"اغتيال الصيغة اللبنانية… بين وهم الطوائف وحقيقة النظام"

 

Telegram

 

بقلم: د. محمد هاني هزيمة
 
في لبنان، لم يبدأ الانقسام من الطائفة، ولا تنفجر الأزمات من بيت ديني دون سواه. الحقيقة التي تُطمس عمدًا هي أن ما سُمي "بالصيغة اللبنانية" تم اغتيالها منذ بدأ التعامل معها كأداة محاصصة وليس كميثاق عيش مشترك.
الصيغة أُعدمَت قبل أن يُوجَّه إليها إصبع الاتهام وتمّ قتلها لحظة اختُزلت فكرة الوطن مساحات مذهبية وولاءات خارجية وبات مكوّن يُحاكم كأنه متهم وليس شريك....
الشيعة في لبنان اليوم، كما السُنّة المسيحيين والدروز، ليسوا سبب الأزمة، بل هم جزء من شعب يعيش نتائج انهيار النظام، الخطر يكمن بتوجيه اتهام لطائفة بعينها وكأنها تملك مفتاح الجحيم وحدها وجلّ ذنبها أنها ضحت من أجل لبنان، وجريمتها تدافع عن وجودها بمواجهة رياح دولية عاتية وحرب معادية تخير الوطن بين الاستسلام والخضوع أو الويل والثبور.
الصيغة قُتلت لحظة تخلت الحكومة عن منطق الدولة وتبنت ورقة مبعوث خارجي تحمل مطالب العدو وإقرتها بمخالفة ميثاقية.
تحولت فيها مصلحة السلطة بديلًا عن المؤسسة، وأوامر الخارج أقوى من الدستور، والعدو أبدى من الشريك
نعم، الصيغة قُتلت، ليس اليوم بل لحظة لم يُمنح اللبناني حقوقه كمواطن،  وابقوه "منتمي" لطائفة، يبحث عن فرصة، وعن حماية، عن فتات دولة.......فتحميل فئة معينة المسؤولية وتجاهل جذور الخراب، ليس سوى استمرار في قتل الوطن قبل الصيغة.
لبنان لم يفشل لأن هناك شيعة، أو سُنّة، أو مسيحيين! لبنان فشل لأن "الصيغة" التي كان يُفترض أن تضمن الشراكة والعدالة والمساواة، قُتلت على يد من جعل من الدين سلاحًا ضد الوطن، والطائفة درعًا تحمي الفساد.
فإنقاذ لبنان لا يمرّ عبر استهداف أي مكوّن، بل بالعودة إلى صيغة تحفظ كرامة الجميع، تحاسب  وتُلغي امتيازات الطوائف لصالح عدالة دولة قوية عادلة. فالوطن لا يُبنى على التخوين، بل على الإيمان العادل بالمواطنة التي تساوى بين المواطنين.
مؤسف أن الطوائف أصبحت أوطانًا صغيرة، والصيغة مزّقها تجار الطوائف والمناصب
فلا نلم مذهبًا بل اللوم على من خان الميثاق وحوّل الشراكة إلى كمين وجعل من الوطن حقيبة يحملها حيث يشاء.....
لسنا ضحايا الطوائف، نحن ضحايا نظام قتل الصيغة تمعن في القتل
تجسد بتجاوز الحكومة صلاحياتها الدستورية ورمي مبدأ فصل السلطات، لتغدر بالاعراف المتبعة والتوازانات الحاكمة تجاوز فوق الاعتبارات بمخالفة ادرجت "العفو العام" بندا على جدول أعمالها بتعدي صارخ على صلاحيات مجلس النواب
ولم تكافئ وأقرت تعيينات خارج الأصول المتبعة ووفق سياسة الحكومة الهادفة محاصرة الشيعة وتجاوز مرجعيات الطائفة وتمارس دورًا خطيرًا في تدمير البيئة المقاومة، وتؤسيس لمرحلة خرق بيئة المقاومة.
فهل ما يجري من استفزاز متعمد من قبيل الصدفة أم أن له من يرعى خطواته ويجر الوطن إلى ما لا أحمد عقباه ولا يعود بنفع
اتهام الشيعة أو سيطرة السنة والمسيحيين واتخذت الطائفة درعًا يحمي مشروعا معاديا أسقط  الدولة ولم تبقى حصنا بل ساحةً مكشوفة للذئاب.
 أيها اللبنانيون، لا تقتلوا  وطنكم ودافعوا  عن صيغة تنقذكما معًا وعن سلاح يحميكم من الارهاب ، فلا حياة في وطن دفنت فيه صيغة عيش ليولد الانقسام
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram