حققت عائلة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ثروة تقدر بنحو 5 مليارات دولار، بعد أن أطلقت شركتهم "وورلد ليبرتي فاينانشال" أمس الإثنين، عملتها الرقمية الجديدة "WLFI" للتداول العام.
ويعتبر هذا الإطلاق بمثابة طرح عام أولي للعملة المشفرة، إذ أصبح بإمكان المستثمرين شراء وبيع "WLFI" في الأسواق المفتوحة، على غرار الأسهم المدرجة في البورصات، قبل ذلك، كانت هذه الرموز متاحة فقط للمستثمرين الأوائل ولم يكن بالإمكان تداولها.
وتمتلك عائلة ترمب، بما في ذلك الرئيس نفسه، نحو ربع إجمال "WLFI" المتاحة، في حين يعتبر الرئيس الأميركي "مؤسساً فخرياً"، فإن أبناءه الثلاثة، دونالد ترمب الابن، إريك ترمب، وباريون ترمب، هم المؤسسون المشاركون.
وعلى رغم أن الرموز المملوكة للمؤسسين ما زالت مقفلة (غير قابلة للبيع حالياً)، فإن إطلاق التداول قد منح هذه الحيازات تقييماً سوقياً حقيقياً، مما يعكس قيمة مالية كبيرة.
وتعد "WLFI" الآن من الأصول الأكثر قيمة لعائلة ترمب، متفوقة على محفظتهم العقارية التي تمتد لعقود، بينما استمرت العائلة في السعي وراء صفقات عقارية حول العالم منذ تولي ترمب منصب الرئيس، فإن نشاطهم في مجال العملات المشفرة قد أثمر عن أكبر تأثير مالي مبكر.
هل تضاربت مصالح ترمب مع السياسة الأميركية؟
يذكر أن "وورلد ليبرتي فاينانشال" تعد منصة تمويل لا مركزي أطلقت في سبتمبر (أيلول) 2024، وهي معروفة بارتباطها المباشر بعائلة ترمب، مما أثار جدلاً واسعاً في شأن تضارب المصالح المحتمل في السياسة الأميركية المتعلقة بالعملات المشفرة.
وساعد ترمب في إطلاق "وورلد ليبرتي" قبل عام، أثناء حملته الانتخابية، قائلاً إنها ستساعد في جعل "أميركا عظيمة مرة أخرى، هذه المرة بالعملات المشفرة"، وجاء صعود هذا العام في الوقت الذي قاد فيه الرئيس نمو صناعة العملات المشفرة من البيت الأبيض، مكبحاً بذلك القيود التنظيمية ومشيداً بإمكانات العملات الرقمية الخاصة لإنعاش الاقتصاد الأميركي.
قبل انطلاق تداول "وورلد ليبرتي،"استحوذت هذا الصيف على شركة مدرجة في البورصة وجمعت 750 مليون دولار نقداً من المستثمرين لشراء العملة المشفرة.
وكانت هذه الصفقة، وهي صفقة دائرية غير معتادة، قد جمعت نفس الطرف كمشترٍ وبائع، ومن المتوقع أن تدر على عائلة ترمب نحو 500 مليون دولار، إذ تحتفظ بما يصل إلى ثلاثة أرباع عائدات بيع الرموز، وفقاً لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" في وقت سابق.
وشهدت تداولات عملة "WLFI" ازدهاراً كبيراً في بورصات العملات المشفرة صباح أمس الإثنين، إذ تم تداول نحو مليار دولار من الرموز في غضون ساعة، وفقاً لموقع البيانات "كوين ماركت".
وعلى منصة " باينانس"، أشهر بورصات العملات المشفرة، بدأ تداول "WLFI" عند نحو 30 سنتاً، قبل أن يتراجع خلال اليوم إلى 20 سنتاً، وهو نطاق مماثل لأسعار العقود الآجلة المرتبطة بالعملة المشفرة التي تم تداولها هناك الأسبوع الماضي.
حجم كنز عائلة ترمب من العملات المشفرة
في حين يزيد إضافة حصص في شركات عملات مشفرة أخرى من حجم كنز عائلة ترمب من العملات المشفرة، وتسيطر الكيانات المرتبطة بترمب على نحو 80 في المئة من "$Trump" (عملة الميمي memecoin) بقيمة مليارات الدولارات.
وتمتلك مؤسسة استثمارية مملوكة لترمب ما يزيد قليلاً على نصف شركة "ترمب ميديا" المدرجة في البورصة، والتي تدير منصته "تروث سوشيال" وتشتري وتحتفظ بالعملات المشفرة، وتبلغ قيمة هذه الحصة نحو 2.5 مليار دولار.
ومن المؤكد أن استثمار هذه الثروة الجديدة قد يكون صعباً، فحتى بيع كمية صغيرة من العملات المشفرة قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار.
وتمثل أسعار "WLFI" أمس الإثنين علاوة كبيرة على سعر 1.5 سنت الذي دفعه المستثمرون في البداية العام الماضي لشراء الرمز من "وورلد ليبرتي" نفسها، مما يتيح لهم فرصة لتحقيق ربح كبير.
وقالت "وورلد ليبرتي" إن هؤلاء المشترين الأوائل سيتمكنون في البداية من تداول خمس ما يملكونه فحسب.
وتعرف العملات المشفرة بتقلبها الشديد، مما يعني أن الحجم الدقيق لثروة ترمب قد يتقلب بشدة، إذ كانت قد ارتفعت عملة ترمب الـ"ميم كوين" التي أطلقت في يناير (كانون الثاني) 2025 في البداية، ثم انهارت.
ويقول منتقدو "وورلد ليبرتي" إنها وسيلة محتملة للتأثير في عائلة ترمب، وإن نموها مدفوع بشركاء ومستثمرين يطلبون المساعدة من البيت الأبيض، فعلى سبيل المثال، حظي سوق العملة المستقرة المرتبطة بالدولار والتي أصدرتها "وورلد ليبرتي" والمسماة USD1 بدعم كبير من منصة "بينانس"، التي يسعى مؤسسها المدان للحصول على عفو رئاسي، وفقاً لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" سابقاً.
وصرحت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت، بأنه "لم يسبق للرئيس ولا لعائلته أن تورطوا، ولن يتورطوا، في تضارب مصالح".
وصرح الرئيس التنفيذي لشركة "وورلد ليبرتي" وابن المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف زاك ويتكوف، الأسبوع الماضي بأن الشركة شركة خاصة بحتة ولا تتدخل في السياسة".
وأكدت "وورلد ليبرتي" أن القيمة طويلة الأجل لعملتها الرقمية ستدعمها خططها لتصبح لاعباً فاعلاً في هذا المجال، إضافة إلى إصدار USD1، تخطط الشركة لإطلاق تطبيق جوال، وغرد دونالد ترمب الابن بعد إطلاق العملة مباشرة، قائلاً "هذه ليست عملة تقليدية".
وصرح الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة العملات المشفرة "لورينزو بروتوكول"، التي انضمت إلى "وورلد ليبرتي" تاد توبار، بأنه يعتزم شراء "وورلد ليبرتي" والاحتفاظ بها، إذ تمنح حامليها حق التصويت على بعض عمليات "وورلد ليبرتي"، المعروف بحقوق الحوكمة، من دون حق المطالبة بأرباحها.
وأضاف توبار "قدرتها على البقاء حقيقية لأنها مصممة لتكون رمزاً للحوكمة في هذا الاقتصاد المفتوح الجديد".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :