افتتاحية صحيفة الأخبار:
إسرائيل تستذكر بدء الحرب بغارات تصيب خطّة الجيش
في الذكرى الأولى لبدء العدوان الكبير على لبنان في أيلول من العام الماضي، نفّذ العدو الإسرائيلي أمس، سلسلة غارات أراد عبرها القول، بأنه لا يزال في سياق المعركة نفسها ضدّ لبنان، وأنه غير مهتمّ بكل النقاش السياسي الجاري بين اللبنانيين أو مع الوسيط الأميركي حول مستقبل الوضع في الجنوب. وشنّت مقاتلات العدو ستّ غارات، معتمداً أسلوب التحذير المسبق عبر الناطق باسم جيشه.
واستهدفت الغارات منازل في ميس الجبل وبرج قلاويه وكفرتبنيت ودبين والشهابية، ما أدّى إلى تدميرها بصورة كلّية، بعد أن قام سكانها بإخلائها.
بيان العدو زعم أنّ المنازل المستهدفة هي مستودعات أسلحة لـ«قوة الرضوان»، مستذكراً استهداف قادتها قبل عام تماماً. وجاء العدوان في سياق الحرب النفسية الإسرائيلية على بيئة المقاومة، التي تستعيد محطّات أيلول الماضي القاسية.
ولم يوفّر العدو في اعتداءاته الجيش اللبناني أيضاً، إذ ألقت محلّقة إسرائيلية قنبلتين صوتيّتين على سطح مكتب استخبارات الجيش الواقع ضمن ميناء الناقورة، وعلى حرم الميناء.
وأدرجت مصادر مطّلعة غارات أمس، «في سياق الضغط على الجيش اللبناني لتنفيذ خطّة سحب السلاح بالقوة». علماً أنّ ردّ الجيش على الغارات، قال بوضوح إنّ ما تقوم به إسرائيل يعرقل عمله لأجل إنجاز مهمّة حصر السلاح في منطقة جنوب نهر الليطاني.
في المجالس المغلقة، يشكّك ممثّلون عن الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وبريطانيا، بأنّ الجيش «غير قادر على نزع السلاح بالطريقة التي يعمل فيها لتدوير الزوايا بين الشعب والمقاومة وتنفيذ القرارات الدولية». ويدرج هؤلاء التصعيد الإسرائيلي، في سياق «التأكيد على أنّ جنوبي الليطاني لا يزال مليئاً بالسلاح».
ويستند هؤلاء إلى دعم من رئيس الحكومة نواف سلام، الذي «أوصى بدعم عمل لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وأطلق أيدي الجيش لمصادرة السلاح».
في المقابل، تتمسّك قيادة الجيش بمعادلتها المرتبطة بوقف الاعتداءات وانسحاب قوات الاحتلال أولاً. وفي بيانها بعد غارات أمس، جدّدت إصرارها على أنّ «الاعتداءات والخروقات تعيق انتشار الجيش في الجنوب، واستمرارها سيعرقل تنفيذ خطّته، بدءاً من منطقة جنوب الليطاني». ولفتت إلى أنّ إحدى وحداتها عثرت أمس، على «جهاز تجسّس مموّه، كان العدو الإسرائيلي قد وضعه في منطقة اللبونة».
وبما أنّ موافقة سلام، ليست كافية لنزع سلاح المقاومة، تأتي عودة مورغان أورتاغوس، إلى لبنان يوم الأحد المقبل. في زيارة تقتصر على المشاركة في اجتماع «الميكانيزم» ولقاء ضباط الجيش من دون لقاءات مع السياسيين. وتحمل أورتاغوس، في جعبتها «سلّة من الإملاءات الصارمة للجيش بوجوب تنفيذ خطّة سحب السلاح بالقوة، مستعينة بغطاء سلام».
الغارات على منزلين في ميس الجبل، نفّذت على أحياء سكنية مأهولة، ما أجبر سكانها على إخلائها مؤقّتاً. لكنّ مواطناً سوريّاً وقف على مسافة قريبة من أحد المنزلين، ليلتقط الصور لحظة استهدافه.، فأصابته شظيّة بجروح بليغة في يده.
وفي برج قلاويه، استهدفت الغارة منزلاً مجاوراً للجبّانة، ما أدّى إلى تضرّر عدد كبير من القبور. علماً أنّ احد العسكريين قال إنّ العدو تعمّد استخدام صواريخ كبيرة، من أجل إحداث أكبر ضرر في المنازل القريبة من نقاط الاستهداف، وإشاعة مناخات الذّعر. علماً أنه لم تسجَّل أي حركة نزوح من القرى المستهدفة، وعاد الناس إليها فور انتهاء الغارات.
**********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
فيتو أميركي يعطل قراراً أممياً لوقف حرب غزة… وعشرات الشهداء بالغارات
6 ضباط وجنود قتلى برصاص المقاومة في رفح و«اللنبي»… و3 عمليات يمنية
تصعيد إسرائيلي جنوباً… وبرّي: هذا عدوان كامل… ومناسبة لوحدة اللبنانيين
مورغان أورتاغوس في مجلس الأمن الدولي تضرب مجدداً لصالح كيان الاحتلال، فتستخدم باسم رئيسها دونالد ترامب حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لوقف الحرب على غزة، حاز على تأييد 14 عضواً في المجلس، وتقول إن السبب أنه لا ينص على تأييد “حق إسرائيل بالدفاع عن النفس”، رغم أن المشروع تضمن الدعوة للإفراج الفوري عن الأسرى (الرهائن) في غزة، بينما كانت طائرات “الدفاع عن النفس” تشنّ المزيد من الغارات على الآمنين العزل في غزة وتقتل العشرات من الأطفال والنساء، وبموجب هذا الحق الذي تسنّه قوانين أورتاغوس ورئيسها التي تأتينا بثوب وسيط مشرف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، كان جنوب لبنان يشهد غارات مماثلة للغارات التي استهدفت غزة، ومناشدة الوسيط الأميركي للتحرك لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار تصطدم بقانون أورتاغوس و”حق الدفاع عن النفس”.
رغم الفيتو الأميركي الذي عطل القرار، ورغم الغارات الإجرامية التي دمرت البيوت وقتلت النساء والأطفال، لم يتحقق الأمن لجيش الاحتلال، حيث قتل ضابط وجندي على جسر اللنبي من الجهة التي يسيطر عليها جيش الاحتلال من الحدود مع الأردن، عندما أطلق استشهادي أردني النار على جنود الاحتلال قبل أن يستشهد، فيما كان جيش الاحتلال يعلن مقتل أربعة ضباط وجرح ثلاثة من عناصره بينهم ضابط في عملية تفجير عبوة ناسفة بقوات الاحتلال في مدينة رفح التي يتحدث جيش الاحتلال عن فرض السيطرة عليها.
في لبنان توسّع نطاق التصعيد الإسرائيلي ليشمل غارات متعددة استهدفت عدة قرى وبلدات لبنانية، ما دفع برئيس مجلس النواب نبيه بري كي يقول إن الاعتداءات الإسرائيلية أمس، على القرى الآمنة في جنوب لبنان في الشهابية وبرج قلاويه وأطراف النبطية الفوقا وكفرتبنيت وميس الجبل ومساء أول أمس في مدينة بعلبك، متزامنة مع الاستهداف اليوميّ للمنازل في القرى الحدوديّة في عيتا الشعب وكفركلا وعيترون ويارون تتجاوز في طبيعتها من كونها خروقات لإتفاق وقف إطلاق النار والتي بلغت وفقاً لبيان قيادة الجيش أكثر من 4500 خرق، فهي عدوان على لبنان وعلى سيادته وعلى جيشه وعلى قوات اليونيفيل والمهام المنوطة بهما في محاولة لعرقلة عملهما في منطقة جنوب الليطاني إنفاذاً للقرار الأممي 1701 الذي التزم به لبنان بشكل تام، وهو يستكمل ما هو مطلوب منه في هذا الإطار. وأضاف بري: “مجدداً نضع هذا العدوان برسم المجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار لا سيما الولايات المتحدة الأميركية المسارعة باتخاذ الإجراءات الفورية وإرغام “إسرائيل” ومستوياتها السياسية والعسكرية لوقف اعتداءاتها فوراً”. مضيفاً “هذا العدوان قبل أي شيء هو مناسبة للبنانيين كل اللبنانيين بكافة مستوياتهم للعمل من أجل ترسيخ وحدة الموقف في مواجهة العدوانية الإسرائيلية التي تستهدف لبنان كل لبنان”.
وعلى مسافة أيام من ذكرى اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله والأمين العام السيد الشهيد هاشم صفي الدين وكوكبة من الشهداء، وعشية الزيارة المرتقبة للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان، صعّد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان متجاوزاً كل الخطوط الحمر من خلال استهداف الأماكن والأحياء السكنية في عددٍ من القرى الجنوبية وإرهاب المواطنين. فيما يطل الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عصر اليوم بذكرى اغتيال القيادي الجهادي الكبير إبراهيم عقيل وكوكبة من الشهداء الذين ارتقوا في غارة إسرائيلية على منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية العام الماضي.
ورأت مصادر في فريق المقاومة أن «توسيع الاحتلال عدوانه إلى المناطق السكنية مع توجيه الإنذارات بعدما كان يشنّ الغارات على المناطق المفتوحة وفي الأودية والجبال والتلال ومن دون إنذارات، يُخفي أهدافاً خبيثة أولها توجيه رسالة إلى بيئة المقاومة والجنوبيين تحديداً في الذكرى الأولى للحرب على لبنان وعملية تفجير أجهزة «البيجر» و»اللاسلكي» واغتيال السيد نصرالله، بأنّ المعادلة العسكرية تغيّرت لصالح «إسرائيل» وأنّ المقاومة ضعفت وتراجعت مع تغير معادلة الردع، ولم يعُد حزب الله قادراً على حماية المدنيين في الجنوب ولمخاطبة سكان شمال فلسطين المحتلة بأنّ الجيش الإسرائيلي غيّر المعادلة وأصبح يتحكم بزمام الأمور ويعمل على فرض الأمن في الشمال بالقوة لتشجيع المستوطنين المهجرين من الحرب للعودة». ولفتت المصادر لـ»البناء» إلى أن الرسالة الثانية هي أنّ «إسرائيل» «لن تسمح للجنوبيين بالهدوء والراحة عبر بث القلق والخوف والترهيب واليأس في نفوسهم ولتهجيرهم إلى خارج منطقة جنوب الليطاني التي تريدها منطقة عازلة خالية من السكان تدريجياً»، غير أنّ المصادر أكدت بأن «هذا التمادي والإرهاب الإسرائيلي لن يمنح الاحتلال أيّ قيمة عسكرية ولن يؤدي إلى إضعاف حزب الله والمقاومة ولا سلاحها وصواريخها ومعنوياتها بل سيزيد من قوتها وبأسها وقدرتها على الصمود والمواجهة»، مضيفة أن «العدو يتوهّم أنه يتحكم بالميدان وبالمعادلات ويستطيع فرض سياساته وإملاءاته وشروطه الأمنية والسياسية لكنه واهم، فصحيح أنّ المقاومة اليوم لم تقم بأي ردة فعل وتتريّث لأسباب عدة وتترك لخيار الدولة والدبلوماسية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار ردع الإسرائيلي ودفعه للانسحاب، لكن المقاومة لن تهدأ ولن تتراجع وستبقى يدها على الزناد بانتظار تعليمات قيادتها وقد تأتي لحظة المواجهة في أوانها وليس على توقيت العدو». واللافت وفق المصادر أنّ «القرى المستهدفة أمس تقع في جنوب الليطاني باستثناء بلدة كفرتبنيت التي تقع شماله، ما يعني أنّ «إسرائيل» تريد توسيع المنطقة العازلة لتشمل كامل منطقة جنوب الليطاني وهي نفسها منطقة عمليات الجيش اللبناني وفق المرحلة الأولى من الخطة، ما يعني أنّ «إسرائيل» لا تريد حتى الجيش اللبناني والقوات الدولية، ما يخفي مشروعاً خطيراً تعمل «إسرائيل» على تطبيقه في الجنوب على مراحل ومع الوقت».
ورأت قيادة الجيش في بيان أنّ «هذه الاعتداءات والخروقات تعيق انتشار الجيش في الجنوب، واستمرارها سيعرقل تنفيذ خطته ابتداءً من منطقة جنوب الليطاني».
ولفت الجيش إلى أن «خروقاته التي فاق عددها 4500 خرق منذ دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيّز التنفيذ، عقب عدوانه الأخير على لبنان في العام 2024». كاشفاً أنّ وحداته المختصّة «عثرت على جهاز تجسّس مموّه كان العدو الإسرائيلي قد وضعه في منطقة اللبونة – صور، وعملت على تفكيكه، فيما تُتابع قيادة الجيش هذه الخروقات بالتنسيق مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل».
وربطت أوساط سياسية بين هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي وبين زيارة أورتاغوس الى لبنان خلال اليومين المقبلين، وذلك لمنح أورتاغوس أوراق ضغط على الحكومة اللبنانية وعلى الجيش اللبناني تحديداً الذي يستكمل تطبيق خطة حصرية السلاح بيد الدولة وفق تكليف مجلس الوزراء. وتضيف الأوساط لـ»البناء» أن «إسرائيل» تحاول تزخيم ضرباتها على الجنوب بتعميم النموذج السوري، حيث تريد فرض الشروط السياسية والأمنية على النظام السوري بقوة النار والضربات المكثفة والاغتيالات والعبث بالنسيج الاجتماعي السوري، واستطاعت جرّ الحكومة السورية إلى محادثات مباشرة آخرها كان بين مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الخارجية السوري حول اتفاق ترتيبات أمنيّة بين سورية و»إسرائيل» يتوّج بلقاء بين نتنياهو والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في نيويورك برعاية الرئيس الأميركي على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، وبالتالي تريد «إسرائيل» عبر قوة النار والاحتلال والاغتيالات وإثارة الفتن الداخلية وحصار حزب الله سياسياً وحكومياً وشعبياً ومالياً واستهدافه عسكرياً وأمنياً والضغط على الدولة اللبنانية لجرّ لبنان الى اتفاق ترتيبات أمنية على غرار سورية يضمن حرية الحركة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية ومنطقة عازلة منزوعة السلاح في كل من لبنان وسورية.
ووفق مصادر إعلاميّة فإنّ «المبعوثة الأميركية تصل السبت إلى لبنان وتجتمع الأحد باللجنة الخماسية في الناقورة لتغادر بعدها فوراً إلى نيويورك من دون أن تلتقي أحداً من السياسيين وهدفها هو الاطلاع على خطة الجيش وما نُفّذ منها». ووفق معلومات «البناء» فإن الأميركيّين سيضغطون على قيادة الجيش للدفع بتسريع تنفيذ خطة الجيش شمال جنوب الليطاني قبل أواخر العام، كما علمت بأن أورتاغوس ستبحث مع الجيش أيضاً كيفية تعزيز إمكاناته البشرية والمادية واللوجستية لتمكينه من تطبيق خطته، كما ستبحث كيفية تفعيل التنسيق على الأرض بين الجيش و»الميكانيزم» بعد وصول رئيسها الجديد إلى لبنان.
وأشارت السفيرة الأميركية خلال احتفال بالعيد الوطني الاميركي الى أن «العمل الذي قام به الجيش اللبناني منذ اتفاق وقف إطلاق النار جبّار، لكنه غير كافٍ ومطلوب منه أكثر من ذلك». وأضافت «نحيّي قرارات الحكومة اللبنانية في آب وأيلول والتي تصبّ في خانة سحب السلاح غير الشرعي لكن المطلوب خطوات أكبر»٬ معتبرة أن «ما أنجز في الأشهر الـ7 الأخيرة في لبنان يتخطّى كل ما تحقق في السنوات الـ6 الماضية».
وبعدما أشاد برئيسي الجمهورية والحكومة وبمجلس الوزراء عقب قراري 5 و7 آب ووصفهما بالقرارين التاريخيين، عاد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى هجومه على الدولة وعلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة من دون أن يسمّيهما، متهماً إياهما بالتلكّؤ في مسألة سلاح حزب الله، إذ قال جعجع: «كيف لدول العالم قاطبة أن تتعامل مع الدولة اللبنانية بجدية، فيما ترى وتلمس بوضوح أنّه بعد تسعة أشهر على انطلاق العهد الجديد، وثمانية أشهر على انطلاق الحكومة، ما زالت السلطة في لبنان متردّدة ومتلكئة؟»، لافتاً الى أن «التصريحات الواضحة والصريحة لمختلف مسؤولي حزب الله، والتي وبكل وقاحة تضع قرارات الحكومة اللبنانية في سلة المهملات، إلى إعلان الحزب جهاراً أنه يعيد بناء قوته العسكرية بالرغم من قرارات الحكومة».
ووفق معلومات «البناء» فإنّ جعجع لم يكن راضياً على قرارات الحكومة في 5 أيلول الماضي واعتبرهاً تجويفاً لقرارات آب الماضي، وأبلغ رئيسي الجمهورية والحكومة بذلك، فيما حاول وزراء القوات الاعتراض على القرارات في جلسة 5 أيلول لكن رئيس الجمهورية تدخل للحؤول دون ذلك. ووفق المعلومات فإنّ رئيس حزب القوات لم يعد يملك موْنة كاملة على وزراء القوات الثلاثة الذين يصوّتون بأغلب الأحيان إلى جانب رئيس الجمهورية وأحياناً مع رئيس الحكومة في بعض الملفات.
وكان العدو الإسرائيلي شنّ أمس، عدواناً جوياً واسعاً على لبنان، حيث استهدفت غارات لطائرات حربية أماكن سكنية بامتياز ويقع بالقرب من بعضها مدارس ابتدائية وثانوية، في بلدات ميس الجبل وكفرتبنيت ودبين والشهابية وبرج قلاويه في الجنوب.
وجاءت هذه الغارات بعد أنْ هدّد جيش الاحتلال بقصف أماكن مدنية في البلدات المذكورة، في استمرارٍ للخروقات الصهيونية لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان. وأدّى هذا التهديد إلى نزوح العديد من العائلات من منازلها، وسط محاولات واضحة من الاحتلال لإرهاب السكان وخلق حال من الفوضى في المنطقة.
وادّعى جيش الاحتلال أنّ الأماكن المستهدفة هي «منشآت عسكرية»، إلّا أنّ المشاهد تؤكّد أنّها أماكن مدنية بالكامل. كما أنّ الأماكن التي استهدفتها الغارات تقع بالقرب من مدارس وهي خالية من أيّ مظهر عسكري بتاتاً.
وبرغم أنّ العدو «الإسرائيلي» لم يتوقّف عن الاعتداءات والغارات اليومية، في انتهاكٍ مستمر للسيادة اللبنانية، لكنّه تعمّد أنْ تكون غاراته أكثر صخباً عبر عودته إلى أسلوب الإنذارات المكرَّر لإضفاء مزيد من الإرهاب وإرعاب الجنوبيين، لا سيّما العائدين الصامدين منهم في بلدات الحافّة الأمامية.
ولم يكتفِ العدو باستهداف المنازل، بل تعدى ذلك إلى استهداف القبور، حيث تضرّرت جبانة برج قلاويه جراء الغارة الصهيونية التي استهدفت منزلاً بجوارها.
في المواقف الرسمية، دان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون العدوان، ولفت في بيان، إلى أن «»إسرائيل» لا تحترم عمل الآلية ولا أيّاً من الدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية وغاراتها الجوية انتهاك فاضح لقرار مجلس الأمن 1701». واعتبر أنّ «صمت الدول الراعية تقاعس خطير يشجع على هذه الاعتداءات، ويجب أن تخدم الآلية جميع الأطراف، لا أن تكون وسيلة لتغطية اعتداءات «إسرائيل». لقد آن الأوان لوضع حد فوري لهذه الانتهاكات السافرة لسيادة لبنان».
بدوره، أكد دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «الاعتداءات الإسرائيلية تتجاوز في طبيعتها من كونها خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار والتي بلغت وفقاً لبيان قيادة الجيش أكثر من 4500 خرق هي عدوان على لبنان وعلى سيادته وعلى جيشه وعلى قوات اليونيفيل والمهام المنوطة بهما في محاولة لعرقلة عملهما في منطقة جنوب الليطاني إنفاذاً للقرار الأممي 1701 الذي التزم به لبنان بشكل تام، وهو يستكمل ما هو مطلوب منه في هذا الإطار».
وأضاف بري: «مجدداً نضع هذا العدوان برسم المجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار لا سيما الولايات المتحدة الأميركية للمسارعة باتخاذ الإجراءات الفورية وإرغام «إسرائيل» ومستوياتها السياسية والعسكرية لوقف اعتداءاتها فوراً». وشدّد رئيس المجلس على أن «هذا العدوان قبل أي شيء هو مناسبة للبنانيين كل اللبنانيين بكافة مستوياتهم للعمل من أجل ترسيخ وحدة الموقف في مواجهة العدوانية الإسرائيلية التي تستهدف لبنان كل لبنان». فيما اكتفى رئيس الحكومة، نواف سلام، بإصدار بيان مناشدة الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار التي تختزلها واشنطن حصراً، ولم يلوّح بأيّ خطوة عملية. وكرر كلامه بأنّ «الحكومة اللبنانية، المتمسّكة بمسار وقف الأعمال العدائية، تؤكّد انخراطها الكامل في اجتماعات «الميكانيزم»، متسائلاً عن «التزام «إسرائيل» بهذه الآليات».
من جهته، أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، أنّ «العدوان «الإسرائيلي» المتجدّد على قرى الجنوب لن يدفع شعبنا إلى الخضوع والتخلّي عن أرضه»، بل سيزيده «تمسُّكاً بقناعاته وخياراته ونهج المقاومة».
واعتبر فضل الله، في بيان أنّ «لبنان دولةً وشعباً لم يعودا بحاجة إلى دليل إضافي على أنّه لا توجد أيّ ضمانات دولية أو دبلوماسية لكبح الإرهاب «الإسرائيلي» الذي يروّع الأهالي ويقتل الناس ويدمّر الممتلكات». وإذ شدّد على أنّ «التعويل على المناشدات الرسمية لرُعاة اتفاق وقف النار هو صرخة في وادٍ سحيق لن يسمعها أحد»، طالب الدولة بـ»حسم خيارها الوطني وإعادة النظر في رهانات بعض مَن فيها، والتي لم يحصد منها لبنان سوى مزيد من الإملاءات الخارجية». ونبّه إلى أنّ «التنازل الرسمي عن عناصر القوة لم ينتج عنه سوى تمادٍ «إسرائيلي» في العدوان».
كما دعا النائب فضل الله الدولة وأداتها التنفيذية؛ أيْ الحكومة، إلى «اتخاذ موقف وطني عملي ينسجم مع تطلُّعات شعبها بوقف مسلسل امتهان الكرامة الوطنية واستباحة السيادة، وحزم قرارها لجهة التصدّي للعدوان بكل الوسائل الممكنة».
كما تساءل المفتي الجعفري الممتاز، الشيخ أحمد قبلان، في بيان: «أين سلطة الصرخة الوطنية وجوقة حصر السلاح من جحيم الإرهاب الصهيوني الذي يدوس صميم كرامة من يدعي تمثيل السيادة الوطنية؟»، متسائلاً كذلك عن «موقف أصحاب الزعامة والسلطة من مشاهد النزوح المفجعة للأهالي من البلدات الجنوبية، التي تشّكل مع بقية القرى الأمامية بُنيان الدفاع الوطني عن بيروت وباقي محافظات لبنان». وفي حين أشار إلى أنّ «الدولة تحصر دورها في الضرائب والعتمة والفوضى»، اتّهم طواقمها بـ»عدم القيام بالوظائف الدفاعيّة الأساسية التي تحمي شرف الوطن، بينما الجنوب والبقاع يتعرّضان لأسوأ عدوان صهيوني يدوس كرامة هذا الوطن وشرف دولته ومؤسّساته».
كما دعا المفتي قبلان أهالي الجنوب والبقاع إلى «عدم الاعتماد على الدولة»، مؤكّداً أن «ما يُسمّى الدولة لا تحميهم ولا تريد حمايتهم»، ومعبّراً عن «خشية كبيرة من الانحطاط السيادي الذي يكاد يتخلّى عن أدنى مقوّمات بقاء لبنان».
***********************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
تطورات جنوبية خطيرة قبيل ذكرى نصرالله… تداخل السلاح والانتخابات يحقن المناخ الداخلي
بدت العودة المفاجئة للجيش الاسرائيلي الى استباق غاراته على الجنوب اللبناني بتوجيه إنذارات وتحديد المناطق المستهدفة بعد طول انقطاع عن توجيه الإنذارات جنوباً، بمثابة رسالة تصعيدية جديدة قبيل الاستعدادات التي يجريها "حزب الله" لإحياء الذكرى السنوية الاولى لاغتيال اسرائيل امينيه العامين الراحلين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين. علما ان هذا التطور يأتي وسط اضطراب سياسي يسود مجمل المشهد الداخلي حيال استحقاقات وملفات حيوية بدأت ترسم ظلالا من الغموض والقلق المتجددين حول المرحلة الطالعة. وتترقب الاوساط الرسمية المعنية ما ستحمله الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس لدى عودتها الى بيروت الاحد المقبل وسط معلومات تفيد بأن مهمتها محصورة بالجانب الحدودي واجتماع لجنة الاشراف على تنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية بين لبنان واسرائيل "الميكانيزم" كما بمتابعة مراحل الخطة التي ينفذها الجيش اللبناني لاستكمال حصرية السلاح بيده في جنوب الليطاني .
واكتسب التصعيد الاسرائيلي دلالات خطيرة لجهة إعلان إسرائيل انها تستهدف مواقع لـ"حزب الله"، بما دفع رئيس الحكومة نواف سلام خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء التي استكمل فيها درس الموازنة، الى المسارعة للرد على التهديدات التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باستهداف بلدات ميس الجبل، كفرتبنيت، ودبّين، قائلا "يهمني ان أكرر إنّ الحكومة اللبنانية، المتمسكة بمسار وقف الأعمال العدائية، تؤكد أنّها منخرطة في اجتماعات الميكانيزم، لكن السؤال المشروع اليوم: أين هو التزام إسرائيل بهذه الآليات؟ وكيف يُعقل أن تستمر في ممارسة الترهيب والاعتداءات، فيما يُفترض بهذه الاجتماعات أن تضمن التطبيق الكامل للقرار 1701 ولوقف العمليات العدائية؟ عليه يدعو لبنان المجتمع الدولي، ولا سيّما الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فوراً، والعودة إلى الآلية واتفاق وقف العمليات العدائية والتزاماته".
وعلى اثر توجيه الانذارات، شن الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات متلاحقة طاولت ميس الجبل وطريق ميس الجبل محيبيب ودبين وكفرتبنيت وطير زبنا (الشهابية) وبرج قلاويه واشارت التقارير الى وقوع اصابات.
في المقابل وفي مؤشر الى اتجاه "حزب الله" نحو تحويل ذكرى اغتيال أمينيه العامين الى فرصة تفلت كبيرة من أي ضوابط سياسية وإطلاق العنان لتصعيد هجماته على الحكومة وخصومه السياسيين في الداخل، تناسى "الحزب" بيانه "المرن" قبل يوم حول اجتماع رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد مع مستشار رئيس الجمهورية العميد اندريه رحال، وانبرى عبر بيان للكتلة الى تصعيد حملاته ضد الحكومة. واعربت "الكتلة" في بيانها عن "استنكارها لاستمرار السلطة في انقيادها الطوعي خلف التعليمات والإملاءات الاميركية التي تستهدف انتزاع كل نقاط القوة لدى لبنان وتركه فريسة سهلة ولقمة سائغة أمام مخطّط أطماع واعتداءات المحتل الصهيوني".
وبدا التداخل واضحا في النزاع الداخلي المتصاعد بين ملفي السلاح والانتخابات النيابية مع معالم توزيع الادوار بين شريكي "الثنائي الشيعي". وعكس هذا التوزيع موقف للنائب علي حسن خليل رد فيه على رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قائلا "سمعناه يناشد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب للانكباب على متابعة مناقشة قانون الانتخابات" مشيراً إلى "ضرورة الانكباب الجدي على استكمال نقاش اقتراح القانون المطروح أمام اللجنة، والذي يرتكز على إنشاء مجلس للشيوخ ومجلس نواب خارج القيد الطائفي، تماشياً مع الدستور واتفاق الطائف" .
اضاف: واستطراداً بعد جلسة الحكومة بالأمس من الواضح انه أمامنا قانون نافذ وإذا لم نتوصل إلى اقرار قانون جديد، هذا القانون يجب ان يطبق كما هو".
وبدا لافتاً تصاعد النبرة في موقف لجعجع تضمن انتقاداً لترك الاعتداءات تتكرر على قوات اليونيفيل، معتبرا "أنّ تكرار الاعتداءات على قوات الأمم المتحدة يُظهر أنّ القوى الأمنية لا تتعامل بالجدية المطلوبة مع الوقائع على الأرض. وإلّا فبماذا يُفسَّر استمرار هذه الاعتداءات، لو كانت القوى الأمنية قد قامت بواجباتها وتحمّلت مسؤولياتها عبر توقيف كل من اعتدى على هذه القوات؟". ثم تساءل: "كيف لدول العالم قاطبة أن تتعامل مع الدولة اللبنانية بجدية، فيما ترى وتلمس بوضوح أنّه بعد تسعة أشهر على انطلاق العهد الجديد، وثمانية أشهر على انطلاق الحكومة، ما زالت السلطة في لبنان مترددة ومتلكئة؟ إن ما حصل في هذين الشهرين يطرح علامات استفهام كبرى حول مسار الدولة الجديدة: فمن التصريحات الواضحة والصريحة لمختلف مسؤولي حزب الله، والتي وبكل وقاحة تضع قرارات الحكومة اللبنانية في سلة المهملات، إلى إعلان الحزب جهارًا أنه يعيد بناء قوته العسكرية بالرغم من قرارات الحكومة، وصولًا إلى الاعتداء على الأملاك العامة وقوات حفظ السلام ذلك كله يستوجب من السلطة أن تتحمّل مسؤولياتها تجاه الأكثرية الساحقة من اللبنانيين".
*********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
تصعيد إسرائيلي قبل 48 ساعة على "الميكانيزم"
قبل إيام على موعد وصول الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس إلى لبنان لعقد لقاءات عسكرية لمناقشة جديد خطة حصرية السلاح بيد الدولة، صعّدت إسرائيل خرقها المتمادي لوقف إطلاق النار، بموجة عنيفة من القصف الجوي للبلدات والقرى في جنوب نهر الليطاني وشماله، متسببة بموجة نزوح جديدة، في غياب تام للجنة «الميكانيزم» التي يفترض انّه تّم تفعيلها خلال اجتماعها الأخير في حضور اورتاغوس وقائد المنطقة الوسطى الأميركية الاميرال براد كوبر.
قال مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية»، إنّ الاعتداء الإسرائيلي على الجنوب تجاوز اعتباره خروقات عادية، خصوصاً انّه أتى على أبواب اجتماع أعضاء الخماسية الأحد المقبل في حضور ارتاغوس. فهل تضع إسرائيل أمامهم واقعاً تقول لهم من خلاله بدل ان تطلبوا مني الالتزام بوقف إطلاق النار والانسحاب اطلبوا التخفيف من الضربات وعدم التوسع بموضوع الخرائط والتهديدات والإخلاءات والالتزام فقط بالخروقات السابقة؟ هذا سؤال كبير. وسأل المصدر: «إلى ماذا هدفت إسرائيل من خلال هذا التصعيد قبل 48 ساعة من اجتماع لجنة الإشراف على وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701؟». وأضاف: «من الواضح انّ التصعيد الجديد لا يمكن فصله عن ضربة قطر والعدوان على اليمن والرسائل إلى منطقة الشرق الأوسط». ودعا المصدر للالتفات إلى ما قاله الجيش اللبناني في بيانه، من انّ «هذا التصعيد الخطير يؤثر على عمله جنوب وشمال الليطاني».
ورأى المصدر «انّ إسرائيل أرادت من هذا العدوان الخطير أن تبعث رسالة إلى الهيئة الخماسية التي تعاود تفعيل عملها». كاشفاً عن قرار للجنة بعقد اجتماعين مرّتين في الشهر بدل مرّة واحدة وفي حضور الموفد الأميركي، إلى جانب الدور الأميركي من خلال الجنرال الذي يرأس اللجنة. مشيراً إلى «انّ اهتمام الولايات المتحدة حالياً بتفعيل عمل اللجنة ومتابعة الاجتماعات العسكرية، هل هو عضّ أصابع او تناغم. فعدم الجدّية بتحرّك الخماسية هو الذي يوصل العدو إلى مزيد من التفلت من الاتفاق ومن التسخين والتصعيد بشكل اخطر».
رسالة بالنار
وفي السياق، قالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية»، إنّ «الاعتداءات الواسعة التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على بعض بلدات الجنوب أمس، أعادت تأكيد المؤكّد، وهو انّ عدوانية تل أبيب هي المشكلة الأساسية التي تشكّل التحدّي الأكبر لسيادة لبنان ولقرار الدولة بسط سلطتها على كل أراضيها». وأشارت المصادر إلى «انّ محاولة تحوير هذه المشكلة في اتجاه الداخل لتصبح لبنانية ـ لبنانية ليست سوى تضييع للبوصلة»، مشدّدة على «انّ الأولوية يجب أن تكون لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإنهاء الاحتلال وإطلاق الأسرى، وبعد ذلك يستطيع اللبنانيون تدبير أمورهم والتفاهم على أفضل طريقة ممكنة لحماية بلدهم».
ولفتت المصادر إلى «أنّ الغارات الإسرائيلية امس، لم تستهدف فقط القرى التي قُصفت، وإنما أيضاً دور «الميكانيزم» التي كان مفترضاً أن يتمّ تفعيل عملها مجدداً برعاية أميركية»، معتبرة «انّ العدو الإسرائيلي أراد مرّة جديدة أن يوجّه رسالة بالنار مفادها انّه لا يحترم آلية اتفاق وقف الأعمال العدائية، وانّه مصمم على مواصلة التفلّت منها وامتلاك حرّية الحركة في لبنان». ولاحظت «انّ الغارات وقعت على بُعد أيام قليلة من زيارة مفترضة للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، ترمي إلى مواكبة خطة الجيش من كثب، ما يدفع إلى التساؤل حول حقيقة دور واشنطن التي لا تزال تتفادى الضغط على الكيان الإسرائيلي للجم عدوانيته، فيما تضع سلوك الدولة اللبنانية تحت المجهر من خلال زيارات شبه دورية للموفدين الأميركيين». وتوقفت المصادر عند بيان قيادة الجيش الذي حذّر من انّ «الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية تعوق انتشاره في الجنوب، واستمرارها سيعرقل تنفيذ خطته ابتداء من منطقة جنوب الليطاني»، ووجدت فيه «رسالة تنبيه واضحة من اليرزة إلى من يهمّه حصر السلاح».
المخاوف الحقيقية
وإلى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، إنّ «المخاوف الحقيقية هي المتعلقة باحتمال قيام إسرائيل بتوسيع الحرب على لبنان، سواء توازياً مع الاجتياح المقرّر لمدينة غزة أو بعد إتمامه. وهذا الاحتمال عبّر عنه الإسرائيليون أخيراً بوسائل مختلفة. وهو يذكّر بالتهديدات التي كانوا يطلقونها في بدايات «حرب الإسناد»، من توسيع الحرب على لبنان عندما ينتهون من الحرب في غزة.
وتوقفت المصادر باهتمام عند تعمّد إسرائيل رفع مستوى التوتر في الجنوب مساء أمس، إذ عمدت إلى شن هجمات بالمسيّرات على عدد من المواقع في قرى عدة، بعد اعتداءات جرت نهاراً. وهذا التسخين ترى المصادر الديبلوماسية أنّه ربما يكون بداية الانتقال من وضعية الاستنزاف السائدة في الجنوب إلى وضعية الحرب الواسعة مجدداً. وهذا الخوف يوليه أركان الحكم أهمية كبيرة، وقد بدأوا الاتصالات العربية والدولية لمحاولة تطويق مضاعفاته. وهذا ما ظهر في موقف رئيس الحكومة نواف سلام في مجلس الوزراء، كما سيكون الهدف الأول من اللقاءات التي سيعقدها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع القادة العرب والأجانب، خلال زيارته المقبلة لنيويورك لإلقاء كلمة لبنان امام الجمعية العمومية للامم المتحدة.
تنديد رئاسي بالغارات
وكان الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية عنيفة استهدفت بلدات دبين وميس الجبل وكفرتبنيت وبرج قلاويه والشهابية ومرفأ الناقورة، وخلّفت أضراراً جسيمة في الممتلكات.
وندّد الرئيس عون بالغارات الإسرائيلية وقال: «انّ إسرائيل لا تحترم عمل الآلية ولا أيًّا من الدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية، وغاراتها الجوية انتهاك فاضح لقرار مجلس الأمن 1701. إنّ صمت الدول الراعية تقاعس خطير يشجع على هذه الاعتداءات. ويجب أن تخدم الآلية جميع الأطراف، لا أن تكون وسيلة لتغطية اعتداءات إسرائيل. لقد آن الأوان لوضع حدّ فوري لهذه الانتهاكات السافرة لسيادة لبنان».
وبدوره رئيس مجلس النواب نبيه بري قال: «إنّ الاعتداءات الإسرائيلية مساء اليوم (أمس) على القرى الآمنة في جنوب لبنان في الشهابية وبرج قلاويه وأطراف النبطية الفوقا وكفرتبنيت وميس الجبل ومساء أمس في مدينة بعلبك، متزامنة مع الاستهداف اليومي للمنازل في القرى الحدودية في عيتا الشعب وكفركلا وعيترون ويارون، تتجاوز في طبيعتها من كونها خروقات لإتفاق وقف إطلاق النار، والتي بلغت وفقاً لبيان قيادة الجيش أكثر من 4500 خرق، هي عدوان على لبنان وعلى سيادته وعلى جيشه وعلى قوات «اليونيفيل» والمهام المنوطة بهما، في محاولة لعرقلة عملهما في منطقة جنوب الليطاني إنفاذاً للقرار الأممي 1701 الذي التزم به لبنان بشكل تام، وهو يستكمل ما هو مطلوب منه في هذا الإطار». وأضاف: «مجدداً نضع هذا العدوان برسم المجتمع الدولي والدول الراعية لإتفاق وقف إطلاق النار، لا سيما منها الولايات المتحدة الأميركية، للمسارعة بإتخاذ الإجراءات الفورية وإرغام إسرائيل ومستوياتها السياسية والعسكرية لوقف اعتداءاتها فوراً». ودعا «جميع اللبنانيين بكافة مستوياتهم» إلى «العمل من أجل ترسيخ وحدة الموقف في مواجهة العدوانية الإسرائيلية التي تستهدف لبنان كل لبنان».
وأعلن وزير الاعلام بول مرقص بعد جلسة مجلس الوزراء، انّ رئيس الحكومة «تبلّغ التهديدات الإسرائيلية، والتي ما لبثت أن تحولت اعتداءات على لبنان. وكرّر موقف الحكومة اللبنانية المتمسكة بمسار وقف الأعمال العدائية، واكّد انّ الحكومة منخرطة في اجتماعات «الميكانيزم»، ولكن السؤال المشروع اليوم هو: أين هو التزام إسرائيل بهذه الآليات؟ وكيف يُعقل أن تستمر في ممارسة الترهيب والاعتداءات، فيما يُفترض بهذه الاجتماعات أن تضمن التطبيق الكامل للقرار 1701 ولوقف العمليات العدائية».
قيادة الجيش
وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان: «يواصل العدو الإسرائيلي خروقاته التي فاق عددها 4500 خرق منذ دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ، عقب عدوانه الأخير على لبنان في العام 2024. في هذا الإطار، يستمر العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على المواطنين وآخرها استهداف عدد من القرى الجنوبية اليوم (أمس)، بالإضافة إلى المدنيين في عدة مناطق آهلة، ما يسفر عن وقوع شهداء وجرحى. يتزامن ذلك مع خروقاته المتمادية للسيادة اللبنانية برًّا وبحرًا وجوًّا، وارتكاباته المستمرة ضدّ سكان القرى الحدودية، بما في ذلك إطلاق القنابل الحارقة وتفجير المنازل». واعتبرت «إنّ هذه الاعتداءات والخروقات تعوق انتشار الجيش في الجنوب، واستمرارها سيعرقل تنفيذ خطته ابتداءً من منطقة جنوب الليطاني».
جونسون
في هذه الأثناء، شدّدت السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، على أهمية الدور الذي يؤديه الجيش اللبناني منذ اتفاق وقف إطلاق النار، واصفة أداءه بـ«الجبّار»، لكنها رأت في الوقت نفسه أنّه «غير كافٍ»، مشيرة إلى «الحاجة إلى خطوات إضافية لتعزيز الاستقرار في البلاد». واعتبرت «أنّ القرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في شهري آب وأيلول بشأن سحب السلاح غير الشرعي تُعدّ خطوة مهمّة في الاتجاه الصحيح، لكنها غير كافية بمفردها لتحقيق الأهداف المرجوة».
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
عودة أجواء الحرب والنزوح إلى جنوب لبنان
غارات بعد تحذيرات وحركة نزوح كثيفة
عاش أهالي جنوب لبنان مجدداً أجواء الحرب والنزوح على وقع تجدد الغارات الإسرائيلية العنيفة والموسعة، بعد إنذارات أطلقها الجيش الإسرائيلي إلى خمس بلدات، داعياً سكان عدد من المباني إلى إخلائها، وهو ما أدى إلى نزوح كبير، واستدعى مواقف مستنكرة من المسؤولين في لبنان، ودعوات للمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل.
سلام: لممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل
وبينما يأتي هذا التصعيد قبيل عودة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت للمشاركة في اجتماعات لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، الأحد، في الناقورة، جدّد رئيس الحكومة نواف سلام موقف لبنان «المتمسك بمسار وقف الأعمال العدائية»، مشيراً إلى أن «الحكومة اللبنانية تؤكد أنها منخرطة في اجتماعات الميكانيزم، لكن السؤال المشروع اليوم: أين هو التزام إسرائيل بهذه الآليات؟ وكيف يعقل أن تستمر في ممارسة الترهيب والاعتداءات، فيما يفترض بهذه الاجتماعات أن تضمن التطبيق الكامل للقرار 1701 ولوقف العمليات العدائية؟».
وأضاف: «وعليه، يدعو لبنان المجتمع الدولي، لا سيما الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فوراً، والعودة إلى الآلية واتفاق وقف العمليات العدائية والتزاماته، بما في ذلك الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، ووقف الاعتداءات، والإفراج عن الأسرى».
وأدان الرئيس اللبناني جوزيف عون الغارات الإسرائيلية، وطالب الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار بوضع حد فوري للانتهاكات السافرة لسيادة لبنان.
وقال عون في بيان: «إسرائيل لا تحترم عمل الآلية ولا أياً من الدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية، وغاراتها الجوية انتهاك فاضح لقرار مجلس الأمن 1701»؛ في إشارة إلى آلية مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف عون أن «صمت الدول الراعية تقاعس خطير يشجع على هذه الاعتداءات. ويجب أن تخدم الآلية جميع الأطراف، لا أن تكون وسيلة لتغطية اعتداءات إسرائيل».
الجيش اللبناني: 4500 خرق إسرائيلي
وبعد وقت قصير من التصعيد الإسرائيلي، أعلن الجيش اللبناني، في بيان، تسجيل 4500 خرق منذ اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مشدداً على أن هذه الخروق تعيق انتشاره في الجنوب.
وقال الجيش في بيانه: «يستمر العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على المواطنين وآخرها استهداف عدد من القرى الجنوبية اليوم، بالإضافة إلى المدنيين في عدة مناطق آهلة، ما يسفر عن وقوع شهداء وجرحى».
وأضاف الجيش: «يتزامن ذلك مع خروقاته المتمادية للسيادة اللبنانية برّاً وبحراً وجوّاً، وارتكاباته المستمرة ضد سكان القرى الحدودية، بما في ذلك إطلاق القنابل الحارقة وتفجير المنازل»، مشيراً إلى «أن هذه الاعتداءات والخروقات تعيق انتشار الجيش في الجنوب، واستمرارها سيعرقل تنفيذ خطته ابتداءً من منطقة جنوب الليطاني»، موضحاً أن «قيادة الجيش تتابع هذه الخروقات بالتنسيق مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – (اليونيفيل)».
إنذارات لبلدات و«بنى تحتية لـ(حزب الله)»
وفي تصعيد غير مسبوق منذ أشهر، أطلق الجيش الإسرائيلي عند الساعة الخامسة بعد ظهر الأربعاء، تحذيره إلى سكان بلدات ميس الجبل وكفرتبنيت ودبين، قبل أن ينفذ الطيران الإسرائيلي غاراته على البلدات المستهدفة بعد أقل من ساعة من التحذير. ليعود ويطلق تحذيرات جديدة لبلدتي الشهابية وبرج قلاوية في الجنوب.
وتوجه أدرعي عبر منصة «إكس» بـ«إنذار عاجل إلى سكان جنوب لبنان»، قائلاً: «سيهاجم جيش الدفاع على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لـ(حزب الله) في أنحاء جنوب لبنان، وذلك في مواجهة محاولاته المحظورة لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة»، وتوجّه إلى السكان بالقول: «أنتم توجدون في مبانٍ يستخدمها (حزب الله) الإرهابي، من أجل سلامتكم أنتم مضطرون لإخلاء تلك المباني والمباني المجاورة لها فوراً، والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر».
وهذه التحذيرات أثارت حالة من الذعر والخوف في نفوس السكان الذين غادروا منازلهم، وسُجلت حركة نزوح كثيفة في المنطقة.
وشهد طريق كفرتبنيت - النبطية الفوقا زحمة سير باتجاه مدينة النبطية والبلدات المجاورة، بسبب نزوح سكان الحي المهدد في كفرتبنيت بالغارات الإسرائيلية، إضافة إلى نسبة من بقية الأحياء في البلدة، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، مشيرة إلى أنه «تم قطع الطريق المؤدي إلى كفرتبنيت عند مفترق زوطر، حفاظاً على سلامة الأهالي لحين انتهاء الغارات الإسرائيلية».
ويأتي هذا التصعيد غير المسبوق في موازاة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على الجنوب والبقاع عبر تنفيذ غارات جوية على عدد من المناطق، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر من العام الماضي مع «حزب الله».
البلدات المستهدفة: بين شمال الليطاني وجنوبه
تقع ميس الجبل في قضاء مرجعيون جنوب الليطاني وعلى تماس مباشر مع الحدود، ما يجعلها من أبرز بلدات الخط الأمامي. خلال الحرب الأخيرة، كانت من أكثر القرى تضرراً نتيجة توغلات إسرائيلية وتفجيرات ممنهجة لمنازل ومنشآت، حيث تحوّلت إلى بلدة شبه مدمرة، ولم يتمكن أبناؤها من العودة إليها على غرار عدد كبير من القرى الحدودية.
أما كفرتبنيت، رغم وقوعها شمال الليطاني ضمن قضاء النبطية وعلى بُعد أربعة كيلومترات فقط من مركز المدينة، فلم تسلم من الضربات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة... البلدة الريفية شهدت نزوحاً واسعاً خلال ذروة القصف. لكن ومع الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار عاد جزء كبير من أبنائها إليها، وهو ما جعل عدد النازحين منها مرتفعاً، الخميس، عند إطلاق الجيش الإسرائيلي تحذيراته.
إلى الجنوب من الليطاني وعلى مقربة من الخيام وكفركلا، تقع دبّين التي شهدت هي الأخرى قصفاً جوياً ومدفعياً متكرراً خلال الحرب وبعد الهدنة أواخر 2024. ورغم أن كثافة الاستهداف أقل من ميس الجبل، فإن طابعها المباشر جعل من دبّين أيضاً هدفاً متكرراً. في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 استهدف وسط البلدة مباشرة، ومع التحذير الإسرائيلي الأخير، باتت غالبية وسط دبّين تقريباً ضمن دائرة الإخلاء الإجباري، وسُجّلت أيضاً حركة نزوح منها.
أما بلدتا الشهابية وبرج قلاوية فهما تقعان في قلب قضاء صور جنوب لبنان، وتشكلان جزءاً من المنطقة الممتدة بين مجرى نهر الليطاني والحدود الجنوبية. موقعهما الجغرافي جعلهما عرضة للاستهدافات الإسرائيلية المتكررة بحجة وجود بنى تحتية أو نشاطات مرتبطة بـ«حزب الله».
وهما تقعان شمال نهر الليطاني؛ أي في منطقة لا يشملها مباشرة الحظر المفروض بموجب القرار الدولي 1701، لكنها بقيت ضمن دائرة المواجهة العسكرية.
*********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
غضب لبناني من صمت دول «الميكانيزم» على الإعتداءات الإسرائيلية الفاضحة
سلام يطالب مجلس الأمن بالتدخل.. ومخاوف من توسيع العدوان ضمن «خطة ب»
شكَّلت الهجمات الاسرائيلية المفاجئة والمعادية، وهي الأولى من نوعها على قرى: ميس الجبل وكفرتبنيت ودبين، وبرج قلاويه والشهابية صدمة للأوساط اللبنانية، على اختلاف مواقعها ومواقفها، وبدت الأسباب التي زعم فيها الناطق الاسرائيلي تبريرات العدوان الجديد، بأنها فاضحة، ولا قيمة لها من الواقعية او الصحة، الامر الذي دفع بقيادة الجيش اللبناني الى اعتبار الاعتداءات واستمرارها من شأنه ان يعرقل تنفيذ خطة الجيش ابتداءً من منطقة جنوب الليطاني، وأحصت القيادة 4500 خرق منذ دخول اتفاق وقف الاعمال العدائية حيّز التنفيذ، عقب عدوانه الأخير على لبنان في العام 2024.
وعشية توجُّهه الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، طالب الرئيس جوزف عون «بوضع حد فوري للانتهاكات الاسرائيلية السائدة لسيادة لبنان»، مشيراً الى ان اسرائيل لا تحترم عمل آلية وقف اطلاق النار، ولا أياً من الدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية، وغاراتها الجوية انتهاك فاضح لقرار مجلس الأمن ١٧٠١. وإن صمت الدول الراعية تقاعس خطير يشجع على هذه الاعتداءات، ويجب أن تخدم الآلية جميع الأطراف، لا أن تكون وسيلة لتغطية اعتداءات إسرائيل.
وفي السياق نفسه، دعا الرئيس نواف سلام الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا، والعودة إلى الآلية واتفاق وقف العمليات العدائية والتزاماته، بما في ذلك الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، ووقف الاعتداءات، والإفراج عن الأسرى.
واكد الرئيس سلام على هامش ترؤسه جلسة مجلس الوزراء لمناقشة الموازنة: «لن نرضح لابتزاز الاعلام الاسرائيلي، والحكومة اللبنانية، المتمسكة بمسار وقف الأعمال العدائية، تؤكد أنّها منخرطة في اجتماعات الميكانيزم، لكن السؤال المشروع اليوم: أين هو التزام إسرائيل بهذه الآليات؟ وكيف يُعقل أن تستمر في ممارسة الترهيب والاعتداءات، فيما يُفترض بهذه الاجتماعات أن تضمن التطبيق الكامل للقرار 1701 ولوقف العمليات العدائية.
وطالب الرئيس سلام وفقاً لما كشف وزير الاعلام بول مرقص بعد الجلسة- مجلس الامن والدول الراعية لوقف النار للضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها.
واعتبر الرئيس نبيه بري الاعتداءات الاسرائيلية بأنها عدوان على لبنان وجيشه وسيادته وعلى اليونيفيل.
ودعا الدول الراعية لاتفاق وقف النار لا سيما الولايات المتحدة الاميركية للمسارعة باتخاذ الاجراءات الفورية وارغام اسرائيل ومستوياتها السياسية والعسكرية لوقف اعتداءاتها فوراً.
وقالت مصادر مقرّبة لـ «اللواء» ان لبنان يعطي الاولوية، لوقف الاعتداءات الاسرائيلية، وسيحتل هذا الموضوع محور اتصالات الرئيس عون في نيويورك، وأن التعليمات ستكون بالغة الوضوح للوفد العسكري اللبناني لجهة اثارة هذا الملف في اجتماع لجنة الميكانيزم بعد غد الاحد.. في الناقورة برئاسة السفيرة مورغان اورتاغوس.
وحسب المعلومات الدبلوماسية التي وصلت الى بيروت، فإن لا «ضمانات مع العدو الاسرائيلي» حسب قيادي في الثنائي الشيعي، وأن هناك خطة «ب» جاهزة للتنفيذ اذا لم تلتزم الدولة اللبنانية التزاما كاملا بتطبيق ورقة باراك وحسم سلاح حزب الله.
ووصفت المصادر وضع لبنان بأنه على فوهة بركان، وما الاعتداءات على البقاع والجنوب الا بداية لتوسيع شامل للعدوان على كل لبنان خلال الايام المقبلة.
وسط ذلك لا يزال لبنان ينتظر ترجمة التدخل الخارجي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على بلداته، وآخرها امس عدوان استهدف خمس بلدات جنوبية لتهجير سكانها من بيوتهم المدمرة والمتصدعة، فيما يرتقب وصول الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس الاحد وترؤسها لجنة «الميكانيزم» الخماسية، لمتابعة لوضع الجنوبي وما قام به لبنان لجمع السلاح، من دون اي مؤشر على ضغط فعلي على الاحتلال لوقف عدوانه.
وفي الحراك السياسي، وقبيل مغادرته الى نيويورك نهاية الاسبوع للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، استقبل الرئيس جوزاف عون سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو واجرى معه جولة افق تناولت الأوضاع العامة والتطورات الأخيرة إضافة الى العلاقات الثنائية.
وأوضح السفير ماغرو ان هذا اللقاء تناول أيضاً موقف لبنان من القضايا المطروحة في اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.
مجلس الوزراء والموازنة
وواصل مجلس الوزراء في جلسته بعد ظهر امس درس مشروع موازنة العام 2026، واثر انتهاء الجلسة عند السادسة والربع مساءً أدلى وزير الاعلام بول مرقص بالمعلومات الرسمية الآتية: استكمل مجلس الوزراء درس الموازنة وانتهى بعد الاستفاضة من قبل الوزراء المختصين كل في ما يعني وزارته، من إبداء الملاحظات على مشروع الموازنة العائد اليه. وسيتم الدخول غدا إن شاء الله في جلسة استكمالية تعقد عند الثالثة من بعد الظهر للبحث في باب الواردات، بعد ان نكون انتهينا من الوزارات على التوالي.
أضاف: أؤكد بأن هاجس هذه الموازنة هو تطوير الآلية من حيث تحسين الجباية لتغطية الحاجات المستجدة والطارئة والاعتيادية للوزارات والإدارات العامة والمؤسسات من دون تحقيق اي عجز، هذا هو هاجسنا أيضا فلا زيادة ضرائب قدر الإمكان ولا إنفاق من دون ايرادات، كما ان مجلس الوزراء اقر بعض البنود المختلفة التي كانت مدرجة على جدول الاعمال.
وأوضح وزير المال ياسين جابر، بعد انتهاء الجلسة مجلس الوزراء، نحاول عدم زيادة النفقات. وسندرس الارقام النهائية، ونتوقع وصول وفد من صندوق النقد يوم الاثنين المقبل لذلك نحاول الانتهاء من مشروع الموازنة.
علي حسن خليل لاعتماد القانون النافذ
انتخابياً، دعا المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل نواب القوات اللبنانية وسائر الكتل الى عدم تكبير الحجر، وأن اجراء الانتخابات في موعدها بالقانون النافذ، بحيث يُعفى المغترب من حق التصويت لنوابه في الدائرة الـ16، اما من يرغب بالتصويت فحقه محفوظ، وأن الامور التطبيقية للقانون تصدر بقرار مشترك لوزيري الداخلية والخارجية.
بخاري ينوِّه بجهود القوى الأمنية
وعلى صعيد دبلوماسي- أمني، استقبل وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، في مكتبه، سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري، وتم التداول في الأوضاع العامة. وكانت مناسبة ثمّن خلالها السفير البخاري الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية اللبنانية في مجال مكافحة تهريب المخدرات، لا سيما الى المملكة. ومن جهته، شدد الوزير الحجار على أن مكافحة المخدرات تُعدّ أولوية وطنية حمايةً لأمن المجتمعين اللبناني والعربي، منوِّهاً بالتعاون القائم بين الأجهزة الأمنية اللبنانية ونظيراتها في المملكة في هذا الإطار.
مساعٍ لاستعادة مالك «سفينة المرفأ»
وفي اطار المساعي لاسترداد مالك سفينة Rhosus استقبل وزير العدل عادل نصار في مكتبه بالوزارة قبل ظهر أمس، سفير بلغاريا لدى لبنان ياسين موتوف، في حضور المحامية العامة التمييزية اميلي ميرنا كلاس حيث جرت متابعة للإجراءات القضائية والديبلوماسية المتعلقة بطلب استرداد مالك سفينة Rhosus الروسي إيغور غريتشوشكين (يحمل أيضاً الجنسية القبرصية) الذي أوقفته السلطات البلغارية في مطار صوفيا في الخامس من أيلول الجاري وذلك إنفاذاً لنشرة حمراء صادرة عن الانتربول الدولي بناءً على مذكرة توقيف غيابية بحقه وحق قبطان السفينة. وقد أعرب الوزير نصار عن تقديره للخطوات التي تقوم بها بلغاريا من تعاون وتنسيق في هذا المجال، وتم الاتفاق على التواصل الدائم لمتابعة الإجراءات الآيلة الى تسليم الموقوف في أسرع وقت ممكن، علماً أن هناك معاهدة استرداد ثنائية مبرمة بين جمهورية بلغاريا والجمهورية اللبنانية.
تصاعد العدوان جنوباً
زاد جيش الاحتلال الاسرائيلي امس وتيرة اعتداءاته على مناطق الجنوب، ووجَّه «إنذاراً الى اهالي قرى ميس الجبل وكفرتبنيت ودبين لإخلاء بعض الاماكن مرفقة بخرائط قائلا: سيهاجم جيش الدفاع على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله الإرهابي في انحاء جنوب لبنان وذلك في مواجهة محاولاته المحظورة لاعادة اعمار أنشطته في المنطقة.
وأفادت القناة 14 الاسرائيلية أن سلاح الجو يستعد لشن موجات من الهجمات في لبنان. والأماكن المهددة بالتحديد هي: في ميس الجبل (حي القندولي منزل محمد وهبي والثاني خلف مدرسة المربي محمد فلحة منزل محمد شرف).
- في دبين قضاء مرجعيون (في المنطقة الواقعة بين مقبرة دبين ومدرسة دبين).
- في كفرتبنيت قضاء النبطية (في محيط مدرسة الكوثر النموذجية).
وبعد نصف ساعة على توجيهة الانذارات، بدأ الاحتلال الاسرائيلي تنفيذ موجة غارات على القرى المذكورة، مع تسجيل حالات نزوح كثيفة من بلدات ميس الجبل وكفرتبنيت ودبين تجاه مدينة النبطية وجوارها. حيث استهدف بلدة ميس الجبل بـ٣ غارات. بينها واحدة على منزل .وتوجهت سيارات الإسعاف إلى الأماكن المستهدفة وسط معلومات أولية عن إصابة شخص في الغارات.
ثم شن الاحتلال غارة على بلدة دبين.ثم قصف الطيران الإسرائيلي المنزل المهدد في كفرتبنيت بصاروخين.ثم شن غارتين على البلدة.
وذكر جيش الاحتلال في بيان: عند السادسة إلا ربعاً من مساء الخميس بدأ جيش الدفاع الإسرائيلي بشنّ موجة من الهجمات ضد أهداف عسكرية تابعة لتنظيم حزب الله الإرهابي في جنوب لبنان».
ومع بداية المساء وجه جيش الاحتلال انذاراً عاجلاً الى قريتين جديدتين، وقال المتحدث باسم الاحتلال في بيان: «انذار عاجل إلى سكان جنوب لبنان..سيهاجم جيش الدفاع على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله الإرهابي في انحاء جنوب لبنان وذلك في مواجهة محاولاته المحظورة لاعادة اعمار أنشطتها في المنطقة . نوجّه تحذيرًا عاجلًا إلى سكان المباني المحددة بالأحمر في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في القرى التالية: طير زبنا (الشهابية).وبرج قلاويه.. البقاء في المباني يعرضكم للخطر «.وقرابة السابعة شن العدو غارات عنيفة على البلدتين.
ونهار أمس، أطلق مربض للعدو في موقع الراهب المعادي في اطراف عيتا الشعب عددا من قذائف الهاون استهدفت وادي مظلم في أطراف بلدة بيت ليف لجهة رامية، حيث سمعت اصوات الانفجارات.
وقبل ظهر أمس استهدفت مسيّرة إسرائيلية منطقة السنديانة في بلدة شبعا، ثم نفّذت مسيّرة معادية غارة قرب الجامع في شبعا، ولم تقع اصابات.
كما ألقت درون اسرائيلية ألقت قنبلة صوتية على تلة المحافر في اطراف بلدة العديسة، وألقت مسيّرة معادية قنبلة صوتية باتجاه بلدة يارين دون وقوع إصابات.
وعصر أمس، ألقى الاحتلال الاسرائيلي قنبلة حارقة في اللبونة، عند اطراف الناقورة.
ونفذ العدو تفجيراً ليل امس عند جبل بلاط.
وكان جيش الاحتلال الاسرائيلي قد نفذ ليل أمس مناورات في مستوطنة «مارغيلوت» قبالة بلدة مركبا.
الجيش اللبناني: 4500 خرق معادٍ
صدر عن قيادة الجيش– مديرية التوجيه البيان الآتي: «يواصل العدو الإسرائيلي خروقاته، التي فاق عددها 4500 خرقًا منذ دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ، عقب عدوانه الأخير على لبنان في العام 2024.
في هذا الإطار، يستمر العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على المواطنين وآخرها استهداف عدد من القرى الجنوبية اليوم(امس)، بالإضافة إلى المدنيين في عدة مناطق آهلة، ما يسفر عن وقوع شهداء وجرحى.
يتزامن ذلك مع خروقاته المتمادية للسيادة اللبنانية برًّا وبحرًا وجوًّا، وارتكاباته المستمرة ضد سكان القرى الحدودية، بما في ذلك إطلاق القنابل الحارقة وتفجير المنازل.
إن هذه الاعتداءات والخروقات تعيق انتشار الجيش في الجنوب، واستمرارها سيعرقل تنفيذ خطته ابتداءً من منطقة جنوب الليطاني.
وضمن إطار متابعة عمليات المسح الهندسي في المناطق الجنوبية، عثرت وحدة عسكرية مختصّة على جهاز تجسس مموّه كان العدو الإسرائيلي قد وضعه في منطقة اللبونة- صور، وعملت على تفكيكه، فيما تُتابع قيادة الجيش هذه الخروقات بالتنسيق مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل.»
***********************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
غارات ترهيب تستبق أورتاغوس: الجنوبيون لم يغادروا
«اليرزة» ترفع «السقف» وواشنطن:تحرك الجيش غير كافٍ!
«الحرارة» تعود بين بعبدا وحزب الله: إتفاق على فصل الملفات
في محاولة مفضوحة لترهيب المدنيين، وفي اطار الحرب النفسية التي اختار العدو تزامنها مع الذكرى الاولى لبدء ضرباته الدنيئة في ايلول الماضي، وعشية وصول المبعوثة الاميركية مورغان أورتاغوس، شن الطيران الحربي سلسلة غارات عنيفة على عدد من المدن والقرى مستبقا ذلك بنشر «الخرائط الحمراء» السيئة الذكر، وذلك في اصرار من حكومة اليمين المتطرفة على محاولة «كي وعي» البيئة الحاضنة للمقاومة التي ردت بتصميمها على التمسك بالارض من خلال العودة الى المناطق التي استهدفت فور انتهاء الغارات، بعد اخلاء قسري لبعض الوقت، حيث عادت الحياة الى طبيعتها، وذلك في تحدٍ مباشر لنيات العدو لمنع عودة الاستقرار الى الجنوب. سياسيا، وبينما تغرق الحكومة التي «غسلت يديها» من قانون الانتخابات، في دراسة موازنة تثير الكثير من علامات الاستفهام لخلو ارقامها من ملف اعادة الاعمار، اعيد الاعتبار الى خط التواصل بين رئاسة الجمهورية وحزب الله على قاعدة فصل الملفات، اي وضع الخلاف حول ملف «حصرية السلاح» جانبا، والتنسيق لتسيير شؤون البلاد، فيما لا يزال خط التنسيق مفتوحا بين المقاومة وقيادة الجيش لما يصب في مصلحة الاستقرار في ضوء تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية.
علاقة بعبدا وحزب الله
وفي هذا السياق، عادت «الحرارة» الى العلاقة بين رئاسة الجمهورية وقيادة حزب الله، اثر برودة اعترت العلاقة عقب الخلاف على ملف «حصرية السلاح». وفي اول لقاء بعد الجلسة الحكومية في الـ 5 من الشهر الجاري، التقى مستشار الرئيس اندريه رحال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ليل الاربعاء الخميس، ووفق مصادر مطلعة، يؤسس هذا الاجتماع لزيارة مرتقبة لرعد الى القصر الجمهوري بعد ان عاد مسار الحوار الى الانطلاق مجددا، حيث تم التفاهم على ان يكون الاستقرار اولوية، وبعد نقاش المواضيع كافة بصراحة تامة تم التاكيد على ضرورة تفعيل العمل الحكومي، وقد كانت لحزب الله ملاحظات على الموازنة لعدم وجود اي ذكر لاعادة الاعمار، كما حضر قانون الانتخابات في اللقاء وكان الحرص مشتركا على اجرائها في موعدها. وفق المعلومات، فإن ثمة تأسيسا لعلاقة تقوم على فصل الملفات، لجهة تجاوز الخلاف حول «حصرية السلاح» واستمرار التعاون في الملفات الاخرى. وفي سياق متصل، فان التواصل بين قيادة الجيش وحزب الله لا يزال على حاله لجهة التنسيق حيث يجب ذلك في اطار مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، والحفاظ على الاستقرار الداخلي.
تصعيد اسرائيلي
ففي ظل مخاوف من تصعيد ممنهج في الايام المقبلة تزامنا مع الذكرى الاولى للعدوان، رفعت دولة الاحتلال المحاصرة بضربات موجعة تلقتها بالامس في غزة حيث قتل 4 من ضباطها، وبعملية ادت الى مقتل اثنين على جسر الملك الحسين على الحدود مع الاردن، وسقوط مسيرة اطلقت في اليمن على فندق في مدينة ايلات السياحية، رفعت من منسوب اعتداءاتها على مدن وقرى الجنوب بغارات جوية استهدفت مباني سكنية مدنية ادعت انها مراكز لحزب الله. وفيما تقف الدولة اللبنانية بسلطاتها التنفيذية والتشريعية عاجزة عن القيام بشيء وتكتفي بالادانة بخجل، ولا تقدم حتى على خطوات ديبلوماسية توثق العدوان المستمر، كان لافتا الموقف المتقدم للجيش والذي ربط على نحو مباشر اي تقدم في ملف انتشاره و «حصرية السلاح» بدءا من جنوب الليطاني بوقف هذه الاعتداءات. ولهذا كان حزب الله واضحا بدعوته السلطات الرسمية إلى حسم خيارها الوطني واعادة النظر في رهانات بعض من فيها. ودعا النائب حسن فضل الله الدولة وأداتها التنفيذية، أي الحكومة، لاتخاذ موقف وطني عملي ينسجم مع تطلعات شعبها بوقف مسلسل امتهان الكرامة الوطنية واستباحة السيادة، وحزم قرارها لجهة التصدي للعدوان بكل الوسائل الممكنة ولديها منها الكثير متى قررت التصرف كحكومة مسؤولة عن شعبها وملتزمة حماية السيادة.
الحرب النفسية
وهذا التصعيد الميداني، يندرج في محاولة تجديد الحرب النفسية ضد اللبنانيين وبيئة المقاومة بعد ان عادت الخرائط الاسرائيلية الحمراء للظهور مجددا في الذكرى السنوية الاولى للحرب على لبنان، وكذلك رفعا لمعنويات الجمهور الاسرائيلي خصوصا في مستوطنات الشمال. ووفق مصادر معنية، لا قيمة امنية او عسكرية لما قامت به قوات الاحتلال بالامس، بل كانت خطواتها مجرد محاولة لترويع السكان، وعرقلة عودة الحياة الى طبيعتها، فلو كانت المواقع امنية او عسكرية تابعة للمقاومة كما ادعى الناطق باسم قوات الاحتلال افيخاي ادرعي، لكان الطيران الحربي نفذ اعتداءاته دون انذار مسبق، ولم يكن ليسمح بحصول اخلاء من المنطقة. ولهذا لم تعد «اكاذيب» الاحتلال تجوز على احد.
«الرسالة» لمن؟
كذلك فان توقيت الاعتداءات، جاء عشية وصول المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت يوم غد حيث ستقتصر زيارتها على لقاءات امنية لمتابعة خطة الجيش، وتجتمع ايضا مع لجنة «الميكانيزم»، على ان تعود الى لبنان لاجراء لقاءات سياسية بعد اسبوعين. ووفق مصادر دبلوماسية، تتقصد حكومة الاحتلال ابلاغ من يعينهم الامر، بانها ليست في صدد تغيير استراتيجيتها في التعامل مع الساحة اللبنانية، ولا تاخذ بعين الاعتبار اي خطة امنية تبنتها الحكومة اللبنانية، وتوجه «رسالة» واضحة الى من يعنيهم الامر، بان واشنطن ليست في صدد الضغط عليها، وما تقوم به المبعوثة الاميركية يصب في مصلحة تعزيز الموقف الاسرائيلي لجهة استمرار الضغط العالي على لبنان.
موقف متقدم للجيش
هذا التجاوز مجددا لكل ما يحكى عن ضمانات يسقط دون اي حماية جدية من الدول الضامنة، وكذلك من الدولة اللبنانية التي تجد نفسها محرجة، لكنها تكتفي باصدار بيانات «لا تغني ولا تسمن عن جوع»، فيما تغيب الديبلوماسية اللبنانية عن مجرد رفع شكوى الى مجلس الامن، قابلها بيان لافت من مديرية التوجيه في الجيش اللبناني حيث حذر من أن هذه الاعتداءات والخروقات تعيق انتشار الجيش في الجنوب، واستمرارها سيعرقل تنفيذ خطته ابتداءً من منطقة جنوب الليطاني، واشار الى ان العدو الإسرائيلي يواصل خروقاته التي فاق عددها 4500 خرق منذ دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ، وفي هذا الإطار، اكد البيان ان العدو الإسرائيلي يستمر في اعتداءاته على المواطنين وآخرها استهداف عدد من القرى الجنوبية، بالإضافة إلى المدنيين في عدة مناطق آهلة، ما يسفر عن وقوع شهداء وجرحى. يتزامن ذلك مع خروقاته المتمادية للسيادة اللبنانية برًّا وبحرًا وجوًّا، وارتكاباته المستمرة ضد سكان القرى الحدودية، بما في ذلك إطلاق القنابل الحارقة وتفجير المنازل.
تنديد رئاسي
وقد ندد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بالغارات الاسرائيلية امس، بعد اعتداءات مماثلة استهدفت قبل ايام مناطق بقاعية. وقال «ان إسرائيل لا تحترم عمل الآلية ولا أيًّا من الدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية وغاراتها الجوية انتهاك فاضح لقرار مجلس الأمن 1701، ان صمت الدول الراعية تقاعس خطر يشجع على هذه الاعتداءات. ويجب أن تخدم الآلية جميع الأطراف، لا أن تكون وسيلة لتغطية اعتداءات إسرائيل. لقد آن الأوان لوضع حد فوري لهذه الانتهاكات السافرة لسيادة لبنان».
سلام:اين التزام اسرائيل؟
من جهته غرد رئيس الحكومة نواف سلام عبر حسابه عبر «إكس»، بالقول» يهمني ان اكرر إنّ الحكومة اللبنانية، المتمسكة بمسار وقف الأعمال العدائية، تؤكد أنّها منخرطة في اجتماعات الميكانيزم، لكن السؤال المشروع اليوم: أين هو التزام إسرائيل بهذه الآليات؟ وكيف يُعقل أن تستمر في ممارسة الترهيب والاعتداءات، فيما يُفترض بهذه الاجتماعات أن تضمن التطبيق الكامل للقرار 1701 ولوقف العمليات العدائية؟ وتابع سلام: «عليه، يدعو لبنان المجتمع الدولي، ولا سيّما الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا، والعودة إلى الآلية واتفاق وقف العمليات العدائية والتزاماته، بما في ذلك الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، ووقف الاعتداءات، والإفراج عن الأسرى.
الاعتداءات الإسرائيلية
وكان جيش الاحتلال شن موجة من الغارات على عدة مناطق في الجنوب، بعد أن أصدر إنذارات عاجلة لعدة مناطق فيه، استهدفت الغارات قرية دبين وثلاث غارات على بلدة ميس الجبل، وغارة على الشهابية واخرى على برج قالوية، وتوجهت سيارات الإسعاف إلى الأماكن المستهدفة ومعلومات عن إصابة شخص في الغارات على بلدة ميس الجبل، وشنّ الطيران ايضا غارة بصاروخين على بلدة كفرتبنيت مستهدفا المنزل المهدد. وكانت مسيرة معادية ألقت بعد ظهر امس قنبلة صوتية باتجاه بلدة يارين دون وقوع إصابات. ونفّذت مسيّرة صباحا غارة قرب الجامع في شبعا، من دون وقوع إصابات. كما ألقت مسيّرة قنبلة صوتية على تلة المحافر عند أطراف بلدة العديسة.
واشنطن غير راضية!
وفي موقف تحريضي جديد، وفي اطار ممارسة المزيد من الضغوط على الدولة اللبنانية، شدّدت السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، على أهمية الدور الذي يؤديه الجيش اللبناني منذ اتفاق وقف إطلاق النار، واصفة أداءه بـ»الجبّار»، لكنها رأت في الوقت نفسه أنه «غير كافٍ»، مشيرة إلى الحاجة إلى خطوات إضافية لتعزيز الاستقرار في البلاد! وفي موقف لافت، اعتبرت جونسون أن القرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في شهري آب وأيلول بشأن سحب السلاح «غير الشرعي» تُعدّ خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، لكنها غير كافية بمفردها لتحقيق الأهداف المرجوة. وأكدت جونسون أن ما تحقق خلال الأشهر السبعة الأخيرة يفوق ما أُنجز على هذا الصعيد خلال السنوات الست الماضية، في إشارة إلى تسارع بعض الخطوات الحكومية في ملفات أمنية حساسة، بدعم من الجيش ومتابعة دولية.
مراحل الخطة
وفي سياق متصل، اكد نائب رئيس الحكومة طارق متري ان الحكومة رحبت بخطة قيادة الجيش لبسط سيطرة الدولة على الأراضي كافة بقواها الذاتية»، واعتبر أن «ما خلص اليه مجلس الوزراء كان بخلاف التوقعات فهو لم يؤد الى انقسام في البلد ولا يريد استعمال القوة ضد أي فئة للقيام بالمهمة التي عُهدت اليه»، واوضح ان «تمت الموافقة على اهداف خطة توم براك وليس على الخطة»، مشيرا الى ان «ما جرى في الجلسة سببه الانقسام السياسي الحاد في البلد وكون المبادرة الاميركية والورقة اللبنانية التي عدلها اللبنانيون في بعض أجزاء منها أقلقت بعض اللبنانيين، فيما عوّل لبنانيون آخرون على نجاحها». وكشف ان «الجيش وضع خطة من ثلاث مراحل، المرحلة الأولى منها لها مدة زمنية تنتهي بثلاثة اشهر وكل شهر سيقدّم الجيش تقريرا، أما المراحل الأخرى فليس من سقف زمني محدد لها.
التعافي المالي؟!
وفيما تواصل الحكومة اليوم مناقشة الموازنة، اكد وزير المال ياسين جابر أن «لبنان بدأ يخط طريقه نحو التعافي المالي والمصرفي» وأشار في كلمة ألقاها خلال افتتاح أعمال المنتدى الإقليمي لاتحاد المصارف العربية الى أن «لبنان يعاني من أزمة نظام مالي وموقفنا واضح وهو حماية الودائع وحفظ الحقوق». وشدّد على أن «لا اقتصاد من دون مصارف وقطاع مصرفي سليم وحماية حقوق المودعين»، مضيفاً: «نصرّ على أن تكون موازنة 2026 متوازنة مع العمل على تحقيق فائض».
**************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
الحكومة تستعجل الموازنة… جابر: نصر على تحقيق فائض
كل المواقف السياسية في الداخل اللبناني تدور في فلك السلاح وتسليمه فيما تتركز الحركة الحكومية على الموازنة العامة ووجوب تكثيف الجلسات لانهائها في اسرع وقت وسط توقعات بإقرارها غدا.
وعلى رغم الكلام العالي النبرة من قبل مسؤولي وقادة حزب الله، بأمر عمليات واحد،والذي يرتفع تدريجياً مع حلول ذكرى اغتيال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بعد تسعة ايام، الا ان الثابت ان قرار حصر السلاح اتخذ ولا عودة عنه، وكل ما دونه كلام شعبوي لا اكثر.
وفي السياق، توقعت مصادر سياسية مطلعة عبر “المركزية” حصول لقاء بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ومسؤول في حزب الله، بعدما عقد اجتماع مسائي اول امس بين مستشار الرئيس العميد أندريه رحال، ورئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، حيث جرى البحث في عدد من المسائل التي تهمّ مصلحة البلاد. وذلك في جو من التفاهم المتبادل، بحسب ما جاء في بيان صدر عن الحزب. هذا الجو اذا استمر، تقول المصادر من شأنه ان يؤدي الى لقاء مشترك في قصر بعبدا. وتضيف: لقاء رحال – رعد هو نتاج اجتماع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني امس الاول، في الرياض.
لتحقيق فائض
وفي انتظار تبلور طبيعة العلاقات بين بعبدا والضاحية، يواصل مجلس الوزراء في السراي، مناقشة الموازنة العامة.وفي هذا الاطار، أكّد وزير المال ياسين جابر أن “لبنان بدأ يخط طريقه نحو التعافي المالي والمصرفي”. وأشار في كلمة ألقاها خلال افتتاح أعمال المنتدى الإقليمي لاتحاد المصارف العربية اليوم الى أن “لبنان يعاني من أزمة نظام مالي وموقفنا واضح وهو حماية الودائع وحفظ الحقوق”. وشدّد على أن “لا اقتصاد من دون مصارف وقطاع مصرفي سليم وحماية حقوق المودعين”، مضيفاً: “نصرّ على أن تكون موازنة 2026 متوازنة مع العمل على تحقيق فائض”.
لن نسمح
على صعيد آخر، وعشية وصول المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس الى لبنان في نهاية الاسبوع حيث ستناقش جديد خطة حصرية السلاح في لقاءات عسكرية فقط، ستعقدها، يؤكد حزب الله انه لن يسلم السلاح. امس، رأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن “الحكومة راهنت على وهم زرعه الأميركي والإسرائيلي في عقولهم بأن المقاومة أصبحت ضعيفة، وأنه يمكنهم من خلال القرارات والضغوط والاعتداءات والتهديد بحرب مدمرة أن يخضوا المقاومة وأن يفرضوا عليها الاستسلام والانصياع لقراراتهم وللإملاءات الأميركية الإسرائيلية، إلا أنهم فوجئوا بصلابة موقف المقاومة والثنائي الوطني، وفوجئوا أكثر بحجم الإصرار والتشبث بسلاحها من بيئة المقاومة، ولذلك تم تجميد وكبح اندفاعة الحكومة لتخريب البلد”. وشدد على “أننا لن نقبل أن تنزع منا قوتنا وأهم خطوط الدفاع عن وجودنا ووجود لبنان خدمة لأميركا وإسرائيل، ولن نقبل بتحويل لبنان إلى كيان ضعيف وهش تسهل استباحته من الخارج والداخل”.
3 مراحل
من جانبه، قال نائب رئيس الحكومة طارق متري ان الحكومة رحبت بخطة قيادة الجيش لبسط سيطرة الدولة على الأراضي كافة بقواها الذاتية”، واعتبر أن “ما خلص اليه مجلس الوزراء كان بخلاف التوقعات فهو لم يؤد الى انقسام في البلد ولا يريد استعمال القوة ضد أي فئة للقيام بالمهمة التي عُهدت اليه”، واوضح ان “تمت الموافقة على اهداف خطة توم براك وليس على الخطة”، مشيرا الى ان “ما جرى في الجلسة سببه الانقسام السياسي الحاد في البلد وكون المبادرة الاميركية والورقة اللبنانية التي عدلها اللبنانيون في بعض أجزاء منها أقلقت بعض اللبنانيين، فيما عوّل لبنانيون آخرون على نجاحها”. وكشف ان “الجيش وضع خطة من ثلاث مراحل، المرحلة الأولى منها لها مدة زمنية تنتهي بثلاثة اشهر وكل شهر سيقدّم الجيش تقريرا، أما المراحل الأخرى فليس من سقف زمني محدد لها”.
البخاري يثمن
على صعيد أمني آخر، استقبل وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، في مكتبه، سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري، وتم التداول في الأوضاع العامة. وكانت مناسبة ثمّن خلالها السفير البخاري الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية اللبنانية في مجال مكافحة تهريب المخدرات، لا سيما الى المملكة. من جهته، شدد الوزير الحجار على أن مكافحة المخدرات تُعدّ أولوية وطنية حمايةً لأمن المجتمعين اللبناني والعربي، منوهًا بالتعاون القائم بين الأجهزة الأمنية اللبنانية ونظيراتها في المملكة في هذا الإطار.
الباخرة روسوس
قضائيا، استقبل وزير العدل عادل نصار في مكتبه بالوزارة امس، سفير بلغاريا لدى لبنان ياسين موتوف، في حضور المحامية العامة التمييزية اميلي ميرنا كلاس حيث جرت متابعة للإجراءات القضائية والديبلوماسية المتعلقة بطلب استرداد مالك سفينة Rhosus الروسي إيغور غريتشوشكين (يحمل أيضاً الجنسية القبرصية) الذي أوقفته السلطات البلغارية في مطار صوفيا في الخامس من أيلول الجاري وذلك إنفاذاً لنشرة حمراء صادرة عن الانتربول الدولي بناءً على مذكرة توقيف غيابية بحقه وحق قبطان السفينة يطلب السلطات القضائية اللبنانية. وقد أعرب الوزير نصار عن تقديره للخطوات التي تقوم بها بلغاريا من تعاون وتنسيق في هذا المجال، وتم الاتفاق على التواصل الدائم لمتابعة الإجراءات الآيلة الى تسليم الموقوف في أسرع وقت ممكن، علماً أن هناك معاهدة استرداد ثنائية مبرمة بين جمهورية بلغاريا والجمهورية اللبنانية.
*****************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
أدرعي يهدِّد الجنوبيين و"حزب الله" يهدد الحكومة
مفارقة غريبة، فعلى قاعدة المثل الذي يقول: "جحا ما في إلا على خالتو"، يتصرف "حزب الله"، فيتجرأ بالهجوم على الحكومة، لكنه لا يجرؤ على الهجوم على إسرائيل.
فـ "الحزب"، عبر "كتلة الوفاء للمقاومة"، يستنكر "استمرار السلطة في انقيادها الطوعي خلف التعليمات والإملاءات الأميركية التي تستهدف انتزاع كل نقاط القوة لدى لبنان وتركه فريسة سهلة ولقمة سائغة أمام مخطط أطماع واعتداءات المحتل الصهيوني"، داعية السلطة إلى "مراجعة حساباتها".
وفيما "الحزب" يستخدم أقذع النعوت في حق السلطة، تعمد إسرائيل إلى تهديد الجنوبيين وشن الغارات، وأحدث تهديد جاء عبر تغريدة لـ "أفيخاي أدرعي" تحت عنوان "إنذار عاجل إلى سكان جنوب لبنان"، جاء فيها: "سيهاجم جيش الدفاع على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لـ "حزب الله" الإرهابي، في أنحاء جنوب لبنان وذلك في مواجهة محاولاته المحظورة لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة. نوجّه تحذيرًا عاجلًا إلى سكان المباني المحددة بالأحمر في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في القرى التالية: ميس الجبل، كفر تبنيت، دبين، أنتم تتواجدون في مبانٍ يستخدمها "حزب الله" الإرهابي. من أجل سلامتكم انتم مضطرون لإخلاء تلك المباني والمباني المجاورة لها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر. البقاء في المباني يعرضكم للخطر".
ثم عاجل "أدرعي" تغريدته الأولى بتغريدة ثانية كتب فيها: "نوجّه تحذيرًا عاجلًا إلى سكان المباني المحددة بالأحمر في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في قرى جنوب لبنان التالية: طير زبنا (الشهابية) وبرج قلاويه. أنتم تتواجدون في مبانٍ يستخدمها "حزب الله" الإرهابي. من أجل سلامتكم أنتم مضطرون لإخلاء تلك المباني والمباني المجاورة لها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر.
وقبل أن يجف حبر التغريدتين، وقبلها بيان "كتلة الوفاء للمقاومة"، بدأ الجنوبيون أبناء المناطق التي سمَّاها "أدرعي" بالنزوح، ثم بدأت الغارات فاستهدفت تباعًا ميس الجبل وكفرتبنيت.
وما يلفت الأنظار، أن تصعيد أمس، جاء في الذكرى السنوية الأولى للتصعيد الإسرائيلي الهائل والذي تمثّل بتفجير البيجر الذي سبق بعشرة أيام اغتيال الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله.
عون: إسرائيل لا تحترم دول اتفاق وقف الأعمال العدائية
رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون دان الغارات الإسرائيلية، بعد اعتداءات مماثلة طالت قبل أيام مناطق بقاعية. وقال: إن إسرائيل لا تحترم عمل الآلية ولا أيًّا من الدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية، وغاراتها الجوية انتهاك فاضح لقرار مجلس الأمن 1701. إن صمت الدول الراعية تقاعس خطير يشجع على هذه الاعتداءات. ويجب أن تخدم الآلية جميع الأطراف، لا أن تكون وسيلة لتغطية اعتداءات إسرائيل. لقد آن الأوان لوضع حد فوري لهذه الانتهاكات السافرة لسيادة لبنان.
زيارة نيويورك
الرئيس جوزاف عون سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العشاء الذي يقيمه الرئيس الأميركي على شرف رؤساء الوفود الحاضرين في الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلثاء المقبل، كما يلتقي الرئيس عون أفراد الجالية اللبنانية في حفل الاستقبال الذي يقام الأربعاء مساء في Union Club.
الرئيس بري
رئيس مجلس النواب نبيه بري اعتبر أن الاعتداءات الإسرائيلية تتجاوز في طبيعتها كونها خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، وأضاف: مجددًا نضع هذا العدوان برسم المجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار لا سيما الولايات المتحدة الأميركية للمسارعة باتخاذ الإجراءات الفورية وإرغام إسرائيل ومستوياتها السياسية والعسكرية على وقف اعتداءاتها فورًا.
وختم رئيس المجلس: هذا العدوان قبل أي شيء هو مناسبة للبنانيين كل اللبنانيين بكافة مستوياتهم للعمل من أجل ترسيخ وحدة الموقف في مواجهة العدوانية الإسرائيلية التي تستهدف لبنان كل لبنان .
الرئيس سلام يسأل: أين هو التزام إسرائيل؟
الرئيس سلام وخلال جلسة مجلس الوزراء، علّق على التهديدات الإسرائيلية باستهداف الجنوب، فقال: "رداً على التهديدات التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باستهداف بلدات ميس الجبل، كفرتبنيت، ودبّين، وما رافقها من إنذارات عاجلة لإخلاء المنازل، يهمني أن أكرر أنّ الحكومة اللبنانية، المتمسكة بمسار وقف الأعمال العدائية، تؤكد أنّها منخرطة في اجتماعات الميكانيزم، لكن السؤال المشروع اليوم: أين هو التزام إسرائيل بهذه الآليات؟ وكيف يُعقل أن تستمر في ممارسة الترهيب والاعتداءات، فيما يُفترض بهذه الاجتماعات أن تضمن التطبيق الكامل للقرار 1701 ولوقف العمليات العدائية؟
وعليه يدعو لبنان المجتمع الدولي، ولا سيّما الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا، والعودة إلى الآلية واتفاق وقف العمليات العدائية والتزاماته، بما في ذلك الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، ووقف الاعتداءات، والإفراج عن الأسرى.
قيادة الجيش: الاعتداءات تعيق انتشار الجيش
الجيش اللبناني، وفي بيان له، أكد أن "العدو الإسرائيلي يستمر في اعتداءاته على المواطنين وآخرها استهداف عدد من القرى الجنوبية، بالإضافة إلى المدنيين في عدة مناطق آهلة، ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى. يتزامن ذلك مع خروقاته المتمادية للسيادة اللبنانية برًّا وبحرًا وجوًّا، وارتكاباته المستمرة ضد سكان القرى الحدودية، بما في ذلك إطلاق القنابل الحارقة وتفجير المنازل. إن هذه الاعتداءات والخروقات تعيق انتشار الجيش في الجنوب، واستمرارها سيعرقل تنفيذ خطته ابتداءً من منطقة جنوب الليطاني.
جعجع: "حزب الله" يضع قرارات الحكومة في سلة المهملات
رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع كان علّق على الاعتداءات على قوات "اليونيفيل"، فاعتبر أنّ تكرار هذه الاعتداءات يُظهر أنّ القوى الأمنية لا تتعامل بالجدية المطلوبة مع الوقائع على الأرض. وإلّا كيف يُفسَّر استمرار هذه الاعتداءات، لو كانت القوى الأمنية قد قامت بواجباتها وتحمّلت مسؤولياتها كان عليها توقيف كل من اعتدى على هذه القوات؟ ومن جهة ثانية، كيف لدول العالم قاطبة أن تتعامل مع الدولة اللبنانية بجدية، فيما ترى وتلمس بوضوح أنّه بعد تسعة أشهر على انطلاق العهد الجديد، وثمانية أشهر على انطلاق الحكومة، ما زالت السلطة في لبنان مترددة ومتلكئة؟
إن ما حصل في هذين الشهرين يطرح علامات استفهام كبرى حول مسار الدولة الجديدة: فمن التصريحات الواضحة والصريحة لمختلف مسؤولي "حزب الله"، والتي وبكل وقاحة تضع قرارات الحكومة اللبنانية في سلة المهملات، إلى إعلان "الحزب" جهارًا أنه يعيد بناء قوته العسكرية بالرغم من قرارات الحكومة، وصولًا إلى الاعتداء على الأملاك العامة وقوات حفظ السلام، ذلك كله يستوجب من السلطة أن تتحمّل مسؤولياتها تجاه الأكثرية الساحقة من اللبنانيين الذين باتوا يتوقون للعيش في ظل دولة فعلية تفرض وجودها على الأرض كما تفعل أي دولة طبيعية سويّة.
السفيرة جونسون تشيد بالحكومة وبالجيش
السفيرة الأميركية ليزا جونسون أعلنت أن الحكومة اللبنانية نجحت في تحقيق إنجازات في سبعة أشهر تفوق ما تم تحقيقه خلال السنوات الست الماضية. وقالت لمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني أن الجيش اللبناني قام بعمل يُشهد له في نزع سلاح "حزب الله" وسائر المجموعات غير الحكومية في لبنان. ومع ذلك، ما زال هناك المزيد من العمل المطلوب لضمان حصر السلاح بيد الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وتابعت: إن الخطوات التي اتخذتموها حتى الآن جديرة بالتقدير.
مجلس الوزراء: نسعى لعدم زيادة الضرائب قدر الإمكان
مجلس الوزراء استكمل درس موازنة العام 2026، وأعلن وزير الإعلام بول مرقص، عن عقد جلسة اليوم، لمناقشة باب الواردات، وقال: "نسعى لعدم زيادة الضرائب قدر الإمكان في موازنة 2026 وعدم زيادة الإنفاق من دون تأمين واردات". وأوضح مرقص أنّ الوزراء المختصين أدلوا بملاحظاتهم على بنود الموازنة. وأكد أن هاجس الموازنة يتمثل في تحسين آلية الجباية لتغطية حاجات الوزارات والإدارات من دون تحقيق أي عجز.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :