افتتاحية صحيفة الأخبار:
ابن سلمان قد يكافئ سلام بلقاء وابن فرحان يعده بـ«دعم سنّي»: السعودية تريد قطع علاقة لبنان مع إيران
مرّ تصريح رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو في مؤتمره الصحافي أول من أمس، حين قال إن «إسرائيل ساعدت الحكومة اللبنانية في مساعي خطة نزع سلاح حزب الله»، دون أي ردّ رسمي رغم خطورته، ما يكشف إمّا عن جُبن طوعي من الدولة اللبنانية، أو عن خضوع كامل لأوامر أميركية - سعودية تمنع أركان السلطة من التعرّض لإسرائيل ولو بموقف!
وبدلاً من أن تستنفر السلطة وتنتفض لكرامتها، قضت يوم أمس منشغلة في إجراء اتصالات لمناقشة فكرة الاعتذار عن عدم استقبال ممثّل المرشد الأعلى الإيراني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، الذي سيزور بيروت غداً، وذلك احتجاجاً على التصريحات الرسمية الإيرانية الداعمة للمقاومة وحزب الله.
وفيما هناك دلائل عديدة تشير إلى أن الموفد السعودي يزيد بن فرحان هو من يقف خلف الحملة التي انطلقت أمس لإلغاء الزيارة، تبيّن أن صاحب فكرة الاعتذار هو رئيس الحكومة نواف سلام الذي يتصرف طوع أوامر الموفد السعودي، ويلبّي من دون أي نقاش كل ما يُطلب منه.
وتلاقي «القوات اللبنانية» سلام في هذا الموقف، خصوصاً أنها باتت تعرف كيف تفرض منطقها عليه. فقد علمت «الأخبار» أن قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع يمارس ضغوطاً على سلام لإقناع رئيس الجمهورية جوزف عون بعدم استقبال المسؤول الإيراني، وهو ما رفضه عون، معتبراً أن الأمر يتجاوز كل الأصول الدبلوماسية. فيما عُلم أن وزير الخارجية القواتي يوسف رجّي يواصل اتصالاته الداخلية والخارجية لمحاولة إلغاء الزيارة أو إجبار إيران على تقديم اعتذار عن التصريحات التي دعمت المقاومة.
وقالت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» إن «لاريجاني لم يطلب لقاء رجّي، وإنه سيزور لبنان ويغادر في اليوم نفسه بعد لقاء الرؤساء الثلاثة وقيادة حزب الله»، فيما يبدو أن الحزب بصدد تنظيم استقبال شعبي له. واعتبرت المصادر أن «محاولة منع لاريجاني من زيارة بيروت ستكون خطوة تفجيرية قد تقابل بردة فعل شعبية واسعة ضد زيارات الموفدين الآخرين».
في المقابل، يتحضّر الفريق المحلي الخاضع لأوامر الخارج لاستقبال موفدين دوليين، أبرزهم المبعوث الأميركي توماس برّاك، الذي سترافقه مورغان أورتاغوس في 18 من الشهر الجاري. وتتردّد معلومات عن زيارة ثانية لأورتاغوس إلى لبنان يوم 24 الجاري، برفقة السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، المعروف بتطرّفه ودعمه الشديديْن لإسرائيل، وهو سبق أن دعا إلى ضرب غزة بالسلاح النووي، إضافة إلى السيناتور الديمقراطية جين شاهين.
بكل الأحوال، يبدو أن انصياع هؤلاء للأميركيين أهون بكثير من استعباد المملكة العربية السعودية لهم. فمن يتابع تفاصيل السياسة اليومية ويتعمّق في كواليس الاتصالات السياسية، يصاب بالذهول من الطريقة التي يتعامل بها المندوب السامي السعودي مع أركان السلطة، من رأسهم وصولاً إلى أصغر التيارات والأحزاب، حيث يتدخّل في كل تفصيل ويرسم كل خطوة ويأمرهم بتنفيذها بدقّة، بما في ذلك التفاصيل الشكلية والبروتوكولية، مثل أوامر ابن فرحان لرئيس الحكومة بتلاوة مقرّرات جلسة الحكومة بدلاً من وزير الإعلام!
في السياق ذاته، وبعد ستة أشهر من الفشل الحكومي وغياب أي إنجاز في ملفات حيوية ومتعددة، وتحييد عون لسلام عن أهم الملفات السياسية والأمنية، وحتى عن التعيينات الإدارية والأمنية الحساسة مثل تعيين حاكم مصرف لبنان وتشكيلات الأجهزة الأمنية، جاء قرار حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية ليُسند سلام ويمنحه شعوراً بأن وجوده على رأس السلطة التنفيذية «له معنى».
فبحسب مطّلعين، كان سلام مشغولاً طوال الوقت بهاجس استبداله، وبأن مصيره مرتبط باتخاذ قرارات تتوافق مع الأجندة السعودية - الأميركية. لكن، منذ جلسة الحكومة الأخيرة، بدأ يتصرف كما لو كان «البطل الذي اتّخذ القرار الصعب»، متعاملاً مع نفسه على هذا الأساس، وفق توصيف مصادر متابعة. حتى التحركات الشعبية الرافضة لقرار نزع سلاح المقاومة لم تُشكّل له أيّ تهديد أو إشارة لعدم رضى شعبي، بل على العكس، استُغلّت لتغذية أوهام بطولته وتعزيز موقفه كراعٍ لهذا القرار الخطير.
ويتردّد أن هناك اتصالات جارية لتلبية طلب سلام بعقد اجتماع قريب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لبحث كيفية «تقريش» القرار الحكومي وعناوين المرحلة المقبلة.
وإلى جانب ما بات معروفاً عن إدارة الموفد السعودي للنواب والمرجعيات السنّية، وإلزامهم بإصدار مواقف داعمة لسلام، فإن السعودية، في حال تصاعد الضغط السياسي من فريق حزب الله على سلام، ستلجأ إلى تنظيم اجتماع كبير في دار الفتوى تحت عنوان «الدعم السنّي» لرئيس الحكومة.
بالتوازي، يزداد الكلام عن توتّرٍ في العلاقة بين سلام ونائب رئيس الحكومة طارق متري والوزير غسّان سلامة، على خلفية تعنّت رئيس الحكومة في مواقفه. وكانت زيارة سلام إلى قائد «القوات» سبباً إضافياً لانزعاج متري وسلامة من باب «ضرورة احترام موقعه كرئيس حكومة»، إضافة إلى ملاحظات لديهما على طريقة إدارته لملف سلاح المقاومة.
*********************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
لاريجاني إلى بيروت غداً بعاصفة استفزازية "حزب الله" يطوّر هجماته ويهدّد الحكومة
بحسب معلومات "النهار"، تقدمت السفارة الإيرانية بطلب رسمي إلى السلطات اللبنانية، وتم تحديد مواعيد للقاء لاريجاني مع رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، ولم يُطلب أي موعد مع وزير الخارجية
بعد أسبوع تماماً على إقرار مجلس الوزراء قراره الخاص بحصرية السلاح في يد الدولة، صار في حكم المؤكد أن أي تطوّر جديد في هذا المسار لن يرى النور قبل تسلّم مجلس الوزراء الخطة التنفيذية للجيش قبل نهاية آب الحالي. ومع أن ثمة من يتوقع تطورات بارزة على صعيد تحركات مرتقبة للموفد الأميركي توم برّاك وربما أيضاً للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، فإن الجهات الرسمية المعنية لم تتبلغ بعد معلومات مؤكدة عن زيارات للموفدين إلا في ما يتصل بزيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني الذي يصل غداً الأربعاء إلى بيروت وسط عاصفة سياسية مناهضة لزيارته، بما يعني أن هذه الزيارة ستفاقم الرفض المتصاعد لزيارات الموفدين الإيرانيين بعدما تجاوزت مواقف طهران في تدخلها في الشؤون اللبنانية كل الأصول والسقوف، وأمعنت في تحدي السلطة اللبنانية عبر إطلاق مواقف متعاقبة حتى البارحة ترفض عبرها قرار احتكار الدولة السلاح وتتمسك ببقاء سلاح "حزب الله". ورسمت الساعات الأخيرة معالم معادلة سلبية من شأنها زيادة التوتر السياسي العام وداخل الحكومة تحديداً، من خلال "ملاقاة" "حزب الله" للموفد الإيراني و"احتفائه" بإطلالة الوصاية التي تريد طهران إسباغها مجدداً على الوضع اللبناني الذي يتفلت بقوة من نفوذها السابق، وذلك بضخ الحزب جرعة تصعيدية جديدة ضمنها تهديدات مباشرة بإسقاط الحكومة، وتكرار سردية رفض تسليم ولو "إبرة" من سلاحه. وجرى ذلك ويجري عشية جلسة طويلة لمجلس الوزراء غداً الأربعاء، ستخصص لإقرار جدول أعمال كبير من البنود الخدماتية قبيل "إجازة" قصيرة للمجلس لفترة أسبوعين. والمفارقة أن وزراء "حزب الله" سيمضون في سياسة التهويل على الحكومة، فيما هم يحضرون الجلسات ويتباهون بأنهم لن يستقيلوا بما يعكس طابع المناورات التي حشر "الحزب" وزراءه فيها.
وفي ما يتصل بزيارة لاريجاني وبحسب معلومات "النهار"، فإن السفارة الإيرانية في لبنان تقدمت بطلب رسمي إلى السلطات اللبنانية، وتم تحديد مواعيد للقاء لاريجاني مع رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ولم يطلب أي موعد مع وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، علماً أن الأخير لم يكن ليستقبل المبعوث الإيراني ولو طلب موعداً لذلك. وعلم أن رجّي أبدى استياءه من المواقف الإيرانية في الكواليس السياسية، وكان يفضّل ألا تحصل الزيارة وألا يتم السماح للاريجاني بزيارة بيروت. وعُلم أيضاً أن رئيس الحكومة نواف سلام سيكون حاسماً مع لاريجاني، وسيبلغه استياء لبنان مما يعتبر تدخلاً في الشؤون اللبنانية.
وعشية زيارته لبيروت، اعتبر لاريجاني "أن علاقاتنا مع الحكومة والشعب اللبناني في مجالات مختلفة، تشمل السياسة والثقافة والاقتصاد، وهي متجذرة وواسعة، وفي هذه الزيارة أيضاً، وستتم مشاورات مهمّة مع المسؤولين اللبنانيين والشخصيات المؤثرة"، وقال إن "الظروف السائدة في لبنان، خصوصاً في ظلّ التطورات الأخيرة والاشتباكات الخطيرة مع الكيان الصهيوني، حسّاسة وخاصة من هنا، فإن الحوارات من أجل تعزيز الاستقرار والأمن الإقليمي تحظى بأهمية كبيرة". وأعلن أن "هذه الجولة تشهد توجيه رسائل محدّدة أيضاً من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فالمواقف الإيرانية تجاه لبنان كانت دائماً واضحة تحت عنوان الحفاظ على الوحدة الوطنية اللبنانية في أي ظرف، والتأكيد على استقلال لبنان وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية". وختم: "إن الجمهورية الإسلامية كانت دائماً مستعدة لمساعدة الشعب اللبناني من أجل تجاوز الأزمات وإيجاد الاستقرار والتنمية المستدامة، وستظل كذلك".
ورغم الترددات السلبية لمواقف المسؤولين الإيرانيين، اعتبر أمين مجلس صيانة الدستور الإيراني، علي جنتي "أن احتلال قطاع غزة بالكامل ونزع سلاح حزب الله "أحلام واهمة". وقال في مستهل اجتماع للمجلس أمس الاثنين، إنّ الطروحات المتداولة حول "الاحتلال الكامل لغزة ونزع سلاح "حزب الله" اللبناني ليست واقعية وتُعدّ أحلاماً واهمة"، وفق ما أفادت وكالة "إسنا".
اما "حزب الله"، فمضى في تصعيد مواقفه سواء من الحكومة أو من تسليم السلاح. وفي هذا السياق هدّد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب إيهاب حمادة بإسقاط الحكومة، قائلاً إن "ما فعلته الحكومة هو ضرب للميثاقية، وإن الشعب سيسقطها، ولن تكمل حتى الانتخابات النيابية المقبلة، ونعاهد الناس الأوفياء بأن المقاومة لن تسلم إبرة من سلاحها، وأن هذا المشروع سيفشل". وبدوره، شدّد نائب رئيس المجلس السياسي لـ"حزب الله"، الوزير السابق محمود قماطي على أن "الحكومة اللبنانية لن تستطيع أن تسحب سلاح المقاومة، فهذا أمر مستحيل دونه دماء في مواجهة العدو الخارجي"، لافتاً إلى أن "المقاومة ليست معزولة أو محاصرة، بل هي جزء من جبهة وطنية عريضة". ورأى قماطي، خلال لقاء وفد من "حزب الله" مع الأمين العام للحزب الشيوعي، حنا غريب أن "الحكومة باعت الوطن وأعطت الخارج شيكاً من دون رصيد، ولن تستطيع تحقيق ما تريد". وحذّر من أن "الشعب اللبناني كله سيتصدى للحكومة إن حاولت تنفيذ قرارها"، مشيراً إلى أن "المقاومة ولدت من رحم الاحتلال، حيث لم تستطع الدولة حماية المواطنين وردع العدوان"، داعياً الحكومة، "رغم سقوطها"، إلى "تصحيح المسار والابتعاد عن القرارات التي تضر لبنان".
وفي المقابل، نقل النائب فراس حمدان عن رئيس الجمهورية جوزف عون الذي استقبله أمس، "تأكيده المضي في تنفيذ قرار حصرية السلاح بيد الدولة عبر الجيش اللبناني". ويشار إلى أن رئيس الجمهورية زار أمس وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى وقائد الجيش العماد رودولف هيكل في اليرزة، معزّيًا بشهداء الجيش في انفجار مستودع أسلحة وذخائر تابع لـ"حزب الله" في وادي زبقين. ثم انتقل إلى مستشفى الجعيتاوي، حيث إطّلع على الوضع الصحي لأحد العسكريين الجرحى، والتقى الطاقم الطبي المعالج وأفراد عائلته.
كما أنه على الصعيد السياسي، صعد حزبا "القوات اللبنانية" والكتائب موقفهما من الحزب وإيران، فاعتبر رئيس حزب "القوات" سمير جعجع أن "أصحاب مقولة التعامل مع قرارات الحكومة في جلستي 5 و7 آب وكأنها لم تكن، ينفّذون انقلاباً واضح المعالم، ويتبيّن من أقوالهم أنهم لا يعترفون بالمؤسسات الشرعية ولا بقراراتها، واستطرادًا لا يعترفون بالدستور اللبناني، وبشكل أوضح لا يعترفون بوجود الدولة اللبنانية، وهذا أمر خطِرٌ وخطِرٌ جدًا". ورد على تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين هاجموا قرارات الحكومة اللبنانية واطلقوا التهديدات والوعيد بأن ما صدر عن الحكومة لجهة نزع السلاح لن يمر، فقال: "لو اقتصرت مواقف المسؤولين الإيرانيين على مجرد إبداء الرأي في أحداث داخلية تحصل في بلد آخر، وبالطرق الديبلوماسية المعهودة، لكان الأمر مقبولًا ولو بحدّه الأدنى. ولكن أن يذهب أصحاب هذه المواقف إلى حدّ الجزم بأن قرار الحكومة بنزع السلاح لن يمر، فهذا ينمّ عن تحريض من جهة، وتهديد بتدخّل عسكري ضدّ الحكومة اللبنانية من جهة أخرى، من أجل منعها من تنفيذ قراراتها. ولذلك، على الحكومة أن تفكّر جديًا بدعوة مجلس جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى عقد جلسات طارئة لطرح مسألة التهديد الإيراني للبنان، وكذلك التقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي، مفادها أن إيران تهدّد لبنان وتتوعّده، وصولًا إلى التهديد بالتدخّل العسكري المباشر".
من جانبه، رد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل من السرايا الحكومية وبعد لقائه ووفد نواب الحزب الرئيس نواف سلام على سؤال حول زيارة علي لاريجاني إلى لبنان والتدخلات الإيرانية، فشدّد على أنّ "حزب الكتائب يرفض رفضاً قاطعاً كل التصريحات الإيرانية، سواء صدرت عن مستشار الخامنئي، أو وزير الخارجية، أو نائبه، أو مسؤولي الحرس الثوري الإيراني، لما تمثله من انتهاك لسيادة لبنان وتعدٍّ على قرار الدولة اللبنانية، وهذه التصريحات مرفوضة شكلاً ومضموناً، وعلى إيران أن تحترم قرار لبنان وسيادته ومصلحته".
********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
الاحتلال لم يعلن الموافقة على ورقة باراك ولا نفّذ وقف النار… والترحيل لـ«اليونيفيل»
استشهاد 5 من مراسلي ومصوّري الجزيرة… ووصيّة أنس الشريف حريّة فلسطين
لاريجاني بين بغداد وبيروت: العراق أكبر من الإملاء والمقاومة أكبر من الوصاية
رغم مرور أسبوع حتى اليوم على قرار الحكومة نزع سلاح المقاومة وخمسة أيام على إعلان إقرار ورقة المبعوث الأميركي توماس براك، لم تقدم حكومة كيان الاحتلال على إعلان التزامها بهذه الورقة، ولا هي التزمت عملياً بما نصت عليه لجهة التقيّد بوقف الأعمال العدائية بالتزامن مع إعلان الحكومة اللبنانية قرارها بحصر السلاح بيد قواها الذاتية ونزع كل سلاح آخر، فتلقت الحكومة اللبنانية صفعة جديدة بعد تسعة شهور من الصفعات الأميركية والإسرائيلية في الانقلاب على التزامات اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 تشرين الثاني من العام الماضي، والانقلاب على الضمانات الأميركية التي تلقاها لبنان لجهة إلزام الاحتلال بتنفيذ موجباته في الاتفاق، وها هو الأميركي يزين للحكومة التورط في قرار يمزّق وحدة اللبنانيين بوهم أنه سوف يجعل وقف الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب الاحتلال أقرب، فلا يخرج عن حكومة الاحتلال إلا ما يهين الحكومة ويتسبّب لها بالإذلال بالإعلان عن أن قرار الحكومة بنزع سلاح المقاومة كان ثمرة تعاون بين الحكومة وحكومة الاحتلال، ومثلما بقي تجاهل الاحتلال لورقة براك وعدم تقيّده بما ورد فيها، دون تعليق رسمي من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ورئاسة الحكومة، بقي الكلام عن دور إسرائيلي في قرار نزع السلاح دون تعليق او نفي أو ردّ، لأن وزير الخارجية متخصّص فقط بالردّ على المواقف الإيرانية!
في المنطقة خطفت جريمة اغتيال خمسة من مراسلي ومصوّري قناة الجزيرة بقصف إسرائيلي وإعلان الاحتلال عن استهداف متعمّد للمراسل أنس الشريف بتهمة انضمامه لـ خلية تابعة لحركة حماس، وشكلت الجريمة ووصيّة المراسل الشهيد أنس الشريف موضوعاً شغل وسائل التواصل الاجتماعيّ وحاز العديد من التعليقات، خصوصاً مجاهرة الاحتلال بالقتل المتعمّد وقول الشريف إن وصيته هي حرية فلسطين.
في لبنان انتظار لزيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني الدكتور علي لاريجاني، وسط مواقف لبنانية متباينة من الزيارة، حيث نظمت القوى المناوئة للمقاومة حملة إعلامية على الزيارة ودعت المسؤولين الى مقاطعتها، بينما يتوقع أن يلتقي لاريجاني إضافة للمسؤولين الرسميين قيادة المقاومة عدداً من الشخصيات المؤيدة لها، وعلق لاريجاني من بغداد على المواقف التي تقول إن إيران تمارس الوصاية على المقاومة وتملي على العراق المواقف، فقال إن العراق أكبر من الإملاءات وإن المقاومة أكبر من الوصاية.
وأكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان على «أهميّة مناقشة كل التحدّيات من منطلق المصلحة الوطنية»، مشيراً إلى أن «العدوان الإسرائيلي المستمرّ على لبنان لم يتوقف، إذ يستهدف المواطنين في الطرقات، وفي منازلهم وأماكن عملهم».
وخلال استقباله وفداً من قيادة «حزب الله»، ضمّ نائب رئيس المجلس السياسي الوزير السابق محمود قماطي، النائب أمين شري، الحاج محمد صالح قال حردان: «هؤلاء مواطنون لبنانيّون يتمّ استهدافهم من قبل العدو، فما هو موقف الدولة اللبنانيّة من هذا الواقع؟ هذا سؤال برسم الدولة والحكومة».
وأشار إلى «ضرورة تحمّل الدولة كامل مسؤولياتها، إذا كانت الدولة قد قرّرت أن تتحمّل مسؤولية التحرير، فلتتفضل»، مضيفاً «العدو الإسرائيلي تمّ طرده من بيروت ومن الشريط الحدوديّ بفضل المقاومين الذين حملوا السلاح دفاعاً عن أرضهم، وهؤلاء ليسوا قطاع طرق، بل لبنانيّون دفعوا دماءهم ثمناً لتحرير وطنهم. هؤلاء يجب تكريمهم لا محاسبتهم».
وقال «نحن مع كل جهد يعزّز الوحدة الوطنية والاستقرار والسلم الأهلي، ونضع أيدينا بيد كل مَن يعمل ويجاهد من أجل هذه الأهداف. لذلك، فإننا نطالب الحكومة باعتماد السياسات التي تخدم هذا المسار، لا تلك التي تدفع نحو الانقسام وإثارة الفتنة والحقد والبغضاء، كما نشهد اليوم».
بدوره لفت قماطي الى أن «ما قامت به الحكومة اللبنانية يُعَدّ خرقاً فاضحاً للتوافق والإجماع الوطني، وانقلاباً صادماً ومفاجئاً يوقع لبنان في فخ الفتنة واللااستقرار والفوضى. وعلى هذه الحكومة أن تصحّح قرارها».
وشدّد على أن «السلاح المطروح نزعه ليس سلاح حزب، بل سلاح مقاومة. فمنذ بدء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، انطلقت المقاومة الوطنية، وكان الحزب السوري القومي الاجتماعي في طليعة المقاومين منذ الطلقة الأولى، حتى وصلنا اليوم إلى هذه القوة».
وقال «الحكومة قرّرت نزع سلاح المقاومة في ظل احتلال وعدوان يوميّ على لبنان، فهل هناك عار وذلّ أكبر من هذا؟ لقد بعتم لبنان وسيادته وقوّته مقابل أهداف رخيصة واستتباع كامل، وجعلتم البلد مرتهناً للقرار الخارجي، وعلى رأسه القرار الأميركي».
ودعا الحكومة إلى «التراجع عن هذا القرار، من أجل استقرار لبنان، وللبدء بحلول ناجعة للوضع اللبناني، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ومن أجل حياة كريمة للبنانيين».
إلى ذلك بقيت القرارات المشؤومة وغير الميثاقية الصادرة عن حكومة نواف سلام في صدارة المشهد الداخلي وسط تصاعد ردات الفعل الشعبية واتساع مروحة الاعتراض السياسي على قرارات الحكومة التي لا تخدم سوى العدو الإسرائيلي. وفي تصريح يشكل فضيحة لحكومة سلام تساءل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو: مَن كان ليصدّق أن تتحدث الحكومة اللبنانية الجديدة عن نزع سلاح حزب الله؟».
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده نتنياهو عصر أمس الأول للصحافة الأجنبية، وردًا على سؤال لإحدى الصحافيات، توجّه نتنياهو لها بالقول: «انظري الى ما يحدث في لبنان نتيجة لعملنا، الحكومة اللبنانية الجديدة تتحدّث عن نزع سلاح حزب الله».
وتابع قائلاً: «مَن كان ليصدق ذلك؟ حسنًا، بعضنا فعل ذلك، وفعلتُ ذلك، وهذا ما يغير الشرق الأوسط كما وعدت أن أفعل في اليوم الثاني من الحرب».
ولفتت مصادر سياسية لـ»البناء» إلى قرارات الحكومة ضربت مبدأ الميثاقية والشراكة الوطنية وشكلت نكسة للعهد، وبالتالي ستعرقل مسيرة إعادة بناء الدولة لا سيما ان الحكومة اصبحت رهينة باليد الاميركية تحركها السياسات الاميركية ومن خلفها الاسرائيلية». ولفتت المصادر الى ان بعض الجهات الداخلية بإيعاز خارجي تريد الانقلاب على اتفاق الطائف، وبالتالي الميثاقية والشراكة الوطنية وتفجير البلد وأخذه الى الحرب الأهلية وكذلك تم الانقلاب على خطاب القسم والبيان الوزاري للحكومة التي ارتضت الارتهان للخارج وإطاحة العدو الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701 وبالتالي إضعاف الموقف التفاوضي للدولة ما سيسمح للاحتلال باستغلال قرارات الحكومة للتوسّع وتكثيف أعماله العدوانية ضد لبنان.
وفي سياق ذلك واصل الاحتلال عدوانه على القرى والبلدات الجنوبية وسط تحليق مكثف للطائرات والمسيرات واحتلال نقطة جديدة في جنوب العديسة.
في غضون ذلك، وفي ما يتعامى رئيس الحكومة وبعض القوى السياسية عن الوصاية الأميركية على الحكومة وتنفيذهم للإملاءات الأميركية التي حملها المفوض السامي الجديد توم براك الى لبنان، استفزتها زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الى لبنان. ووفق المعلومات فإن اتصالات رسمية حصلت لمحاولة إلغاء الزيارة. فيما دعا قائد القوات اللبنانية سمير جعجع إلى رفع شكوى على إيران. وفيما ينظم ناشطون حفل استقبال للاريجاني في مطار بيروت الأربعاء المقبل أشار لاريجاني في مؤتمر صحافي من بغداد إلى أن «حزب الله لديه نضوج سياسي والمقاومة ليست بحاجة إلى الوصاية».
على صعيد آخر زار الرئيس عون وزير الدفاع ميشال منسى وقائد الجيش رودولف هيكل في اليرزة، معزّيًا بشهداء حادثة وادي زبقين ثم انتقل إلى مستشفى الجعيتاوي واطلع على الوضع الصحيّ لأحد العسكريين الجرحى.
******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
مجلس الوزراء غداً يتجاوز «المناكفات» ويُقرُّ قرض الكهرباء وبنوداً حيوية
أجوبة أميركية في جعبة براك ـــ أورتاغوس .. وعاصفة رفض لزيارة لاريجاني إلى بيروت اليوم
يعود مجلس الوزراء للانعقاد غداً في جلستين قبل الظهر وبعده في السراي الكبير، وربما تكون هاتان الجلستان الاخيرتين خلال شهر آب، الذي يشهد الاسبوع المقبل منه عودة مرتقبة للموفد الاميركي توم براك، على ان يلحق به الموفد الفرنسي جان ايف لودريان.
كما يصل الى بيروت اليوم وفد قطري رسمي للبحث في المساعدات للجيش اللبناني، وكذلك للبحث في مساعدات ذات صلة بالكهرباء والاستثمار في الطاقة.
وسط ذلك، استؤنفت الاتصالات بين بعبدا وعين التينة، عبر المستشار الرئاسي العميد اندريه رحال، بعد ان تأثرت سلباً منذ الثلاثاء الماضي، لكن الاتصالات بين بعبدا وحزب الله ما تزال مقطوعة.
ومن المتوقع ان تتوضَّح الصورة أكثر فأكثر في ضوء جلستي مجلس الوزراء والاجواء التي من المفترض ان تحيط بهما، وما سيصدر عنهما من قرارات تهم المواطنين، وكذلك في ضوء ما سيحمله الموفد الاميركي، الذي قد يعود منفرداً او برفقة الموفدة السابقة السفيرة مورغن اورتاغوس.
فقد ذكرت المعلومات ان الموفدة الاميركية السابقة مورغان اورتاغوس سترافق براك في زيارة بيروت، وحسب معلومات اعلامية، يُنتظر أن يحمل معه الرد على ما طلبه لبنان في زيارته الأخيرة بشأن إعلان إسرائيل الموافقة على مضمون الورقة الأميركية بكامل مندرجاتها كي ينطلق العمل بها.
أضافت المعلومات أن براك سيبحث في آلية الدعم المنتظرة للجيش اللبناني بكل تفاصيلها لناحية تزويد الجيش بالوسائل العسكرية الملائمة لتنفيذ بنود المقترح الأميركي وضمان حماية لبنان، مشيرة إلى أن براك سيتناول في لقاءاته موضوع المؤتمر الاقتصادي المنوي عقده لإعادة إعمار لبنان اقتصادياً والذي تشارك فيه الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر وأصدقاء آخرون للبنان.
وفي وقت عقد فيه اجتماع أمني حول ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا والامن، في الرياض برعاية وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، وحضور الامير يزيد بن فرحان، تحدثت معلومات من ان السفير الفلسطيني الجديد لدى لبنان محمد الاسعد سيصل الاحد الى بيروت، ويبدأ فوراً ببحث الملف الفلسطيني وسيسبقه الى لبنان اللجان المعنية بالملف.
ومن العراق الى لبنان، سجلت حركة لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني، الذي يصل الى بيروت غداً، وينتظره كبار المسؤولين، لمعرفة تفاصيل الموقف الايراني من قراري الحكومة تكليف الجيش اللبناني وضع خطة لجمع السلاح والموافقة على مبادىء واهداف ورقة العمل الاميركية الشاملة للحل في لبنان، وسماع التوجهات الايرانية حول الوضع اللبناني التي استبقها عدد من المسؤولين الايرانيين قبل ايام بمواقف رافضة للقرارين.
وبحسب معلومات مسرّبة، فإن السفارة الإيرانية في لبنان تقدمت بطلب رسمي إلى السلطات اللبنانية وتم تحديد مواعيد للقاء لاريجاني مع رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ولم يطلب أي موعد مع وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، علماً أن الأخير لم يكن ليستقبل المبعوث الإيراني ولو طلب موعداً لذلك. و أن رجّي أبدى استياءه من المواقف الإيرانية في الكواليس السياسية، وكان يفضّل ألا تحصل الزيارة وألا يتم السماح للاريجاني بزيارة بيروت». وأن رئيس الحكومة نواف سلام سيكون حاسماً مع لاريجاني، وسيبلغه استياء لبنان مما يعتبر تدخلاً في الشؤون اللبنانية.
وقبيل وصول لاريجاني، قال أمين مجلس صيانة الدستور الإيراني علي جنتي في مستهل اجتماع للمجلس امس: إنّ الطروحات المتداولة حول «الاحتلال الكامل لغزة ونزع سلاح حزب الله اللبناني ليست واقعية وتُعدّ أحلاماً واهمة»، كما أشار جنتي إلى الذكرى السنوية لانتهاء حرب الـ33 يوماً بين حزب الله وإسرائيل عام 2006، واصفاً هذه المعركة بأنها «رمز لانتصار جبهة المقاومة العالمية التي انطلقت، على حدّ قوله، «عبر الاقتداء بثورة إيران وستنتهي في نهاية المطاف بالنصر».
سجالات ومناكفات
في هذه الاثناء، استمرت المواقف التصعيدية من حزب الله وخصومه من مؤيدي قرارات الحكومة. وفي المواقف، رأى نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» محمود قماطي، أن «الحكومة باعت الوطن وتعطي الخارج شيكاً من دون رصيد ولن تستطيع أن تحقق ما تريد».
وقال قماطي خلال لقاء وفد حزب الله مع الأمين العام للحزب الشيوعي، حنا غريب: نحن لن تتخلى عن سلاحنا ونحن في جبهة وطنية عريضة، والمقاومة ليست معزولة أو محاصرة، وندعو الحكومة رغم سقوطها إلى تصحيح المسار. ولن تستطيع أن تسحب سلاح المقاومة وهذا أمر مستحيل دونه الدماء ضد العدو الخارجي.
وأضاف: الشعب كله سيتصدى للحكومة إن حاولت تنفيذ قرارها والمقاومة وليدة الاحتلال حيث لم تستطع الدولة أن تحمي المواطنين وتردع العدوان.
كما إعتبر عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب إيهاب حمادة أن «ما فعلته الحكومة هو ضرب للميثاقية، وإن الشعب سيسقطها، ولن تكمل حتى الانتخابات النيابية القادمة، ونعاهد الناس الأوفياء بأن المقاومة لن تسلِّم إبرة من سلاحها، وأن هذا المشروع سيفشل».
بالمقابل، نقل النائب فراس حمدان بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عنه «تأكيده المضي في تنفيذ قرار حصرية السلاح بيد الدولة عبر الجيش اللبناني».
وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان إن «أصحاب مقولة التعامل مع قرارات الحكومة في جلستي 5 و7 آب وكأنها لم تكن، ينفّذون انقلاباً واضح المعالم، ويتبيّن من أقوالهم أنهم لا يعترفون بالمؤسسات الشرعية ولا بقراراتها، واستطرادًا لا يعترفون بالدستور اللبناني، وبشكل أوضح لا يعترفون بوجود الدولة اللبنانية، وهذا أمر خطِرٌ وخطِرٌ جدًا».
وتابع: دأب مسؤولون إيرانيون، من مختلف المستويات، خلال الأسبوع الماضي، على التطرّق إلى قرارات الحكومة اللبنانية ومهاجمتها، والأسوأ من ذلك كلّه إطلاق التهديدات والوعيد بأن ما صدر عن الحكومة لجهة نزع السلاح لن يمر. ولو اقتصرت مواقف المسؤولين الإيرانيين على مجرد إبداء الرأي في أحداث داخلية تحصل في بلد آخر، وبالطرق الدبلوماسية المعهودة، لكان الأمر مقبولًا ولو بحدّه الأدنى. ولكن أن يذهب أصحاب هذه المواقف إلى حدّ الجزم بأن قرار الحكومة بنزع السلاح لن يمر، فهذا ينمّ عن تحريض من جهة، وتهديد بتدخّل عسكري ضدّ الحكومة اللبنانية من جهة أخرى، من أجل منعها من تنفيذ قراراتها. ولذلك، على الحكومة أن تفكّر جديًا بدعوة مجلس جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى عقد جلسات طارئة لطرح مسألة التهديد الإيراني للبنان، وكذلك التقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي مفادها أن إيران تهدّد لبنان وتتوعّده، وصولًا إلى التهديد بالتدخّل العسكري المباشر.
وفي رده على سؤال حول زيارة علي لاريجاني إلى لبنان والتدخلات الإيرانية، شدد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل بعد لقاء الرئيس سلام على أنّ «حزب الكتائب يرفض رفضاً قاطعاً كل التصريحات الإيرانية، سواء صدرت عن مستشار الخامنئي، أو وزير الخارجية، أو حتى نائبه.
عون يعزِّي القيادة ويتفقَّد الجرحى
وقدم الرئيس جوزف عون التعازي لكل من وزير الدفاع ميشال منسى وقائد الجيش العماد رودولف هيكل والقيادة باستشهاد العسكريين الستة في وادي زبقين، منوهاً بتضحيات الجيش، لا سيما في الجنوب، وجدد التأكيد ان الجيش اللبناني هو الضامن للاستقرار والامن.
ومن اليرزة، انتقل الرئيس عون الى المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي، حيث كانت في استقباله إدارة المستشفى الأم هاديا ابي شبلي والبروفسور بيار يارد، وتوجه الجميع الى مركز الحروق في المستشفى حيث يعالج علي زين وهو احد العسكريين الذي أصيب نتيجة الانفجار في وادي زبقين، واطمأن على وضعه الصحي، والتقى عون عائلة العسكري الجريح، وطمأنهم الى ان العناية التي تقدم له متقدمة ومتطورة وسوف تستمر حتى شفائه بالكامل، واكد الرئيس انه يتابع شخصيا تطور الوضع الصحي للعسكري الجريح، وان قيادة الجيش تولي الاهتمام الكامل لسلامته، اسوة باهتمامها بسائر العسكريين، لا سيما الجرحى منهم.
استعداد كويتي لإنشاء إهراءات وإصلاح مشروع الليطاني
وفي اطار المشاريع الحيوية، على الرغم من الانقطاع التام للكهرباء عن كل المناطق اللبنانية، وانسحاب ذلك على موضوع ضخ المياه من خزانات ضبية، كشف وزير المال ياسين جابر ان لدى الصندوق الكويتي النية لإصلاح المشاريع التي تضررت بسبب الحرب، لا سيما مشروع الليطاني، ومشروع معالجة الصرف الصحي في مرجعيون»، كاشفا عن إمكانية تقديم منحة من الصندوق لإعداد دراسة لإنشاء إهراءات جديدة»، لافتا إلى «أهمية أن يحتفظ لبنان باحتياط استراتيجي من القمح».
كلام جابر جاء بعد لقائه رئيس الصندوق الكويتي وليد شملان، مع وفد من الصندوق زاره برفقة القائم بالأعمال في السفارة الكويتية في لبنان المستشار عبد العزيز الدلح، حيث تم البحث في سلسلة المشاريع التي يمكن للصندوق أن يسهم في مساعدة لبنان من خلالها.
والتقى جابر وزير الطاقة جو صدي في مكتبه في وزارة المالية حيث وقع الوزيران على مرسوم إبرام قانون قرض البنك الدولي المخصص للكهرباء، وقد أُرسل على الفور الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء لإدراجه على جدول أعمال أول جلسة للمجلس لإعلانه مبرماُ.
كما بحث الوزيران الجدول المرتبط بمسائل بين وزارتيهما، ومنها تأمين الفيول لزوم تزويد معامل انتاج الكهرباء وموضوع الفيول العراقي.
وفي الاطار، رجّحت مصادر في «مؤسسة كهرباء لبنان» أن تعود ساعات التغذية بالتيار الكهربائي إلى طبيعتها. وأفادت المصادر أن «مشكلة ارتفاع ساعات التقنين الكهربائي يعود إلى عطل تقني وليس إلى أزمة نقص في الفيول لزوم معامل الإنتاج»، كاشفة في هذا الإطار عن وصول ثلاث بواخر أواخر الشهر الجاري محمّلة كل منها 30 ألف طن من الفيول».
وأفاد المكتب الاعلامي في الوزارة في بيان، «إن وزير الطاقة الذي صارح اللبنانيين منذ اللحظة الأولى بالواقع الصعب للقطاع وهو يعمل على حلول مستدامة لا ترقيعية، يؤكد أن الحد من تداعيات هكذا أعطال كان ليكون أسهل لو تم بناء معامل حديثة تلبي حجم الطلب طيلة السنوات الخمس عشرة الماضية».
التجديد لليونيفيل
وعلى صعيد التجديد لقوات حفظ السلام في الجنوب (اليونيفيل) نقل عن نائب رئيس الحكومة طارق متري تخوفه من السيناريوهات الاميركية المطروحة، سواءٌ منع التمديد او الدعوة لتوسيع مهامها او التجديد مع اشتراط ان يكون هذا الامر لمرة اخيرة، او اللجوء لاستخدام حق النقض الفيتو..
وتواصلت التحقيقات لجلاء ملابسات انفجار مخزن الاسلحة، في وادي زبقين.
تفجيرات وطيران يغطي لبنان
على صعيد الاعتداءات الاسرائيلية، نفذ الجيش الاسرائيلي عملية تفجير كبيرة وعنيفة في بلدة الخيام عند الساعة الثالثة والنصف فجراً، سُمع صداها في أرجاء الجنوب.
كما نفذت قوات الاحتلال تفجيرا في الحي الجنوبي لبلدة كفركلا فجراً من دون معرفة ما تم تفجيره بإنتظار دخول فريق الهندسة في الجيش اللبناني.
وعصر أمس تعرضت الاطراف الجنوبية لبلدة عيترون، لعملية تمشيط بالرشاشات الثقيلة مصدرها حامية موقع المالكية المعادي.
وحلّق الطيران المسيَّر المعادي بكثافة عصر أمس في أجواء قرى وبلدات قضاء صور، وصولا حتى أجواء ضفتي الليطاني - محلة القاسمية .كما سجل تحليق للطيران المسيّر على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية لبيروت وصولا الى قرى منطقة عاليه في الجبل .
الى ذلك، حلّق الطيران المسيّر الاسرائيلي على علو منخفض في أجواء:مدينة النبطية وقرى: جبشيت، حاروف، زبدين، شوكين، كفررمان، كفرجوز، الكفور، حبوش، عربصاليم (مجرى النهر) واقليم التفاح وجزين. كما حلّق الطيران الحربي الاسرائيلي على علو منخفض فوق سهل البقاع الأوسط.
**********************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
زيارة لاريجاني تكشف ملامح معركة أوسع
«اليونيفل» ورقة ابتزاز سياسيّ وأمنيّ
«كسر جزئي» للبرودة بين بعبدا وعين التنية
بعد ان وضعت القرارات الحكومية البلاد امام المجهول، وفي ظل «برودة» في التواصل بين «الثنائي» وكل من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، «كسر» جزئيا» مع «عين التينة»، ولا يزال مقطوعا مع حزب الله.
وبانتظار تقرير المؤسسة العسكرية المفترض انجازه نهاية الجاري حول آلية حصرالسلاح، يسود الترقب الساحتين السياسية والامنية، بانتظار ما ستحمله زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني الى بيروت غدا، مستبقا عودة المبعوث الاميركي توم براك الاسبوع المقبل واوراق الضغط التي سيحملها معه، فيما رفعت «اسرائيل» مستوى ضغوطها ميدانيا، وعبر تسريبات تتعلق بمستقبل «اليونيفيل» في لبنان.
ووفق معلومات «الديار» ستكون «الرسالة» الايرانية واضحة ومباشرة وحازمة، لا تحمل اي التباس لكل من يعنيهم الامر في الداخل والخارج، بان من يظن انه قادر على «الاستفراد» بالمقاومة مشتبه، لان طهران لن تتراجع عن دعمها لحزب الله في مواجهة الضغوط الاميركية- «الاسرائيلية»، مع تجديد الحرص على افضل العلاقات مع لبنان، الذي يفترض ان يحصن ساحته في مواجهة الهجمة الخارجية، لا ان يكشفها امام التدخلات المغرضة في شؤونه. وقد اكد لاريجاني من العراق ان حزب الله لديه نضوج سياسي ولا يحتاج الى وصاية من احد.
حساسية ايرانية
ووفق المعلومات، فان طهران تتعامل بحساسية عالية مع موقف الحكومة اللبنانية، وهي تعتبر ان ملف حزب الله جزء مما يحصل في المنطقة من هجوم على حلفائها، ولم تكن زيارة لاريجاني الى بغداد قبل بيروت مجرد صدفة، بل «رسالة» واضحة الى الاميركيين قبل غيرهم، بان محاولات الضغط المرتفعة على كلا البلدين لن تدفع طهران الى التراجع، بل ستدفعها الى رفع مستوى التنسيق مع حلفائها، وتعزيز دعمها لهم في «معركة» تعتبرها القيادة الايرانية مصيرية، وباتت تتجاوز البعد السياسي الى ما هو اخطر، حيث بات واضحا ان ثمة من يريد محاصرة «الدور» الشيعي في المنطقة.
الاولوية للاستقرار
وستكون لطهران نصائح عديدة للمسؤولين اللبنانيين، اهمها فتح قنوات جدية للحوار الداخلي، بعيدا عن الاملاءات الخارجية، لما يصب في مصلحة لبنان بكل مكوناته، مع التفهم لطبيعة الضغوط الخارجية، الا ان لاريجاني سيقدم عرضا مسهبا لطبيعة المخاطر المحدقة في دول الجوار اللبناني، وسيبدي اهتماما قاطعا في الحفاظ على الاستقرار الداخلي، وسيدعو القيادات اللبنانية الى عدم «حرق المراحل»، في ظل سباق محتدم بين الديبلوماسية والحرائق المتنقلة في المنطقة والعالم.
وعلم في هذا السياق، إن السفارة الإيرانية في لبنان تقدمت بطلب رسمي إلى السلطات اللبنانية، وتم تحديد مواعيد للقاء لاريجاني مع رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ولم يطلب أي موعد مع وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي. ومن المرتقب ان يلتقي الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
من جهته، اعتبر أمين مجلس صيانة الدستور الإيراني علي جنتي، أن احتلال قطاع غزة بالكامل ونزع سلاح حزب الله «أحلام واهمة». وقال جنتي في مستهل اجتماع للمجلس امس، إنّ الطروحات المتداولة حول «الاحتلال الكامل لغزة، ونزع سلاح حزب الله، ليست واقعية وتُعدّ أحلاماً واهمة»، كما أشار إلى الذكرى السنوية لانتهاء حرب الـ33 يوماً بين حزب الله و»إسرائيل» عام 2006، واصفاً هذه المعركة بأنها «رمز لانتصار جبهة المقاومة»...
«اليونيفيل» ورقة ضغط!
وفي سياق متصل برفع مستوى الضغوط على لبنان، كشفت صحيفة «جيروزالم بوست الاسرائيلية» ان « إسرائيل» والولايات المتحدة تدفعان نحو إعادة تقييم تفويض «اليونيفيل» في لبنان، بسبب فشلها في كبح جماح حزب الله في جنوب لبنان. واشارت الى ان واشنطن و «تل أبيب» تسعيان إلى وقف التمديد لقوات «اليونيفيل»، أو منح تمديد محدود لمهمتها.
تواصل بعبدا وعين التينة!
سياسيا، وبعدما انتهت الجولة الاولى بقرارات حكومية على «الورق» ومشهدية مضبوطة في «الشارع»، تحركت جزئيا الاتصالات بين «بعبدا» «وعين التينة» دون نتائج عملية. وجرى اول اتصال بعد الازمة الاخيرة عبر زيارة مستشار الرئيس جوزاف عون العميد ديديه رحال الى مقر الرئاسة الثانية، حيث سمع عتابا واضحا حول المواقف المفاجئة للرئيس، وطريقة ادارة جلسة مجلس الوزراء، واتفق على ان يكون «للبحث صلة»، خصوصا ان التبريرات الرئاسية لا تزال على حالها، لجهة الحديث عن ضرورة اتخاذ الدولة اللبنانية خطوات معينة، لاستكشاف مدى التزام واشنطن بالزام «اسرائيل» بخطوات في المقابل، وهو امر سيكون في رأس سلم الاولويات في المباحثات مع براك.
اصرار... وتحريض
في هذا الوقت، نقل النائب فراس حمدان بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عنه «تأكيده المضي في تنفيذ قرار حصرية السلاح بيد الدولة عبر الجيش اللبناني». فيما رفع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع منسوب التحريض على طهران، متهما حزب الله بقيادة «انقلاب»... ودعا الحكومة أن تفكّر جديًا في دعوة مجلس جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، إلى عقد جلسات طارئة لطرح مسألة التهديد الإيراني للبنان، وكذلك التقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي مفادها أن إيران تهدّد لبنان وتتوعّده، وصولًا إلى التهديد بالتدخّل العسكري المباشر!
حزب الله على تشدده
من جهته، جدد حزب الله مواقفه الحاسمة من ملف السلاح، واعتبر عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب إيهاب حمادة أن «ما فعلته الحكومة هو ضرب للميثاقية، وأن الشعب سيسقطها، ولن تكمل حتى الانتخابات النيابية المقبلة». وقال» نعاهد الناس الأوفياء بأن المقاومة لن تسلم إبرة من سلاحها، وأن هذا المشروع سيفشل»...
بدوره، شدد نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله الوزير السابق محمود قماطي على أن الحكومة اللبنانية «لن تستطيع أن تسحب سلاح المقاومة، فهذا أمر مستحيل دونه دماء في مواجهة العدو الخارجي»، مؤكداً أن «المقاومة ليست معزولة أو محاصرة، بل هي جزء من جبهة وطنية عريضة». ورأى قماطي، خلال لقاء وفد حزب الله مع الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب، أن «الحكومة باعت الوطن وأعطت الخارج شيكاً من دون رصيد، ولن تستطيع تحقيق ما تريد». وحذر قماطي من أن «الشعب اللبناني كله سيتصدى للحكومة إن حاولت تنفيذ قرارها»، مشيراً إلى أن »المقاومة ولدت من رحم الاحتلال، حيث لم تستطع الدولة حماية المواطنين وردع العدوان»، داعياً الحكومة «رغم سقوطها»، إلى «تصحيح المسار والابتعاد عن القرارات التي تضر لبنان».
جابر ملتزم
وبعد الكثير من علامات الاستفهام حول موقفه، اكد وزير المال ياسين جابر التزامه بموقف الوزراء الشيعة في الحكومة، وتساءل «اين الضمانات بان «اسرائيل» ستلتزم بالامن والاستقرار»؟ وقال» موقفي واحد انا والوزراء الذين انسحبوا، ولو حضرت كنت تكلمت الكلام نفسه، سنعود للحكومة ونتناقش والايام تحل هذا الموضوع»!
التحقيقات حول انفجار زبقين
في هذا الوقت، تعززت المخاوف من «خروج الاحداث عن السيطرة» اذا دخل «طابور خامس» على خط الاحداث، بعدما باتت الارضية مهيئة لتسلله الى الواقع اللبناني، اثر ارتفاع منسوب التوتر على خلفية التحريض المتواصل من قبل بعض القوى السياسية، التي تصر على افتعال صدام بين المقاومة والجيش، مستغلة حادثة الانفجار في وادي زبقين لتزييف الحقائق، وبناء استنتاجات تستبق التحقيقات التي تنتظر تقرير الكتيبة الفرنسية في «اليونيفيل»، والتحقيق الفني والهندسي الذي تجريه قيادة الجيش.
وفي هذا السياق، تشير المعلومات الى ان دورية فرنسية كانت قد عثرت على نفق يحتوي على مدفع وصناديق ذخيرة، وبعدما كشفت عليه سلمته الى الجيش اللبناني، وقد وقع الانفجار خلال عملية تفكيك الموقع. وتتعدد الاحتمالات حيال طبيعة ما جرى، حيث لا يغيب احتمال الخطأ البشري او التقني، كذلك ثمة احتمال ان يكون الموقع فخخ من قبل «الاسرائيليين»، او كان مفخخا في الاصل ضد «الاسرائيليين». علما ان تحرك الجيش في المنطقة لا يحتاج الى تنسيق مسبق مع حزب الله الذي اخلا المنطقة تماما، والجيش يتحرك بالتنسيق مع «اليونيفيل» ولجنة مراقبة وقف النار.
وقد زار الرئيس عون وزير الدفاع ميشال منسى وقائد الجيش رودولف هيكل في اليرزة، معزّيًا بشهداء الحادثة، ثم انتقل إلى مستشفى الجعيتاوي واطلع على الوضع الصحي لأحد العسكريين الجرحى
«اسرائيل» تتوسع... وتعتدي
في هذا الوقت، تحتفي «اسرائيل» باعلامها بعد رئيس حكومتها «بانجاز» الحكومة اللبنانية، معتبرة نفسها شريكا فيه، فيما لم يكترث جيش الاحتلال على الارض لقرارات الحكومة، وقام بتوسيع احتلاله متجاوزا النقاط الخمس المحتلة، حيث تستمر عمليات التحصين في تلة المحافر، وهي نقطة جديدة على اطرف بلدة العديسة مقابل مستوطنة مسكف عام، كما تعزز وجودها في منطقة الدواوير، حيث استحدثت ايضا منطقة عازلة في الضهيرة، واخرى بين كفركلا والعديسة.
ولم تتوقف اعتداءات قوات الاحتلال، حيث قامت بتمشيط الاطراف الجنوبية لبلدة عيترون بالرشاشات الثقيلة، وحلق الطيران المسير في أجواء قرى وبلدات قضاء صور، وصولا حتى أجواء ضفتي الليطاني - محلة القاسمية، كما سجل تحليق للطيران المسيّر على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية لبيروت.
وحلّق الطيران المسيّر ايضا على علو منخفض في أجواء قرى: جبشيت، حاروف، زبدين، النبطية، شوكين، كفررمان، كفرجوز، الكفور، حبوش، عربصاليم (مجرى النهر)، كما حلق على علو منخفض فوق سهل البقاع الأوسط. كما حلق جنوبا، لا سيما فوق النبطية واقليم التفاح على علو منخفض...
وفجر امس، نفذت قوات الاحتلال تفجيرا في الحي الجنوبي لبلدة كفركلا من دون معرفة ما تم تفجيره ، بانتظار دخول فريق الهندسة في الجيش اللبناني.
العتمة الشاملة
في هذا الوقت، وفيما الحكومة منشغلة بملف السلاح، عمت العتمة كامل الاراضي اللبنانية، بسبب خروج الشبكة عن العمل.
و بعيدا عن الاسباب الفنية رد «التيار الوطني الحر» على حملة «القوات اللبنانية» على «البلاك اوت» ابان تسلم الوزير وليد فياض للوزارة، بتذكير «معراب» بوعود ال14 على 24 خلال 6 اشهر.
وقد برر المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك الازمة جزئيا بوجود الحرارة المرتفعة، لكنه لفت الى ان انخفاض الانتاج في المجموعات العاملة الى 500 و750 ميغاوات، يسبب حكما عدم استقرار ويؤدي الى الخروج عن الخدمة.
في المقابل يؤكد خبراء في الطاقة ان المشكلة تكمن في غياب انظمة التبريد، والصيانة قبل الاجواء الحارة...
تحقيقات «كهربائية»
وفي محاولة للتغطية على الفشل، طالب وزير الطاقة والمياه جو الصدي، بفتح تحقيق للتأكد من عدم وجود عمل تخريبي متعمد بالتزامن مع العطل، خصوصا مع ورود معلومات تفيد بشكوك حول طبيعة بعض حوادث انقطاع الكهرباء. وأفاد المكتب الاعلامي في الوزارة في بيان «إن وزير الطاقة الذي صارح اللبنانيين منذ اللحظة الأولى بالواقع الصعب للقطاع، وهو يعمل على حلول مستدامة لا ترقيعية، يؤكد أن الحد من تداعيات هكذا أعطال كان أسهل، لو تم بناء معامل حديثة تلبي حجم الطلب طول السنوات الخمس عشرة الماضية».
عودة تدريجية
وفي السياق، رجّحت مصادر في «مؤسسة كهرباء لبنان» أن تعود ساعات التغذية بالتيار الكهربائي إلى طبيعتها صباح اليوم على أبعد تقدير. وأفادت المصادر أن «مشكلة ارتفاع ساعات التقنين الكهربائي يعود إلى عطل تقني، وليس إلى أزمة نقص في الفيول لزوم معامل الإنتاج»، كاشفة في هذا الإطار عن وصول ثلاث بواخر أواخر الشهر الجاري، محمّلة كل منها 30 ألف طن من الفيول.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
أزمة القرارين مسدودة على الحلول ومفتوحة على التصعيد... واشنطن وطهران على الخط.. وترقّب لخطة الجيش
باقٍ من الزمن عشرون يوماً من المهلة الممنوحة للجيش اللبناني لإعداد خطة سحب سلاح «حزب الله»، فيما البلد ومنذ اتخاذ الحكومة القرارين بسحب سلاح الحزب والموافقة على أهداف ورقة الموفد الأميركي توم برّاك، تدرّج سريعاً إلى أعلى درجات التوتّر السياسي والإحتقان في الشارع. وتُعزّز ذلك أكثر فأكثر، «الرياح الصفراء» التي ضربت المستويات السياسية على اختلافها، وانتقلت بها من مربّع التفاهم الذي ساد على مدى مرحلة ما قبل القرارين، إلى مربّع سوء التفاهم بعدهما.
علاقات «معوكرة»!
وإذا كانت تلك المستويات السياسية تحاول أن تحجب سوء التفاهم في ما بينها، تارة بالحديث عن لقاءات وشيكة لم تحصل، وتارة أخرى بتسريب كلام من نوع «الاختلاف في الرأي لا يفسد في الودّ قضية»، إلّا أنّ مظاهر الجفاء تخبّر عن نفسها بنفسها، أولاً في ما يتسرّب من دواخلها من كلام صريح عن «علاقات معوكرة»، وثانياً في خطوط التواصل المباشر وغير المباشر التي اعتادت قبل «ثلاثاء السلاح» و«خميس الورقة الأميركية» ان تكون ساخنة، وشغّالة على نحو شبه متواصل بين تلك المستويات، والتي لفحتها برودة، أو بمعنى أدقّ وأوضح، صقيع غطّاها بالكامل بعد القرارين، بطبقة سميكة من الجليد الذي تصعب إذابته بالمجاملات وتبويس اللحى على الطريقة اللبنانيّة.
قراءة المشهد بعد قراري الحكومة تزداد تعقيداً، ومن يراقب الأرض، والصراع المحتدم بين مؤيدي القرارين ومعارضيهما، الذي تبدّت فيه ألوان متنوّعة من الاستفزاز السياسي والإعلامي والشارعي المتفلّت من أي روادع او ضوابط، لا يصرف كثير عناء ليدرك عمق المأزق الذي دخل فيه البلد، ويستهول مخاطر التدحرج الخطير للارتدادات، نحو منحدر مجهول، وخصوصاً أنّ هذا الصراع مذخّر بعوامل كثيرة ترشّحه أكثر فأكثر لأن يزداد احتداماً، ربطاً بما يتسارع من أحداث وحراكات، تتوازى بدورها مع تصلّب واضح على ضفتي الاشتباك، حيث تموضع كل طرف خلف متراسه، وصار أسير موقفه، فلا الحكومة، وكما يؤّكد أهل القرارين، في وارد التراجع عنهما، ولا الثنائي؛ حركة «أمل» و«حزب الله» كما بات أكيداً، في وارد القبول بالقرارين وتمريرهما. والحزب تحديداً، قال كلمته الأخيرة في هذا الأمر، بلسان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد: «الموت ولا تسليم السلاح». واتبع هذا الكلام بتأكيد متجدّد بأنّ «الحزب لن يسلّم حتى مجرّد إبرة!».
لا حلّ في الأفق
ما تؤكّد عليه أوساط هذين الاصطفافين، هو أنّ لا حلول في الأفق، ولا مخارج من شأنها بناء مساحة مشتركة بينهما، والصخب العالي المتبادل بينهما عبر المنابر والشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي لا يعدو أكثر من مجرّد قنابل صوتية لزوم التعبئة وشحن الدعم الجماهيري والسياسي وغير السياسي، لا تغيّر في حقيقة أنّ المتمسّكين بالقرارين كما المعترضين عليهما، مصطدمان بصعوبة بلورة حلّ وسط بينهما، وبعدم القدرة على تحديد مآلات الأمور.
السؤال الذي يفرض نفسه في هذه الأجواء يبحث عن واحد من جوابين، كل منهما يغلّب منطق طرف على الطرف الآخر، ولكل منهما تداعياته المباشرة السياسية وغير السياسية على هذا الطرف او ذاك: هل أنّ ما قرّرته الحكومة، وخصوصاً قرارها بسحب سلاح «حزب الله»، سيسلك مساره نحو النفاذ مدفوعاً بـ«صدمة ما» ستحصل في وقت ما، تفرض ذلك وتعجّل به، أم أنّ الإعتراض عليه سينجح في منعه من بلوغ عتبة النفاذ، ويتركه للزمن «لا معلّق ولا مطلّق» ليقرّر فيه، فيذوب ويسقط بمرور الزمن؟
لعبة صولد
أطراف أزمة القرارين، وكما بات جلياً، دخلوا في ما تبدو انّها «لعبة صولد» شديدة القسوة، وراهنوا فيها بكلّ الرّصيد على القرارين وتداعياتهما. وفي هذا السياق، أكّدت مصادر حكومية لـ«الجمهورية»، أنّ قرار سحب السلاح قد اتُخذ في مجلس الوزراء ولا رجعة عنه، ولن يغيّر في ما قرّرته الحكومة، لا تهويل ولا حراكات عبثية في الشارع، وخصوصاً أنّ قرارات الحكومة تأتي إنفاذاً واضحاً لبيانها الوزاري الذي حظي بموافقة جميع الأطراف، بمن فيهم المعترضون، وتستجيب لما تتوق إليه الشريحة الواسعة من اللبنانيين منذ سنوات طويلة، والأهمّ من ذلك مصلحة لبنان وهيبة الدولة التي لا جدال فيها على الإطلاق.
واستغربت المصادر تصوير قرار الحكومة بأنّه يستهدف طائفة بعينها، ومن يقول ذلك يتعمّد ذرّ الرماد في العيون، وقالت: «لا يوجد شيء يمنع تنفيذ القرار، ونحن ننتظر إنجاز الجيش لخطة سحب السلاح، وفي ضوء هذه الخطة سننتقل سريعاً إلى مرحلة الشروع في التنفيذ».
ورداً على سؤال عمّا يتردّد حول أنّ الحكومة ألقت في يد الجيش كرة نار، وقد يكون له رأي آخر في ما يجري، قالت المصادر: «مثل هذا الكلام يشكّل افتراءً صريحاً على الجيش وإساءة له، عيب جداً أن يتمّ تصوير الجيش وكأنّ له موقفاً متمايزاً عن الدولة وقراراتها، فجيشنا ملتزم بالقرار السياسي، ومشهودة له وطنيته وتضحياته، ومناقبيته التي تملي عليه القيام بواجباته وتنفيذ مهماته بما تقتضيه مصلحة لبنان وأمنه واستقراره».
ورداً على سؤال آخر، تجنّبت المصادر الحكومية الحديث عن وجود فتور في العلاقات الرئاسية، وخصوصاً بين رئيس مجلس النوّاب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، إلّا انّها اشارت إلى انّه قد تحصل تباينات واختلاف في الرأي، ولكن هذا لا يعني القطيعة.
يُشار في هذا السياق، إلى أنّ زوار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أمس، نقلوا عنه «تأكيده على موقفه الثابت بالمضي قدماً في تنفيذ القرار التاريخي لجهة تحقيق حصرية السلاح بيد الدولة، وإطلاق مساره العملاني عبر الجيش اللبناني تنفيذاً لتعهدات خطاب القَسَم والبيان الوزاري».
لا بدّ من التصحيح
في المقابل، بات محسوماً على ضفة «الثنائي الشيعي» أنّ الأمور مقفلة، وعلى ما تؤكّد مصادر رفيعة لـ«الجمهورية»، انّه «بمعزل عمّا إذا كانوا قد اتخذوا قراراتهم إرادياً او تحت الضغط، فالنتيجة واحدة وهي أنّهم رموا في البلد صاعقاً خطيراً. وموقفنا واضح قلناه ومارسناه في مجلس الوزراء، واكّدنا أنّ الكرة ليست في ملعبنا، و«اللي طلع ع الميذنة بيعرف كيف بينزل منها».
وبحسب المصادر، فإنّه «لا أحد اكثر منّا حرصاً على البلد وسيادته وكرامته، ولذلك لا بدّ من التصحيح، بل لا مفرّ من التصحيح لمصلحة البلد، فما هو مطلوب من الحكومة هو أن تتجنّب تقديم اي تنازلات لأيّ كان، وتتخذ قرارات صائبة تجمع البلد، وليس قرارات خاطئة تفرّقه كما هو حاصل اليوم، وقبل كلّ ذلك، عليها أن تتخذ قرارات قادرة بالأساس على تنفيذها».
ورداً على سؤال قالت المصادر: «في ما خصّ القرارين، الوضع مستعصٍ ومسدود، والمداخلات الخارجية ترخي بثقلها على هذا الأمر، وهذا أمر لا يبعث على الإطمئنان، وخصوصاً انّ الخارج يدفع إلى اشتباك داخلي، وجميعنا سمعنا التأكيدات التي كرّرها توم برّاك ومفادها أنّ على اللبنانيّين أن يحلّوا هذا الأمر بأيديهم، يعني وضع اللبنانيين بمواجهة اللبنانيين، وهذا ما نحذّر منه ونسعى لتجنّب السقوط في هذا المنحدر. وأما في موضوع مشاركة «الثنائي» في الحكومة، فقد سبق واكّدنا انّ انسحاب وزراء «أمل» و«حزب الله» من الجلستين لا يعني أنّ الثنائي علّقا مشاركتهما في الحكومة، بل قرارهما حاسم بالاستمرار فيها وليسا في وارد الخروج منها على الإطلاق، إلّا إذا ما طرأ ما يغيّر الأحوال لاحقاً».
متابعة القرارين لاحقاً
في سياق متصل، وفيما يُنتظر أن ينعقد مجلس الوزراء في جلسة متعلقة بملف السلاح، في التوقيت الذي ينتهي فيه الجيش من إنجاز خطته، الّا انّه في ما يتعلق بمتابعة دراسة وإقرار الورقة الأميركية، فلا موعد محدداً حتى الآن لعقد جلسة لمجلس الوزراء حولها، بل تؤشر الوقائع المرتبطة بها إلى ترحيلها لإسبوعين، بذريعة عطلة أمين عام مجلس الوزراء والمدراء العامين في القصر الجمهوري التي أملت هذا الترحيل، من دون ان تستبعد المصادر الحكومية عقد جلسة او جلستين عاديتين لمجلس الوزراء قبل ذلك.
مواجهة أميركية – إيرانية؟!
على انّ ما ينبغي لحظه في موازاة الاشتباك الداخلي، هي زيارات الدعم الخارجي لأطراف الاشتباك، التي تتجلّى في زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت، وكذلك زيارة الموفد الأميركي توم برّاك المقرّرة مبدئياً في 18 الجاري، ويتردّد أن ترافقه الموفدة السابقة، وربما اللاحقة مورغان اورتاغوس.
فالزيارتان، وفق ما يقول مرجع سياسي لـ«الجمهورية»، «يقوم بهما عدوّان، لكل منهما أهدافه، ويصبّ كلّ منهما في مكان مناقض للآخر، وإن ذهبنا إلى صراحة أكثر، إحداهما مع سحب سلاح «حزب الله» والثانية ضدّه. وما يُخشى منه في ظل هذا التزامن بين الزيارتين، وفي هذا التوقيت بالذات بعد صدور قرار سحب سلاح «حزب الله»، هو ألّا تكون الزيارتان معزولتين عن المواجهة المستمرة بين واشنطن وطهران، ويكون في خلفيتهما أو في خلفية أحد طرفيهما الدخول أو التأسيس لمواجهة أميركية- إيرانية على الحلبة اللبنانية، تتسبّب في توتير الداخل وإشعال سجال عنيف بين حلفاء اميركا وايران في لبنان، وربما أبعد من سجال».
لاريجاني وبقائي
وكان لاريجاني قد أعلن انّه سيزور لبنان ضمن جولة قادته إلى العراق، وقال: «إنّ لبنان من الدّول المهمّة والمؤثّرة في المنطقة وفي غرب آسيا، وتربطنا منذ زمن بعيد علاقات حضاريّة وتاريخيّة مع شعبه وحكومته». وركّز على أنّ «كثيراً من العلماء البارزين والمؤثّرين في إيران قدموا من لبنان، ولذلك هناك جذور حضاريّة مشتركة بين البلدين، وهو ما جعل تعاوننا مع الحكومة والشعب اللبناني واسعًا وعريقًا، كما أنّ بيننا مشاورات بشأن مختلف القضايا الإقليميّة».
وحول الهدف من زيارة لبنان قال: إنّ «مواقفنا في لبنان معروفة منذ زمن، فنحن نرى أنّ الوحدة الوطنيّة في لبنان أمر بالغ الأهميّة يجب الحفاظ عليه في جميع الظّروف، كما أنّ سيادة لبنان واستقلاله كانا دائمًا محلّ اهتمامنا، وتعزيز العلاقات التجاريّة بين البلدين من القضايا المهمّة الأخرى الّتي نوليها اهتمامًا».
وحول الظّروف الحسّاسة الّتي يمرّ فيها لبنان هذه الأيام، قال لاريجاني: «إنّ للبنان تاريخًا طويلًا في مواجهة هذه الأوضاع، وقد خاض مؤخّرًا مواجهةً عنيفةً مع الكيان الصّهيوني، كما هو حالنا نحن أيضًا مع هذا الكيان، ولهذا فإنّ مثل هذه الحوارات يمكن أن تساهم دومًا في إرساء الاستقرار في المنطقة».
بدوره، أكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي «أنّ إيران تدعم حق لبنان في الدفاع عن نفسه أمام إسرائيل»، لافتاً الى «أنّ ممارسة هذا الحق غير ممكنة دون التمتع بقدرات تسليحية وعسكرية». الّا انّه قال: «نحن نؤمن بأنّ القرارات في هذه القضايا شأن داخلي لبناني، وعلى شعب هذا البلد، مع مختلف مكونات المجتمع اللبناني، تحديد مصالح وطنه من خلال الإجراءات القانونية والمعتمدة، والعمل على نفس الأساس».
وذكّر في مؤتمر صحافي أنّ «إيران تؤكّد ضرورة الحفاظ علي سيادة لبنان ووحدة أراضيه، وتعترف بحقه في الدفاع عن نفسه إزاء الاعتداءات الإسرائيلية». ولفت إلى «أننا ندرك الصعوبات في مجاراة كيان محتل وغير ملتزم بالقوانين الدولية، والتجربة أثبتت أنّ تجهيز الدول بالمعدات العسكرية وتعزيز القدرة الدفاعية هو الحل الوحيد لمنع الاعتداءات الإسرائيلية». وأشار إلى انّ «تجربة العيش في هذه المنطقة تثبت لنا أنّه لا یمکن کبح جماح الکیان الصهيوني إلّا بتزويد الدول بالقدرات اللازمة للدفاع عن نفسها. ولذلك، نؤكّد حق لبنان الثابت في الدفاع عن نفسه والصمود أمام الکیان الصهيوني». وقال: «هذا الحق هو حق ثابت لكل دولة، بما فيها لبنان، في الدفاع عن نفسها ضدّ عدوان الکیان الصهيوني واعتداءاته».
***********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
عجقة موفدين في بيروت دعماً للحكومة.. ماذا عن لاريجاني؟
وكأن مواقف قادة ومسؤولي حزب الله كما “رعاتهم وعرابيهم” الايرانيين المنتهكة حرمة الدولة والمقاوِمة قرار مؤسساتها الدستورية في شكل فاقع لا تكفي، حتى يطل على اللبنانيين غدا الاربعاء أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني ليستكمل محاضرات وزير خارجية بلاده عباس عراقجي ومستشار المرشد الأعلى علي أكبر ولايتي ونائب منسق فيلق القدس في الحرس الثوري العميد ايرج مسجدي في كيفية وآلية القضاء على ما تبقى من الدولة اللبنانية بفعل اوامرهم لحزب الله حفاظا على مصالح طهران واوراق قوتها في مفاوضاتها النووية.
وبينما ينتظر لبنان زيارات لوفود اميركية وعربية وفرنسية، لدعم قرارات مجلس الوزراء السيادية المتعلقة بحصر السلاح بيد الدولة، تم الاعلان امس عن وصول لاريجاني لعقد لقاءات مع المسؤولين، على وقع سلسلة مواقف ايرانية رافضة لقرار احتكار الدولة السلاح ومتمسكة ببقاء حزب الله مسلّحا.
استياء رجي
في السياق، وبحسب معلومات صحافية، فإن السفارة الإيرانية في لبنان تقدمت بطلب رسمي إلى السلطات اللبنانية وتم تحديد مواعيد للقاء لاريجاني مع رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ولم يطلب أي موعد مع وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، علماً أن الأخير لم يكن ليستقبل المبعوث الإيراني ولو طلب موعداً لذلك. وعلم أن رجّي أبدى استياءه من المواقف الإيرانية في الكواليس السياسية، وكان يفضّل ألا تحصل الزيارة وألا يتم السماح للاريجاني بزيارة بيروت”. وعلم أيضاً أن رئيس الحكومة نواف سلام سيكون حاسماً مع لاريجاني، وسيبلغه استياء لبنان مما يعتبر تدخلاً في الشؤون اللبنانية.
طهران تحرّض
وعشية الزيارة الايرانية، دعا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في بيان: الحكومة لأن تفكّر جديًا بدعوة مجلس جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى عقد جلسات طارئة لطرح مسألة التهديد الإيراني للبنان، وكذلك التقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي مفادها أن إيران تهدّد لبنان وتتوعّده، وصولًا إلى التهديد بالتدخّل العسكري المباشر”.
تصريحات مرفوضة
من جانبه، وفي رده على سؤال حول زيارة علي لاريجاني إلى لبنان والتدخلات الإيرانية، شدد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل من السراي الحكومي على أنّ “حزب الكتائب يرفض رفضاً قاطعاً كل التصريحات الإيرانية، سواء صدرت عن مستشار الخامنئي، أو وزير الخارجية، أو نائبه، أو مسؤولي الحرس الثوري الإيراني، لما تمثله من انتهاك لسيادة لبنان وتعدٍّ على قرار الدولة اللبنانية”.
ماضون في التنفيذ
ايضا، نقل النائب فراس حمدان بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عنه “تأكيده المضي في تنفيذ قرار حصرية السلاح بيد الدولة عبر الجيش اللبناني”. وقال: “أكدت دعمي الكامل لهذا الموقف ولإطلاق مسار التعافي، وانسحاب إسرائيل، وإعادة الإعمار، وعودة الأهالي”، شاكرا الرئيس عون على “دعمه لقانون الإعفاءات من بعض الرسوم لأهالي الأقضية الجنوبية بعد عدوان 7 تشرين”.
لالتزام الاجماع
الى ذلك، انتقد النائب أحمد الخير، في حديث اذاعي “موقف حزب الله الذي يرفض التزام قرارات الدولة”، مشيرًا إلى أن “الحزب اتخذ منذ البداية قرارات مصيرية خارج المؤسسات الرسمية، وتورط في حروب داخلية وتدخلات خارجية أضرت بمصالح لبنان العليا”. ودعا “حزب الله” إلى “تحكيم ضميره ومراجعة موقفه والتوقف عن رهن لبنان بالقرار الإيراني”، معتبرًا أن “على الحزب أن يلتزم القرار الوطني الجامع”.
ولا ابرة
على الضفة الاخرى، حزب الله على تشدده. اليوم، اعتبر عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب إيهاب حمادة أن “ما فعلته الحكومة هو ضرب للميثاقية، وإن الشعب سيسقطها، ولن تكمل حتى الانتخابات النيابية القادمة، ونعاهد الناس الأوفياء بأن المقاومة لن تسلم إبرة من سلاحها، وأن هذا المشروع سيفشل”.
الشعب سيتصدى
بدوره، شدد نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله، الوزير السابق محمود قماطي على أن الحكومة اللبنانية “لن تستطيع أن تسحب سلاح المقاومة، فهذا أمر مستحيل دونه دماء في مواجهة العدو الخارجي”، مؤكداً أن “المقاومة ليست معزولة أو محاصرة، بل هي جزء من جبهة وطنية عريضة”. ورأى قماطي، خلال لقاء وفد حزب الله مع الأمين العام للحزب الشيوعي، حنا غريب، امس، أن “الحكومة باعت الوطن وأعطت الخارج شيكاً من دون رصيد، ولن تستطيع تحقيق ما تريد”. وحذر قماطي من أن “الشعب اللبناني كله سيتصدى للحكومة إن حاولت تنفيذ قرارها”، مشيراً إلى أن ”المقاومة ولدت من رحم الاحتلال، حيث لم تستطع الدولة حماية المواطنين وردع العدوان”، داعياً الحكومة، “رغم سقوطها”، إلى “تصحيح المسار والابتعاد عن القرارات التي تضر لبنان”.
السلاح الفلسطيني
الى ذلك، علمت “ألمركزية” أن السفير الفلسطيني الجديد لدى لبنان محمد الاسعد يصل الى لبنان الاحد المقبل، على أن يبدأ فورا البحث في ملف السلاح الفلسطيني، علما ان اللجان المختصة بالملف ستسبقه الى بيروت في اليومين المقبلين.
تعزية: في مجال آخر، زار الرئيس عون وزير الدفاع ميشال منسى وقائد الجيش رودولف هيكل في اليرزة، معزّيًا بشهداء حادثة وادي زبقين ثم انتقل إلى مستشفى الجعيتاوي واطلع على الوضع الصحي لأحد العسكريين الجرحى.
الكهرباء
حياتيا، رجّحت مصادر في “مؤسسة كهرباء لبنان” عبر “المركزية” أن تعود ساعات التغذية بالتيار الكهربائي إلى طبيعتها بين منتصف ليل امس وصباح اليوم على أبعد تقدير.وأفادت المصادر أن “مشكلة ارتفاع ساعات التقنين الكهربائي يعود إلى عطل تقني وليس إلى أزمة نقص في الفيول لزوم معامل الإنتاج”، كاشفة في هذا الإطار عن وصول ثلاث بواخر أواخر الشهر الجاري محمّلة كل منها 30 ألف طن من الفيول”.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
اتصالات لبنانية لتطويق تداعيات انسحاب الوزراء الشيعة من جلسة «حصرية السلاح»
براك في بيروت قريباً... وترقّب لخطة قيادة الجيش التطبيقية
تسلك معالجة الأزمة السياسية في لبنان الناتجة عن قرار الحكومة القاضي بتحديد جدول زمني لحصر السلاح بيد الدولة، خطين متوازيين، أولهما عبر اتصالات للتهدئة «والحدّ من ردود الفعل التي تتجاوز المنطق»، والثاني عبر مواكبة الخطة التطبيقية التي تعمل قيادة الجيش على وضعها، حسبما قالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط».
وأنجزت الحكومة ما عليها بإقرار أهداف الورقة الأميركية في الأسبوع الماضي، وتنتظر وصول الموفد الأميركي توماس براك في النصف الثاني من شهر أغسطس (آب) الحالي إلى بيروت، لاستكمال المشاورات، وسط إصرار الرئيس اللبناني جوزيف عون على المطالبة بضمانات أميركية تُلزم إسرائيل بتطبيق ما عليها في الورقة، في إشارة إلى المطالب اللبنانية التي ينظر إليها على أنها مكاسب يجب أن تتحقق بضغط دولي على إسرائيل، وبضمان دولي.
وقالت المصادر الوزارية إن موقف الرئيس عون «واضح وحاسم» لجهة تنفيذ «حصرية السلاح» الواردة في البيان الوزاري، وفي الوقت نفسه «إلزام إسرائيل بتطبيق ما عليها في الورقة»، في إشارة إلى المطالب اللبنانية، وهي بنود تتمثل في الانسحاب الإسرائيلي من المناطق التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان، ووقف الخروقات، والإفراج عن المحتجزين لدى إسرائيل، وعودة النازحين من المناطق الحدودية إلى بلداتهم، وإطلاق ورشة إعادة الإعمار وتمويلها. ومن شأن تنفيذ تلك المطالب أن يطمئن المكون الشيعي الذي انسحب وزراؤه من جلسة الحكومة الأخيرة، ويعيد ترميم العلاقات الداخلية التي تزعزت على أثر الجلسة.
خطة الجيش التطبيقية
واستباقاً لوصول براك إلى بيروت، يتابع الرئيس عون مع الجيش اللبناني المكلف بوضع خطة تطبيقية لتنفيذ «حصرية السلاح» قبل أواخر الشهر الحالي.
وخلال زيارته إلى وزارة الدفاع، الاثنين، لتقديم التعازي بالعسكريين الستة الذين قُتلوا في انفجار منشأة عسكرية لـ«حزب الله» في الجنوب، بحث رئيس الجمهورية مع وزير الدفاع ميشال منسى وقائد الجيش العماد رودولف هيكل بالقرار الصادر عن مجلس الوزراء القاضي بتكليف الجيش بوضع خطة تنفيذية للقرار.
وقالت المصادر إن الخطة «يجب أن تكون جاهزة في أواخر الشهر الحالي»، مشيرة إلى أن الجميع في لبنان «لا يريد أي اصطدام مع أحد».
وارتفعت السقوف السياسية خلال الأيام الماضية بعد قرار مجلس الوزراء وانسحاب الوزراء الشيعة من الجلسة؛ ما أنتج استقطاباً داخلياً حاداً، تمثّل في موقف «حزب الله» الرافض لتنفيذ «حصرية السلاح»، أو موقف خصومه الذين يدفعون باتجاه تنفيذه.
مشاورات للتهدئة
أشارت مصادر وزارية مواكبة للنقاشات الداخلية إلى أن «هناك اتصالات ومشاورات للتهدئة، وللحد من ردود الفعل التي تتجاوز المنطق أحياناً»، في إشارة إلى المساعي الهادفة إلى منع توسّع الأزمة الناتجة عن انسحاب الوزراء الشيعة من الجلسة الأخيرة.
ومن المزمع أن تتفعل الاتصالات الداخلية بشكل مكثف لتطويق تداعيات الجلسة الوزراية، بعد جلسة الحكومة التي تنعقد، يوم الأربعاء المقبل، في السراي الحكومي لبحث بنود خدماتية يصل عددها إلى 70 بنداً على جدول أعمالها، ولن يقاطعها الوزراء الشيعة، حسبما علمت «الشرق الأوسط».
وإذ أكدت مصادر نيابية أن رئيس البرلمان نبيه بري «لا يقطع اتصالاته مع أحد وخطوطه مفتوحة مع الجميع»، أشارت معلومات إلى أن الاتصالات القائمة بين الرئيسين عون وبري يُفترض أن تنتج اجتماعاً قريباً بينهما.
جابر: أولويتنا بناء الدولة
وبمعزل عن مواقف «حزب الله» التصعيدية، برز موقف لافت لوزير المال ياسين جابر (أبرز الوزراء الشيعة في الحكومة)، يتبنى فيه الموقف الرسمي اللبناني الذي يتعامل بتوازن بين المطالب الدولية والداخلية، بتأكيده أن «أولويتنا بناء الدولة وتقوية مؤسساتها كافة، وتفعيل دورها وتعزيزه، وفي مقدمتها الجيش اللبناني والقوى العسكرية كافة، وحصرية السلاح بيدها، وهذا ما أكده البيان الوزاري، وهذا أمر متفق عليه».
وقال إن «السؤال الذي يحتاج إلى الإجابة الواضحة التي نطلبها، هل سيدعنا الآخرون نبني الدولة التي بها نطالب ونعمل ونتمسك؟ وهل سيوقف المعتدي الإسرائيلي اعتداءاته، وهل هناك ضمانات بوقف هذه الاعتداءات وإلزامه بالانسحاب إلى حدودنا لينتشر الجيش اللبناني ويبسط سلطته على كامل الحدود المعترف بها دولياً؟ وكما تنص القرارات الدولية؟ وكما المضمون الواضح لاتفاق وقف إطلاق النار؟ ليعود النازحون إلى أعمالهم، وليعيدوا إعمار ما دمرته آلة القتل والتدمير؟».
وتابع: «هذا هو محور النقاش والمشروع الذي يدور اليوم، ويتطلب حسمه أجوبة واضحة وصريحة وصادقة وملتزمة عليه، لتكون الدولة التي نسعى بكل الإمكانات لتقويتها دولة هيبة وقوة وسيادة وبنيان».
«حزب الله» يرفض
في المقابل، يرفض «حزب الله» تسليم سلاحه، ويواصل مهاجمة الحكومة. وقال عضو كتلة الحزب البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب إيهاب حمادة أن «ما فعلته الحكومة هو ضرب للميثاقية»، مضيفاً أن «الشعب سيسقطها، ولن تكمل حتى الانتخابات النيابية المقبلة». وقال: «نعاهد الناس الأوفياء بأن المقاومة لن تسلم إبرة من سلاحها، وأن هذا المشروع سيفشل».
وكان مناصرون لـ«حزب الله» ساروا، ليل الأحد، في مسيرات بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت، رفضاً لاتخاذ الحكومة قراراً بحصر السلاح بيد الدولة والموافقة على «أهداف» الورقة الأميركية في هذا السياق، وذلك لليلة الرابعة على التوالي بعد مسيرات مشابهة انطلقت من الضاحية، ليل الخميس الماضي، على أثر مسيرات الأحد، اتخذ الجيش اللبناني تدابير أمنية، وانتشر على مداخل الضاحية.
*********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
"حزب الله" يستنجد بلاريجاني لضبط العلاقة مع الدولة
ملامح تمايز عند بري
تتسارع الأحداث التي تسبق وصول خطة قيادة الجيش إلى مجلس الوزراء في نهاية الشهر الجاري تطبيقًا لقرار حصر السلاح. ودخلت إيران على خط إسناد "حزب الله" كما لاح من قرار طهران إيفاد الأمين للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني إلى بيروت وسط تناقضات في الموقف الرسمي الإيراني من قرار السلاح ما أشار إلى محاولة إيرانية في الربع الساعة الأخير للالتفاف على القرار اللبناني.
وأكدت أوساط وزارية لـ "نداء الوطن" أمس أن الدولة دخلت في كباش سياسي مع "حزب الله" الذي يلقى إسنادًا معلنًا من إيران حتى إشعار آخر وسط إصرار مستمر من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام على نزع السلاح غير الشرعي وتطبيق قراري الحكومة في 5 و7 آب الجاري.
وفي السياق نفسه، علمت "نداء الوطن" من مصادر مطّلعة، أنّ الزيارة المرتقبة لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى بيروت، تأتي بطلب مباشر من "حزب الله"، وتهدف إلى أمرين أساسيين: أوّلهما، احتواء التوتّر المتصاعد بين "الحزب" والحكومة اللبنانية، على خلفية قرار مجلس الوزراء الأخير بتكليف الجيش اللبناني وضع جدول زمني لسحب السلاح غير الشرعي من مختلف المناطق اللبنانية، وهو ما واجهه "حزب الله" باعتراض حاد، عبّر عنه مسؤولوه علناً، وفي الشارع. أمّا الهدف الثاني، فهو تخفيف حدّة الاحتقان، الرسمي اللبناني تجاه إيران، بعد ما اعتُبر تحديًا مباشرًا لقرارات الحكومة من قبل اثنين من كبار المسؤولين الإيرانيين، هما مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، ووزير الخارجية عباس عرقجي، في مواقف اعتُبرت تجاوزًا للأعراف الدبلوماسية، وتدخلًا صريحًا وفجًا في الشأن السيادي اللبناني في لحظة سياسية دقيقة يمرّ بها لبنان، وسط ضغوط دولية متزايدة لدفع الحكومة اللبنانية نحو تنفيذ الإصلاحات السياسية والأمنية المطلوبة، لا سيّما تلك المرتبطة بحصر السلاح بيد الدولة.
وبحسب المعلومات، فإنّ لاريجاني سيحمل معه رسائل تهدئة من القيادة الإيرانية، في محاولة لإعادة ضبط إيقاع العلاقة بين "حزب الله" والدولة، خصوصًا مع اتّساع الهوة بين مواقف "الحزب" وبعض مكوّنات الحكومة، على خلفية ملفّ السلاح، والقرار اللبناني بحصره بالمؤسسات الرسمية الشرعية، بما يتوافق مع خطاب القسم والبيان الوزاري والقرارات الدولية ذات الصلة، وفي مقدّمها القرار 1701 .
في السياق نفسه، يُنتظر أن يلعب رئيس مجلس النواب نبيه برّي دورًا مسهّلًا لمهمّة لاريجاني، من خلال توفير الغطاء السياسي للزيارة، وتدوير الزوايا مع رئيس الحكومة نوّاف سلام. إلاّ أنّ برّي، بحسب المعلومات نفسها، لم يكتفِ بدور الوسيط التقليدي، بل نقل عبر قنواته الخاصة، رسالة واضحة إلى طهران، مفادها أنّ شيعة لبنان لا يمكنهم إلاّ أن يكونوا مع الدولة ومؤسساتها، وأنّ ما عدا ذلك هو انتحار سياسي وأمني لا طائل منه.
وبانتظار ما ستؤول إليه زيارة لاريجاني، تقول مصادر رفيعة المستوى، إنّ الصراع بين منطق الدولة ومنطق السلاح بلغ مرحلة دقيقة، تتطلّب أكثر من مجرّد رسائل تهدئة، لا تعدو كونها إبراً في جسد سياسي متعب... بلّ تتطلّب قرارات جريئة لا تزال غائبة.
مجلس الوزراء غدًا بنصاب شيعي
وعلمت "نداء الوطن" أن جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد غدًا الأربعاء في السراي برئاسة سلام ستحصل بمشاركة الوزراء الشيعة الخمسة خصوصًا أن جدول الأعمال عادي ولن يتطرق إلى مسألة السلاح أو زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي توم برّاك المرتقبة للبنان في النصف الثاني من الشهر الجاري.
من جهة ثانية ، لم يحصل أي تواصل رسمي بين الدولة و"حزب الله" وقناة التواصل الوحيدة تحصل عبر الرئيس بري الذي بدأ يتمايز بعض الشيء بمواقفه عن "الحزب".
ولفتت الأوساط الوزارية إلى أن "الحزب" ومن خلفه إيران يؤكدان رفضهما تنفيذ القرارين الحكوميين وتمسكهما بالسلاح وفي الوقت ذاته يتمسك "الحزب" بالبقاء في الحكومة وعدم الاستقالة منها. وتقتصر ردود فعله حتى الآن على إعلان المواقف وتسيير مواكب الدراجات النارية ما يشير إلى أن الحزب وإيران في الموقع الدفاعي مقابل اتخاذ الدولة موقع الهجوم وسط غطاء دولي وعربي بدليل البيانات المرحبة بما صدر عن الحكومة. ولفتت الأوساط إلى أنه وبدءًا من التنفيذ الميداني العملاني لقرار السلاح في مطلع أيلول تصبح حركة "حزب الله" المسلحة غير شرعية وسيتعرض للملاحقة في حال مخالفته قرار الحكومة.
وتوقعت الأوساط ألّا تبقى الأمور على المنوال الحالي بل ستتطور إما بذهاب الدولة قدمًا في تنفيذ قرار السلاح وإما بأن يستبق "الحزب" الأمور بخطوات وإجراءات معينة.
قماطي وجنتي ورفض قرار الحكومة
وقد واصل "حزب الله" أمس الإعلان عن رفضه قرار الحكومة بحصرية السلاح. فشدد نائب رئيس المجلس السياسي لـ "الحزب"، الوزير السابق محمود قماطي على أن الحكومة اللبنانية "لن تستطيع أن تسحب سلاح المقاومة"، وأن "الحكومة باعت الوطن وأعطت الخارج شيكًا من دون رصيد، ولن تستطيع تحقيق ما تريد".
وفي طهران، اعتبر أمين مجلس صيانة الدستور الإيراني، علي جنتي أمس ، أنّ الطروحات المتداولة حول "الاحتلال الكامل لغزة ونزع سلاح "حزب الله" اللبناني ليست واقعية وتُعدّ أحلامًا واهمة"، وفق ما أفادت وكالة "إسنا" الإيرانية.
جعجع يطالب الحكومة بالتحرك عربيًا ودوليًا
في المقابل، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" إن على الحكومة "أن تفكّر جديًا بدعوة مجلس جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى عقد جلسات طارئة لطرح مسألة التهديد الإيراني للبنان، وكذلك التقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي مفادها أن إيران تهدّد لبنان وتتوعّده، وصولًا إلى التهديد بالتدخّل العسكري المباشر.
انفجار وادي زبقين
في مجال آخر، زار الرئيس عون وزير الدفاع ميشال منسى وقائد الجيش رودولف هيكل في اليرزة، معزّيًا بشهداء الجيش الستة في انفجار وادي زبقين ثم انتقل إلى مستشفى الجعيتاوي واطلع على الوضع الصحي لأحد العسكريين الجرحى.
وأفادت معلومات أن التحقيقات الجارية في انفجار وادي زبقين والتي يتولاها الجيش اللبناني والوحدة الفرنسية في قوات "اليونيفيل" أكدت "ثبوت نظرية التفخيخ المتعمَّد" ما أدى إلى الانفجار.
تفجير إسرائيلي في كفركلا
ميدانيًا، استهدفت مسيّرة إسرائيلية مساء أمس أطراف بلدة يارون بعدد من القنابل، كما حلق الطيران المسير الإسرائيلي عصرًا في أجواء قرى وبلدات قضاء صور، وصولًا حتى أجواء ضفتي الليطاني - محلة القاسمية.
كما سجل تحليق للطيران المسيّر على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية لبيروت.
كما تعرضت الأطراف الجنوبية لبلدة عيترون لعملية تمشيط بالرشاشات الثقيلة مصدرها حامية موقع المالكية الإسرائيلي.
وفجر أمس، نفذت القوات الاسرائيلية تفجيرًا في الحي الجنوبي لبلدة كفركلا من دون معرفة ما تم تفجيره بانتظار دخول فريق الهندسة في الجيش اللبناني.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :