نُشرت الدراسة في مجلة JACC-CardioOncology، وكشفت أن نقص التروية الطرفية – أي تقييد تدفق الدم في شرايين الساقين – ضاعف معدل نمو أورام الثدي في الفئران مقارنةً بفئران ذات تدفق دم طبيعي، هذه النتائج تؤكد ما توصّلت إليه دراسة سابقة عام 2020، والتي أظهرت أن نقص التروية أثناء النوبة القلبية يساهم في نفس الظاهرة.
كيف يحدث نقص التروية وما علاقته بالسرطان؟
يحدث نقص التروية عندما تتراكم ترسّبات دهنية مثل الكوليسترول داخل جدران الشرايين، مما يؤدي إلى الالتهاب والتجلطات التي تحدّ من تدفق الدم الغني بالأكسجين، وعندما يحدث هذا في الساقين، يُعرف باسم مرض الشريان المحيطي، وهو حالة شائعة تصيب الملايين وترفع خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
الدكتورة كاثرين جي. مور، الباحثة الرئيسية في الدراسة، تؤكد أن "ضعف تدفق الدم يعزز نمو السرطان بغضّ النظر عن مكان حدوثه في الجسم"، مشيرةً إلى أن العلاقة بين مرض الشريان المحيطي وسرطان الثدي تسلّط الضوء على أهمية معالجة العوامل الأيضية والوعائية ضمن استراتيجية شاملة لعلاج السرطان.
إعادة برمجة جهاز المناعة
أظهرت الدراسة أن تدفق الدم المقيّد يغيّر طبيعة الخلايا المناعية، حيث يدفعها نحو إنتاج خلايا نخاعية (كالخلايا الوحيدة والبلعمية والعدلات) التي تُضعف الاستجابة المناعية، في حين يقلّل إنتاج الخلايا اللمفاوية (مثل الخلايا التائية) المسؤولة عن الاستجابات المضادة للأورام.
كما أظهر فحص البيئة المجهرية للأورام نفسها وجود تراكم للخلايا المثبطة للمناعة مثل:
الخلايا الوحيدة Ly6Chi
الخلايا البلعمية M2-like F4/80+ MHCIIlo
الخلايا التائية التنظيمية
وهي جميعها تساعد الأورام على الهروب من هجوم جهاز المناعة.
تأثيرات طويلة الأمد على الجينات والبنية الخلوية
أثبت الباحثون أن هذه التغيرات المناعية لا تقتصر على فترة قصيرة، بل تمتد لتُعيد برمجة التعبير الجيني، فقد أدى نقص التروية إلى تغيير مئات الجينات وإعادة تنظيم بنية الكروماتين – وهي البروتينات التي تتحكم في الوصول إلى الحمض النووي – مما جعل من الصعب على الخلايا المناعية تنشيط الجينات المسؤولة عن مكافحة السرطان.
آفاق علاجية جديدة
تقول الدكتورة ألكسندرا نيومان، المؤلفة الأولى للدراسة:
"نتائجنا تكشف عن آلية مباشرة يساهم بها نقص التروية في تسريع نمو السرطان عبر إعادة برمجة الخلايا الجذعية بطرق تشبه الشيخوخة وتعزز مناعة متسامحة مع الورم".
وأضافت أن هذه النتائج قد تفتح الباب أمام استراتيجيات جديدة في الوقاية من السرطان وعلاجه، مثل:
إجراء فحوصات مبكرة للسرطان عند مرضى الشريان المحيطي.
استخدام علاجات معدّلة للالتهاب لمواجهة التغيرات المناعية الناجمة عن نقص التروية.
ويأمل فريق البحث في تصميم دراسات سريرية مستقبلية لتقييم ما إذا كانت الأدوية المستهدفة للالتهابات قادرة على مواجهة هذه التأثيرات وإبطاء نمو الأورام.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :