لا تزال التحضيرات السياسية محدودة للانتخابات النيابية في ربيع 2026، ومن المبكر بدء الموسم السياسيّ الانتخابيّ، مع أنّ كثراً يطمحون إلى الترشّح، ومنهم قياديون ونواب سابقون في "تيار المستقبل" يراودهم "الحنين السياسيّ". وثمّة ما يستحثّهم على تأكيد أولوية خوضهم غمار الاستحقاق الانتخابيّ النيابيّ، مع محاولة من نواب سابقين لتشكيل "منشأ حضّ" من داخل "تيار المستقبل" بهدف الترشّح، استباقا لأيّ انسحاب كما حصل في تجربة عام 2022 الانتخابية.
يحبّذ النائب السابق محمد الحجار المشاركة الحيوية في الانتخابات النيابية، ويفسّر لـ"النهار" أنّ "هناك ضغوطاً تمارس على الرئيس سعد الحريري من داخل "المستقبل" على مستوى القيادات والجمهور على السواء، للسماح للقياديين والنواب السابقين بالترشّح. وننتظر أن يصدر عنه أي قرار يسمح لقيادات "المستقبل" بالترشح العام المقبل". ويعتبر أنّ "غالبية من الذين حصلوا على مقاعد نيابية كان يشغلها نواب "تيار المستقبل" لم يكونوا على مستوى ما يتمناه من انتخبهم. وقد أظهرت الانتخابات النيابية عام 2022، بما في ذلك تسلسل الأحداث، أنّ الحريري يمثّل جمهوره ولا بديل منه ومن توجّه الاعتدال والوسطية وتقديم مصلحة لبنان على أي مصلحة أخرى. إنّ الفراغ الذي أوجده عزوف الحريري على المستوى السياسي شمل لبنان كلّه".
ولكن، لا يغفل الحجار أنّ "تعليق العمل السياسي لم ينتهِ لأنّ ظروف العزوف لم تتغير في غياب وجود شريك يتعاون مع رئيس "تيار المستقبل" لإخراج لبنان من مشاكله".
"المنشأ الأزرق" المحبّذ المشاركة الانتخابية، يشمل أيضاً النائبة السابقة رولا الطبش التي أكّدت لأكثرية المعنيين داخل التيار أنها تنوي الترشّح للانتخابات النيابية عام 2026. وتحدثت الطبش عن قرارها مع مرجعيات كبرى في "المستقبل". وتؤكد لـ"النهار" أنّ "قرار الترشح متّخذ ولا أعرف كيف يمكن الأوضاع أن تتغير، لكن النية قائمة ولا كلام حتى الآن من الرئيس الحريري في هذا الموضوع. نحن ننتظر كلمته، لكن كثراً داخل "تيار المستقبل" بدأوا بعض التحضيرات للانتخابات النيابية".
يبقى النائب السابق نزيه نجم من الذين يتلافون الدفع نحو طلب المشاركة في الانتخابات، رغم أنه لديه نية لخوضها، لكنه يقول لـ"النهار" إنّ "من المبكر تقرير الترشّح في انتظار معرفة مصير الاستحقاق أولاً، ثم قرار الرئيس الحريري. وهناك تطورات سياسية لا بدّ من انتظارها واحترام إرادة الناس الذين أتابع شؤونهم مع فريق عمل".
ويستنتج أن "الهمّ الأول هو إرضاء الناس والوقوف عند خاطرهم. لا أهمية للنيابة إن لم تؤمّن الخدمات للناس، والأفضل أن أكون بينهم على أن أنتخب نائباً من دون استطاعتي شيئاً. يمكن الحريري أن يدعم لوائح انتخابية حتى إن لم يترشح شخصياً. لكن لن نقوم بما يخالف محبة المملكة العربية السعودية واحترامها. هناك نية لديّ للترشح وسأخوض الاستحقاق إذا وجدت أهمية في الترشح".
نسخ الرابط :