الجميع يريد الاصلاح (2)

الجميع يريد الاصلاح (2)

 

Telegram

 

ان رؤية الازمة اللبنانية من زاوية الاقتصاد فقط و تحديداً الفساد انما  هو تعمية لجوهر الازمة الحقيقية . الانهيار الاقتصادي و المالي في لبنان هو حقيقة واقعة انما حدّة الازمة مفتعلة و عدم الذهاب الى حلّها او تخفيفها مفتعل . اقتصاد لبنان المعمول به كان حتماً سيؤدّي الى ازمة بلد . لا ينتج، يستدين دون مقومات و يعتمد على المساعدات، هو بلد مأزوم اصلاً ،انما خارج اطار الاقتصاد الهش، يجب القاء الضوء على كامل  المشكلة .
*لماذا توقفت المساعدات كليّاً ؟
توقفّت بقرار اميركي . امّا الحجّة عند الدول التي كانت تساعد سابقاً فهي الفساد .
السؤال: هل ولد الفساد  نشأ عام 2017 ؟
كان لبنان يرزح بالفساد و بالاخصّ في التسعينات و مع بداية القرن الحالي و كان الفساد علنياً يكفي العودة الى كل موازنات الحكومات في تلك الفترة . و مع ذلك لم تتوقف المساعدات و لا القروض . حتى ان مال الخليج ساهم بالفساد خلال الانتخابات النيابية .
*لماذا اقفل مصرفي : لبنان الكندي و جمال ترست ؟
هذه البنوك يملكها لبنانيون من الطائفة الشيعية فقامت اميركا بالضغط لاقفالها على اعتبار انها تضغط على حزب الله و بيئته . ان اقفال هذه البنوك بالتحديد دليل واضح عن الهدف من الازمة و استثمارها لغايات سياسية و قومية و ليس اقتصادية .
*لماذا انهار البلد فجأة و بشكل حاد ؟
تستدين الدولة منذ فترة طويلة و الدين يتراكم حتى ان خدمة الدين شكلت الجزء الاكبر من الموازنة.  حقيقة سعر الليرة بالنسبة للدولار (1500) لم يكن واقعياً. كان المصرف المركزي يدعم تثبيت سعر الصرف و يستعمل اموال المودعين بالعملة الصعبة . لو حرر المصرف المركزي سعر الصرف منذ سنوات عديدة كانت قيمة الليرة ستهبط تدريجياً و كان من الممكن ايجاد بعض الحلول تدريجياً،  لكن في هذه الحالة لا يمكن استثمار الازمة. لقد اتبع المركزي السياسة المناطة به بالتعاون مع بعض السياسيين للوصول الى ازمة حادة تولد انفجاراً .
* التصويب على الفساد :
يتعايش الشعب اللبناني مع الفساد منذ نشوء الكيان. زادت حدّة الفساد بعد الحرب الاهلية و بشكل مقصود و ممنهج من اجل تدمير الاقتصاد المتبقي و فجأة تفتحت العيون على الفساد و صدحت الحناجر بشعار : كلّن يعني كلّن . لم ننسى ان اميركا دفعت ملايين الدولارات لتشويه سمعة حزب الله و حين لم تنجح المحاولة كانت الخطة البديلة عبر استهداف المقاومة من خلال استهداف الجميع . اليس هذا ما حصل في الربيع العربي ؟ ما الضرر ان يسقط مبارك و بن علي في الطريق الى سقوط الاسد ؟ الم ترفع شعارات الازقّة ان حزب الله يحمي الفاسدين ؟
* لماذا لا تتشكل حكومة ؟
يسمع اللبنانيون مئات الاسباب للعرقلة مع كيل من الاتهامات المتبادلة .من خلال الانتماءات الفئوية الطائفية او الحزبية الطائفية، كل فريق يعتبر نفسه محقاً، امّا من منظور مصلحة الدولة فهم معادون لها.هل يعقل ان تتعطّل مصلحة الدولة حرصاً على امتيازات الطوائف او ان الامر اكبر منهم ؟ ما يعلن عنه هو ان عدم التأليف خلاف داخلي بين مسؤولين او فئتين و الخلاف يتضمن الصلاحيّات و الامتيازات تحت مظلّة نقص في الدستور الذي وضع توافقياً بالرعاية الخارجيّة فلم يخطر ببالهم و لم ينظروا الى الافق البعيد  .ما يخبّئه . الخلاف هو ازمة الدولة و ازمة الكيان ككل .
-هل تتبنّى الحكومة القادمة حق المقاومة في الدفاع عن لبنان ؟ ام ان الجيش هو المسؤول الوحيد عن ذلك مع عدم قدرة الجيش لا سابقاً و لا حالياً بسبب عدم تجهيزه. ام ان المطلوب هو التغاضي عن الخروقات و الاعتداءات الاسرائيلية كما كان يحدث و كما يريده  اخصام المقاومة في الداخل.
-هل تذهب الحكومة في معالجة الملف الاقتصادي الى تعاون مع غيرالغرب؟ روسيا او الصين مثلاً ؟ هل تستطيع ان تقبل هبة من ايران؟قبل ان نقول تتعاون اقتصادياً معها  ؟ 
-هل ان الحكومة المقبلة تقبل بقانون قيصر و تبقى الحدود مع سورية-الشام مقفلة ام تذهب الى تحدّي الادارة الاميركية؟
-هل الحكومة مستعدة للاعلان عن عدم قبولها تنفيذ قرار الامم المتحدة 1559؟ 
-هل تتساهل بموضوع الحدود البريّة و البحريّة ام تحقق الرغبة الاميركية بخدمة العدو ؟
- على الحكومة ان تأخذ قرارات صعبة علماً ان اكثرها تم دون قرارات ( رفع الدعم بشكل كبير 
حتى الآن) لكن هل ان الجكومة ستذهب بكسر الاحتكارات و بالغاء الامتيازات لفئات شكلّت عبر التاريخ الدولة العميقة في لبنان ؟
 من الطبيعي ان يتوزّع اهل لبنان على اديان و مذاهب . الغير طبيعي هو ان يكون لكل مذهب سياسة عامة و من الطبيعي ان في حال وجود عداوة بين بلدين فان شعبي البلدين هم في حالة عداء ام ما هو غير طبيعي ان يكون لبنان على عداوة مع "اسرائيل" و ان يكون في لبنان من لا يشارك بلده هذه العداوة و ان يكون لبنان في اخوّة مع سورية الشام ( و هم اصلاً شعب واحد) و ان يكون بعض اللبنانيين على عداوة مع الشام .
في الداخل خلافات على صلاحيات او امتيازات للطوائف تحت عنوان الحقوق و لكل طائفة دور سياسي داخل لبنان يتماهى مع سياسة دولة خارجية . يعتبر اركان الطائفة انهم يحققون مصالحها .
بهذه السياسة و بهذا التعاون اما الحقيقة فان الدولة الخارجية تملي ارادتها السياسية من خلال التعاون مع هذه الطائفة، يستثني من ذلك ان تتبنّى طائفة ما المصلحة القوميّة العليا للوطن و ان يكون هناك من يساعد في ذلك دون المسّ بهذه المصلحة .
الجميع يريدون الاصلاح . كل فئة و كل فرد يريد الكهرباء و لن يكون هناك لا اتفاق داخلي و لا اذن خارجي باصلاح الملف كما يجب.
الجميع يطالب بوقف الهدر و محاربة الفساد على ان يكون الفاسد هو خصمه و لن استمّر في التعداد .
الحقيقة ان المعركة القوميّة قائمة دولياً و اقليمياً في الشام و العراق و فلسطين و لبنان و ان ازماتنا الداخلية بما فيها الاقتصادية هي انعكاس لهذه الحرب و ان الحل الوحيد هو انتصار ارادتنا و اقرار حقنا بقوّتنا.  قد يكون هناك احياناً حلّاً جزئياً يرجئ المواضيع الحسّاسة و يدير ازمة كما حصل سابقاً. 
اذا تأمّن ذلك فقد نرى حكومة.



عميد الاذاعة
الامين مأمون ملاعب

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram