الصين تغير قواعد السياسة العالمية

الصين تغير قواعد السياسة العالمية

 

Telegram

في تحوّل لافت ومفاجئ، انتقل الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه خلال قمة “منظمة شنغهاي

 للتعاون بلس” من طرحه التقليدي لنظام عالمي متعدد الأقطاب إلى الدعوة إلى اعتماد نظام الحوكمة العالمية، وهو تحوّل يحمل في طيّاته رسائل استراتيجية عميقة.

هذا المفهوم، الذي نشأ أساسًا في الغرب، وتحديدًا ضمن المنظومة الأميركية بعد الحرب الباردة، يقوم على إدارة القضايا العابرة للحدود—مثل الأمن السيبراني، الأمن الغذائي، الصحة العالمية، المناخ، القرصنة، والإرهاب—بأسلوب تشاركي وتعاوني بين الدول، على قاعدة الأمن الجماعي، لا على أساس توازن القوى أو الهيمنة.


اللافت أن هذا الطرح يأتي من الصين، التي طالما دعت إلى نظام متعدد الأقطاب كبديل عن النظام الأحادي القطبية بقيادة واشنطن. أمّا اليوم، فالرئيس شي، وكأنه يمدّ يده للولايات المتحدة بطريقة غير مباشرة، يقترح صيغة بديلة لا تقوم على المواجهة أو القوة العسكرية، بل على التعاون الدولي.

هذا الطرح يعكس مقاربة ليبرالية الطابع تسعى إلى بناء نظام دولي أكثر عدالة وتعددية وشمولية، حيث لا تُقصى الدول الصغيرة، بل يُفسح لها المجال لتكون جزءًا من الحلول الدولية. وفي ظل الحروب والأزمات الدولية، يشكّل هذا التحول الصيني دعوة لإعادة صياغة شكل النظام العالمي بعيدًا عن منطق النفوذ والهيمنة.

ويكتسب الطرح مزيدًا من الزخم بوجود قادة دوليين فاعلين في القمة مثل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يمثّل دولة تُعدّ من القوى الاقتصادية الكبرى، ما يعزز من واقعية هذا التوجّه.

السؤال المركزي الآن: هل ستتلقف الولايات المتحدة هذه الدعوة الصينية، وتراها فرصة لبناء نظام عالمي أكثر استقرارًا، أم أنها ستراها تحدّيًا جديدًا يوجب التصعيد والمواجهة؟ الكرة باتت في ملعب واشنطن.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram