"الاستثناء الذي يكسّر القاعدة.. ثلاثة وجوه سنيّة تخرج عن الإجماع السعودي في لبنان!"

 

Telegram

رشيد حاطوم


في الوقت الذي تُظهر فيه الغالبية العظمى من القوى السنية في لبنان انحيازاً واضحاً للتوجّهات السعودية والعربية، باعتبارها الضامن الأساسي لسيادة البلاد واستقرارها، يبرز استثناء لافت يتمثل في ثلاث شخصيات سياسية بارزة تختار مساراتٍ مغايرةً، مما يضعها خارج الإجماع السني العام.


تشير المعطيات السياسية إلى أن معظم القيادات السنية في لبنان رأت في المملكة العربية السعودية حليفاً إستراتيجياً لا غنى عنه، خاصة في ظل الأزمات المتلاحقة التي تهدد كيان الدولة. هذا التموضع ليس انحيازاً عابراً، بل يعبّر عن قناعة راسخة بأن حماية المصلحة الوطنية تمرّ عبر الاندماج في المشروع العربي الذي تقوده الرياض.

 الاستثناءات الثلاثة:
1. الرئيس السابق نجيب ميقاتي: يُلاحظ تقاربه الواضح مع حزب الله، مما يجعله في موقعٍ مغايرٍ للخط العام.  


2. النائب جهاد الصمد: يتموضع في مساحة متمايزة، لا هي مع السعودية بشكل كامل، ولا هي مع حزب الله بشكل مطلق.  


3. أما الرئيس السابق سعد الحريري، فيمثل حالة استثنائية تستحق التوقف الطويل. فعلى الرغم من تاريخه العائلي والسياسي المرتبط بالمملكة العربية السعودية، والذي جعله لسنوات الوجه الأبرز للتحالف السني-السعودي في لبنان، إلا أن مواقفه  أظهرت تحولاً لافتاً. لم يعد الحريري الخطيبَ الحادّ الذي اعتاده اللبنانيون في سنوات "تحالف 14 آذار"، بل بدا أكثر تحفظاً، وأحياناً أقرب إلى تبني خطاب وسطي يتماهى مع شروط المرحلة الراهنة.

 

هذا التحول لم يمر مرور الكرام، بل لقي ترحيباً من أطراف معادية تقليدياً للخط السعودي، أبرزها النائب محمد رعد، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة"، الذي أشاد علناً بمواقف الحريري ووصفها بأنها "سد منيع في وجه الفتنة الداخلية" و"صمام أمان لحماية البلد". هذا الثناء لم يأتِ من فراغ، بل جاء في سياق مواقف محددة للحريري، أبرزها:

امتناعه عن الانخراط في الخطاب الطائفي الحاد الذي تروج له بعض الأطراف.

دعوته المتكررة إلى الحوار الوطني الشامل مع كل الأطراف دون استثناء.

تحذيره الواضح من انهيار الدولة والاقتصاد، مما جعله صوتاً معتدلاً في نظر البعض.

"أما النائب فيصل كرامي، فيمثل حالةً خاصة في المعادلة السنية؛ فمواقفه المترنحة بين الخيارين – السعودي من جهة والتركي من جهة أخرى – أثارت سجالاً حاداً. يُذكر أن كرامي حصل على دعمٍ سياسي من رئيس البرلمان نبيه بري وحزب الله في أكثر من محطة، مما أهله لاحتلال مواقع متقدمة رغم تحفظ جزء من أوساطه السنية. إلا أن هذا لم يمنع تعرضه لهجوم شرس من منصات إعلامية موالية لمحور المقاومة مؤخراً، حيث وُصف بـ"عديم الوفاء" بعد محاولته تمثل خطاب وسطي لا يلائم منطق الاصطفاف الإقليمي الحاد. هذه الحالة تكرس إشكالية عميقة في المشهد السني: هل يمكن للوجوه السياسية أن تبقى "على المسافة" في زمن يتطلب مواقف حاسمة؟"

 


يبقى السؤال الأكبر: هل ستحافظ هذه الاستثناءات على مواقفها، أم أن الضغوط الداخلية والإقليمية ستجبرها على العودة إلى حضن الإجماع السني السعودي؟ الأمر الذي سيُحدد ملامح الخريطة السياسية اللبنانية في المرحلة المقبلة.

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram