معركة الانتخابات مبكرة...

معركة الانتخابات مبكرة...

 

Telegram


جرت الانتخابات النيابية عام 2005 في لبنان على خلفية حدثين مهمين مترابطين:
 اغتيال رفيق الحريري وما رافقه وخروج الجيش السوري من لبنان
. كانت الولايات المتحدة ومن خلفها الحلف الأطلسي تطالب بتطبيق القرار 1559 والقاضي بخروج القوات الأجنبية من لبنان، وبالنسبة لهم ولتابعيهم في الداخل فإن القوات الأجنبية هي الجيش السوري. .شهدت تلك الانتخابات تحالفاً غريباً من نوعه خلط بين قوى من 8 آذار و 14 اذار ،  (التحالف الرباعي)  علما انهما حديثي الوجود  اي منذ اغتيال الحريري  وهم على خلاف سياسي كبير . كان على لائحة عاليه – بعبدا مرشح لكل من  حزب الله والقوات اللبنانية. 
في هذه الانتخابات زار لبنان مئات الوسائل الإعلامية الأجنبية بهدف تغطيتها.  صباح  يوم الانتخابات ذهبت  الى مركز الإقتراع في بلدتي وفور وصولي ناداني بعض الرفقاء: تعال بسرعة يوجد أجانب ويأخذون أراء الناس ولا يوجد أحد منا. للتحدث اليهم . رافقتهم عبر الباحة وصولاً إلى الإعلاميين الأجانب فبادرني أحدهم مخاطباً باللغة الإنكليزية يعرفني أنهم مؤسسة إعلامية من السويد وقد حضروا لنقل حيّ لإنتخابات حرة في لبنان تجري بعد خروج السوريين ، ثم سألني ماذا اتوقع من  متغيرات ممكن أن تحدثها الانتخابات على صعيد لبنان وبناء دولته. .طبعاً كنت متفاجأ أنّ الوسيلة الإعلامية سويدية فلمن ينقلون بالسويد شأناً لبنانياً داخلياً. على لي حال  أجبتهم أن لا شيء سيتغير، الشعب اللبناني منقسم عامودياً ونختلف في كل شيء لا نتفق لا  على من هو العدو ومن هو الصديق. لا نتفق لا على دور لبنان ولا على نظامه. قاطعني سائلاً: هل تحتاجون إلى عدو لتتوحدوا؟ أجبته: أنّ العدو موجود ونحن لم نخلق عدواً  هو قد احتل أجزاء من وطننا ، بعض شعبنا لم يرى فيه  عدواً... في هذه الأثناء وصل أحد مسؤولي الحزب التقدمي الاشتراكي المحليين وسارع بالحديث اليهم دون سؤال وباللغة العربية قائلاً: هذه الانتخابات هي وسيلة التغيير الديمقراطي التي ستنقل لبنان الى دولة  حرة تتحقق فيها العدالة والمساوة وحرية الراي بعد الخروج السوري وأن...
اسرد هذه الذكرى  البسيطة  اليوم   بهدف المقارنة والبناء عليها بما يحدث اليوم.
أولاً: جاء اغتيال الحريري بمخطط اميركي صهيوني أدى الى خروج الجيش السوري من لبنان تحت شعار تطبيق قرار الأمم المتحدة، و قبل الانتخابات النيابية بهدف اجراءها في أجواء دراماتيكية
- اتهام سورية بمقتل الحريري.
-مشاعر الإنتقام والغضب  من السوريين وتحميلهم كل مساويء المرحلة 
- مشاعر الإنتصار لدى الفريق التابع للأميركيين بخروج السوريين مقابل مشاعر الهزيمة لحلفاء  سورية. 
طبعاً كان التوقع الأميركي أنّ الانتخابات ستفرز أكثرية موالية لهم ليتحكموا بلبنان من خلالها. 
ثانياً: كانت الأجواء السائدة إنقسام كبير بين قوى 8 آذار و 14 آذار ومظاهرات وإعتداءات أدت إلى قتلى  في ظل حكومة ضعيفة وجيش حيادي.
ثالثاً: كانت المحاولات حثيثة لعزل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود أو إلغاء أي دور له بسبب موقفه من حزب الله ومن الجمهورية العربية السورية .
خلاصة: ا كان الحلف الرباعي تكاذب مشترك وجد لغاية عند 14 آذارهو الحصول على أكثرية نيابية تعطيهم الحكم وتسمح لهم بإنتخاب رئيس الجمهورية المقبل وعند حزب الله كانت الغاية درء الفتنة الداخلية خصوصاً الشيعية السنية. حقق فريق 14 آذار غايته بالحصول على الأكثرية وأبعد حزب الله الفتنة إنما استمرت المحاولات للوصول إليها. أما دولة العدالة فحدث ولا حرج  . اما خروج السوريين  فلم يحقق للبنان إلاّ أزمة عدم القدرة على تشكيل حكومة  بالاضافة الى ازمة سياسية  دائمة.
أما ما حققه فريق  14 آذار من أكثرية بالمجلس النيابي فقد  انتكس  بحدثين.
أولاً: إنتخاب نبيه بري رئيساً لمجلس النواب حيث لعب دوراً اساسياً فيما بعد بحرب 2006 وبإقفال مجلس النواب وتعطيل إنتخابات رئاسية بدون توافق. 
ثانياً: التفاف مسيحي حول العماد عون وحصوله على أكبر كتلة نيابية إلى درجة تمثيل منفرد لهم. 
تشكلت على اثر الانتخابات حكومة فؤاد السنيورة وشارك حزب الله بالحكومة لأول مرة في تاريخه . لم يكن هناك يومها شرط اميركي بعدم مشاركة الحزب. كان الشرط عدم الحصول على الثلث المعطل. انتهى دور الحلف الرباعي سريعاً ففي مطلع 2006 تمّ الاتفاق (تفاهم مار مخايل) بين حزب الله والتيار الوطني الحر وشكلوا حلفاً ما زال قائماً إلى اليوم رغم ما طرأ عليه عليه من شوائب، أظهرت حرب تموز 2006 الخصومة الواضحة بين مكونات الحلف الانتخابي السابق وبالمقابل متانة تفاهم مار مخايل. 
مرحلة الأكثرية النيابية لفريق 14 آذار أدت إلى خروج الوزراء الشيعة من الحكومة مما افقدها ميثاقيتها لكنها استمرت بالعمل كأن شيئاً لم يحدث وتطاولت حكومة السنيورة على سلاح الإشارة للمقاومة تنفيذاً لرغبة اميركا مما أدى إلى احداث أيار عام 2008. 
بالعبرة:   اكثرية لفريق 14 آذار لم تنزع سلاح المقاومة.
-    فشلت  رغم المحاولة اخفاء هزيمة  العدو بحرب .2006
-    فشلت بأخذ الجيش إلى موقع سياسي وزجه في مواجهة النقاومة  بل بقي جيش الوطن.
-    لم تحقق أي هدف بأي مستوى سوى إدارة الأزمة.واستمرارها 
-    رغم  احتفاظها بالاكثرية عام 2009  فقد فشلت بالإحتفاظ بها عام 2018
أما أكثرية 8 آذار والتيار الوطني الحر التي تحققت بإنتخابات 2018. فقد 
-    جاءت بسعد الحريري رئيساً للوزراء.
-    فشلت بتحدي الولايات المتحدة ولم تستطيع رفض تطبيق قانون قيصر.
-    جاءت بحكومة حسان دياب التي عجزت في كل الميادين واستقالت من دورها. 
-    لم تستطع أخذ البلد شرقاً لا في الاقتصاد ولا في السياسة.
                                                              يتبع... 
    
          الأمين مأمون ملاعب

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram