يكشف أمين سر لقاء "مستقلون من أجل لبنان" رافي مادايان عن "خطرٍ إسرائيلي داهم ضد لبنان اعتباراً من نهاية شهر تشرين الأول المقبل، موعد انتهاء الإتفاق النووي الإيراني مع مجموعة الدول الخمس زائد واحد الذي تمّ التوصل إليه في العام 2015". ويؤكد أن "إسرائيل تخطّط من أجل حرب جديدة على إيران وتوريط أميركا فيها، وتوجيه ضربة لحزب الله في لبنان لمنعه من التدخل".
وفي حديثٍ لـ"الديار"، يستعرض مادايان المشهد السياسي الداخلي، فيشير إلى "مصلحة أميركية – سعودية مشتركة لإجراء الإنتخابات النيابية في موعدها الدستوري في أيار المقبل، بناءً على الإعتقاد بأن موازين القوى قد تغيّرت في لبنان والمنطقة، وأن الثنائي الشيعي قد تراجع ما يسمح بحصولهما على الأكثرية النيابية، بمعنى أن معركة الثنائي وحلفائه ستكون معركة الثلث المعطِّل أي 44 نائباً".
أمّا على مستوى قانون الإنتخاب فيقول مادايان، إن "الرئيس نبيه بري وحلفائه وخصوصاً التيار الوطني الحر، يرتأون أن مشاركة الإغتراب في الإنتخابات الماضية كانت استثناءً، وبالتالي إذا تُرك القانون بصيغته الحالية في ظل صعوبة تعديله بسبب موازين القوى في المجلس النيابي، يجب أن تحصل الإنتخابات من دون مشاركة الإغتراب".
وبالأرقام، يشير مادايان إلى أن "عدد اللبنانيين في الخارج الذين يمتلكون وثائق رسمية تخوّلهم الإقتراع من جوازات سفر أو بطاقات هوية، لا يتعدى الـ 600 ألف مقترع، علماً أن 33 ألفاً فقط قد شاركوا في الإستحقاق الأخير رغم كل الحملات التي حصلت في حينه، وبالتالي، وإذا كانت هذه الأعداد قد ارتفعت مع مغادرة نحو 300 ألفاً في السنوات الماضية، فمن المتوقع أن لا يشارك أكثر من مئة ألف في الإنتخاب في العام المقبل".
ورداً على سؤال، عن خلفيات المعركة السياسية حول اقتراع المغتربين، يشير مادايان إلى أن "النواب التغييريين الذين استفادوا من اقتراع المغتربين والمقربين اليوم من رئيس الحكومة نواف سلام، يقولون أن أصوات المغتربين تؤثر على 15 مقعداً إنتخابياً، فيما يقول المقربون من الرئيس بري إن التأثير هو على 9 مقاعد فقط".
ويلفت مادايان، إلى أنه عرض مع قيادة "القوات اللبنانية" منذ نحو شهر حول هذا الموضوع وقد "أفادوا أنهم قاموا بمعركة مبدئية من أجل حقوق المغتربين في الإقتراع وقد اصطدموا مع الرئيس بري، علماً أنهم لا يتأثرون بأصوات المغتربين إلاّ بعض الدوائر في زحلة وبيروت، إنما تقدم القوات شعبياً، يسمح لها بأن تحصل في الإنتخابات المقبلة على 3 مقاعد من دون أصوات الإغتراب، لكنهم يخوضون معركة من أجل حقوق الإغتراب، ما يجعل من التغييريين المتضررين الأكبر من عدم مشاركة المغتربين في الإنتخابات المقبلة".
ويرى مادايان، أن "ما حصل عشية جلسة الحكومة في 5 أيلول الجاري، ليس نتيجة تقاطع في المواقف بين رئيس الجمهورية جوزف عون والرئيس بري، إنما أتى نتيجة تراجع تكتيكي من قبل الفريق الأميركي – السعودي، لأن البنتاغون والقيادة الوسطى يتوليان ملف الجيش اللبناني تاريخياً، وأن الجيش كما قطاع المصارف هما الأهم بالنسبة للمصالح الأميركية الإستراتيجية في لبنان، ولذلك كان الرأي الأميركي، بأن الجيش يفتقر إلى العديد وإلى التجهيزات التقنية والتمويل من أجل تنفيذ خطة حصر السلاح، وبالتالي، إذا تمّ زجّ الجيش في صراع مع الشيعة أو مع أي طرف لبناني آخر، سيؤدي إلى تدميره فيما البنتاغون لا يريد خسارة الجيش لأن الصراع المسلح قد يؤدي إلى سيطرة حزب الله على بيروت وإلى خروج الفلسطينيين الحلفاء للحزب من المخيمات، ولذلك تم ّ تأجيل ما يسمى بخطة نزع السلاح وتقرر تنفيذ المرحلة الأولى وهي انتشار الجيش في جنوب الليطاني بعد الإنسحاب الإسرائيلي من التلال، ولكن طالما أن الإسرائيليين لن ينسحبوا ويتحدثون عن إقامة منطقة عازلة، فهذا يعني تجميد ملف حصرية السلاح من الزاوية الواقعية وبصرف النظر عن الشعارات".
ورداً على سؤال، حول ما يتردد من مخاوف من تصعيد إسرائيلي وتوسيع لرقعة الإعتداءات، يتحدث مادايان عن "استحقاقٍ في نهاية تشرين المقبل حيث تنتهي مهلة الإتفاق النووي بين مجموعة الخمسة زائد واحد مع إيران، وبأنه من مصلحة الأوروبيين وواشنطن التوصل إلى اتفاق جديد يضع حدوداً لتخصيب اليورانيوم في إيران، بينما في المقابل يسعى بنيامين نتنياهو إلى توجيه ضربة لإيران وتوريط الأميركيين كما أن إيران مستعدة للقتال، وبالتالي، فإن نتنياهو يعتبر أنه بالتزامن، سيضرب الحزب في لبنان لمنعه من التدخل في الإشتباك الإقليمي، خصوصاً وأنه في الحرب الأخيرة لم يتدخل الحزب ووجد نتنياهو أن عملية سهام الشمال في لبنان قد نجحت، بدلالة عدم دخوله بالمعركة، واليوم هو يرى أن الحزب قد أعاد بناء قدراته وقد يتدخل، ولذلك قد يوجه نتنياهو ضربةً له وهنا مصدر القلق على الوضع الأمني فقط، وليس أي مصدر آخر لأنه من ناحية سوريا، فإن الخطر غير وارد".
وحول انعكاسات الهجوم الإسرائيلي على قطر، يؤكد مادايان أنها "ضربة للسعودية زعيمة مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي، واستهداف لدورها الإقليمي قبل قطر"، مشيراً إلى أن "نتنياهو يواصل اعتداءاته ويسعى إلى اجتياح غزة وإلى ضمّ الضفة الغربية، وهذا هو الخطر المحدق بالمنطقة وليس فقط بلبنان".
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :