دبلوماسية المقاومةورقة قوة إستراتيجية من أوراق إيران
يسلّط برنامج "أوراق القوة" الضوء على مفهوم دبلوماسية المقاومة في الاستراتيجية الإيرانية، ودورها المتوازي مع العمل الميداني في مواجهة الهيمنة الأجنبية، وخاصة دعم حركات التحرر وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. كما يناقش ثبات الموقف الإيراني دبلوماسيًا رغم الضغوط والاعتداءات.
الدبلوماسية ركيزة في استراتيجية المقاومة
الدبلوماسية جزء من المقاومة والميدان في الاستراتيجية الإيرانية الشاملة. مسؤول دبلوماسي إيراني يصف وزارة خارجية بلاده بأنها "وزارة خارجية المقاومة"، قائلاً: "نحن المنبر الوحيد لجبهة المقاومة في العالم". ولا شك أن إيران في دبلوماسيتها كانت جزءاً بارزاً من مدرسة المقاومة، ولطالما وقفت إلى جانب كل المقاومين والمظلومين.
إيران والمفاوض القوي
إيران لم تُغلق النوافذ السياسية يوماً، رغم آلة الحرب المتربصة خلفها. كانت دائماً المفاوض القوي الذي يجلس على طاولة المفاوضات بشروط مسبقة وولاءات واضحة، دون التنازل عن حقوق شعبه أو فك العروة الوثقى مع حلفائه. وضمن سياسة التوازن الاستراتيجي، وحتى تحت النار، أبقت إيران الباب مواربًا للمبادرات الدبلوماسية بنفس القدر الذي أبقت فيه أدواتها العسكرية فاعلة. فكان عنوان دبلوماسيتها الذي لا تحيد عنه: الصدق في التعامل، وثبات المواقف، وعدم خذلان الأصدقاء.
مفهوم دبلوماسية المقاومة
تُعد دبلوماسية المقاومة أحد المفاهيم المحورية في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي نهج يجمع بين العمل الدبلوماسي التقليدي والدعم المستمر لحركات التحرر والمقاومة في مواجهة الهيمنة الأجنبية، خصوصاً في منطقة غرب آسيا. هذا المفهوم لم يأتِ كخيار تكتيكي مؤقت، بل تشكّل كاستراتيجية طويلة الأمد منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.
الجذور الثورية للمفهوم
ترتكز دبلوماسية المقاومة على مبادئ الثورة الإسلامية التي أكد عليها الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، والمتمثلة في رفض التبعية للقوى العظمى، ودعم المستضعفين في العالم، وتعزيز الوحدة الإسلامية. وتطور هذا النهج في عهد قيادة سماحة الإمام الخامنئي ليأخذ طابعاً مؤسسياً يجمع بين النشاط الدبلوماسي الرسمي والدعم الإنساني والسياسي والاقتصادي لقوى المقاومة.
وعلى الرغم من التحديات، فقد نجحت في ترسيخ حضور إيران كفاعل إقليمي مؤثر وصاحب خطاب مستقل يرفض الهيمنة ويدعم قضايا التحرر، خاصة فيما يتعلق بالقضية الرئيسية للأمة، أي القضية الفلسطينية
شهادة دبلوماسية من قلب التجربة
وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج "أوراق القوة" وحول تعريف مصطلح "دبلوماسية المقاومة" أكد د.علي أكبر السيباوي، السفير الإيراني السابق في سلطنة عُمان والدبلوماسي السابق، أن دبلوماسية المقاومة دخلت الثقافة السياسية الإيرانية بعد انتصار الثورة الإسلامية في عام 1979. ولكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ انطلاقتها الأولى ساندت حركات المقاومة على كامل الكرة الأرضية، وخاصة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، نرى أن الدولة الإيرانية دائماً في كل تطوراتها وأطوارها تواكب المقاومة.
المقاومة في صميم الحوارات السياسية
ولفت السيباوي إلى أن مصطلح وثقافة "المقاومة والدبلوماسية" في الوقت الحاضر، بعد مضي سبعة وأربعين عاماً من انتصار الثورة الإسلامية، يظهر في كل الحوارات والاجتماعات مع زعماء المنطقة وقادة دول العالم، بحيث لا يخلو أي حوار سياسي من إطار المقاومة، وهذه أصبحت فلسفة إيرانية في الدبلوماسية والمقاومة الإسلامية.
لا أخطاء دبلوماسية رغم العدوان
وحول ما إذا كان هناك خطأ في المسار الدبلوماسي الإيراني أفضى إلى العدوان الصهيوني الأمريكي على إيران، شدد السيباوي على أنه لم يكن هناك أي خطأ من جانب إيران، مشيراً إلى أن المفاوضات مع الأمريكيين كانت قائمة قبل الاعتداء، سواء في مسقط أو في روما أو في أماكن أخرى، وتحت إشراف سلطنة عُمان في بعض الفترات.
مفاجأة العدوان بعد مؤشرات التقدم
ونوّه السيباوي إلى أنه حتى الفترة الأخيرة قبل العدوان كانت المباحثات تسير بشكل إيجابي، وكان الرئيس الأمريكي يعلن عن تقدم كبير واقتراب من اتفاق، لكن فجأة واجهت إيران الاعتداء الصهيوني والهجوم الأمريكي.
وحول استخدام إيران أدواتها الدبلوماسية خلال الحرب بالتوازي مع الحضور العسكري، أوضح السيباوي أن طهران تحركت سياسيًا بشكل مكثف منذ بدء العدوان، من خلال اتصالات وزير الخارجية الإيراني بنظرائه في الدول الإسلامية والأوروبية، ما أدى إلى إدانة أكثر من 120 دولة للهجوم في يومه الأول.
ثوابت الثورة الإسلامية
واختتم السيباوي بالتأكيد على ثوابت الثورة الإسلامية منذ يومها الأول، مستشهدًا بخطوة الإمام الخميني بطرد السفير الإسرائيلي من طهران وتسليم السفارة الإسرائيلية السابقة إلى الفلسطينيين، مشددًا على أن إيران لن تتخلى عن قيمها وثوابتها مهما كانت الظروف.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي