افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاربعاء 27 آب 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاربعاء 27 آب 2025

 

Telegram


افتتاحية صحيفة الأخبار:

الأميركيون للسلطة: الجيش بأمر إسرائيل

كثيرٌ من الكلام سُجِّل في الهجمة الأميركية المحمّلة بالرسائل والدلالات عبر «ضيوف» سلطة الوصاية أمس، الذين لم يكتفوا بترداد خطاب النفاق المفضوح حول دور واشنطن التفاوضي المزعوم، بل ذهبوا إلى ما هو أبعد حين طالبوا الحكومة اللبنانية، وبكل صلف، بتمكينهم من الاطّلاع على خطة الجيش لنزع سلاح المقاومة فور إنجازها، على أن يكون لإسرائيل «رأيها» فيها، وفق ما كشفته مصادر واسعة الاطّلاع على محادثات الوفد.

لحظة الذروة في هذا المشهد الوقح كانت مع السيناتور الصهيوني ليندسي غراهام، الذي عبّر بلا مواربة عن جوهر الموقف الأميركي: انحياز مطلق لإسرائيل، وتجريد كامل لدور واشنطن من أي مصداقية بعدما ظهر جلياً أنه مُبرمج حصراً لخدمة المصلحة الصهيونية. وكل ذلك، بلا حرج ولا أقنعة، وعلى حساب المصلحة اللبنانية. وما يزيد خطورة المشهد أنّ هذا الخطاب الفجّ يجد في السلطة اللبنانية الحالية أرضاً رخوة، خاضعة، لا تملك سوى الانصياع لسلطة الوصاية والتسليم بإملاءاتها.

وقد استبق «الضيوف» الأميركيون أي احتمال لأن تجرؤ هذه السلطة على رفع أي مطلب، فوضعوا محاذير محكمة لا يُسمح بالاقتراب منها، انسجاماً مع ما أعلنه بنيامين نتنياهو بوضوح: «لا خطوة إسرائيلية قبل نزع السلاح بالكامل». وبذلك، فإن ما نفّذته الحكومة اللبنانية حتى الآن من إملاءات، ورغم أنه حظي بـ«تقدير» الإسرائيليين، ليس كافياً.

عملياً، جاء الوفد الأميركي ليكرّس كلام نتنياهو ويؤكّده، ويثبت مجدّداً أن مسار التفاوض مع عدو من هذا النوع مسار عقيم، وأن «سلطة الوصاية» في بيروت لن تحصد سوى الخيبة، لا لعجزها وحده، بل لأنّ واشنطن وتل أبيب لا تشبعان من إذلال الدولة اللبنانية، ولن تكتفيا بما قدّمته من تنازلات.

لهذا، لم يتطرّق الوفد إلى أيّ من المطالب اللبنانية، ولا حتى التفت إليها، بل تحدّث بوقاحة متعالية عن وجوب تنفيذ المطلوب: نزع سلاح المقاومة، بمعزل عن أي التزامات أو ضمانات، على أن يكون لإسرائيل الحكم الفصل بعد ذلك. أما في الجانب اللبناني، فكان الاستسلام سيّد الموقف. لا جديد يجرؤ أركان السلطة على قوله، باستثناء الترقّب السلبي لإملاءات الخارج، والتسليم بدور المتجاوب الأبدي مع الضغوط، حتى حين تبلغ الإهانة حدوداً غير مسبوقة.

بدأ وفد الوصاية الأميركية، الذي ضمّ إلى جانب السيناتور ليندسي غراهام، السيناتور جين شاهين، الموفد الرئاسي الأميركي إلى لبنان وسوريا توماس برّاك، نائبة الموفد الرّئاسي إلى الشّرق الأوسط مورغان أورتاغوس، والسفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون، جولته على الرؤساء الثلاثة من بعبدا بلقاء رئيس الجمهورية جوزيف عون.

وكشفت المصادر أن «ما صرّح به أعضاء الوفد علناً لم يختلف عن ما أُبلغ به المسؤولون اللبنانيون»، مشيرةً إلى تأكيد الوفد على «ضرورة اتخاذ خطوات لتنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله، والاطّلاع على الخطة التي يعدّها الجيش اللبناني لعرضها على المسؤولين في إسرائيل للنظر في ما إذا كانت تفي بالغرض، مع إمكانية إدخال تعديلات».

وأكّدت المصادر أن «الوفد لم يترك أي مجال أمام أركان السلطة للمطالبة بأي شيء، مع التأكيد على أن كل الخطوات المقابلة معلّقة إلى حين تنفيذ المطلوب، بمعزل عمّا ستفعله إسرائيل».

وأضافت أن الوفد أبلغ الرؤساء بأن «إسرائيل لن تنسحب من النقاط التي احتلّتها، ولن توقف عملياتها قبل الاطّلاع على الخطة ورؤية تنفيذ سحب السلاح عملياً من حزب الله»، مع التأكيد على عدم إعطاء أي ضمانات بأن أميركا ستُلزِم إسرائيل بتنفيذ كل ما هو متفق عليه لا قبل سحب السلاح ولا بعده».

وقد اختصر السيناتور العنصري غراهام هدف الجولة من بعبدا بالقول إن «إسرائيل لن تنظر إلى لبنان بطريقة مختلفة إلا إذا قام لبنان بأمر مختلف، وبدون نزع سلاح حزب الله ستكون أي مناقشة حول الانسحاب بلا جدوى». فيما أشار برّاك إلى أن «حكومة لبنان ستقدّم اقتراحها قريباً حول كيفية نزع سلاح حزب الله، على أن تقدّم إسرائيل اقتراحاً مقابلاً عند تسلّم الخطة اللبنانية»، مؤكداً أن الهدف هو «إقناع حزب الله بالتخلي عن السلاح، وليس خوض حرب».

وشدّد على أن الرئيس السوري أحمد الشرع لا يسعى لعلاقة عدائية مع لبنان، ويريد التعاون معه. من جهتها، قالت أورتاغوس إن «إسرائيل مستعدّة للتحرك خطوة خطوة مع قرارات الحكومة اللبنانية، وستساعدها على المضي قدماً في هذا القرار التاريخي، وتشجّع إسرائيل على تنفيذ خطواتها».

في عين التينة، أكّدت مصادر سياسية أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري جدّد رفضه إقامة منطقة عازلة، مؤكداً على ضرورة عودة الجنوبيين إلى قراهم، وإعادة الأسرى، والشروع بعملية إعادة الإعمار، ووقف الاعتداءات». أما في السراي الحكومي، حيث التقى الوفد الأميركي الرئيس نواف سلام، فلم تختلف الأجواء عما حصل في بعبدا، وسط تأكيدات بأن «سلام هو الأكثر انخراطاً في المشروع الأميركي، والأسرع هرولة لتنفيذ الطلبات، بل يضغط على الآخرين للّحاق به».

وسيجول برّاك وأورتاغوس اليوم في الجنوب، حيث يصلان بطوافة إلى ثكنة الجيش في مرجعيون، ويجولان على الخيام والبياضة والناقورة وعلى المواقع الأثرية في صور.

*****************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

مجاعة في غزة إضراب طعام تضامناً… ومئات الآلاف في الكيان لوقف الحرب

برّاك: نزع السلاح وبعدها يقرّر نتنياهو… وللصحافيين: «بلا حيونة أحسن ما فلّ» 
الرئاسة تعتذر من الإعلام ونقابة المحرّرين تطلب اعتذاراً من برّاك وإلاّ المقاطعة

 يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة في قطاع غزة غير آبه بإعلان الأمم المتحدة المجاعة في غزة، وسقط أمس أكثر من خمسين شهيداً بأعمال القتل على يد قوات الاحتلال، التي تعاني التعثر في عملياتها البرية في مواجهة المقاومة، ويعترف رئيس أركانها بأن الوقت قد حان لصفقة توقف الحرب، بينما يُصرّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على مواصلة حربه، رغم العزلة المتزايدة التي تواجهها حكومته مع تنامي حركات التضامن العالمية، والتي بدأت تتشكل فيها مجموعات لتنظيم الإضراب عن الطعام تضامناً مع جوع أهل غزة، وتقدّمت تونس الصفوف بالإضراب الذي بدأ الأحد ويستمرّ أسبوعاً كاملاً بمشاركة عشرات النشطاء، فيما شهدت تل أبيب وحيفا وشوارع من عدة مدن في كيان الاحتلال خروج مئات الآلاف طلباً لوقف الحرب.

في بيروت تطوّع المبعوث الأميركي توماس برّاك لمحاولة خداع اللبنانيين وكبار مسؤولي الدولة تعاونه زميلته مورغان أورتاغوس للقول إن تل أبيب وافقت على صيغة الخطوة مقابل خطوة، قبل أن يكتشف أن نتنياهو قام بفضحه وأعلن أنه سوف ينتظر نزع سلاح حزب الله وبعدها ينظر بما يمكن فعله على صعيد تقنين الضربات بدلاً من وقفها والتخفيض التدريجيّ لقوات الاحتلال بدلاً من سحبها، ومن ضمن ترتيبات أمنية ينسقها مع الجانب الأميركي لإبقاء عشرات القرى الحدودية مدمّرة ومهجورة دون سكان بمنع أهلها من العودة. ويبدو أن فضيحته المدوّية تسببت له بالخروج عن السيطرة فانفجر بوجه الصحافيين ناعتاً إياهم بالحيوانات، وتسببت الكلمات البذيئة لبرّاك بغضب الوسط السياسي والإعلامي الذي عبرت عنه نقابة محرري الصحافة اللبنانية، التي طلبت اعتذاراً علنياً من برّاك للإعلام واللبنانيّين عن خطيئته بحق الإعلام والإعلاميين، بينما أصدر القصر الجمهوري بياناً اعتذر فيه عن الخطأ الذي ارتكبه أحد الضيوف الأجانب بحق الإعلاميين في القصر الجمهوريّ، وفعل مثله وزير الإعلام.

شدّد الموفدان الأميركيان توم برّاك ومورغان أورتاغوس من بعبدا، على سياسة «نزع السلاح أولاً»، كخطوة لـ»تشجيع «إسرائيل» على القيام بخطواتها». برّاك وأروتاغوس ربطا الانسحاب الإسرائيلي من النقاط المحتلة في جنوب لبنان، بنزع السلاح، كجواب منتظر على الرد الإسرائيلي على الورقة الأميركية، حيث أشار برّاك إلى أن «حكومة لبنان ستقدم اقتراحها في الأيام المقبلة حول كيفية نزع سلاح حزب الله، عندها «إسرائيل» ستقابلها باقتراح حول الانسحاب من النقاط الخمس»، مشيراً إلى أن «إسرائيل» تقول إنّها ستقدّم خطّتها بالانسحاب فور حصولها على الخطّة المقدّمة من الجانب اللبناني»، مؤكداً أنه «على لبنان العمل مع «إسرائيل» لإزالة التوترات». وأعاد برّاك التأكيد على أنه «سنكون هنا بشكل متواصل وستكون هناك منطقة اقتصادية جديدة»، وقال «يجب أن تدخل الأموال من الخليج لإعادة الازدهار في لبنان وسنخلق صندوقاً اقتصادياً لدعم لبنان».

واعتبر برّاك أن «»إسرائيل» قالت إنها لا تريد أن تحتل لبنان أي أن هناك إشارات إيجابية من الجانبين اللبناني والإسرائيلي»، وبأن «»إسرائيل» تعهّدت بالمضي خطوة بخطوة مع لبنان ونشهد بشائر مرحلة جديدة من الهدوء والاستقرار ولا أحد يريد حرباً أهلية في لبنان وحزب الله خرج عن السياسة بالتصميم على امتلاك سلاح».

وإذ أشار برّاك إلى أنه «لا نريد حرباً أهلية في لبنان»، اعتبر أن «سلاح حزب الله يقف عقبة أمام ازدهار لبنان»، متسائلاً «ولماذا حزب الله مسلّح؟».

وقال برّاك «أشعر بالأمل لأنّ حكومتكم قامت بشيء مذهل واتّخذت خطوة الطلب من الجيش إعداد خطّة لنزع سلاح حزب الله وستُعرض علينا و»إسرائيل» تقول إنّها مسرورة من الانسحاب من لبنان ولا تريد احتلال لبنان». وأشار إلى أن «الرئيس دونالد ترامب يريد أن يرى لبنان مزدهراً وأن يتمّ نزع السلاح والرؤساء الثلاثة يحاولون القيام بأفضل عمل للازدهار».

عن اليونيفيل قال برّاك «سنوافق على التمديد لليونيفيل مدة عام»، وتابع: «مضت فترة طويلة على وجود اليونيفيل في لبنان وندفع مليار كلّ عام وما زلتم في حالة ضياع، لذا ركّزوا على الجانب اللبناني ولا تعتمدوا على الخارج ويمكن إقناع الحزب من دون حرب وأدعم قرار ترامب في ما يخصّ اليونيفيل».

وعن سورية، قال برّاك «الرئيس السوري أحمد الشرع لا توجد له أي نية عدوانية تجاه لبنان والرئيس اللبناني لا يعمل ضد أي مكوّن، ولا مصلحة للشرع في أن تكون هناك علاقة عدائيّة مع لبنان ويريد علاقات تعاون معه».

وأشارت أورتاغوس بدورها إلى أن «»إسرائيل» راغبة في التوجّه خطوة مقابل خطوة مع الحكومة اللبنانية»، معتبرة أنه «حان وقت الأفعال في لبنان وسنساعد الحكومة اللبنانية في تنفيذ قرارها التاريخيّ». وكانت أورتاغوس استبقت لقاءاتها بتصعيد الموقف تجاه حزب الله حيث اعتبرت، الثلاثاء أن «حزب الله وأمينه العام نعيم قاسم لا يمثلّان اللبنانيّين. إنّهما يمثّلان قوى خارجية، وهي إيران».

وكان السيناتور الأميركي ليندسي غراهام أشار في تصريح من بعبدا إلى أن «فكرة نزع سلاح حزب الله تأتي من الشعب اللبناني»، معتبراً أن «حزب الله يعمل لأجندة خارجيّة وليس للشعب اللبناني»، وأردف بالقول: «عندما يتم نزع سلاح حزب الله سيكون هناك حديث مع «إسرائيل» بشأن النقاط الخمس».

وقال إن «حزب الله ليس وفيًا مع الشعب وأعتقد أن اللبنانيين يريدون مستقبلًا أفضل و»إسرائيل» لن تنظر إلى لبنان بطريقة مختلفة إلا إذا قام لبنان بأمر مختلف»، معتبراً أن «ما حصل هو أكبر تغيير في تاريخ لبنان، وأميركا يهمها الدفاع عن لبنان وتنوّعه الديني ونزع سلاح حزب الله ليس قرار «إسرائيل»، ولكنه قرار اللبنانيين». وأكد أن «»إسرائيل» لن تنظر إلى لبنان بشكل مختلف ما لم يتم نزع سلاح حزب الله».

وأكدت السيناتور الأميركية جين شاهين بدورها في تصريح لها بعد لقائها الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا «أننا ندعم قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله»، مشدّدة على أن «اجتماعنا مع الرئيس عون كان مثمراً ونتفهّم أن نزع سلاح حزب الله خطوة صعبة، لكنها حاسمة ونحن ندعم القرارات الجريئة التي تتخذها الحكومة».

من بعبدا، توجّه الوفد إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتمّ خلال اللقاء البحث في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات. ومن ثم انتقل برّاك والوفد المرافق إلى السراي للقاء رئيس الحكومة نواف سلام. جرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في لبنان ونتائج الجولة التي قام بها الوفد في المنطقة. أشاد الوفد بالقرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة لجهة حصرية السلاح بيد الدولة وقواها الشرعية، وقد نوّه الوفد بالإصلاحات المالية والمصرفية التي أقرّتها الحكومة، مؤكّدًا ضرورة استكمال هذا المسار لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين.

واستقبل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الموفد الأميركيّ توماس برّاك، وتخلل اللقاء بحث في مختلف المستجدات المحلية والإقليمية. واستقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة وفداً من الكونغرس الأميركي ضم السيناتور Jeanne Shaheen والسيناتور Lindsey Graham والنائب Joe Wilson، إضافة إلى توم برّاك ومورغان أورتاغوس، بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون مع وفد مرافق. وخلال اللقاء، تناول البحث الأوضاع العامة والتطورات في لبنان والمنطقة، وسبل دعم الجيش في ظل التحديات الراهنة.

هذا ويقوم برّاك بجولة اليوم في الجنوب في حين أن الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس ستتوجه إلى تل أبيب بعد انتهاء زيارتها إلى بيروت.

وتقول مصادر سياسية لـ»البناء» إن الطرح الذي حمله برّاك ومن معه يعكس معادلة ضغط وترغيب في آن واحد. فمن جهة، ربط الأميركيون أي تقدم ميدانيّ مع «إسرائيل» بخطوات لبنانية داخلية تبدأ بخطة لنزع سلاح حزب الله يفترض أن يضعها الجيش. ومن جهة أخرى، حاولوا تسويق أفق اقتصادي جديد كجزرة تقدَّم للبنان إذا ما تجاوب مع المطالب. وهذا المنحى يترجم سياسة واشنطن التقليدية في مقاربة الملف اللبناني من خلال الضغط عبر ملف حزب الله، مقابل وعود بدعم مالي وسياسي إذا ما أُحرز تقدماً في تحجيم دور الحزب. إلا أن الإشكالية الكبرى، كما تقول المصادر تكمن في مدى واقعية هذا الطرح. فحزب الله ليس مجرد تنظيم مسلح يمكن نزعه من المشهد بقرار حكومي، بل هو قوة عسكرية وسياسية واجتماعية متجذرة في النسيج اللبناني ومتشابكة مع توازنات الداخل والخارج. لذلك، فإن تحويل مطلب نزع السلاح إلى شرط مسبق لأي عملية تفاوض مع إسرائيل أو لأي دعم اقتصادي، يدخل لبنان في مأزق سياسي جديد قد يضاعف الانقسام الداخلي ويُضعف قدرة الدولة على التماسك.

من زاوية أخرى، تكشف هذه الزيارة، بحسب المصادر، أن «إسرائيل» تحاول الظهور بمظهر الطرف «البراغماتي»، المستعدّ للانسحاب التدريجيّ إذا ما لمس خطوات مقابلة من الجانب اللبنانيّ. لكن هذا الطرح يحمل في طيّاته إشكالية السيادة، إذ يُعيد إنتاج معادلة التفاوض غير المباشر: لبنان يتنازل عن سلاح مقاومته، مقابل وعود إسرائيليّة قابلة للتأجيل أو التفسير. وتشدّد المصادر على أن المؤشرات المرافقة للزيارة، كالتأكيد على تمديد مهمة اليونيفيل سنة إضافية، والحديث عن الإصلاحات الاقتصادية، والضغط على الطبقة السياسية لمزيد من الشفافية، تعكس توجهاً أميركياً لتكثيف الحضور في الملف اللبناني.

وأكّد وزير الخارجيّة الإيرانيّ عباس عراقجي أنّ بلاده «لا تتدخّل في شؤون لبنان الداخليّة»، موضحًا أنّ تقرير مصير سلاح حزب الله «يعود إلى الحزب نفسه والحكومة اللّبنانيّة واللبنانيّين». واعتبر أنّ خطط نزع السّلاح «إسرائيليّة بالكامل»، مشيرًا إلى أنّ ما يُطرح راهنًا «يهدف إلى إضعاف لبنان وتجريده من عناصر قوته».

وقال عراقجي إنّ حزب الله «طرح فكرة الحوار الوطنيّ لتحديد الاستراتيجيّة الدفاعيّة»، مضيفًا أنّ طهران مطمئنة إلى أنّ «»إسرائيل» تريد دولًا ضعيفة ومبعثرة»، بينما تبقى المقاومة في لبنان «عامل ردع وتوازن» رغم الضغوط.

رأى النائب حسين الحاج حسن أن «الطريق الصحيح يكمُن في الذهاب إلى النقاش في استراتيجية أمن وطني نرى ‏ونقرّر فيها كيف يمكن أن ندافع عن لبنان بوجه الشرق الأوسط الجديد أو بوجه «إسرائيل» الكبرى والتهديدات ‏المتعددة لا سيما بضمّنا إلى بلاد الشام وغيرها من المشاريع التي يقرّرها البعض بتحويل بعض القرى إلى ‏منطقة اقتصاديّة ومنتجعات، وهنا نرى كم أن سيادتنا باتت مهمة حينما يخرج بعض الناس في الخارج ‏ويقرّروا لنا ما الذي سيحصل بأرضنا، وكل ذلك بحجة «أمن إسرائيل»، ولكن أمننا وأرضنا وثرواتنا ‏ووجودنا ليس مهماً، وهذا لا يمكن أن يمرّ، ولذلك من باب الحرص، نحن ننتقد وندين ما نرفضه من ‏قرارات وإملاءات واقتراحات ومشاريع، وفي الوقت نفسه نقترح البديل، ألا وهو التفاهم الوطني على ‏استراتيجية أمن وطني، وهذا موجود بخطاب القسم وفي البيان الوزاريّ».

وعشيّة زيارة وفد سوريّ بيروت غداً الخميس، أكد وزير المهجّرين ووزير دولة لشؤون التكنولوجيا كمال شحادة «أننا سنبحث عددًا من الملفات مع الوفد السوري في بيروت الخميس، منها النازحون والتعاون بين الجهات الأمنية والسيطرة على الحدود ومواضيع اقتصادية». أضاف في حديث لـ»صوت لبنان» أن «لدى الحكومة تصورًا لكيفية ضبط الحدود، والأمر سيكون أسهل إذا حصل تعاون بين الجانبين السوري واللبناني، والدولتان مستعدتان لضبط الحدود وهذه فرصة أمام لبنان للوصول إلى نتيجة».

ليس بعيداً من الوضع الحدودي بين البلدين، أعلنت قيادة الجيش أنه و»بتاريخ 25 /8 /2025، وضمن إطار مكافحة تهريب الأسلحة عبر الحدود اللبنانية – السورية، وملاحقة محاولات التسلل والإخلال بالأمن، أوقفت وحدة من الجيش تؤازرها دورية من مديرية المخابرات في منطقة البقيعة – عكار السوري (ا.ا.)، وضبطت داخل سيارته كمية كبيرة من الأسلحة والقذائف والذخائر الحربية، إضافة إلى أعتدة عسكرية. سُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص».

وفيما بدأ الجيش المرحلة الأولى من تسلم السلاح الفلسطيني، أقالت حركة فتح اللواء حسن سالم، المعروف بـ»أبو علي»، من منصبه كمدير عسكري للحركة في لبنان، وقرّرت ترحيله إلى رام الله، حيث سيُخضع لتحقيقات تتعلّق بملفات فساد ماليّ وعمليات نصب واحتيال. وبحسب المعلومات، فقد عُيّن محسن الحلاّق خلفًا له لتولّي المهام العسكريّة في لبنان.

وفي تطور لافت، أصدرت الهيئة الاتهامية المكلفة برئاسة القاضي نسيب ايليا قرارًا بإخلاء سبيل الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة بكفالة مالية قيمتها 20 مليون دولار وخمسة مليارات ليرة لبنانية. ونص القرار على منع سلامة من السفر لمدة عام، في إطار الملاحقات القضائية المستمرة بحقه. الكفالة وهي الأغلى على الإطلاق في تاريخ لبنان شكلت موضع اعتراض من وكلاء الدفاع عن سلامة الذين اعترضوا عليها لكون أمواله محجوزة في لبنان وخارجه. ويذكر أن سلامة كان أوقف في 3 أيلول 2024 بأمر النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار بعد التحقيق معه في قصر العدل. وتركزت التحقيقات حول العقود المبرمة بين مصرف لبنان وشركة «أبتيموم»، والتي شملت عمليات شراء وبيع سندات الخزينة وشهادات الإيداع بالليرة اللبنانية، فضلاً عن حصول الشركة على عمولات من هذه العمليّات، ولم يحاكم حتى لحظة إخلاء السبيل.

************************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

أوسع وفد أميركي ينقل "الموقف الثابت الواحد"… تلويح "بمعاهدة دفاعية" بعد "المنطقة الاقتصادية"

على رغم الطابع اللافت الذي اقترب من صفة استثنائية لوجود وفد أميركي رفيع المستوى ومشترك التركيبة بين موفدين بارزين للإدارة الأميركية واثنين من أعضاء مجلس الشيوخ وعضو في مجلس النواب في بيروت، برزت سمة لافتة أكثر إثارة للاهتمام تمثلت في ترداد الأعضاء الخمسة للوفد نبرة ولغة ومفردات موحّدة تدور كلها عند "نزع سلاح حزب الله" بلا زيادة أو نقصان، كأبجدية استباقية لترجمة كل الدعم الأميركي المطلوب كما لإلزام إسرائيل بترجمة سياسة "الخطوة مقابل خطوة". اتخذت زيارة الوفد الأميركي المواكبة للزيارة الخامسة التي يقوم بها موفد الرئيس الأميركي توم برّاك لبيروت ومعه الموفدة العائدة حديثاً بكامل الصلاحيات مورغان أورتاغوس، طابعاً متشدداً لجهة تظهير موقف أميركي لا يبتعد عن اشتراطات إسرائيل بوجوب أن ينفّذ لبنان خطة حصر السلاح في يد الدولة لكي تنهي إسرائيل احتلالها للنقاط الخمس وتلتزم اتفاق وقف الأعمال العدائية. ولكن الزيارة تجاوزت هذا الهدف وحده لتبلغ رسم آفاق بعيدة من مثل حديث برّاك عن "تعويض" مقاتلي "حزب الله" لدى تسليمهم السلاح أو الحديث عن "المنطقة الاقتصادية" في الجنوب. ولعل الأكثر إثارة للاهتمام برز في كلام هو الأول من نوعه لمّح إليه السيناتور ليندسي غراهام عن فكرة "معاهدة دفاعية" بين الولايات المتحدة الأميركية ولبنان لحماية التنوع الديني فيه. ومع ذلك، بدا واضحاً أن الأميركيين رموا الكرة في ملعب لبنان والتزامه نزع السلاح، ولكن أفضى الشعار العام لـ"اليوم الأميركي الطويل" إلى انتظار خطة قيادة الجيش اللبناني التي سيبحثها مجلس الوزراء في الثاني من أيلول وعندها يبنى على الشيء مقتضاه.
وقد ضم الوفد الأميركي الذي جال على الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش، كما زار مساء الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من دون حضور اورتاغوس، السيناتور جين شاهين والسيناتور ليندسي غراهام والنائب جون ويلسون، بالإضافة الى الموفدين برّاك وأورتاغوس والسفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون.
أبرز الخلاصات والمواقف التي أعلنها برّاك تمثلت في قوله من بعبدا: "ما نستطيع أن نقوم به لـ"حزب الله" هو أن نريه أن لا أحد يحتاج السلاح ولا أحد يريد أن يرى حرباً أهلية. وجواب إسرائيل كان أيضاً تاريخياً. وهذا ما قالوه لي شخصيا وقالوه للرئيس ترامب وصرّحوا به في بيانات. والجهد الذي سنقوم به هو للتأكيد أن حزب الله ليس مسلحاً وليس عدائياً بحقهم، وهم سينسحبون بالطريقة نفسها. وما سنقوم به هو أن حكومتكم في الأيام المقبلة ستقدم اقتراحاً وخطة اقتراح لما هو في نيتها القيام به لنزع سلاح حزب الله. وعندما ترى إسرائيل ذلك، سيقدم الإسرائيليون الاقتراح المقابل، وما سيقومون به لجهة الانسحاب وضمان حدودهم أيضاً والنقاط الخمس، مقابل ما سنعرضه عليهم من الجهة اللبنانية".
وبرّر الحديث عن المنطقة الاقتصادية "بأننا في حاجة إلى بديل، وتحدثنا أيضاً عن طرف آخر خارجي هو إيران التي تموّل هنا حزب الله والبلديات التابعة لـ"حزب الله". إذاً كيف نستبدل ذلك؟ نأتي بدول الخليج في الوقت نفسه لمنطقة شبيهة بمنطقة اقتصادية. وسيكون هناك عمق بالتفكير بها في الأسابيع المقبلة".
ولفت إلى أن "الجيش اللبناني وحكومتكم ستعرض خطة وسيقولون لـ"حزب الله" كيفية نزع السلاح. هذا لا يجب أن يكون عسكرياً. نحن لا نتحدث عن حرب. نحن نتحدث عن كيفية إقناع حزب الله بالتخلي عن هذه الأسلحة". وفي ما يتصل بالتمديد لليونيفيل، أكد أن "موقف وزير الخارجية الأميركية أننا سنوافق على التمديد لها سنة".
أما أورتاغوس، فقالت: "إسرائيل مستعدّة أن تتحرّك خطوة خطوة مع قرارات الحكومة اللبنانيّة، وسنساعد الحكومة للمضي قدماً في القرار التاريخي ونشجّع إسرائيل على القيام بخطواتها". ومن عين التينة حيث سئلت تعليقها على خطاب الشيخ نعيم قاسم أمس، قالت أورتاغوس: "هو مثير للشفقة".
وبرز بين تصريحات أعضاء وفد الكونغرس كلام السيناتور غراهام الذي قال: "عندما يتم نزع سلاح حزب الله على يد الشعب اللبناني، ونقل السلطة من الميليشيات إلى الجيش اللبناني، عندها سيكون هناك حوار مختلف مع إسرائيل. لكن كل ما يُقال سيبقى مجرد كلام ما لم يحدث تغيير فعلي. إسرائيل لن تنظر إلى لبنان نظرة مختلفة حتى يقوم لبنان بخطوة مختلفة. وتلك الخطوة هي نزع سلاح عدو الشعب الإسرائيلي. لا تسألوني أي أسئلة عمّا ستفعله إسرائيل قبل أن تنزعوا سلاح حزب الله". كما تساءل "لماذا لا نقيم علاقة مع لبنان نلتزم من خلالها فعليًا بالدفاع عمّا تقومون به؟ إنني أعتقد أنّ من مصلحة الولايات المتحدة الدفاع عن التنوّع الديني، سواء كنتم دروزًا أو علويين أو مسيحيين أو غير ذلك. إنّ فكرة أن يكون لأميركا يومًا ما اتفاقية دفاع مع لبنان ستُحدث تغييرًا في لبنان لا يشبه أي أمر آخر يمكنني تصوّره. ولماذا أدافع عن هذه الفكرة؟ لأنني أريد أن أدافع عن التنوّع الديني. وأريد لأولئك الذين يسعون إلى تدمير هذا التنوّع الديني أن يفهموا أنّ أيامهم باتت معدودة". ومن المقرر أن يقوم برّاك اليوم بجولة على الحدود اللبنانية الجنوبية وترافقه بعثة وصفت بانها تقنية.
أما الموقف اللبناني، فأبلغه الرئيس جوزف عون إلى الوفد، فجدد "التزام لبنان الكامل بإعلان 27 تشرين الثاني لوقف الاعمال العدائية والذي أقر برعاية أميركية- فرنسية ووافقت عليه الحكومة السابقة بالإجماع". وجدّد "التزام لبنان ورقة الإعلان المشتركة الأميركية- اللبنانية التي أقرها مجلس الوزراء ببنودها كافة من دون أي اجتزاء". وشكر الرئيس عون الجانب الأميركي على "استمراره في دعم الجيش اللبناني والقوى المسلحة اللبنانية وتعزيزها في كل المجالات لتقوم بمهامها الوطنية لجهة حصرية الأمن والاستقرار في لبنان، متمنياً على الجانب الأميركي متابعة الاتصالات مع الجهات المعنية كافة، وخصوصا مع البلدان العربية والغربية الصديقة للبنان لدعم والإسراع في مساري إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي".
وبدوره، شدّد الرئيس نواف سلام على "أنّ مسار حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة واحتكارها لقرارَي الحرب والسلم هو مسار انطلق ولا عودة إلى الوراء فيه"، لافتًا إلى أنّ "الحكومة ثبّتت هذا التوجّه في جلسة 5 آب، حيث اتُّخذ قرار حازم بتكليف الجيش اللبناني وضع خطة شاملة لحصر السلاح قبل نهاية العام وعرضها على مجلس الوزراء، وهو ما سيُعرض الأسبوع المقبل. وأكّد أنّ هذا المسار هو مطلب وضرورة لبنانية وطنية، اتفق عليها اللبنانيون في اتفاق الطائف قبل أي شيء آخر". كما أعاد تأكيد "التزام لبنان بأهداف الورقة التي تقدم بها السفير برّاك بعد إدخال تعديلات المسؤولين اللبنانيين عليها، والتي أقرّها مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 7 آب، مشدّدًا أمام الوفد على أنّ هذه الورقة القائمة على مبدأ تلازم الخطوات تثبّت ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الأعمال العدائية".
ولوحظ أن عين التينة لم توزّع أي معلومات علنية رسمية عن موقف الرئيس نبيه بري أمام أعضاء الوفد، فيما نقل عنه لاحقاً أن أي تقدم لم يحصل.

*********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

زيارة برّاك الخامسة: مراوحة لا تقدّم.. ولبنان انتظر إسرائيل فردّت بانتظار

كانت تنتظر الدولة اللبنانية أن تتسلّم الردّ الإسرائيلي من المبعوث الأميركي توم برّاك في شأن التزامها وقف الأعمال العدائية، وإذ بها تنشغل بالعدائية التي مارسها برّاك ضدّ الجسم الإعلامي، بتهديده أنّه إذا مارس اسلوباً حيوانياً سينسحب من القاعة ولن يجيب عن الأسئلة، ما أثار موجة غضب عارمة غطّت على حجم الزيارة الأميركية الواسعة والمتعددة المستويات.
وقال مصدر سياسي بارز لـ"الجمهورية"، أن "لا تقدّم حصل على خط المفاوضات مع العدو، والأمور تراوح مكانها، وقد أخذت المداولات هذه المرّة طابع مجلس شيوخ وكونغرس مع انضمام أعضاء السيناتور والكونغرس الثلاثة الأعلى رتبة من المبعوث الخاص برّاك والمستشارة مورغن اورتاغوس، وأصبحت الأولوية للمحادثات الرسمية مع الوفد الذي يقوم بجولة على المنطقة فرادى وثنائياً، تضمّ الأردن وسوريا وإسرائيل، في اعتبار انّ اميركا منخرطة حالياً بمقدار كبير بالمنطقة ومحور سياستها الخارجية يرتكز على الشرق الأوسط ويوليه اهتماماً كبيراً لما يشوبه من نزاعات وحروب تجاوزت الحرب الأوكرانية".
وكشف المصدر، انّ برّاك أبلغ إلى الرؤساء الثلاثة انّ اورتاغوس ستذهب إلى تل ابيب وستنضمّ إلى السيناتور ليندسي غراهام لاستكمال البحث مع نتنياهو، لأنّ علاقة برّاك متوترة مع الجانب الإسرائيلي.
وقال المصدر: "إنّ براك سمع من رئيس مجلس النواب نبيه بري مجدداً، أنّ المطلوب من إسرائيل تنفيذ الاتفاق، وهذا في أولوية الملاحظات التي وضعها لبنان على ورقة المقترح الأميركي، وقد أخذ برّاك في الاعتبار تنفيذ الاتفاق وتطبيق القرار 1701، ولكنه قلب الأولويات في المراحل والمهل في الصيغة الأخيرة".
ورأى المصدر، انّ الحكومة استعجلت الموافقة قبل ان تلتزم إسرائيل وقف الأعمال العدائية، الأمر الذي فتح شهية الأميركي وخلفه الإسرائيلي بطلب مزيد من التنازلات. وهذا هو سبب الخلاف مع "الثنائي الشيعي" الذي سأل عن سبب استنفاد كل أوراق القوة قبل الحصول على أجوبة من العدو، كمن يدفع ثمناً كاملاً لشقة تسلّمها على الخريطة". وختم المصدر: "نحن عملنا اللي علينا والكرة في الملعب الإسرائيلي".
وعلمت "الجمهورية"، انّ برّاك تبلّغ من القصر الجمهوري انّ مجلس الوزراء سينعقد الثلثاء المقبل او ربما يتأجّل إلى الخميس في 4 آب لأسباب لوجستية، وسيستمع إلى عرض لخطة متكاملة تقدّمها قيادة الجيش في الجلسة، لكن الخطة سيتعذّر وضع مهل زمنية فيها قبل الانسحاب الإسرائيلي، فالمهل تتحدّد عندما تأتي موافقة إسرائيل على الانسحاب ووقف الأعمال العدائية، لأنّ المرحلة الأولى هي جنوب الليطاني، فكيف تُستكمل من دون انسحاب؟ وكيف ينتقل الجيش من جنوب الليطاني إلى شماله قبل الانتهاء من بسط السيادة في الجنوب بشكل كامل؟ لذلك طلب عون من برّاك أن يبقي قوات "اليونيفيل" لمؤازرة الجيش، وكذلك طلب إعطاء الوقت ليكتمل الانسحاب قبل الانتقال إلى الخطة الثانية.
انطباع سيئ
وأكّدت مصادر واسعة الإطلاع لـ"الجمهورية"، انّ الانطباع الذي تكوّن لديها حول زيارة برّاك ومورغان أورتاغوس هو سيئ، مشيرة إلى انّ مجريات هذه الزيارة عكست تراجعاً عمّا تحقق سابقاً. ولفتت إلى أنّ برّاك كان قد وعد بأَمور معينة لكنه لم يف بها.
وكشفت هذه المصادر انّ الوفد الأميركي طرح ان يتمّ بعد سحب سلاح "حزب الله" إنشاء منطقة اقتصادية عند الحدود الجنوبية تكون صناعية، زراعية، استثمارية، وتجارية، وتعتمد على الطاقة الشمسية، ولكنها غير سكنية أي خالية من السكان.
وأوضحت المصادر، انّ الوفد اعتبر انّ على الجيش ان يباشر تنفيذ قرار حصر السلاح عند وضع خطته لهذا الغرض، ولو لم تكن لديه القدرات العسكرية الكافية، "إذ هو يستند إلى قرار الحكومة في هذا الشأن، ويمكن للجيش الإسرائيلي أن يساعده حيث تدعو الضرورة"، وفق المقاربة الأميركية.
ورشة حوار
وفي السياق، قالت مصادر سياسية مواكبة لـ"الجمهورية"، إنّ لبنان الرسمي، ضمن ورشة حوار بين رئاسة الجمهورية ورئاستي المجلس والحكومة، ينكبّ على دراسة طريقة التعامل مع الردّ الإسرائيلي على الورقة الأميركية، والذي وصل عبر الموفدين توم برّاك واورتاغوس. فالموقف الإسرائيلي لم يقدّم شيئاً ملموساً، إنما اكتفى بإبداء الاستعداد لتقديم طرح حول الانسحاب، بعد أن تقدّم الحكومة اللبنانية طرحها حول طريقة حصر السلاح، وبعد أن تُنجز الحكومة عملانياً خطوات على الأرض. واكّدت هذه المصادر انّ "ما يخشاه لبنان الرسمي هو أن تقوم إسرائيل بإملاء مفهومها للورقة ولطريقة التنفيذ. كما يسعى إلى الحصول على شيء ملموس من إسرائيل، لكي يتمكن من المضي في خطته التنفيذية في شكل متدرج. فمن جهة، يحرص المسؤولون على استقرار الوضعين السياسي والأمني في الداخل، ومن جهة أخرى يحاولون تجنّب الظهور أمام الأميركيين بأنّهم مترددون في التزاماتهم. وهذه مشكلة عميقة يبحثون عن سبل لتجاوزها".
جولة الوفد الأميركي
وكان بّراك واورتاغوس ووفد أميركي ضمّ السيناتورين جين شاهين وليندسي غراهام والنائب جون ويلسون والسفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، جالوا على الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام والرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط وقائد الجيش العماد رودولف هيكل.
ووفق البيان الرسمي لرئاسة الجمهورية، انّ عون اكّد مجدداً التزام لبنان الكامل بإعلان 27 تشرين الثاني لوقف الأعمال العدائية، والذي أُقرّ برعاية أميركية-فرنسية، ووافقت عليه الحكومة السابقة بالإجماع. وجدّد التزام لبنان بورقة الإعلان المشتركة الأميركية-اللبنانية التي اقرّها مجلس الوزراء في جلستيه في 5 و 7 آب الجاري ببنودها كافة من دون أي اجتزاء.
وثمّن الرئيس عون، "ما صدر من أعضاء الوفد من مواقف عن الرؤية الأميركية لإنقاذ لبنان والمستندة على ثلاث قواعد هي:
ـ استتباب الأمن عبر حصر السلاح وقرار الحرب والسلم في يد الدولة وحدها من دون سواها.
ـ ضمان الازدهار الاقتصادي في الرهان على قدرة اللبنانيين في الابتكار والاستثمار وصون المبادرة الفردية وإطلاق طاقات القطاع الخاص في لبنان كما في بلاد الانتشار.
ـ صون الديموقراطية التوافقية في لبنان التي تحمي كل الجماعات اللبنانية في اطار نظام تعددي حر يجعلها سواسية امام القانون وشريكة كاملة في إدارة الدولة والبلاد".
مؤتمر صحافي
وخلال مؤتمر صحافي للوفد في القصر الجمهوري قال برّاك: "الرئيس ترامب يريد أن يرى لبنان مزدهراً وأن يتمّ نزع السلاح. والرؤساء الثلاثة يحاولون القيام بأفضل عمل للإزدهار. إذاً لماذا حزب الله مسلّح؟". وأضاف: "في 31 آب ستستعرض الحكومة والجيش خطّة، لا نتحدث عن حرب بل عن اقتناع حزب الله بالتخلّي عن السلاح". وتابع: "لا مصلحة للرئيس السوري أحمد الشرع في أن يكون هناك علاقة عدائيّة مع لبنان ويريد علاقات تعاون معه". وقال: "سنأتي بدول الخليج للمساهمة في المنطقة الإقتصاديّة جنوباً وسننزع أيضاً القلق الإسرائيلي، واتّفاقية السلام مع إسرائيل هي طريق للوصول إلى الإزدهار والسلام". اضاف: "أشعر بالأمل لأنّ حكومتكم قامت بشيء مذهل واتّخذت خطوة الطلب من الجيش إعداد خطّة لنزع سلاح حزب الله، وستُعرض علينا. وإسرائيل تقول إنّها مسرورة من الإنسحاب من لبنان ولا تريد احتلال لبنان".
ومن جهتها أورتاغوس قالت: "إسرائيل مستعدّة أن تتحرّك خطوة خطوة مع قرارات الحكومة اللبنانيّة، وسنساعد الحكومة للمضي قدماً في القرار التاريخي ونشجّع إسرائيل على القيام بخطواتها". وعلّقت على الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم امس، فقالت: "هو مثير للشفقة".
التعرّض للإعلاميين
ومن جهة ثانية، تعرّض برّاك للإعلاميين بكلام وجدوا فيه إهانة لهم ولمهنتهم، حيث انّه بادرهم إلى القول عندما تدافعوا في توجيه الأسئلة اليه: "اصمتوا لحظة... في اللحظة التي يصبح فيها الوضع فوضويًا وحيوانيًا سنرحل". ما اثار موجة استنكار عارمة إعلامية وسياسية.
وقد أسفت رئاسة الجمهورية في بيان لـ"الكلام الذي صدر عفواً عن منبرها من قبل أحد ضيوفها اليوم الثلثاء (أمس)"، وشدّدت على "احترامها المطلق لكرامة الشخص الإنساني عموماً". واكّدت "تقديرها الكامل لجميع الصحافيين والمندوبين الإعلاميين المعتمدين لديها خصوصاً، ووجّهت اليهم كل التحية على جهودهم وتعبهم لأداء واجبهم المهني والوطني".
وقال وزير الاعلام بول مرقص الموجود في الخارج في بيان، انّه "أسف لما بلغه من تصريح صدر عن أحد الموفدين الأجانب تجاه مندوبي وسائل الإعلام في القصر الجمهوري". واكّد "أنّ الإعلام اللبناني والزميلات والزملاء الإعلاميين يقومون برسالة نبيلة في نقل الخبر والحقيقة، رغم كل الصعوبات والتحدّيات، ضمن إطار من المهنية والالتزام. ويشدّد على أنّه يحرص على كرامة كل فرد منهم ومكانتهم على نحو مطلق ويعتزّ بهم".
وقالت نقابة محرري الصحافة اللبنانية: "مرّةً جديدةً، يتعرّض فيها الإعلام اللّبناني لمعاملة أقلّ ما يُقال فيها إنّها خارجة عن أصول اللّياقة والدّبلوماسيّة، والمؤسف أكثر أنّها صدرت عن مبعوث دولة عظمى يقوم بدور دبلوماسي على ما هو معروف".
واستغربت أن "يبادر المبعوث الأميركي توم برّاك بوصف تصرُّف رجال وسيّدات الإعلام في القصر الجمهوري بـ"الحيواني"، مؤكّدةً أنّ "الأمر غير مقبول على الإطلاق، لا بل مستنكَر جدًّا، ويدفع بنقابة المحرّرين إلى إصدار هذا البيان الموجَّه إلى شخص برّاك بخاصّة وإلى مسؤولي الدّبلوماسيّة الأميركيّة عمومًا، تدعو فيه إلى تصحيح ما بدر عنه من خلال إصدار بيان اعتذار علني من الجسم الإعلامي". ورأت النّقابة أنّ "عدم صدور مثل هذا البيان، قد يدفع النّقابة إلى الدّعوة لمقاطعة زيارات واجتماعات الموفد الأميركي، كخطوة أولى على طريق إفهام مَن يلزم أنّ كرامة الصّحافة والصّحافيّين ليست رخيصة، ولا يمكن لأيّ موفد مهما علت درجته أن يتجاوزها".
وقال رئيس لجنة الإعلام والاتصالات في البرلمان النائب إبراهيم الموسوي: "لم نفاجأ أبدًا بمنطق السفاهة والاستعلاء الأميركي الذي عبّر عنه موفد الوصاية الأميركية توم برّاك بحق الإعلاميين اللبنانيين في القصر الجمهوري في بعبدا والإهانة الفادحة التي وجّهها إليهم، فهذا الموفد يجسّد بأمانة مطلقة حقيقة الولايات المتحدة الأميركية وجوهر الفلسفة العدوانية المتوحشة التي تأسست عليها، وهي باختصار فلسفة الإبادة الجماعية وغياب أي منطق قيمي أخلاقي يمكن الاحتكام إليه أو التمثل به والامتثال له".

*****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء:

لبنان يتجنَّب الخوض في مطلب نزع السلاح قبل الخطوات الإسرائيلية

لقاء فاتر بين برِّي وبراك.. وسلام في القاهرة وملف الطاقة على الطاولة

يتوجَّه الموفد الاميركي توم براك الى الجنوب اليوم في جولة جنوب الليطاني تقوده الى الحدود بين لبنان واسرائيل، لرؤية المكان الذي يمكن ان تقام فيه «المنطقة الاقتصادية باسم الرئيس ترامب»، ومن هناك يمكن ان يتوجه مجدداً الى اسرائيل، لإطلاع المسؤولين فيها على نتائج جولته على كبار المسؤولين في بيروت، وما نقله عن استعداد اسرائيلي لبحث الانسحاب من النقاط الخمس المحتلة عند الحدود، بعد ان تكون الحكومة اللبنانية أقرت خطة نزع سلاح حزب الله، في جلستها الاسبوع المقبل في 2 ايلول، كما كان مقرراً مسبقاً، وهو ما اكد عليه الرئيس نواف سلام ان «مسار حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة واحتكارها لقراري الحرب والسلم هو مسار انطلق ولا عودة الى الوراء»، واتخذ قرار حازم في جلسة 5 آب، بتكليف الجيش اللبناني وضع خطة شاملة لحصر السلاح قبل نهاية العام وعرضها على مجلس الوزراء وهو ما سيعرض الاسبوع المقبل.

سلام في القاهرة

يشار الى ان الرئيس سلام، وفي زيارة مفاجئة وصل إلى القاهرة مساء امس في اطار تحركه عربياً، برفقة وزير الثقافة غسان سلامة ووزير الطاقة والمياه جو صدي، في مستهل زيارة رسمية الى مصر.

واستقبله وزير البترول والثروة المعدنية في جمهورية مصر العربية المهندس كريم بدوي، وسفير لبنان لدى مصر السفير علي الحلبي، الى جانب عدد من اعضاء البعثة الدبلوماسية اللبنانية.

وقالت مصادر سياسية لـ«اللواء» ان البيان الرئاسي الذي صدر في أعقاب لقاء رئيس الجمهورية مع الوفد الأميركي تجنب الخوض في اي رد على ما طالبت به اسرائيل بشأن تسليم السلاح اولا ومن ثم الإنسحاب قائلة في الوقت نفسه انه ارتكز الى التأكيد على إلتزام لبنان الكامل بإعلان السابع والعشرين من تشرين الثاني وورقة الإعلان المشتركة الأميركية اللبنانية.

وأوضحت المصادر نفسها ان الجانب الأميركي ابلغ رئيس الجمهورية بالرد الاسرائيلي القائم على ضرورة المباشرة بخطوة نزع السلاح، واشارت الى انه بعد مناقشة مجلس الوزراء خطة الجيش بشأن حصرية السلاح واقرارها سيكون هناك كلام آخر اذ ان لبنان قام بواجبه والكرة تصبح في ملعب الأميركيين والإسرائيليين .

ولفتت الى ان هذه الخطة ستعرض على الحكومة في الثاني من ايلول المقبل الا اذا طلب الجيش مهلة اضافية وستقر، وقالت انه هنا قام لبنان بما يجب ان يقوم به ان لجهة الموافقة على الورقة الأميركية واقرار خطة أمنية وضعها الجيش.

الى ذلك لوحظ توتر الموفد الأميركي توم باراك في المؤتمر الصحافي في قصر بعبدا ما انعكس توترا على الإعلام الذي يقوم بواجبه في تغطية نقل وقائع هذا المؤتمر ويبدي حماسة لمعرفة الوقائع واندفع باراك على مهاجمة الإعلاميين والحديث عن فوضى.

على أن الابرز ما نقله السناتور الاميركي رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ الاميركي، وهو يشغل رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ ليندسي غراهام، الذي قال من قصر بعبدا: «لا تسألوا عن ماذا ستفعل اسرائيل، فهي لن تغيّر نظرتها اليكم الا اذا غيرتم اداءكم، اي نزعتم سلاح حزب الله، عدو الشعب الاسرائيلي، حينها فقط يبدأ الحديث الجيد، اما ما هو دون ذلك ففارغ المعنى».

ولئن تجنب لبنان الخوض في المطلب الاسرائيلي بنزع سلاح حزب الله اولاً، قبل الاقدام على اي خطوة مقابلة، فإن الرئيس بري لم يخرج بـ«انطباعات مشجعة من اجتماعه مع براك.. وذكرت المعلومات انه قال للموفد الاميركي ان لبنان قام بما عليه، واتخذ قراراً مبدئياً في مجلس الوزراء من دون رؤية اي خطوة مقابلة من اسرائيل.

وتحدثت مصادر اطلعت على بعض الاجواء ان اللقاء مع الرئيس بري كان فاتراً، وهو ما ادى الى مغادرة الوفد الاميركي دون الادلاء بأي تصريح.

واوضح المبعوث الاميركي براك والسفيرة اورتاغوس ابعاد البيان الذي صدر امس عن مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ردا على ورقة لبنان، حيث اشارا الى ان تل ابيب ستسير بسياسة الخطوة مقابل خطوة، وبعد ان تقر الحكومة خطة الجيش لسحب سلاح حزب الله، ستقر هي خطة الانسحاب من النقاط الخمس، مؤكدين انها لا تريد احتلال لبنان. واوضح اعضاء وفد الكونغرس الاميركي الذي جال مع الموفدين على بعبدا وعين التينة والسراي وكليمنصو وسيزور اليرزة، ان اي تقدّم او مساعدة او انسحاب لن يحصل قبل سحب السلاح غير الشرعي، بينما اشار براك الى ان القرار اتخذ بالتمديد عاما واحدا لليونيفيل.

في المقابل، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون للوفد الاميركي تقيّد لبنان بمضامين اتفاق وقف النار المبرم في 27 تشرين الماضي. خلال الاجتماع، ووفق بيان صادر عن الرئاسة، جدد الرئيس عون امام الوفد الشكر للإدارة الاميركية والكونغرس على استمرار اهتمامهم بلبنان والتزامهم مساعدته في ضوء توجيهات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، واطّلع الرئيس عون من أعضاء الوفد على نتائج زيارتهم الى دمشق فأعرب عن ارتياحه الكبير لما نقلوه من استعداد سوري لاقامة افضل العلاقات مع لبنان. واكد انها رغبة وإرادة متبادلة بين البلدين كما جدد استعداد لبنان العمل فورا على معالجة الملفات الثنائية العالقة بروح الاخوة والتعاون وحسن الجوار والعلاقات التاريخية بين شعبي البلدين، مشددا على دعم لبنان الكامل لوحدة وسلامة الأراضي السورية. واطّلع رئيس الجمهورية من الوفد على نتائج زيارته لإسرائيل والمواقف التي صدرت عن المسؤولين الاسرائيليين فأكد الرئيس عون مجددا التزام لبنان الكامل بإعلان 27 تشرين الثاني (نوفمبر) لوقف الاعمال العدائية والذي اقر برعاية أميركية- فرنسية ووافقت عليه الحكومة السابقة بالاجماع. وجدد التزام لبنان بورقة الإعلان المشتركة الأميركية- اللبنانية التي اقرها مجلس الوزراء ببنودها كافة من دون أي اجتزاء. وشكر الرئيس عون الجانب الأميركي على استمراره في دعم الجيش اللبناني والقوى المسلحة اللبنانية وتعزيزها في كافة المجالات لتقوم بمهامها الوطنية لجهة حصرية الامن والاستقرار في لبنان.

إذاً، تبلغ لبنان رسميا امس من الوفد الاميركي الذي يزور بيروت الرد الاسرائيلي على التعديلات التي ادخلها على الورقة الاميركية، ومفاده ان لا انسحاب اسرائيليا قبل نزع سلاح الحزب، مع اقتراح أميركي بإقامة منطقة اقتصادية عازلة على أنقاض القرى الحدودية، ووعد بأن «نأتي بدول الخليج للمساهمة في المنطقة الإقتصاديّة جنوباً، وسننزع أيضاً القلق الإسرائيلي».

الموقف اعلنه الموفدان توم براك ومورغان اروتاغوس من القصر الجمهوري واعتبر الوفد «ان اتّفاقية السلام مع إسرائيل هي طريق للوصول إلى الإزدهار والسلام». ومن شأن هذا الموقف ان يعقد الامور ويجعل لبنان في حِلٍ من التزاماته اذا لم تقم اسرائيل بخطوة في سياق تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار.

لكن اورتاغوس اوضحت الموقف بقولها: ان إسرائيل مستعدّة أن تتحرّك خطوة مقابل خطوة مع قرارات الحكومة اللبنانيّة. فيما قال براك:الجهد الذي سنقوم به مع اسرائيل هو للتأكيد على ان حزب الله ليس مسلحا وليس عدائيا بحقهم، وهم سينسحبون بنفس الطريقة. لم يكن بإستطاعتهم ان يجيبوا بهدوء وبالتحديد، لأننا لم نعطهم بعد الاجوبة الواضحة. وما سنقوم به هو ان حكومتكم في الايام المقبلة ستقدم إقتراحا وخطة إقتراح لما هو في نيتها القيام به لنزع سلاح حزب الله. وعندما ترى إسرائيل ذلك، سيقدم الإسرائيليون الإقتراح المقابل، وما سيقومون به لجهة الإنسحاب وضمان حدودهم أيضا والنقاط الخمس، مقابل ما سنعرضه عليهم من الجهة اللبنانية.

وزار الموفدان توم براك ومورغان اروتاغوس الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام مع وفد الكونغرس الاميركي الذي ضم السيناتور جين شاهين والسيناتور ليندسي غراهام والنائب جو ويلسون. وحيث كرر غراهام موقف براك ان اسرائيل لن تقوم بأي خطوة قبل تسليم سلاح حزب الله.

وخلال الاجتماع جدد الرئيس عون امام الوفد الشكر للإدارة الاميركية والكونغرس على استمرار اهتمامهم بلبنان والتزامهم مساعدته في ضوء توجيهات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، واطلع الرئيس عون من أعضاء الوفد على نتائج زيارتهم الى دمشق فأعرب عن ارتياحه الكبير لما نقلوه من استعداد سوري لاقامة افضل العلاقات مع لبنان. واكد انها رغبة وإرادة متبادلة بين البلدين كما جدد استعداد لبنان العمل فورا على معالجة الملفات الثنائية العالقة بروح الاخوة والتعاون وحسن الجوار والعلاقات التاريخية بين شعبي البلدين، مشددا على دعم لبنان الكامل لوحدة وسلامة الأراضي السورية.

وقال براك بعد اللقاء: الرئيس ترامب يريد أن يرى لبنان مزدهراً وأن يتم نزع السلاح والرؤساء الثلاثة يحاولون القيام بأفضل عمل للإزدهار إذاً لماذا حزب الله مسلّح؟.

اضاف: في 31 آب ستستعرض الحكومة والجيش خطّة، ونحن لا نتحدث عن حرب بل عن اقتناع حزب الله بالتخلي عن السلاح.

وقال: سنأتي بدول الخليج للمساهمة في المنطقة الإقتصاديّة جنوباً، يجب أن تدخل الأموال من الخليج لإعادة الإزدهار في لبنان وسنخلق صندوقاً إقتصادياً لدعم لبنان، وسننزع أيضاً القلق الإسرائيلي واتّفاقية السلام مع إسرائيل هي طريق للوصول إلى الإزدهار والسلام.

اضاف براك:أشعر بالأمل لأنّ حكومتكم قامت بشيء مذهل واتّخذت خطوة الطلب من الجيش إعداد خطّة لنزع سلاح حزب الله وستُعرض علينا وإسرائيل تقول إنّها مسرورة من الإنسحاب من لبنان ولا تريد احتلال لبنان. إسرائيل تقول إنّها ستقدّم خطّتها بالإنسحاب فور حصولها على الخطّة المقدّمة من الجانب اللبناني، وتقول انها ستنسحب من لبنان بشكلٍ متناسب بحسب ما تراه من خطوات نزع سلاح حزب الله.

وتابع:حكومة لبنان ستقدم اقتراحها بالايام المقبلة حول كيفية نزع سلاح حزب الله عندها اسرائيل ستقبالها باقتراح حول الانسحاب من النقاط الخمس وعلى لبنان العمل مع إسرائيل لإزالة التوترات.

وعن التمديد لقوات اليونيفيل قال براك: سنوافق على التمديد لليونيفيل مدة عام. مضت فترة طويلة على وجود اليونيفيل في لبنان وندفع مليار كلّ عام وما زلتم في حالة ضياع، لذا ركّزوا على الجانب اللبناني ولا تعتمدوا على الخارج، ويمكن إقناع الحزب من دون حرب. الجيش اللبناني هو الجواب لا اليونيفيل وفي كل مرة تلجأون للخارج تفقدون قيمة ما لديكم. وخطة نزع سلاح حزب الله لن تكون عسكرية بالضرورة ولكن من خلال إقناع الحزب بالتخلي عن سلاحه.

اما أورتاغوس فقالت: إسرائيل مستعدّة أن تتحرّك خطوة مقابل خطوة مع قرارات الحكومة اللبنانيّة وسنساعد الحكومة للمضي قدماً في القرار التاريخي ونشجّع إسرائيل على القيام بخطواتها. الأمر الآن يعتمد على الأفعال لا الأقوال وسنقابل إتخاذ الحكومة خطوة بحث إسرائيل على اتخاذ خطوة أخرى.

واكد عضوا وفد الكونغرس الاميركي شاهين وغراهام الذي التقى رئيس الجمهورية أنّ الولايات المتحدة تقف إلى جانب شعب لبنان، والى جانب لبنان آمن ومزدهر، وهو في مصلحة ليس فقط اميركا، ولكن الشعب اللبناني ايضاً والمنطقة بأسرها. وأحد المفاتيح لتحقيق ذلك الواقع هو النزع الكامل لسلاح حزب الله.

اضاف: المهمّ أن ندعم القرارات الشجاعة من خلال تعزيز الجيش اللبناني لضمان الأمن كما تعزيز الإصلاحات الماليّة لتحصين لبنان ومستمرّون في الضغط للحصول على الدعم لما اختاره لبنان.

ورأى ان «أجندة حزب الله ليست للبنان، والشعب اللبناني يريد مستقبلاً أفضل وإيران في وضع ضعيف ولا تنوي الخير وقدراتها باتت أقلّ، والسعوديّة تتحدّث عن أن يكون لديها يوماً ما علاقة مع إسرائيل وعندما يتمّ نزع سلاح الحزب سيكون هناك حديث مع إسرائيل.

واكد الوفد انه «اذا قام لبنان بجهد لنزع سلاح حزب الله فسنكون هنا لمساعدته والكونغرس ينظر إلى لبنان بطريقة مختلفة وإذا استمرّ على هذا الطريق سيكون لديه فرص».

واستقبل الرئيس بري​ الوفد الأميركي الموسّع وقد تناول اللّقاء تطوّرات الأوضاع في لبنان والمنطقة وآخر المستجدّات.ولم ترد تفاصيل عمادارفي اللقاء. لكن المعلومات افادت ان اللقاء لم يكن مريحا، حيث اكد بري ان لبنان قام بكل ما عليه من خطوات بينما لم تقم اسرائيل بأي خطوة حسب المطلوب.فغادر الوفد عين التينة بدون اي تصريح.

ثم التقى الوفد رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام في السراي الكبير ظهر امس، وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في لبنان ونتائج الجولة التي قام بها الوفد في المنطقة.

وأشاد الوفد بالقرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة لجهة حصرية السلاح بيد الدولة وقواها الشرعية، وقد نوّه الوفد بالإصلاحات المالية والمصرفية التي أقرتها الحكومة، مؤكّدًا ضرورة استكمال هذا المسار لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين.

وأكّد أنّ هذا المسار هو مطلب وضرورة لبنانية وطنية، اتفق عليها اللبنانيون في اتفاق الطائف قبل أي شيء آخر، غير أنّ تطبيقها تأخر لعقود فأضاع على لبنان فرصًا عديدة في السابق.

كما أعاد الرئيس سلام التأكيد على التزام لبنان بأهداف الورقة التي تقدم بها السفير براك بعد إدخال تعديلات المسؤولين اللبنانيين عليها، والتي أقرها مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 7 آب، مشدّدًا أمام الوفد على أنّ هذه الورقة القائمة على مبدأ تلازم الخطوات تثبّت ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الأعمال العدائية.

وشكر الرئيس سلام الوفد على دعمه المتواصل للجيش اللبناني، مؤكدًا أنّ توسيع هذا الدعم ماليًا وعسكريًا هو ضرورة ملحّة ليتمكّن الجيش من القيام بدوره. وأشار إلى أنّ الجيش اللبناني هو جيش لجميع اللبنانيين، ويحظى بثقتهم، وبالتالي فإن دعمه وتزويده بالقدرات اللازمة يشكّلان ركيزة أساسية لتعزيز الأمن والاستقرار في مختلف المناطق اللبنانية.

وختم الرئيس سلام بالتأكيد أنّ لبنان يسعى إلى التزام دولي واضح، خصوصًا من كبار المانحين، في ما يخصّ التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي المرتقب لإعادة الاعمار والتعافي الاقتصادي للبنان.

وقرابة السادسة زار الوفد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في كليمنصو، والتقاه بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، والنائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني. وتخلل اللقاء بحث في مختلف المستجدات المحلية والاقليمية.

كما زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل. وجرى بحث في سبل دعم الجيش.

موقف ايراني

أكّد وزير الخارجيّة الإيرانيّ عباس عراقجي أنّ بلاده «لا تتدخّل في شؤون لبنان الداخليّة»، موضحًا أنّ تقرير مصير سلاح حزب الله «يعود إلى الحزب نفسه والحكومة اللّبنانيّة واللبنانيّين. واعتبر أنّ خطط نزع السّلاح إسرائيليّة بالكامل، مشيرًا إلى أنّ ما يُطرح راهنًا «يهدف إلى إضعاف لبنان وتجريده من عناصر قوته».

وقال عراقجي: إنّ حزب الله «طرح فكرة الحوار الوطنيّ لتحديد الاستراتيجيّة الدفاعيّة»، مضيفًا أنّ طهران مطمئنة إلى أنّ «إسرائيل تريد دولًا ضعيفة ومبعثرة»، بينما تبقى المقاومة في لبنان «عامل ردع وتوازن» رغم الضغوط.

وأوضح أنّ إيران «مستعدة للتعاون مع السعوديّة بشأن الملفّ اللّبنانيّ»، كاشفًا أنّ لقاءه الأخير بوزير الخارجيّة السّعوديّ الأمير فيصل بن فرحان «تطرّق بالتفصيل إلى الوضع في لبنان، رغم تباين وجهات النظر، لكن بنقاش هادئ وإيجابيّ».. وقال عراقجي: أننا لا نتدخل في لبنان ولكن لنا رأينا.

تأجيل التصويت لتمديد اليونيفيل

أرجأت روسيا التي تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر آب الجاري ، في جلسة للمجلس مساء امس الاول، التصويت الذي كان مقرراً على مشروع قرار للتمديد 12 شهراً إضافية للقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل)، فيما واصل المفاوضون الفرنسيون العمل على صيغة معدلة يمكن أن تكون مرضية للأميركيين، الذين يصرون على وضع جدول زمني واضح لإنهاء مهمة القوة الدولية المنتشرة في الجنوب منذ عام 1978 خلال ثلاثة اوستة اشهر.

وأكدت مصادر ديبلوماسية رفيعة في نيويورك أنّ لبنان تسلّم صباح امس مسودة فرنسية معدّلة لمراجعتها على أن يتم بحثها والرد عليها في وقتٍ ضيّق قبل جلسة اليونيفيل المرتقبة وغير المحدّدة.ومن المتوقع أن يتم بعد ذلك تحديد موعد لجلسة التصويت للتجديد للقوة.

تجدر الاشارة إلى انه من المرجح أن تكون المسودة قد أخذت بالاعتبار المطالب الأميركية لجهة التجديد لسنة واحدة فقط مع الأخذ بمسألة ترشيد المدفوعات. فالجانب الأميركي لا يبدو أنه قد يتراجع عن مطالبه.

الوفد السوري والسفارة

تتجه الانظار يوم غدٍ الخميس الى الزيارة المرتقبة لوفد سوري الى لبنان يضم وزير الخارجية اسعد شيباني ووزير العدل مظهر عبد الرحمن الويس ومسؤولين امنيين.

الوفد سيبحث مع الجانب اللبناني سلسلة مواضيع أمنية وحدودية استكمالاً للقاء الذي عقد في السابق برعاية المملكة العربية السعودية، وإمكانية اعادة فتح السفارة السورية في لبنان بعد تعيين سفير جديد بهدف فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين.

وقع وزير المالية ياسين جابر مع المدير الإقليمي للبنك الدولي جان كريستوف كاريه قرضا مقدما من البنك بقيمة 250 مليون دولار مخصصا لإعادة إعمار البنى التحتية في المناطق التي تضررت جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

وقد تم التوقيع في حضور وزير الطاقة جو الصدي ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني ورئيس مجلس الإنماء والإعمار محمد قباني وأعضاء المجلس وممثل عن السفارة الفرنسية Hugo Bruel ومدير المالية العام جورج معراوي.

وكشف جابر إنه « بالأمس كان هناك اجتماع في السرايا الحكومية برئاسة دولة الرئيس نواف سلام للجنة إعادة الإعمار وقد اتخذت قرارات عدة. والقرض اليوم هو مبلغ أساسي، لكن اتخذت أيضا خطوات أخرى بالنسبة لمساهمة الخزينة في إعادة الإعمار وبالنسبة لمساعدات أخرى تأتي من دول شقيقة وصديقة كالعراق الذي قدم 20 مليون دولار كبداية».

وأوضح: «أن القرض الذي نوقعه هو مبلغ تأسيسي لإنشاء صندوق لإعادة إعمار البنى التحتية في المناطق المتضررة، نأمل أن يصل إلى مليار دولار».

سقطة براك: أسف رئاسي و«المحرِّرين» لإعتذار علني

أسفت رئاسة الجمهورية للكلام الذي صدر عفواً عن منبرها من قبل احد ضيوفها (امس) وشدّدت في بيان على احترامها المطلق لكرامة الشخص الإنساني بشكل عام.

كما جدّدت تقديرها الكامل لجميع الصحافيين والمندوبين الإعلاميين المعتمدين لديها بشكل خاص، ووجهت اليهم كل التحية على جهودهم وتعبهم لأداء واجبهم المهني والوطني. كما أعرب وزير الاعلام عن أسفه.

بدورها ردت نقابة محرري الصحافة اللبنانية على كلام الموفد الاميركي توم براك في قصر بعبدا. وقالت في بيان لها:«مرة جديدة يتعرّض فيها الاعلام اللبناني لمعاملة أقل ما يقال فيها أنها خارجة عن أصول اللياقة والديبلوماسية، والمؤسف أكثر أنها صدرت عن مبعوث دولة عظمى يقوم بدور ديبلوماسي على ما هو معروف».

واستغربت أن «يبادر توم براك بوصف تصرّف رجال وسيدات الاعلام في القصر الجمهوري «بالحيواني»، واكدت ان الامر» غير مقبول على الاطلاق، لا بل مستنكر جداً، ويدفع بنقابة المحررين إلى إصدار هذا البيان الموجه إلى شخص براك بخاصة وإلى مسؤولي الديبلوماسية الأميركية عموماً، تدعو فيه إلى تصحيح ما بدر عنه من خلال إصدار بيان اعتذار علني من الجسم الاعلامي».

بعد 11 شهراً: إطلاق سلامة بكفالة 20 مليون دولار و5 مليارات ل.ل.

في خطوة مفاجئة بتوقيتها، أصدرت الهيئة الاتهامية المكلفة برئاسة القاضي نسيب ايليا قرارًا باخلاء سبيل الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة بكفالة مالية قيمتها ٢٠ مليون دولار وخمسة مليارات ليرة لبنانية. ونص القرار على منع سلامة من السفر لمدة عام، في إطار الملاحقات القضائية المستمرة بحقه.

الكفالة وهي الاغلى على الاطلاق في تاريخ لبنان شكلت موضع اعتراض من وكلاء الدفاع عن سلامة الذين اعترضوا عليها كون امواله محجوزة في لبنان وخارجه.

وقال المحامي مارك حبقه:«القرار قانوني لكنه تأخر كثيرا لأن موكلي اوقف منذ اكثر من 11 شهراً احتياطياً بشكل غير قانوني وغير معلل. ووضع الكفالة بهذه القيمة غير قانوني. يذكر ان سلامة كان اوقف في 3 ايلول 2024 بأمر النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار بعد التحقيق معه في قصر العدل. وتركزت التحقيقات حول العقود المبرمة بين مصرف لبنان وشركة «أبتيموم»، والتي شملت عمليات شراء وبيع سندات الخزينة وشهادات الإيداع بالليرة اللبنانية، فضلا عن حصول الشركة على عمولات من هذه العمليات، ولم يحاكم حتى لحظة اخلاء السبيل. ويبلغ سلامة من العمر75 عاما، وقد شغل منصب حاكم مصرف لبنان لمدة 30 عاما، من 1993 حتى 2023.

**********************************************

افتتاحية صحيفة الديار:

براك يستبعد الحل العسكري ويضغط لحوار مباشر بين لبنان و"إسرائيل"

الحزب يطلق اعادة الاعمار في الضاحية
هل تنجح بيروت ودمشق في الانتقال الى بلورة اطار سياسي؟

 بين حدي خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وما تمخض عن لقاءات الوفد الاميركي، المؤلف من توم براك ومورغان أورتاغوس، يرافقهما اعضاء من الكونغرس الأميركي، إلى بيروت، يقف لبنان أمام لحظة استراتيجية دقيقة تُعيد رسم مشهده الداخلي والإقليمي. فالوقائع المتراكمة في الأسابيع الأخيرة، وفي مقدمتها الرد الإسرائيلي الرسمي على الورقة الأميركية، المتعلقة بالوضع الحدودي وترتيبات «حصر السلاح»، أدخلت البلاد في مرحلة من التعقيد السياسي والأمني تُنذر باصطفافات حادة، وربما تحولات كبرى، مؤكدة أن الملف اللبناني لم يعد هامشيًا في الحسابات الإقليمية والدولية، بل بات في صلب الترتيبات المتعلقة بأمن شرق المتوسط، وموازين النفوذ بين القوى المختلفة.

في قلب هذه اللحظة، يتقاطع الداخل اللبناني المنقسم حول مستقبل سلاح حزب الله ودور الدولة، مع خارطة إقليمية تتغير ببطء تحت ضغط التسويات وموازين الردع الجديدة. فالموقف الإسرائيلي، وإن جاء محاطاً بالحذر، أشار بوضوح إلى دعم إسرائيل للطرح الأميركي القاضي «بترتيب السلاح داخل لبنان»، وفتح الباب لتسوية تبدأ من الجنوب. من هنا فان زيارة براك - أورتاغوس، وهي الثانية من نوعها في أقل من شهر، تشير إلى تحرّك أميركي فاعل لتثبيت التفاهمات أو دفع الأطراف نحو الخيارات الحاسمة.

ثلاثة مسارات

ضمن هذا الإطار، يبدو لبنان عالقا بين ثلاثة مسارات استراتيجية: الأول، تثبيت التفاهمات الدولية حول حصر السلاح مقابل ضمانات أمنية واقتصادية؛ الثاني، التصعيد الداخلي الذي قد يأخذ شكل شلل سياسي أو اضطراب أمني؛ والثالث، التجميد المرحلي بانتظار استحقاقات إقليمية أوسع.

في كل الأحوال، فإن هذا التداخل بين الحراك الأميركي، الرد الإسرائيلي، وخطاب حزب الله، يُنتج واقعاً سياسياً هشاً لكنه قابل للتشكّل. والسؤال الأبرز هنا: هل سيتمكّن لبنان من ترجمة الضغوط الدولية إلى مسار تفاوض داخلي متوازن؟ أم أنه ذاهب نحو مواجهة مفتوحة بين الدولة والمقاومة تحت مظلة إقليمية مضطربة؟

الاكيد إن ما بعد جولة الوفد الأميركي ليس كما قبلها. إذ دخل لبنان مرحلة اختبار جدّي لموقعه، ودوره، وهويته السياسية المستقبلية، في ظل اشتباك إقليمي – دولي يتجاوز ساحته الجغرافية الضيقة إلى عمق موازين القوى في الشرق الأوسط، على ما تؤكد اوساط الوفد الاميركي.

اللقاءات الرئاسية

فجولة الوفد الأميركي، التي شملت لقاءات مع الرؤساء الثلاثة وعدد من القيادات، حملت رسائل حازمة بشأن ضرورة تسريع عملية «ضبط السلاح»، والانخراط في إصلاحات فورية مقابل دعم اقتصادي مشروط، كما اكدت اورتاغوس خلال عشاء الجميزة. لكن ما بين سطور التصريحات الأميركية، ظهرت ملامح تحول استراتيجي في المقاربة الأميركية: لم يعد المطلوب فقط احتواء الانهيار، بل السعي إلى إعادة صياغة التوازنات السياسية الداخلية بما يتوافق مع أهداف واشنطن الإقليمية، وتحديداً في ظل الرد الإسرائيلي الأخير على الورقة الأميركية.

في المقابل، أظهرت القيادات اللبنانية تبايناً في تلقي الرسائل الأميركية، بين من اعتبر أن «الفرصة قد تكون الأخيرة لإنقاذ الدولة»، ومن يرى أن الضغوط الخارجية تحمل أجندة تتجاوز المصلحة الوطنية، وتستهدف محور المقاومة مباشرة.

هذا على الاقل ما خرجت به المعطيات التي تجمعت من اللقاءات في المقار الرئاسية الثلاثة، حيث اعاد الرؤساء عون وسلام التاكيد على المواقف اللبنانية المبدئية، مؤكدين ان ما اتخذ من قرارات لا رجوع عنه، وان بيروت ملتزمة بالورقة التي اقرتها والتي تشكل اقصى ما يمكن ان يقدمه لبنان.

غير ان الكلام في بعبدا، واللهجة الاكثر صراحة التي سمعت في السراي، لم تكن ذاتها في عين التينة التي بدت اكثر تشددا، مصرة على مواقفها السابقة، مضيفة ان الالتزام بالقرار 1701 يفترض التجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب.

في كل الاحوال تكشف مصادر مواكبة لجولات الوفد ان البحث تطرق الى ثلاثة ملفات، تفاوتت الايجابية بشان كل منها، وهي: الرد الاسرائيلي، التجديد لليونيفيل، والملف السوري، في ظل غياب كامل لاي حديث عن الاصلاحات والمساعدات بشكل مفصل.

الرد الاسرائيلي

واشارت المصادر الى وجود «ايجابية اسرائيلية شكلية»، مشروطة بالخطة التي سيضعها الجيش اللبناني وستتطلع عليها كل من واشنطن وتل ابيب، التي ستضع على ضوئها خطة للانسحاب التدريجي من لبنان، مشروط بانجاز الجيش اللبناني حصر السلاح في منطقة الجنوب، وموافقة الدولة اللبنانية على اقامة «منطقة ترامب الصناعية» بتمويل قطري – سعودي، على طول الحدود، لا تتضمن اي مبان سكنية.

وتابعت المصادر، بان «ريفييرا غزة التي نقلها الرئيس الاميركي الى الجنوب»، ستشكل على ما يبدو منطقة عازلة، يطالب بها سكان المستوطنات الشمالية، رغم ان معالمها وعمقها والنقاط التي ستشملها لا تزال غير واضحة، ولا يملك الاجابة عليها سوى اسرائيل واميركا، علما ان الجانب الرسمي اللبناني لم يتبلغ شيئا واضحا او جديا او مفصلا في هذا الخصوص، وسط تاكيد رسمي بان لبنان سيرفض بشكل كامل اي مشروع تهجيري للاهالي تحت اي مسمى.

وختمت المصادر، بان الضغوط الاميركية نجحت في التخفيف من حدة وكثافة الغارات والاستهدافات التي تنفذها اسرائيل فوق الاراضي اللبنانية وعمليات الاغتيال، مؤكدة ان الاتصالات ستسمر مع تل ابيب لاستكمال المشاورات، التي ستزورها اورتاغوس فور مغادرتها لبنان قبل توجهها الى نيويورك، لمناقشة نتائج الجولة في بيروت.

ملف اليونيفيل

وحول هذه النقطة تؤكد المصادر ان براك ابلغ المعنيين التوصل الى اتفاق في مجلس الامن يقضي بانهاء مهمة اليونيفيل في 31 آب 2026، حيث على لبنان الاعتماد على قواه الذاتية للقيام بالمهام الموكلة اليه، كاشفة ان اللقاء في عين التينة في هذا الخصوص كان اكثر تشددا حيث ربط رئيس مجلس النواب بين القرار 1701 ووجود القوات الدولية، وهو ما فهم منه ان الالتزام بالقرار 1701 يفترض بقاء قوات اليونيفيل.

وتابعت المصادر بان رئيس الجمهورية اكد بدوره على خطورة سحب اليونيفيل من لبنان، مطالبا باستمرار التفويض المعطى لها لمدة ثلاث سنوات على الاقل باعتبار التمديد سنة واحدة فقط لن يؤدي المهمة المطلوبة، الى حين استكمال انتشار الجيش على كامل الاراضي اللبنانية، من جهة، وعملية تجهيزه لتمكينه من القيام بكافة المهام المطلوبة منه، اذ ان وجود تلك القوات خلال هذه الفترة يؤمن الغطاء الدولي للبنان، ويساعد الدولة اللبنانية في مجالات الانماء الاجتماعي والصحي والاجتماعي في المناطق الحدودية.

البعد السوري للزيارة

اما في شقها الثالث، فقد تناولت المشاورات رد السلطات السورية، التي ابدت كل تعاون ورغبة في التنسيق مع الجانب اللبناني، على ما اكد براك نقلا عن الرئيس احمد الشرع الذي ابدى استعداده وانفتاحه لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، معلنا «تخطي سوريا لمسالة حزب الله»، على ما اشار.

وفي هذا الاطار كشفت مصادر مواكبة ان واشنطن انتزعت من دمشق قرارا بنقل مستوى العلاقات والتفاوض مع بيروت من المستوى العسكري الى المستوى السياسي والدبلوماسي، والذي ستكون اولى بوادره زيارة الوفد السوري الى العاصمة اللبنانية.

وتشير المعطيات الى ان اللقاء الذي سيحصل في بيروت هو الاول من نوعه على هذا المستوى، حيث سيبحث في ملفات شائكة كما سيمهد لعقد لقاءات رفيعة المستوى بين الطرفين لاحقا، اذ علم ان تشكيلة الوفد اللبناني ستكون موازية لما يحمله الوفد السوري من صفات، حيث سيتم بحث ملف ترسيم الحدود بشكل تفصيلي في ظل التقدم الحاصل على صعيد ضبط عمليات التهريب ومكافحة المخدرات والممنوعات، ملف المعتقلين، حيث سيعمل على تحضير اتفاقية لتبادل المعتقلين يقسم بموجبها الموقوفون الى فئات، عودة النازحين، حيث ستطالب الدولة اللبنانية باعطاء الاولوية لاعمار المناطق التي يعود اليها النازحون، واخيرا ستتم مراجعة كامل الاتفاقات المبرمة سابقا ومن بينها المجلس الاعلى اللبناني – السوري، الذي تميل الامور نحو الغائه.

وختمت المصادر، بان الاجتماع، الذي لم يحدد تاريخه بعد، سيشكل اختبارا جديا لامكان الانتقال من ادارة الملفات التقنية الى بلورة اطار سياسي جدي للعلاقة بين بيروت ودمشق، ومدى نجاح الضغوط الاميركية والسعودية في وضع العلاقة بين البلدين على السكة.

في غضون ذلك، علم ان رئيس الحكومة نواف سلام كلف نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري بمتابعة ملف العلاقات اللبنانية – السورية، نظرا للعلاقات التي تربط الاخير بالامم المتحدة وعواصم القرار، في اطار القرار اللبناني باعتماد مسار مؤسساتي وهادئ يعيد العلاقات بين البلدين الى اطارها السياسي والدبلوماسي.

«اشكال» بعبدا

وكان شهد المؤتمر الصحافي للوفد الاميركي في قصر بعبدا، «اشكالا»، حين وجّه برّاك كلامًا استفزازيًا للصحافيين قائلاً: «اصمتوا لحظة… في اللحظة التي يصبح فيها الوضع فوضويًا و›حيوانيًا› سنرحل»، دون ان يرد اي من الصحافيين الموجودين، ما اثار لاحقا موجة من الردود واصدار البيانات من نقابة الصحافة والمحررين ومن رئاسة الجمهورية.

الوفد الاميركي

اوساط مقربة مطلعة على اجواء الوفد الاميركي، كشفت ان الزيارة الاخيرة للوفد الاميركي «الفضفاض»، وللشخصيات التي ضمها، حملت الكثير من الرسائل والمؤشرات الاستراتيجية لمن يعنيهم الامر، من مسؤولين رسميين في الدولة اللبنانية، وللقيادات السياسية المختلفة، مشيرة الى ان واشنطن ارادت تثبيت رؤيتها الجديدة للبنان، وعدم الاكتفاء بدور «الراعي المساعد»، بل باتت تدفع نحو صياغة معادلة سياسية – امنية جديدة في لبنان، تنطلق من حصر السلاح تدريجيا، اقامة ترتيبات امنية جنوبية بضمانات احادية منها، وهو ما تخفيه خلف قراريها بانهاء مهمة اليونيفيل من جهة، وانشاء منطقة صناعية، من جهة ثانية.

وتابعت الاوساط، بان زيارة براك – اورتاغوس، جسدت «تصعيدا ناعما» عبرت عنه التصاريح التي سبقت ورافقت واعقبت اللقاءات في المقرات الرئاسية، حيث لا مساعدات دون تغييرات سياسية عميقة، وبالتالي فان المرحلة المقبلة ستشهد ضغوطا اكبر على مكونات السلطة، من دون الانخراط في مواجهة مباشرة.

ورات الاوساط بانه من الواضح ان المحاولات الاميركية لفصل المسار اللبناني عن النزاع الإقليمي، عبر خلق مساحة تسوية خاصة بلبنان، قد نجحت، بالتقاطع مع الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية، من هنا فان الزيارة جاءت متزامنة مع الرسائل الاسرائيلية حول حرب محدودة انهت تل ابيب استعداداتها بشانها.

وختمت الاوساط، بان الزيارة شكلت تحركا اميركيا مدروسا ضمن مرحلة انتقالية دقيقة يعيشها لبنان، فبين الدعم والتحذير تراوحت اللهجة والخطاب، فالخيارات ضيقة، اما السير في تسوية اميركية مشروطة ومراقبة دوليا، و اما الانزلاق الى مزيد من الانهيار السياسي – الامني، وربما تفجير الوضع الحدودي، وفي الحالتين لم يعد التوازن القائم حاليا قابلا للحياة.

العشاء في "السنترال"

وكان سبق لقاءات الامس عشاء بدعوة من النائب راجي السعد ضم اكثر من 50 شخصية سياسية واقتصادية ومن المجتمع المدني، في احد مطاعم الجميزة، المملوك من احد المصرفيين، شاركت فيه مورغان اورتاغوس وغاب عنه توم براك، لارتباطه بمواعيد اخرى اخرت وصوله الى بيروت.

ووفقا لاحد المشاركين فان الجانب الاميركي المح الى استعداد اسرائيل لشن عملية عسكرية واسعة في لبنان في حال اقتضى الامر، معتبرا ان ايران لا زالت «تسعى لمنع تحقيق لبنان لاي تقدم»، مؤكدا من جديد ان لا استثمارات او مساعدات قبل انجاز عملية سحب السلاح، ملمحة الى ان واشنطن اعدت خطة متكاملة تتضمن تعويضات واعمار وفرص عمل ومناطق صناعية على الحدود.

عند جنبلاط

الى ذلك قام الوفد الاميركي بزيارة الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو، في غياب اورتاغوس، بسبب العلاقة المتوترة بينها وبين البيك، وفقا لمصادر متابعة، والتي اشارت الى ان اللقاء الذي تضمن حيزا عن لبنان، تطرق بشكل موسع الى مسالة السويداء والحلول المستدامة وتحقيق دولي شفاف واجراءات عقابية بحق المرتكبين كما تخلله آراء مشتركة حول وحدة سوريا.

في اليرزة

كذلك زار الوفد اليرزة حيث اجتمع الى قائد العماد رودولف هيكل واستمع منه الى وجهة نظر قيادة الجيش فيما خص حصرية السلاح، حيث كان تاكيد وكلام واضخ عن ان لا حصر للسلاح بالقوة، وان الجيش اللبناني سيضع خطته، الا ان تطبيقها سيحتاج الى وقت بسبب الافتقار الى ادوات تنفيذها عدة وعديدا.

مبادرة حزب الله

التصعيد الاميركي اذا جاز التعبير، قابله قرار من حزب الله بالاعلان عن رصد مبلغ مليار دولار لمباشرة اعادة الاعمار في الضاحية الجنوبية والمناطق المتضررة، باستثناء قرى الحافة الامامية والبلدات التي لا تزال تحت خطر الاعتداءات الاسرائيلية، والذي علم ان الحزب قد سدد بدلات الايواء لسكانها من ايجار شقق خارج المنطقة لمدة سنة بالكامل عن عام 2026.

ووفقا للمعطيات فان الاموال المرصودة باتت جاهزة، وكذلك المخططات والخرائط والمسح العقاري للمناطق والمباني، بعدما تم تحديث «داتا» التي كانت اعدت عام 2006،والتي يتوقع ان تنتهي الاعمال فيها في غضون ثمانية اشهر، كحد اقصى في المرحلة الاولى.

وتوقعت المصادر ان يتم الاعلان عن هذه الخطوة خلال احتفال تابيني كبير بمناسبة استشهاد امين عام حزب الله السابق السيد حسن نصرالله، في 27 ايلول الحالي، معتبرة ان هذه الخطة مؤشر الى ان الامور ذاهبة باتجاه التهدئة في لبنان، وان كل ما يحكى عن حرب وتصعيد في غير محله.

خطة الحزب تاتي في وقت كشف فيه وزير المال ياسين جابر، عن انشاء صندوق مخصص لاعادة اعمار البنى التحتية في المناطق المتضررة على ان يمول من قرض البنك الدولي البالغ 250 مليون دولار، حيث ستبدأ الاعمال من المناطق المكتظة بالسكان والتي تعرضت لاضرار كبيرة، كما سيخصص مبلغ لاعادة ترميم الطرقات في المناطق الامامية لتوفير امكان الوصول الى القرى.

سلامة واخلاء السبيل

قضائيا، وفي تطور لافت، أصدرت الهيئة الاتهامية المكلفة برئاسة القاضي نسيب ايليا قرارًا باخلاء سبيل الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة بكفالة مالية قيمتها 20 مليون دولار وخمسة مليارات ليرة لبنانية. ونص القرار على منع سلامة من السفر لمدة عام، في إطار الملاحقات القضائية المستمرة بحقه. كفالة وهي الاغلى على الاطلاق في تاريخ لبنان شكلت موضع اعتراض من وكلاء الدفاع عن سلامة الذين اعترضوا عليها كون امواله محجوزة في لبنان وخارجه.

اوساط حقوقية كشفت ان فريق سلامة يدرس خيار الانتظار حتى بلوغ تاريخ 3 ايلول للمطالبة بتخفيض قيمة الكفالة، خصوصا انه كان طلب سابقا تسديد اي كفالة مطلوبة بالليرة اللبنانية.

علما انه كان من المتوقع اطلاق سراح سلامة في الثالث من ايلول تطبيقا للمادة 108 من قانون اصول المحاكمات الجزائية، الا ان استباق الامر من قبل الهيئة الاتهامية جاء لفرض الكفالة المالية الكبيرة ومنعه من السفر.

*************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

لقاءات الوفد الأميركي في بيروت تكرس منهج «خطوة مقابل خطوة»

بانتظار خطة الجيش اللبناني ومن ثم الرد الإسرائيلي العملي

 عكست لقاءات الوفد الأميركي الموسع في بيروت تكريساً لمنهج «خطوة مقابل خطوة»، بانتظار الخطوات العملية المقبلة من قبل إسرائيل، بعد تقديم الجيش اللبناني خطته لسحب سلاح «حزب الله» تنفيذاً لقرار الحكومة اللبنانية، مقابل رفض مطلق لمطلب «حزب الله» الذي يربط البحث بسلاحه بالانسحاب الإسرائيلي من لبنان.

ورغم بعض المواقف العالية السقف التي صدرت من قبل أعضاء الوفد الموسع، فقد تحدث المبعوث الأميركي توم براك ونائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، عن هذا المنهج، فيما جدّد الرئيس اللبناني جوزيف عون التزامه باتفاق وقف إطلاق النار وبـ«الورقة اللبنانية - الأميركية».

وكان الوفد الأميركي الذي ضم إضافة إلى براك وأورتاغوس، السيناتور السيدة جين شاهين، والسيناتور ليندسي غراهام، والنائب جون ويلسون، قد وصل، مساء الاثنين، إلى بيروت، حيث شارك في عشاء حضرته شخصيات سياسية واجتماعية قبل أن يلتقي، الثلاثاء، رئيس الجمهورية جوزيف عون في القصر الرئاسي، حيث عقدوا مؤتمراً صحافياً مشتركاً، ومن ثم رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام.

أورتاغوس: «خطوة مقابل خطوة»

وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد لقاء الوفد الرئيس عون، قالت أورتاغوس: «إسرائيل مستعدة لأن تسير بخطوة خطوة مع قرارات الحكومة اللبنانية»، فيما قال براك: «حكومتكم ستقدم في الأيام المقبلة اقتراحاً وخطة اقتراح لما هو في نيتها القيام به لنزع سلاح (حزب الله). وعندما ترى إسرائيل ذلك، سيقدم الإسرائيليون الاقتراح المقابل، وما سيقومون به لجهة الانسحاب، وضمان حدودهم أيضاً والنقاط الخمس، مقابل ما سنعرضه عليهم من الجهة اللبنانية».

وفي رد على سؤال عما إذا ستلتزم إسرائيل بوقف الأعمال العدائية والغارات على لبنان، مقابل القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية فيما يتعلق بنزع سلاح «حزب الله»، قالت أورتاغوس: «إسرائيل مستعدة لأن تتحرك خطوة خطوة، لربما خطوات صغيرة، لكنها مستعدة لأن تمشي وتسير خطوة خطوة مع قرارات الحكومة... ونحن بالتأكيد نشجع الحكومة الإسرائيلية على القيام بنفس الخطوات».

براك: بانتظار خطة الجيش اللبناني

من جهته، قال براك: «ما يقوله الإسرائيليون هو أنهم سيلاقون خطوة بخطوة ما سيتم وما هي خطة نزع السلاح». وأضاف: «الجيش اللبناني وحكومتكم سيعرضان خطة وسيقولون لـ(حزب الله) كيفية نزع السلاح. هذا يجب ألا يكون عسكرياً. نحن لا نتحدث عن حرب. نحن نتحدث عن كيفية إقناع (حزب الله) بالتخلي عن هذه الأسلحة»، وأضاف: «لقد قاموا بعمل جيد جنوب الليطاني في هذا الوضع المربك. تذكروا، كانت هناك اتفاقية 2024 التي لم يحترمها أحد ولم يلتزم بها أحد. نحن نتحدث عن اتفاقية وقف الأعمال العدائية الموجودة قيد التنفيذ، ولكن لا أحد يلتزم بها».

ووصف براك ما قامت به الحكومة اللبنانية بالمذهل، وقال: «حكومتكم قامت بشيء مذهل، واتخذت 11 نقطة، وقالت إننا كحكومة سنلتزم بالقيام بهذه النقاط والمساعي، وأول خطوة أساسية هي أننا سنطلب من الجيش اللبناني إعداد خطة حول كيفية نزع سلاح (حزب الله) سيتم عرضها علينا للموافقة. وما أقوله، وهذا تاريخي أيضاً، أن إسرائيل لا تريد أن تحتل لبنان. نحن ملزمون بالانسحاب من لبنان، وسنلاقي هذه التوقعات بالانسحاب بخطتنا فور رؤيتنا ما هي الخطة لنزع سلاح (حزب الله) في الواقع. إذن هذه كلمات من الجهتين لكنها كلمات مهمة للغاية؛ لأننا نصل إلى هذا الممر الضيق للأفعال».

وقال برّاك: «إن الخطة التي يعدها لبنان لن تنطوي بالضرورة على عمل عسكري لإقناع (حزب الله) بإلقاء سلاحه»، مضيفاً: «لا يتحدث الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية عن حرب. إنهما يتحدثان عن كيفية إقناع (حزب الله) بالتخلي عن تلك الأسلحة».

وقالت مصادر وزارية مطلعة على لقاءات الوفد في بيروت لـ«الشرق الأوسط» إنه بعدما اتخذت الحكومة قرار حصرية السلاح سيقدم الجيش خطّته، وبعد ذلك يفترض أن تتخذ تل أبيب خطوة بالمقابل على الأقل لوقف الانتهاكات المستمرة في جنوب لبنان تمهيداً لبدء الانسحاب من النقاط الخمس».

السيناتور غراهام: نزع سلاح «حزب الله» أولاً

ورغم بعض الكلام العالي السقف الذي صدر في المؤتمر الصحافي الذي عقده الوفد بعد لقائه الرئيس عون، ولا سيما الصادر عن السيناتور غراهام، قالت المصادر الوزارية: «الأجواء خلال الاجتماع لم تكن كما عكستها التصريحات المتشددة في المؤتمر الصحافي، بحيث يمكن القول إن الأجواء كانت مقبولة بانتظار خطة الجيش اللبناني»، موضحة «أن براك وأورتاغوس تولّيا الحديث عن تنفيذ الورقة الأميركية، فيما أعضاء الوفد الآخرون كانت مهمّتهم التركيز على الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي يقوم بها لبنان، حيث كانت موافقهم إيجابية في هذا الإطار، وأثنوا على الخطوات التي قام بها لبنان».

وكان غراهام قال: «لا تسألوني أي أسئلة عمّا ستفعله إسرائيل قبل أن تنزعوا سلاح (حزب الله). إذا تم نزع سلاح (حزب الله)، ستكون لنا محادثات جيدة، وإذا لم يتحقق ذلك فلا معنى للمحادثات». وأضاف: «لا تقولوا لي بعد الآن إننا لن ننزع سلاح (حزب الله) ما لم تقم إسرائيل بخطوة ما، فإذا كان هذا شعاركم، فستفشلون. إن سبب نزعكم سلاح (حزب الله) أنه الأفضل لكم، هذا البلد سيخطو خطوات إلى الوراء وليس إلى الأمام إذا لم يتم نزع سلاح الفلسطينيين و(حزب الله)».

في المقابل، قال غراهام: «وجودي هنا مع جاين زميلتي الرائعة في مجلس الشيوخ، هو للقول لكم إن الكونغرس ينظر إلى لبنان بطريقة مختلفة لأنكم تتصرفون بشكل مختلف. وإذا استمررتم في هذا المسار، أعتقد أنكم تتمتعون بفرصة رائعة لتأمين بلدكم عسكرياً واقتصادياً بأفضل طريقة ممكنة منذ قدومي إلى المنطقة مع جون ماكاين. وكله يعتمد على ما سيحصل مع (حزب الله) والفلسطينيين».

وتحدث غراهام عن توجه لتعيين سفير بديلاً عن السفيرة الحالية ليزا جونسون، قائلاً: «لدينا سفيرة رائعة لدى لبنان، ولكن الرئيس ترمب يرغب في أن يكون أحد أقرب أصدقائه سفيراً في لبنان، وسنحاول أن يتحقق ذلك في أسرع وقت ممكن».

وتحدثت من جهتها السيناتور جاين عن الإصلاحات المصرفية، «وهي مسألة كبيرة ومهمة للناس في لبنان، وأساس للبناء على المبادرات الاقتصادية والتقدم في هذا المجال»، مؤكدة: «ونحن أيضاً ندعم هذه الإصلاحات لعلمنا مدى أهميتها للبلاد، ونأمل أن ينجح البرلمان في إقرارها».

أهمية استمرار دعم الجيش اللبناني

وتحدثت السيناتور شاهين عن الدعم اللوجيستي والمالي للجيش اللبناني، مشيرة إلى أنه تم البحث بهذا الموضوع خلال اللقاء مع الرئيس عون، وأوضحت: «تحدثنا عن هذا الأمر، وأهمية تدريب وتجهيز الجيش، وهي مسألة ندعمها أنا والسيناتور غراهام الذي يرأس في مجلس الشيوخ لجنة تأمين الأموال للمساعدات الأجنبية لوزارة الخارجية. وأنا أيضاً في لجنة القوات المسلحة، وتحدثنا عن أهمية الاستمرار في دعم الجيش اللبناني في جهوده، وما يمكن للولايات المتحدة تقديمه في هذا الشأن».

عون يجدد التزامه باتفاق وقف إطلاق النار

واطلع رئيس الجمهورية على نتائج زيارات الوفد إلى إسرائيل، والمواقف التي صدرت عن المسؤولين الإسرائيليين، وجدد خلال لقائه التزام لبنان الكامل بإعلان نوفمبر لوقف الأعمال العدائية، والذي أقر برعاية أميركية – فرنسية، ووافقت عليه الحكومة السابقة بالإجماع، وبورقة الإعلان المشتركة الأميركية - اللبنانية التي أقرها مجلس الوزراء ببنودها كافة من دون أي اجتزاء». وخلال الاجتماع، جدد الرئيس عون أمام الوفد الشكر للإدارة الأميركية والكونغرس على استمرار اهتمامهم بلبنان، والتزامهم بمساعدته في ضوء توجيهات الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وشكر الرئيس عون الجانب الأميركي على استمراره في دعم الجيش اللبناني والقوى المسلحة اللبنانية وتعزيزها في كافة المجالات لتقوم بمهامها الوطنية لجهة حصرية الأمن والاستقرار في لبنان، متمنياً على الجانب الأميركي متابعة الاتصالات مع الجهات المعنية كافة، وخصوصاً مع البلدان العربية والغربية الصديقة للبنان للدعم والإسراع في مساري إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي، مثمناً ما صدر من أعضاء الوفد من مواقف عن الرؤية الأميركية لإنقاذ لبنان والمستندة إلى ثلاث قواعد هي: استتباب الأمن عبر حصر السلاح وقرار الحرب والسلم في يد الدولة وحدها دون سواها، وضمان الازدهار الاقتصادي في الرهان على قدرة اللبنانيين في الابتكار والاستثمار، وصون المبادرة الفردية وإطلاق طاقات القطاع الخاص في لبنان كما في بلاد الانتشار.

كذلك، صون الديمقراطية التوافقية في لبنان التي تحمي كل الجماعات اللبنانية، في إطار نظام تعددي حر يجعلها سواسية أمام القانون وشريكة كاملة في إدارة الدولة والبلاد.

واطلع الرئيس عون من أعضاء الوفد على نتائج زيارتهم إلى دمشق، وأعرب عن ارتياحه الكبير لما نقلوه من استعداد سوري لإقامة أفضل العلاقات مع لبنان. وأكد أنها رغبة وإرادة متبادلتين بين البلدين، كما جدد استعداد لبنان العمل فوراً على معالجة الملفات الثنائية العالقة بروح الإخوة والتعاون وحسن الجوار والعلاقات التاريخية بين شعبي البلدين، مشدداً على دعم لبنان الكامل لوحدة وسلامة الأراضي السورية.

سلام: مسار حصر السلاح انطلق

وفيما كان لافتاً صدور بيان مقتضب عن رئاسة البرلمان يفيد بلقاء رئيسه نبيه بري مع الوفد الأميركي، حيث بحثا مستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة، قال بيان صادر عن رئاسة الحكومة، إن «رئيس الحكومة نواف سلام خلال لقائه الوفد الأميركي، شدد على أن مسار حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة واحتكارها لقرارَي الحرب والسلم، هو مسار انطلق ولا عودة إلى الوراء فيه»، لافتاً إلى أن الحكومة ثبّتت هذا التوجّه في جلسة 5 أغسطس (آب)، حيث اتُّخذ قرار حازم بتكليف الجيش اللبناني بوضع خطة شاملة لحصر السلاح قبل نهاية العام، وعرضها على مجلس الوزراء، وهو ما سيُعرض الأسبوع المقبل.

وأكّد أن هذا المسار هو مطلب وضرورة لبنانية وطنية، اتفق عليها اللبنانيون في اتفاق الطائف قبل أي شيء آخر، غير أنّ تطبيقها تأخر لعقود فأضاع على لبنان فرصاً عديدة في السابق. كما أعاد الرئيس سلام التأكيد على التزام لبنان بأهداف الورقة التي تقدم بها السفير براك، بعد إدخال تعديلات المسؤولين اللبنانيين عليها، والتي أقرها مجلس الوزراء، مشدّداً أمام الوفد على أن هذه الورقة القائمة على مبدأ تلازم الخطوات تثبّت ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، ووقف جميع الأعمال العدائية.

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق:

أميركا تشترط نزع السلاح أولاً قبل الانسحاب الإسرائيلي

 توحي المشهدية التي ترسمها الزيارات الاميركية للبنان والمواقف اللبنانية الرئاسية أن الوقت حان للمضي قدماً في قرار الحكومة حصرية السلاح بيد الدولة، بعيدا من املاءات الحزب وشروط امينه العام نعيم قاسم. فسياسة الخطوة خطوة التي رفضها قاسم امس ستُنفذ، بدءا من سحب السلاح غير الشرعي وصولا الى الانسحاب الاسرائيلي من لبنان.

لبنان ثمّن ما صدر من أعضاء الوفد الاميركي، الذي جال على المسؤولين، من مواقف عن الرؤية الأميركية لإنقاذ لبنان والمستندة على ثلاث قواعد هي: استتباب الامن عبر حصر السلاح وقرار الحرب والسلم في يد الدولة وحدها من دون سواها، وضمان الازدهار الاقتصادي في الرهان على قدرة اللبنانيين في الابتكار والاستثمار وصون المبادرة الفردية واطلاق طاقات القطاع الخاص في لبنان كما في بلاد الانتشار، وصون الديمقراطية التوافقية في لبنان التي تحمي كل الجماعات اللبنانية في اطار نظام تعددي حر يجعلها سواسية امام القانون وشريكة كاملة في إدارة الدولة والبلاد، كما جاء في البيان الرئاسي الصادر من قصر بعبدا.

اما مسألة التمديد لليونيفيل فحسمها توم برّاك بالتأكيد ان واشنطن ستصوت بالتمديد عاما واحدا لبقاء هذه القوات في لبنان.

نهر من نار؟:

وفي وقت طمأن براك الى ان لا اطماع لسوريا في لبنان، عبّر الرئيس السوري أحمد الشرع عن رفضه للتدخل في شؤون لبنان الداخلية ولمقولة “نهر من نار” يفصل بين سوريا ولبنان.

وفد سوري في بيروت

وعشية زيارة وفد سوري بيروت الخميس، أكد وزير المهجرين ووزير دولة لشؤون التكنولوجيا كمال شحادة “اننا سنبحث عددًا من الملفات مع الوفد السوري في بيروت الخميس، منها النازحون والتعاون بين الجهات الامنية والسيطرة على الحدود ومواضيع اقتصادية”. أضاف في حديث لـ”صوت لبنان” ان “لدى الحكومة تصورًا لكيفية ضبط الحدود، والامر سيكون أسهل اذا حصل تعاون بين الجانبين السوري واللبناني، والدولتان مستعدتان لضبط الحدود وهذه فرصة امام لبنان للوصول الى نتيجة”.

تنفيذ البيان

الى ذلك، استقبل رئيس الحكومة نواف سلام في السراي الحكومي النائب وليد البعريني على راس وفد كبير من محافظة عكار ضم رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات. وخلال اللقاء أكد الرئيس سلام ان الحكومة تعمل على تنفيذ بيانها الوزاري وبسط سيادة الدولة على كافة اراضيها.

القوات ترد

في المواقف ايضا، ردت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” على “مطالعة سياسية قدمها الشيخ نعيم قاسم امس تتناقض جذريا مع الدستور اللبناني والمفاهيم الوطنية والسيادية البديهية، ومن الضروري التوقُّف أمام بعض مواقفه لدحضها من أساسها. فقد دعا الشيخ نعيم الحكومة إلى عقد جلسات لمناقشة كيفية استعادة السيادة، فيما القرارات التي اتخذتها الحكومة في 5 و 7 آب فتحت بالفعل الطريق أمام استعادة السيادة المنتهكة من سلاح “حزب الله” الذي صادر قرار الدولة الاستراتيجي، ومنع قيام دولة فعلية، وجر لبنان الى الحروب انطلاقا من مصالحه ومصالح إيران. ويظنّ الشيخ نعيم انه بتركيزه على شعار “السيادة” قادر على تحوير المعاني وإيهام اللبنانيين بأن حزبه يدافع عن السيادة، فيما مفهوم السيادة واضح وبديهي وهو ان الدولة تحتكر وحدها القوة والقرار، وبالتالي من ينتهك السيادة اللبنانية هو “حزب الله”، وبسببه دخلت إسرائيل الى لبنان وانتهكت سيادته، وما قررته الحكومة في 5 و 7 آب هو الخطوة الأولى على طريق استعادة السيادة”. تابعت في بيان “وزعم الشيخ نعيم “انه لولا المقاومة لوصلت إسرائيل إلى العاصمة بيروت”، بينما الحقيقة انه لولا “حزب الله” لما دخلت إسرائيل الى لبنان في تموز 2006، ولولاه لما عادت ودخلت الى لبنان على أثر إعلانه حرب الإسناد، ولولاه لكانت اتفاقية الهدنة التي نص عليها اتفاق الطائف تحكم العلاقة بين البلدين، ولكانت إسرائيل وقفت عند الحدود الدولية المعترف بها في لبنان”…

**********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

"إنزال" أميركي: حان وقت الأفعال
 

حين يأتي إلى لبنان وفدٌ أميركي يضمّ خمسًا من كبار الشخصيات، فهذا يعني ذروة الاهتمام الأميركي بلبنان، وباللغة العسكرية والدبلوماسية، يمكن اعتبار ذلك أشبه بـ "إنزال" دبلوماسي أميركي.

الوفد الأميركي ضمّ السيناتور جين شاهين والسيناتور ليندسي غراهام والنائب جون والموفدين الأميركيين السفير توم برّاك ومورغان أورتاغوس والسفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون والوفد المرافق.

حجم الوفد وثقله جعلا الموفد برّاك يقول: "أمامكم اليوم أقوى ثلاثة أشخاص في أميركا والكونغرس".

جميع أعضاء الوفد تحدّثوا، ومن خلال "جوجلة" كلماتهم ومواقفهم، يمكن استخلاص أنّ ما أدلوا به جاء منسّقًا وأشبه بأوركسترا موزَّعة الأدوار بعناية.

مصدر لبنانيّ متابع لاجتماعات أمس ولا سيّما في قصر بعبدا، قال إنّ الحديث داخل الاجتماع شبيه في مضمونه مع التصريحات التي أعلنت في الخارج، وتابع المصدر أنّ نجم اللقاء كان السيناتور ليندسي غراهام الذي ركّز على الزيارة المرتقبة لقداسة البابا للبنان، وتحدّث عن الاتفاقية الدفاعية قائلًا إنه مستعدّ أن يقنع الرئيس ترامب بها إذا وافق لبنان عليها. ومن بين اللقاءات التي عقدت، وصف المصدر اجتماع الوفد الأميركي مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل بأنه من أفضل الاجتماعات التي عُقِدت أمس، على عكس الاجتماع السابق.

السؤال المحوريّ الذي يطرحه المراقبون، خصوصًا بعد الكلام الأميركي من قصر بعبدا أمس، هو: هل يدرِك اللبنانيون حجم التغييرات الحاصلة؟ والتي ستحصل؟ وهل هُم "على أهبّة" الاستعداد لمواكبتها؟

"كلام كبير" قاله الأميركيون، بلغ بأحدهم حدّ القول إنّ ما يحصل أشبه بسقوط جدار برلين.

هل يعي أحدٌ ماذا يعني هذا التشبيه؟ للتذكير، فإنّ سقوط جدار برلين، الذي كان يقسم ألمانيا إلى ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، كان المؤشر الأساسي على سقوط النظام السوفياتي والدول التي كانت تدور في فلكه.

السيناتور غراهام: "حزب اللّه" ملوَّث بدماء الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين

الكلام الأكثر وضوحًا قاله السيناتور ليندسي غراهام، ومن أبرزه: "الجيش اللبناني يبدو وكأنّه المؤسّسة الوحيدة في البلاد التي يفتخر بها الجميع. نحن مقرِّرو اعتمادات وأعضاء في الكونغرس. نحن المموِّلون، نحن نملك المال، والكونغرس منخرط جدًّا في حماية الولايات المتحدة. وأفضل وسيلة لحماية الولايات المتحدة هي أن يكون لدينا شركاء جيّدون. وأفضل وسيلة لامتلاك شركاء جيّدين هي أن يكون هناك جيشٌ مخلصٌ للشعب، لا لجهةٍ أو فئةٍ بعينها. و"حزب اللّه" ليس وفيًّا للشعب. إنّ أجندة "حزب اللّه" ليست أجندة لبنان. لدى "حزب اللّه" أجندة لا تنسجم مع ازدهاركم وبقائكم. ولذلك، أعتقد أنكم كشعب، الشعب اللبناني، تريدون بأغلبية ساحقة مستقبلًا أفضل، مستقبلًا تُنزع فيه أسلحة الميليشيات الفلسطينية وسلاح "حزب اللّه". ومن يحمل السلاح فقط هو الجيش اللبناني. والجيش اللبناني هو المسؤول عن رعاية مصالح الجميع بغضّ النظر عن الطائفة.

وإذا تمكّنتم من تحقيق ذلك، فسيكون أعظم إنجاز في التاريخ الحديث للبنان. هذه مهمة صعبة. إيران اليوم في أضعف حالاتها، وهي لا تسعى لخير، لكن قدراتها تضاءلت بشكل كبير. أمامكم فرصة متاحة الآن. إنّ المملكة العربية السعودية تتحدّث علنًا عن احتمال أن تكون لها يومًا ما علاقة مع إسرائيل، وآمل أن يأتي ذلك اليوم. لذا نصيحتي هي: عندما تنسحب إسرائيل من النقاط الخمس، فإن النقاش الحقيقي يجب أن يكون عمّا سيحدث عندما يقرّر لبنان نزع سلاح "حزب اللّه"، ثمّ تتحدثون بعدها مع إسرائيل.

فعندما يتمّ نزع سلاح "حزب اللّه" على يد الشعب اللبناني، ونقل السلطة من الميليشيات إلى الجيش اللبناني، عبر الشعب وعبر العملية السياسية، عندها سيكون هناك حوار مختلف مع إسرائيل. إنّ "حزب اللّه" ملوَّث بدماء الأميركيين، ودماء الإسرائيليين، ودماء اللبنانيين. لذلك لا تسألوني أيّ أسئلة عمّا ستفعله إسرائيل قبل أن تنزعوا سلاح "حزب اللّه"، إذا تم نزع سلاح "حزب الله"، ستكون لنا محادثات جيدة، وإذا لم يتحقق ذلك فلا معنى للمحادثات".

ما سأقوله لزملائي، هو: لماذا لا نستثمر في الدفاع عن التنوّع الديني في الشرق الأوسط؟ لماذا لا نقيم علاقة مع لبنان نلتزم من خلالها فعليًا بالدفاع عمّا تقومون به؟

برّاك: خطوة مقابل خطوة

الموفد برّاك ربما كان الأكثر جرأة فتوجّه إلى اللبنانيين مخاطبًا وقائلًا: أنتم لم تتحدثوا مع إسرائيل منذ العام 1949، وهذا جنون ولن أدخل في واقع أنه في نهاية المطاف سيكون عليكم التحدّث مع إسرائيل إن كان حول مفاوضات أو تطبيع أو اتفاقية سلام. ولكن هذا هو الطريق للوصول إلى الازدهار والسلام في المنطقة: أن يتحدث الجميع مع بعضهم البعض، وأن تختفي أميركا من هذه الساحة.

إن إسرائيل ستقدّم اقتراحًا مقابلًا عندما تتسلّم الخطة اللبنانية، والخطة التي يعدّها لبنان لن تنطوي بالضرورة على عمل عسكريّ لإقناع "حزب اللّه" بإلقاء سلاحه. لا يتحدّث الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية عن حرب. إنهما يتحدّثان عن كيفية إقناع "حزب اللّه" بالتخلي عن تلك الأسلحة. نحن لا نتحدث عن حرب. نحن نتحدث عن كيفية إقناع "حزب اللّه" بالتخلي عن هذه الأسلحة.

عون: "لبنان ملتزم"

كان لافتًا الموقف اللبناني الذي أعلنه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وفق ما ورد في البيان الصادر بعد الاجتماع وفيه:

"ثمّن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ما صدر عن أعضاء الوفد من مواقف عن الرؤية الأميركية لإنقاذ لبنان والمستندة إلى ثلاث قواعد هي:

استتباب الأمن عبر حصر السلاح وقرار الحرب والسلم في يد الدولة وحدها دون سواها.

ضمان الازدهار الاقتصادي في الرهان على قدرة اللبنانيين في الابتكار والاستثمار وصون المبادرة الفردية وإطلاق طاقات القطاع الخاص في لبنان كما في بلاد الانتشار.

صون الديمقراطية التوافقية في لبنان التي تحمي كلّ الجماعات اللبنانية في إطار نظام تعدّديّ حرّ يجعلها سواسية أمام القانون وشريكة كاملة في إدارة الدولة والبلاد".

الوفد الأميركي زار أيضًا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام الذي أولم على شرفه كما زار الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط.

قضية التجديد لـ "اليونيفيل"

وتبرز في المتابعة قضية التمديد لـ "اليونيفيل" وعلمت "نداء الوطن" أنّ المسوّدة الفرنسية الجديدة الخاصة بالتجديد لقوة "اليونيفيل" قد أرسلت إلى الحكومة اللبنانية للاطّلاع عليها ووضع الملاحظات.

ومن المتوقع أن يتمّ بعد ذلك تحديد موعد لجلسة التصويت للتجديد للقوة. تجدر الإشارة إلى أنه من المرجح أن تكون المسوّدة قد أخذت في الاعتبار المطالب الأميركية لجهة التجديد لسنة واحدة فقط مع الأخذ في الاعتبار مسألة ترشيد المدفوعات. فالجانب الأميركي لا يبدو أنه قد يتراجع عن مطالبه.

"القوات اللبنانية" تردّ على قاسم

وفي مطالعة مسهبة، ردّت القوات اللبنانية على الأمين العام لـ "حزب اللّه"، فاعتبرت في بيان مفصَّل عبر الدائرة الإعلامية أن الشيخ نعيم قاسم قدّم مطالعة سياسية تتناقض جذريًّا مع الدستور اللبناني والمفاهيم الوطنية والسيادية البديهية".

إخلاء رياض سلامة

قضائيًا، وفي تطوّر لافت، أصدرت الهيئة الاتهامية المكلفة برئاسة القاضي نسيب إيليا قرارًا بإخلاء سبيل الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة بكفالة مالية قيمتها 20 مليون دولار وخمسة مليارات ليرة لبنانية. ونصّ القرار على منع سلامة من السفر لمدة عام، في إطار الملاحقات القضائية المستمرّة بحقه. الكفالة وهي الأغلى على الإطلاق في تاريخ لبنان شكّلت موضع اعتراض من وكلاء الدفاع عن سلامة الذين اعترضوا عليها كون أمواله محجوزة في لبنان وخارجه. وقال المحامي مارك حبقه لـ "المركزية": القرار قانوني لكنه تأخر كثيرًا لأنّ موكلي أوقف منذ أكثر من 11 شهرًا احتياطيًا بشكل غير قانوني وغير معلّل. ووضع الكفالة بهذه القيمة غير قانوني.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram