ماتوا جوعًا وخنقًا تحت الأقدام!

ماتوا جوعًا وخنقًا تحت الأقدام!

 

Telegram

 

لم يكن الجوع وحده من حاصر الفلسطينيين في خانيونس، بل كانت طوابير المساعدات نفسها فخًا قاتلًا، حين ارتقى 21 فلسطينيًا خنقًا وتحت الأقدام، بينما كانوا يحاولون التقاط فتات المساعدات من مركز توزيع تديره ما تسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة أمريكيًا، في جنوب قطاع غزة.
وسط تزاحم مئات الشبان من العائلات المكلومة، أغلق الجنود الأمريكيون الأبواب الحديدية المؤدية إلى مركز التوزيع، وأطلقوا غاز الفلفل والمسيل للدموع بعد حدوث حالة هلع وتدافع شديد، لم يكن هناك نظام، فقط صوت الصراخ، والغبار، والأرواح التي تساقطت بصمت.
ويقول شهود عيان إنّ عناصر الشركة الأمريكية، بعضهم يتحدث باللغة الإنجليزية، استخدموا البنادق لتخويف الناس، وأطلقوا قنابل الغاز السام وغاز الفلفل، بينما سقط العشرات أرضًا، ودهسوا تحت الأقدام.
وفي أقل من 20 دقيقة، كانت الأرض مغطاة بجثامين خنقتها الفوضى وسوء التنظيم، ودموع الأمهات والآباء الذين جاؤوا لأجل بعض من البقوليات أو ذرات الطحين أو بعض المعلبات، ليقن صلب الجوعى من خلفهم.
مع استمرار الحصار الإسرائيلي، وحرمان الغزيين من أبسط مقومات الحياة، أصبحت خلال الأسابيع الأخيرة مواقع استهداف مباشر بالقنص أو القصف الجوي، وتحوّلت مراكز المساعدات المحدودة إلى “مصائد للموت” يواجهها المدنيون العزّل أثناء سعيهم للحصول على الغذاء، في ظل شحٍ حادٍ بالمؤن الغذائية واستمرار انهيار النظام الإنساني في القطاع.
مذبحة “خنق جماعي” المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، قال إن الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسة الأمريكية المسماة “مؤسسة غزة الإنسانية – GHF” ارتكبتا مجزرة مروعة بحق المُجوّعين في القطاع، أسفرت عن استشهاد 21 فلسطينيًا بينهم 15 بالاختناق و6 بإطلاق الرصاص المباشر، إضافة إلى عدد كبير من المصابين.
ووصف المكتب، هذه الجريمة بأنها واحدة من أبشع المجازر المنظمة التي ارتُكبت بحق المدنيين منذ بداية الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن المؤسسة الأمريكية ليست جهة إنسانية كما تزعم، بل أداة أمنية واستخباراتية خطيرة صممت خصيصًا لخدمة أجندات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنها تمثل نموذجًا لمصائد الموت الجماعي تحت غطاء مزيف للعمل الإنساني.
وأشار البيان إلى أن تفاصيل الجريمة بدأت بدعوة مئات آلاف المواطنين لاستلام مساعدات عبر مركز SDS3 جنوب قطاع غزة، ثم عمدت المؤسسة إلى إغلاق البوابات الحديدية بعد تجميع آلاف المُجوّعين في ممرات ضيقة معدة عمدًا لخنقهم.
وفيما بعد، قام موظفو المؤسسة الإجرامية وجنود الاحتلال الإسرائيلي برش غاز الفلفل الحارق وإطلاق النار المباشر على المُجوّعين، ما أدى إلى حالات اختناق وسقوط عدد كبير من الشهداء والمصابين نتيجة التدافع في مكان مغلق ومصمم للقتل.
وأكد المكتب الإعلامي أن شهادات 14 شاهد عيان ممن تواجدوا في مسرح الجريمة تطابق الرواية حول ما جرى من وقائع دامغة، موضحًا أن هناك مشاهد مرئية موثقة تُثبت قيام عناصر المؤسسة الأمريكية الإجرامية بإطلاق النار على المُجوّعين.
وشدد على أن محاولة المؤسسة إلصاق الجريمة بأبرياء أو فصائل فلسطينية هو سلوك مفضوح هدفه التهرب من المسؤولية.
وأكد المكتب الإعلامي أن عدد الشهداء الذين ارتقوا نتيجة ممارسات المؤسسة الأمريكية الإجرامية حتى الآن بلغ أكثر من 870 شهيدًا وأكثر من 5,700 إصابة و46 مفقودًا، معتبرًا أن هذه الأرقام تؤكد شراكة المؤسسة الفعلية في سياسة الإبادة الجماعية والتجويع التي يقودها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
كما شدد على أن المؤسسة المذكورة تفتقر كليًا إلى المبادئ الأساسية للعمل الإنساني، مثل الحيادية والاستقلالية والشفافية والإنسانية والقدرة المهنية على توفير المساعدة، مشيرًا إلى أنها تُغلق مراكزها لأيام وأسابيع دون إنذار أو بديل، وتصر على العمل بعقلية عسكرية أمنية موجهة لإخضاع وإذلال وتجويع الناس لا لإنقاذهم.
وأكد المكتب إدانته الشديدة لهذه الجريمة البشعة، معتبرًا المؤسسة الأمريكية مسؤولة مسؤولية كاملة عنها إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي والداعمين لهم، وحمّلهم كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية والجنائية عن كل قطرة دم سالت نتيجة ما تسمى عمليات “توزيع مساعدات”.
وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن والمنظمات الدولية والحقوقية والقانونية والمؤسسات الأممية بوقف عمل هذه المؤسسة فورًا، وإجراء تحقيق مستقل وشفاف في جميع الجرائم التي تورطت فيها، ومنعها من مواصلة العبث بحياة وأرواح المدنيين.
أهداف سياسية بحتة ومن جانبه، وجّه المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عدنان أبو حسنة، انتقادات حادة لما تسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” التي أُنشئت مؤخرًا مراكز لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، واصفًا أداءها بأنه “فشل ذريع في مواجهة المجاعة المتفاقمة” التي تضرب القطاع منذ أشهر.
وأكد أبو حسنة في تصريح لوكالة “شهاب” للأنباء، أن هذه المؤسسة “تفتقر إلى الخبرة، والمعلومات، والقدرات اللوجستية المطلوبة للتعامل مع كارثة إنسانية بهذا الحجم”، محذرًا من أن غياب التنظيم وسوء الإدارة في عمليات توزيع المساعدات ساهم في سقوط ضحايا أبرياء كانوا يسعون فقط للحصول على الطعام لعائلاتهم.
وأضاف أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي أنشأت هذه المؤسسة لأهداف سياسية بحتة، قائلاً: “الهدف الحقيقي هو دفع سكان غزة نحو الجنوب، تمهيدًا لترحيلهم، ونحن في الأونروا نرفض التعاون معها تمامًا”.
وأشار أبو حسنة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى إقصاء المنظمات الأممية عن العمل داخل غزة، وعلى رأسها الأونروا، لأنها “تمثل إرادة المجتمع الدولي، وتعمل وفقًا لقوانين الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة”.
وكانت وكالة أونروا قد حذّرت مؤخرًا من أن طوابير المساعدات تحوّلت إلى “مصائد موت” بفعل قصف الاحتلال واستهداف المدنيين، ما يزيد من صعوبة الاستجابة الإنسانية ويعقّد المشهد الإغاثي برمّته.
واتهمت منظمة العفو الدولية “إسرائيل” باستخدام تجويع المدنيين سلاح حرب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وقالت إنها حولت طلب المساعدة إلى فخ مميت للفلسطينيين المجوعين. ودعت المنظمة دول العالم إلى الضغط لرفع الحصار ووقف الإبادة الجماعية فورا، وأضافت “يجب وقف الدعم العسكري لإسرائيل وفرض عقوبات على مسؤوليها والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية”.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، التي دعت إلا وقفها فورا، بدأت “إسرائيل” والولايات المتحدة منذ 27 أيار/مايو الماضي تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات (شحيحة) عبر ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، حيث يجبر مئات آلاف الفلسطينيين المجوعين على المفاضلة بين الموت جوعا أو برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما بات يعرف بـ”مصائد الموت”.
وحذرت وزارة الداخلية في غزة من التعامل مع مؤسسة غزة الإنسانية “ووكلائها المحليين والخارجيين تحت أي ظرف”، وقالت إن المؤسسة “لم تنشأ للإغاثة، وتحولت لمصائد موت، ومراكز إذلال وانتهاك ممنهج للكرامة”.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram