الرئيس عمر كرامي: يا حج نجيب في آخرة... في جنة وفي نار…
- محلي
- Icon News
- 10:38 am - يوليو 23 , 2021
رشيد حاطوم
من نكبات الدهر على هذه البلاد أن تاريخها يعيد نفسه، لا بل يعيده بذات الأشخاص أو بأحد فروعهم القريبة، وكما يقال في المثل العامي المعروف أن التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى على شكل مهزلة وفي المرة الثانية مأساة.
"حارت البلاد ودارت، انقلب الزمان وانهار الاقتصاد وعادت الى نجيب"
هكذا عنوان يكفي ليدلل على مستوى هذا اللبنان، تسمية نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، أكثر من مجرد عيب سياسي هي عيب أخلاقي وقيمي، كيف ذلك يا قوم بني لبنان؟؟؟.
يُروى عن الرئيس عمر كرامي، وهو صاحب النكته اللاذعة، في نهاية التسعينيات أنه قد وجه كلامه الى السياسي ورجل الأعمال يومها "يا حج نجيب شو بالنسبة للرسوم يلي حصلتوها من خطوط الهواتف الخلوية وين صارت؟ يا حج نجيب اذا ما في حساب بهالدولة في حساب بالآخرة...".
لو كان الرئيس عمر كرامي اليوم ما سيقول "للحج نجيب"؟ عن أي ملف سيسأله؟
في هذه العجالة، وبعد الذهول العام من مجرد فكرة عودة نجيب ميقاتي على حصانٍ أبيض الى السرايا الحكومية، كيف ستكون حياة اللبناني بعد العودة الميمونة؟ هل برأ القضاء ذمة الرجل بالملفات التي يُحاكم عليها؟ هل رد أموال الإسكان التي اقترضها زوراً وبهتاناً من درب الفقراء والشباب اللبناني؟ أصلاً هل استرد زبائن خطوط الهواتف الخلوية مبلغ الـ 500 دولار التي اقتنصتها شركته يومها وعلى أساسها قد أسس رأس مال الشركة لتحتكر السوق وتجني المليارات؟.
هل حاول أي منكم يا "قادة الوطن" سؤال الحج عمن موّل حرب الشوارع في الفيحاء طيلة سنوات وتسبب بمقتل العشرات وتخريب المدينة وشل حركة لبنان عامةً؟.
هل سألتم كم شادي مولوي سيستحضر هذا النجيب الغريب العجيب؟
هل سألتم زملاءه في النيابة والوزارة والعمل ممن رافقوه، عن رأيهم به وهذا محمد الصفدي يشهد وفيصل كرامي يعرف وسعد الحريري قد "أكل الضرب أكثر من مرة منه"، وكثيرين غيرهم.... فهل نسيتم من هو وزير أشغال الوصاية السورية ورئيس حكومة الانتخابات والانقلابات والنترات واللعب على خطوط توتر الأمم في تقاطعاتها اللبنانية؟؟؟
سنحاول سؤال من يعنيهم الأمر عمن طعن سوريا في خاصرتها وتسبب بالأذى المباشر لشعبها وجيشها ورئيسها الذي قدّم للميقاتي ما لم يقدمه لأي شخصية لبنانية وكانت النتيجة انقلابه على الحضن الذي لمّه وهرب باتجاه العنوان الكاذب والمخادع "النأي بالنفس" بالشراكة مع التافه أبو الساعات بصفة "رئيس" وشريك فاسد بصفة "قائد" وغطاء مذهبي تحريضي بصفة "تجمع الرؤوساء السابقين"... .
والأنكى من كل ذلك: دولته يضع الشروط ويرفع بها للأعلى، وبكل وقاحة يتسرب اعلامياً بعض المطالب من أوساطه أنّه "يريد تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن، وأنّه أعطى نفسه مهلة شهر ونصف على الأكثر إذا لم تتألف الحكومة خلالها فإنّه سيُقدّم إعتذاره، وأنّه يريد ضمانات الجهات المانحة لمساعدة لبنان مالياً، ويطلب بقاءه في رئاسة الحكومة ثلاث سنوات على الأقل لكي يقطف نتائج الخطوات " لشركة "نور الفيحاء" كي تزوّد طرابلس وضواحيها بالتيار الكهربائي 24 / 24، والتي بقي طلب ترخيصها حبيس الأدارج لأسباب سياسية، منذ تقدّم به في أيلول 2015".
نجيب ميقاتي من ضمن الـ١٩٤ "أوليغارشي" متمول نهبوا جنى عمر أهل لبنان ودمروا مستقبل شبابه، هو صاحب فكرة صبّ سقف باطون فوق نهر أبو علي وتحويله عملياً لمكب للنفايات، هو أحد ممولي معارك الجبل والتبانة، هو من يمتلك أغلى جامعة ومدرسة في طرابلس بأفقر نقطة على شرق المتوسط، هو من باتت الجماهير أياماً طوال في قصره ولم تستطع سبر أغوار الثلاجات الملأى باللحوم الفاخرة على أنواعها والمأكولات الفاحشة ومما لذ وطاب في محيط يئن من الجوع والمرض وانسداد الأفق والأمل.
يا شعب لبنان العظيم
انها النكبة الأخلاقية الكبرى أن يعود هذا الذي يملك من الصفات التي بات يعرفها كل مواطن يأن من الفقر والجوع والعوز ... الى السرايا التي توازي انفجار المرفأ خطراً ولا يفيدنا بعد ذلك لومة لائم او صراخ موجوع
هيك هيك خربانة، فلتكن معركة وجود مع هذا النموذج والسلام.
نسخ الرابط :
