بمفمهوم العدو الاسرائيلي...الشرق الأوسط ..يد عاملة رخيصة..رأس مال صهيوني..ثروات بخدمة الغرب!!

بمفمهوم العدو الاسرائيلي...الشرق الأوسط ..يد عاملة رخيصة..رأس مال صهيوني..ثروات بخدمة الغرب!!

 

Telegram

في الأدبيات غير المعلنة للمشروع الصهيوني، لا يُنظر إلى الشرق الأوسط ككتلة من الشعوب والثقافات، بل كخزان بشري قابل للاستغلال، وساحة موارد مفتوحة أمام رأس المال الإسرائيلي والغربي. فالمعادلة واضحة: النفط للعالم، القرار لإسرائيل، والعرق للعرب.
 
تقوم الفكرة الإسرائيلية على تبسيط المنطقة إلى ثلاث عناصر:
 
- يد عاملة رخيصة: تُختزل شعوب كاملة إلى مجرّد أدوات إنتاج، يُراد لها أن تعمل بلا شروط، بلا صوت، بلا حقوق حقيقية.
- رأس مال صهيوني: يتحكّم بالاقتصاد، يضخّ استثمارات مشروطة، يشتري الأرض قبل أن يُعطى لها اسم، ويعيد رسم المدن بعيون شركاته الأمنية والتكنولوجية.
- ثروات بخدمة الغرب: غاز، نفط، معادن، شمس لا تغيب... كلها يجب أن تُستثمر بإشراف "العقل الإسرائيلي"، وتُدار من تل أبيب عبر شراكات ظاهرها تنمية وباطنها احتكار.
 
في هذا التصوّر، تتحوّل الدول إلى أسواق استهلاك، وتُقايض السيادة بالأمان، والمقاومة بالتطبيع، والهوية بـ"الاندماج" في شرق أوسط جديد، تقوده التكنولوجيا ويؤمّنه الأمن الإسرائيلي.
 
لكن ماذا عن الشعوب؟ إنها المعادلة المنسية. يُراد لها أن تنسى قضاياها، أن تُشغل بالصراعات الداخلية، أن تتنازل طوعًا عن سلاحها وقيمها ومفاتيح قرارها. يريدون شرقًا بلا مقاومة، بلا ذاكرة، بلا كرامة.
 
هدفهم طمس معالم التاريخ كما تسوية الجغرافيا وجعلنا شعوب لا تعرف علم الحياة إلا كما يريدون ولا نتعرف فيزياء الطبيعة إلا وفق ما يرسمون... وأن نقرأ بكتاب خجول رسموه ولا نفك حروفه إلا بما يسلم لخدمة تفوقهم. فالثقافة عدوهم الأكبر والارادة خطر يهدد وجودهم والتمليك بالهوية أخطر من المفاعلات النووية.
 
الواجب، بمفهومهم، أن تبقى المنطقة شعوب استهلاكية متصارعة غارقة بأوهام الماضي المزور، لا ترى المستقبل إلا كما يقرره الأمريكي، يفرضه الإسرائيلي، تحرسه وديعة استعمارية لمكانة سياسية هدفها السلطة والتوريث ورضا الأمريكي... حل إنجازاتها قمع الشعوب وتنفيذ الأوامر، بيانات بادبيات منمقة خالية من خطة عمل مفخخة بطروحات مذهبية تحاكي الغريزة عند الشعوب، تنتهي عند حدود القاعات قبل أن تدخل بثبات عميق على موائد الخيانة وأطباق التبعية والاستماتة بإرضاء الغرب.
فكيف يمكن أن ننفض هذا الغبار الذي تحولت حوله، وأغرقنا بحفرة عميقة تذر رماد المصالح في عيون الشعوب؟
 
 
      بقلم : الدكتور محمد هاني هزيمة كاتب سياسي وخبير استراتيجي
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram