افتتاحية صحيفة الأخبار:
بري يقنع برّاك بالعمل على تنفيذ اتفاق وقف النار: سلوك إسرائيل وأحداث سوريا يعطّلان نزع السلاح
الإشارات المتناقضة التي لفّت زيارة المبعوث الأميركي توماس برّاك لم تخفِ حقيقة أنّ الرجل قال صراحة أمام جميع من التقاهم، إنّ الإدارة الأميركية تريد حلّاً قابلاً للعيش لمدّة طويلة، وليس مجرد هدنة.
وفيما شرح لمن اجتمع بهم نظرته إلى الأوضاع في لبنان، وتأثير ما يجري في إسرائيل وسوريا عليه، كان لافتاً أنه أقرّ بأنّ اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع نهاية تشرين الثاني الماضي موجود على الطاولة، وأن الجهد يجب أن يتركّز على سبل تنفيذه.
وفي حصيلة خرجت بها أكثر من شخصية التقت برّاك، فإنّ المبعوث الأميركي تصرّف منذ وصوله إلى بيروت على أساس أنّ اللقاء الأهم بالنسبة إليه هو مع الرئيس نبيه بري، انطلاقاً من اعتبارات كثيرة، وهو حاول شرح ذلك في مقابلته مع قناة «الجديد» أمس، عندما وصف بري بالسياسي المحنّك العارف ليس فقط بأمور لبنان، بل بأمور المنطقة والعالم وحتى الولايات المتحدة.
على أنّ الأهم كانت مبادرة رئيس المجلس النيابي إلى وضع إطار للبحث مع المسؤول الأميركي، انطلاقاً من فكرة أنّ اتفاق وقف إطلاق النار ليست ورقة يمكن تجاوزها.
وهو قدّم شرحاً مسهباً لبرّاك حول مسار الأحداث منذ تاريخ 27 تشرين الثاني، وقدّم له لائحة بالخروقات الإسرائيلية منذ ذلك التاريخ وأرقاماً مفصّلة حول عدد الشهداء الذين قتلتهم إسرائيل في لبنان منذ ذلك التاريخ، ليخلص للقول: «أمام هذه الوقائع، هل يتحمّل لبنان أي مسؤولية في عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار؟».
ولم ينتظر بري الذي كان محيطاً بأجواء لقاءات برّاك في اليوم الأول من زيارته أجوبة قد تبدو عامة، فسارع إلى إبلاغ الموفد الأميركي بأنه (أي برّاك) بات خبيراً بما يجري في سوريا وليس في لبنان، وبأنّ ما يشهده الجنوب السوري من حرب طاحنة وعمليات قتل واعتداءات إسرائيلية على دمشق نفسها، كل ذلك، يجعل الناس العاديين يفكّرون بطريقة مختلفة حول موضوع السلاح.
وخلص إلى اقتراح جملة أفكار على المبعوث الأميركي، أبرزها أن يعمل على إقناع إسرائيل بوقف الاعتداءات اليومية وعمليات الاغتيال، وبالانسحاب ولو ضمن برنامج تدريجي من كل المناطق المحتلة، لأنّ ذلك يساهم في خلق مناخ من الاستقرار، ما يساعد على البحث في الأمور الأخرى، بما في ذلك إطلاق حوار داخلي حول إستراتيجية دفاعية وطنية تجيب على السؤال المتعلّق بسلاح المقاومة.
وفهم برّاك من بري انه في ظلّ استمرار الأمور على ما هي عليه، فسيكون من الصعب على أحد طرح مسألة نزع السلاح.
وكرّر على مسامع الموفد الأميركي الحديث عن أوضاع عشرات آلاف النازحين اللبنانيين بفعل العدوان، وبسبب منع إسرائيل الناس من العودة إلى قراهم، ومنع إطلاق عملية إعادة الإعمار.
وبحسب المعطيات، بدا برّاك متفهّماً لما قاله بري، وهو نفى أن يكون قد أتى للمطالبة باتفاق جديد، وهو ما كرّره في مقابلته مع «الجديد». وفيما لفت إلى أنّ إسرائيل أيضاً تعتبر أنّ الاتفاق لم ينفّذ، أقرّ بضرورة العمل على إنجاز خطوات عملانية تتيح الحديث عن «تقليص مساحة التوتّر، بما يساعد على الشروع في خطة لبنانية داخلية لتحقيق هدف حصرية السلاح بيد الدولة».
اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة ونصف الساعة مع بري، انعكس تغيّراً في المزاج السياسي والإعلامي، لا سيّما أنّ برّاك أكّد أنّ «اللقاء كان ممتازاً، ونعمل للوصول إلى الاستقرار، وعليكم أن تتحلّوا بالأمل»، بما يناقض الأجواء التشاؤمية التي سادت لقاءاته في اليوم الأول مع رئيسي الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام.
وكشفت مصادر «الأخبار» أنّ «مستشار رئيس المجلس علي حمدان زار بعبدا موفداً من بري ليل أمس واستمع من رئيس الجمهورية إلى أجواء لقائه مع براك»، مشيرة إلى أنّ الموفد الأميركي «لم يسمع من بري ما هو مختلف عن موقف عون لجهة الضمانات التي يطلبها لبنان الذي لا يُمكن أن يذهب إلى تنفيذ المطلوب دون تحصيل شيء»، خصوصاً أنّ «الورقة التي حملها المبعوث الأميركي في زيارته الثانية كانت أسوأ بكثير من تلك التي حملها في زيارته الأولى، وتضمّنت تفاصيل كثيرة بشأن السلاح وتحديد ما يجب أن يحصل، حتى أنها حدّدت أنواع الأسلحة وأسماءها ونوعيّاتها، ناهيك عن نقطة ثانية ركّزت عليها هي العلاقة مع سوريا والترتيبات التي يجب أن يسير بها لبنان».
وليل أمس صرّح برّاك لـ«الجديد» بـ«أنني أمثّل الرئيس ترامب الذي يريد مساعدة لبنان». وقال إنّ لبنان «لن يواجه حرباً إسرائيلية ثانية»، لافتاً إلى أنه «يوجد اتفاق لوقف إطلاق النار، والطرفان يجدان صعوبة في تطبيقه، ونحن في لبنان للمساعدة في إحلال السلام.
لكنّ هناك جدولاً زمنياً، والوقت يداهمنا، لذا نضغط للتوصّل إلى توافق». وأضاف: «لا أطلب حصر السلاح بل ثمّة قانون يقول إنّ هناك مؤسسة عسكرية واحدة، وعلى لبنان أن يقرّر كيف سيطبّق هذا القانون.
يجب نزع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وعلى الحكومة اللبنانية أن تقرّر كيفية حصر السلاح، وهذا ليس من مسؤولية الولايات المتحدة»، مكرّراً «أنني لست مفاوضاً، ودوري وسيط سياسي للتأثير الإيجابي بين الأطراف».
وشدّد على ضرورة «إصلاح القطاع المصرفي في لبنان»، مشيراً إلى أنّ «هناك رؤية 2030 في السعودية، وعلى اللبنانيين أن يبحثوا كيف يمكن استقطاب مشاريع مشابهة»، معتبراً أنّ «الاستقرار في سوريا سيؤمّن الاستقرار في لبنان»، وأنّ «الحكومة السورية الآن جيدة وعلينا دعمها, ولبنان مورد كبير جدّاً ويساعد سوريا».
في السياق، دعت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون إلى حفل عشاء مع برّاك، حضره الوزراء أحمد الحجار، فادي مكي، كمال شحادة، عادل نصار، عامر البساط، وجو عيسى الخوري.
واستمع الزائر الأميركي من الوزراء إلى الخطوات الخاصة بالإصلاحات التي تطلبها الإدارة الأميركية من لبنان، لكنّ النقاش غلب عليه الطابع السياسي في ضوء الأحداث الأخيرة في سوريا وتبادل الرسائل مع المسؤولين اللبنانيين، وخرج الوزراء من الاجتماع غير مرتاحين إلى ما سمعوه بشأن المفاوضات التي يجريها حالياً، وفهموا منه أنّ المطلوب أن يساعد لبنان نفسه مقابل المساعدة الأميركية مع الإسرائيليين.
برّاك يجمع السوريين والإسرائيليين غداً ويعد جنبلاط بترتيب لقاء مع ابن سلمان
لم يكن توم برّاك متفاجئاً من الأسئلة اللبنانية الكثيفة حول ما يجري في سوريا. وهو أبلغ إلى الرئيس نبيه بري أمس، أنه عمل على ترتيب اجتماع غداً الخميس في العاصمة الفرنسية باريس، بين وفدين من الجانبين الإسرائيلي والسوري. وذلك بهدف تنظيم تفاهمات حول طريقة إدارة الوضع الأمني جنوبيّ سوريا، ومن ضمنه منطقة السويداء.
ونقل موقع «أكسيوس» عن مصدر أميركي أن «الاجتماع يُعدّ خطوة لافتة من حيث الشكل والتوقيت».
ويهدف هذا الاجتماع، بحسب الموقع، إلى بلورة «تفاهمات أمنية عاجلة تضمن التهدئة». وتسعى واشنطن، من خلال هذا الاجتماع، إلى «لعب دور الوسيط لمنع تحوّل التوترات المحلية إلى مواجهة إقليمية أوسع». وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن الاجتماع سيُعقد في باريس.
وقال برّاك لمسؤولين لبنانيين، إن ما حصل في سوريا بما في ذلك القصف الإسرائيلي لدمشق فاجأ الجميع، لكنه أشار إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع «كان لديه فهم خاطئ بشأن المفاوضات التي أجراها مع الإسرائيليين في أذربيجان، إذ لم يكن مسموحاً له أن يتواجد أيّ من الفصائل في مناطق قريبة من المناطق التي يسيطر عليها الإسرائيليون».
وأضاف أن «الإسرائيليين أعلموا الشرع بنيّتهم قصف مقر الأركان حتى تمّ إخلاؤه».
ولم يكن برّاك قلقاً بشأن أي هجوم أو أعمال من هذا النوع على لبنان لأن الشرع ليست لديه قوات كبيرة، ويوجد لديه 25 ألف عسكري فقط لا يقدرون على فتح معارك من هذا النوع، وأن الأميركيين يساعدونه على تركيب جيش «قوي».
وباعتقاد برّاك أن الشرع ليس له بديل حالياً، و«إن كان الشيباني رجلاً ممتازاً» كما قال.
أمّا في اجتماعه مع النائب السابق وليد جنبلاط، فقد شرح أبعاد وخلفية ما يجري هناك، وهو كان متفهّماً لموقف جنبلاط، خصوصاً أن برّاك غير مُعجب بـ«مجموعة المشايخ التي تدير الوضع هناك بالتعاون مع الإسرائيليين». لكنّ برّاك، أقرّ بوجود ارتكابات من جانب المجموعات التابعة للرئيس السوري أحمد الشرع.
وفيما جرى الحديث عن أن الشرع يتصرّف بناءً على دعم كبير من دول عربية بارزة، فإن مصادر واسعة الاطّلاع قالت لـ«الأخبار» إن «جنبلاط تحدّث أمام المبعوث الأميركي عن رغبته في لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمناقشة التطورات في سوريا ووضع السويداء». وفُهم أن برّاك، سمع طلباً من جنبلاط بالمساعدة على ترتيب هذا اللقاء.
**********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
تقرير التحقيق بمجزرة الساحل يثير التساؤلات حول جدية مواجهة العنف الطائفي
برّاك تخلّى عن الدعوة للحاق بسورية… وعاد إلى اتفاق وقف النار وكيفية إنعاشه
هل نضجت «إسرائيل» بعد سورية لوقف الاعتداءات على لبنان وقبول خطوة بخطوة؟
مع تجدّد العنف الطائفي في السويداء كانت سورية تحتاج إلى أن يصدر تقرير التحقيق في مجازر الساحل ليشكل نقطة بداية جدية قوية، تعلن عبرها مؤسسات السلطة الجديدة في نظام دمشق عزمها على مواجهة خطر العنف الطائفي الذي تشكل مؤسسات السلطة بيئة حاضنة لها، ما يستدعي حزماً في معاقبة من ارتكبوا الجرائم ومن حرّض على ارتكابها ومن نظّم حملة تعبئة طائفية لغزو الساحل السوري تماماً كما حدث مرة أخرى في السويداء، ومع تدفق التسجيلات الوافدة عما جرى في السويداء والإعدامات العلنية لمدنيين عزل على أيدي عناصر المؤسسات الأمنية والعسكرية، لم يعُد أحد مستعداً لسماع نظرية أن الفزعة العشائرية هي التي تسببت بالانتهاكات، وقد جاء التقرير نسخة استباقية عن تقرير مشابه يتوقع صدوره حول أحداث السويداء يقول إن هناك مشروع دولة انفصالية برعاية إسرائيلية يتحمّل مسؤولية قتل رجال الأمن، والتسبّب بفزعة عشائرية رافقتها الانتهاكات، كما ورد في تقرير مجازر الساحل، الذي اعترف بحصيلة أكثر من 1400 ضحيّة، معتبراً أن القضية تعود إلى عدم توضيح شروط اللباس العسكري؟
في لبنان كان المبعوث الأميركي توماس براك ينهي مهمته بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي، متحدثاً عن تفاؤل بالتقدم، موحياً أن البحث لم يعُد وفق المعايير التي رافقت زيارتيه السابقتين بتسويقه لمعادلة ها هي سورية فالتحقوا بمسارها، قبل أن تتولى ضمّ لبنان، وقد أحبطت خطابه الأحداث الأخيرة في سورية، سواء انفجار جولة جديدة من العنف الطائفي، أو ما مثلته الضربات الإسرائيلية للعاصمة دمشق ومقار الرئاسة ووزارة الدفاع فيها، من إضعاف معادلة شراء الأمن بالتنازل عن السلاح، وهي معادلة ظهر فشلها الذريع في سورية، وبينما تبنى براك المنطق اللبنانيّ القائم على اعتبار المنطلق في البحث يجب أن يبقى تحت سقف اتفاق وقف إطلاق النار وكيفية إنعاشه، برز السؤال عما إذا كانت «إسرائيل» قد نضجت لقبول وقف الاعتداءات تمهيداً لقبول سياسة الخطوة مقابل خطوة، في علاقة الانسحابات ووقف الانتهاكات بالسلاح، خصوصاً بعدما قالت القناة الثانية عشرة إن المهمة قاربت على الإنجاز في لبنان والقول إن حزب الله لم يعد لديه إلا جيوب محدودة؟
في الوقت الذي تتسارع فيه التطورات الإقليمية وتتعمّق التحديات الأمنية والسياسية في لبنان والمنطقة، تتواصل الجهود الدبلوماسية المكثفة على أكثر من محور، دون أن تلوح في الأفق بوادر حل جذريّ. لم تخرج زيارة المبعوث الأميركي توم براك إلى بيروت عن إطار الرسائل التحذيرية، إذ لم تسفر، بحسب مصادر سياسية لـ»البناء» عن أي اختراق يذكر في ملف الضمانات التي يطلبها لبنان، ولا في ملف وقف إطلاق النار الهشّ مع «إسرائيل». وبدا أن زيارة براك كرّست الانطباع السائد بأن واشنطن ما زالت ترفض تقديم أي التزام مباشر، فيما لبنان يقترب أكثر من مرحلة مواجهة جديدة تتجاوز الخطوط الحمراء السابقة.
وتقول مصادر سياسية لـ»البناء» إن لبنان يقف اليوم على مفترق طرق، وسط شبكة من الضغوط والفرص المحدودة. وبين حراك دبلوماسي يفتقر إلى الضمانات، وأزمة داخلية تتطلب شجاعة في الإصلاح، يبدو أن البلاد بحاجة ماسة إلى قرار سياسي وطني يعيد ترتيب الأولويات، ويمنع الانزلاق إلى صدام جديد تُرسم ملامحه على أكثر من جبهة. وتشير إلى أن زيارة المبعوث الأميركي خرجت بالنتيجة نفسها التي انتهت إليها زيارته السابقة، إذ طلب لبنان من الأميركيين انسحاب «إسرائيل» ووقف انتهاكاتها، في حين رفضت «إسرائيل» تقديم أي تنازل. وأشارت مصادر مطلعة إلى أنّ براك لم يسمع أي جديد من لبنان أو تبدّل في المواقف الرسمية.
في اليوم الثاني من جولته على القيادات اللبنانيّة، وخلال لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، شدّد براك على أهمية «التحلي بالأمل» للوصول إلى الاستقرار، مؤكداً أن المشكلة «ليست في الضمانات»، وأن بلاده تواصل جهودها لتحقيق تقدّم في ظل ضيق الوقت. ولفت إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حريص على مساعدة لبنان في هذه المرحلة، مشيراً إلى صعوبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل»، ومؤكداً أن قرار حصر السلاح شأن لبناني داخلي وليس من مسؤولية واشنطن.
وأشار الموفد الأميركي في إطلالة تلفزيونية إلى أنّ «الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد أن يساعد لبنان في هذه الأوقات العصيبة»، لافتًا إلى وجود «اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل»، إلا أن الجانبين يجدان صعوبة في تطبيقه. نحن هنا للمساعدة في إحلال السلام، لكن هناك جدولًا زمنيًا، والوقت يداهمنا، لذا نضغط للتوصل إلى توافق».
وأضاف: «أنا لا أطلب حصر السلاح، بل ثمّة قانون يقول إنّ هناك مؤسسة عسكرية واحدة، وعلى لبنان أن يقرّر كيف سيطبّق هذا القانون. يجب نزع الأسلحة الخفيفة والثقيلة»، معتبرًا أنّ «الحكومة اللبنانيّة هي التي يجب أن تقرر كيفية حصر السلاح، فهذه ليست من مسؤولية الولايات المتحدة الأميركية».
وعن موقفه من عدم إعطاء ضمانات باحترام «إسرائيل» لوقف إطلاق النار، قال: «أنا لستُ مفاوضًا، ودوري هو وسيط سياسي للتأثير الإيجابي بين الأطراف. الوقت يداهمنا في ظل ما يحصل في المنطقة، لذا يجب إرساء الاستقرار».
في المقابل، تتحرك باريس على خط موازٍ عبر استقبال رئيس الحكومة نواف سلام، في زيارة تحمل طابعاً رمزياً وسياسياً في آن، وتؤكد استمرار الدعم الفرنسي للبنان في مسار الإصلاح والاستقرار وسط ضغط دولي متصاعد لحسم قانونَي إعادة هيكلة المصارف والفجوة المالية. ويستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الحكومة نواف سلام يوم غد، في أول زيارة رسمية له إلى فرنسا منذ توليه رئاسة الحكومة. وأوضح بيان الإليزيه أن الزيارة «ستشكّل فرصة لتأكيد عمق الصداقة الفرنسية ـ اللبنانية، ولتشديد دعم فرنسا المستمر للبنان». وأضاف البيان أن المحادثات ستركّز على أمن لبنان واستقراره، وعلى «السعي إلى الإصلاحات الاقتصادية الضرورية لاستعادة سيادته وازدهاره بالكامل».
وأشار البيان إلى أن ماكرون وسلام سيناقشان «أهمية الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، ولا سيّما ما يتصل بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية»، كما سيتطرقان إلى «تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، والتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي تساهم فرنسا فيها بنشاط، إضافة إلى الأولويات الإقليمية المشتركة». كما سيتناول الجانبان «التحديات الرئيسية التي تواجه الشرق الأدنى والأوسط، لا سيّما تداعيات الحروب في إيران وغزة، والاشتباكات الأخيرة في سورية».
وختم البيان بالتأكيد على أنّ ماكرون وسلام «سيشدّدان على ضرورة وقف الأعمال العدائية بالكامل في المنطقة حمايةً للمدنيين، وعلى الأهمية القصوى لإيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع ومن دون عوائق إلى قطاع غزة».
وفي السياق نفسه، استقبل رئيس الحكومة في السرايا المستشار الاقتصادي للمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان، جاك دو لا جوجي، بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو. وجرى خلال اللقاء بحث مستجدات قانون إعادة هيكلة المصارف والتعديلات المطروحة عليه في مجلس النواب، إضافة إلى مناقشة الجدول الزمني المتوقع لإقراره. كما تطرّق الاجتماع إلى التقدم المحرز في إعداد قانون الفجوة المالية، في إطار السعي إلى إرساء أسس التعافي المالي والاقتصادي في لبنان.
وعقد رئيس الحكومة اجتماعًا عصراً حضره وزير المال ياسين جابر وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، جرى خلاله البحث في الأوضاع المالية والاقتصادية.
كما استقبل سلام في السرايا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، بحضور عدد من المفتين، حيث جرى عرض للتطورات في لبنان وأوضاع المناطق وشؤونها. كذلك، زار رئيس الحكومة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وتم خلال اللقاء التباحث في آخر المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة.
في موازاة ذلك، بدأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون زيارة رسمية إلى البحرين تستمرّ يومين، تلبية لدعوة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة. ومن المقرّر أن يبحث عون مع العاهل البحريني وكبار المسؤولين في المملكة سبل تعزيز العلاقات الثنائيّة وتطويرها على مختلف الأصعدة. وأشاد الرئيس عون بالدور الإيجابي الذي تضطلع به مملكة البحرين في تعزيز الاستقرار والتنمية في العالم العربي، مؤكّدًا أنّ زيارته الرسميّة إلى المنامة «تحمل رمزية تؤكد عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين لبنان والبحرين».
وأوضح أنّ الزيارة تشكّل فرصة لتوسيع آفاق التعاون المشترك في القطاعات السياسية والاقتصادية والثقافية، معربًا عن تطلّعه إلى «لقاءات بنّاءة مع القيادة البحرينيّة لبحث الملفات الثنائيّة وتبادل وجهات النظر حول المستجدات الإقليمية والدولية». وأكد أن لبنان يعتز بعلاقاته المتينة مع البحرين، ويقدّر مواقفها الثابتة والداعمة له على الصعيدين العربي والدولي. واعتبر أن الزيارة تمثل انطلاقة نحو «شراكة استراتيجية جديدة، لا سيّما في مجالات الاستثمار والسياحة والاقتصاد»، مشددًا على «الحرص على التعاون بما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، في ظل التحديات الدقيقة التي تواجه المنطقة». وختم بشكر الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشعب البحريني على حفاوة الاستقبال، متمنيًا أن تكون الزيارة «ناجحة ومثمرة وتعكس متانة الروابط العربية».
وفي سياق متصل، يستمر التنسيق مع الأمم المتحدة حول مستقبل اليونيفيل ومآلات الأوضاع على الحدود، في ضوء التحديات الأمنية المتصاعدة على الحدود الجنوبية والشرقية. واجتمعت لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جنين بلاسخارت. وأوضح رئيس اللجنة النائب فادي علامة أنّ «الهدف كان استيضاح بعض النقاط الأساسية في ظل الظروف الراهنة، ومن بينها موضوع جنوب لبنان ودور اليونيفيل، إضافة إلى أسئلة حول التجديد لهذه القوات». ولفت علامة إلى أنّ «الدولة اللبنانية قدّمت سابقًا طلبًا لتجديد مهمة «اليونيفيل»، ونأمل أن يكون التقديم قد تم في الوقت المناسب، بما يتيح للبنان الاستفادة من فرصة طرح هذا الملف مبكرًا». كما أشار إلى أنّ «النقطة الثانية التي طُرحت كانت ما يحصل على الحدود الشرقية والشمالية، والتطورات في سورية وتأثيرها المحتمل على لبنان، إضافة إلى ملف النازحين السوريين، وكيف يمكن للأمم المتحدة أن تساعد في هذا السياق».
******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
برّاك: لستُ مفاوضاً والوقت يدهمنا... المشكلة ليست بالضمانات والمطلوب السلاح
المذكرة التي تحمل عنوان «التمديد والاستمرار» التي حملها الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك في المغلف الحساس والسرّي، لم تحد قيد أنملة عن الهدف الأساس للمطلب الأميركي ـ الإسرائيلي، وهو نزع السلاح الثقيل لحزب الله والتخلص من ترسانته الصاروخية. وكل النقاشات التي تدور في فلك هذا المطلب تصبّ في الاتجاه نفسه، ما دفع مصدر سياسي رفيع إلى الاستعانة بمثل «مارتا مارتا ... فيما المطلوب واحد».
وقال المصدر الرفيع لـ«الجمهورية»، انّ المفاوضات بطبعتها الثالثة لا تختلف كثيراً عن المقترح، ولم تغيّر لجهة طلب الجدول الزمني ورفض العدو الإسرائيلي أن يقوم بأي خطوة قبل ان يقبل حزب الله بتسليم السلاح، اولاً من خلال انتزاع التزام خطي منه تعلنه الحكومة، وثانياً القبول بالمقترح الأميركي كما جاء في الورقة الأولى.
وكشف المصدر انّ حزب الله أوقف الكلام والتفاوض في انتظار الأخذ بمطلبه وهو الانسحاب الإسرائيلي والتزام العدو بوقف إطلاق النار. وقد شرح رئيس مجلس النواب نبيه بري للموفد الأميركي خلفيات مطالب حزب الله وهواجسه، خصوصاً انّه منذ تاريخ إعلان وقف إطلاق النار سقط له 270 شهيداً في استهدافات جيش الاحتلال الذي يفرض واقعاً لا يمكن القبول به، عدا عن ممارساته وانتهاكاته على الأرض لجهة منع الأهالي من ترميم او إعادة بناء منازلهم او حتى الوجود في بعض الأحياء، ولم يشأ برّاك ان يلتزم بأي موقف ضاغط على إسرائيل، بل على العكس بدا متناغماً جداً معها لجهة الإصرار على حصرية السلاح بيد الدولة من خلال الجدول الزمني الذي تضمنته الورقة الأميركية الأولى، والذي يبدأ بـ 15 يوماً تشمل وقف العمليات العدائية وإعادة تفعيل آلية الإشراف الـmechanism ومساعدة الجيش اللبناني في تعزيز الانتشار، وتليها المرحلة الثانية من 15 إلى 60 يوماً تتضمن إعلان مجلس الوزراء الالتزام بالاتفاق وتأكيد الأهداف، ثم تبدأ إسرائيل بالانسحاب مقابل تفكيك الجيش لـ50 في المئة من البنى التحتية لحزب الله شمال الليطاني، والمرحلة الثالثة من 60 إلى 90 يوماً تستكمل إسرائيل الانسحاب وحزب الله تفكيك الترسانة في بيروت الكبرى، والمرحلة الرابعة تشمل التفكيك الكلي واستكمال المفاوضات حول خطة إعادة الإعمار والبدء بتنفيذ رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعودة لبنان دولة مزدهرة قابلة للحياة...
وأكّد المصدر انّ برّاك لم ينقل أي رسالة إيجابية من إسرائيل، كالقيام بخطوة أولى هي الالتزام بوقف إطلاق النار، بل على العكس بدا ضاغطاً في اتجاه قبول لبنان المقترح قبل الأول من آب.
وحذّر المصدر من انّ أي ضربة يمكن ان تقوم بها إسرائيل ربما تتجاوز الأهداف العسكرية لحزب الله لتشمل أهدافاً سياسية ضاغطة على الدولة اللبنانية.
التطمينات بديل الضمانات؟
ولاحظ زوار عين التينة، انّ الرئيس بري بدا مرتاحاً بعد لقائه برّاك.
إلى ذلك، اعتبر مرجع سياسي مطلع على فحوى محادثات برّاك في بيروت، انّ الأخير كان دقيقاً في ما صرّح به بعد خروجه من عين التينة. َوكشف المرجع لـ«الجمهورية»: انّه بات واضحاً أن «لا ضمانات أميركية للبنان، لكن روحيتها قد تنعكس بشكل آخر»، مشيراً إلى انّه «ربما يكون البديل عن الضمانات المتعذرة تطمينات من أعلى المستويات الأميركية».
سحب اليد الأميركية
وفي السياق، أبدت مصادر سياسية خشيتها من المسار الذي يمكن أن يسلكه الوضع في لبنان بعد زيارة برّاك، خصوصاً لجهة المعلومات التي رشحت عن وقائع المناقشات التي أجراها مع المسؤولين، وفيها يعلن أنّ واشنطن ستسحب يدها من الوساطة إذا لم يلتزم لبنان ببند نزع السلاح الوارد في اتفاق وقف النار. وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية»: إنّ «سحب اليد الأميركية تعني كثيراً من السلبيات للبنان، سواء على المستوى السياسي والعسكري والأمني او على المستوى الاقتصادي، حيث يمكن أن يتعرّض لبنان لعملية عزل دولية وعربية، عقاباً له على موقفه».
لكن الأخطر، وفق المصادر نفسها، هو «أنّ إسرائيل قد تجد الفرصة سانحة لتصعيد الوضع مع لبنان بنحو غير مسبوق، مستفيدة من التغطية السياسية الأميركية. وفي هذا السياق، يمكن التوقف عند الاجتماعات التي عقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أخيراً في واشنطن مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكان اللافت فيها التزام الجميع الصمت حول النتائج. لكن ما رشح يوحي أنّ الرجلين توافقا حول كثير من الملفات الإقليمية.
جولة برّاك
وفي اليوم الثاني من زيارته للبنان، زار برّاك عين التينة، والتقاه الرئيس بري، في حضور السفيرة الاميركية ليزا جونسون والمستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب علي حمدان، وتناول اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة وربع الساعة، تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية.
وبعد اللقاء اكتفى برّاك بالقول: «اللقاء مع رئيس المجلس كان ممتازاً، ونعمل قدماً للوصول إلى الإستقرار وعليكم ان تتحلّوا بالأمل».
ورداً على سؤال حول سبب رفض الولايات المتحدة الأميركية إعطاء الضمانات التي يطلبها لبنان، قال إنّ «المشكلة ليست في الضمانات»، مضيفًا: «سنصل إلى الاستقرار». واستكمل، «مستمرّون بالعمل ونحرز تقدّمًا وعليكم أن تتحلّوا بالأمل».
وكان برّاك قال لدى وصوله إلى عين التينة: «إني متفائل من زيارتي للبنان... أميركا لن تتخلّى عن لبنان».
الوقت يدهمنا
ولاحقاً أكّد برّاك، انّ «الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد أن يساعد لبنان في هذه الاوقات العصيبة». وقال في حديث إلى قناة «الجديد» إنّ «هناك اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. والجانبان يجدان صعوبة في تطبيقه، ونحن في لبنان للمساعدة في إحلال السلام، لكن هناك جدولاً زمنياً والوقت يدهمنا، لذا نضغط للتوصل إلى توافق». وقال: «انا لا أطلب حصر السلاح بل ثمة قانون يقول انّ هناك مؤسسة عسكرية واحدة، وعلى لبنان ان يقرّر كيف سيطبّق هذا القانون. ويجب نزع الاسلحة الخفيفة والثقيلة».
ورأى انّ «على الحكومة اللبنانية أن تقرّر كيفية حصر السلاح، وهذا ليس من مسؤولية الولايات المتحدة الأميركية».
وعن موقفه حول عدم إعطاء ضمانات باحترام إسرائيل لوقف اطلاق النار قال: «انا لست مفاوضاً، ودوري هو وسيط سياسي للتأثير الإيجابي بين الاطراف. فالوقت يدهمنا في ظل ما يحصل في المنطقة. لذا يجب إرساء الاستقرار». واكّد انّه «يجب إصلاح القطاع المصرفي في لبنان»، لافتاً إلى انّ «هناك رؤية 2030 في السعودية، وعلى اللبنانيين أن يبحثوا كيف يمكن استقطاب مشاريع مشابهة». واضاف انّ «الاستقرار في سوريا سيؤمّن الاستقرار في لبنان»، مشيراً إلى انّ «الحكومة السورية الآن جيدة وعلينا دعمها. ولبنان مورد كبير جداً وسيساعد سوريا». وشدّد على انّ «لدينا فرصة للتوصل إلى حل واتفاق بين دول المنطقة».
في وزارة المال
وكان برّاك التقى وزير المال ياسين جابر، وتناول البحث القضايا الإصلاحية التي تضطلع بها وزارة المال في إطار الخطة الحكومية، خصوصاً في مجال إصلاح القطاع المصرفي وهيكلته، والذي خطى خطوات أساسية مع إقرار قانون السرّية المصرفية، واقتراب موعد إقرار قانون تنظيم القطاع المصرفي، وتعيين نواب لحاكم مصرف لبنان وهيئة الرقابة على المصارف، إضافة إلى المجالات التطويرية والتحديثية في مجالات الرقمنة للقطاعات الحيوية كالجمارك وخطة تطوير عملها عبر المرافئ، إلى الشؤون العقارية وسواها، ما يُسهم في تعزيز المالية العامة ويدفع قدماً نحو خروج لبنان من واقعه المالي والاقتصادي والتماهي مع مقتضيات قواعد وأسس رؤية صندوق النقد الدولي، ونحو استعادة ثقة المجتمع الدولي، الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين مستوى تصنيفاته لدى المؤسسات الدولية، وإلى تشجيع الدول والجهات المهتمة في مجال تقديم المساعدات والاستثمارات على المبادرة.
وقد شدّد جابر أمام برّاك على «أهمية توافر مناخات استقرار أمني، لكي تمضي الحكومة في خطتها الإصلاحية، لأنّ الاستقرار كان ولا يزال العامل الأول والأخير في تحقيق تقدّم اقتصادي ومالي، وفي الوصول إلى تنمية حقيقية ومستدامة».
عون في البحرين
في غضون ذلك، بدأ أمس رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون زيارة رسمية للبحرين، تلبية لدعوة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة. ومن المقرّر أن تتناول المحادثات تعزيز العلاقات الثنائية وسبل تطويرها على مختلف الاصعدة.
وقبيل سفره، شدّد عون امام وفود زارته أمس، على «انّ المرحلة الراهنة دقيقة وحساسة وتتطلّب وعياً وطنياً ومواقف جامعة تصون وحدة لبنان ارضاً وشعباً وتحمي سيادته واستقلاله». وأشار إلى «انّ لبنان مرّ بظروف أصعب من تلك التي يعيشها اليوم، لكنه استطاع تجاوزها بالتفاف اللبنانيين حول دولتهم ومؤسساتهم الدستورية والأمنية». واكّد انّ الاتصالات مستمرة لمعالجة تداعيات ما يجري في عدد من دول المنطقة لتفادي تأثيرها على لبنان، مكرّراً التنويه بمواقف القيادات اللبنانية السياسية والروحية حيال ما حصل في سوريا اخيراً من أحداث مؤسفة.
وخلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف ووكالة الأنباء البحرينية، قال عون، انّ الزيارات التي يقوم بها إلى دول الخليج تهدف إلى إعادة وصل ما انقطع بين لبنان وهذه الدول «والأهم إعادة الثقة بين الخليج ولبنان»، لافتاً الى انّ «اللبنانيين ينتظرون زيارة اشقائهم من البحرين خلال هذا الصيف».
وشرح عون ما تقوم به الحكومة على صعيد ضبط الأوضاع الأمنية ومكافحة التهريب، وضرورة إعادة فتح الأسواق الخليجية امام الصادرات الزراعية اللبنانية، خصوصاً انّ المعابر البرية والبحرية والجوية في لبنان باتت ممسوكة أمنياً. وقال انّ صفحة الماضي طويت «وأن لا خوف على لبنان»، وانّ جولاته على دول الخليج كانت ناجحة «حيث لمست شوق الخليجيين للمجيء إلى لبنان، اضافة إلى استعداد هذه الدول لمواصلة تقديم المساعدات الى الشعب اللبناني. لقد مددنا الجسور والمستقبل بات واعداً».
وأضاف عون: «انّ تطبيق حصرية السلاح المتخذ والذي لا رجوع عنه يتمّ بروية، على نحو يحفظ وحدة لبنان ويمنع الإضرار بالسلم الاهلي». وقال: «انّ اسرائيل لا تزال تمتنع حتى الساعة عن التقيّد باتفاق 26 تشرين الثاني 2024 وتواصل اعتداءاتها على لبنان ولا تستجيب للدعوات الدولية للتقيّد بوقف الأعمال العدائية».
ورداً على سؤال آخر، اكّد الرئيس عون انّ اي حل يحتاج إلى من يضمن تنفيذه، لا سيما وانّ اسرائيل لم تلتزم بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، في حين انّ لبنان التزم الاتفاق ونشر الجيش في جنوب الليطاني، ولا يزال وجود الإسرائيليين في التلال الخمس عائقاً امام استكمال انتشار الجيش، مؤكّداً انّ عديد الجيش في الجنوب سيرتفع الى 10 آلاف مع حلول نهاية العام «وحيثما حل الجيش صادر الأسلحة والذخائر وأنهى كل مظاهر مسلحة». اضاف: «انّ قرارنا بإنقاذ الدولة نهائي ولن نوفر جهداً لتحقيق ذلك».
ماكرون وسلام
من جهة ثانية، أفاد قصر الإليزيه، في بيان امس، أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام غداً، و«ستُمثل هذه الزيارة الرسمية الأولى لرئيس الحكومة اللبنانية، فرصةً لإعادة تأكيد عمق الصداقة الفرنسية- اللبنانية ودعم فرنسا المستمر للبنان. وستركّز المناقشات على أمن البلاد واستقرارها، والسعي إلى الإصلاحات الاقتصادية الضرورية لاستعادة سيادتها وازدهارها بالكامل».
وأضاف البيان انّ ماكرون وسلام سيناقشان «ضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، خصوصاً في ما يتعلق بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية. كما سيُناقشان تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، والتعاون مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) - التي تُساهم فرنسا بنشاط فيها- والأولويات الإقليمية المشتركة».
وسيناقش ماكرون وسلام ايضاً «التحدّيات الرئيسية التي تواجه الشرقين الأدنى والأوسط، ولا سيما منها عواقب الحروب في إيران وغزة، بالإضافة إلى الاشتباكات الأخيرة في سوريا». وكذلك سيشدّدان «على ضرورة وقف الأعمال العدائية بشكل كامل في المنطقة لحماية المدنيين، وعلى الضرورة القصوى لإيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع ودون عوائق إلى قطاع غزة».
وكان سلام استقبل أمس المستشار الاقتصادي للمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جاك دو لا جوجي في حضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو. وتناول البحث مستجدات قانون إعادة هيكلة المصارف والتعديلات المطروحة عليه في مجلس النواب، إضافةً إلى مناقشة الجدول الزمني المتوقع لإقراره. كذلك تناول البحث التقدّم المحرز في إعداد قانون الفجوة المالية، في إطار السعي إلى إرساء أسس التعافي المالي والاقتصادي في لبنان.
************************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
لقاء برّاك وبري يحول دون الانسداد؟ زيارة عمل لسلام في الاليزيه الخميس
علمت "النهار" من مصادر ديبلوماسية أن الجانب الأميركي لم يتخذ قراراً بعد في خصوص التمديد لليونيفيل وأن استياء يسود موقف واشنطن من جمود الحكومة اللبنانية
مع أن "السطوة" الأميركية على إدارة المفاوضات والإجراءات المتصلة بالوضع في لبنان لا تبدو مجال تشكيك على رغم التعثر والمراوحة التي تطبع هذه المفاوضات، فإن "عودة" بروز العامل الفرنسي إلى المشهد بدت بمثابة دليل إضافي إلى أن الجولة الثالثة من مهمة الموفد الأميركي إلى بيروت توم برّاك لم تحقق أي اختراق يذكر، هذا في حال الافتراض أنها لم تقهقر. هذا المشهد ارتسم أمس في اليوم الثاني من لقاءات برّاك المتّسعة جداً في بيروت هذه المرة، فيما تكشّفت فجأة زيارة خاطفة سيقوم بها رئيس الحكومة نواف سلام إلى باريس وتأكيد قصر الاليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل سلام ظهر غد الخميس في زيارته الرسمية الأولى لباريس.
وأما معالم المرواحة عند المربع الأول في مهمة برّاك، فلم تبددها كثيراً الأجواء التي حاول إشاعتها لدى خروجه من لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ولو أنها أحدثت فسحة تساؤل عما إذا كان ما تبلّغه من بري مغايراً للرسالة الرافضة قطعياً لتسليم "حزب الله" سلاحه للدولة اللبنانية على النحو الذي أعلنه الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم عشية وصول برّاك إلى بيروت. وفي الواقع، بدت إشاعة أجواء حلحلة بمثابة شرط لا بد منه أميركياً ولبنانياً لتبرير استمرار المفاوضات وعدم التسبّب بقطعها لئلا يعني ذلك المغامرة الخطيرة بترك الساحة لإسرائيل من جهة، وتجنّب إدارة واشنطن بظهرها أيضاً للبنان بما يرتب تداعيات سلبية للغاية. كما أن من بين المعطيات المثيرة للحذر حيال مآل المفاوضات الجارية، علمت "النهار" من مصادر ديبلوماسية أن الجانب الأميركي لم يتخذ قراراً بعد في خصوص التمديد لليونيفيل وأن استياء يسود موقف واشنطن من جمود الحكومة اللبنانية.
ووسط التكتم الشديد حول ما تبلّغه برّاك من بري، علمت "النهار" أن ردّ بري على الورقة الأخيرة لبرّاك يعكس موقفاً لبنانياً جامعاً، لحظته الورقة اللبنانية الرسمية، فيما أبقيت تفاصيله في جعبة بري، وإنما بتوافق وتنسيق مع رئيسي الجمهورية والحكومة. والمقصود بالتفاصيل، الآليات التطبيقية لخطاب القسم والبيان الوزاري في شأن حصرية السلاح واستعادة الدولة دورها الحامي والراعي والمسؤول عن قرار الحرب والسلم. وبعدما بات الجواب في يد برّاك، فإن الخطوات المقبلة، بعد انتهاء زيارته لبيروت ولقاءاته المكوكية المستمرة حتى اليوم، تتمثل في عودة الموفد إلى بلاده حاملاً الردّ ليحصل على موافقة إدارته من جهة، وإسرائيل من جهة ثانية، بما يبقي الباب مفتوحاً أمام زيارة رابعة له إلى لبنان.
وقد أفادت تقارير إعلامية أخرى، أنّ زيارة برّاك خرجت بنتيجة الزيارة السابقة نفسها، مشيرةً إلى أنّ لبنان طلب من الأميركيين تحقيق أحد مطالبه حتى يواجه به "حزب الله"، علماً أن الحزب يسعى لإلقاء اللوم على الدولة للتنصل من مسؤوليته، وحذّرت هذه التقارير من أن حالة المراوحة الحالية تفتح الباب أمام تطوّر الوضع عسكرياً بعدما رفضت إسرائيل تقديم أي تنازل. واختصرت تالياً زيارة برّاك بأنه لم يقدّم جديدًا ولم يأخذ أي جديد.
ووصف برّاك لقاءه مع رئيس المجلس بأنه "كان ممتازاً"، وقال: "نعمل قدماً للوصول إلى الاستقرار وعليكم أن تتحلّوا بالأمل". وعن سبب رفض الولايات المتحدة الأميركية إعطاء الضمانات التي يطلبها لبنان، قال إن "المشكلة ليست في الضمانات"، مضيفًا: "سنصل إلى الاستقرار. مستمرّون بالعمل ونحرز تقدمًا". وكان برّاك قال عند وصوله إلى عين التينة: "متفائل من زيارتي للبنان. أميركا لن تتخلى عن لبنان".
في غضون ذلك، أفاد قصر الإليزيه بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يوم الخميس "وستُمثل هذه الزيارة الرسمية الأولى لرئيس الحكومة اللبنانية فرصةً لإعادة تأكيد عمق الصداقة الفرنسية- اللبنانية ودعم فرنسا المستمر للبنان. ستركز المناقشات على أمن البلاد واستقرارها، والسعي إلى الإصلاحات الاقتصادية الضرورية لاستعادة سيادتها وازدهارها بالكامل". وسيناقش الزعيمان أيضاً، وفق البيان، "ضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، لا سيما في ما يتعلق بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية. كما سيُناقشان تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، والتعاون مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) – التي تُساهم فرنسا بنشاط فيها- والأولويات الإقليمية المشتركة".
وبعد ظهر أمس، بدأ رئيس الجمهورية جوزف عون بيروت زيارة رسمية للبحرين تستمر يومين تلبية لدعوة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ويرافقه فيها وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي. وأكد عون من المنامة "أنّ هذه الزيارة تشكّل فرصة لتوسيع آفاق التعاون المشترك في مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والثقافية، معربًا عن تطلّعه إلى لقاءات بنّاءة مع القيادة البحرينية لبحث الملفات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول المستجدات الإقليمية والدولية، ورأى أن هذه الزيارة تمثل انطلاقة نحو شراكة استراتيجية جديدة، خصوصًا في مجالات الاستثمار والسياحة والاقتصاد".
وسط هذه الأجواء، سجل موقف جديد مرتفع السقف حيال السلطة أطلقه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، إذ لفت إلى تسليم الموفد الأميركي ردّاً لبنانياً "من دون العودة للحكومة المعنية وفقاً للدستور بإدارة السياسة العامة في البلد، ومن دون العودة أيضاً إلى المجلس النيابي المعني الأول بسياسة البلد والسهر على أعمال الحكومة". وقال: "جاء ردّ أركان الدولة على بعض المقترحات الأميركية متماهياً تماماً، باستثناء بعض العبارات التجميلة، مع ما كان يريده "حزب الله". إن السلاح غير الشرعي في لبنان ليس مشكلة أميركية، والسلاح غير الشرعي بعد حرب 2024 لم يعد مشكلة إسرائيلية، إنما مشكلة لبنانية بالدرجة الأولى. إن وجود التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية في لبنان وفي طليعتها "حزب الله" هشّم وجه الدولة اللبنانية وما زال. إن وجود هذه التنظيمات صادرَ قرار الدولة الاستراتيجي وما زال، وإن حل هذه التنظيمات أصبح مطلباً لأكثرية الشعب اللبناني، وأصبح مطلباً واضحاً لدى جميع أصدقاء لبنان في الشرق والغرب، وبالأخص لدى الدول الخليجية، وذلك كي يستعيد أصدقاء لبنان اهتمامهم به، وتقديم المساعدات المطلوبة له، إن بإخراج إسرائيل من لبنان ووقف عملياتها العسكرية، أو بتأكيد حدودنا الجنوبية وتثبيتها، أو بترسيم حدودنا الشرقية والشمالية. فبأي منطق وحق يأتي جواب السلطة اللبنانية على المقترحات الأميركية بالشكل الذي أتى به؟ إن ما يحصل يعيدنا، ويا للأسف، سنوات وسنوات إلى الوراء، ويعرِّض لبنان لمخاطر جمة، ولمزيد من المآسي والويلات، والذين هم وراء ما حصل يتحملون مسؤولية كل ما يمكن أن يحصل".
******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
عون من البحرين: لا خوف على لبنان.. وسلام في الإليزيه غداً
برّاك لا يُقدِّم ضمانات وبلبلة بعد مهلة الإسبوعين.. ورفع الحصانة عن بوشكيان اليوم
وسط مناخ ضبابي، لا يتأثر فقط بالحرارة المرتفعة التي تضرب لبنان والمنطقة، متخطية النسبة الموسمية، بل بما يتطاير من تسريبات او معلومات، ذات اهداف مرتبطة بمطلقيها حول طبيعة ما يجري او ما جرى في جولة المفاوضات الثالثة بين الموفد الاميركي توم براك والمسؤولين اللبنانيين، تتراوح بين حرارة التشاؤم، ونسائم التفاؤل غير المستند الى ارضية صلبة.
ولئن كانت المسيّرات الاسرائيلية وحدها تمتلك الاجابة على طبيعة ما بحث او تحقق او لم يتحقق، بتكثيف اعتداءاتها على القرى الجنوبية الإمامية، فإن حركة لقاءات المسؤولين مع الدولة الصديقة والشقيقة، بقيت نافذة امل لحشد الدعم لمواقف لبنان وحكومته وللسياسة المتبعة والقاضية بانقاذ لبنان، وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لأراضيه واطلاق الاسرى وبدء اعادة الاعمار بدءاً من القرى والبلدات الجنوبية.
وفي هذا الاطار، اعلن قصر الاليزيه ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيستقبل رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في مقر الرئاسة غداً الخميس 24 تموز الجاري.
وجاء في بيان الاليزيه ان هذه الزيارة الرسمية ستكون الاولى لرئيس الحكومة، وهي ستكون مناسبة لتأكيد عمق الصداقة الفرنسية - اللبنانية، وكذلك الدعم الثابت الذي تقدمه فرنسا للبنان.
واوضح البيان ان المحادثات ستتناول خصوصاً مسألة الامن واستقرار البلاد، ومواصلة الاصلاحات الاقتصادية الضرورية لاستعادة لبنان سيادته وازدهاره بشكل كامل.
كما سيتطرق الرئيسان الى ضرورة الاحترام الكامل لوقف اطلاق النار، لا سيما في ما يتعلق بالانسحاب الكامل للقوات الاسرائيلية، وسيناقشان سبل تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، والتعاون مع قوات اليونيفيل - التي تواصل فرنسا المساهمة فيها بنشاط، اضافة الى اولويات اقليمية مشتركة اخرى.
كما سيناقش الرئيسان ماكرون وسلام التحديات الكبرى التي يواجهها الشرق الادنى والاوسط، لا سيما تداعيات الحرب في ايران وغزة، والاشتباكات الاخيرة في سوريا، وضرورة الوقف الكامل للاعمال العدائية في المنطقة لحماية المدنيين، وعلى الحاجة الملحة لايصال المساعدات الانسانية بشكل واسع ودون عوائق، الى قطاع غزة.
وكان الرئيس سلام قد استقبل غي السراي االمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد كبير من المشايخ والمفتيين مساء امس.
كما زار كليمنصو، والتقى النائب السابق وليد جنبلاط.
كما استقبل الرئيس سلام قبل ظهر امس في السراي المستشار الاقتصادي للمبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الفرنسية الى لبنان جاك دو لا جوجي في حضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو. وجرى البحث في مستجدات قانون إعادة هيكلة المصارف والتعديلات المطروحة عليه في مجلس النواب، إضافةً إلى مناقشة الجدول الزمني المتوقع لإقراره. كما تناول الاجتماع التقدّم المحرز في إعداد قانون الفجوة المالية، في إطار السعي إلى إرساء أسس التعافي المالي والاقتصادي في لبنان.
عون يلتقي ملك البحرين اليوم
وفي مملكة البحرين، التي وصلها الرئيس جوزاف عون امس، يلتقي اليوم في قصر القضيبية ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وكبار المسؤولين ثم يعود بعدها الى بيروت.
ولدى وصوله الى البحرين صرح الرئيس عون للصحافيين فقال:
يسعدني أن ألبي دعوة أخي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل مملكة البحرين الشقيقة، في زيارة لهذا البلد العزيز، والتي تأتي تأكيدًا على عمق الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع بين لبنان والبحرين.
إن هذه الزيارة تمثل فرصة ثمينة لتعزيز أواصر التعاون بين بلدينا الشقيقين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وترجمة عملية للعلاقات المتميزة التي تربط شعبينا العريقين منذ عقود طويلة.
وكان الرئيس عون يرافقه وزيرالخارجية والمغتربين يوسف رجي، وصل الى مطار البحرين الدولي عند الساعة الرابعة بعد ظهر أمس في مستهل زيارة رسمية للمملكة تستمر يومين تلبية لدعوة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
واستقبله على ارض المطار، الممثل الشخصي لعاهل البحرين ورئيس المجلس الأعلى للبيئة الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، ورئيس بعثة الشرف وزير الخارجية البحريني الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، وسفير مملكة البحرين لدى لبنان السيد وحيد مبارك سيار، والقائمة بالاعمال في السفارة اللبنانية لدى البحرين السفيرة ميرنا الخولي، ومحافظ محافظة المحرق السيد سلمان بن عيسى بن هندي المناعي.
وبعد استراحة قصيرة في المطار، انتقل الرئيس عون يرافقه رئيس بعثة الشرف الى مقر اقامته في فندق فور سيزنز.
وأكد الرئيس عون في حوار مع رؤساء تحرير الصحف البحرينية ان صفحة الماضي طويت، ولا خوف على لبنان وجولاته على دول الخليج ناجحة، ولمست شوق الخليجيين للمجيء الى لبنان.
ورداً على اسئلة الوفد، اشار الرئيس عون الى ان تطبيق حصرية السلاح المتخذ والذي لا رجوع عنه يتم بروية على نحو يحفظ وحدة لبنان ويمنع الاضرار بالسلم الاهلي. وقال ان اسرائيل لا تزال تمتنع حتى الساعة عن التقيد باتفاق 26 تشرين الثاني 2024 وتواصل اعتداءاتها على لبنان ولا تستجيب للدعوات الدولية للتقيد بوقف الاعمال العدائية.
وفي السياق، اكد الرئيس عون ان اي حل يحتاج الى من يضمن تنفيذه لا سيما وان اسرائيل لم تلتزم بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته في حين ان لبنان التزم الاتفاق ونشر الجيش في جنوب الليطاني مؤكدا ان عديد الجيش في الجنوب سيرتفع الى عشرة الاف مع حلول نهاية العام».وقال: حيثما حل الجيش صادر الاسلحة والذخائر وانهى كل مظاهر مسلحة. ان قرارنا بانقاذ الدولة نهائي ولن نوفر جهدا لتحقيق ذلك.
براك:الوقت يداهمنا
وفي اليوم الثالث لزيارته، إستكمل المبعوث الأميركي توم براك صباح أمس لقاءاته حول ملف حصرية السلاح، وكان البارز اجتماعه مع الرئيس نبيه بري.
وحضر اللقاء الذي استمرقرابة ساعة ونصف الساعة بين بري وبراك، السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان، وتناول اللقاء الذي إستمر لأكثر من ساعة وربع الساعة، تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية.
براك اكتفى بالقول بعد اللقاء مع رئيس المجلس: كان ممتازاً ونعمل قدماً للوصول الى الإستقرار وعليكم ان تتحلوا بالامل.
وأكد براك، ردا على سؤال حول سبب رفض الولايات المتحدة الاميركية إعطاء الضمانات التي يطلبها لبنان، أن المشكلة ليست في الضمانات، لكن سنصل إلى الاستقرار في المنطقة ومستمرّون بالعمل ونحرز تقدماً وعليكم أن تتحلّوا بالأمل.
واثار براك عند وصوله إلى عين التينة تساؤلات الاعلام، حيث انتظر في سيارته ومعه السفيرة الاميركية لمدة سبع دقائق قبل أن يخرج منها. ورجح المتابعون للزيارة ان يكون قد اجرى اتصالات هاتفية من سيارته قبل لقاء بري.وعقب دخوله، سألته إحدى الصحافيات إذا كان متفائلاً، فأجاب: نعم.
ورداً على سؤال آخر حول ماذا سيحصل اذا تخلت الولايات المتحدة عن لبنان، أجاب: الولايات المتحدة لن تتخلى عن لبنان.
وافادت المعلومات: ان اللقاء بين بري وبراك كان «بناءً وايجابياً للغاية ويمكن القول إنه أزال الجو التشاؤمي الذي كان سائدا في الفترة الاخيرة. حيث قدم بري مقترحا يفتح جديدا للتفاوض ينطلق من رفض حزب الله تسليم سلاحه قبل تقديم الضمانات، ويقضي المقترح بإنسحاب جزئي اسرائيلي من بعض النقاط المحتلة مقابل خطوة من الحزب بجعل جنوب الليطاني خالياً من السلاح تدريجيا، شارحا لبراك ان الانسحاب ولو الجزئي بداية يُسهّل كثيرا تنفيذ بند حصرية السلاح وتليه خطوات اخرى متتالية من لبنان واسرائيل برعاية اميركية وصولا الى الانسحاب الكامل،تمهيدا للتوافق اللبناني على استراتيجية وطنية للسلاح والدفاع مقابل عدم تدمير السلاح. وبالتوازي يتم التجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب وتثبيت الحدود البرية.
واستعرض بري عدد الشهداء الذين سقطوا بالاعتداءات الاسرائيلية منذ وقف اطلاق النار مقابل التزام لبنان وحزب الله. وطلب من براك سماع صوت طائرات الاستطلاع الاسرائيلية التي كانت تحوم فوق بيروت.
ولاقت مقترحات بري تجاوبا من براك.ما يعني بدء جولة جديدة من المفاوضات سيقوم بها براك بعد اخذ رأي الادارة لااميركية بمقترحات بري ورد الدولة اللبنانية الرسمي الذي تسلمه من الرئيس عون.
وحسب ما نُقل عن اجواء عين التينة، فإن اللقاء خفض من منسوب التشاؤم الذي سبق عودة براك.
ونفت المصادر ان يكون الرئيس بري اقترح على براك وقف الاعمال الحربية من قبل 15 يوماً مقابل تحرك لبناني لجمع سلاح حزب الله.
وفي تصريح لـ«الجديد» قال براك: الاجتماع مع رئيس المجلس كان بنّاءً، لكن «الوقت يداهمنا» والمشكلة تكمن بأن هناك اتفاقاً لوقف النار بين لبنان واسرائيل، لكن الطرفين يواجهان صعوبات في تطبيقه.
واشار الى اننا نحن في لبنان للمساعدة في «احلال السلام»، لكنه استدرك: هناك جدول زمني والوقت يداهمنا، ولا يمكن التلكؤ، لذا نضغط للتوصل الى توافق.
وأكد ان لا حرب اسرائيلية جديدة على لبنان، وان المجال مفتوح للدبلوماسية كونها الحل الاخير قبل الحرب. ورأى ان استقرار لبنان اكثرمن ضرورة واستقرار سوريا يؤمن استقرار لبنان. ورحب بخطوات الاصلاحات التي تقوم بها الحكومة لكنه قال: مازال هناك الكثير في المطار والكهرباء وغير ذلك.
والتقى براك قبل بري وزيرالمالية ياسين جابر وبحث معه حسب بيان وزارة المالية: المواضيع الإصلاحية التي تقوم بها وزارة المالية في إطار خطة الحكومة الإصلاحية، لا سيما في مجالات إصلاح القطاع المصرفي وهيكلته، والذي خطا خطوات أساسية مع إقرار قانون السرية المصرفية، وقرب إقرار قانون تنظيم القطاع المصرفي، وتعيين نواب لحاكم مصرف لبنان، وهيئة الرقابة على المصارف، إضافة إلى المجالات التطويرية والتحديثية في مجالات الرقمنة للقطاعات الحيوية كالجمارك وخطة تطوير عملها عبر المرافىء، إلى الشؤون العقارية وسواها، ما يُسهم في تعزيز المالية العامة ويدفع قدماً نحو خروج لبنان من واقعه المالي والاقتصادي والتماهي مع مقتضيات قواعد واسس رؤية صندوق النقد الدولي، ونحو استعادة ثقة المجتمع الدولي، الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين مستوى تصنيفاته لدى المؤسسات الدولية وإلى تشجيع الدول والجهات المهتمة في مجال تقديم المساعدات والاستثمارات على المبادرة.
وقد شدّد الوزير جابر أمام باراك على أهمية توافر مناخات استقرار أمني، كي تمضي الحكومة في خطة الإصلاح التي وضعتها، باعتبار أن الاستقرار كان ولا يزال العامل الأول والأخير في تحقيق تقدم اقتصادي ومالي، وفي الوصول إلى تنمية حقيقية ومستدامة.
الجلسة النيابية
وينعقد مجلس النواب في جلسة رقابية قبل ظهر اليوم لبحث رفع الحصانة عن النائب جورج بوشكيان والنظر في لجنة تحقيق لعمل وزارة الاتصالات، لذا، أعلنت اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة والمكلفة درس اقتراحات القوانين الإنتخابية، ان «بسبب تزامن إنعقاد جلسة الهيئة العامة لمجلس النواب مع موعد انعقاد جلستها المقرر عقدها عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، أرجأت اللجنة جلستها الى موعد يحدد لاحقا».
مسيّرات ضد القرى الجنوبية
استهدفت مسيّرة سيارة في بلدة تبنين محيط مستشفى تبنين الحكومي، واخرى صوتية على منطقة المرج على اطراف بلدة حولا، كما استهدفت مسيّرة اخرى بلدة شقرا.
***********************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
إذا لم تضمن أميركا... من يمنع الحرب المقبلة؟
واشنطن تنسحب مالياً من اليونيفيل وفرنسا تتحرك للإنقاذ
منصب مدعي عام جبل لبنان يعرقل التشكيلات القضائية؟
لا توحي الزيارة الثالثة للموفد الاميركي توم براك لبيروت بالكثير من التفاؤل، خصوصا انها تاتي في وقت تغلي فيه المنطقة، من الاحداث التي تشهدها سوريا، وارتداداتها على الساحة اللبنانية، الى عودة التصعيد الكلامي على الجبهة الايرانية، فيما يراوح الوضع في غزة مكانه، ما ينذر بمضاعفات على مستوى الشرق الاوسط ككل، الخاضع لاختبار بالغ الخطورة، يستهدف وجود أقلياته، وبالتالي حدود دوله التي رسمها اتفاق سايكس-بيكو، فيما المطلوب من لبنان الذي يعاني اصلا من وضع هش، ان ينهض بمؤسساته الرسمية ويعزز امنه واستقراره بمعزل عن هذا الغليان.
وسط هذه الاجواء، تتطاير الأوراق والملاحظات على خط واشنطن – بيروت، بنود تبقى واخرى تُزاد بحسب تقلبات المواقف، تواكبها جولات مكوكية لم تنته الى اي حسم، تقطعها جرعات أمل غير مستندة الى اي معطى عملي وملموس، وتسويق رسمي بان «الامور ماشية» وفق الخطة المرسومة، بعيدا من الفولكلور والضوضاء، حرصاً على تنفيذها بهدوء ورويّة من دون استفزاز اي فريق لبناني، فالمهم على حدّ قولها «أكل العنب مش قتل الناطور».
اليوم الثاني
وفيما استمرت مفاعيل اللقاءات الرسمية لليوم الاول للزيارة، مدار بحث وتمحيص، توالت التسريبات حول ما تناوله اللقاء الثالث في مقر الرئاسة الثانية، من نقاط حساسة، خصوصا ان الفريق الاميركي يعول كثيرا على الاجتماع برئيس المجلس، الذي حمل معه ردودا شفهية على كثير من التساؤلات، وجاءت في توقيت دقيق سياسيا واقليميا، مع انكشاف ملامح صفقة اميركية اقليمية تتقاطع مع الاستحقاقات اللبنانية.
مصدر مواكب للاتصالات كشف ان الجانب الاميركي استطاع انتزاع تعهد لبناني بعقد جلسة للحكومة توافق بالاجماع على نص الورق اللبنانية، بعدما ابدى الثنائي الشيعي موافقته وتاكيده على حضورها، على ان يحدد موعدها خلال الايام المقبلة، مشيرا الى ان الريبة اللبنانية الكبرى تكمن في اصرار واشنطن على عدم تقديم أي ضمانات، بمعنى تركها الامور لمصلحة التوازنات التي يمكن ان تستجد على الارض، مؤكدا ان الرد اللبناني عمليا هو اقصى ما يمكن للبنان ان يوافق عليه، وبالتالي فان الورقة الاخيرة هي نهائية، دون ان يعني ذلك انقطاع التواصل مع الجانب الاميركي، حيث ستبقى الابواب مفتوحة على أي اقتراحات جديدة من ضمن المسلمات اللبنانية، مبديا اعتقاده بان زيارات براك ستبقى قائمة في أي لحظة الى بيروت تبعا للتطورات الاقليمية والمحلية.
في عين التينة
وكشف المصدر ان مبدأ «الخطوة بخطوة» لم يعد صالحا في ظل اقرار براك بعجز واشنطن عن فرض أي شيء على تل ابيب، موضحا ان رئيس المجلس طلب، ازاء ذلك، أن يكون هناك سلّة متكاملة للحل، تضمن حقوق لبنان وأمنه الذاتي، وتجعله ينطلق في محادثات داخلية حول استراتيجية دفاعية، اذ لا يمكن مطالبة الحزب بتسليم سلاحه ومفاوضته على ذلك في ظل استمرار الاحتلال، من هنا كان طرح عين التينة لمرحلتين: انسحاب اسرائيل مقابل سحب السلاح جنوب الليطاني، ووقف العدوان مقابل الاستراتيجية الوطنية.
وراى المصدر ان براك اوصل رسائل ثلاث واضحة، اولى، بدَّل من تصريحه السابق حول حزب الله، فاعتبره هذه المرة «حزباً إرهابياً» وفق تصنيف بلاده، ، جاء بناء لطلب مباشر من وزارة الخارجية، بعدما كان استرسل واجتهد في كلامه المرة الماضية في حديثه عن التمييز بين جناح عسكري وآخر سياسي، وهو ما يدل على ان الخارجية الاميركية غير مرتاحة للهجته الدبلوماسية «الزايدة»، والمواقف التي يطلقها، وهو ما وصلت اصداؤه الى اكثر من شخصية لبنانية، ثانيًا، أن اتفاق وقف إطلاق النار لم ينجح، وأنه لا توجد أي جهة ضامنة لمنع تجدد الحرب، الثالثة، والأخطر، تأكيده أنه «لا توجد ضمانات» وأن واشنطن «لا تستطيع إرغام إسرائيل على فعل أي شيء»، ما يعني رفض المقترح اللبناني بضرورة وجود ضمانات واضحة.
وختم المصدر، بانه رغم الاجواء الايجابية التي حاول بثها، الا ان غالبية من التقوه جانبيا خرجوا بانطباعات غير ايجابية، متحدثين عن خيبته من الرد اللبناني، والعجز عن كسر دائرة المراوحة، اذ ان الرد الثاني يكاد يكون نسخة طبق الاصل عن الاول، مقرا بان هذه الدوامة اوصلت الى فشل اتفاق وقف اطلاق النار، من جهة، والى عجز واشنطن عن تقديم الضمانات التي تطالب بها بيروت، معتبرة ان زيارته الحالية وضعت لبنان في مواجهة اسرائيل وحيدا، متخوفة من ان يكون قد اقترب من اختتام «مهمته اللبنانية» ومن غسل يديه من الأزمة، بعد عجزه عن الحصول على التزامٍ بسقفٍ زمني وبآلية لتسلّم سلاح حزب الله.
في الخلاصة فان الزيارة الثالثة رسخت الواقع التالي: المبادرة الاميركية لا تزال مطروحة على الطاولة، المهلة امام لبنان تضيق، الدعم الدولي مشروط باجماع داخلي على خريطة الطريق الاميركية، والا فان الفرصة الاخيرة ستضيع، وفق توصيفه.
اليونيفيل
وفي سياق متصل، علم ان المجموعة الاوروبية وعلى راسها فرنسا، تقدمت من الامين العام للامم المتحدة معربة عن استعدادها لتغطية حصة الولايات المتحدة الاميركية من تمويل قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان، خصوصا ان واشنطن ابلغت القيادة الدولية عزمها وقف التمويل، وقد اتخذت الخطوات الاجرائية في هذا الخصوص وفقا لما بينته بنود الموازنة المعروضة على الكونغرس.
غير ان مصادر دبلوماسية في نيويورك اشارت الى ان حل تلك الاشكالية لا يعني ان التمديد لليونيفيل بات بحكم الامر الواقع، في ظل التهديد الاميركي باستخدام حق النقض ضد اي قرار لا يراعي مصالح واشنطن وخططها.
عون الى البحرين
وسط هذه الاجواء، غادر رئيس الجمهورية الى البحرين، في زيارة رسمية تستمر ليومين، في اطار رحلاته الخارجية الى الدول العربية، بهدف اعادة لبنان الى الحضن العربي، ومحاولة كسر العزلة التي عانت منها بيروت طوال السنوات الاخيرة، ووفقا للمتابعين، بدا لافتا في برنامج رحلته، لقاؤه مع رؤساء تحرير الصحف البحرانية، مع الاشارة الى ان الاهمية التي تكتسبها هذه الزيارة تنبع من كون المنامة، احد ابرز المؤشرات على اتجاه الرياح السعودية.
سلام عند ماكرون
والخميس يغادر رئيس الحكومة نواف سلام الى باريس للقاء الرئيس ايمانويل ماكرون، على ان يستكمل المباحثات التي بدأها مع المستشار الاقتصادي للمبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص جاك دو لا جوجي في حضور السفير الفرنسي، حيث جرى البحث في مستجدات قانون إعادة هيكلة المصارف والتعديلات المطروحة عليه في مجلس النواب، إضافةً إلى مناقشة الجدول الزمني المتوقع لإقراره، كما تناول الاجتماع التقدّم المحرز في إعداد قانون الفجوة المالية، في إطار السعي إلى إرساء أسس التعافي المالي والاقتصادي في لبنان.
مشروع اعادة الهيكلة
والى الورشة التشريعية الاصلاحية، حيث اكدت اوساط نيابية ان اللجنة الفرعيّة المخصّصة لدراسة مشروع قانون إصلاح أوضاع المصارف، انهت عملها، بعدما حسمت مسالة تركيبة الهيئة المصرفيّة العليا، ضمن المهلة التي حددتها السلطة اللبنانية لواشنطن وصندوق النقد، قبل نهاية تموز، حيث ستحيل تقريرها الذي يتضمن المحاضر والتعديلات إلى لجنة المال والموازنة، ومن بعدها إلى الهيئة العامّة، وهو ما كان استفسر حوله توم براك بالتفصيل خلال لقاءاته «المالية».
أمّا بالنسبة لقانون الفجوة المالية، فتكشف المعطيات ان القدرة على إنجازه في غضون اسبوعين صعبة، لأن المشكلة ترتبط بهذه النقطة بالذات، لأنها تعني كيفية توزيع المسؤوليات بين مصرف لبنان والمصارف والدولة اللبنانية، وتحديد طريقة دفع الأموال والنسبة التي ستدفعها كل جهة، وبالتالي هذه هي النقطة الأكثر حساسية بكل الأزمة التي كانت جامدة لست سنوات مضت بسبب العجز عن مقاربة هذا الموضوع، ولذلك فإن إنجاز هذا الموضوع سيتطلب وقتاً إضافياً ولن يكون ممكنًا في نهاية الشهر الحالي.
قائد الجيش في الاردن
من جهته وصل قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى الاردن في اول زيارة عربية له لبحث الملفات المشتركة بين الجيشين، خصوصا ان عمان تعتبر من الاطراف الفاعلة والمؤثرة في الملف الفلسطيني، كما انها ساهمت في تسليح الجيش اللبناني، من تقديمها دبابات «ام 60»، ومجموعة مدفعية محمولة ذاتية الحركة، الى اكثر من 60 ملالة ام 113، لتجهيز كتيبتين من الجيش للانتشار في منطقة جنوب الليطاني.
جديد السلاح الفلسطيني
وليس بعيدا، كشف مصدر فلسطيني، ان حركة التغييرات التي تشهدها قيادة الساحة اللبنانية على المستويين السياسي والعسكري، تحت اشراف وقيادة الرئيس محمود عباس، تتزامن مع اتصالات بعيد عن الاعلام مع الجانب اللبناني تندرج راهنا في اطار «تنظيم السلاح الفلسطيني لا سحبه وتسليمه»، في اطار التزام السلطة بما تعهد به ابو مازن خلال زيارته الى بيروت.
الحسم اقترب
على صعيد آخر، في ظل الضبابية التي تحيط بمصير منحة العسكريين التي أقرتها الحكومة، وبعد العودة عن الضريبة على المحروقات التزامًا بقرار مجلس شورى الدولة، يجد العسكريون أنفسهم في موقع المدافع عن حقهم مع غموض الحكومة في مقاربتها لموضوع الرواتب، التي تعاني من ازدواجية واضحة بصرف رواتب خيالية لبعض الموظفين، في حين تشتكي من عدم وجود مصدر لتمويل منحة العسكريين.
وفي هذا الاطار علم ان العسكريين المتقاعدين امهلوا الحكومة حتى نهاية الشهر، فإذا لم يتقاضَ العسكريون المنحة، فإن اليوم التالي ستشهد الشوارع تحركًا واسعًا، وإقفالًا جماعيًا في كل المناطق اللبنانية، لأنه لا يمكن استمرار الاستهزاء بحقوق العسكريين والمتقاعدين العسكريين، ذلك انه تمت جباية الضريبة على المحروقات على مدى شهرين، حيث بلغت العائدات 30 مليون دولار، وبالتالي التذرع بعدم وجود أموال لدفع المنحة هو غير صحيح، لأن ما تمت جبايته كان تحت عنوان تغطية منحة العسكريين.
التشكيلات القضائية
على صعيد التشكيلات وبعد تعثر تمرير تعيينات بعض الهيئات الناظمة «لعيوب» شابت العملية، عادت الى الواجهة مسالة التشكيلات القضائية، في ظل التعثر المستجد على خطها، فبعد حل مسالة المدعي العام المالي، برزت الى الواجهة عقدة مدعي عام جبل لبنان، وسط شد حبال بين وزير العدل الذي يدعم القاضي سامي صادر، ورئيس مجلس القضاء الاعلى الذي يؤيد وصول القاضي سامر ليشع، في وقت يبدو ان «الصلحة» بين الرجلين «لم تكتمل»، علما ان «الورقة» التي سيرفعها مجلس القضاء نهاية الشهر، للوزير، الذي قطع اجازته وعاد الى بيروت، تتضمن اسماء 470 قاضيا.
يشار في هذا السياق الى ان عجلة التفتيش القضائي عادت الى الدوران، بعد فترة من التوقف، اذ تسجل سلسلة من الاستدعاءات لقضاة على خلفية مسائل مسلكية، كالسفر الى الخارج دون اذن، وضع منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام تطبيق «تيك توك».
********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
براك يرمّم تشاؤم اليوم الأول بالدعوة «إلى الأمل»: أميركا لن تتخلى عن لبنان
جعجع ينتقد بشدة عدم عرض ورقة الرد اللبناني على الحكومة والبرلمان
حاول المبعوث الأميركي توم براك ترميم الأجواء التشاؤمية التي سادت لقاءات في اليوم الأول في بيروت، بالتعبير، الثلاثاء، عن تفاؤله والدعوة إلى «الأمل»، واصفاً لقاءه برئيس البرلمان نبيه بري بـ«الممتاز».
وجاء لقاء براك مع بري بعدما كان قد التقى يوم الاثنين كلاً من رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، حيث كان واضحاً بكلامه بالقول إن بلاده «لا يمكنها الضغط على إسرائيل»، ومحملاً الدولة اللبنانية مسؤولية نزع سلاح «حزب الله»، بالقول إن «المسألة داخلية».
واكتفى براك بعد لقائه بري بالقول: «اللقاء مع رئيس المجلس كان ممتازاً ونعمل قدماً للوصول إلى الاستقرار وعليكم أن تتحلوا بالأمل».
وكان برّاك قال عند وصوله إلى مقر الرئاسة الثانية: «متفائل من زيارتي للبنان... أميركا لن تتخلى عن لبنان»، وأكد، رداً على سؤال حول سبب رفض الولايات المتحدة الأميركية إعطاء الضمانات التي يطلبها لبنان، أن «المشكلة ليست في الضمانات».
وقالت رئاسة البرلمان في بيان لها: «استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية سفير الولايات المتحدة الأميركية في تركيا الموفد الخاص إلى لبنان وسوريا توماس براك والوفد المرافق، في حضور السفيرة لدى لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان».
وأشارت إلى أن «اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة وربع الساعة تناول تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية».
ويوم الاثنين، كانت قد أعلنت الرئاسة اللبنانية أن لبنان سلّم الموفد الأميركي «مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهّد به لبنان منذ إعلان 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024»، أي منذ سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل.
ولفتت الرئاسة اللبنانية إلى أنّ مضمونه يتمحور «حول الضرورة الملحّة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها».
جعجع: الرد اللبناني يضرب الدستور بعرض الحائط
في المقابل، تستمر المواقف المنتقدة لمقاربة الدولة اللبنانية لـ«الورقة الأميركية» ومسار المناقشات بشأنها، وهو ما جدد الحديث عنه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، عادَّاً أنه «تم ضرب الدستور والمؤسسات اللبنانية بعرض الحائط؛ إذ لا شيء في الدستور اسمه الرؤساء الثلاثة».
وقال جعجع في بيان له: «من حيث الشكل، تم ضرب الدستور والمؤسسات اللبنانية بعرض الحائط، فلا شيء في الدستور اسمه الرؤساء الثلاثة. إن مركز القرار التنفيذي في الدستور هو في الحكومة. إن المركز التشريعي هو في المجلس النيابي». وأضاف: «لقد سُلِّم الموفد الأميركي رداً لبنانياً على الطرح الذي كانت تقدمّت به واشنطن من دون العودة للحكومة المعنية وفقاً للدستور بإدارة السياسة العامة في البلد، ومن دون العودة أيضاً إلى المجلس النيابي المعني الأول بسياسة البلد والسهر على أعمال الحكومة»..ومن حيث المضمون، قال: «بعد كل ما حصل وما زلنا نعانيه حتى اللحظة، جاء رد أركان الدولة على بعض المقترحات الأميركية متماهياً تماماً، باستثناء بعض العبارات التجميلية، مع ما كان يريده (حزب الله)».
وأكد: «إن السلاح غير الشرعي في لبنان ليس مشكلة أميركية، والسلاح غير الشرعي بعد حرب 2024 لم يعد مشكلة إسرائيلية، إنما مشكلة لبنانية بالدرجة الأولى»، مضيفاً: «إن وجود التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية في لبنان وفي طليعتها (حزب الله) هشّم وجه الدولة اللبنانية وما زال. إن وجود هذه التنظيمات صادر قرار الدولة الاستراتيجي وما زال، وإن حل هذه التنظيمات أصبح مطلباً لأكثرية الشعب اللبناني، وأصبح مطلباً واضحاً لدى جميع أصدقاء لبنان في الشرق والغرب، وبالأخص لدى الدول الخليجية؛ وذلك كي يستعيد أصدقاء لبنان اهتمامهم به، وتقديم المساعدات المطلوبة له، إن بإخراج إسرائيل من لبنان ووقف عملياتها العسكرية، أو بتأكيد حدودنا الجنوبية وتثبيتها، أو بترسيم حدودنا الشرقية والشمالية»... وسأل: «بأي منطق وحق يأتي جواب السلطة اللبنانية على المقترحات الأميركية بالشكل الذي أتى به؟ مضيفاً: «إن ما يحصل يعيدنا، ويا للأسف، سنوات وسنوات إلى الوراء، ويعرِّض لبنان لمخاطر جمة، ولمزيد من المآسي والويلات، والذين هم وراء ما حصل يتحملون مسؤولية كل ما يمكن أن يحصل».
«الكتائب» يحذّر من مخاطر عدم حصر السلاح
وناشد حزب «الكتائب اللبنانية» في اجتماع مكتبه السياسي برئاسة النائب سامي الجميّل، «القوى السياسية كافة تحصين المؤسسات الدستورية»، محذراً «من مخاطر عدم حصر السلاح غير الشرعي وعدم بسط الدولة سلطتها الكاملة وهيبتها غير المنتقصة على كامل أراضيها، وتأثير ذلك، في حال استمرّ، على الوحدة الوطنية، أو ازدياد التطرّف، وضرب مسار قيام المؤسسات».
ودعا «الكتائب» في بيانه «حزب الله» إلى انتهاز الفرصة الراهنة وتسليم السلاح فوراً، من دون قيد أو شرط؛ للعودة إلى كنف الدولة، والانخراط الجدّي في مشروع إعادة تكوين المؤسسات وفقاً للدستور».
**********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
التفاؤل يعود بعد اجتماع ممتاز بين بري وبراك
أوراق وملاحظات تتجول على خط واشنطن – بيروت. جولات بلغت الثلاث للمبعوث الاميركي توم برّاك لم تنته الى اي حسم. بنود تبقى واخرى تُزاد بحسب تقلبات المواقف، لكنّ شيئاً مما ينتظره اللبنانيون لم يطفُ على واجهة المشهد التفاوضي اللبناني- الاميركي. الضمانات التي اعلن اول امس انها غير متوافرة من جهة اسرائيل، ليست المشكلة فيها كما اعلن برّاك من عين التينة امس، حيث ضخ جرعة أمل غير مستندة الى اي معطى يتيح البناء عليه. وحدها عبارة “اميركا لن تتخلى عن لبنان” من شأنها ان تخفف منسوب القلق المشروع على المستقبل واحتمال بقائه وحيدا على قارعة الطريق فيما تتقدم دول الجوار كلها بسرعة نحو الاستقرار والسلام.
الانطباعات هذه هي نتاج ما يعلن من مواقف في اعقاب اللقاءات التي يعقدها برّاك في بيروت ، الا ان مصادر سياسية مطلعة على مناخ المحادثات تؤكد لـ”المركزية” ان “الامور ماشية” وفق الخطة المرسومة، بعيدا من الفولكلور والضوضاء، حرصاً على تنفيذها بهدوء ورويّة من دون استفزاز اي فريق لبناني، فالمهم على حدّ قولها “أكل العنب مش قتل الناطور”.
سنصل الى الاستقرار
في ثاني ايام جولته على القيادات اللبنانية، زار الموفد الرئاسي الاميركي والوفد المرافق مقر الرئاسة الثانية في عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحضور السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان، وتناول اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة وربع الساعة، تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية. برّاك اكتفى بعد اللقاء بالقول : اللقاء مع رئيس المجلس كان ممتازاً ونعمل قدما للوصول الى الإستقرار وعليكم ان تتحلوا بالامل. وأكد، ردا على سؤال حول سبب رفض الولايات المتحدة الاميركية إعطاء الضمانات التي يطلبها لبنان، أن “المشكلة ليست في الضمانات”، مضيفًا: “سنصل إلى الاستقرار”. واستكمل “مستمرّون بالعمل ونحرز تقدمًا وعليكم أن تتحلّوا بالأمل”. وكان برّاك قال عند وصوله الى عين التينة “متفائل من زيارتي للبنان… أميركا لن تتخلى عن لبنان”.
أزيل التشاؤم؟
اثر اللقاء، أفيد انه كان ايجابيا للغاية ويمكن القول إنه أزال الجو التشاؤمي الذي كان سائدا في الفترة الاخيرة. وأشارت معلومات صحافية إلى أنّه “قد يكون لدى رئيس مجلس النواب مقترح يقدّمه لبرّاك يرتكز على أن تخطو إسرائيل خطوة تجاه لبنان أي وقف العدوان لـ15 يوماً وبعدها يبدأ لبنان بنزع السلاح” الا ان مصادر قريبة من عين التينة نفت ذلك. وأضافت المعلومات بأن الموقف الرسمي اللبناني كان موحّدا وما سمعه برّاك في بعبدا عاد وسمعه في عين التينة، لافتة إلى أن “حزب الله لا يزال مصرّا على عدم تسليم سلاحه وعلى عدم وضع جدول زمني”. كما كشفت أن برّاك قال لمسؤولين التقاهم إنّ الردّ اللبناني هو ردٌ ناقص.
مرحلة حساسة
وامس، شدد رئيس الجمهورية على ان المرحلة الراهنة دقيقة وحساسة وتتطلب وعياً وطنياً ومواقف جامعة تصون وحدة لبنان ارضاً وشعباً وتحمي سيادته واستقلاله. وأشار الى ان لبنان مرّ بظروف أصعب من تلك التي يعيشها اليوم، لكنه استطاع تجاوزها بالتفاف اللبنانيين حول دولتهم ومؤسساتهم الدستورية والأمنية. واكد ان الاتصالات مستمرة لمعالجة تداعيات ما يجري في عدد من دول المنطقة لتفادي تأثيرها على لبنان، مجدداً التنويه بمواقف القيادات اللبنانية السياسية والروحية حيال ما حصل في سوريا مؤخرا من احداث مؤسفة. كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله رئيس الطائفة الانجيلية في سوريا ولبنان القس جوزف قصاب يرافقه القاضي فوزي داغر والمحامي شارل غفري. وتطرق البحث خلال اللقاء الى أوضاع الطائفة وحاجاتها، والوضع في سوريا.
بطاركة
وليس بعيداً، عقد في المقر البطريركي في الديمان اجتماع ضم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ، بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، بطريرك السريان الكاثوليك يوسف الثالث يونان و بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان،، في حضور السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا تداولوا خلاله في أمور كنسية وتداعيات التطورات الأخيرة في المنطقة.
جنبلاط – ارسلان
الى ذلك، استقبل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، مساء الإثنين، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، يرافقه نجله مجيد أرسلان، بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، النائب وائل أبو فاعور، الشيخ وجدي أبو حمزة، والقيادي في “التقدمي” خضر الغضبان. وخلال اللقاء، جرى البحث في التطورات في لبنان والمنطقة، لا سيما الأوضاع في محافظة السويداء وسبل حماية الاستقرار الداخلي في لبنان.
ارجاء الجلسة
على صعيد آخر، أعلنت اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة والمكلفة درس اقتراحات القوانين الإنتخابية، ان “بسبب تزامن إنعقاد جلسة الهيئة العامة لمجلس النواب مع موعد انعقاد جلستها المقرر عقدها عند الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الأربعاء الواقع فيه 23/7/2025، أرجأت اللجنة جلستها الى موعد يحدد لاحقا”.
***********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
...وفي اليوم الثاني : لا «أمل»
"الأخ الأكبر" عجز عن إقناع "الأخ الأصغر"
خليطٌ من التفاؤل والتشاؤم يواكب الزيارة الثالثة للموفد الأميركي توم برَّاك لبيروت، فما قاله في السراي الحكومي أول من أمس، دفع إلى التشاؤم، لكن سرعان ما تبدد جزئيًا هذا التشاؤم من خلال الموقف المقتضب جدًا الذي أعلنه براك بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري. براك اكتفى بالقول: «اللقاء مع رئيس المجلس كان ممتازاً، ونعمل قدمًا للوصول إلى الاستقرار وعليكم أن تتحلوا بالأمل».
لكن ما قاله براك بعد الاجتماع لا يعكس ما دار في الاجتماع، ففي معلومات «نداء الوطن» أن الرئيس بري سأل ضيفه: «كيف يمكننا أن نقدم لـ «حزب الله» خطوة تشجعه على الانخراط في الاتفاق؟» (في إشارة من بري إلى إمكان أن تضغط الولايات المتحدة الأميركية على إسرائيل للقيام بمبادرة ما كوقف العدوان لفترة أو الانسحاب من إحدى التلال)، فأجابه «برّاك»: «لا يمكننا أن نعطيكم شيئًا ما لم تعطونا التزامًا واضحًا من قبل الدولة بسحب سلاح «حزب الله» وبوضع جدول زمني واضح لذلك مع تواريخ محددة!».
في معلومات «نداء الوطن» أيضًا، لم يحصل أي جديد في خصوص الورقة التي قدِّمت إلى براك، ولا تزال الأمور متوقفة عند الضمانات وسط تشدد «حزب الله» في التمسك بسلاحه، ولم تفلح الاتصالات التي أجراها الرئيس بري طوال ليل أول من أمس في تغيير موقف «الحزب»، لذلك أتى رد عين التينة مطابقًا لرد الرئيسين عون وسلام، ولم يحدث أي خرق في جدار الأزمة.
براك أنهى يومه الثاني في لبنان بتلبية دعوة النائب فؤاد مخزومي إلى مائدة عشاء في دارته ضمت عددًا من الوزراء والنواب.
«حزب الله» يسخر من برّاك
وفي موقف أقل ما يُقال فيه إنه ساخر، تهكم «حزب الله» عبر قناة «المنار» على براك، فورد في مقدمة نشرتها الإخبارية مساء أمس: «في بورصةِ التصريحاتِ المتغيرةِ بينَ الأمسِ واليوم، أطلَّ الواعظُ الأميركيُ توم براك من على منبرِ عينِ التينة داعياً اللبنانيينَ للتحلي بالأمل، من دونَ أن تضعَ بلادُه أيَ مدماكٍ له، لا في لبنانَ ولا في عمومِ المنطقة».
عون في البحرين
رئيس الجمهورية جوزاف عون في البحرين. الزيارة، بحسب معلومات «نداء الوطن» تركِّز على إعادة وصل ما انقطع نتيجة سياسات «حزب الله» ودعمه الانقلاب على الحكم في البحرين وكذلك دعمه الاضطرابات، وعلى عمق العلاقات، ودعوة إلى عودة البحرينيين خصوصًا أن قسمًا كبيرًا لديه أملاك في لبنان.
سلام إلى فرنسا
رئيس الحكومة نواف سلام يقوم بزيارة رسمية إلى فرنسا غدًا الخميس، مصادر سياسية متابعة كشفت لـ«نداء الوطن» أن الزيارة، تندرج في إطار التواصل المستمرّ بينه وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خصوصًا أنّ الفرنسيين مهتمون بمتابعة مختلف الملفات الداخلية اللبنانية، ولا سيما الإصلاحات المطلوب من الحكومة إنجازها، كما أنّ باريس عضو فاعل في لجنة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار وفي قوات «اليونيفيل».
وفي المعلومات أيضًا أن هناك جوًا مفاده أن فرنسا تبذل جهدًا مع الأميركيين لعدم تغيير مهمة «اليونيفيل» ولتمرير استحقاق التجديد في ظل مخاوف أن يدفع موقف السلطة من موضوع السلاح والحصيلة غير المرضية التي يعود بها توم براك إلى فرض أميركا شروطًا تعجيزية أو خفض التمويل على غرار ما تفعل مع جمعيات ومنظمات أميركية وأجنبية. وتضيف معلومات «نداء الوطن» أن فرنسا تريد أن تنبه لبنان إلى هذه المخاطر وإلى ضرورة الإقدام على خطوات عملية واضحة وذات معنى ملموس في اتجاه قرار حصر السلاح وإجراء إصلاحات، وباريس متخوفة من ارتدادات سلبية.
جعجع: رد أركان الدولة متماهٍ مع ما يريده «الحزب»
رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع انتقد أداء السلطة من خلال موقف مسهب اعتبر فيه أنه من حيث الشكل، تم ضرب الدستور والمؤسسات اللبنانية بعرض الحائط، فلا شيء في الدستور اسمه الرؤساء الثلاثة. إن مركز القرار التتفيذي في الدستور هو في الحكومة. إن المركز التشريعي هو في المجلس النيابي.
وتابع جعجع: «لقد سُلِّم الموفد الأميركي ردًا لبنانيًا على الطرح الذي كانت تقدمّت به واشنطن من دون العودة للحكومة المعنية وفقًا للدستور بإدارة السياسة العامة في البلد، ومن دون العودة أيضًا إلى المجلس النيابي المعني الأول بسياسة البلد والسهر على أعمال الحكومة.
من حيث المضمون، وبعد كل ما حصل وما زلنا نعانيه حتى اللحظة، جاء رد أركان الدولة على بعض المقترحات الأميركية متماهيًا تمامًا، باستثناء بعض العبارات التجميلة، مع ما كان يريده «حزب الله». إن السلاح غير الشرعي في لبنان ليس مشكلة أميركية، والسلاح غير الشرعي بعد حرب 2024 لم يعد مشكلة إسرائيلية، إنما مشكلة لبنانية بالدرجة الأولى.
إن وجود التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية في لبنان وفي طليعتها «حزب الله» هشّم وجه الدولة اللبنانية وما زال. إن وجود هذه التنظيمات صادر قرار الدولة الاستراتيجي وما زال، وإن حل هذه التنظيمات أصبح مطلبًا لأكثرية الشعب اللبناني، وأصبح مطلبًا واضحًا لدى جميع أصدقاء لبنان في الشرق والغرب، وبالأخص لدى الدول الخليجية، وذلك كي يستعيد أصدقاء لبنان اهتمامهم به، وتقديم المساعدات المطلوبة له، إن بإخراج إسرائيل من لبنان ووقف عملياتها العسكرية، أو بتأكيد حدودنا الجنوبية وتثبيتها، أو بترسيم حدودنا الشرقية والشمالية.
فبأي منطق وحق يأتي جواب السلطة اللبنانية على المقترحات الأميركية بالشكل الذي أتى به؟».
جلسة التصويت على رفع الحصانة عن بوشيكيان
مجلس النواب يعقد اليوم جلسة للتصويت على رفع الحصانة عن وزير الاقتصاد السابق النائب جورج بوشيكيان. الجدير ذكره أن الوزير بوشيكيان غادر لبنان إلى قبرص.
قائد الجيش في الأردن: شراكة استراتيجية
في زيارة لافتة في توقيتها، قائد الجيش العماد رودولف هيكل زار الأردن، بدعوة رسمية من نظيره الأردني رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي وبحسب بيان لقيادة الجيش، شدد الجانبان على» أهمية الشراكة الاستراتيجية واستمرار التعاون وتبادل الخبرات بين الجيشين الشقيقين في مختلف المجالات»، وقد أشاد العماد هيكل بـ«دور القوات المسلحة الأردنية في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وسط الظروف المعقدة التي تشهدها المنطقة».
اجتماع سوري إسرائيلي برعاية أميركية
ذكر موقع «أكسيوس» نقلًا عن مصادر لم يُكشف عن هويتها، أن المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك سيرأس اجتماعًا مع مسؤولين كبار من إسرائيل وسوريا غدًا الخميس. ولم يتضح بعد مكان انعقاد الاجتماع، لكن موقع «أكسيوس» أشار إلى أنه من المتوقع أن يركز الاجتماع على الترتيبات الأمنية في جنوب سوريا وزيادة التنسيق والتواصل.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :