بايدن يعترف بفشل الحملة العسكرية لتغيير العالم… و"المجتمع المدني" الأفغاني يتعلق بدواليب الطائرات / تل أبيب وواشنطن وباريس ولندن وبرلين تبكي الهزيمة … وموسكو وطهران وبكين وإسلام أباد تستعد / ّ نصرالله وفيروزنيا: المحروقات قريبا "تشاؤل حكومي}? بيرنز وشيا لتطويق مبادرة حزب الله /
استعاد مشهد مطار كابول، مشهد البوابات الحدودية عند انهيار جيش الاحتلال عام 2000 سواء بهروب العملاء الذين توقع الاحتلال ان يصمدوا بالنيابة عنه وهو يهرب ويخذلهم أو الذين قيل لهم إنّ دخول المقاومة سيجلب بحقهم المجازر، ومثله مشهد إخلاء السفارة الأميركية في سايغون بعد الهزيمة في فييتنام عام 1975، وتعلق الهاربين من عملاء واشنطن أو الذين خافوا من حكم الفيتكونغ، وكما في المرتين السابقتين، لكن بصورة أشدّ مأساوية، ظهر آلاف الأفغان وهم يتراكضون في مدرّجات مطار كابول أملاً بالصعود الى إحدى الطائرات الأميركية المغادرة، بينما تعلق بعضهم، وفي مقدمتهم قادة المجتمع المدني الأفغاني بدواليب الطائرات، وسقط بعضهم من ارتفاعات شاهقة على سطوح المنازل في كابول مضرجاً بدمائه، ليكتب النهاية الدرامية لمشروع العبث الأميركي في صناعة الإرهاب واستخدامه وإعادة توظيفه، ومزاعم قتاله، بصورة أضافت بلداً من أربعين مليون نسمة الى لائحة الضحايا للحملات العسكرية الأميركية التي توهّمت إخضاع العالم وإفتااح عهد الزعامة على العالم، في قرن جديد قال الأميركيون إنه نهاية التاريخ مع تعميم النموذج الأميركي بالقوة العسكرية، وهو ما خرج الرئيس الأميركي جو بايدن يعترف بفشله، داعياً لترسيم حدود اللجوء الى القوة العسكرية عند خط الدفاع في مواجهة التعرّض لاعتداءات إرهابية، وليس لتعميم النموذج الأميركي، وإلا تورّطت واشنطن بحرب لا طائل منها ولن تنتهي، رغم إنفاق ثلاثة تريليون دولار، وخسارة قرابة ثلاثة آلاف جندي.
الهلع والحزن والشعور بالمهانة، كانت هي المشاعر التي عبّرت عنها المواقف السياسية والإعلامية الصادرة من تل أبيب وواشنطن وبرلين وباريس ولندن، حيث لا ثقة بالمستقبل بالنسبة لمن يربطون مصيرهم بالسياسات والحروب الأميركية، وحيث الخشية من تكرار المشهد الأفغاني في العراق وسورية، وغيرها من دول العالم، خصوصاً بالنسبة لتل أبيب التي خرج بعض محلليها يتحدثون عن تكرار مشهد العراق بإهداء أفغانستان لإيران، التي اتهمها قادة في الكيان برعاية طالبان والإتفاق معها وتمويلها، بينما في أفغانستان خيّمت على الأجواء احتفالات حركة طالبان بنصرها، مع حذر وقلق يخيّمان على الشرائح التي لا تشارك طالبان مواقفها ونظرتها وتساؤلات عما إذا كان هناك نسخة جديدة من طالبان، ستظهر في المرحلة الجديدة من الحكم، أم تكرار للمشهد القديم، فيما ركزت طالبان حملتها الإعلامية على التأكيد على رغبتها وعزمها على فتح صفحة جديدة تقوم على التشاركية في الحكم واحترام الحريات وحقوق المعارضة، والسعي للانخراط مع المجتمع الدولي بعلاقات قائمة على الاحترام وحفظ السلم والأمن الدوليين ومحاربة الإرهاب.
في بكين وموسكو وإسلام أباد وطهران، وهي عواصم جوار أفغانستان، تعامل مع فرصة يوفرها الانسحاب الأميركي والغربي، يفتح الباب لتعاون اقتصادي وأمني مع حكومة أفغانية جديدة تمثل المكونات الرئيسية للمجتمع الأفغاني وتحترم الحقوق الأساسية للمواطنين الأفغان، تقودها طالبان، لكن دون حروب إلغاء وتصرفات تستعيد مشاهد التجربة السابقة، وفي المقابل تقديم وعود لطالبان إنْ سارت الأمور كما يفترض بمساعدات مادية سخية، ومشاريع استثمارية ضخمة وتعاون أمني وانفتاح سياسي.
تحت ظلال المشهد الأفغاني المدوي ارتبكت صورة قمة بغداد الإقليمية لدول الجوار وتضاربت المواقف العراقية حول دعوة سورية للقمة، بصورة باتت التساؤل حول عقد القمة قائماً بقوة، بينما في لبنان رسم المشهد الجديد كلام الأمين العام لحزب الله وما تلاه من تصريحات للسفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا حول اقتراب موعد وصول المحروقات الإيرانية الى لبنان، ما فسّر الحركة الأميركية المستارعة نحو الضغط لتشكيل الحكومة تفادياً لهذا الخيار، وهو ما حمل السفيرة الأميركية دوروثي شيا الى لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، للضغط لتسريع تشكيل الحكومة، وما نشرته جريدة "الشرق الأوسط" عن زيارة خاطفة لمدير المخابرات الأميركية وليم بيرنز الى بيروت ولقائه بقائد الجيش وعدد من قادة الأجهزة الأمنية لبحث مخاطر الانهيار اللبناني.
في المسار الحكومي عبّر رئيس الجمهورية عن تفاؤل بولادة الحكومة خلال أيام، بينما "تشاءل" الرئيس المكلف موحياً ببقاء عقبات جدية تقف حائلاً دون ولادة الحكومة الجديدة، رغم حديثه عن تقدّم التأليف على الاعتذار، وقالت مصادر مواكبة للمسار الحكومي إنّ الوضع أقرب لسحب اليانصيب، فيمكن ربح الجائزة الكبرى كما يمكن ان تكون النتيجة خسارة كاملة بلا جوائز ترضية لأنّ العقد لا تقاس بحجمها كما لا يقاس التقدم بحجمه ولا بمواضيعه، لأنّ أيّ عقدة مهما بدت صغيرة قادرة على إعادة البحث إلى المربع الأول، وطالما بقيت هناك عقدة ففرضية الفشل والانسداد لا تزال قائمة، فكيف ان كان الباقي عقد وليس عقدة واحدة.
وأكد الأمين العام لحزب الله في كلمة خلال المجلس المركزي في الضاحية الجنوبية أنّ "حادثة التليل المأساوية يجب أن تشكل عاملاً حاسماً في الضغط على المعنيين في تشكيل الحكومة من أجل تشكيل حكومة خلال أيام قليلة".
وأضاف: "نحن في الفوضى والانهيار لكنّ مقدار الفوضى ما زال مقدوراً عليه، الحل في تشكيل حكومة واجتماع الحكومة واتخاذ القرار المناسب في موضوع الدعم والبطاقة التمويلية". وأكد السيد نصرالله أنّ "الطريق الوحيد لمنع الفوضى وإدارة الأزمة هو تشكيل الحكومة، نعم هناك عقوبات وحصار خارجي ومؤامرة خارجية لكنّ مصيبتنا في لبنان أنّ لدينا حصاراً وعقوبات خارجية وعجزاً وفشلاً داخلياً". وأضاف: "ليس لدينا لا سلطة حلّ أزمة ولا حتى سلطة إدارة أزمة، منذ أسابيع الناس تتجمع على محطات المحروقات والناس متروكون لمصيرهم، هذا يعني العجز والفشل، لا يوجد من يعمل أو يتحمّل المسؤولية أو يبادر"، وتابع: "يجب تشكيل حكومة خلال أيام في أسرع وقت ممكن وعلى الجميع تقديم التنازلات المطلوبة".
ونوّه إلى "أنّ أغلب الشركات والمحطات وهؤلاء الذين أخذوا من طريق الناس البنزين والمازوت للمتاجرة به في السوق السوداء هم شركاء في الشجع والطمع، وأن ما حصل منذ عدة أسابيع أن أغلب الشركات كانت تسلم المحطات المحروقات وتخزّن وتحتكر الكثير منها، وأغلب المحطات كانت تبيع للناس وتخزّن وتخبئ، وهناك أناس اشتروا من المحطات عشرات ومئات الغالونات وخزنوا في بيوتهم وفي المستودعات". ووجّه "نداء لكل الذين ما زالوا يخزنون بنزين في بيوتهم والأحياء السكنية، ما تفعلونه جريمة موصوفة وهو حرام وفيه خطر انفجار فعلي، طالما أن هناك احتمال فعلي للانفجار يعني أنك شريك في القتل، هؤلاء مسؤوليتهم الانسانية والأخلاقية والشرعية إخراج هذه المواد من بين الأحياء".
وكما كانت "البناء" كشفت في عددها الصادر قبل أيام من أنّ حزب الله وحلفاءه لن يقفوا مكتوفي الأيدي أزاء الحصار الأميركي الغربي الخليجي على لبنان، لا سيما المحروقات وأنّ السيد نصرالله سيعلن في كلمة له في إحدى ليالي عاشوراء عن أنّ استيراد النفط من إيران أصبح قريباً جداً، قال الأمين العام لحزب الله: "كنا نفضل أن تشتري الدولة اللبنانية الفيول من إيران، لكن بسبب حسابات ترتبط بالأميركيين الذين يضغطون على البلد ويتحملون مسؤولية كل ما يحصل في البلد وهذه الفوضى يديرها الأميركيون من السفارة الأميركية". وأضاف: "متى يأتي المازوت والبنزين؟ أنا قلت عندما تتوقف الدولة عن إحضار البنزين والمازوت "رح نشتغل هالشغلة" وإلا هذه ليست "شغلة" حزب الله بل "شغلة" الدولة"، مؤكداً "أننا إن شاء الله أننا قطعاً سنأتي بالمازوت والبنزين من إيران، قطعاً.. متى؟ هاليومين تلاتة بقلكم، لكن الموضوع محسوم".
وأردف: "نحن لا نترك البلد هكذا ووعدنا ونلتزم بوعودنا"، مضيفاً: "سيدخل البنزين والمازوت إلى لبنان جهاراً نهاراً ونفتخر بتقديم هذه الخدمة لأهلنا وناسنا".
ولفت إلى أن "هناك غرفة تعمل لإيصال البلد للانهيار والفوضى وهناك متواطئون داخليون"، متسائلاً عمّا إذا كان "الذين يخربون محطات توليد الطاقة هم لبنانيون ولديهم شرف وأخلاق وإنسانية؟"، مضيفاً: "ابحثوا عنهم تجدون أن خيوطهم تصل إلى السفارة الأميركية".
وأوضحت مصادر في فريق المقاومة لـ"البناء" أن "حزب الله بإمكانه استيراد النفط من ايران منذ شهور لكنه كان ينتظر أن تقوم الدولة بهذا الأمر من العراق أو من دول أخرى أو النجاح في تأليف الحكومة والبدء بمعالجة الأزمات وفك الحصار الخارجي والإفراج عن المساعدات المالية الخارجية للبنان، لكن أما وقد تفاقمت الأزمات بشكل كبير وتركت تداعيات اجتماعية وأمنية على الشعب اللبناني، وجب على المقاومة التحرك وعدم التخلي عن جمهورها وشعبها كما لم تتخل عنهم في العدوان الإسرائيلي والإرهابي على لبنان وهو انتظر توافر المشروعية الشعبية لهذه الخطوة بعدما ضاق الشعب ذرعاً بأزمة المحروقات"، أما الآن تضيف المصادر فإنّ قرار استيراد النفط الإيراني إلى لبنان قد اتخذ والترتيبات العملانية قد انتهت لكن الحزب يمنح الفرصة الأخيرة المتمثلة بتأليف حكومة جديدة في ظل الأجواء الإيجابية التي تحيط بعملية التأليف، فإما تؤل الحكومة فتنتقل المهمة إلى عاتقها وإذا لم تؤل فسيعلن السيد نصرالله في يوم العاشر من محرم عن موعد نهائي لدخول النفط الى لبنان".
وأكد السفير الإيراني في بيروت محمد جلال فيروزنيا في حديث لقناة "المنار" أنّ إيران تقف إلى جانب الشعب اللبناني وهي مستعدة لتقديم المساعدة له على الصعد كافة. وتحدث عن نتائج ملموسة قريباً بخصوص المحروقات الإيرانية إلى لبنان.
وعاد الهدوء إلى بلدة التليل بعد التوتر الذي ساد خلال اليومين الماضيين نتيجة انفجار خزان البنزين وسقوط عدد من الضحايا والجرحى. وتولّى الجيش والمخابرات التحقيق، كما تمّ الاستماع إلى الجرحى في المستشفيات. وأكد رئيس بلدية التليل أنّ الشهداء هم شهداؤنا وشهداء كل لبنان، معتبراً أنّ العيش المشترك هو أساس لبنان. ولم تعلن القوى الأمنية السبب وراء الانفجار وما إذا كان متعمداً أم لا في ظل التداول بعدة روايات للحادث لم تتضح أي منها الحقيقة. لكنّ مصادر سياسية رسمت علامات استفهام حول الحادث الغامض، مرجحة لـ"البناء" أن يكون مفتعلاً لغايات عدة سياسية، لا سيما أنّ البيانات السياسية والحملات والتحريض خرج بعد الساعات الأولى للإعلان عن التفجير، ما يظهر حجم الاستغلال السياسي فيما سارعت بعض الجهات إلى ربط تفجير التليل بتفجير مرفأ بيروت والمطالبة برفع الحصانة عن النواب، لا سيما نواب عكار. ودعت المصادر الأجهزة الأمنية والقضائية للإسراع في كشف الحقيقة لكي لا يتاح المجال للاستغلال السياسي وتضييع الحقيقة كما يحصل في مسار التحقيق بتفجير المرفأ.
من جهته، لفت وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إلى أنّ "حصيلة ضحايا انفجار التليل هو 27 ضحية، لكن هناك أشلاء لبعض الجثامين لم يتم التعرف اليها حتى الآن، فيما الحالات الحرجة 7". وأشار في حديث إذاعي إلى "إجلاء 3 مصابين بحروق بالغة أمس لمعالجتهم في مستشفيات اسطنبول، بعدما ارتأى الفريقان الطبيان اللبناني والتركي عدم نقل مصاب رابع لأنّ هناك خطراً على حياته، فأُعيد نقله إلى مستشفى الجعيتاوي"، موضحاً أنّ "الخوف من فقدان المازوت والأدوية والمستلزمات الضرورية لمعالجة المصابين هو هاجسنا الآن".
وكان الجيش اللبناني تحرك بدءاً من مساء السبت وشنّ حملة مداهمات على مختلف محطات الوقود على كافة الأراضي اللبنانية وأجبرها على تشغيل خراطيمها وتعبئة المازوت والبنزين للمواطنين ولصالح المستشفيات والأفران وكهرباء زحلة.
وأطلقت مختلف القطاعات الحيوية صرخات مدوية مناشدة الدولة التحرك لإنقاذها من التوقف عن العمل، لا سيما الأفران التي توقف القسم الأكبر منها عن الخبز، وأوضح نقيب أصحاب الأفران في الشمال طارق المير أن "اتصالات جرت خلال الساعات الماضية مع مكتب رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من جهة ومخابرات الجيش من جهة أخرى أفضت إلى إعداد جدول بالأفران التي سيصار إلى تخصيصها بكميات من المازوت".
وأطلقت نقابة مستوردي المواد الغذائية نداء استغاثة ناشدت فيه "المسؤولين وعلى مختلف مستوياتهم بالإسراع في نجدة القطاع وإمداده بما يحتاجه من محروقات من بنزين ومازوت لتأمين استمرار عمله".
وأشارت مصادر مطلعة لـ"البناء" إلى أن "أزمة المحروقات مركبة وتجتمع فيها عدة عناصر لا سيما التهريب إلى سورية والتخزين في المنازل والمحطات والشركات فضلاً عن عدم التنسيق بين الوزارة المعنية أي وزارة الطاقة وحاكم مصرف لبنان الذي اتخذ قراره من دون معرفة التداعيات الامنية والاجتماعية"، مشيرة الى "دور وزارة الطاقة بمراقبة استيراد وكيفية توزيع هذه المادة ومقارنة الكميات المستوردة والمستهلكة في السوق "، وتوقفت المصادر عند "تمرد الحاكم على قرار السلطة السياسية لا سيما رفضه تعليمات رئيس الجمهورية ومجلس الأعلى للدفاع مستغلاً الفراغ في السلطة الإجرائية أي مجلس الوزراء في ظل تحول الحكومة إلى تصريف أعمال فيما مجلس النواب ليس سلطة تنفيذية". وأضافت: "في ظل هذا الفراغ يستغل الحاكم الوضع في اتخاذ قرارات غير واقعية وتمس بالأمن الداخلي اللبناني، لكن عليه أن يعي بأن المحروقات مادة حيوية ولا يجيز له اللعب فيها وتهديد مصير وحياة الشعب اللبناني برمته وحتى لو لم يجيز له القانون الصرف من الاحتياط الإلزامي لدى المصرف". ولفتت إلى أن "العمل بروح القانون يسمو على النص نفسه وبالتالي لا يمكن لقرار يمس بالأمن المعيشي والاجتماعي والسلوكي أن يتخذه فرد من دون السلطات المختصة"، مضيفة: "فقانون النقد والتسليف يفرض على الحاكم المحافظة على الأمن النقدي… فهل حافظ سلامة على أموال المودعين والانتظام المصرفي؟ ؟ ما هي نتيجة السياسات النقدية؟ وألم يكن سلامة يصرف لتغطية الدعم طيلة العقود الماضية من الاحتياط الالزامي؟ لماذا يرفض اليوم".
على الصعيد السياسي، زار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قصر بعبدا أمس والتقى الرئيس عون حيث استكمل البحث في ملف التأليف، وقال ميقاتي عقب اللقاء: "نحاول حل موضوع الحكومة بالطريقة الملائمة للجميع على أن تكون حكومة تواجه الواقع الموجود في لبنان ونريد أن تتضافر الجهود كي تقوم الحكومة بواجباتها". وأضاف: "الحديث مع عون كان بالعمق وستكون لنا لقاءات أخرى هذا الأسبوع ودخلنا بموضوع الأسماء. وتابع: العبرة في النهاية ولن أشرح من هذا المنبر المشاكل الموجودة. وقال: "نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار وليس لدي وقت محدد ولكن المدة ليست مفتوحة".
وأشارت أوساط مطلعة على أجواء اللقاء لـ"البناء" الى "أنه جرى الانتهاء من مرحلة توزيع الحقائب على الطوائف والمذاهب، حيث دخل الرئيسين عون وميقاتي في مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب"، لافتة إلى أن "هذا الأمر يتطلب المزيد من التشاور لحسم أحد الأسماء المطروحة للحقيبة الواحدة، خصوصاً أنّ اتفاقاً حصل لتكون أسماء بعض الحقائب توافقية الداخلية والعدل". وكفت الأوساط أنه "جرى تبادل أسماء بين الرئيسين وسيدرسها الطرفان ويأخذان الوقت الكافي للاتفاق عليها أو تعديلها، ويفترض أن تتبلور الصورة خلال الثمانية والأربعين الساعة القادمة".
وإذ أكدت الاوساط أن "التعاون بين الرئيسين ميشال عون وميقاتي مستمر، وأن المناخ الاجمالي يؤشر إلى استعداد للتفاهم والأخذ والعطاء"، أشارت إلى أن "بعض الأسماء لا مشكلة حولها والبعض الآخر جرى التداول حولها"، مشددة على أنه يجري العمل على تذليل بعض العقبات الناجمة عن المطالب المستجدة لدى الأطراف الأخرى، مؤكدة أن حقيبة الطاقة لا تزال قيد البحث والشؤون الاجتماعية في طريقها إلى المعالجة.
وكان رئيس الجمهورية أعرب عن أمله في أن "نتوصل إلى الحد من الأزمة من خلال تشكيل حكومة جديدة في الأيام القليلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل"، مؤكدا أنّ "رئيس الجمهورية، رغم ما خسره من صلاحيات، إلا أنه شريك في التأليف مع رئيس الحكومة المكلف، وله أن يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية". مؤكداً أنه لن يستقيل وسيقوم بواجباته حتى النهاية ولن يهزه أحد إن في موقعه أو في حرصه على مواصلة محاربة الفساد. وقال أمام زواره في بعبدا: "بدأنا منذ بداية العهد بالعمل والسعي لتحقيق الإنجازات من خلال قوانين تلزيم واستخراج النفط مروراً بحملة تطهير الأرض من الإرهابيين والخلايا النائمة، وصولاً إلى تعزيز السياحة وإجراء الانتخابات النيابية على أساس القانون الانتخابي الجديد، ونأمل اليوم أن نتوصل إلى الحد من الأزمة من خلال تشكيل حكومة جديدة خلال الأيام القليلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل، والمباشرة بالإصلاحات البنيوية والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإعادة بناء لبنان وتنظيمه إدارياً وسياسيا وعلى مختلف الأصعدة".
كما التقى عون سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا، التي قالت بعد اللقاء: "الشعب يعاني والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار. كل يوم يمر دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلا أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية". وتابعت: "نحن نحض الذين يواصلون عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح على وضع المصالح الحزبية جانبا. لقد رحبنا بإطار العقوبات الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان، وستواصل الولايات المتحدة التنسيق مع شركائنا بشأن التدابير المناسبة".
**************************************************************************
الحريري "يفركش" الحكومة مطالب مستجدة للمستقبل والاشتراكي والمردة... و"قديمة" لبري
كلما خطا رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المُكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي خطوة نحو الاتفاق، تبرز عراقيل وعقبات تعيدهما خطوات الى الوراء. فبعدما توافق الفريقان على توزيع الحقائب طائفياً على أن يستكملاها يوم أمس بإسقاط الأسماء عليها، عاد النقاش الى النقطة الأولى، وأشهر كل من عون وميقاتي فيتوات على الأسماء المتبادلة بما ينذر بتعطل العجلات الحكومية. يتزامن ذلك مع بصمات لرئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري بغرض الاطاحة بأي أمل لتشكيل حكومة، وتطويل أمد الأزمة لأشهر مقبلة. عرقلة حريريّة يراها العونيون متكاملة مع قرار حاكم مصرف لبنان رفعَ الدعم عن المحروقات، في سياق السعي إلى إطلاق موجة هجوم جديد على العهد اسوة بما جرى بعد 17 تشرين وبعد تفجير المرفأ
لم تنسحب الايجابية المفرطة المسرّبة عمداً حول قرب تشكيل الحكومة على الاجتماع الذي جمع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي برئيس الجمهورية ميشال عون أمس في قصر بعبدا. أول تجليات ذلك كان خروج ميقاتي بوجه متجهّم ليعلن "بدء الدخول بموضوع الأسماء"، ليُعقّب بعدها أن "نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار". ففيما كانت نهاية الأسبوع الماضي حافلة بالتفاؤل وتذليل العقبات وإسقاط الفيتوات التي فرضها الرئيس السابق سعد الحريري، بدأت مصادر الرئيسين عون وميقاتي تتحدث عن بروز "شروط تعجيزية" مشابهة لتلك التي حالت دون ابصار حكومة الحريري الضوء. يومها، كان السبب الرئيس لعدم التشكيل غياب الضوء الأخضر السعودي للحريري، اضافة الى الخلاف الشخصي الذي طبع علاقة الأخير بكل من عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. اليوم تتخدث مصادر الرئيسين عن بصمات حريرية واضحة للاطاحة بأي أمل لتشكيل حكومة جديدة. هذا الدور التعطيلي لم يكن بالوضوح الذي ظهر عليه في الأيام الأخيرة وقد تزامن مع رفع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الدعم عن المحروقات، ليشتدّ بعد انفجار عكار وما تلاه من تراشق عبر البيانات بين الحريري وباسيل.
أمس، عادت عقارب المشاورات الى الوراء بعد أن كان قد تم الاتفاق على التوزيع الطائفي للحقائب على أن يتمّ استكمالها باسقاط الأسماء عليها. ما حصل، بالميزان العوني، هو "نسف لكل ما جرى النقاش به بين الرئيسين وخطوة الى الوراء لا يمكن فصلها عن السعي لتفجير البلد برفع الدعم وخلق أزمة غير مسبوقة كانت أولى نتائجها انفجار عكار. تلك هي البداية فقط، فثمة معلومات تتحدث عن مخطط للعبث بالأمن وخلق فوضى شاملة للامعان بضرب صورة العهد وتحميله وزر كل مشكلة تحصل في البلد. وقرار رفع الدعم هو إطلاق الموجة الثالثة من الاحتجاجات ضد العهد، بعد 17 تشرين وتفجير المرفأ". أبرز المستفيدين من انهيار الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني ليسا سوى "رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري"، بحسب المصادر العونية التي تضيف: "هما لن يوفرا جهداً لكسر الاتفاق بين ميقاتي وعون الذي كاد يصل الى خواتيمه، قبل أن يقرّر الحريري وبري التصعيد في مسار بدأ بالايعاز لسلامة رفع الدعم مع تأمين التغطية السياسية اللازمة له، واستكمل بنسف اتفاق عون - ميقاتي، لينتهي أول من أمس بقيام بعض الشبان بتكسير واجهة منزل ميقاتي بالتزامن مع عدم حضور القوى الأمنية سوى في وقت متأخر". وفي هذا السياق يتهم مقربون من ميقاتي تيار المستقبل بافتعال هذا التحرّك قبيل يوم واحد من لقاء رئيس الجمهورية لبدء التشاور بالأسماء. وترى مصادر ميقاتي أن هجوم الحريري على عون بعد انفجار التليل كان موجّها نحو الرئيس المكلّف أكثر مما كان موجهاً نحو رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، إذ "كيف تستقيم المطالبة برحيل رئيس الجمهورية مع تغطية تأليف حكومة بالشراكة معه؟".
وتقول المعلومات أن اتصالاً هاتفياً جرى بين عون ميقاتي مساء الأحد، استنكر خلاله رئيس الجمهورية ما حصل، ثم جرت محادثة "ايجابية جداً" بينهما جرى الاتفاق على استكمالها في لقاء الاثنين، "قبل أن ينقلب التفاؤل الى تشاؤم". يتقاطع ما سبق مع ما تقوله مصادر مطلعة على عملية التأليف، حول عدم رغبة حريرية بانجاح مهمة الرئيس المُكلّف لعدة أسباب، أهمها المنافسة بين أي رئيسيّ حكومة والحرب الشرسة على عون. وتشير الى مطالب مستجدة قدّمها كل من تيار المستقبل والاشتراكي والمردة، استدعت تغيير مسودة التوزيع وسط رفض عون لهذا الأمر. وقد علمت "الأخبار" أن زيارة الرئيس المُكلّف الى بعبدا نهار أمس، سبقها الأخبر بزيارة الى عين التينة. وفيما أشارت مصادر قريبة من عين التينة إلى أن بري قبِل بالتخلي عن مرشّحه لوزارة المالية يوسف خليل واقتراح بديل له هو عبدالله ناصر الدين (الملحق الاقتصادي في السفارة اللبنانية في واشنطن)، تحدّثت مصادر أخرى عن ان برّي عاد ليتمسّك باسم يوسف خليل، رغم علمه بأن رئيس الجمهورية يرفضه "لأنه موظف عند رياض سلامة وسيعرقل التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان".
في المقابل، ترى مصادر مقربة من ميقاتي أن عون الذي كان وافق على اسقاط وزارة الطاقة من حساباته، عاد ليطالب بها أو على الأقل المشاركة بتسمية الوزير. كذلك اعترض عون على الأسماء المعروضة لشغل حقيبة الداخلية في موازاة اصرار ميقاتي على تسلّم المردة لوزارة الاتصالات، على أن تؤول التربية للحزب الاشتراكي. يتكلل هذا المشهد بشائعات تتحدّث عن طلب الحريري من ميقاتي الاعتذار عن عدم تأليف الحكومة.
رغم ذلك كله، لا زالت مصادر عون وميقاتي تؤكد أن الوصول الى حلّ مرض للجميع ممكن وأن الطرقات لم تُسدّ بعد، لا بل يمكن تجاوز العقبات المستجدّة. في حين تشير مصادر عونية الى دخول حزب الله على خطّ التسوية بين الرئيسين، يفترض أن تتجلى نتائجها في اليومين المقبلين. وتشير المصادر إلى أن العقد الأساسية تم حلها، وما يجري حالياً ليس سوى وضع اللمسات الأخيرة التي قد تتخللها بعض العقد، لكن حلها ليس مستحيلاً. إلا ان المصادر نفسها تنقسم بين جازم بتأليف الحكومة في غضون ايام، واخرى متريثة خشية "ضياع الفرصة نتيجة تعنّت المتفاوضين".
على خطّ موازٍ، زارت السفيرة الأميركية دوروثي شيا يوم أمس كلّاً من رئيسيّ الجمهورية والرئيس المكلّف "للبحث في تشكيل حكومة بسرعة"، عل حد قولها، مضيفة أن "الشعب اللبناني يعاني والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار، وأن كل يوم يمر دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة، هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلا أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية". ولم تنس شيّأ الترحيب "بإطار العقوبات الجديدة التي اعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان"، مؤكدة أن "واشنطن ستواصل التنسيق مع شركائها بشأن التدابير المناسبة". كلام السفيرة الأميركية "المشجّع" على تأليف حكومة معطوف على حماسة فرنسية مماثلة، تضعه مصادر مطلعة في اطار "النفاق"، اذ لم يسجّل أي دفع جدّي من الدولتين للضغط على حلفائهما للتعاون، وهو ما يُفسَّر بنِية ضمنية للاستمرار بالفراغ الحكومي والاستفادة من انهيار البلد للاستثمار السياسي وتنفيذ الأجندة الغربية باحراق كل من التيار العوني وحزب الله.
من جانبه، اعرب الرئيس عون خلال لقائه "المجلس الوطني للتجمع من اجل لبنان في فرنسا"، عن امله "في ان نتوصل الى الحد من الازمة الراهنة من خلال تشكيل حكومة جديدة في خلال الأيام القليلة المقبلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل"، مؤكدا "ان رئيس الجمهورية رغم ما خسره من صلاحيات الا انه شريك في التأليف مع رئيس الحكومة المكلف، وله ان يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية". وفي ردّ على المطالبة باستقالته وآخرها من الحريري، قال أنه "لن يستقيل وسيقوم بواجباته حتى النهاية ولن يهزه احد ان في موقعه او في حرصه على مواصلة محاربة الفساد". وأضاف: "لبنان لم يشهد مثيلا للازمة التي يعيشها اليوم الا في العام 1916، وهي ازمة ليست ظرفية بل تعود الى التسعينات ما أدى الى افقار البلد والاعتماد على اقتصاد ريعي ضاعف من ديونه وضاءل من فرص العمل فيه"، لافتا الى مساهمة "عدد من الظروف في اشتداد هذه الازمة بدءا من ارتفاع الدين الإجمالي مرورا بالحرب السورية وتداعيات ازمة النزوح على لبنان، ووصولاً الى العجز في الميزان التجاري". وأعاد عون التأكيد على سعيه المتواصل لاجراء التدقيق الجنائي، لافتا الى "انه كلما اقترب الامر من التحقيق كلما زادت الضغوطات لمنعه".
*********************************************************************
إنفجار التليل الكارثيّ … لا يستولد الحكومة!
حتى لو صحت التقديرات الأكثر تفاؤلاً باحتمال استيلاد الحكومة الجديدة بين الخميس والسبت المقبلين، فان ذلك لم يعد كافياً بحجب او تقليل جسامة حجم #حريق #التليل في #عكار فجر الاحد الماضي، تلك المجزرة الأكبر بعد #انفجار مرفأ بيروت التي ازهقت أرواح نحو 27 ضحية كما طاولت بحروقها المتفاوتة الاخطار اكثر من 80 شخصاً.
بعد يومين، بدت البلاد تحت وطأة الوقائع التي تكشفت عنها الكارثة والتي تمثلت في انكشاف مريع للفوضى في ظل ازمة ال#محروقات التي كانت وراء تجمع عشرات الأشخاص من التليل والبلدات المجاورة بمكان اكتشف فيه مخزن بنزين كان الجيش قد افرغ الكثير من الكمية المختزنة فيه، وحين بدأ المواطنون تقاسم الكمية الباقية دوى الانفجار المرعب والحارق وسط ترجيح نظرية ان احدهم اشعل قداحة. واذا كان هذا الانفجار سلط تكراراً وبقوة الأضواء على واقع ال#تخزين وال#تهريب المتفاقم للوقود الى سوريا سواء ثبت ان المتورطين في التخزين كانوا يهربون المادة الى سوريا ام لا، فان الانفجار كشف عمق التداعيات الخطيرة التي تركت البلاد تتخبط فيها تحت تلاعب الجهات المعروفة في أزمة المحروقات بهدف تصفية الحسابات بين السلطة السياسية ومصرف لبنان فجاء الانفجار الدامي ليعيد اسم لبنان خارجياً كبلد منكوب بدولته وسلطته.
ولم تقف حدود التداعيات عند الحصيلة المفجعة وعدم التوصل بعد، كالعادة، الى أي نتائج حاسمة للتحقيقات لجلاء حقيقة اشتعال عشرات الأشخاص بهذا الشكل المريع، بل ان تداعيات سياسية بالغة الخطورة نشأت عن الانفجار وتمدّد لهبه ليحاصر قصر بعبدا في ظل التراشق البالغ العنف الذي حصل بين الرئيس #سعد الحريري و”التيار الوطني الحر” مع انفتاح جبهة عنيفة جداً كادت تتطور الى ما لا يحمد عقباه من حساسيات طائفية. كما ينبغي التوقف عند تطور مفصلي من خلال مبادرة كل من الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى الدعوة الصريحة الواضحة المباشرة الى استقالة رئيس الجمهورية #ميشال عون .
ويمكن القول ان الرئيس عون قدم بنفسه الذريعة الأخطر لإشعال المطالبة باستقالته، اذ اطلق موقفاً خلال ترؤسه اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، بدا كأنه اتهام استفزازي خطير لمنطقة عكار بكاملها باحتضان تيارات متشددة بما يتطابق مع مزاعم حرفية مماثلة لرئيس التيار العوني جبران باسيل الذي وصف عكار بانها أصبحت منطقة خارجة عن الدولة تحت سيطرة عصابات التهريب.
ولعل هذا التطور السلبي الذي استدعى تدخلات أدت الى مبادرة كل من الحريري “والتيار الوطني الحر” الى وقف السجالات العنيفة منعا لتفاقم المناخ المحتقن دفع بعبدا الى المبالغة في تصوير عملية تأليف الحكومة كأنها صارت قاب قوسين او ادنى من الولادة الوشيكة، فيما لم يكن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عقب زيارته لبعبدا امس على وتيرة المبالغة نفسها، بل اتسم تصريحه كما الأجواء القريبة منه بالتحفظ ولو انه لم ينف مطلقا احتمالات الاختراق في وقت قريب.
مسار التأليف
وفي معلومات “النهار” ان اجواء اللقاء امس بين الرئيسين عون وميقاتي لم تكن بحجم وواقع التفاؤل المصطنع الذي عمم قبل الموعد، بل ان الاجتماع كان مشدوداً وان طرح الأسماء من جانب عون اثار تباينات مع ميقاتي لجهة ان معظم من طرحهم عون معروفون بارتباطهم القوي المباشر للتيار العوني.
وأفادت اوساط بعبدا، أن الرئيسين عون وميقاتي دخلا مرحلة إنزال الأسماء على الحقائب التي تم التوافق عليها، وأن هذا الأمر يتطلب المزيد من التشاور لحسم أحد الأسماء المطروحة للحقيبة الواحدة خصوصاً أن اتفاقاً قائماً بأن تكون بعض الحقائب توافقية. وأضافت أنّه تم تبادل أسماء وسيدرسها الطرفان ويأخذان الوقت الكافي للاتفاق عليها أو تعديلها، ويفترض أن تتبلور الصورة خلال 48 ساعة. أمّا بالنسبة إلى بعض الحقائب، فهناك حقيبة أو اثنتان تحتاج المزيد من التشاور، وحقيبة الطاقة لا تزال قيد البحث، اذ يرفض معظم الافرقاء تولي هذه الحقيبة المتفجرة في ظل ازمتي النفط والكهرباء.
وكان عون استبق اللقاء بإعرابه امام وفد زاره عن أمله في أن “نتوصل الى الحد من الازمة من خلال تشكيل حكومة جديدة في الأيام القليلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل”، مؤكدا أنه “لن يستقيل وسيقوم بواجباته حتى النهاية ولن يهزه أحد إن في موقعه أو في حرصه على مواصلة محاربة الفساد”.
اما ميقاتي فأوضح بعد زيارته بعبدا: “ اننا نحاول حل موضوع الحكومة بطريقة تلائم الجميع، وان تكون حكومة قادرة على مواجهة الواقع الحالي . نعلم جميعاً الصعوبات، ونعلم انه يجب ان نكون جميعاً يداً واحدة، وهذا ما اريده، وان تتضافر الجهود قدر المستطاع لان نقوم في هذا الحكومة، بالواجبات والمسؤوليات الكبيرة التي تنتظرنا”. وقال “حصل اليوم حديث بالعمق، وسيكون لنا لقاءات أخرى هذا الأسبوع، وان شاء الله، كما سبق وقلت في احدى المرات: نحكم على الأمور بخواتيمها”. وإذ اكد “اننا دخلنا في الأسماء”. أضاف “أقول ان العبرة في النهاية. ونحن نعمل على حل كل موضوع على حدة، ولا اعلم آخر موضوع كيف سيكون حله. وما استطيع قوله ان نسبة #تشكيل الحكومة اكثر من نسبة الاعتذار، ولكن لا شيء يثبت ذلك “.
وسئل: متى تعتذر ان لم تشكل الحكومة؟
أجاب: “ليس هناك من وقت محدد، قلت انني سأبقى في خدمة هذا البلد. ولكنني اكرر ان المدة ليست مفتوحة، وقد حددتها مع نفسي، ويمكنني ان أقول لكم موعدها بالساعة حين يحين الوقت” .
وجالت السفيرة الاميركية دوروثي شيا على عون وميقاتي واعتبرت “ان الشعب يعاني والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار. وكل يوم يمر دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلا أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية”. وتابعت: “نحن نحض الذين يواصلون عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح على وضع المصالح الحزبية جانبا. لقد رحبنا بإطار العقوبات الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان، وستواصل الولايات المتحدة التنسيق مع شركائنا بشأن التدابير المناسبة”.
التليل
في غضون ذلك عاد الهدوء امس إلى بلدة التليل بعد التحركات الغاضبة التي حصلت الاحد نتيجة انفجار خزان البنزين وسقوط عدد من الضحايا والجرحى. وتولّى الجيش والمخابرات التحقيق، كما تم الاستماع إلى الجرحى في المستشفيات. ولفت وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن إلى أنّ “حصيلة ضحايا انفجار التليل هو 27 ضحية، لكن هناك أشلاء لبعض الجثامين لم يتم التعرف اليها حتى الآن، فيما الحالات الحرجة 7”. وأشار إلى “إجلاء 3 مصابين بحروق بالغة أمس لمعالجتهم في مستشفيات اسطنبول، بعدما ارتأى الفريقان الطبيان اللبناني والتركي عدم نقل مصاب رابع لأن هناك خطراً على حياته، فأُعيد نقله الى مستشفى الجعيتاوي”. ونوّه حسن بـ “كفاية الأطقم الطبية في لبنان”، موضحاً أن “الخوف من فقدان المازوت والأدوية والمستلزمات الضرورية لمعالجة المصابين هو هاجسنا الآن”.
*********************************************************************
التفاؤل الحكومي “فالصو”: العقد على حالها
عون “لن يتزحزح”… و”راحت عاللي راح” في التليل!
“انمحت الملامح والجسد متفحم”… عبارة تدمي القلوب وتهزّ عروشاً وتطيح رؤوساً عن كراسيها رددها شقيق الشهيدين العسكريين حسن وفياض شريتح اللذين قضيا في انفجار صهريح التليل، لكنها في “الغابة” اللبنانية على حد توصيف رئيس الجمهورية ميشال عون للبلد، لم تهزّ شعرة في رؤوس المسؤولين بل زادتهم غياً فوق غيّهم وإمعاناً في استدراج المزيد من عروض “عزرائيل” الجهنمية تفجيراً وتهجيراً وحرقاً وقهراً للناس.
من “نيترات الأمونيوم” المخزنة في المرفأ إلى “ليترات البنزين” المخزنة في التليل، يواصل آب اللهاب الفتك باللبنانيين وحصد أرواحهم على مذبح أكثرية متسلطة على السلطة والبلد وتتعامل مع شعبها على قاعدة “راحت عاللي راح… ومنكمل باللي بقيوا”. وبهذا المعنى كان ردّ رئيس الجمهورية حاسماً على الداعين إلى رحيله بالتأكيد على أنه لن يتزحزح عن كرسي الرئاسة “حتى النهاية”، مبشراً اللبنانيين بأن ما قام به في عهده “سيكمله الرئيس الجايي”!
ولأنّ مجزرة التليل تحتاج إلى “تنفيسة” تتماهى مع متطلبات موجة الضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة على السلطة، سارع أهل الحكم إلى ضخ أجواء تفاؤلية في الفضاء الحكومي، فتقاطع تشديد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله على وجوب التأليف خلال 3 أيام مع إشارة عون إلى أنّ الحكومة “على وشك” الولادة خلال الأيام المقبلة، ليتسارع المد التفاؤلي قبل أن يصطدم بـ”نقزة” عبّر عنها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي إثر لقائه رئيس الجمهورية، مفضلاً “الحكم على الأمور بخواتيمها”، في إشارة إلى تلمسه الاستمرار في سياسة وضع العصي في دواليب التشكيل.
وإذ أكد ميقاتي أنّ النقاش دخل مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب، أعاد التذكير من قصر بعبدا بأنّ “المدة ليست مفتوحة” أمام محاولاته للتأليف مؤكداً أنه حدد لنفسه سقفاً زمنياً ولن يكشف عنه حتى “يحين الوقت”. وعلقت مصادر مواكبة للاتصالات الحكومية على “الإفراط في الحديث بالإيجابيات” الذي ساد خلال الساعات الماضية بالإشارة إلى أنّها “أجواء مصطنعة “فالصو” لا تستند إلى أي أساس ملموس”، وأضافت: “العقد لا تزال على حالها والرئيس المكلف قدم لرئيس الجمهورية تركيبة مكتملة تشمل اسقاط الحقائب على الطوائف والمذاهب، وتتضمن بعضاً من الاسماء، لكن الإشكاليات حول توزيع الحصص استمرت لا سيما وأنّ عون رفض توزيعات وزارية معينة”.
وكشفت المصادر أنّ “رئيس الجمهورية طرح اسماً عونياً لتولي حقيبة العدل فرفضه ميقاتي، كما طرح إعطاء وزارة البيئة للحزب التقدمي الاشتراكي بدل الشؤون الاجتماعية”، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ “ما يطرحه عون “خربط” كل ما كان وعد به الرئيس المكلف الكتل النيابية التي سمته”، فضلاً عن أنّ “عقدة الداخلية لم تُحل لجهة تحديد او الاتفاق على الاسم الذي سيتولاها، بالإضافة إلى إشكالية وزير المالية التي لا يريد عون أن يتولاها يوسف خليل ويصرّ عليه رئيس المجلس النيابي، ومسألة توزيع بعض الحقائب الخدماتية التي لم تُحسم بعد”.
وتزامناً، أكدت مصادر واسعة الاطلاع أنّ “الضغوط الخارجية باتت كبيرة جداً في سبيل تشكيل الحكومة”، وأشارت إلى أنّ زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا إلى قصر بعبدا تصب في هذا الاتجاه، كاشفةً أنّ “الرسالة نفسها حملها أيضاً وليام بيرنز رئيس الـ”cia” الى بيروت منذ ايام (الخميس الفائت) حيث التقى في بيروت قادة الأجهزة الامنية وشدد على وجوب عدم انهيار الوضع الأمني في لبنان”.
**********************************************************************
“الجمهورية”: محرقة التليل: عون لن يستقيل .. واشنطن تستعجل الحكومة .. والإيجابيات نظرية
يُقال عن آب إنّه لهّاب بحرارة شمسه الحارقة، لكنّه بالنسبة الى اللبنانيين شهر الحزن والإكتئاب. بين 4 آب 2020 والزلزال الكارثي في مرفأ بيروت، و15 آب 2021 ومحرقة التليل في عكار، حزن على صفّ طويل من الشهداء والضحايا المحروقين.
وبينهما سلطة ملطّخة بدم الأبرياء، صارت سبباً للاكتئاب، وعنواناً للفشل الوقح، وماخوراً لنوعية مخزية من الحكام، زلّطت البلد وجوّعت أهله وافقرتهم، لا تملّ ولا تكلّ عن المحاضرة بالعفة والتشدّق بالحرص والشعارات الكاذبة، فيما هي لا ترى في هذا الجحيم سوى حقيبة وزارية!
وفي محاذاة هذه السلطة، كيديّات سياسية تسمّي نفسها احزاباً وتيارات، وظيفتها فقط صبّ الزيت على النار، والتسلّق على ظهر الفاجعة، أيّ فاجعة، لتبث مناخاً حربيّاً في البلد، وتمارس أوسخ وأقبح شعبوية تحريضية طائفية ومذهبية تستجدي من دم الشهداء والضحايا اصواتاً في صناديق الانتخابات النيابية!
الفاجعة الأكبر من كارثة المرفأ، ومحرقة التليل، وزلزال الأزمة التي تخنق اللبنانيين، هي أن كلّ هؤلاء يسبحون في دم الأبرياء. فلو كنّا في دولة يحترم فيها أي من هؤلاء المتسلّطين والمكايدين نفسه، لكانت جمعتهم المصيبة وتشاركوا في مواجهتها، وكشف المجرمين والمتورطين والمشاركين والمتسببين بها، لا أن يجهّلوا المجرم عن قصد أو عن غير قصد، ويحولوا المصيبة على جاري عادتهم منذ بداية الأزمة، حلبة تسجيل نقاط على بعضهم البعض، وجبهات لمعاركهم الشخصية والسياسية والانتخابية، ويستولدوا منها اسباباً لمصائب اكبر تجهز على ما تبقّى من بلد مفجوع في الصميم.
بالأمس، كان البلد يعدّ ضحاياه في محرقة التليل، وذووهم يلملمون اشلاءهم الممزقة او المتفحمة، فيما كان الخطاب السياسي المتبادل في أسوأ تجلياته، منخرطاً في معركة تصفية حسابات وتقاذف المسؤوليات، بدا معها لبنان وكأنّه يطرق باب الحرب الاهلية؛ خطاب طائفي مقيت، وخطاب سياسي يتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور، يتناسى اصحابه أنّ الناس كلّهم صاروا شهداء أحياء مختنقين بثاني أوكسيد الكيديات والسياسة الخرقاء البلا قيم وبلا أخلاق.
محرقة التليل هزّت لبنان، وعمّ الغضب كلّ الأرجاء، ليس عليها فحسب، بل على جريمة التنكيل المتمادية باللبنانيين، التي انتزعت منهم اساسياتهم، وجعلت لبنان الدولة الأكثر فقراً وعوزاً في العالم. والسؤال أمام هذا الواقع المرير، هل ستهتز ضمائر القابضين على هذا البلد ويوقفوا هذه الجريمة، ويفرجوا عن الحكومة، لعلّها تتلمّس ما قد ينجّي لبنان من كوارث أكبر وأفظع مرشحة لأن تحدث في أي وقت، في ظل هذا الفلتان الضارب على كلّ المستويات؟
التليل: هدوء
وفيما تمّ أمس، تنكيس الاعلام حداداً على شهداء محرقة التليل، شهدت البلدة هدوءاً ملحوظاً، أعقب التحرّكات الغاضبة التي سادت ما بعد الانفجار، فيما اعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن، أنّ «حصيلة ضحايا انفجار التليل هو 27 ضحية، لكن هناك أشلاء لبعض الجثامين لم يتمّ التعرف عليها حتى الآن، فيما الحالات الحرجة 7».
وأشار في حديث إذاعي إلى «إجلاء 3 مصابين بحروق بالغة لمعالجتهم في مستشفيات اسطنبول، بعدما ارتأى الفريقان الطبيان اللبناني والتركي عدم نقل مصاب رابع، لأنّ هناك خطراً على حياته، فأُعيد نقله الى مستشفى الجعيتاوي». ونوّه حسن بـ «كفاية الأطقم الطبية في لبنان»، موضحاً أنّ «الخوف من فقدان المازوت والأدوية والمستلزمات الضرورية لمعالجة المصابين هو هاجسنا الآن».
وتابع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كارثة انفجار بلدة التليل في عكار، واطلع من راعي الابرشية المارونية المطران يوسف سويف على الجهود المبذولة من اجل احتواء هولها على المتضررين وعلى أبناء المنطقة، شاجباً حالة الفوضى الهدّامة التي تفتك بلبنان، وداعياً السلطة السياسية والاجهزة الامنية والقضائية الى تحمّل مسؤولياتها لضبط الاوضاع وإحقاق الحق، مشدّداً على ضرورة احترام ارواح الشهداء وإبعاد هذه الحادثة الأليمة عن اي توظيف طائفي او بازار سياسي.
صدام التيارين
وقد كان لافتاً للانتباه في هذا السياق، الصدام السياسي العنيف بين الرئيس سعد الحريري وتيار «المستقبل» من جهة، و»التيار الوطني الحر» من جهة ثانية، الذي اشتعل فجأة، وانتهى فجأة بإعلان الطرفين نيتهما عدم التصعيد والدخول في سجال، علماً انّهما استخدما في صدامهما تعابير غاية في القساوة، حيث حمّل الرئيس الحريري رئيس الجمهورية مسؤولية الانهيارات والفلتان والفوضى، ودعاه الى الاستقالة، ووجّه اليه ما سمّاها نصيحة قال فيها: «أكتفي بتوجيه كلمتين لفخامة الرئيس وصهره لأقول: ارحل الآن واحفظ لآخرتك بعض الكرامة، لانك لن تجد قريباً سفارة تؤويك وطائرة تنقلك فوق اجنحة الهروب من لعنة التاريخ».
وردّ التيار بقساوة على الحريري واتهمه بالاستثمار وقال: «يا ليتك تعلّمت أن تستثمر في الأعمال والسياسة وفي الخير للأحياء، على غرار استثمارك في الدماء. ويا ليتك أدركتَ أنّ استثمار الدم قصير ولا يأتي بالخير لناسك. حلّك تتعلّم! ألا يكفي انّك غطّيت نوابك تخزيناً وتهريباً، كما غطّيت اللجنة الموقتة للمرفأ لـ28 سنة بسوء الادارة والفساد والهدر، حتى تسارع زوراً الى التباكي على دماء هي من صنع يديك! ونصيحة أخيرة: أقلع عن محاولات دس الفرقة ودق الأسافين. يلفظ الله كل من يستسهل إيقاظ الفتنة، تلك التي أشدّ من القتل!».
وبالتوازي مع ذلك، صدرت دعوة لاستقالة رئيس الجمهورية، من حزب الكتائب، الذي اعتبر في بيان لمكتبه السياسي «انّ اي محاولة لتعويم مجلس النواب الحالي ورئيس الجمهورية، عبر الاستمرار في تغطيتهما، باتت مؤامرة على لبنان واللبنانيين وتطيل عمر الفساد والعجز والفشل، وتغطي مشروع إبقاء القبضة الميليشيوية على مقدّرات البلد، وما على النواب ورئيس الجمهورية سوى الرحيل فوراً، بعدما اعلن الشعب اللبناني مقاطعتهم ومحاصرتهم في مجلس النواب ومنازلهم على السواء».
عون لن استقيل
وفي موقف لافت، قال رئيس الجمهورية امام وفد «المجلس الوطني للتجمع من أجل لبنان» في فرنسا، أنّه لن يستقيل، وسيقوم بواجباته حتى النهاية، ولن يهزّه احد في موقعه او في حرصه على مواصلة محاربة الفساد.
واكّد عون، انّ «نضالنا مستمر من اجل إعادة بناء هذا البلد، رغم كل الصعاب والمواجهات التي تعترضنا وحملات التضليل والشائعات».
واعرب عن امله «في ان نتوصل الى الحدّ من الأزمة الراهنة من خلال تشكيل حكومة جديدة في خلال الأيام القليلة المقبلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل، والمباشرة بالإصلاحات البنيوية والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإعادة بناء لبنان وتنظيمه إدارياً وسياسياً وعلى مختلف الأصعدة»، مؤكّداً «انّ رئيس الجمهورية، رغم ما خسره من صلاحيات، الّا انّه شريك في التأليف مع رئيس الحكومة المكلّف، وله ان يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية».
ايجابيات شكلية
هذه الأجواء، أرخت بثقلها على الملف الحكومي، وشاعت في الساعات الاخيرة اجواء ايجابية اوحت بأنّ تشكيل الحكومة بات قاب قوسين او ادنى من أن تصدر مراسيم الحكومة، وفي مهلة لا تتجاوز يوم غد الاربعاء. وفي السياق ذاته، يندرج ما أبلغه مصدر سياسي رفيع الى وكالة «رويترز» قوله، انّ ثمة تطورًا ايجابياً في ملف تشكيل الحكومة اللبنانية.
الّا انّ اللقاء العاشر الذي عُقد بالامس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، خفّف من زخم الإيجابيات، واوحى بأنّ العِقد ما زالت موجودة وتتطلب لقاءات اخرى بين الرئيسين.
وقال ميقاتي بعد اللقاء: «نحاول حل موضوع الحكومة بالطريقة الملائمة للجميع، على أن تكون حكومة تواجه الواقع الموجود في لبنان، ونريد أن تتضافر الجهود كي تقوم الحكومة بواجباتها». واضاف: «الحديث مع عون كان بالعمق. وستكون لنا لقاءات أخرى هذا الأسبوع، ودخلنا بموضوع الأسماء».
وتابع: «العبرة في الخواتيم، ولن أشرح من هذا المنبر المشاكل الموجودة».
وقال رداً على سؤال: «نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار، ولا وقت محدداً لديّ، ولكن المدة ليست مفتوحة».
وكان ميقاتي قد قال في حديث تلفزيوني، «انّ شاء الله الحكومة قريبة وأتأمل خيراً، واذا ما قدرت أعمل حكومة فليتفضل أحد غيري، وليس لديّ رفاهية الوقت، والمهلة ليست طويلة».
واشار ميقاتي الى انّه «قدر المستطاع الشخص المناسب سيكون في المكان المناسب. ويوسف خليل اذا لم يكن لديه الكفاءة سيتمّ اختيار شخصية اخرى لوزارة المالية».
الحقائب لم تُحسم
وبحسب معلومات «الجمهورية» من مصادر موثوقة، انّ موضوع الحقائب الوزارية، سواء السياديّة او غير السياديّة لم يُحسم بعد بصورة نهائية حتى الآن، ومن شأن ذلك أن يؤخّر في ولادة الحكومة لفترة اضافية.
وإذ اشارت المصادر الى ما سمّتها ليونة عكسها الرئيسان عون وميقاتي في ما خصّ وزارتي الداخلية والعدل، الّا انّ الصعوبة تكمن في توزيع الحقائب الخدماتية الاساسية على القوى السياسية، حيث لم يتمّ الاتفاق على حسم اي منها حتى الآن. فالعقدة هنا اي حقيبة ستُسند الى الارمن، واي حقيبتين ستُسندان الى الدروز، ولمن ستؤول الحقيبة «الدسمة» هل لوليد جنبلاط ام لطلال ارسلان، واي حقيبتين ستكونان من حصة تيار المردة، واي حقيبة للحزب القومي، واي حقيبة اساسية ستُسند الى الشيعة (من حصة حزب الله) الى جانب المالية. فالمسألة ما زالت «مخربطة»، اضافة الى المسألة الجوهرية التي تتصل بالثلث المعطّل، والذي لم ُعن الطاولة بعد.
الاسماء
وعلمت «الجمهورية»، انّ الرئيسين في لقاء الامس، تباحثا بشكل اولي بعدد من الاسماء، على أن يعودا الى استكمال البحث فيها في اللقاء المقبل، بعد ان يكون كل طرف قد حدّد موقفه من هذه الاسماء، وخصوصاً انّ من بينها من يفترض ان يكون توافقياً بين الرئيسين.
وفي هذا السياق، اعربت مصادر سياسية عن خشيتها من ان تشكّل الاسماء سبباً لتأخير اضافي في تأليف الحكومة، جراء ما سمّتها المصادر «الفيتوات المسبقة» التي يطرحها الفريق الرئاسي على بعض الاسماء، وعلى وجه الخصوص ما يتصل بوزارة المال. وهو أمر يبدو وكأنّه يستفز طرفاً بعينه، وتحديداً الرئيس نبيه بري الذي لا يقبل بأن يُفرض عليه اسم معيّن، كما لا يقبل أن يصادر اي كان حقه في أن يسمّي وزيره للمالية.
48 ساعة
وقال مرجع مسؤول مواكب لمشاورات التأليف لـ»الجمهورية»، «بناءً على ما ما توفّر من معطيات فإنّ تشكيل الحكومة ينبغي الّا يتأخّر إلى ما بعد نهاية الاسبوع الجاري، وخصوصاً انّ الرئيسين عون وميقاتي يصرّحان بأنّهما مستعجلان واقتربا كثيراً من التفاهم على حكومة. لكن ما لمسناه حتى الآن لا يشي بقرب انفراج، لأنّ العِقد لم تُذلل حتى الآن. وبالتالي فإنّ الامور معلّقة على الساعات الثماني والاربعين المقبلة، واعتقد انّها فرصة كافية اذا كانت النيات صافية وصادقة، لتذليل كلّ العِقد، وإن تأخرنا اكثر من ذلك فلا أمل بفرج قريب».
آخر المعلومات
وفي رواية لمصادر مطلعة، أن اللقاء بين عون وميقاتي انتهى الى وضع لائحتين إسميتين بمجموعة من الأسماء لمجموعة من الحقائب العادية، وإن مجموعة الأسماء المتداولة لبعض الحقائب وخصوصاً للداخلية والدفاع ليست دقيقة، حتى أن إسماً لإحداهما لم يرد لا في التشكيلة القديمة للحريري ولا في تشكيلة ميقاتي.
كما عُلم أن حلولاً تم التوصل اليها لبعض الحقائب التي كانت تشكل عقدة في اللقاءآت الاخيرة ومنها ما انتهت اليه اتصالات الساعات الماضية: حقيبة الشؤون الاجتماعية تكرست من حصة رئيس الجمهورية، ونال الاشتراكي حقيبة التربية بدلاً منها، وسجّل تهرّب كبير من حقيبة الطاقة بعد تخلّي التيار البرتقالي عنها.
وعرضت حقيبة الاتصالات على المردة والأشغال على «حزب الله» فلم يردّ المردة جواباً بعد، وتخلّى «حزب الله» عن الصحة لميقاتي لقاء نيله الأشغال.
ولم تُحلّ عقدة اسم وزير المال يوسف خليل، فهو لا «معلّق ولا مطلّق» وسط غموض في موقف بري من الإصرار عليه، أو لجهة استبداله بأي شخصية أخرى.
واتفق الرئيسان على عقد لقاء آخر في الساعات الـ 24 المقبلة بعد أن يُنهيا اتصالاتهما.
دخول اميركي
وسبق اللقاء بين الرئيسين زيارة قامت بها السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا الى كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، حاملة دعوة الى التسريع في تشكيل الحكومة، ومحذّرة من أنّ التأخير سيتسبب بأضرار اضافية على الشعب اللبناني.
واعتبرت شيا أنّ «الشعب اللبناني يعاني، والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار. إنّ كل يوم يمر دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلاً أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية».
وتابعت: «تتشارك الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في تقديم الدعم المباشر للبنانيين، وسنواصل القيام بذلك. وفيما أقف هنا، لديّ زملاء يعملون على المساعدات التي أعلن عنها الرئيس بايدن للمساعدة، حيث فشلت الخدمات الأساسية… هذه مسؤولية الحكومة، لكننا نعلم أنّ الشعب اللبناني ليس بإمكانه الانتظار».
واضافت: «نحن نحث الذين يواصلون عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح على وضع المصالح الحزبية جانباً. لقد رحبنا بإطار العقوبات الجديدة التي اعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان، وستواصل الولايات المتحدة التنسيق مع شركائنا بشأن التدابير المناسبة». وختمت شيا: « لبنان يحتاج إلى قادته لاتخاذ إجراءات إنقاذ عاجلة، وهذا لا يمكن أن يحدث دون حكومة ذات صلاحيات تركّز على الإصلاح وتبدأ في تلبية احتياجات الشعب وتباشر العمل الجاد من أجل التعافي الاقتصادي».
تضامن فرنسي
من جهتها، أعربت فرنسا عن تضامنها التامّ مع ذوي ضحايا الانفجار الذي وقع أمس في منطقة عكار ومع المتضرّرين منه. وتقدّمت بأخلص تعازيها إلى ذوي الذين قضوا فيه.
وأشارت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، إلى أنّ «فرنسا ستؤازر اللبنانيين في مواجهة هذه المحنة الجديدة التي يجب الكشف عن جميع ملابساتها»
كما دعت «جميع القادة اللبنانيين إلى الاسراع في اتّخاذ القرارات التي يتطلبها النهوض بالبلد في أسرع وقت ممكن».
مجلس الكنائس
ورأى مجلس كنائس الشرق الأوسط في بيان، أنّ «الحال التي وصل إليها الوضع وتوجت بكارثة الانفجار والحريق في منطقة عكار، تستدعي اتخاذ تدابير غير عادية لمعالجة الظروف التي تخطّت بأشواط ما يمكن وصفه بغير الطبيعي وغير المقبول».
وقال: «الفوضى العارمة التي تتسم بها مجريات الأمور اليوم، إن لم تتم معالجتها بإجراءات جذرية، فإنّها قد تكون مقدّمة للتفكّك النهائي للمجتمع والدولة، مما يؤول إلى ما لا تحمد عقباه ويحوله إلى جائزة ترضية في أي تسويات دولية محتملة».
*******************************************************************
ميقاتي: احتمال تشكيل الحكومة أكبر من احتمال الاعتذار
السفيرة الأميركية ترحب من القصر الرئاسي بإطار عقوبات أوروبية على لبنانيين
رحبت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا من القصر الجمهوري في بعبدا أمس، بإطار العقوبات الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان، محذرة من أن التأخر في تأليف حكومة تنفذ الإصلاحات العاجلة يهدد بانزلاق الوضع المتردي أصلاً إلى كارثة إنسانية. وفشلت محاولتان منذ عام لتشكيل حكومة جديدة تخاطب المجتمع الدولي وتنفذ الإصلاحات المطلوبة لاستدراج مساعدات دولية إلى لبنان تضعه على سكة الإنقاذ. وبعد اعتذار السفير مصطفى أديب في العام الماضي، واعتذار الرئيس سعد الحريري في الشهر الماضي عن مهمة تأليف الحكومة، سمى البرلمان اللبناني الرئيس نجيب ميقاتي الذي عقد تسع جولات من المحادثات، آخرها أمس، مع شريكه الدستوري في التأليف رئيس الجمهورية ميشال عون.
وقال ميقاتي عقب خروجه من لقاء مع عون هو التاسع منذ تكليفه بتأليف الحكومة: «نحاول حل موضوع الحكومة بالطريقة الملائمة للجميع على أن تكون حكومة تواجه الواقع الموجود في لبنان ونريد أن تتضافر الجهود كي تقوم الحكومة بواجباتها». وأشار ميقاتي إلى أن «الحديث مع عون كان بالعمق»، لافتاً إلى أنه «سيكون لنا لقاءات أخرى هذا الأسبوع»، مشيراً إلى «أننا دخلنا بموضوع الأسماء». وتابع: «العبرة في النهاية ولن أشرح من هذا المنبر المشاكل الموجودة». وقال ميقاتي: «نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار ولا وقت محدد لدي ولكن المدة ليست مفتوحة».
وإثر تفاقم الأزمات، وغداة انفجار خزان للمحروقات في عكار في شمال لبنان أسفر عن مقتل 28 شخصاً، زارت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والرئيس اللبناني ميشال عون حيث قدمت تعازيها للخسائر بالأرواح والإصابات الخطيرة والمعاناة جراء انفجار عكار الأحد.
وقالت شيا إنها بحثت مع ميقاتي «الجهود اللبنانية لتشكيل حكومة بسرعة»، كما بحثت الملف نفسه مع عون. وجددت تأكيدها «الطابع البالغ الإلحاح للوضع»، موضحة أن «الشعب اللبناني يعاني والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار».
وقالت شيا إن «كل يوم يمر دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلاً، أكثر فأكثر، إلى كارثة إنسانية».
ولفتت شيا إلى أن «الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يتشاركان في تقديم الدعم المباشر لشعب لبنان»، متعهدة بمواصلة ذلك. وأضافت «فيما أقف هنا، لدي زملاء يعملون على وجه السرعة على المساعدات التي أعلن عنها الرئيس بايدن مؤخراً حيث فشلت الخدمات الأساسية، المنقذة للحياة في بعض الأحيان. هذه مسؤولية الحكومة لكننا نعلم أن الشعب اللبناني ليس بإمكانه الانتظار».
في موازاة ذلك، حثت شيا «أولئك الذين يواصلون عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح على وضع المصالح الحزبية جانباً». وقالت: «لقد رحبنا بإطار العقوبات الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان، وستواصل الولايات المتحدة التنسيق مع شركائنا بشأن التدابير المناسبة». وقالت إن لبنان يحتاج أن يتخذ قادته إجراءات إنقاذ عاجلة، «وهذا لا يمكن أن يحدث دون حكومة ذات صلاحيات تركز على الإصلاح وتبدأ في تلبية احتياجات الشعب وتباشر العمل الجاد من أجل التعافي الاقتصادي». وقالت: «لن يحدث ذلك دون قيادة، لكن بإمكانه أن يحدث».
وكان الاتحاد الأوروبي، أقر أواخر الشهر الماضي إطاراً قانونياً لنظام عقوبات يستهدف أفراداً وكيانات لبنانية ما من شأنه أن يوفر احتمال فرض عقوبات على المسؤولين عن تقويض الديمقراطية وحكم القانون في لبنان.
*************************************************************************
الحكومة تتعثّر.. وشيا على خط التأليف ونفط حزب الله!
النكبات تتوالى وعون «لا يهتز».. وجرائم المحروقات من الفوضى إلى التهريب والتخزين
في عهد الانهيارات والتفجيرات والانفجارات عض اللبنانيون، مرة أخرى، على جراحهم، بعد الانفجار الآثم، الذي وقع فجر الأحد في بلدة التليل العكارية، شمال لبنان، وأودى بحياة 27 مواطناً وإصابة 79 آخرين بجروح وحروق بليغة، مع الإحتياجات الطبية والمساعدات المشكورة من بعض الدول الشقيقة والصديقة، على خلفية المحروقات الخاضعة لسلطة وزارة الطاقة، التي يقف على رأسها وزراء من التيار الوطني الحر منذ العام 2015.
إلا أن الطامة الكبرى برزت في انفضاض الاجتماع العاشر بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي من دون التوصل إلى نتائج عملية، جعلت عملية التأليف مؤرجحة بين صدور المراسيم أو الخروج من حلبة التكليف، مع أن الرئيس المكلف أكد لدى خروجه من اللقاء مع رئيس الجمهورية أن ما يستطيع قوله: إن نسبة تشكيل الحكومة أكثر من نسبة الاعتذار، ولكن لا شيء يثبت ذلك.
وفيما لا تزال مصادر بعبدا، تسرب اجواء إيجابية عن اللقاء الاخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وتاكيدها بأن مسار تشكيل الحكومة الجديدة، يأخذ طريقه باتجاه اكتمال التأليف، لوحظ ان تصريح الرئيس المكلف ميقاتي بعد اللقاء، كان يوازي بين التحفظ والتفاؤل الحذر، مع حرصه على الاشارة الى انه، مايزال متمسكا بموعد محدد لمهمته لن يتجاوزه، مايؤشر بنظر مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة، الى ان ثمة عقبات، ماتزال تعترض عملية التشكيل.
وفيما نقلت المصادر عن اوساط بعبدا، انه تم تبادل لائحتين للاسماء المرشحة للتشكيلة الوزارية خلال اللقاء وانه، تم تذليل عقدة وزارة الشؤون التي يصر عليها رئيس الجمهورية، باعطاء حقيبة التربية للاشتراكي، فيما لم تحل عقدة وزارة المال بعد لاستمرار تمسك بري بصراحه للوزارة، في حين يرفض معظم الاطراف تولي حقيبة الطاقة أيضا. وفي اعتقاد المصادر ان مسار تشكيل الحكومة، مايزال يراوح مكانه، ضمن دائرة الشروط والمطالب المتجددة التي يطرحها الرئيس عون الذي، يقدم مطلبا جديدا في كل مرة ما يعيد البحث في كل الاسماء من جديد.
واعتبرت انه لو ان هناك نوايا سليمة من قبل رئيس الجمهورية لتسريع تشكيل الحكومة العتيدة، لتم تجاوز العديد من العقد والصعوبات بسرعة، لمواجهة تسلسل الاحداث المتسارعة ووضع حد لها. الا ان ما يحصل العكس، وابدت المصادر خشيتها من تكرار مسلسل التعطيل المتعمد الذي اتبع مع الرئيس سعد الحريري سابقا، مع ميقاتي الذي يحرص على كتم تفاصيل مشاوراته مع عون حتى المقربين، أملا في تخطي هذه العراقيل قريبا.ولاحظت المصادر، ان عدد لقاءات رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف، بات يقترب من معدل عدد اللقاءات التي عقدها عون مع الحريري سابقا، الامر الذي لا يبعث على الارتياح ويؤشر إلى نوايا مبيتة وسلبية بالنسبة لعملية التشكيل عموما.
ولاحظت المصادر ان رئيس الجمهورية، لا يعطي الرئيس المكلف اجوبة نهائية على الافكار والطروحات المعروضة لحل العقد، وهو يطلب باستمرار مهلة للتمعن فيها ودراستها مع فريقه السياسي، اي رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي لوحظ استنادا الى عاملين في بعبدا، انه يجتمع مع رئيس الجمهورية، قبل اي لقاء يعقد الاخير مع الرئيس المكلف وبعده، كما حصل بالامس تحديدا.
وقالت مصادر سياسية مواكبة لعملية تأليف الحكومة لـ«اللواء» أن التفاؤل الحذر لا يزال يطغى على ملف التأليف، وإن اللقاء العاشر بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف دخل في مرحلة الأسماء على الحقائب التي حصل توافق حولها وأشارت إلى ان هذه المرحلة تتطلب المزيد من التشاور لا سيما أن هناك أكثر من اسم مرشح للتوزير في كل حقيبة.
وكشفت أن النقاش يدور حول الأسماء لبعض الحقائب الوزارية لا سيما تلك التي تم التفاهم على أن تكون توافقية. وأشارت إلى أن الرئيسين عون وميقاتي تبادلا وجهات النظر في ما خص الأسماء ويدرسها الطرفان على أن ياخذا الوقت الكافي للاتفاق عليها أو تعديلها من أجل قيام تفاهم حولها ويفترض أن يتبلور ذلك في الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وأوضحت أن هناك أسماء لا مشكلة حولها وأخرى يتم التداول بها وتحتاج إلى أخذ ورد. وعلم أنه لم يتم التأكد ما إذا كانت هناك وجوه جديدة ستوزر او ستعود وجوه قديمة سبق لها أن وزرت وقدمت مثالا جيدا في العمل الحكومي.
وقالت المصادر إن التعاون مستمر والمناخ الإجمالي يؤشر إلى أن هناك استعدادا للتفاهم وهناك تشاور واخذ ورد.
وفهم أنه لا تزال هناك حقيبتان تشكلان محور تشاور وبالتالي لن يتم البت بهما بسبب وجود مطالب مستجدة لبعض الفرقاء بتم العمل على تذليلها وهي محور نقاش من أجل الحلحلة لا سيما أن هؤلاء الفرقاء يبدون اهتماما ببعض الوزارات. وفهم أيضا أن وزارة الطاقة لا تزال محور نقاش في حين أن وزارة الشؤون الاجتماعية في طريقها إلى الحل. ولفتت المصادر إلى أن رغبة تأليف الحكومة سريعا لا تزال قائمة.
وأفادت أن الوضع في عكار احتل حيزا من البحث وكان تأكيد مشترك على ضرورة معالجته.
اما أوساط مراقبة فعكست اجواء غير مريحة للقاء لاسيما أن هناك شروطا جديدة فرضت كما أن هناك أسماء غير مقبولة لدى الطرفين، مشيرة إلى أنه لا بد من انتظار بعض الوقت وترقب التحركات المقبلة في حين لم يحدد موعد جديد للقاء عون وميقاتي في الوقت الذي يتردد فيه أن الاجتماع بينهما قد يحصل في أي وقت.
وسجلت المصادر المعنية الملاحظات التالية على موقف رئيس الجمهورية:
1- وضع فيتو على اسم يوسف خليل لوزارة المالية، مع العلم ان الثنائي الشيعي لا يضع مثل هذا الفيتو. وقيل إن الرئيس نبيه بري أبلغ الرئيس ميقاتي تسمكه بترشيح خليل للمالية.
2- وضع فيتو على اسم اللواء مروان زين لوزارة الداخلية.
وعلى الرغم من نفيه أن يكون في بعبدا، قبل وأثناء لقاء الرئيسين، فان مصادر مراقبة شككت بنفي النائب جبران باسيل أن يكون وراء إعادة عقارب الساعة إلى الوراء في اللقاء العاشر في قصر بعبدا.
وكان الملف الحكومي حضر في لقاءسن، الأول السبت الماضي، بقي بعيداً من الإعلام، وكانت أجواؤه ايجابية، استكمل فيه البحث في بعض الطلبات الوزارية المستجدة من افرقاء آخرين مشاركين في الحكومة.
وقال ميقاتي بعد اللقاء: نتقدم من اهالي التليل بالتعازي. ونحاول حل الموضوع بالطريقة الملائمة للجميع، على أن تُشكل حكومة تواجه الواقع الموجود في لبنان. ونريد أن تتضافر الجهود كي تقوم الحكومة بواجباتها. واضاف: الحديث مع الرئيس عون كان بالعمق وستكون لنا لقاءات أخرى هذا الأسبوع ودخلنا بموضوع الأسماء.
وتابع: العبرة في النهاية ولن أشرح من هذا المنبر المشاكل الموجودة. لكن نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار ولا وقت محدد لديّ ولكن المدة ليست مفتوحة.
وكان قد عُقِد اجتماع بعيدا عن الاعلام السبت بين الرئيس عون والرئيس ميقاتي، استكملا خلاله البحث في التشكيلة الحكومية، وذكرت مصادرمتابعة للإجتماع ان الاجواء كانت ايجابية، وان الرئيس ميقاتي سيستكمل معالجة بعض الطلبات الوزارية المستجدة من افرقاء آخرين مشاركين في الحكومة.
وقد كثّف ميقاتي حركته السياسية خلال اليومين الماضيين واجرى إتصالات مع الأطراف الممثلة في مجلس النواب، للوقوف عند آرائهم حيال موضوع التسميات بعدما باتت مسألة التوزيعة في الحقائب مُنجزة تقريباً، ولرغبته في إنجاز «مسودة حكومية كاملة»، لعرضها على رئيس الجمهورية.
وعلمت «اللواء» ان الدخول في مرحلة الاسماء يتطلب المزيد من التشاور لاسيما وان هناك بعض الحقائب توافقية. لذلك طرحت اسماء ودار بحث حولها وتبادل اسماء وسيُعطي الرئيسان الوقت الكافي لدرسها والاتفاق عليها. لأن البحث في الاسماء يأخذ عادة بعض الوقت.لذلك الامور تسير على نحو جيد ولكن ببطء.
وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية مطلعة في حديث مع الميادين نت إن «عون وميقاتي اقتربا من التوقيع على مرسوم تأليف الحكومة اللبنانية العتيدة». وأكدت المصادر أنه «إذا لم يحدث شي كبير وفوق العادة فإن الحكومة الجديدة ستولد خلال أيام على أبعد تقدير، إلا إذا اُعيد خلط الأوراق وتعقيد الموقف في اللقاءات التي يجريها عون وميقاتي هذين اليومين حول الحكومة».
وأضافت المصادر عينها أن «تسليم حزب الله وحركة أمل أسماء الوزراء المرشحين للوزارة من قبلهما يعتبر مؤشراً جدياً على التقدم في عملية التأليف التي دخلت مرحلة البحث في الأسماء، بعدما جرى تذليل عقدتي حقيبتي الداخلية والعدل، اللتين كانت تمثلان جوهر التعقيدات المحلية في مقاربة كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف».
وكشفت أن «الحقائب السيادية ستظل موزعة على الطوائف الكبرى على غرار توزيعها في الحكومة المستقيلة، ويبقى الانتهاء من تثبيت الحقائب التي ستعطى لتيار المردة وحلفائه التي تعتبر أوساط رئيس الحكومة المكلف أنها قابلة للحل».
وفي التحركات السياسية ايضا، التقى عون امس، سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا، التي قالت بعد اللقاء: «التقيت صباحاً رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي حيث بحثنا الجهود اللبنانية لتشكيل حكومة بسرعة، وقد بحثنا الموضوع نفسه مع الرئيس عون.
أضافت: الشعب يعاني والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار. كل يوم يمر من دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة، هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلا أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية.
وتابعت: «نحن نحضّ الذين يواصلون عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح على وضع المصالح الحزبية جانبا. لقد رحبنا بإطار العقوبات الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان، وستواصل الولايات المتحدة التنسيق مع شركائنا بشأن التدابير المناسبة.
واعتبرت شيا أن «لبنان يحتاج إلى قادته لاتخاذ إجراءات إنقاذ عاجلة، وهذا لا يمكن أن يحدث دون حكومة ذات صلاحيات تركز على الإصلاح وتبدأ في تلبية احتياجات الشعب وتباشر العمل الجاد من أجل التعافي الاقتصادي».
وعلم ان مهمة شيا ركزت على امرين: الحكومة والعقوبات وبواخر المحروقات التي يعتزم حز بالله ايصالها من ايران الى لبنان.
الى ذلك، أعرب الرئيس عون عن أمله في أن «نتوصل الى الحد من الازمة من خلال تشكيل حكومة جديدة في الأيام القليلة، برغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل»، وقال خلال استقباله امس المجلس الوطني للتجمع من أجل لبنان في فرنسا: أن رئيس الجمهورية، برغم ما خسره من صلاحيات، إلا انه شريك في التأليف مع رئيس الحكومة المكلف، وله ان يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية.
اضاف: أن نضالنا مستمر من أجل إعادة بناء هذا البلد، برغم كل الصعاب والمواجهات التي تعترضنا وحملات التضليل والشائعات، وقال: لن استقيل وسأقوم بواجباتي حتى النهاية، وآمل أن تبدأ معي مرحلة إعادة إعمار لبنان نفسيا وماديا على ان يستكملها الرئيس الجديد في وقت لاحق.
واكد سعيه المتواصل لإجراء التدقيق الجنائي. وقال: كلما اقترب الأمر من التحقيق زادت الضغوط لمنعه. الفساد وليد الذهنية المافيوية كما أثبتت الوقائع على مر العصور، وهناك ما تحقق أخيرا لجهة رفع السرية المصرفية».
وكان رؤساء الحكومات السابقين اجتمعوا صباح الأحد الماضي عبر تقنية زوم، واعتبروا ان المصيبة التي حلت بعكار، هي «واحدة من مظاهر سقوط الدولة اللبنانية وتلاشيها، وبالتالي وجوب مبادرة رئيس الجمهورية، وكل الأطراف السياسيين الفاعلين فوراً إلى فك العقد التي لا تزال تحول دون تأليف الحكومة حتى الآن».
وفي سياق حكومي، قال رئيس تيّار المردة النائب السابق سليمان فرنجية (مستقبل ويب) ان «ليس هدفنا المشاركة في الحكومة»، موضحاً: «لكن هذا لا يعني اننا نتهرب من المسؤولية، ولا نقبل ان نكون شرابة خرج».
رسالة عون للمجلس
على صعيد آخر، وبعد رفض الرئيس دياب دعوة عون الى عقد جلسة لمجلس الوزراء للبحث في رفع الدعم عن المحروقات وتأثيراته السلبية، وجّه عون رسالة يوم السبت الى مجلس النواب «بواسطة الرئيس نبيه بري طلب فيها مناقشة الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي استجدّت بعد قرار حاكم مصرف لبنان وقف الدعم على مواد وسلع حياتية وحيوية وما نتج عنه من مضاعفات، وذلك لاتّخاذ الموقف أو الإجراء المناسب في شأنه». وسيتقرر اليوم الموقف من الرسالة بعدما يتبلغها الرئييس بري.
وحسب مصادر مقربة من عين التينة، فان رئيس المجلس ملزم بالدعوة للجلسة طبقا للمادة 145 من النظام الداخلي خلال ثلاثة ايام من تسلمه رسالة رئيس الجمهورية (علما ان بري لم يستلم حتى الان الرسالة ومن المتوقع ان يتسلمها اليوم، لان المجلس يومي السبت والاحد في عطلة، بالإضافة الى يوم امس تزامنا مع عيد انتقال السيدة العذراء)، وتقول ان اي اجراء او موقف سيتخذه المجلس هو يمثابة توصية لحث الحكومة وان تصريف اعمال على التحرك، وكما حصل مع الرسالة الاولى المتعلقة باتهام الحريري بصفته الرئيس المكلف انذاك، ومطالبة المعنيين بتشكيل الحكومة فورا، وعدم تهرب التسلطة التنفيذية من مسؤولياتها وتحميلها العبء للمجلس.
وعليه، فان دعوة بري قد تكون خلال اليومين المقبلين، مع الاخذ بالاعتبار مصادفة يوم عطلة لمناسبة عاشوراء، مع الاشارة الى ان نصاب الجلسة سيبقى رهن الاخذ والرد، بعد مقاطعة الكتل المسيحية الجلسة التي دعا اليها بري حول مناقشة العريضة النيابية المتعلقة بانفجار المرفا.
كارثة إنفجارالتليل
توالت الكوارث على لبنان وهذه المرة بفعل طمع تجار السوق السوداء ومهربي المحروقات حيث انفجر خزان بنزين في بلدة التليل في عكار خلال تجمع نحو مئتي شخص قربه بعد مصادرة الجيش له، ما ادى الى استشهاد نحو 29 شخصا بينهم عسكريين وإصابة نحو مائة شخص بحروق اكثرها بليغة وفقدان بين ثمانية وعشرة اشخاص، وجرى نقل عدد من المصابين بحروق شديدة الى مستشفى الجعيتاوي المختص بالحروق، وحصل تدخل عربي ودولي لنقل المصابين بالحروق فتم نقل عدد منهم مساء امس الاول الى تركيا وتم ارسال مواد إسعافية للحروق من عدد من الدول.
وكان الجيش قد صادر الخزان العائد للمدعو علي صبحي الفرج(الموقوف منذ اشهر بتهمة التهريب الى سوريا) كان موضوعا في قطعة ارض لمواد البناء تخص المدعو جورج الرشيد، واخذ منه حمولة صهريج وترك الباقي لتوزيعه على المواطنين الذين تهافتوا من قرى المنطقة لتعبئة ماتيسّر، لكن تردد ان احد الاشخاص وقد يكون والد صاحب الخزان او احد اتباعه ازعجه اجراء الجيش بتوزيع البنزين مجانا فاطلق رصاصة بإتجاه الخزان فتسربت منه المادة، بينما ذكرت معلومات اخرى ان احد الاشخاص كان يحمل قداحة او سيجارة سقطت منه فاشتعل البنزين وانفجر الخزان.وقدباشرت القوى الامنية التحقق في مسببات الحادث واوقفت الرشيد والفرج وعددا من المقربين منهما للتحقيق.لكن الرشيد ادلى بتصريح مصور نفى فيه علاقته بالخزان. وذكر في التسجيل المصور حيثيّات الإتصال الذي جرى مع والد علي حيث أكّد فيه عدم علمه بوجود مادة البنزين على أرضه وطالبوالد علي بسحب المحروقات، كما نفى جورج أن يكون إبنه أطلق النار كما يُشاع على بعض وسائل الإعلام حيث أنّ إبنه لا يملك أيّ سلاح كما أنّ العائلة بأكملها لا تملك أسلحة.
ونتيجة للكارثة هاجم اشخاص غاضبون منزل الرشيد في بلدته التليل واحرقوه. وهددوا نواب المنطقة بالحساب.كماجرت احتجاجات امام منازل الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس وبيروت وبعض نواب عكار، تخللتها مناوشات مع القوى الامنية لا سيما بعدما عمد المحتجون على تحطيم زجاج مدخل منزل ميقاتي.وعاد الهدؤ نهار امس الى التليل فيما استمرت مديرية مخابرات الجيش في التحقيق وتم الاستماع الى بعض الشهود والجرحى.
وفي اول تحرك رسمي، عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا طارئاً بعدوة من الرئيس ميشال عون وحضره رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان ديب، تلا بعده الامين العامللمجلس اللواء محمود الأسمر مقررات المجلس وجاء فيها:
– الطلب الى الأجهزة العسكرية والأمنية ضبط الوضع العام في منطقة عكار لتفادي أي فلتان أمني، حماية لمصالح المواطنين وسلامتهم.
– إبلاغ وزارة الصحة فتح المستشفى المخصص للحروق في صيدا،والطلب من وزيري الصحة والطاقة العمل على تأمين المشتقات النفطية اللازمة لتأمين عمل المستشفيات.
– رفع الإنهاء النهائي من المجلس الأعلى الى الحكومة لاصدار مرسوم يتعلق بمراقبة مصادر الطاقة لمدة شهر من قبل البلديات.
ولم تنتهِ الكارثة عند هذا الحد فتلتها مباشرة كارثة سياسية تمثلت بتبادل تيار المستقبل والتيار الوطني الحر الاتهامات عن مسؤولية نواب الطرفين في عكار بحماية المهربين، اسعد درغام من التيار ووليد البعريني ومحمد سليمان من المستقبل، وجرت حملة واسعة بين الطرفين لمدة يومين توجها الرئيس سعد الحريري بتعليق دعا فيه الرئيس ميشال عون ال الرحيل، وانتهت ببيانين منهما بوقف التراشق الاعلامي.
وأصدر «تيار المستقبل» بياناً أشار فيه إلى أنه «كارثة عكار كشفت المستور السياسي ومحاولة القاء التبعات على المنطقة واهلها وصولاً للمطالبة باعلانها منطقة عسكرية بدل اعلانها منطقة منكوبة، وفي المستور ايضاً تأجيج الخطاب الطائفي لغايات في نفس رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل».
وأضاف ولأن «عكار أقوى من أن تستدرج الى الفتنة، وهي بكافة مواطنيها وبلداتها تتشبث بالعيش المشترك والسلم الاهلي، ولن تسمح لاي طابور داخلي او خارجي بكسر وحدتها وتضامنها، فان تيار المستقبل وعملاً بتوجيهات مباشرة من الرئيس سعد الحريري، يدعو كافة المحازبين والناشطين والانصار الى التعبير عن التضامن مع اهلنا المنكوبين بالوسائل السلمية، وتجنب الانجرار لاجواء التحريض على كل صعيد».
كما صدر عن التيار الوطني الحر بيان جاء فيه: قطعاً لطريق الفتنة التي ينتهجها النائب سعد الحريري عن سابق إصرار وتصميم من مقرّ عمله المجهول المكان، مستخدماً لسان السوء إياه، سننقطع اليوم عن أي سجال معه، إحتراماً لدماء الشهداء وآلام المتألمين. حمى الله لبنان من الفتنة الطائرة من مقار السفارات على جناح الاستثمار والعمولة.
المحروقات
على صعيد المحروقات، أكد رئيس مجلس إدارة «الكورال» و»ليكوي غاز» أوسكار يمين لـ»لبنان الكبير» ان هناك «باخرتين مازوت قرب الشاطىء، الاولى تابعة لنا والثانية لشركة uniterminal تحويان ٨٠ مليون ليتر من مادة المازوت وباخرة تابعة لنا محملة ب ٤٠ مليون ليتر من مادة البنزين لا نستطيع تفريغها قبل الاتفاق على التسعيرة والمنصة الجديدة التي يفترض ان يحددها لنا الحاكم بالاتفاق مع وزارة الطاقة ولم نأخذ موافقة ولو شفوية عليها».
وقال: «المخزون الموجود حاليا ينتهي بعد أيام قليلة وعليهم ان يحسموا الامر سريعا بخصوص البواخر الجاهزة لأنهم يعلمون انه لدينا قدرة تشغيلية وتسليمية عالية بحدود ال٢٠ مليون يوميا، وهي الكمية التي تكفي لتغطية كافة سوق الاستهلاك».
والى ذلك، علم موقع «لبنان الكبير» من مصادر خاصة أن «حزب الله» بدأ فعليا بإدخال البنزين والمازوت المستورد إلى لبنان بعدما وصلت ناقلة النفط الايراني إلى مصفاة بانياس في سوريا.
وتتولى صهاريج نقل المحروقات براً إلى لبنان ليتم تفريغها في محطات «الأمانة» التابعة لـ»حزب الله». وسيتراوح سعر صفيحة المازوت ما بين ٥٥ ألف ليرة إلى ٦٥ ألف ليرة.
وانسحبت البلبلة التي تسبب بها قرار رفع الدعم عن المحروقات، على الأرض حيث طوق مشهد طوابير الذل امام المحطات، الاراضي اللبنانية من شمالها الى جنوبها وصولا الى البقاع، حيث تصطف السيارات كيلومترات لمحاولة التزود ببعض الوقود، هذا إن توافر.
وأعلنت المديرية العامة للنفط والمصرف المركزي في بيان، أن «بعد التواصل بين وزارة الطاقة والمصرف المركزي، توافق الطرفان على ان يتم تسديد ثمن المخزون من المحروقات الموجود حاليا لدى الشركات المستوردة على سعر صرف 3900، وعليه يطلب من الشركات المستوردة للنفط تسليم السوق المحلي بالمحروقات مع إعطاء الاولوية للمستشفيات، مصانع الأدوية والامصال، الأفران، المطاحن، المرافق الحيوية، وذلك عبر جداول تصدر عن وزارة الصحة ووزارة الاقتصاد والتجارة واعتماد جدول تركيب الاسعار الصادر نهار الاربعاء الفائت، على ان تستمر كل الوزارات والادارات والاجهزة الامنية وفق صلاحياتها بمراقبة التوزيع والتزام الاسعار الرسمية المعتمدة لمنع التهريب والتخزين والبيع عبر السوق السوداء».
إلى ذلك،واصلت القوى الأمنية عمليات دهم المحطات المقفلة، حيث تتم مصادرة المواد المخزنة من بنزين ومازوت»، وتوزيعها على المستشفيات والأفران والمواطنين.
وفي الإطار، دهمت قوى من مخابرات الجيش في مركز مرجعيون محطات المحروقات كافة في المنطقة، وعمدت الى فتحها بعد الكشف على المخزون، كما دهمت القوى الامنية في الكورة محطات المحروقات كافة في القضاء، حيث عمدت الى فتحها جميعها بعد الكشف على المخزون فيها. كذلك، دهمت قوة من مخابرات الجيش محطات المحروقات في قضاء حاصبيا، وعمدت الى فتحها بعد الكشف على المخزون.
وأضافت قيادة الجيش في تغريدة عبر الحساب الرسمي على تويتر بأنه تم «مصادرة 25500 ليتر من مادة البنزين المخزنة في احدى المحطات في بلدة بوارج و53000 ليتر من محطة في ضهر البيدر، وستوزع كمية 57000 ليتر من مادة المازوت التي تمت مصادرتها من محطة في بلدة لالا – البقاع الغربي على المولدات والمشاريع الزراعية بحسب التسعيرة الرسمية»
ودعا الجيش للتبليغ عن اية محطة وقود عمدت الى تخزين مادتي البنزين والمازوت واقفلت أبوابها أو أي جهة تبيع البنزين أو المازوت في السوق السوداء، عبر الاتصال على الرقم 117».
ووزّع الجيش اللبناني 4000 ليتر من احتياط المحروقات لديه على مئتين واربعين صيادا في منطقة العبدة، استنادا الى لوائح اسمية تم اعدادها، فيما صادر فوج التدخل السادس في البقاع 400 ألف ليتر من المازوت في البقاع الأوسط، ويعمل على توزيعها لصالح المستشفيات والافران وكهرباء زحلة.
وفي السياق، ضبط الجيش كمية كبيرة من المازوت في مزارع تابعة لابراهيم صقر في محيط مطار رياق موضوعة داخل خزانات مطمورة تحت الارض. وكان الجيش قد نشر ايضا عبر موقعه على تويتر فيديو وهو يصادر 400 طن من مادة المازوت وقام بتوزيعها على عدد من المستشفيات والافران والبلديات والمزارعين. كما تم ضبط أكثر من 200 الف ليتر في شرق بعلبك، وسيتم أيضا توزيعها على المستشفيات والافران، ضمن حملة المداهمات التي ينفذها الجيش على محطات الوقود واماكن تخزينها.
كذلك، أعلنت قوى الأمن الداخلي عبر «تويتر» أنّ دوريّة من فصيلة صور ضبطت حوالى 45 ألف ليتر من مادّة البنزين و32 ألف ليتر من مادة المازوت في إحدى المحطّات، كما كشفت عن مواسير وهميّة تُستخدم للتلاعب بقياس كمية المحروقات المُخزّنة، وتمّ إجبار صاحب المحطّة على فتحها وتعبئة الوقود للمواطنين كما تمّ استدعاؤه للتحقيق بناءً لإشارة القضاء.
بالتزامن، صادر عناصر من أمن الدولة كمية كبيرة من غالونات البنزين من منزل اللبناني ع.ح في بلدة دير عامص في قضاء صور ويجري التحقيق بإشراف القضاء المختص.
وداهمت دورية من دائرة أمن عام النبطية بمؤازرة دورية من الامن الإقليمي في الجنوب في الامن العام، محطة دياب ترحيني في بلدة عبا، حيث تم العثور على كمية 4500 ليتر في خزاناتها، ويمتنع صاحبها عن فتحها وبيع المواطنين. وأنه بناء على اشارة النائب الاستئنافي العام في النبطية القاضي عباس جحا تم ختم المحطة بالشمع الاحمر وإحالة صاحبها الى التحقيق.
583718 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 706 اصابات جديدة بفايروس كورونا، مما رفع العدد التراكمي إلى 583718 إصابة مع تسجيل 6 حالات وفاة.
************************************************************************
عكار تلملم «اشلاء» ضحايا المجزرة…تحذيرات امنية من «الانهيار الشامل»
«مضبطة» اتهام نصرالله تحرك شيّا : تحذير من التعاون النفطي مع ايران !
تعقيدات حول حصة «المردة» والاشتراكي» تعيد مفاوضات بعبدا الى «الحذر»
ابراهيم ناصرالدين
فيما تلملم عكار اشلاء ضحاياها، وتتحرك السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا على خط التهويل والتحذير من «خطورة» التعاون النفطي مع ايران، عاد تاليف الحكومة الى «مربع» التفاؤل الحذر بعد جرعة مفرطة بالتفاؤل نهاية الاسبوع الماضي على وقع «مجزرة» المحروقات، وعاد «شيطان التفاصيل» ليزيد منسوب القلق من تفريط المعنيين بالتشكيل بالفرصة المتاحة للتشكيل خصوصا ان العقد الجديدة عنوانها حصص بعض الاحزاب والقوى في الحكومة، وفي مقدمتها حصتا «المردة» «والاشتراكي»، والى ان يتبلور المشهد الحكومي خلال ال48 ساعة المقبلة، تتوالى الانهيارات الاقتصادية والامنية في البلاد، شبكة كهرباء لبنان خارج السيطرة والعتمة شاملة، ولا يبدو ان الفيول العراقي سيكون متاحا قبل مطلع ايلول في ظل تعقيدات ادارية مع المصرف المركزي العراقي المعترض على احدى شركات التكرير، طوابير «الذل» على المحطات غير مسبوقة، مخزون الشركات لا تكفي الا لثلاثة ايام، وبعدها ستفقد المحروقات من الاسواق في ظل عدم توصل المصرف المركزي ووزارة الطاقة الى حل حيال التسعيرة التي سيتم اعتمادها للاستيراد مع اصرار الحاكم رياض سلامة على عدم التراجع عن رفع الدعم، الغاز وصل الى «الخط الاحمر» والمستشفيات تزودت بكميات من المازوت تكفيها لبضعة ايام فقط، فيما الافران تعمل يوما بيوم على وقع مصادرة الجيش ملايين الليترات التي يوزعها على القطاعات الحيوية…في الخلاصة ايام معدودة قبل الانهيار الشامل اذا لم يحصل انفراج سياسي، يضع البلاد على «سكة» الخلاص.
فوضى شاملة؟
وفي هذا السياق، حذرت مصادر أمنية رفيعة المستوى، من الفوضى الشاملة، واشارت الى ان تحرك الجيش اللبناني في كافة المناطق اللبنانية جاء على خلفية التحلل السياسي والامني، وقد اتخذ القرار في اجتماع اليرزة الاخير والذي ضم كافة قادة القوى الامنية «بالضرب من يد من حديد» بعدما تقاطعت التقارير الامنية الداخلية والخارجية على نقطة محورية تفيد بان الأمور تجاوزت «الخط الاحمر» بعدما تحولت البلاد الى «حارة كل من ايدو الو»، وسط تقديرات بان الانفلات الأمني الشامل بات «قاب قوسين او ادنى».. وتحذر تلك الاوساط من استمرار الفراغ السياسي وعدم تشكيل حكومة قريبا جدا، لان القوى العسكرية لن تكون قادرة على الاستمرار طويلا في حالة الاستنفار القصوى على مختلف الاراضي اللبنانية، وستتعرض للانهاك اذا لم تبدأ عملية جدية للانقاذ الاقتصادي تريح الجو العام في البلاد،وهذا يعني حكما ان التدهور المرتقب سيكون خطيرا للغاية ودون «كوابح»، وقد وضعت هذه التحذيرات على «طاولة» مجلس الدفاع الاعلى وكل من يعنيهم الامر وبيدهم «الحل والربط».
«استياء» شيا
في غضون ذلك، حرك الخطاب الاخير للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الدبلوماسية الاميركية في بيروت على خلفية تعهده القاطع باستيراد البنزين والمازوت من ايران، فسفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا التقت الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، ورئيس الجمهورية ميشال عون، ووفقا لمصادر مطلعة، طلبت السفيرة الموعدين تحت عنوان الاطلاع على الجهود الآيلة لتشكيل حكومة جديدة، لكن الدبلوماسية الاميركية عبرت للرئيسين عن «استياء» بلادها من الاتهامات الموجهة «لعوكر» من قبل حزب الله بادارة الانهيار في لبنان.
تحذير من التعاون مع ايران
وفي رد على «مضبطة» اتهام السيد نصرالله، لفتت الى ان الادارة الاميركية حريصة على التاكيد بانها لا ترغب في انزلاق البلاد الى الفوضى، ولا تسعى الى الانهيار، وطالبت بتفسيرات حيال «البطء» في عملية «الولادة» الحكومية. اما الامر الاكثر الحاحا في زيارتها فكان «الاستفسار» عن جدية التعاون مع ايران في مجال المحروقات، محذرة من مخاطر التعاون مع بلد تفرض عليه بلادها عقوبات «صارمة»، ما قد ينعكس سلبا على الاقتصاد اللبناني المنهك الذي لن يكون خارج دائرة هذه العقوبات، في المقابل سمعت شيا كلاما واضحا في القصر الجمهوري عن عدم وجود اي ترتيبات رسمية من الدولة حيال هذا الملف، مع التحذير في المقابل من ترك لبنان يغرق في ازماته ما سيفتح «الابواب» امام جهود غير رسمية لايجاد الحلول في قطاع حيوي يضع انهيار البلاد امام الفوضى الشاملة. اما الرئيس ميقاتي فنفى علمه بوجود نية لدى الدولة اللبنانية في استيراد المحروقات من ايران.
«التهويل» باسرائيل؟
وما لم تقله شيّا، خلال زيارتها «التحذيرية» نقله زوار السفارة الاميركية في بيروت الذين اكدوا ان «الاجواء» في عوكر تشير الى وجود قرار اسرائيلي جدي وليس «مناورة» لمنع تحول ايران الى منقذ للاقتصاد اللبناني، وجزمت ان حزب الله لن يستطيع الحصول على وقود من طهران لان الاسرائيليين سيمنعون ذلك ببساطة سواء تم ذلك عبر شاحنات أو سفن عبر العراق وسوريا!
وكانت السفيرة الاميركية قد اكدت بعد لقاء عون ان الشعب يعاني والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار. وقالت «كل يوم يمر دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلاً أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية”.
بيرنز في بيروت ؟
زيارة شيا الى القصر الجمهوري تاتي عقب لقاء عقده رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية «سي اي ايه» ويليام بيرنز في بيروت مع قائد الجيش العماد جوزاف عون وعدد من قادة الأجهزة الأمنية بعيدا عن الاضواء عقب انتهاء زيارته الى اسرائيل وهو في طريقه إلى القاهرة..
ووفقا للمعولمات حمل بيرنز في لقاءاته التي عقدها على انفراد مع قادة الأجهزة العسكرية والأمنية رسالة دعم أميركية للدور المميز الذي تقوم به القوى الأمنية، للحفاظ على الأمن والاستقرار، وهو تطرق على هامش لقاءاته إلى تصاعد الأزمة السياسية، في ظل الفراغ المترتب على تعذر تشكيل الحكومة الجديدة، قالت إنه استمع إلى وجهات نظرهم حول «هشاشة» الوضع الامني ومدى قدرة القوى الامنية على الصمود في مواجهة المخاطر المحدقة.
عقد حكومية جديدة
حكوميا، عاد الحذر المشوب «بالتفاؤل» ليفرض نفسه عقب الزيارة العاشرة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى بعبدا، فكلامه عن وجود عقدة اخيرة بحاجة لحل اعادت مربع التشكيل الى مرحلة «الشك» بعدما توقع الكثيرون خروج «الدخان الابيض» يوم امس، وكان اصرار ميقاتي على عدم حسم مسألة التاليف على الرغم من تاكيده على تقدمها على الاعتذار، محوريا في كلامه، ووفقا لمصادر مطلعة على مسار التشكيل تم تبادل اسماء بين ميقاتي والرئيس عون سيدرسها الطرفان ويأخذان الوقت الكافي للاتفاق عليها او تعديلها على ان تتبلور الصورة خلال ٤٨ ساعة، وهما دخلا مرحلة التسمية في الحقائب التي تم التوافق عليها ما يتطلب مزيداً من التشاور خصوصا أن بعض الأسماء التوافقية، وفيما كانت حقيبة الطاقة قد حسمت لصالح الرئيس، عادت مجددا الى دائرة البحث، أما حقيبة الشؤون الإجتماعية فلم يتم التوافق عليها بعد.
عقدة «المردة» ..
ووفقا للمعلومات، في التشكيلة اسماء لا اشكالية عليها، لكن مطالب مستجدة من بعض الافرقاء حول 3 حقائب، «فرملة» الاندفاعة اضافة الى النقاش المتواصل حول اسم وزير الداخلية، وعلم في هذا السياق أن تيار المردة هو الطرف المسيحي الوحيد الذي سيعطي الحكومة الغطاء المسيحي في هذه المرحلة المتراكمة بالازمات، وقد طلب الوزير سليمان فرنجية ثلاث وزارات بينها وزارة وازنة، لكن رئيس الجمهورية اعترض وقال لميقاتي: كيف لتكتل من ثلاثة نواب أن يكون له ثلاثة وزراء في الحكومة؟! وقد وعده الرئيس المكلف باجراء المزيد من الاتصالات لتذليل هذه العقبة.
..«والاشتراكي»!
أما العقدة الثانية المستجدة فمتمثل في تمثيل الحزب التقدمي الاشتراكي في الحكومة حيث أصر الرئيس عون على أن تكون حقيبة التربية للنائب طلال أرسلان، وأن تكون حقيبة المهجرين للنائب السابق وليد جنبلاط، على قاعدة أن عون تنازل عن التربية للطرف الدرزي الذي يريده هو ولن يعطيها للاشتراكي.ووفقا للمعلومات، اعترض ميقاتي وسأل الرئيس كيف ترفض تمثيل ثلاثة نواب بثلاثة وزراء، في وقت تصر فيه على تمثيل ارسلان بحقيبة وازنة، وهو لا يملك كتلة «جدية» فيما تريد منح الاشتراكي الذي لديه كتلة من تسعة نواب بحقيبة عادية.
وفي انتظار حل العقد المستجدة، لم تتبدد بعد الاجواء التفاؤلية، لكن استمرار المراوحة الى ما بعد الاسبوع الحالي، وعدم حسم عملية التاليف قبل نهايته، سترسم، براي مصدر سياسي بارز، علامات استفهام كبيرة حول جدية كلا الطرفين في انهاء هذا «المسلسل» الذي بات مملا ولا يواكب حالة الانهيار الكبيرة على كافة المستويات..
وكان ميقاتي قال عقب اللقاء مع عون» نحاول حل موضوع الحكومة بالطريقة الملائمة للجميع والعبرة في النهاية ولن أشرح من هذا المنبر المشاكل الموجودة. وقال «نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار، ولكن الامر ليس مثبتا، وليس لدي وقت محدد ولكن المدة ليست مفتوحة».
وفي رد على الحملة التي تعرض لها عقب حادثة عكار اكد رئيس الجمهورية ميشال عون انه لن يستقيل وسيقوم بواجباته حتى النهاية، وأمل عون في نهاية عهده الذي اتسم بالأزمات «أن تبدأ معه مرحلة إعادة إعمار لبنان نفسياً ومادياً على أن يستكملها الرئيس الجديد في وقت لاحق».وخلال استقباله وفد «المجلس الوطني للتجمع من أجل لبنان» اعتبر أن «لبنان لم يشهد مثيلاً للأزمة التي يعيشها اليوم إلا في عام 1916»، وجدد التأكيد على سعيه المتواصل لإجراء التدقيق الجنائي، معتبراً أنه «كلما اقترب الأمر من التحقيق كلما زادت الضغوط لمنعه».
كيف حصلت جريمة عكار؟
في هذا الوقت لا تزال التحقيقات في الانفجار الذي وقع في بلدة التليل العكارية، واودى بحياة 28 شخصاً وإصابة 79 آخرين بجروح وحروق بليغة، دون نتائج حاسمة حتى الان، وسط فرضيتين الاولى اطلاق رصاص على الخزانات او قيام احد الاشخاص باشعال الحريق عمدا عبر «ولاعة»، ووفقا لمصادر مطلعة فان اثار الرصاص على الخزان، لا يعرف حتى الان ما اذا كانت قديمة او جديدة، اما العدد الكبير من شهود العيان فقد افادوا بعدم سماع اطلاق رصاص في محيط المنطقة، والفرضية الاكثر رجحانا تشير الى قيام شخص باشعال «ولاعة» ادت الى حصول الانفجار بعد اشكال حصل بين عدد من الشبان في ظل فوضى عارمة، وتسرب لمادة البنزين في محيط الخزانات.
واضافة الى فضيحة نقص المستلزمات الطبية، والتقصير في تجهيز المستشفى التركي للحروق، وغياب الشفافية حيال حقيقة ما حصل في تلك الليلة «المشؤومة»، كانت الفضيحة في العثور بالامس على جثة متفحمة في موقع الجريمة، فيما لا تزال بعض العائلات تبحث عن ابنائها المفقودين بانتظار صدور نتائح «ال دي ان ايه». وفيما وصلت مساعدات طبية من مصر، لفت وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن إلى أنّ هناك أشلاء لبعض الجثامين لم يتم التعرف اليها حتى الآن، فيما الحالات الحرجة 7. وأشار إلى «إجلاء 3 مصابين بحروق بالغة لمعالجتهم في مستشفيات اسطنبول، بعدما ارتأى الفريقان الطبيان اللبناني والتركي عدم نقل مصاب رابع لأن هناك خطراً على حياته، فأُعيد نقله الى مستشفى الجعيتاوي».
التحقيقات العسكرية
من جهته أوضح مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي، تعقيبا على ما يتم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام عن غياب القضاء العسكري عن التحقيقات انه عند الساعة الثالثة من فجر يوم الأحد، وفور إبلاغه بالأمر، باشر تحقيقاته بجريمة انفجار خزاني البنزين في منطقة التليل العكارية، حيث كلف الشرطة العسكرية الانتقال فورا إلى المكان مع فريق من الأدلة الجنائية في الشرطة العسكرية، والمباشرة بإجراء التحقيقات الميدانية الفورية، وإجراء الكشف الحسي على المكان، والعمل على إجلاء الجرحى والجثث المحترقة، وإحصاء عدد المصابين والمتوفين، والعمل على تحديد هويات الجثث التي لم يتم التعرف عليها، وإجراء فحوص الحمض النووي لتحديد هويات أصحابها، وذلك بالتوازي مع إجراء التحقيقات العدلية اللازمة لتوقيف المتسببين بهذه الجريمة».
وبعد ذلك، انتقل مفوض الحكومة شخصيا قبل ظهر يوم الأحد إلى موقع الانفجار، يرافقه فريق من المحققين في مديرية المخابرات، وأجرى الكشف الحسي اللازم، وكلف فرع التحقيق في مخابرات الجيش متابعة التحقيقات التي باشرتها الشرطة العسكرية.
المركزي لن يتراجع
وفيما تتزاحم «المصائب» لا يبدو ان اتفاقا قد حصل حتى الان بين المصرف المركزي ووزارة الطاقة على التسعيرة الجديدة للمحروقات المفترض استيرادها، وفي هذا السياق تؤكد اوساط عليمة ان لا حاكم مصرف لبنان ابلغ من يعنيهم الامر انه لن يتراجع عن قرار رفع الدعم، واكدت انه حتى لو صدر قانون باستخدام الاحتياطي الالزامي فسيكون مخالفا للدستور ويمكن الطعن فيه امام المجلس الدستوري.
*********************************************************************
الحريري لعون : ارحل.. لأنك لن تجد قريباً سفارة تأويك
ردا على مواقف العماد ميشال عون صدر عن الرئيس سعد الحريري ما يلي: «احتراما لدماء الشهداء واهاليهم وللجرحى الذين نتمنى لهم الشفاء العاجل ولاهل عكار الذين يراهم رئيس الجمهورية ميشال عون، وسيلة للفلتان والفوضى، ونراهم نحن عنوانا للكرامة والوطنية، اكتفي بتوجيه كلمتين لفخامة الرئيس وصهره لاقول: ارحل الآن واحفظ لآخرتك بعض الكرامة، لانك لن تجد قريبا سفارة تأويك وطائرة تنقلك فوق اجنحة الهروب من لعنة التاريخ».
كما رأى الرئيس الحريري في بيان، أنه «من المريب أن تتقاطع مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون مرة جديدة مع مواقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وأن نسمع منهما كلاما منسوخا يتناول عكار والشمال بالتهم الباطلة».
وسأل: «كيف يجيز رئيس الجمهورية لنفسه، أن يقفز فوق أوجاع الناس في عكار ليتحدث في اجتماع مجلس الدفاع عن أنشطة جماعات متشددة لخلق نوع من الفوضى والفلتان الأمني في الشمال؟ وأي صدفة يلتقي فيها رئيس الجمهورية مع صهره جبران الذي يقول إن عكار صارت وكأنها خارج الدولة بسبب عصابات المحروقات ولازم إعلان عكار منطقة عسكرية حماية ولازم الحكومة تجتمع لاتخاذ القرار، ولتوقف قرار الحاكم يلي عم يسبب فوضى ويولد فتنة».
وقال: «لا يا فخامة الرئيس. عكار ليست قندهار، وليست خارج الدولة. فخامتك أصبحت خارج الدولة ورئيسا لجمهورية التيار العوني، وعكار مظلومة منك ومن عهدك، والنار اشتعلت بقلبها قبل أن تشتعل بخزانات التهريب. لا يا فخامة الرئيس، من يتسبب بالفوضى والفلتان هو المسؤول عن إدارة شؤون الحكم، وعن الانهيارات التي لم تتوقف منذ سنتين. عكار حركت أوجاع جميع اللبنانيين يا فخامة الرئييس، ولم تتحرك فيها أدوات الفتنة».
وختم: «أنت ترى أوجاع الناس فتنة ونحن نراها صرخة تعلو في وجهك. إرحل يا فخامة الرئيس. إرحل».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :