بدات عند البعض معركة الإنتخابات البرلمانية في لبنان، والتي من المفترض أن تجري ربيع 2022، مبكرا . تريد الولايات المتحده ان يحقق اتباعها اكثرية المجلس النيابي المقبل فلجأت الى خطة جديدة شبيهة بالربيع العربي مستعينة بعنوان محاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين وقد تسقط قامات" وتختلط الاوراق.
المشكلة الحقيقية عندنا حاليا الولايات المتحدة و (إسرائيل) والصهيونية العالمية وكل من يسبح في بحرهم، اما مشكلتهم معنا فهي وجود مقاومة عسكرية مجهزة وقادرة على تهديد (إسرائيل) او على الأقل منعها من تنفيذ مشروعها الاستراتيجي.
ماذا يعني تلك الدول ان يكون في لبنان فسادا ؟ ماذا يعنيهم من هو رئيس الجمهورية او من هم الوزراء او ما شكل الحكم ؟
وتسهيلا للفكرة ماذا يعني اللبنانيون حكومة وشعبا من رئيس تنزانيا وما شكل الحكم فيها ؟ لماذا الاهتمام بلبنان ؟ لماذا يزورنا ماكرون مرات ومرات ولماذا نخطر ببال كل المسؤولين الاميركيين من الرئيس ونزولا ؟ لبنان بلد صغير ليس له تاثير في مصالح او سياسة تلك الدول. منذ عشرة سنوات انشغلت هذه الدول ب (حرية) الشعب السوري و (ظلم) نظامه على خد ادعائها وجهدت وبذلت المال لارساء (الديمقراطية) في سورية.
تخوض الولايات المتحدة معركتها الجديدة بعد فشلها بتحقيق هدفها بحرب تموز 2006 وفشلها فيما بعد بالحرب المتواصلة على سورية فعادت الى الداخل اللبناني تهاجم على جبهات عدة:
- انحلال الدولة وخلق فوضى كبيرة مما يسمح للجماعات المسلحة التحرك دون خوف في محاولة الاقتراب من الفتنة. ما حدث في خلدة وما يحدث بسعدنايل دليل واضح على ذلك.
- نشر العوز والفقر مما يؤدي الى احتقان شعبي وغضب يسهل من خلالها نشر الفوضى في شتى جوانب الحياة ومع اطلاق التهم والشائعات عبر مؤسسات اعلامية مأجورة في اتجهات مقصودة قد يسهل توجيه الناس نحو اهداف يريدها المتآمرون.
- استهداف الجيش: تحت تأثير الحاجة تضعف المؤسسة العسكرية وتحتاج الى مساعدات في التجهيز او للعناصر (مع هبوط حاد جدا بالدخل). وقد شهدنا كيف ان قائد الجيش قام بنفسه بزيارة فرنسا يطلب دعما. تحاول اميركا احتضان الجيش وتعلن عزمها مساعدته على امل ان تضمن ولاءه وقد سجل تعاون ذا مؤشر خطير بين الجيش و اميركا وبريطانيا بتركيب اجهزة مراقبة على الحدود مع الشام في منطقة راشيا.
- اطلاق (ثورة) على غرار الثورات الملونة في جورجيا واوكرانيا او الربيع العربي تحت اي مسمى ، فاذا لم تعد شعارات الحرية والديمقراطية تسد الحاجة فهناك غيرها من الشعارات الشعبية ما يسد. (ثورات) من دون قيادات او اهداف واضحة معلنة بل من دون رؤية. هي ضد ... ليست مع .. الهدف منها تهديم الموجود، الصالح والطالح، من معها وصولا الى من ضدها. لا ضبر بتقديم كبش فداء او اكثر. فاذا ما وصلنا بالفوضى الى فتنة أهلية فتكون غايتهم قد تحققت ظنا منهم ان المقاومة تغرق بالوحول الداخلية تمهيدا لاجتياح اسرائيلي. واذا لم تقع الفتنة فالهدف المقبل هو الانتخابات.أالم نسمع القوات اللبنانية تطالب مرارا بانتخابات مبكرة. تشير الاجواء الحالية انه اذا ما جرت الانتخابات اليوم فان الاكثرية النيابية ستعود الى الفريق التابع لاميركا اذ ان الساحة المسيحية قد بدلت خياراتها بعد الاستهدافات المتعددة والتصويب على العهد وفشل التيار في احتواء ذلك او الرد عليه. كما نرى استهدافا واضحا لبيئة المقاومة عبر تحميلها مسؤولية سوء الاوضاع بسبب سلاحها.
في المقابل لا نجد اهتماما عند حزب الله او حلفائه بالانتخابات المقبلة، لادراكهم بالحالة اللبنانية وان محاولة الادارة الاميركية كمثل تعبئة السلة بالماء، النظام اللبناني قائم على صيغة فريدة هي "الميثاقية" عرفا ثم دستورا . الدولة في لبنان هي شراكة بين اثنين في السابق ثم ثلاثة او اكثر . بدون الشراكة تسقط هذه الدولة. بدون الميثاق لا وجود للبنان. فد يغضب هذا القول أصحاب الفكر المدني او العلماني و نيو ثوريون ويعترضون، وانا شخصيا مع فصل الدين عن الدولة، انمت هذه هي الحقيقة التي لا بد من الاعتراف بها لان الكيان مصطنع بالاصل ووجد لغاية لم تعد صالحة فوقع بالخيارات الصعبة. هذه الحالة لا تزول الا بزوال الكيان او بحرب داخلية تقلب الموازيين وهي غير مؤاتية.
ان اي اكثرية برلمانية مقبلة ستلقى نفس مصير سابقاتها. اضداد مضطرة الى المشاركة. الفيتو الطائفي قادر على تعطيل اي مشروع ايجابي او سلبي وللتذكير فان دولة ( لحود - الحص) لم تستطيع محاكمة السنيورة رغم تاكيد الجرم وقد كان بلا حصانة وان دولة ( عون - دياب لم تستطع لمس شعرة من رياض سلامة). لا قيمة لاكثرية ضئيلة في لبنان فهي لن تستطيع انتخاب رئيس للجمهورية بغياب الثلثين والماضي يشهد حتى يتم التوافق. ان اي اكثرية لن تقدم حلا اقتصاديا. لبنان لا ينتج صناعة والزراعة وبالتالي لا يتشكل في اقتصادا. الاستراد الدائم مستحيل لان المردود ضعيف. الاتجاه شرقا ممنوع أميركيا ومرفوض من البعض داخليا وليتم يحتاج الى توافق على تحدي اميركا، علما انه ليس حلا كافيا. لا بد من فتح الحدود على الشام واقامة تعاون اقتصادي لدول سورية الطبيعية فمن يسير بهذا الهدف؟ اي حكومة حالية ام مقبلة لا تستطيع حل سلاح المقاومة بما يرضي اميركا سيبقي سلاح العقوبات الاميركية الذي يرهب البعض وبالتالي لن ننجو من ازمة التكليف وازمة التأليف.
لا يمكن للجيش ان يصوب سلاحه نحو المقاومة. ذلك يمزق الجيش كما ان العديد من ضباطه وطنيون مخلصون. الفتنة الداخلية غير واردة بل مستبعدة رغم كل المحاولات. المشروع الاميركي الصهيوني يفتك بالبلد بسبب اتباعه ولم يحقق اي انحاز الا اذا اعتبرنا وجع الناس انجازاً!
الامين مأمون ملاعب
نسخ الرابط :