البلطجة الأميركية وإهانة البشر… لبنان نموذج

البلطجة الأميركية وإهانة البشر… لبنان نموذج

 

Telegram

في مشهدٍ يكاد يُلخّص عقوداً من الاستعلاء الغربي، تَجسّدت البلطجة الأميركية بوجهها الفجّ على أرض لبنان، حين أطلق الموفد الأميركي توم براك عبارته المهينة بحق الإعلاميين اللبنانيين واصفاً الفوضى في القاعة بـ"الحيوانات".
 لم يكن تصرفاً شخصياً عابراً، بل تعبيراً عن عقلية سياسية متجذرة في منطق القوة والتفوق الثقافي والتكبّر على الشعوب.هذه الإهانة لم تُوجَّه إلى الصحافيين فقط، بل إلى صورة لبنان كله، إلى حريته، إلى إعلامه الذي وإن شابته شوائب، لا يزال يقاتل كي يبقى صوت الناس. لم يكن براك إلا امتداداً لتاريخ طويل من السياسات الأميركية المتعالية التي تنظر إلى دولنا كهوامش وساحات تجارب، لا كشركاء على قدم المساواة.وإن كان موقف رئاسة الجمهورية اللبنانية إيجابياً في تأكيدها احترام الإعلام، فإن ما نحتاجه اليوم يتجاوز "البيانات الدبلوماسية"، إلى موقف وطني جامع: كفى إذلالًا! كفى تملقًا لخطاب لا يرى في لبنان إلا ورقة على طاولة مفاوضات.
فالإهانة هنا ليست حادثة، بل عيّنة. فكم مرة أُهينت كرامة الشعوب في العراق وفلسطين وأفغانستان وسوريا واليمن بذريعة "الحرية والديمقراطية"؟ وكم مرة كانت أميركا داعماً لصناعة الحروب لا السلام؟
لبنان، الذي يعاني اليوم من انهيارات متتالية، لا يحتاج لمبعوثين وقحين، بل لحلفاء يحترمون سيادته وشعبه وإعلامه. فكرامة الإنسان ليست خياراً سياسياً بل حق لا يُمسّ.... البلطجة لا تُمارَس فقط بالدبابات... بل بالكلمة، بالنظرة، وبالمنابر. فلتكن لنا من هذه الحادثة وقفة، لا غضبة عابرة.  في زمن الضجيج، كن أنت صوت الصمت... لا لأنك لا تملك ما تقوله، بل لأنك تنتظر اللحظة التي يُصبح فيها لكلامك معنى، ولنظرتك صدى، ولصمتك ثورة.
 
بقلم : الدكتور محمد هاني هزيمة محلل سياسي وخبير استراتيجي
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram