خاص "iconnews"
بقلم رشيد حاطوم
لم يكن المشهد يقل عن أفلام هوليوود في فخامتها.أطباق فرنسية فاخرة قدمت على موائد الملوك، ونبيذ نادر تدفق كأنه ماء، وضيوف من نخبة عمالقة التكنولوجيا والإعلام في العالم، جميعهم اجتمعوا في قاعة القلعة التاريخية. كانت الصورة مثالية للعلاقات الدبلوماسية المتينة والاحتفاء بالتحالف بين البلدين.
لكن وراء هذه الأضواء الساطعة،تكمن حقيقة مريرة. التكلفة الهائلة التي تجاوزت الملايين لم تأتِ من جيوب الضيوف أو من ميزانية خاصة، بل تم تغطيتها بالكامل من أموال الشعب البريطاني. بينما يكافح الكثيرون لمواجهة أزمات المعيشة وارتفاع الأسعار، يتم صرف ملايين الجنيهات على حفلات العشاء الفاخرة للزعماء الأجانب.
الأمر الأكثر إيلاماً هو المفارقة الصارخة بين هذه البذخ الفاحش والمعاناة الإنسانية في مناطق أخرى من العالم. فبينما تُنفق الملايين على عشاء واحد، نرى أطفال غزة يموتون جوعاً تحت الحصار والحرب، بتغطية ودعم أمريكي بريطاني دون ان يرف لهما جفن. أين الضمير العالمي عندما تُسحق الطفولة تحت أنقاض البيوت وتفترس المجاعة براءتهم؟
هذا الرقم الضخم يثير غضبًا واسعًا واستياءً كبيرًا بين المواطنين والناشطين، الذين يتساءلون عن أولويات حكومتهم. في وقت تشهد فيه البلاد أزمات في القطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية، يبدو إنفاق مثل هذا المبلغ على الفخامة والسياسة ضربًا من الترف غير المبرر.
تبقى هذه الحادثة مثالًا صارخًا على الفجوة بين قمة الهرم السياسي والقاعدة الشعبية.بينما يناقش القادة قضايا العالم على موائد الذهب، يتحمل المواطن البسيط فاتورة هذه المناسبات من دمه وعرقه. السؤال الذي يطرح نفسه: هل كانت هذه المأدبة الملكية تستحق كل هذا الإنفاق؟ أم أن ثمن الدبلوماسية أصبح باهظًا جدًا على جيوب الناس؟
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :