كتب سومر أمان الدين
غزة لا تُحاصَر فقط من قبل العدو الصهيوني، بل من أنظمة عربية وظيفتها اليوم صارت واضحة: خنق المقاومة، قتل الفلسطينيين، خدمة المشروع الصهيوني بأيدي عربية. المجازر مستمرة منذ 10 أشهر، ومشهد الأطفال الذين يموتون جوعاً ليس عرضاً طارئاً، بل سلاح ممنهج اسمه: التجويع الجماعي، ووراءه مصر والأردن.
أرقام الموت والجوع: جريمة كاملة الأركان
• أكثر من 38 ألف شهيد، أغلبهم نساء وأطفال.
• نحو 2.3 مليون فلسطيني محاصرين بلا غذاء، بلا دواء، بلا مأوى.
• أكثر من 500 طفل ماتوا جوعًا، لا بسبب نقص الطعام في العالم، بل لأن العرب أغلقوا المعابر!
• تقارير أممية تؤكد أن غزة تعيش أسوأ أزمة إنسانية في القرن الـ21، مع دخولها مرحلة المجاعة الكاملة.
والمعابر؟ مغلقة.
والقوافل؟ محاصَرة.
والموت؟ مستمر.
مصر… ذيل الصهيوني في الجنوب
معبر رفح، بوابة غزة نحو العالم، تقف عنده الشاحنات بالمئات، لكن لا تدخل. لماذا؟ لأن نظام السيسي قرر أن الفلسطيني الجائع خطر على “الأمن القومي”! أي أمن؟ أي دولة؟ من يبرّر حصار غزة بذريعة السيادة، هو عبد للموساد، ومرتزق في خدمة العدو.
الجيش المصري لا يحرس حدوده… بل يحرس الحصار. يمنع دخول الطحين، ويترك الأدوية تتلف، وينسّق مع الاحتلال علنًا. وهذه ليست مبالغة: التنسيق المصري-الصهيوني اليوم أوضح من الشمس. بل إن إسرائيل نفسها اعترفت أن القاهرة تلعب دورًا محوريًا في “ضبط غزة” ومنعها من الانفجار!
الأردن… الحارس الشرقي لأمن تل أبيب
أما الأردن، فيكفي أن نذكر أنه أغلق أراضيه في وجه المساعدات، وعرقل أي تحرك شعبي أو رسمي لدعم غزة. لا طائرات، لا ممرات، لا ضغط سياسي. هذا النظام، الواقف على أنبوب دعم أميركي-صهيوني، اختار التموضع العلني في خانة العدو.
في مشهد لا يقل خيانة عن أي اتفاق تطبيعي، يقف النظام الأردني حاجزًا بين غزة وأي محاولة للنجاة. هؤلاء لا يُشبهون فلسطين… هؤلاء وكلاء سايكس بيكو، جنود المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة.
المقاومة تحارب وحدها… وتنتصر
رغم هذا الطوق، رغم المجازر، رغم الجوع، المقاومة لم تسقط. بل إنها فجّرت كل معادلات العدو، وكبّدت الاحتلال آلاف القتلى والجرحى، واستنزفت منظومته العسكرية والأمنية. ولا تزال تُطلق الصواريخ، تُفجّر العبوات، وتُحافظ على نبض الثورة.
المقاومة لم تطلب شيئًا من الأنظمة… فقط أن تكفّ أيديها عنها. لكنها لم تفعل. مصر والأردن والسعودية والإمارات، كلهم ينسّقون مع العدو، يضغطون لوقف إطلاق النار، ولإخضاع غزة بالقهر لا بالحرب.
لبنان… سماء مباحة وأفواه مغلقة
ولأن المشهد لا يكتمل دون تواطؤ إضافي، صار الجو اللبناني مباحًا لضربات الاحتلال. طائرات العدو تدخل، تغتال، تقصف، تُرهب، والمجتمع السياسي اللبناني صامت. لا قرار، لا رد، لا موقف. حتى الإدانة صارت ترفًا.
أين السيادة؟ أين الدولة؟
أم أن المقاومة في الجنوب ليست “جزءًا من الوطن” بنظر جماعة السفارات؟
العدو يستبيح الأرض والجو، والإعلام المحلي مشغول بتصوير المقاومة كمشكلة، لا كخط الدفاع الأخير عن لبنان وفلسطين. لكن مهما فعلوا، لن يُغيّروا الحقيقة: المقاومة وحدها تحمي، والعدو لا يفهم إلا لغة النار.
⸻
في الختام: نحن أمام خيانة موصوفة
غزة تموت لأن العرب يريدونها أن تموت.
ليس عجزًا… بل خيارًا.
لأن غزة تفضحهم، تقاتل حيث استسلموا، ترفض حيث ركعوا.
مصر والأردن اليوم، ليسوا متفرجين. هم شركاء في القتل. أدوات قذرة في يد الصهيوني. من يغلق المعبر، لا يختلف عن من يُلقي القنبلة. ومن يمنع الغذاء، لا يقل حقارة عن من يُطلق النار على الأطفال.
لكن كما كل مرة، ستنتصر غزة، وستُهزم الأنظمة، وسيُكتب التاريخ من جديد بأحرف الدم والنار… لا بحبر الخيانة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :