هذا شرط "حزب الله" الأساسيّ للبدء بتسليم سلاحه
جدّد الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم رفض تسليم سلاح "المُقاومة"، في ظلّ الظروف الحاليّة، المتمثّلة في وجود العدوّ الإسرائيليّ في 5 نقاط لبنانيّة في جنوب لبنان، مُعبّراً عن خشيته من أنّ تستغلّ إسرائيل هذه المناطق الإستراتيجيّة لتوسيع إحتلالها لبلدات جنوبيّة، إنّ تخلّى "الحزب" عن ترسانته العسكريّة والصاروخيّة
في المقابل، لا يعني خطاب قاسم أو مواقف نواب وقادة "حزب الله"، أنّ "الحزب" لن يُسلّم سلاحه للدولة والجيش، ولن يتعاون مع رئيسيّ الجمهوريّة العماد جوزاف عون والحكومة نواف سلام في هذه المسألة، لكن، ينتظر أوّلاً دفع إسرائيل إلى الإنسحاب من كافة المناطق الجنوبيّة، وهذا ما عبّر عنه الرئيس
نبيه برّي، ورفضته الحكومة الإسرائيليّة، بعدما نقل الموفد الأميركيّ توم برّاك إقتراح رئيس مجلس النواب إليها.
وما يُمكن قوله بعد وضع "حزب الله" وبرّي لهذا الشرط الأساسيّ لبدء عمليّة سحب العتاد غير الشرعيّ في لبنان، وبعد رفض تل أبيب الإنسحاب من الجنوب، يتَضح أنّ هناك مُراوحة في موضوع نزع السلاح، ولم ينجح برّاك في إجراء خرقٍ في هذا الملف، لا عبر الدبلوماسيّة الهادئة، ولا بالضغط والتهديد.
ومن وجهة نظر "الحزب"، فإنّه يبقى حاضراً وجاهزاً لأيّ طارئ في الجنوب، إنّ عمدت إسرائيل إلى توسيع إنتشارها في بلدات مُجاورة للتلال الخمس المُحتلّة، لذلك، يتمسّك بما يُسمّيه "قوّة" و"ضمانة" لبنان المتمثّلة بسلاحه، لدفع الجيش الإسرائيليّ إلى الإنسحاب نهائياً من هذه المناطق، والعودة إلى الدبلوماسيّة وعدم خرق وقف إطلاق النار والقرار 1701، لوضع سلاحه على طاولة البحث الداخليّ، بما يتناسب مع المصلحة اللبنانيّة فقط، وليس الإسرائيليّة أو الأميركيّة.
وما نقله برّاك إلى إسرائيل في ما يتعلّق بطرح برّي، يُؤكّد أنّه رغم تشدّد قيادات "الحزب" بالسلاح، فإنّ هناك إستعداداً من قبلهم في عدم إفشال خطاب قسم الرئيس عون، وبيان حكومة سلام، غير أنّ لديهم مخاوف من أطماع إسرائيليّة يُدركها جيّداً كلّ من الرؤساء الثلاثة، ولا تُحلّ إلّا بطريقتين: إمّا عسكريّة، وإمّا بالأطر الدبلوماسيّة. ومن دون شكّ يُفضّل لبنان الرسميّ وحتّى "حزب الله" الخيار الثاني، في ظلّ الوضع في البلاد، والظروف الراهنة في المنطقة.
وبعد 27 تشرين الثاني 2024، أظهر "الحزب" تجاوبه مع قرار وقف إطلاق النار، خلافاً لإسرائيل التي تنتهكه عشرات المرّات يوميّاً. وقد عبّر "حزب الله" عن هذا الأمر تماماً كما حليفه رئيس مجلس النواب، خلال اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين والموفدين الدولين. من هنا، تعتبر "المُقاومة" أنّ على إسرائيل إظهار حسن نيّة تجاه التهدئة مع لبنان، والإنسحاب من التلال الخمس، كيّ يتمّ الإنتقال فعليّاً إلى المواضيع الأساسيّة الأخرى: نزع السلاح من كافة الفصائل الفلسطينيّة واللبنانيّة، وتبادل الأسرى، وترسيم الحدود البريّة، ووقف الخروقات الجويّة والبريّة والبحريّة بشكلٍ كاملٍ والإعتداءات.
إذاً، رمى "حزب الله" الكرة في ملعب إسرائيل، وينتظر منها الإنسحاب من الجنوب كيّ يبدأ على مراحل بتسليم سلاحه إلى الجيش، وإلّا فهو جاهزٌ لأيّ تطوّر أمنيّ خطيرٍ، ويرى أنّه قادر عسكريّاً على استعادة التلال المُحتلّة واستئناف الحرب، لكنّه يتريّث بعدم خرق القرارات الدوليّة، ويُشير إلى الخارج أنّه يحترم الإتّفاقيات المُبرمة، بينما تل أبيب تقوم بالعكس، وتُعرّض المنطقة
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي