كثيرة تنتظر تفريغ الوقود، وخطة الطاقة التي كشفنا عنها أوفر وأنظف ومستدامة».

وكان الرئيس عون قد تلقى اتصالاً هاتفياً من السفيرة شيا أبلغته فيه أنّها تلقّت قراراً من إدارة بلدها بمساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائيّة من الأردن عبر سوريا، عبر تسهيل نقل الغاز المصري الى شمال لبنان، وذلك عن طريق توفير كميات من الغاز المصري الى الأردن تمكّنه من إنتاج كميات إضافية من الكهرباء لوضعها على الشبكة التي تربط الأردن بلبنان عبر سوريا.

ولفتت السفيرة شيا الى ان الجانب الأميركي يبذل جهدا كبيرا لانجاز هذه الإجراءات، وان المفاوضات جارية مع البنك الدولي لتأمين تمويل ثمن الغاز المصري وإصلاح خطوط نقل الكهرباء وتقويتها والصيانة المطلوبة لأنابيب الغاز.

 

الأردن مستعد

وأعلن الأردن استعداده للعب دوره في هذا المجال، ونقلت وكالة الأنباء الأردنية «بترا» عن وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي أن مساعدة لبنان والشعب اللبناني كانا في مقدمة المواضيع التي طرحها الملك عبدالله الثاني خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، وذلك ردا على سؤال حول إمكانية تزويد لبنان بالكهرباء من الأردن وبالغاز المصري عبر الأردن وسوريا.

وأضافت زواتي أنه جرى بحث تلك المواضيع بشكل مكثف «مع الأشقاء في لبنان وسوريا ومصر ومع الولايات المتحدة ومع شركائنا في المجتمع الدولي في الفترة الأخيرة».

عدوان إسرائيلي

ولوحِظت بعد ساعات من إعلان نصرالله عن سفينة المازوت، مبادرة إسرائيل الى غارة صاروخية على سوريا من الاجواء اللبنانية، حيث اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «مقتل 4 عناصر من «حزب الله» في القصف الإسرائيلي على ريف دمشق».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء الخميس، بأن غارات إسرائيلية استهدفت مواقع للحزب ومجموعات إيرانية في محيط دمشق، حيث تصاعدت أعمدة الدخان وألسنة اللهب من تلك المنطقة بسبب 3 صواريخ استهدفت المكان.

وتحركت الدولة بسرعة لإدانة الخرق الاسرائيلي الجوي امس للقرار 1701. حيث ابلغ رئيس الجمهورية المنسقة الخاصة للامين العام للأمم المتحدة في لبنان السفيرة جوانا رونيسكا التي استقبلها في قصر بعبدا، ان «اختراق الطائرات الإسرائيلية ليل امس للأجواء اللبنانية هو انتهاك جديد للسيادة اللبنانية ولقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، ما يستوجِب تحركا سريعا للأمم المتحدة لضمان عدم تكراره ووضع حد له»، لافتاً إلى انّ «مثل هذه الخروقات الجوية تتكرر بشكل دائم، لا سيما في خلال الليل، ما يُحدِث ذعراً في نفوس المواطنين نظرا لتحليق الطائرات المعادية على ارتفاع منخفض».

في الموازاة، طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الى وزيرة الخارجية زينة عكر الإيعاز لمندوبة لبنان في الأمم المتحدة تقديم شكوى عاجلة ضد العدو الإسرائيلي الذي انتهك السيادة اللبنانية وعرّض سلامة الطيران المدني للخطر وهدّد حياة الركاب المدنيين، اللبنانيين والأجانب، بالخطر بشكل مباشر. واعتبر رئيس مجلس النواب ان استخدام اجواء لبنان لقصف سوريا عدوان موصوف.

 

بري يدين العدوان

وقال الرئيس بري ان ما حصل ليل أمس الاول من استباحة صهيونية لسيادة الاجواء اللبنانية واستخدامها مجدداً منصة للعدوان على الشقيقة سوريا مُهَدِّداً سلامة الطيران المدني من وإلى مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي، هو ليس فقط خرق فاضح للقرار 1701، انما ايضاً هو عدوان موصوف على لبنان كما على سوريا.

واضاف: اننا ندعو المجتمع الدولي الى التحرك العاجل من أجل إتخاذ كافة الاجراءات لكبح جماح عدوانية الكيان الاسرائيلي تجاه لبنان والمنطقة.

 

دل كول

إعتبر رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام اللواء ستيفانو دل كول أن تحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية يعتبر انتهاكًا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وللسيادة اللبنانية.

وجَدّد دعوته الجيش الإسرائيلي إلى الكف عن مثل هذه الأعمال التي تقوّض جهود اليونيفيل لاحتواء التوترات وبناء الثقة بين سكان المنطقة.

 

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

«صفعة نيابية» لباسيل.. وبري: استقل ولا تهدّد!

تجاذب أميركي – إيراني عبر المساعدات .. وباريس تنقذ الحكومة من براثن التعطيل

 

ما خلا زيادة الخناق على انفاس اللبنانيين، وقطع الطرقات عليهم، في ظل أزمة محروقات قاتلة، وتفاقم الحنق الشعبي ضد «الطبقة الحاكمة»، بكل مستوياتها، بما في ذلك النواب والوزراء، وسائر مَن يتولى شأناً عاماً، يُسيء استخدام الحق فيه، لم تخرج الجلسة النيابية التي عقدت في قصر الأونيسكو بعد ظهر أمس للنظر في رسالة وجهها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى رئاسة المجلس، وهي الثالثة أو الرابعة خلال عهده، وتتضمن شكوى من قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة برفع الدعم عن المحروقات، الأمر الذي ساهم في ارهاق «الحركة بلا بركة» التي تلجأ إليها «المؤسسات الميتة» في مجتمع وضعه المسؤولون عنه، على حافة الانهيار الحقيقي، لم تخرج الجلسة عن دائرة المشار إليه آنفا، اما الحل الذي تحدث عنه الرئيس نبيه برّي، بعد انتهاء الجلسة، بقوله: الموقف هو في تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت، وكذلك الإسراع في توزيع البطاقة التمويلية وتحرير السوق من الاحتكار..

 

ولم يتأخر رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، الذي تلقى أكثر من صفعة في الجلسة، من إعلان عدم الموافقة على ما أعلنه رئيس المجلس.

 

وفي الشأن الحكومي، أسوأ ما في المشهد عودة الكلام عن ايجابيات من دون ان يلمس الوسط السياسي أو حتى الشعبي أية نتائج عملية، على الرغم من إعلان بعبدا ان الرئيس عون «طالما انه تنازل منذ البدء عن الثلث الضامن وغيره، إدراكاً منه لعمل عدّة قوى على منع تأليف الحكومة وتصميمها على أخذ البلد باتجاه الفوضى، تحقيقا لغاياتها السياسية.

 

وخارج بيانات المكتب الإعلامي في الرئاسة الأوّلي، والردود عليها من مكتب الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، في شقها «الايجابي» أو ان توقيت الاعتذار يكون على توقيته، تردّدت معلومات عن ان بعبدا تدرس إيفاد الدكتور انطوان شقير مجدداً إلى الرئيس ميقاتي للتفاهم على الأسماء المقترحة لعدد من الوزارات، لم يتم الاتفاق حولها بعد، في حين نفى الرئيس المكلف ان يكون هناك موعد أمس (الجمعة) مع الرئيس عون في بعبدا.

 

وعلمت «اللواء» من مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة أن  العراقيل المحيطة بالتأليف تتصل بأكثر من سبب وهي رفض الأسماء التي تعرض على رئيس الحكومة المكلف وابدائه ملاحظات تتصل بنوعية الاسماء فتارة يعتبرها حزبية وتارة يرفضها حكما.  ولفتت إلى أن المشكلة الأخرى تتصل بالمطالب التي يحملها افرقاء إلى الرئيس المكلف ما يؤدي إلى إعادة النظر في الحقائب في حال حصل تعديل في حقيبة ما . وهنا كشفت أن تيار المردة عاد وطالب بوزارة تليق بتمثيله.

 

وأشارت إلى أن هاتين المسألتين تدفعان بالرئيس ميقاتي إلى عدم الاستقرار في رأيه.

 

لكن مصادر مطلعة على موقف بعبدا اكدت ل اللواء  استمرار التواصل سواء مباشرة أو عبر موفدين مشيرة إلى أن اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف  اتسم بالود وإنهما أكدا أن المصلحة تقتضي تأليف الحكومة. ولم تخف المصادر وجود بعض النقاط العالقة والتي يعمل على تذليلها لافتة إلى أن الرئيسين اتفقا على التواصل وبالتالي أي اجتماع بينهما متوقع في اي وقت.

 

و كشفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان مروحة اتصالات محلية ودولية واسعة طوقت  تداعيات ، تعثر مسار التشكيل، واعادت تواصل رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي ،بعد ان كاد يتوقف نهائيا، بفعل سلسلة من الشروط التعجيزية ،التي لا تتوقف حتى بعد التفاهم على تثبيتها.واشارت المصادر الى ان الجانب الفرنسي تحرك بفاعلية،لمنع وصول عملية تشكيل الحكومة الجديدة الى الافق المسدود نهائيا،الى حدود استحالة التفاهم بين عون وميقاتي ،وتجنب اي ردود فعل سلبية ،لن تبقى محصورة باعتذار

 

ميقاتي،اذا حصلت،بل ستدفع البلد الى متاهات غير معروفة،وسترتد حتما على رئيس الجمهورية ميشال عون وامكانية استمراره بمنصبه حتى انتهاء ولايته.وقالت المصادر ان الجانب الفرنسي ،أصبح على قناعة تامة،بأن عون ووريثه السياسي، يتوليان،عملية ابتزاز رئيس الحكومة المكلف، لفرض مطالب وشروط تفوق حجم تمثيلهما، لابقاء قرار ومصيرالحكومة بتصرفهما، وتحت هيمنتهما المعهودة، مايؤدي حتما الى رفض الرئيس المكلف الموافقة،كما هي حال قوى اخرى،ترفض الموافقة على هذه المطالب،وكذلك المشاركة بالحكومة.

 

واضافت المصادر  ان قوى محلية تحركت كذلك بالاتجاه نفسه، وبذلت جهودها،لمنع انهيار عملية تشكيل الحكومة،وادى ذلك الى صدور البيانين عن رئاسة الجمهورية والرئيس المكلف، لاظهار تجاوبهما مع المساعي المبذولة،وحصل اللقاء بين عون وميقاتي بعدها مباشرة،لاعطاء انطباع ايجابي والتأكيد على استمرار عملية تشكيل الحكومة الجديدة. ولكن برغم اشاعة الأجواء الايجابية واستمرار التواصل بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ،لم تنسحب هذه الأجواء تسريعا لمسار تشكيل الحكومة، بل استمرت الاتصالات بوتيرة بطيئة،لا

 

تتناسب مع ضغوطات الازمة ومشاكلها على المواطنين، ما يعطي انطباعا باستمرار التعثر على حاله. لانه لو حصل تقدم ايجابي باتجاه حلحلة العقد وتجاوز المطالب والشروط التعجيزية، لتسارعت التحركات والاتصالات الجارية ولما بقيت اسيرة المراوحة،كما هي حاليا .وابدت المصادر خشيتها، اذا لم تترجم الاتصالات والضغوط، الى اخراج عملية تشكيل الحكومة من حلقة التعطيل، لتسريع ولادة الحكومة العتيدة خلال الأيام المقبلة، الى فشل عملية تشكيل الحكومة نهائيا .

 

وكان إنعقد اجتماع مفاجئ الخميس الماضي  برغم عطلة عاشوراء بين الرئيسين عون وميقاتي بعد بيان لمكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اكد «ان رئيس الجمهورية التزم طوال اللقاءات التي عقدها مع الرئيس المكلف النقاط التي تم الاتفاق عليها منذ اللقاء الأول، والتي كان متفقا عليها مع الجميع سابقا كأساس لتشكيل الحكومة، لا سيما المعايير الواجب اعتمادها في توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف والكتل بعدالة ومساواة وفق ما تقتضيه مصلحة لبنان واللبنانيين، وما يفرضه الدستور والميثاق.

 

وقال: لم يرد يوما في حساب الرئيس عون المطالبة بالثلث المعطل، والرئيس المكلف يدرك هذا الامر من واقع وأوراق المحادثات بينهما، وبالتالي فإن كل ما قيل عن طلب رئيس الجمهورية تسعة أو عشرة وزراء عار من الصحة جملة وتفصيلا ولا أساس له، بل اختلقه البعض للتشويش على الاتصالات القائمة بين الرئيسين عون وميقاتي في سبيل تشكيل الحكومة، وذلك تحقيقا لغايات لدى البعض لمنع ولادتها.

 

واضاف: لم يقدم الرئيس عون الى الرئيس المكلف أي اسم حزبي لتولي حقيبة وزارية أو أكثر، وكل الأسماء التي عرضها تتمتع بالخبرة والكفاءة والاختصاص المناسب للوزارات المرشحة لها. واستطرادا فإن استبدال هذه الأسماء بأسماء أخرى لا مبرر له، طالما أن المواصفات المتفق عليها متوافرة، الا ان الرئيس كان إيجابيا ولا يزال وهو يدرك أنه من حق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف إعطاء ملاحظات على أي اسم يرد منهما او من أي من الكتل المشاركة، وصولا الى الاعتراض عليها، وهو والرئيس المكلف يتعاطيان بانفتاح كامل مع هذا الامر.

 

وابدى البيان خشيته «من أن يكون الهدف مما يصدر، الدفع بالرئيس المكلف الى الاعتذار، وهو ما لا يريده الرئيس عون، او التمهيد لذلك، بغية إبقاء البلاد من دون حكومة في هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي يجتازها لبنان».

 

ورد المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي ببيان ابدى فيه تقديره لمضمون بيان رئيس الجمهورية وتأكيده استمرار التعاون لتشكيل حكومة يرضى عنها اللبنانيون وتلاقي دعم المجتمع الدولي». وقال:

 

إن الرئيس ميقاتي يؤكد أنه سيستمر في مسعاه لتشكيل الحكومة وفق الاسس المعروفة، كما أنه ليس في صدد الدخول في أي سجال أو نقاش على الاعلام، متمنيا على الجميع إقران الايجابيات المعلنة بخطوات عملية لتسهيل مهمته وتشكيل الحكومة في أسرع وقت».

 

وعلمت «اللواء» ان البحث بين الرئيسين تناول تذليل العقبات امام اختيار اسماء لحقائب الداخلية والعدل والاتصالات والطاقة بعد ما تم الانتهاء من توزيع الحقائب على الطوائف.واكد الرئيسان على وجوب الانتهاء من الموضوع سريعاً والعودة للإجتماع اليوم او غدا او الاثنين على ابعد تقدير بعدما يستكمل ميقاتي اتصالاته بشأن اسماء الوزراء.

 

وأدى الرئيس ميقاتي امس صلاة الجمعة الى جانب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في المسجد العمري الكبير في وسط بيروت، وعقدت خلوة بين ميقاتي ومفتي الجمهورية جرى خلالها التشاور في الشؤون الإسلامية والوطنية وآخر مستجدات تشكيل الحكومة. ونوه المفتي دريان بـ«حكمة الرئيس ميقاتي في تذليل العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة».

 

الى ذلك، قال السيد نصر الله نصر الله «في موضوع الحكومة، بكل تأكيد وقوة نحن دعونا وندعو الى تشكيل حكومة في لبنان، هكذا كنا ‏دائما نرفض الفراغ، نحن رفضنا استقالة الحكومة الحالية وموقفنا معروف، ورفضنا استقالة الحكومة ‏السابقة وموقفنا معروف، ودعونا دائما الى تشكيل حكومة، وكنا نساعد لتسهيل أمر تشكيل الحكومة، ‏هناك من يحاول دائما في الخارج والداخل أن يحملنا مسؤولية الاخفاق في تشكيل الحكومة اللبنانية، بحجة ‏ودعوى اننا لا نضغط بما فيه الكفاية على حلفائنا واصدقائنا وهذا كلام لا معنى له، لأنه لا معنى لان ‏تضغط على حلفائك، وأن تلزم أصدقائك، ماذا يعني ذلك وشرحت هذه المسألة كثيرا، او الاقبح من ذلك أن ينسب تعطيل الحكومة وتشكيل حكومة في لبنان الى إيران، الى الجمهورية الاسلامية في إيران، في الوقت الذي نعرف أن إيران لم تتدخل يوما لا في تشكيل حكومة ولا في استقالة حكومة. الذين يتدخلون في تشيكل الحكومات وإسقاط الحكومات في لبنان من دول عالمية وإقليمية وعبر سفاراتهم هم معروفون ‏لكل اللبنانيين، هذه الاتهامات لنا لا تستند إلى أي دليل، بل كل الشهواد تؤيد عكس ذلك، نحن كبقية اللبنانيين اليوم ننتظر هذه الأيام القليلة ننتظر نتيجة ونترقب بكل أمل ورجاء ما ستكشف عنه اللقاءات ‏المتواصلة بين فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلف، وأنها مدخلا أساسيا لمعالجة الكثير من الازمات المقبلة».

 

موقف الحريري

 

وبعد كلام نصر الله، اصدر الرئيس سعد الحريري بياناً سأل فيه، «هل ما سمعناه عن وصول السفن الايرانية هو بشرى سارة للبنانيين أم هو إعلان خطير بزج لبنان في وحول صراعات داخلية وخارجية؟

 

وقال: يعلم حزب الله أن أساس أزمة المحروقات في لبنان تنشأ عن التهريب المتعمد لخدمة النظام السوري، والاجدى في هذه الحالة وقف التهريب بدل تمنين اللبنانيين بالحصول على المازوت الإيراني.

 

ويعلم الحزب ايضا أن سفن الدعم الايرانية ستحمل معها الى اللبنانيين مخاطر وعقوبات اضافية على شاكلة العقوبات التي تخضع لها فنزويلا ودول أخرى. إن اعتبار السفن الايرانية أراض لبنانية يشكل قمة التفريط بسيادتنا الوطنية، ودعوة مرفوضة للتصرف مع لبنان كما لو انه محافظة ايرانية. ونحن بما نمثل على المستوى الوطني والسياسي لن نكون تحت اي ظرف غطاء لمشاريع إغراق لبنان في حروب عبثية تعادي العرب والعالم».

 

وتابع: نعم إن ايران تعطل تأليف الحكومة. والا كيف تجيز الدولة الايرانية لنفسها مخالفة القوانين الدولية فتقبل بارسال السفن الى لبنان دون موافقة الحكومة اللبنانية؟ فهل نحن في دولة تسلم فيها حزب الله كل الحقائب الوزارية، من الصحة الى الاقتصاد الى الدفاع الى المرافىء والاشغال العامة، له ساعة يشاء أن يطلب الدواء من ايران، وان يستدعي السفن الايرانية المحملة بالمازوت والبنزين وان يهدد بادخالها بحرا وبرا وجهارا نهارا، رغما عن السلطات العسكرية والامنية؟

 

وأضاف: «نعم المواقف التي سمعناها قبل قليل تقول للبنانيين انهم لا يريدون حكومة. فأي حكومة هذه التي يريدونها أن تفتتح عملها باستقبال السفن الايرانية والاصطدام مع المجتمع الدولي، في وقت أحوج ما يكون فيه لبنان الى حكومة تحظى بدعم الاشقاء والاصدقاء».

 

وختم الحريري: «يستطيع حزب الله ان يحصل على تأشيرة تواطؤ مع العهد، وان يغطي نفسه بصمت الفريق الرئاسي، لكنه لن يحصل من اكثرية اللبنانيين على اجازة مرور لتسليم لبنان للسطوة الايرانية. هذه مواقف ستضاعف من معاناة الناس المعيشية والاقتصادية، وتشق الطريق السريع الى جهنم».

 

سفن إيران وكهرباء الأردن

 

فقد أعلن السيد نصر الله في خطبة العاشرمن محرم، «أن سفيتنا الأولى التي ستنطلق من إيران محملة ‏بالمواد التي يجب أن تحضر في هذه السفينة قد أنجزت كل الترتيبات، وحملت بالأطنان المطلوبة وأنجزت ‏كل الأعمال الإدارية، وستبحر خلال ساعات ببركة الحسين سيد الشهداء في هذا اليوم إلى لبنان. ما ‏يفصلنا عنها هو مسافة الطريق فقط عندما تصل السفينة الأولى، وستتبعها سفينة أخرى وسفن أخرى إن ‏شاء الله. عندما تصل إلى مياه البحر الأبيض المتوسط نتحدث لاحقا عن ‏التفاصيل، إلى أين وكيف ومتى؟ والآليات العملية وما شاكل».

 

وقال: طبعا أعطينا الأولوية في السفينة الأولى لمادة المازوت، البنزين هو حاجة السيارات والنقل، لكن يتوقف ‏على المازوت اليوم المستشفيات، والمراكز الصحية، ومصانع الأدوية والأمصال، ومصانع المواد ‏الغذائية، وأفران الخبز، ومولدات الكهرباء، ولذلك بتشخيص الكل أن المازوت هو أولوية وأهمية قصوى ‏لأنها ترتبط بحياة الناس في عمق حياة الناس. وإن شاء الله ستصل هذه السفينة والسفن الأخرى بخير وسلامة.

 

اضاف:أعرف أننا أمام تحد كبير وأمام ما يشاع وما يثار من مخاوف وتهديدات مبطنة حتى الآن لا يوجد ‏شيء رسمي، نحن لم يصلنا حتى الآن تهديد رسمي أنه والله مثلا الأمريكان ماذا سيفعلون، أو ‏الإسرائيليين بماذا يقومون. هناك كلام وسائل إعلام يكتب في بعض وسائل الإعلام. أنا أود أن أقول أن السفينة منذ اللحظة التي ستبحر فيها بعد ساعات، وستصبح في المياه سوف تصبح ‏أرضا لبنانية. السفينة الآتية من إيران والتي ستبحر بعد ساعات أقول للأميركيين وللإسرائيليين هي أرض ‏لبنانية. نحن أصرينا على هذا الخيار لأننا قلنا لا نستطيع أن نتحمل مشاهد الإذلال لشعبنا، لا على طوابير ‏الأفران، ولا على طوابير المستشفيات، ولا على طوابير محطات البنزين، ولا في ظلام الليل وحرارة الصيف.

 

أضاف: نحن لا نريد أن ندخل في تحد مع أحد، لو أنهم رفعوا عقوباتهم عن لبنان، وسمحوا للبنانيين بأن يعيشوا ‏حياتهم الطبيعية، نحن لسنا بحاجة لأن نذهب لهذا الخيار. فالذين فرضوا على لبنان هذه الظروف الصعبة، ‏هم الذين جعلونا نلجأ إلى هذا الخيار، لأننا نحن نريد أن نساعد شعبنا. لا نريد أن ندخل في مشكلة مع ‏أحد، ولا في تحد مع أحد. ولكن بصراحة نقول لا يخطئ أحد ويدخل معنا في تحد بات يرتبط بعزة ‏شعبنا، وإذلال شعبنا.

 

وبعد ساعات قليلة من خطاب نصر الله، اعلن القصر الجمهوري ان الرئيس عون تلقى اتصالا من السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا أبلغته أنه، «تعقيبا على المداولات التي أجرتها معه خلال زيارتها الأخيرة الى قصر بعبدا، تبلغت قرارا من الإدارة الأميركية بمتابعة مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، وذلك عن طريق توفير كميات من الغاز المصري الى الأردن، تمكنه من انتاج كميات إضافية من الكهرباء لوضعها على الشبكة التي تربط الأردن بلبنان عبر سوريا. كذلك سيتم تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولا الى شمال لبنان».

 

ولفتت السفيرة شيا الى أن «الجانب الأميركي يبذل جهدا كبيرا لانجاز هذه الإجراءات، وان المفاوضات جارية مع البنك الدولي لتأمين تمويل ثمن الغاز المصري وإصلاح خطوط نقل الكهرباء وتقويتها والصيانة المطلوبة لأنابيب الغاز».

 

وعلمت «اللواء» ان الرئيس ميشال عون سيتداول مع وزير الطاقة ريمون غجر في استئناف المفاوضات مع الأردن وسوريا من اجل استجرار الكهرباء من الاردن عبر سوريا ونقل كمية من الغاز إلى معمل دير عمار في الشمال من اجل تشغيله مجددا على الغاز خاصة ان استجرار الكهرباء من سوريا والاردن بحاجة الى مفاوضات رسمية بين حكومتي البلدين لتجديد بعض الاتفاقات القديمة وعقد اتفاقات جديدة. علما ان خط نقل التوتر العالي بين الاردن وسوريا متضرر في درعا وبحاجة للصيانة، وربما يحتاج الامر الى مفاوضات تقنية مع مصر حول استجرار الغاز.

 

وقالت مصادر رسمية لـ«اللواء» ان المفاوضات الأميركية مع الاردن كانت قد بدأت منذ اشهر بهدف تزويد لبنان بالكهرباء والغاز لكن جاءت العقوبات على سوريا بموحب قانون قيصر وغيره لتفرض توقفها، لكن الادارة الاميركية الجديدة قررت رفع الحظر عن استجرار الطاقة بهدف ترييح الوضع اللبناني بعد المرحلة الخطرة التي وصل اليها.

 

وأشارت المصادر الى ان قرار رفع الحظر جاء «بالصدفة» مع قرار حزب الله استقدام النفط من ايران وان المسعى الاميركي ليس ردا على قرار الحزب بل سابق له!

 

وتحدثت «نورنيوز الإيرانية» إن «شحنات الوقود الإيرانية إلى لبنان تم شراؤها كلها من قبل مجموعة من رجال الأعمال الشيعة اللبنانيين». وقالت: «شحنات الوقود من إيران تعتبر ممتلكات لرجال أعمال لبنانيين شيعة منذ لحظة التحميل». واكدت هذه المعلومة قناة الحدث موضحة ان رجال الاعمال يعملون في الصين.

 

ورأت مجموعة الدعم الدولية ان التفاقم المتسارع للأزمة يبرز الضرورة الملحة لتشكيل حكومة قادرة على وضع الأمور في نصابها، وتلبية الاحتياجات العاجلة والشروع بالاصلاحات.

 

تسعيرة جديدة للمحروقات

 

نفطياً، تجري اتصالات للتوصل إلى موافقة استثنائية على تسعير المحروقات بما يسمح بإدخال البواخر العالقة في البحر والمحملة بمادتي البنزين والمازوت، مما يؤدي إلى احداث انفراج أكيد في السوق، وذلك على أساس جمع السعر الذي اقترحه مصرف لبنان على أساس 12000ل.ل. للدولار الواحد، مع السعر الذي تطالب به وزارة الطاقة أي 3900 ل.ل. للدولار الواحد، بحيث يقسم المجموع للنصف، وتفتح الاعتمادات على أساس 8000ل.ل. للدولار الواحد.

 

وتوقع مصدر نفطي ان تحمل الساعات المقبلة، بشرى سارة في هذا الاتجاه، بحيث يعود البنزين إلى المحطات التي رفعت خراطيمها الاثنين المقبل.

 

الجلسة- الصفقة

 

نيابياً، عقد مجلس النواب جلسة في العقد الإستثنائي الحكمي في قصر الأونيسكو، ترأسها الرئيس بري. وذلك لتلاوة ومناقشة رسالة فخامة رئيس الجمهورية حول وقف الدعم عن مواد وسلع حياتية وحيوية. وافتتح برّي الجلسة بتلاوة أسماء النواب المتغيبين بعذر ثم وقف الحاضرون دقيقة صمت عن روح المرحوم النائب مصطفى الحسيني. بعدها تليت رسالة فخامة الرئيس على المجلس النيابي، عندئذ بدأ السادة النواب بمناقشة مضمون الرسالة فتكلم كل من السادة: جبران باسيل، إبراهيم الموسوي، جورج عدوان، هادي أبو الحسن، سمير الجسر، أنور الخليل وإيلي فرزلي. بعد ذلك تلا دولة الرئيس موقف المجلس النيابي وهو الإسراع ببدأ العمل بالبطاقة التمويلية وتشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت وتحرير السوق. وباستثناء، بالصفعة التي تلقاها باسيل لم تحمل الجلسة خلال المناقشات، استناداً للفقرة 10 من المادة 53 من الدستور، اي مفاجآت غير متوقعة، بل جاءت لترسخ ما سبق للمجلس ان طالب به في الرسالة السابقة لجهة تسريع تشكيل الحكومة، والقول بان محاولة الإلتفاف على عدم موافقة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب على تلبية دعوة عون الى الإنعقاد لمناقشة الموضوع – تحت عنوان عدم خرق الدستور – في غير محلها، لان المجلس هو السلطة التشريعية التي قامت باقرار قانون البطاقة التمويلية والتنفيذ في عهدة السلطة التنفيذية، وهو ما خلصت اليه جلسة المناقشة التي استغرقت قرابة الساعتين، من موقف حسب نص المادة 145 من النظام الداخلي ، (اي اتخاذ اجراء او موقف او قرار )، وهذا الموقف تلاه رئيس مجلس النواب نبيه بري كخلاصة لما انتجته مواقف الكتل النيابية التي حضرت بمجملها الى قصر الاونيسكو  – باستنثاء تيار المردة حيث اعتبر النائب طوني فرنجية ان الوقت  «مش وقت رسائل بل وقت الحلول كما غاب النائب فيصل كرامي عن المشاركة،  وجاء في الموقف التوصية  « لقد بينت غالبية المواقف بان الموقف هو التالي «ان الحل يكمن في تشكيل حكومة جديدة وبأسرع وقت، وتوزيع البطاقة التمويلية سريعا وتحرير السوق من الاحتكار».

 

اما في السياسة، فحملت الجلسة اكثر من منحى (بالإضافة الى رفض الجميع المس بالإحتياط الإلزامي، والاختلاف بين رافض لرفع الدعم بالمطلق ومؤيد له تدريجيا بعد صدور البطاقة» دون ان يصدر اي قرار عن المجلس يتعلق برفع الدعم)،  الاول جاء في رد بري في مداخلة له، على النائب جورج عدوان حول الموضوع الحكومي وقال: «ان أحد الاسباب التي يمكن ان تسهل عمل الحكومة هو ان تشتركوا فيها، لان احد اهم العراقيل الاساسية هي منها»، كما اكد في رد على تهديد النائب جبران باسيل بعدم جدوى البقاء في المجلس في حال عدم تنفيذ ما حاول الايحاء به من تحميل المسؤولية للجميع باستثناء التيار ، والقول بان قرار سلامة جاء بطلب من احدى القوى السياسية، فرد بري على باسيل مباشرة غامزا ايضا من قناة المهددين بالإستقالة بالقول «ما حدا بهدد المجلس النيابي، من يريد ان يستقيل فليستقل، لا اقبل باي تهيد للمجلس النيابي على الاطلاق».

 

ولاحقا، قال التيار الوطني الحر في نشرة توجيهية انه لم يصوت على موقف المجلس، خلافاً لما أعلنه الرئيس برّي، وكشف ان رئيسه طالب بـ:

 

1 – إقرار قانون بإعطاء سلطة خزينة فورية لمؤسسة كهرباء لبنان.

 

2 – إقرار قانون بإعطاء مساعدة اجتماعية فورية لموظفي القطاع العام.

 

3 – إصدار تسعيرة للمحروقات، باتفاق بين وزارة الطاقة والمصرف المركزي والحكومة بموافقة استثنائياً للاستمرار برفع الدعم.

 

4 – امهال مجلس النواب الحكومة شهرا أو 6 أسابيع لتوزيع البطاقة التمويلية.

 

5 – اقتراض الدولة من مصرف لبنان بطلب من وزير المال..

 

حسن: الدواء نحو الحل

 

صحياً، ومن بعبدا، كشف وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن ان أزمة الدواء، هي في الطريق إلى الحل، وبدءاً من الاثنين، ستكون على الأرض، أصبحت هناك تحويلات وموافقات قيمتها تقريبا 100 مليون دولار، الامر الذي يستوجب من الشركات المستوردة ان تبادر الى استيراد الدواء، لا ان تخلق حججا لنا كي نفتح المزيد من الاذونات الطارئة . فكل دواء سيفقد من السوق، من واجبنا في وزارة الصحة العامة لا بل من مسؤوليتنا ان نؤمن البديل له. نحن ندعو هذه الشركات الى تحمل مسؤولياتها والبدء باستيراد الدواء خلال الايام القادمة. وما من احد يمكنه ان يتحمل موضوع شح الدواء من دون ان يكون للامر تداعيات او مساءلة قانونية او مالية».

 

حصيلة رسمية

 

وأعلنت وزارة صحة من جهة ثانية، حصيلة رسمية لضحايا انفجار التليل عن ثلاثين شهيداً بينهم الشاب رائد الحسن الذي توفي في تركيا، والجرحى يبلغ عددهم 34 جريحاً بينهم سبعة في العناية الفائقة.

 

589597 إصابة

 

كما اعلنت الوزارة عن تسجيل 1019 اصابة جديدة بفايروس كورونا  إضافة الى 5 حالات وفاة ليرتفع العدد التراكمي إلى 589597 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020..

 

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

صفعة ثانية من مجلس النواب للرئيس عون  

 

ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة للمجلس في قصر الاونيسكو خصصت لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المتعلقة بـ»الطلب من المجلس مناقشة الاوضاع الاقتصادية والمعيشية بعد اعلان حاكم مصرف لبنان رفع الدعم عن المواد الحياتية والحيوية واتخاذ القرار او الموقف او الاجراء المناسب».

 

بدأت الجلسة بتلاوة اسماء النواب المتغيبين بعذر، وهم: بلال عبدالله، جان طالوزيان، فؤاد مخزومي، تيمور جنبلاط، وديما جمالي، وبالوقوف دقيقة صمت عن روح النائب الراحل مصطفى الحسيني.

 

ثم دعا الرئيس بري الى تلاوة «رسالة فخامة الرئيس ميشال عون».

 

مداخلات

 

واعطيت الكلمة لرئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل، فاعتبر ان «قرار حاكم (مصرف لبنان) جاء انفراديا من دون الحكومة وطلب رفع سعر الطاقة على سعر 3900 الى آخر ايلول.

 

واضاف: «قرار الحاكم مخالف واليوم لدينا قرار للحكومة للـ 3900، وقرار الحاكم بسعر الصرف في السوق. فاذا وزير الطاقة سار بقرار الحاكم ومن ذلك سعر صفيحة البنزين 250 ألفا او اكثر والمازوت اليوم في السوق السوداء بـ300 او 400 الف».

 

وقال: «الحل موجود في مجلس النواب . ونقول للمجلس ان يجتمع شكلا من دون اتخاذ قرار او اجراء، والا يكون يتخلى عن دوره».

 

وقال بري: «لا أحد يهددنا».

 

باسيل: «هذا ليس تهديدا، هذا موقف وإلا نستقيل».

 

بري: «نحنا ما منخليك تستقيل».

 

باسيل: «نحن نطالبه بموقف».

 

بري: «لا احد يهدد مجلس النواب على الاطلاق».

 

وقال النائب ابراهيم الموسوي: «قرار حاكم المصرف جاء صادما وخارج سياق أي خطة انقاذ معتمدة.

 

بدوره، قال النائب جورج عدوان: في 17 تشرين 2019 كان هناك 334 مليارا واليوم لدينا 15 مليارا، والسؤال هذا الفارق اين ذهب؟ ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم لم يكن هناك حكومة لتقول له توقف وتضع سياسة نقدية. الحكومة من أتى بها ومن رعاها، القرار جاء متأخرا وعلينا ان نحاكمه لأنه لا يحق له ان يقرض وينفق اموال الناس. وعن البحث في كيفية انفاق المليارات، لو دفعنا للمودعين اموالهم لكنا أغلقنا 650 الف حساب الأقل من 3000 دولار، وأرجعنا للناس اموالها فأنفقتها على الاقتصاد».

 

وأضاف عدوان: «مين بقول انه الحكومة المستقيلة رح تعمل البطاقة التمويلية وايمتى رح تعملها، في وقت حكومة مش قادرين تشكلوا وعم يتخانقوا مين بده ياخد الشؤون الاجتماعية لأن فيها بطاقة تمويلية لحسابات انتخابية».

 

ورد رئيس مجلس النواب نبيه بري على عدوان قائلاً: «أحد الاسباب التي يمكن ان يسهل عمل الحكومة الآن هو ان تشتركوا فيها».

 

ليجيب عدوان: «المشكلة هي المحاصصة التي يعين عبرها المستشار الأول والمستشار الثاني، وبعد في اللي بتعمل قهوة ما عملوها وزيرة».

 

أبو الحسن

 

وقال النائب هادي ابو الحسن: «فلندع كل الحسابات السياسية والانتخابية والشعبوية جانباً، لأن المسؤول هو من يتحمل المسؤولية ويصارح الناس ويواجه الواقع والحقيقة بالمنطق والحرص والشجاعة. فكفى استنزافاً لأموال الناس وكفى مزايدات وشعبوية وكفى هروباً من المشكلة التي تحولت الى لعنة ونقمة لأننا اضعنا الفرص ولم نجرؤ».

 

وقال النائب سمير الجسر: «ان سياسة الدعم التي اتبعت انتهت في جيوب التجار والمهربين، وهو يجب ان يكون للذين تآكلت رواتبهم، وان سياسات الدعم لم تقو عليها الدول ذات النظام الحديدي، فكيف تكون جمهوريات الطوائف».

 

ولفت الى انه «منذ ايام ناقشنا في لجنة الاشغال موضوع رفع الدعم عن المحروقات وقال احدهم انه في حال رفع الدعم سوف يرتفع الدولار»، مذكرا برفع الدعم عن الطحين في ايام حكومة الرئيس سليم الحص».

 

واضاف: «ان الحل الحقيقي هو تشكيل حكومة تتحمل مسؤولياتها ويفترض ان تعرف امكانياتها ووارداتها وموجودات مصرف لبنان، وان تعرف قدرتها على الاستدانة، فليذهبوا الى تأليف حكومة على وجه السرعة، حكومة تستطيع ان توقع مع صندوق النقد خطة التعافي».

 

وتحدث النائب انور الخليل فدعا الى «تشكيل الحكومة فورا لمعالجة المشاكل الاقتصادية والمالية والمعيشية»، وسأل: «هل المس بالودائع سيكون المسمار الاخير لأي مودع يرسل امواله الى لبنان؟ وقال الحاكم: 820 مليار دولار تم صرفها على الدعم، وآمل الا يسجل المجلس انه يشرع للمس بأموال المودعين، فأموالهم هي ملكية خاصة ونحن نقول بضرورة حكومة اليوم قبل الغد».

 

وقال نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي: «اعتقد ان الاستمرار في جلد الذات عملية لا تجدي نفعا. واقترح انه ما دامت هناك رسالة من فخامة رئيس الجمهورية والموقف واضح، لا بد من اتخاذ قرار جريء، والبطاقة يجب ان تكون غدا وليس بعد شهر، ولا يجوز ان تتحول اموال المودعين، التي يتحمل حاكم مصرف لبنان مسؤولية تاريخية، ان يجاري الحكومات بعدما اتخذ قرارا جماعيا بعد اجتماع المجلس المركزي، لذلك يجب ان نصر على البطاقة التمويلية وعدم المس بأموال المودعين لنتخطى المرحلة المخطط لها والممنهج لها».

 

خلاصة

 

وخلصت الجلسة الى التالي: «تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت والاسراع في توزيع البطاقة التمويلية وتحرير السوق من الاحتكار .»وبعد انتهاء المداخلات النيابية، قال الرئيس بري: «لقد بيّنت غالبية المواقف بأن الموقف هو التالي: الحل هو في تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت وكذلك الاسراع في توزيع البطاقة التمويلية وتحرير السوق من الاحتكار». وقد اتخذ القرار برفع الأيدي وبالإجماع.

 

 

**********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

لبنان يلفظ أنفاسه وجشع المحاصصة يقضي على أشلاء الوطن

ميقاتي بين نارين: خطة الحريري لإفشاله وشراهة باسيل للنفوذ

نور نعمة

 

من سخرية القدر ان يغرق لبنان في الظلام وهو منارة الشرق وان يستمر مسؤولوه في التغاضي عن آلام الناس وعن مصلحة الوطن لا بل انانيتهم وجشعهم اوصلا لبنان الى ان يكون دولة متحللة ولا من يحزنون. انه الاجرام بحق الوطن ذلك عندما يتفرج المسؤولون على انهيار لبنان دون ان يرف لهم جفن فبماذا ننعتهم سوى بالمجرمين. لقد قضوا على البشر والحجر فقصورهم تشعشع و»براداتهم» ممتلئة بالطعام في حين المستشفيات تستغيث ومرضى على شفير الموت بسبب الحالة وبيوت المواطنين تسودها العتمة ولا طعام لاشباع كامل افراد العائلة. والحال ان المطلوب تشكيل حكومة باسرع وقت واصدار البطاقة التمويلية لمساعدة الناس، اذ نرى ان الصراع على النفوذ مستمر والمحاصصة النهج المعتمد في حين ان الشعب يتضور جوعا وعوزا . فعلا من سخرية القدر والزمن ان ينهار لبنان ويموت وهو بلد تغنى به الشعراء وبلد الحضارة وملجأ المضطهدين. فهل يرجع لبنان الى سابق عهده ؟

مهمة ميقاتي صعبة

 

الملف الحكومي يتأرجح بين الايجابية والسلبية. وفي حين تؤكد اوساط نيابية في تحالف حركة امل وحزب الله ان ولادة الحكومة كانت قاب قوسين او ادنى وبين امس واليوم، برزت مؤشرات سلبية بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، وخصوصاً لجهة اختيار الاسماء. فبعد حل اسم الوزير الذي سيشغل وزارة الداخلية، برزت عقدة اسم وزير العدل الجديد، وكذلك وزارة الطاقة والمياه مع رفض ميقاتي لاسمين طرحا بينما رفض عون اسمي سيدتين طرحا ايضاً.

 

وتكشف الاوساط عن لقاءات واتصالات جرت في الساعات الماضية وشملت كل الاطراف وشملت الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والرئيس سعد الحريري.

 

كما تحرك وسطاء ومستشارون بين عون وميقاتي وجرت محاولات للتوفيق في بعض الاسماء الخلافية، لكنها لم تصل الى خواتيم سعيدة بعد.

 

وتوقعت الاوساط ان يعقد الرئيسان عون وميقاتي لقاءً جديداً اليوم، وربما يكون حاسما لجهة ولادة الحكومة.

 

وفي السياق ذاته، كشفت اوساط مطلعة للديار ان مهمة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي صعبة اذ ان طريقه مفخخ من قبل سعد الحريري الذي يسعى لافشاله وبشراهة جبران باسيل للنفوذ. ذلك ان مسار تأليف الحكومة يتعرض لهجوم مزدوج من طرفين. الطرف الاول هو سعد الحريري الذي لا يناسبه ان يدخل ميقاتي الى السراي الحكومي ولذلك شهدنا مواقف عالية النبرة لم نشهدها من قبل على غرار مطالبة الحريري باستقالة رئيس الجمهورية الى جانب تهجمه على امين عام حزب الله. وهنا سؤال يطرح نفسه: لماذا لم يطالب الحريري باستقالة عون عندما كان يتفاوض معه؟ لماذا استفاق اليوم الحريري؟ فلماذا لا يطلب من ميقاتي الاعتذار بدلا من مطالبة رئيس الجمهورية بالاستقالة؟

 

والطرف الثاني هو نيران رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يريد اوسع حصة ممكنة له في الحكومة من اجل ان يمسك بقرارها.

 

من هنا، فهل يتمكن ميقاتي من تخطي هذه العقبات ويؤلف حكومة؟ في الوقت ذاته، الايجابيات لا تزال تتغلب على السلبيات في عملية التأليف، خاصة ان حزب الله يؤيد تشكيل حكومة في اقرب وقت الى جانب الاندفاعة الدولية التي ترحب بانهاء الفراغ الحكومي في لبنان.

 

في الوقت ذاته, شددت هذه الاوساط على انه لا يجب الافراط في التفاؤل كما لا يجب رفع منسوب التشاؤم حول تشكيل الحكومة لان الامور تعالج عقدة بعقدة، انما الاساس الصورة الكبرى على مستوى التأليف واللافتة بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي والمختلفة تماما عن الصورة التي كانت قائمة بين عون والحريري. ذلك انه بعد كل لقاء كان يحصل بين رئيس الجمهورية وسعد الحريري تبدأ المناوشات بين قصر بعبدا وبيت الوسط لان العهد لم يكن مرحبا بترؤس الحريري الحكومة المرتقبة. اما اليوم فالوضع مختلف شكلا ومضمونا، بيد ان بيان قصر بعبدا امس اظهر حرصا على التنويه بجهود الرئيس المكلف فرد الاخير ببيان مماثل. وكشفت هذه الاوساط انه من الواضح ان الرئيسين اتفقا على نسبة معينة من التركيبة الحكومية، واي تغيير في اي حقيبة وزارية يولد اعادة النظر في كل التركيبة. ولكن لا يمكن القول حتى اللحظة ان النقاش متوقف وان الرئيس المكلف ذاهب الى الاعتذار، كما لا يمكن القول ان الحكومة ستبصر النور اليوم او غدا.

مصادر مقربة من قصر بعبدا: المفاوضات الحكومية مستمرة

 

تزامنا، قال مصدر مقرب من قصر بعبدا ان الاجتماع الاخير الذي حصل بين الرئيسين عون وميقاتي كان مثمرا وايجابيا لافتا الى انهم توافقوا على الاستمرار في النقاش لتذليل النقاط التي لا تزال تشكل عقبةن كما ان اللقاءات والاتصالات ستكمل للتوصل الى حكومة.

 

اما عن قول البعض ان الرئيس عون متمسك بالثلث الضامن، فقالت هذه المصادر ان عون كرر اكثر من الف مرة انه لا يريد ذلك انما البعض يتعامل في هذا الطرح على اساس « عنزة ولو طارت» من باب النكد السياسي.

 

وكشفت ان هناك حملة متعددة الاوجه ومبرمجة وموزعة الادوار وقد تكون تديرها اطراف محلية وغير محلية تستهدف الرئيس ميشال عون لتحميله مسؤولية كل ما يحصل في البلد مؤكدة ان هذه الحملة ليست مصادفة، وتوقيت رفع الدعم دون تنسيق مع الدولة ليس مصادفة وغير بريء واهتزاز الامن في عكار ليس مصادفة. وتابعت ان نسبة الكذب والشائعات بلغت حدا غير معقول، وهذا كله يصب في تشويه صورة فخامة الرئيس.

 

وعن الاصوات التي طالبت عون بالاستقالة، اكدت المصادر المقربة من قصر بعبدا ان عون باق حتى اخر يوم من عهده ويبذل كل جهده لانقاذ البلد من هذه الازمة المستعصية.

التيار الوطني الحر للديار: نادي الرؤساء الاربعة يؤخر ولادة الحكومة

 

من جهتها، تؤكد اوساط في «التيار الوطني الحر « لـ»الديار» ان من يؤخر تشكيل الحكومة هو تدخل «نادي الاربعة» في التأليف والضغط على ميقاتي لتبني مطالب الرئيس سعد الحريري التعجيزية، والتي ادت الى اعتذاره بعد عرقلة تأليف الحكومة لأن الحريري يعتبر ان نجاح ميقاتي في تأليف حكومة فشل هو في تأليفها خسارة سياسية له قبل الانتخابات النيابية.

 

وفي الملف الحكومي ايضاً تكشف اوساط متابعة لـ»الديار» ان الخلاف موجود داخل البيت العوني نفسه، حيث يصر النائب جبران باسيل على حصة الاسد في تسمية الوزراء والذين يريد ان يكونوا محسوبين عليه. ويؤكد باسيل لمقربين منه انه لن «يسلم رأسه» لميقاتي وانه لا يثق به وخصوصاً اذا لم تجر الانتخابات النيابية والرئاسية في موعدها، فهل من يأمن جانب ميقاتي ليسلمه البلد؟

الجيش قادر على ضبط الامن

 

على صعيد اخر، بمعزل عن صحة الاخبار التي تقول ان المؤسسة العسكرية لن تتدخل في حال حصول فوضى اجتماعية، اكدت اوساط مطلعة رفيعة المستوى ان الجيش اللبناني قادر على ضبط الامن والحفاظ على الاستقرار ولديه قدرة على الصمود في ظل هذه الاوضاع الصعبة وقد تلقى دعما دوليا لكي يتمكن من الاستمرار في تأدية واجبه وعمله.

الحزب التقدي الاشتراكي: لا مبرر للتاخير في اصدار البطاقة التمويلية

 

من جهته، قال مفوض الشؤون الاعلامية في الحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفي للديار انه بالدرجة الاولى يحق دستوريا لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون توجيه رسالة للمجلس النيابي وان يكون الاخير لديه هامش في النقاش. انما للاسف لهذه اللحظة التباينات لا تزال موجودة وتذهب الى مزيد من التعقيد في ظل تردي الاوضاع المعيشية بشكل كبير. وهنا دعا حديفي الى ان يقلع الجميع عن لغة التحدي والتشنج وعدم التلطي خلف عناوين حياتية للتقنيص على البعض. وطالب ان يتكاتف السياسيون حول العناوين الحياتية من اجل حلها ووقف الانهيار . وهنا اشار الى ان الحزب التقدمي الاشتراكي مع رفع الدعم «امس قبل اليوم» لان الدعم موجود نظريا ولكن الناس تنتظر امام المحطات والصيدليات والمستشفيات في حين تبين ان هذا الدعم يفيد المهربين فقط. واضاف ان رفع الدعم يجب ان يترافق مع اصدار البطاقة التمويلية مع تبني شروط البنك الدولي لهذه البطاقة حيث ان لا مبرر للتاخير ومطلوب اقرارها باسرع وقت.

 

وعن المفاوضات التي تجري لتشكيل الحكومة، رأى ان لا مبرر للمماطلة في تاليف الحكومة، خاصة ان تكليف ميقاتي هو التكليف الثالث في ظل حكومة تصريف الاعمال لا تقوم بواجبها تاركة البلاد تنهار اكثر فاكثر. وشدد على ان المطلوب اليوم حكومة تطبق البرنامج الاصلاحي وفقا للمبادرة الفرنسية.

 

وعن مطالبة بعض القوى السياسية باستقالة الرئيس ميشال عون، لفت حديفي الى انه منذ اكثر من سنة كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط واضحا حينها بانه في حال سارت القوى الاساسية المسيحية بمطلب استقالة رئيس الجمهورية فهو يمشي خلفها، حرصا منه على عدم اثارة اي توتر درزي مسيحي، لكن احدا لم يلاقه يومذاك . اما اليوم فالاولويات اختلفت تماما ، والهم الاول راهنا هو معالجة معاناة المواطنين، وذلك يتطلب وجود حكومة قبل اي شيء آخر.

الجلسة النيابية: توتر ومناكفات بين القوى السياسية

 

الى ذلك، بعد جلسة المجلس النيابي التي انعقدت امس نتيجة توجيه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة للبرلمان للبحث في الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، شدد النواب على ضرورة تشكيل حكومة ورفع الدعم عن المحروقات بعد الخلاف الذي ساد بين مصرف لبنان وحكومة تصريف الاعمال التي تمكست بتسعيرة 3900 الا انها قوبلت برفض قاطع من المصرف المركزي فضلا عن القرار بالاستفادة من المبلغ الذي يقدمه صندوق النقد الدولي في نهاية هذا الشهر والذي قيمته 860 مليون دولار ليستخدم للبطاقة التمويلية فيسعف العائلات الاكثر حاجة. ويذكر ان المجلس دعا الى دفع المساعدات عبر البطاقة بالدولار الاميركي نقدا حفاظا على القدرة الشرائية خاصة ان سعر الدولار غير ثابت في السوق.

 

وخلال الجلسة، كشف نائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان ان التأخير الحاصل في اصدار البطاقة التمويلية سببه خلاف بين بعض القوى السياسية على الحصول على وزارة الشؤون الاجتماعية حيث يريدونها لاستخدام البطاقة التمويلية لاغراض انتخابية. وقال عدوان ان القوات ستقدم الى المجلس وثيقة اتهام للحكومة والوزراء الذين لم يمارسوا كامل الصلاحيات ولم يتحملوا المسؤولية خلال تصريف الاعمال مضيفا انه يجب الذهاب الى بطاقة تمويلية اليوم وليس بعد ايام او اسابيع او شهر والحل هو برفع وتحرير استيراد الادوية والفاتورة النفطية ودعم من هم بحاجة. واضاف: « مين بقول انه الحكومة المستقيلة رح تعمل البطاقة التمويلية وايمتى رح تعملها، في وقت حكومة مش قادرين تشكلوا».

 

من جهته، رد رئيس مجلس النواب نبيه بري على عدوان بالقول: «أحد الاسباب التي يمكن ان يسهل عمل الحكومة الآن هو ان تشتركوا فيها».

 

بدوره، قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل  إن «كل ما يجري هو نتيجة الكيدية السياسية وخصوصا في ما يتعلق بملف الكهرباء»، لافتا إلى أن «قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة برفع الدعم عن المحروقات أحادي ومشبوه واستكمال للحصار على لبنان، وقد جاء بطلب من احدى الكتل النيابية وهناك حرب اقتصادية ينفذها سلامة علينا.»» ورأى أنه «لا يمكن التعاطي مع قرار سلامة ولا حل إلا بإلغائه، وأن الهدف منه إسقاط الرئيس عون وضرب «الوطني الحر» وبعدها الانتقال إلى ضرب المقاومة».

 

وأضاف: «إذا لم يخرج مجلس النواب بقرار أو إجراء سيفقد دوره مما يجعلنا نعيد حساباتنا بالبقاء فيه، فاجتماع مجلس النواب دون اتخاذ قرار أو موقف أو اجراء في نهاية هذه الجلسة يعني أن المجلس تخلى عن دوره ويضعنا أمام قرار الاستقالة منه أو إذا صار لازما تقصير ولايته وإجراء انتخابات مبكرة».

 

وهنا رد بري على باسيل : «ما حدا يهدد المجلس النيابي… من يريد أن يستقيل فليستقل. لا اقبل أي تهديد للمجلس النيابي على الإطلاق».

 

وقاطع بري كلمة باسيل عن الدواء، داعيا إلى «إعلان حال طوارئ صحية يسمح من خلالها للمستشفيات استيراد احتياجاتها الطبية والدوائية وان يتم وضع حد لكارتيلات الدواء».

هجوم شرس ومتبادل بين باسيل وعدوان

 

بلغ التصادم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبناني امس اقصى درجاته الى حد اتهام النائب جبران باسيل النائب عدوان بالعمالة وبذلك اصبح التلاقي بين الطرفين امرا شبه مستحيل. في التفاصيل , قال النائب عدوان :» يتحدثون عن حصار فأي حصار والسفيرة الاميركية دوروثي شي اعلنت عن دعم اميركي لتسهيل وصول الطاقة الى لبنان فالحصار سببه سياساتنا وهجوم بعض منا على كل بلدان العالم والفساد . وتابع عدوان أن «هناك وزارة كل مرة يتسلمها مستشار ويصبح هو الوزير. بعد في يلي بتقدم قهوة ما عملوها وزيرة».

 

في المقابل, رّد رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل كاتباً: «نحن أمام نفس مشروع ما بعد 2005 وفيلتمان ينادينا لكن الأهم أن هناك من أجابه في الجلسة لأنه لم ير حصاراً ولا مؤامرة لأنه زلمة المؤامرة».

 

وأضاف باسيل: «هذا تاريخه وهكذا اعتاد وطبيعي عنده أن يتعرض لبنان لما يتعرض له وهو يستغرب ويتساءل»، مضيفاً: «هؤلاء لا يرون حصاراً لإخضاع لبنان لأنهم مشاركون فيه».

المواطن وحده يدفع ثمن التأخير بالبطاقة التمويلية

 

وتعليقا على التاخير في اصدار البطاقة التمويلية ، اعربت اوساط سياسية عن اسفها في هذا المجال مشيرة الى ان المواطن اللبناني وحده من يدفع ثمن الصراع على النفوذ السياسي حيث ينتظر في طوابير الذل يوما كاملا الى جانب حالة الفقر التي يعيشها والتي تمنعه من تأمين لقمة عيشه او معظم الحاجات الاساسية لعائلته. والحل ليس قريبا بعد ان صرح وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال ان البطاقة التمويلية ستصدر بعد شهرين . وعليه، امام اللبناني الانتظار شهرين من الذل والقهر والجوع والعوز ليحصل على البطاقة التمويلية فهل هذا امر عادل ام ما يحصل هو قمة الجشع وقلة انسانية عند القوى السياسية الحاكمة؟

القوات اللبنانية: لا خط احمر حول احد

 

في غضون ذلك، اوضحت مصادر القوات اللبنانية ان مطالبة القوات باستقالة رئيس الجمهورية جاءت من منطلق ان لا خطوط حمراء حول احد اضافة الى ان مدخل التغيير والانقاذ يكون من خلال اعادة انتاج سلطة جديدة عبر انتخابات نيابية مسبقة. وشددت على ان القوات اللبنانية لا تريد استقالة رئيس الجمهورية وحدها بل ان يترافق ذلك بانتخابات نيابية تسبق الاستقالة لان هذا الامر لن يؤدي الى النتيجة المرجوة وستعيد هذه الاكثرية انتاج رئيس جمهورية من الطينة ذاتها.

 

اضف الى ذلكن اعتبرت ان تردي الامور الى حالة سيئة جدا والانهيار المالي والاقتصادي وبالتالي الاوضاع تستأهل استقالته الى جانب استقالة الاكثرية القائمة. ولفتت الى ان أي مسؤول يحترم نفسه في اي دولة في العالم يستقيل عندما يتعذر عليه انقاذ بلده وتصل الاوضاع الى ما وصلت اليه في لبنان. وقالت المصادر : « نحاكي ضمير المسؤولين اذا كان هناك من ذرة ضمير لاننا نعلم انه لا يمكننا اقالتهم».

 

وفي سياق متصل، اعتبرت المصادر القواتية ان كلام عدوان يعكس حال اللبنانيين المذلولين الواقفين امام محطات الوقود وامام الافران والصيدليات وفي الطرقات والناس التي لا تعرف مصيرها في حين ان من يتحمل مسؤولية هذه الحالة هو الفريق الحاكم الذي لا يذهب باتجاه رفع الدعم لا بل يصر على ابقاء الدعم من اجل ان يستفيد المهربون والسارقون. و رأت المصادر ان قرار حاكم مصرف لبنان هو قرار سليم لانه لم يعد يملك المال للابقاء على الدعم لان هذا المال نهب من السلطة حيث ان عدوان كشف انه منذ 17 تشرين 2019 الى يومنا هذا تم صرف 18 مليار دولار ولا احد يعرف وجهة صرف هذه الاموال.

 

وحول مارون صقر الذي كشف الجيش تخزينه لمادة البنزين ، نفت القوات اللبنانية ان تكون لها اي علاقة به مشيرة الى ان شقيقه ابراهيم صقر اصدر بيانا ان مارون صقر له شركته الخاصة وهي منفصلة عن شركته وبالتالي يتحمل مارون صقر مسؤولية ما فعله.وما يحصل هو فبركة في المطابخ السوداء التي ترمي سمومها على القوات اللبنانية.

البطاقة التمويلية: المال الانتخابي

 

وقالت اوساط اقتصادية مطلعة للديار انه في الانتخابات النيابية المقبلة ستلجأ بعض القوى السياسية الى استخدام الوقود والبطاقة التمويلية لجذب الناخبين اليها نظرا لتردي الاوضاع الاجتماعية والمعيشية. واعتبرت ان هذه المرة لن يكون المال السياسي هو العامل للفوز في الانتخابات بل توفير الحاجات الاساسية للمواطن هو العامل لشراء اصوات الناس بما ان نسبة الفقر ارتفعت بشكل كبير في المجتمع اللبناني محذرة الشعب من استغلال ضعفه وفقره للحصول على صوته في الانتخابات.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram