حذّر الطبيب النفسي والخبير العالمي في تصوير الدماغ، الدكتور دانيال أمين من خطورة استخدام الذكاء الاصطناعي على النمو العقلي للأطفال، مشيراً إلى أنه حتى البالغين ليسوا في مأمن من أضرار هذه التقنية إذ أثبتت بعض التجارب أن عقول البالغين تتأثر بشدة من استخدام الذكاء الاصطناعي.
وخلال ظهوره في بودكاست رجل الأعمال البريطاني والمؤثر ستيفن بارتليت كشف د. أمين عن 6 حقائق صادمة بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على دماغك، وهذا الحقائق ستغير من طريقة استخدامك لتشات جي بي تي إلى الأبد.
6 حقائق صادمة عن تأثير الذكاء الاصطناعي على الدماغ
وقال د. أمين إن الصدمة الأولى هي أن «أدمغة الأطفال هي الأكثر عرضة للخطر، ويُفيد 30% من الآباء الأميركيين بأن أطفالهم من عمر سنة إلى 8 سنوات يستخدمون الذكاء الاصطناعي بالفعل للتعلم»، معقباً العقل هبة «استخدمها أو اخسرها بشكل خاص على الأدمغة النامية -يقصد الأطفال-، عندما يُحيل الأطفال تفكيرهم إلى الذكاء الاصطناعي فإنهم يُفوّتون التطور العصبي الحاسم».
وأضاف د. أمين أن الصدمة الثانية هي «يُظهر مستخدمو تشات جي بي تي انهياراً في نشاط الدماغ بنسبة 47%، ودرس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا 54 مشاركاً على مدار أربعة أشهر، وكانت النتائج صادمة: إذ أظهر مستخدمو تشات جي بي تي أضعف نشاط دماغي إجمالي، ولم يستطع 83% تذكر ما كتبوه للتو، وانخفضت درجات الذاكرة بشكل كبير، وظل الدماغ في حالة تباطؤ حتى بعد التوقف عن استخدام الذكاء الاصطناعي، فالأمر لا يتعلق بالراحة فحسب بل يتعلق أيضاً بالتدهور المعرفي».
ثالث الحقائق الصادمة التي كشف عنها الطبيب النفسي الشهير هي «نحن ننشئ جيلاً مدمناً على الاختصارات العقلية»، ويعالج الدكتور أمين 10 آلاف مريض شهرياً ويلاحظ هذا النمط في كل مكان «إذا أسأت استخدام هذه النماذج اللغوية الضخمة فسيتدهور دماغك».
ويشرح الطبيب النفسي الأمر قائلاً «تخيل الأمر كما لو كنت تنتقل من أوزان وزنها 20 رطلاً إلى أوزان وزنها 2 رطل، سوف تضمُر عضلاتك الإدراكية دون مقاومة التفكير الفعلي إذ ينطبق أيضاً مبدأ استخدمه أو اخسره على دماغك».
والصدمة الرابعة تمثلت في تحذير الطبيب النفسي من أن «استخدام الذكاء الاصطناعي قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف، وإليك الرابط المرعب: فالأشخاص الذين لا ينخرطون في التعلم مدى الحياة أكثر عرضة للإصابة بالخرف بشكل ملحوظ، وإذا قلّل الذكاء الاصطناعي من الحمل المعرفي فقد يُسرّع من شيخوخة الدماغ».
ويرى د. أمين أن الحقيقة الصادمة الخامسة هي أن «الإدمان العاطفي للذكاء الاصطناعي ودخول التقنية عالم العلاقات الشخصية أصبح موجوداً على أرض الواقع بالفعل» ضارباً المثال بـ«آني» رفيقة إيلون ماسك للذكاء الاصطناعي التي هي جاهزة لإبهار المستخدمين.
وقال د. أمين «99% من الأميركيين تفاعلوا بالفعل مع شركاء عاطفيين من خلال الذكاء الاصطناعي، و83% من جيل زد يعتقدون أن العلاقات القيّمة عبر الذكاء الاصطناعي ممكنة»، موضحاً «النساء الجميلات يُنشّطن القشرة البصرية لديك، ويزدن من إفراز الدوبامين، لكنهن يُقللن من وظيفة القشرة الدماغية وهي المسؤولة العمليات العقلية العليا مثل التفكير».
سادس الصدمات بحسب الطبيب النفسي هي «فخ تعدد المهام يزداد سوءاً، فتعدد المهام عبر الشاشات يُقلل من كثافة المادة الرمادية في مناطق الدماغ الحيوية، وأضف الذكاء الاصطناعي إلى هذا المزيج وستُدرّب عقلك على أن يكون أكثر تشتتاً»، داعياً الأشخاص إلى «استبدال المهام التي يُساعد فيها الذكاء الاصطناعي بالعمل الذي يعتمد على الدماغ فقط».
واختتم د. أمين بقوله «إن الطريقة الصحيحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي دون تلف في الدماغ تتمثل في عدم استخدامه لإنجاز عملك بل التفاعل معه لتحصل على عمل أفضل»