اسماعيل النجار...الجامعة العربية تاريخ طويل من العجز والتواطؤ على الأمَّة!.

اسماعيل النجار...الجامعة العربية تاريخ طويل من العجز والتواطؤ على الأمَّة!.

 

Telegram

كتب إسماعيل النجار:
 
منذ تأسيسها عام 1945، حملت الجامعة العربية وعوداً كبيرة لشعوب المنطقة وحدة الصف، نصرة فلسطين، حماية الأمن القومي العربي. لكن الوقائع عبر العقود أثبتت أن هذه المؤسسة لم تكن سوى مظلة شكلية، وظيفتها احتواء الغضب الشعبي لا أكثر.
وكانت دائماً شعارات بلا أفعال،
في كل أزمة عربية نشبت من نكبة فلسطين، إلى غزو لبنان، إلى تدمير العراق، إلى حصار غزة، لم نرَ من الجامعة العربية سوى بيانات إدانة باهتة وعبارات فضفاضة. بيانات لا تشفي غليل الشعوب ولا تغيّر ميزان قوى. قراراتها بقيت حبراً على ورق، حتى صار المواطن العربي يحفظ عباراتها المكرّرة عن ظهر قلب ندين ونستنكر ونحذّر، وحين يُنفَّذ أي قرار يصدر عنها يكون ضد العرب فقط ضد العرب!.
المفارقة الصادمة أن القرارات القليلة التي تحرّكت الجامعة لتنفيذها، كانت غالباً ضد دول عربية لا ضد إسرائيل. نذكر مثالاً تعليق عضوية مصر بعد كامب ديفيد، ثم تعليق عضوية ليبيا وسوريا في أوج محنها، بينما لم تُعلّق يوماً عضوية الكيان الإسرائيلي في أي منتدى دولي شاركت فيه دول عربية تحت مظلة هذه الجامعة.
والتنسيق مع أميركا وإسرائيل حدِّث ولا حَرَج؟. لقد تحوّلت الجامعة مع مرور الوقت إلى ذراع سياسية تخدم الرؤية الأميركية في المنطقة. وواشنطن لم تكن بحاجة إلا لهاتف واحد نحو بعض العواصم الكبرى، حتى تصطف الجامعة في الموقف المطلوب. من حرب الخليج الأولى والثانية، إلى "صفقة القرن"، إلى التطبيع العلني مع الاحتلال، كانت الجامعة العربية جزءاً من غطاء سياسي يبرّر السياسات الأميركية ـ الإسرائيلية.
 ووظيفتها الأميركية هي أداة لتضليل الشعوب!.. الوظيفة الأخطر للجامعة لم تكن عجزها فقط، بل تواطؤها في تضليل شعوب المنطقه. فهي تُبقي نفسها على "واجهة عربية جماعية" وتوهم الناس بوجود بيت جامع، بينما في الحقيقة تحوّلت القاعة الكبرى للجامعة إلى مسرح للخطابات الاستعراضية، والصفقات تُدار في الغرف المغلقة على هوامش القرارات.
ولدينا أمثله كثيرة منها غزة الشاهد على العصر!؟. اليوم، مع المذبحة المستمرة في قطاع غزة ومحاولة القضاء على مليوني إنسان، تكتفي الجامعة ببيانات التذكير بالقوانين الدولية. وكأنها لم تدرك أن نتنياهو لا يعترف بالقانون الدولي أصلاً، وأن الاحتلال لا يرتدع بالتحذيرات الورقية.
الجامعة العربية لم تكن يوماً بيت العرب، بل بيت الطاعة الأميركي، قراراتها الفارغة غطّت على خيبات متراكمة، وكرّست واقعاً يجعل من إسرائيل طرفاً محمياً، فيما تبقى الشعوب العربية مكشوفة بلا مظلة ولا نصير. لقد آن الأوان أن نسأل: هل نحتاج إلى إصلاح هذا الكيان الميت سريرياً، أم أن التاريخ أغلق صفحته، وصار لا بد من إطار جديد يعكس إرادة الشعوب لا إرادة الأنظمة؟.
 
بيروت في،،،   16/9/2025.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram