افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 14 تموز 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاثنين 14 تموز 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

صمت تامّ لـ«السياديّين» أمام تهديدات برّاك

قبلَ أيام خرج المبعوث الأميركي توماس برّاك لـ«يبشّر» اللبنانيين بأن بلادهم ستصبِح مُلحقة بدولة أخرى، وأن ذلك سيكون خياراً وحيداً للردّ على فشل الدولة وأدوات المشروع الأميركي في مواجهة سلاح حزب الله.

وفي كلامه، حاول برّاك الإشارة إلى أن إدارته ليست عاجزة، بل هي قادرة على اجتراح حلول خارج أي سياق متوقّع حتى لو كانَ على حساب «حلفائها»، موغلاً في التحذير من المخاطر الوجودية التي ستترتّب على لبنان في حال تخلّف عن الركب وانضم إلى صفوف الملتحقين بالتغييرات.

ولا ينفع هنا، مع برّاك تحديداً، تأويل ما قاله ولا التخفيف منه ولا إدخاله في سياق التصريحات غير المدروسة، أو غير المرضيّ عنها أميركياً، حتى بعدَ التوضيح الذي أصدره.

فبرّاك يعني الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا ينقل إلا ما يفكّر به الأخير، حتى لو كانَ سيناريوهات مجنونة كتلك التي يرسمها لغزة، والرجل الذي تربطه علاقة صداقة قوية مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان معروف عنه أنه لا يخضع لمراجعة أو مُساءلة، وليس بحاجة أن يعود إلى وزارة الخارجية ولا إلى سفارة، بل ينقل مباشرة من لسان ترامب إلى مسامع من يعنيهم الأمر.

إلا أن المفارقة والصدمة، كانتا في الصمت المدوّي أمام تصريحاته من قبل الدولة اللبنانية ورموز «السيادة» فضلاً عن رؤساء أحزاب وتيارات «سيادية» لم يصدر عنهم موقف بحجم خطورة ما قاله برّاك، لا بل إن البعض كقائد «القوات» سمير جعجع، حمّل الدولة المسؤولية.

أما المفارقة الأكبر، فكانت في غياب أي موقف على لسان المرجعيات الروحية المسيحية التي لم تتطرّق لا من قريب ولا من بعيد في عظات الأحد إلى كلام برّاك، إذ اكتفى البطريرك بشارة الراعي بالحديث عن «أهمية العائلة وسط الضغوطات التي تحاصر الوطن»، فيما تناول متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة موضوع «الدولة والدستور». ونقل زوار الراعي عنه أنه «كان مستمعاً» عندما أُثير الأمر أمامه!

وعلمت «الأخبار» أن الدولة اللبنانية لن تصدر أي موقف وأنها اكتفت بتوضيح برّاك، بعد اتصالات حصلت مع السفارة، قال فيه إن «تصريحاته الأخيرة بشأن سوريا فُهمت خطأ»، موضحاً أنها «لم تكن تهديداً للبنان»، بل جاءت في سياق الإشادة بـ«الخطوات المثيرة للإعجاب» التي تتخذها دمشق.

وكتب برّاك على منصة «إكس»: «تصريحاتي كانت إشادة بالتقدّم اللافت الذي تحققه سوريا، وليست تهديداً للبنان»، مضيفاً: «أشرت إلى واقع أن سوريا تتحرك بسرعة فائقة لاغتنام الفرصة التاريخية التي أتاحها الرئيس دونالد ترامب برفع العقوبات».

في المقابل، ردّ حزب الله على تصريحات برّاك، على لسان النائب إبراهيم الموسوي الذي اعتبر أن «التصريحات التي لمّح فيها إلى إعادة لبنان إلى ما سمّاه بلاد ‏الشام التاريخية، تنمّ عن نوايا خطيرة، وتكشف بوضوح عن معالم المشروع الأميركي - الصهيوني ‏المرسوم للمنطقة عموماً، ولبنان خصوصاً.

لكن ما فات هذا المبعوث - أو لعلّه يجهله - هو حقيقة لبنان، أنّه ‏بلد لا يرضخ للتهديد، ولا يساوم على سيادته، بل هو بلد المقاومة والعزة والصمود، الذي روى أرضه بدماء ‏أبنائه الشهداء صوناً لكرامته وسيادته، وأنّ لبنان لن يكون يوماً خاضعاً للإملاءات الأميركية أو راضخاً ‏للتهديدات الإسرائيلية أو تابعاً لأيّ دولة خارجية، أو ملحقاً بها».‏

وطالب الموسوي بردّ حازم وقوي من الدولة اللبنانية، إذ إن «هذه التصريحات الاستعلائية لا يجب أن تمر».

التيار: لا تهدّدونا بتكرار تجارب لم تنجح

أكّدت مصادر بارزة في التيار الوطني الحر «أننا نريد أفضل العلاقات مع سوريا أياً يكن نظامها، لكننا سنتصدى، كما فعلنا سابقاً، في أي يوم تحاول فيه سوريا وضع يدها على أي حبة تراب من لبنان». ودعت إلى «ألّا يهددنا أحد بتكرار تجارب لم تنجح». واعتبرت أن التهديد بضم لبنان إلى سوريا «لا لزوم له ولا يفيد ولا يساعد على الحلول في لبنان. نريد السلاح ورقة بيد الدولة لتستفيد منه في حماية مواردها، لكنّ التهديد بقوى خارجية يُشعِر بعض الداخل بأنّك تقول له سلّم سلاحك لأقتلك». وانتقدت المصادر «منتحلي صفة السياديين الجدد» الذين «يحرّضون على حرب أهلية ولا يبحثون عن حل للمشكلة».

***********************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

غزة تواجه حرب الإبادة وترفض الاستسلام… وترشيح البانيزي لجائزة نوبل للسلام

الكشف عن محاولة إسرائيليّة لإسقاط النظام باغتيال الرئيس الإيراني خلال الحرب 
ذهول لبنانيّ من كلام باراك عن الضمّ لسورية… وحزب الله يسأل وزير الخارجيّة!

 كل يوم تنزف غزة مئة شهيد في حرب إبادة مكشوفة متمادية وعنوانها التهجير والتطهير العرقي، حيث المفاوضات الدائرة في الدوحة لا تحرز أي تقدم بسبب تعنت الاحتلال عند تعديلين بارزين على اتفاق كانون الثاني الذي تتمسك به المقاومة كمنطلق لأي اتفاق جديد، التعديل الأول هو خريطة انتشار قوات الاحتلال بنية الاحتفاظ بنصف مساحة قطاع غزة تقريباً تحت شعار الاعتبارات الأمنية وتشكيل منطقة معزولة في رفح كمكان لتجميع الفلسطينيين تمهيداً لتهجيرهم، يسمّيها منطقة إنسانية ويقول إن من يدخلها سوف يحظى بالحصول على المساعدات وينعم بالأمن، لكن عليه الالتزام بعدم المغادرة إلا بحراً أو باتجاه مصر ومغادرة غزة نهائياً، أما التعديل الثاني فهو التشدّد بالإمساك بآلية المساعدات وانتزاعها من المنظمات الأممية، التي تطالها شظايا حرب الإبادة، سواء عبر منع الأونروا من العمل في الأراضي المحتلة أو وقف التمويل الأميركي عنها، أو عبر ما حملته القرارات الأخيرة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنزال العقوبات بالمفوضة الأممية في فلسطين المحتلة الحقوقية الإيطالية المرموقة فرانشيسكا البانيزي، التي اتهمها وزير الخارجية الأميركية مارك روبيو بإطلاق اتهام بحق «إسرائيل» بارتكاب جرم إبادة في غزة، وبالتحريض على المسؤولين الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية، ورداً على الحملة الأميركية ضد البانيزي بادر نشطاء حقوقيون من أنحاء العالم إلى تنظيم حملة لترشيح فرانشيسكا البانيزي لنيل جائزة نوبل للسلام، التي يضع الرئيس الأميركي ثقله لنيلها بعدما كان أول ترشيح رسمي له للجائزة قد جاء على لسان شريكه في جرم الإبادة بنيامين نتنياهو، و»البناء» تضمّ صوتها للتشجيع على هذه الحملة والتوقيع على العريضة الخاصة بهذا الهدف، ورابط المشاركة متاح في أسفل نص التعليق السياسي.

في المنطقة ترقب للمراوحة المشابهة لمفاوضات غزة، التي تعيشها حالة التأرجح بين الحرب والتفاوض بين إيران وأميركا، حيث التحريض الإسرائيلي على استئناف الحرب بأشكال مختلفة مستمر، بينما تتردّد واشنطن في الاستجابة لطلبات إيران لاستئناف التفاوض في سؤال الثقة، خاصة بعدما كشفت طهران وأكدت صحيفة هآرتس أن محاولة إسقاط النظام كانت جزءاً من الحرب التي كان الرئيس الأميركي قد اعترف أنه منحها الضوء الأخضر واطلع كل تفاصيلها، ومن هذه التفاصيل وفقاً للرواية المتطابقة لكل من طهران وتل أبيب، أن استهدافاً دقيقاً طال مقرّ مجلس الأمن القوميّ أثناء انعقاده برئاسة رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان الذي أصيب خلال العملية ونجا بأعجوبة هو وزملاؤه في المجلس بالخروج من فتحة طوارئ لم تكن في حساب من قام بتجهيز الضربة التي تشبه في تقنياتها اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله.

لبنانياً أثارت تصريحات المبعوث الأميركي توماس باراك عن ضم لبنان إلى سورية ما لم يُنزع سلاح حزب الله، حالة من الذهول، رغم توضيحات لاحقة أدلى بها باراك ولم تطمئن أحداً، والسؤال الذي يطرحه كثيرون هو، ماذا لو سُلّم السلاح وبعد تسليمه عادت نغمة الضم والاجتياح، فماذا يملك لبنان أن يفعل؟ تماماً كالسؤال عن الدعوة لتسليم السلاح كي تنسحب «إسرائيل» وتوقف اعتداءاتها، ماذا لو سُلّم السلاح ولم يتحقق الانسحاب ولم تقف الاعتداءات؟ وكان لافتاً غياب ردود أفعال بحجم خطورة الكلام، خصوصاً من مراجع كانت تقيم الدنيا ولا تقعدها حول كل شأن لبنانيّ سوريّ فيه رائحة سيادة، بينما خيّم الصمت رغم التعدّي الفاضح على مفهوم السيادة، بما يذكّر بمواقف الطاعة العربية لشاه إيران مقابل العداء لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران، ودائما يكمن الفرق بين الحالتين في الموقف من «إسرائيل» وأميركا، بينما أصدر حزب الله موقفاً شديد اللهجة مطالباً وزير الخارجية باستدعاء السفيرة الأميركية وإبلاغها احتجاجاً لبنانياً رسمياً على كلام باراك.

تحضر مواقف الموفد الأميركي توم باراك إلى جانب الكثير من العناوين في جلسة مناقشة الحكومة التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي يوم غد الثلاثاء، وتأتي الجلسة بعد ستة أشهر على نيل الحكومة الثقة، حيث تتوالى ردود الفعل والمواقف، تعليقاً على تصريحاته الأخيرة. أول ردود الفعل جاءت على لسان عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان إبراهيم الموسوي الذي أشار إلى أن «الإدارة الأميركية لا تُفاجئنا، ولا يجب أن تُفاجئنا أبداً بتصريحات مسؤوليها وموفديها إلى لبنان أو إلى أيّ ‏مكان في العالم تمتدّ إليه أصابعها ومخططاتها الشريرة».‏

وأضاف: «في كل مرة نسمع فيها كلاماً أو تصريحاً غريباً عجيباً، أو موقفاً يتناقض مع أبسط قواعد المنطق وأسس ‏السياسة والدبلوماسية، ويتعارض مع الواقع وحقائق التاريخ، ندرك تماماً أنه صادر عن الإدارة الأميركية أو ‏أحد مسؤوليها، والأرشيف زاخر بعشرات الأمثلة والشواهد على ذلك. ويكفي أن نستعرض موقفين أو ثلاثة ‏للرئيس دونالد ترامب بخصوص شراء غزة وتحويلها إلى ريفييرا، أو شراء غرينلاند أو إلحاق كندا بالولايات ‏الأميركيّة لنتيقّن بالملموس حقيقة إدارته في مغادرتها لحسابات المنطق والعقلانيّة، وتأصّل النزعة ‏الإمبراطورية الفوقية المتغطرسة لديها».‏

وعما تحدّث عنه باراك بخصوص «بلاد الشام»، أضاف الموسوي قائلاً: «إن التصريحات التي أطلقها المبعوث الأميركي توم باراك، والتي لمّح فيها إلى إعادة لبنان إلى ما سمّاه «بلاد ‏الشام التاريخيّة»، تنمّ عن نوايا خطيرة، وتكشف بوضوح عن معالم المشروع الأميركي – الصهيوني ‏المرسوم للمنطقة عموماً، ولبنان خصوصاً. لكن ما فات هذا المبعوث – أو لعلّه يجهله – هو حقيقة لبنان، أنّه ‏بلد لا يرضخ للتهديد، ولا يساوم على سيادته، بل هو بلد المقاومة والعزة والصمود، الذي روى أرضه بدماء ‏أبنائه الشهداء صوناً لكرامته وسيادته، وإنّ لبنان لن يكون يوماً خاضعاً للإملاءات الأميركية أو راضخاً ‏للتهديدات الإسرائيلية أو تابعاً لأيّ دولة خارجية، أو ملحقاً بها».‏

وطالب الموسويّ برد حازم وقوي من الدولة اللبنانية، إذ أشار إلى أن «هذه التصريحات الاستعلائية لا يجب أن تمرّ من دون ردّ حازم وقويّ من الدولة اللبنانية، بمستوياتها ‏السياسية والدبلوماسية كافة، وهي تُحتّم على وزارة الخارجية اللبنانية أن تبادر فوراً إلى استدعاء السفيرة ‏الأميركية، وإبلاغها رفضاً رسمياً لهذه التصريحات العدائيّة الوقحة، كما يتوجب على الدولة اللبنانية أن تعلن ‏بوضوح أن على الإدارة الأميركية احترام سيادة لبنان ووحدة أراضيه وسلامتها، وألا تتدخل في شؤونه ‏الداخلية، وأن تلتزم دورها الذي ألزمت نفسها به ولكنها لم تنفذ حرفاً واحداً منه، باعتبارها الضامنة لاتفاق ‏وقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي بموجب ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، بل شكلت غطاءً ‏لاستمرار الاحتلال والعدوان الإسرائيلي على لبنان».

وعلّق رئيس حزب القوات سمير جعجع على كلام باراك قائلاً «إن تصريح الموفد الأميركي إلى سورية ولبنان توم باراك هو برسم السلطة والحكومة اللبنانية». وقال في بيان «من الواضح والجلي أن السياسة الدولية برمّتها بالتقاطع مع شبه إجماع عربي، بصدد ترتيب أوضاع المنطقة لإخراجها من الأوضاع الشاذة التي كانت قائمة في بعض دولها، بهدف الوصول إلى دول طبيعيّة بدءاً من إيران وليس انتهاءً بحزب العمال الكردستاني في تركيا. إن السياسة الدولية لا تتحمّل الفراغ، وأي دولة تعجز عن ترتيب أوضاعها وإعادة الانتظام لدستورها ومؤسساتها وأعمالها كدولة فعلية، ستكون خارج السباق وعلى هامش التاريخ».

وتابع جعجع: «إذا استمرت السلطة، ومن خلالها الحكومة اللبنانية، في ترددها وتباطؤ قراراتها وتثاقل خطواتها في ما يتعلق بقيام دولة فعلية في لبنان، فإنها ستتحمّل مسؤولية أن يعود لبنان الوطن والدولة في مهبّ الريح من جديد. في مطلع تسعينيّات القرن الماضي، وعندما وجدت السياسة الدولية أن دولة الطائف التي نشأت في لبنان بعد الحرب الأهلية كانت قاصرة، تمّ تلزيم لبنان لسوريا الأسد، فهل تعيد الحكومة والسلطة الكرّة من جديد وتدفعان السياسة الدولية والعربية إلى تلزيم لبنان لأحد ما انطلاقاً من القصور الذي تظهره الدولة اللبنانية؟ إن الأيام التي نعيش مهمة ودقيقة ومصيرية جداً، وأي تمادٍ في التقصير بنقل لبنان إلى وضع الدولة الفعلية من قبل السلطة والحكومة اللبنانية يمكن أن يعيدنا عشرات السنوات إلى الوراء، إن لم يكن أخطر وأسوأ من ذلك».

على خط آخر، يستمر التنسيق بين لبنان وسورية بشكل حثيث لمعالجة ملف عدد من الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، في إطار مساعٍ ثنائية لإيجاد حل قانوني ينهي هذا الملف المعقد.

ويجري العمل حالياً، بحسب مصادر مطلعة لـ»البناء» على إعداد معاهدة قضائيّة بين وزارتي العدل في البلدين، تتيح نقل بعض الموقوفين السوريين إلى سورية لإكمال محكومياتهم، باستثناء من تثبت إدانتهم بجرائم إرهابيّة أو جرائم اغتصاب، حيث سيُستثنون من أي تسوية قضائيّة أو نقل.

في السياق، أكد وزير الدفاع، ميشال منسى، أن ملف الموقوفين السوريين هو «قضية قانونية بحتة، لا يمكن التعامل معها من منطلق سياسيّ»، مشددًا على أن البتّ فيه يتطلب آلية قضائية واضحة ومشتركة.

ويفترض بحسب المصادر، أن يعقد اجتماع مشترك يضمّ وزراء العدل، الداخلية، الخارجية والدفاع في كلا البلدين، لبحث تفاصيل آلية نقل الموقوفين وتحديد المعايير القانونية واللوجستية لذلك، بما يضمن احترام القوانين والسيادة القضائية لكلا الطرفين.

ونفت قيادة الجيش ما يتم تداوله على عدد من مواقع التواصل الاجتماعيّ حول دخول مسلحين إلى لبنان وانسحاب الجيش من مناطق حدوديّة في البقاع. وأكدت القيادة أن الوحدات العسكرية المعنية تُواصل تنفيذ مهماتها الاعتيادية لضبط الحدود اللبنانية السورية، في موازاة متابعة الوضع الأمني في الداخل لمنع أيّ مساس بالأمن والاستقرار. كما دعت إلى توخّي الدقة في نقل الأخبار المتعلقة بالجيش والوضع الأمني، والتحلّي بالمسؤولية، وعدم بث الشائعات التي تؤدي إلى توتر بين المواطنين.

وكانت بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي قد تداولت خلال الساعات الماضية، أنباءً غير مؤكدة عن انسحاب مزعوم للجيش اللبناني من أبراج المراقبة في منطقة بعلبك – الهرمل، وتراجعه إلى خلف بلدة الطفيل ومناطق أخرى على السلسلة الشرقية، وقد أثارت هذه الأنباء تساؤلات بشأن حقيقة الوضع الأمني في هذه المنطقة الحدودية.

ونفت العلاقات الإعلاميّة في حزب الله في بيان، «نفيًا قاطعًا ما ورد في بيان وزارة الداخلية السورية حول مزاعم ارتباط أحد الموقوفين في محافظة حمص بحزب الله»، مؤكداً بأن ليس لديه أيّ تواجد أو نشاط في سورية، ولا علاقة له بأي أحداث أو صراعات هناك، وهو حريص على أمن سورية واستقرارها وسلامة شعبها. وجاء بيان الحزب رداً على بيان أصدرته وزارة الداخلية السورية قالت فيه إن «جهاز الاستخبارات العامة نفذ عملية أمنية مع قيادة الأمن الداخلي في حمص أسفرت عن إلقاء القبض على مسلح له صلة بحزب الله». وادّعت الداخلية السورية أن محمود فاضل ضبطت في حوزته عبوات ناسفة، وقالت إنه «كان يعتزم تنفيذ «عمليات إرهابية» في المنطقة، وإن التحقيقات الأولية كشفت ارتباط الموقوف بخليّة تتبع لحزب الله، حيث تبين أنه تسلَّم العبوات عبر معابر التهريب غير الشرعيّة».

على خط آخر، قام جيش العدو الإسرائيلي بعملية تمشيط كثيفة في اتجاه أطراف بلدة علما الشعب. كما أفيد عن تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء بعلبك. وظهراً ألقت مسيرة إسرائيلية قنبلة صوتية في اتجاه بلدة عيترون.

وإلى ذلك، انفجر صاروخ إسرائيلي من مخلفات العدوان في أحد المباني المستهدفة سابقاً في بلدة حاروف، مما أحدث أضراراً مادية طفيفة في المحيط، وبالتالي، لا غارة على البلدة كما تم التداول.

وقام وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، بجولة تفقدية في مطار رفيق الحريري الدوليّ، حيث اطلع ميدانيًّا على الإجراءات الأمنية والإدارية المعتمدة، في إطار الحرص على ضمان سلامة الوافدين والمغادرين من اللبنانيين والسياح العرب والأجانب، ورفع مستوى الجهوزيّة مع بداية الموسم السياحيّ. واستمع الحجار إلى عدد من المسافرين في صالات المغادرة والوصول، مبديًا اهتمامه بملاحظاتهم واقتراحاتهم. وشدّد على ضرورة تقديم أفضل الخدمات للمواطنين والزوار. وأكّد الحجار أنّ مطار بيروت يُشكّل الواجهة الأساسية للبنان، مشددًا على أهميّة تعزيز التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والإدارية العاملة فيه.

على خط آخر، وبعد إقالة السفير الفلسطيني أشرف دبور، تم أمس بقرار من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تعيين السفير محمد الأسعد سفيراً في لبنان. وقد شغل الأسعد منصب سفير دولة فلسطين لدى أوكرانيا في الفترة 2010–2019. ويشغل حاليًا منصب سفير دولة فلسطين لدى موريتانيا منذ 1 أبريل 2021

********************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

عاصفة برّاك تُعجّل في زيارته الثالثة “الحاسمة” جلسة مناقشة نارية غداً محورها سلاح "الحزب"

يرجّح أن تكون ثمة زيارة ثالثة قريباً لبرّاك إلى لبنان وأن "الثالثة ثابتة" لجهة أنها ستتّسم بطابع حاسم فعلاً لأنها ستحمل الردّ الأميركي وتوجّهات الإدارة الأميركية عملياً حيال السلطة اللبنانية
شكّلت "عاصفة" توم برّاك في الساعات الـ48 الأخيرة مادة ملتهبة إضافية، سيكون من شأنها إذكاء حماوة المداخلات والنقاشات التي ستشهدها جلسة المناقشة العامة لسياسات الحكومة التي سيعقدها غداً مجلس النواب في جلستين قبل الظهر وبعده. وإذا قرّر رئيس المجلس فتح الجلسة للتغطية التلفزيونية المباشرة، فإن ذلك سيشكّل بدوره عامل تسخين إضافياً بما سيجعل من هذه الجلسة محطة تتخطى تسجيل المواقف للكتل والنواب من التطورات الراهنة، إلى اختصار صورة الإرباك الكبير والغموض الواسع اللذين يرخيان بذيولهما على مجمل الوضع في لبنان. ومن نافل القول إن جلسة المناقشة العامة سيكون حجر الرحى في مداخلاتها وكلماتها ونقاشاتها الموضوع المتفجر المتصل بنزع سلاح "حزب الله"، بعدما أثارت المقاربة الرئاسية الثلاثية للردّ على ورقة برّاك انتقادات لعدم عرضها على مجلس الوزراء بما سيستتبع باتساع النقاش حول مجمل الملف في مجلس النواب.
وأما في ما يتصل بالتداعيات الحادة لتصريحات برّاك المحذرة من "عودة لبنان إلى بلاد الشام"، فبدا لافتاً أن التوضيح الذي عاد وأصدره لم يخفف كثيراً من غلواء الشك والقلق المتصاعدين حيال حقيقة دوافع الموفد الأميركي إلى إطلاق موقفه الأول ومن ثم تصويبه. ولعل القلق من خلفيات هذه العاصفة بلغ ذروته في ظل معطيات تتحدث عن أن اتصالات عاجلة وكثيفة أجريت بين مراجع لبنانية والموفد الأميركي، عكست أصداء المفاجأة السلبية التي أحدثها برّاك واستدعت منه المسارعة إلى تفهّم الأجواء العاصفة التي أثارها وإصداره التوضيح. ومع ذلك، فإن المعطيات نفسها تشير إلى أن "الأسوأ لم يحصل بعد" في ما يعني أنه لا يمكن التعامل مع تصريحات برّاك بعد عودته إلى واشنطن إلا من خلال تدقيق الدوائر المختصة في الإدارة الأميركية في الردّ اللبناني على ورقته، وتالياً ترجيح احتمال أن يكون برّاك يرجع صدى تقويم سلبي لهذا الرد. وفي ظل هذه التقديرات، ترجّح المعطيات نفسها أن تكون ثمة زيارة ثالثة قريباً لبرّاك إلى لبنان وأن "الثالثة ثابتة" لجهة أنها ستتّسم بطابع حاسم فعلاً لأنها ستحمل الردّ الأميركي وتوجّهات الإدارة الأميركية عملياً حيال السلطة اللبنانية، في ما يعود إلى مسالة نزع سلاح "حزب الله"، بما سيتبين معه مدى الهامش المتاح للبنان بعد في التمهل أو عدم التمهل بعد الآن في وضع خطة واضحة لبرمجة نزع السلاح.
ومن باب التذكير، فإن السفير توم برّاك كان حذّر في حديث إلى صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية، من أن لبنان "يواجه تهديداً وجودياً"، مضيفاُ أن "إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن سوريا تتجلّى بسرعة كبيرة، وإذا لم يتحرك لبنان، فسيعود إلى بلاد الشام". ثم عاد لاحقاً وأوضح أن كلامه لم يكن تهديداً للبنان "وأن قادة سوريا لا يريدون سوى التعايش والازدهار المتبادل مع لبنان، والولايات المتحدة ملتزمة بدعم هذه العلاقة بين جارين متساويين وذوي سيادة ينعمان بالسلام والازدهار".
وإذ التزم أركان السلطة جميعاً وأوساطهم الصمت حيال عاصفة برّاك، فإن كلامه أثار موجة واسعة من الردود والتفاعلات المختلفة، كان من أبرزها أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اعتبر تصريح الموفد الأميركي "برسم السلطة والحكومة اللبنانية"، وحذر من أنه "إذا استمرت السلطة، ومن خلالها الحكومة اللبنانية، في تردّدها وتباطؤ قراراتها وتثاقل خطواتها في ما يتعلق بقيام دولة فعلية في لبنان، فإنها ستتحمّل مسؤولية أن يعود لبنان الوطن والدولة في مهبّ الريح من جديد". وأوضح أن "على السلطة اللبنانية أن تحزم أمرها في أسرع ما يمكن، وأن تتخِّذ الخطوات العملية المطلوبة من أجل تحويل لبنان إلى دولة فعلية تشكل وحدها الضمانة للمجموعات اللبنانية كلها، وإلا ستُبقي لبنان ساحة وتعرِّضه للاستباحة من جديد".
وفي السياق، أدرج النائب مروان حمادة مضمون تصريحات قياديّي "حزب الله" في "إطار المصطلحات غير المقبولة والمهدّدة بالقتل والمنقضة لأسس العيش المشترك والحوار"، مستغرباً ما وصفه بـ"خجل" المسؤولين من وضع النقاط على الحروف والعمل تشريعيًا وتنفيذيًا على حصر سلاح "حزب الله" بيد الشرعية اللبنانية وحلّ شقّه العسكري التابع للحرس الثوري الايراني وانضواء جناحه السياسي تحت كنف الدولة دون سواها، مسجلاً "عدم رغبة القيمين على "حزب الله" ببناء دولة قوية وقادرة"، غامزاً من قناة الانتهاء مما وصفه بـ"زمن المغامرات المسلحة"، ونافياً قدرة الحزب على القيام بالأمر وذلك لتماسك مؤسسة الجيش اللبناني وعدم قبول بيئته الحاضنة بردّ الجميل بإحداث صدام داخلي مفتعل".
وفي الجانب المتصل بتهديد أحد مسؤولي "حزب الله" في البقاع بنزع أرواح من يطالبون بنزع سلاح الحزب، أعلن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أن محامي الكتائب سيقدمون اليوم إخباراً باسمه ضد فيصل شكر أمام النيابة العامة بتهم التحريض على العنف والقتل وتعريض وحدة الدولة وسيادتها للخطر. وقال: "من يظن نفسه قادراً على إرهاب الناس بالسلاح والتهديد سيمثل أمام العدالة، وزمن الافلات من العقاب انتهى".
وبازاء هذا المشهد المربك، دعا ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة في عظة الأحد، الى "التمسك بدستور بلدنا من أجل الحفاظ على البلد وتماسكه ووحدته". وقال: "على الجميع أن يتوحدوا تحت راية الدستور، وأن يطبقوه ويسيروا ببلدهم إلى الأمام، أن يتقدموا، أن يحدثوا التغيير اللازم بوضوح وشفافية، وبلا تباطؤ، وإلا نكون متخلفين عن محيطنا، وخاسرين، لأن الجميع يتقدم بسرعة فائقة والوقت ثمين والفرص تضيع. كذلك على الدولة أن تفي بوعودها والتزاماتها، وأن تقوم بالتغيير المنشود، والتشريعات الضرورية، والتعيينات الموعودة على الأسس الواضحة التي وضعتها. حان وقت فرض هيبة الدولة وتطبيق القوانين ووقف الزبائنية والاستزلام والاستقواء والفرض والتعطيل، وعدم اعتماد معايير واضحة ترسي العدالة والشفافية، وتبث الاطمئنان إلى أن مسيرة التغيير قد بدأت".
وسط هذه الاجواء، استوقفت الجهات الأمنية والرسمية المعنية، ظاهرة "فبركة" الشائعات والأخبار الكاذبة يومياً حول الأوضاع السائدة على الحدود اللبنانية- السورية، بما يكشف وجود منظومة تتعمّد افتعال اضطرابات أمنية لأهداف مبيتة. وغداة إثارة شائعات عن اعتزام السلطات السورية إقفال المعابر مع لبنان، نفت قيادة الجيش اللبناني أمس ما يتم تداوله على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي حول دخول مسلحين إلى لبنان وانسحاب الجيش من مناطق حدودية في البقاع، وأكدت أن الوحدات العسكرية المعنية تُواصل تنفيذ مهماتها الاعتيادية لضبط الحدود اللبنانية- السورية، في موازاة متابعة الوضع الأمني في الداخل لمنع أي مساس بالأمن والاستقرار.
وكان بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي قد تداولت أنباء عن انسحاب مزعوم للجيش اللبناني من أبراج المراقبة في منطقة بعلبك- الهرمل، وتراجعه إلى خلف بلدة الطفيل ومناطق أخرى على السلسلة الشرقية.
وأوضح مصدر أمني لـ"النهار"، أن هذه المعلومات عارية تماماً من الصحة، فالوحدات العسكرية والأمنية المنتشرة في البقاع، خصوصاً تلك التابعة لفوجي الحدود البرية الرابع والثاني، تواصل أداء مهامها الدروية كما المعتاد دون أي تغيير في تموضعها أو طبيعة عملياتها، مشدداً على أن الوضع الأمني تحت السيطرة العملياتية الكاملة من قبل الجيش اللبناني.

*********************************************

افتتاحية صحيفة الديار:

لبنان الرسمي مُطالب بموقف حازم من تصريحات باراك
 
جعجع: كلامه مسؤوليّة الحكومة والسلطات الرسميّة
مُفاوضات غزة تترنح...حماس: وصلنا الى مرحلة صعبة

 لا تزال تصريحات الموفد الأميركي إلى سوريا ولبنان، وسفير واشنطن في تركيا توم برّاك عن ان «لبنان قد يواجه تهديداً وجودياً ويعود إلى بلاد الشام» حديث الساعة، نظرا لخطورتها وأبعادها. فرغم خروجه لتوضيح ما قال، مؤكدا أن مواقفه الاخيرة «لا تمثل تهديداً للبنان، بل إشادة بالخطوات الكبيرة التي قطعتها سوريا»، الا ان هذه التوضيحات لم تُقنع المسؤولين اللبنانيين، الذين واصلوا استفساراتهم من السفارة الاميركية في بيروت، كما من اكثر من مصدر رسمي في واشنطن، عن خلفية ما تم التحذير منه، واذا كانت هذه التحذيرات جدية ام حصرا للضغط على لبنان الرسمي وحزب الله؟

خلفيات تصريحات برّاك

وقال مصدر واسع الاطلاع لـ<الديار» ان «التخبط هو سيد الموقف لدى المسؤولين اللبنانيين، وبالتحديد الحكومة ورئاسة الجمهورية كما وزارة الخارجية، فهم غير قادرين على الخروج لانتقاد وادانة ما ورد على لسان برّاك، وبنفس الوقت لا يستطيعون التعامل معها وكأنها لم تكن، نظرا للاستياء الشعبي الكبير منها ، والضغوط السياسية المطالبة بموقف رسمي واضح».

وأشار المصدر الى انه «بات واضحا ان الهدف الاساسي من تحذيرات برّاك، ومن محاولة ربط مصير سوريا مجددا بمصير لبنان، وهو ما يتزامن مع اخبار متداولة عن تحركات على الحدود من الجهة السورية وتوقيف خلايا متشددة، كلها تصب في خانة الضغوط المتواصلة على كل المستويات على لبنان لتسليم سلاح حزب الله، وهي ضغوط من المرجح ان تتفاقم في المرحلة المقبلة»، معتبرا ان «المستغرب هو ان القوى التي لطالما صوّرت نفسها مدافعة شرسة عن السيادة اللبنانية لحد انها أسمت نفسها «سيادية»، لم تتكبد عناء انتقاد ما قاله برّاك، ومن اصدر موقفا منها كان الموقف باهتا جدا، واقرب لان يبرر له ما حذّر منه».

موقف جعجع

وفي هذا السياق، كان لافتا موقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ، الذي وضع تصريح برّاك «برسم السلطة والحكومة اللبنانية»، معتبرا في بيان ان «من الواضح والجلي ان السياسة الدولية برمتها بالتقاطع مع شبه إجماع عربي، بصدد ترتيب أوضاع المنطقة لإخراجها من الأوضاع الشاذة التي كانت قائمة في بعض دولها، بهدف الوصول الى دول طبيعية بدءا من إيران، وليس انتهاءً بحزب العمال الكردستاني في تركيا».

ورأى جعجع ان « السياسة الدولية لا تتحمّل الفراغ، وأي دولة تعجز عن ترتيب أوضاعها وإعادة الانتظام لدستورها ومؤسساتها وأعمالها كدولة فعلية، ستكون خارج السباق وعلى هامش التاريخ»، مضيفا:»إذا استمرت السلطة، ومن خلالها الحكومة اللبنانية، في ترددها وتباطؤ قراراتها وتثاقل خطواتها في ما يتعلق بقيام دولة فعلية في لبنان، فإنها ستتحمّل مسؤولية ان يعود لبنان الوطن والدولة في مهبّ الريح من جديد».

موقف حزب الله

بالمقابل، نبّه عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان اللبناني النائب ابراهيم الموسوي من ان تصريحات باراك، «تنمّ عن نوايا خطيرة، وتكشف بوضوح عن معالم المشروع الأميركي - الصهيوني ‏المرسوم للمنطقة عموماً، ولبنان خصوصاً»، مشددا على ان «لبنان ‏بلد لا يرضخ للتهديد، ولا يساوم على سيادته، ولن يكون يوماً خاضعاً للإملاءات الأميركية أو راضخاً ‏للتهديدات «الإسرائيلية» أو تابعاً لأيّ دولة خارجية، أو ملحقاً بها».

ورأى إنّ «هذه التصريحات الاستعلائية لا يجب أن تمرّ من دون ردّ حازم وقوي من الدولة اللبنانية، بمستوياتها ‏السياسية والديبلوماسية كافة، وهي تُحتّم على وزارة الخارجية اللبنانية أن تبادر فوراً إلى استدعاء السفيرة ‏الأميركية، وإبلاغها رفضاً رسمياً لهذه التصريحات العدائية الوقحة» ، مطالبا الدولة اللبنانية بأن «تعلن ‏بوضوح أن على الإدارة الأميركية احترام سيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه، وألا تتدخل في شؤونه ‏الداخلية، وأن تلتزم دورها الذي ألزمت نفسها به ولكنها لم تنفذ حرفاً واحداً منه، باعتبارها الضامنة لاتفاق ‏وقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي ، بموجب ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، بل شكلت غطاءً ‏لاستمرار الاحتلال والعدوان الإسرائيلي على لبنان».

جلسة حامية

في هذا الوقت، تتجه الانظار الى جلسة المناقشة العامة التي تُعقد غدا الثلاثاء في المحلس النيابي، والتي يفترض ان تجيب خلالها الحكومة عن أسئلة النواب، حول ما أنجزته بعد اكثر من ٥ أشهر على توليها السلطة.

وترجح مصادر نيابية واسعة الاطلاع ان «يشهد البرلمان انقساما عموديا بين مجموعة من النواب، ستضغط لتسليم سلاح حزب الله فورا دون قيد او شرط، مع الدفع بوضع مهل زمنية لذلك، وبين مجموعة ستتهم الحكومة بالتقاعس، وبعدم القيام بما يلزم لدحر الاحتلال الاسرائيلي»، لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان «الامتناع عن نقل مجريات الجلسة مباشرة على الهواء، هدفه التخفيف من الاحتقان ومنع نقله الى الشارع».

شائعات أمنية!

أمنيا، وبعد الاخبار التي تم التداول عن انسحاب الجيش اللبناني من مناطق حدودية في البقاع، أصدرت قيادة الجيش بيانا نفت فيه ما يتم تداوله بهذا الخصوص، مؤكدة مواصلة الوحدات العسكرية المعنية «تنفيذ مهماتها الاعتيادية لضبط الحدود اللبنانية السورية ، في موازاة متابعة الوضع الأمني في الداخل لمنع أي مساس بـ الأمن والاستقرار «. ودعت إلى «توخي الدقة في نقل الأخبار المتعلقة بالجيش والوضع الأمني، والتحلي بالمسؤولية، وعدم بث الشائعات التي تؤدي إلى توتر بين المواطنين».

كذلك نفت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان، نفيا قاطعا ما ورد في بيان وزارة الداخلية السورية، حول مزاعم ارتباط أحد الموقوفين في محافظة حمص بحزب الله. واكد الحزب بأنه «ليس لديه أي تواجد أو نشاط في سوريا ، ولا علاقة له بأي أحداث أو صراعات هناك، وهو حريص على أمن سوريا واستقرارها وسلامة شعبها».

وفي وقت سابق اليوم، اعلنت وزارة الداخلية السورية إن «جهاز الاستخبارات العامة، نفذ عملية أمنية مع قيادة الأمن الداخلي في حمص، أسفرت عن إلقاء القبض على مسلح له صلة بجماعة حزب الله اللبنانية». وأوضحت الداخلية السورية في بيان، «أن المسلح محمود فاضل ضُبط في حوزته عبوات ناسفة»، وقالت إنه كان «يعتزم تنفيذ عمليات إرهابية في المنطقة».

لا هدنة في غزة؟

اما اقليميا، فتلاشت الاجواء الايجابية التي سادت مؤخرا عن قرب التوصل لاتفاق بين «اسرائيل» وحماس يؤدي لهدنة في غزة. ونقلت قناة «فلسطين اليوم»، التابعة لـ«حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، عن مسؤول كبير في «حماس» قوله إن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى «مرحلة صعبة، وإن الساعات المقبلة حاسمة». وأضاف المسؤول، الذي لم يُكشف اسمه، أن «الوسطاء يعملون على دفع المحادثات قدماً»، مؤكداً أنهم لا يزالون يواجهون «تعنتاً إسرائيلياً».

من جهته، ادعى رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو ان حماس رفضت المقترح الاميركي. وقال:»إنهم دائماً ما يرددون دعاية (حماس)، لكنهم دائماً مخطئون. لقد قبلنا بالصفقة، صفقة (المبعوث الأميركي) ستيف ويتكوف، ثم النسخة التي اقترحها الوسطاء. قبلناها، ورفضتها حماس».

وأضاف نتنياهو:»حماس تريد البقاء في غزة. يريدون منا المغادرة، حتى يتمكنوا من إعادة تسليح أنفسهم ومهاجمتنا مراراً وتكراراً. لن أقبل بهذا، سأبذل قصارى جهدي لإعادة رهائننا إلى ديارهم. سألتقي العائلات... أعرف ألمهم ومعاناتهم. أنا مصمم على إعادة الرهائن إلى ديارهم والقضاء على حماس».

********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

لبنان ينتظر الموقف الأميركي من ردّه... ومطالبات بخطوات سريعة لحصر السلاح
 
جعجع يضع تصريح براك «برسم السلطة والحكومة» و«حزب الله» يطالب الدولة بـ«موقف حازم منه»

لا يزال لبنان يترقّب الموقف الأميركي من ردّه «المزدوج» على ورقة المبعوث الأميركي، توم برّاك، الذي من المتوقع، وفق مصادر وزارية، ألا يكون قريباً جداً؛ بل أن يأخذ بعض الأيام الإضافية.

وتلفت المصادر نفسها «الشرق الأوسط» إلى أن الجانب الأميركي «يراجع الرد اللبناني الذي لا يقتصر على الورقة التي قدّمها الرئيس جوزيف عون، إنما أيضاً الملاحظات التي قدمها رئيس البرلمان نبيه بري، وبالتالي الاطلاع على الاختلاف بين الورقتين ومدى تطابقهما في بعض النواحي، وهو ما قد يأخذ بعض الوقت».

وتشير المصادر إلى أن الطرف اللبناني لا يزال ينتظر اتصالاً من السفيرة الأميركية في بيروت، التي من المفترض أن تنقل الرد الذي يرتكز بشكل أساسي على سحب سلاح «حزب الله»، وفق ما كان الاتفاق عليه في الاجتماعات الأخيرة، «وهو ما لم يحصل حتى الآن».

ولا يزال تصريح المبعوث الأميركي براك يأخذ حيزاً من الاهتمام اللبناني، فترتفع الأصوات المطالبة السلطات باتخاذ خطوات وقرارات سريعة لحصر السلاح بيد الدولة.

وكانت صحيفة «ذا ناشيونال» نقلت عن براك قوله، في مقابلة، إن لبنان بحاجة إلى التحرك لمعالجة قضية «أسلحة (حزب الله)» وإلا فسيواجه «تهديداً وجودياً وقد يعود إلى بلاد الشام»، قبل أن يعود ويوضح أن تصريحاته «لا تمثل تهديداً للبنان، بل إشادة بالخطوات الكبيرة التي قطعتها سوريا». وقال عبر منصة «إكس»: «أؤكد أن قادة سوريا لا يريدون سوى التعايش والازدهار المشترك مع لبنان»، وأن واشنطن ملتزمة دعم العلاقات بين لبنان وسوريا.

وفي هذا الإطار، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، إن تصريح براك هو «برسم السلطة والحكومة اللبنانية». وأضاف في بيان له: «من الواضح والجلي أن السياسة الدولية برمتها، بالتقاطع مع شبه إجماع عربي، بصدد ترتيب أوضاع المنطقة لإخراجها من الأوضاع الشاذة التي كانت قائمة في بعض دولها، بهدف الوصول إلى دول طبيعية؛ بدءاً من إيران، وليس انتهاءً بـ(حزب العمال الكردستاني) في تركيا».

وحذّر بأنه «إذا استمرت السلطة، ومن خلالها الحكومة اللبنانية، في ترددها وتباطؤ قراراتها وتثاقل خطواتها في ما يتعلق بقيام دولة فعلية في لبنان، فإنها ستتحمّل مسؤولية أن يعود لبنان الوطن والدولة في مهبّ الريح من جديد».

وشدد على ضرورة أن تحسم السلطة اللبنانية أمرها «في أسرع ما يمكن، وأن تتخِّذ الخطوات العملية المطلوبة من أجل تحويل لبنان إلى دولة فعلية تشكل وحدها الضمانة للمجموعات اللبنانية كلها، وإلا فستُبقي لبنان ساحة وتعرِّضه للاستباحة من جديد».

إلا إن عضو كتلة «حزب الله»، النائب إبراهيم الموسوي، طالب، من جهته، الدولة اللبنانية بالرد على تصريحات براك، عادّاً أنها «تكشف عن (نوايا) خطيرة، وتفضح بوضوح معالم المشروع الأميركي - الإسرائيلي تجاه لبنان والمنطقة».

ورأى أن «هذه التصريحات الاستعلائية يجب ألا تمر من دون ردّ حازم من الدولة اللبنانية على المستويات كافة، ولا بدّ من أن تبادر وزارة الخارجية إلى استدعاء السفيرة الأميركية وإبلاغها رفضاً رسمياً لهذه التصريحات العدائية».

بدوره، وضع عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي»، النائب مروان حمادة، «مضمون تصاريح قياديّي (حزب الله) في إطار المصطلحات غير المقبولة والمهددة بالقتل، والمناقضة لأسس العيش المشترك والحوار»، مستغرباً ما وصفه بـ«خجل المسؤولين من وضع النقاط على الحروف والعمل تشريعياً وتنفيذياً على حصر سلاح (حزب الله) بيد الشرعية اللبنانية، وحل شقّه العسكري التابع لـ(الحرس الثوري) الإيراني، وانضواء جناحه السياسي تحت كنف الدولة دون سواها».

وعَدّ عضو «كتلة التنمية والتحرير»، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، فادي علامة، أن براك «متفهم للواقع اللبناني والتحديات، لا سيّما ملف حصرية السلاح، إلى جانب السيادة اللبنانية التي تُنتهك يوميّاً، وهو سيناقش الورقة اللبنانية التي تسلمها مع الإدارة الأميركية»، لافتاً، في حديث إذاعي، إلى أنّ «التعويل اليوم هو على الدبلوماسيّة وعلى أصدقاء لبنان في الإدارة الأميركية؛ للضغط على إسرائيل للانسحاب من لبنان واحترام الحدود والسيادة اللبنانية»، مؤكّداً أنّ «الحكومة، التي أخذت الثقة من معظم الجهات السياسية، واضحة من ناحية (حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم)». وعدّ أنّ «لبنان هو الحلقة الأضعف في المنطقة، ولم يسلك الطريق الصحيحة بعد، وبالتالي، فعليه معرفة كيفيّة التموضع ضمن متغيّرات المنطقة، ولكن ليس على حساب سيادته».

وفي رد منه على تصريحات براك، عدّ المفتي الجعفري، أحمد قبلان، أن «لعبة الخرائط خطيرة». وقال في بيان له: «لبنان ليس لقمةً سائغة لواشنطن ولا لغيرها، ولعبة الخرائط على الورق سهلة، فيما ملاحم البلدات الحدودية تضعنا أمام قوة لبنان الاستراتيجية وفاعليتها الوجودية»، عادّاً أن «المقاومة اليوم أكثر ضرورة، وقيمتها أكبر من استراتيجية».

***********************************************


افتتاحية صحيفة الجمهورية:

براك يحقق تقاطعا لبنانيا نادرا.. و"مناورة" ميركية جاء نتيجتها معكوسة

انشغلت الأوساط الرسمية والسياسية في عطلة نهاية الأسبوع بالمواقف التي أعلنها الموفد الأميركي توماس برّاك، من أنّ لبنان قد يُواجه "تهديداً وجودياً"، وأنّه "سيعود إلى بلاد الشام" إن لم يعالج مسألة سلاح "حزب الله"، ما أثار ردود فعل واسعة مستنكرة على كل المستويات السياسية. على أنّ برّاك تراجع عمّا قاله لاحقاً، ليؤكّد "أنّ قادة سوريا لا يريدون سوى التعايش والازدهار المتبادل مع لبنان"، ويشدّد على "التزام الولايات المتحدة بدعم العلاقة بين الجارين المتساويين والذوي السيادة، اللذين ينعمان بالسلام والازدهار".
ولم تعلّق الدوائر الرئاسية على كلام برّاك، مؤكّدة انّها لا تتعاطى مع ما يقوله الرجل في تصريحاته وإنّما مع ما أبلغه اليها رسمياً خلال المحادثات. وقالت، إنّ لبنان ينتظر أن يتبلّغ الردّ الأميركي على مقترحاته ومقترحات "حزب الله" نهاية الشهر الجاري.
وتعليقاً على الموقف الأخير لبرّاك، أكّد مرجع رسمي لـ"الجمهورية" انّ "أي تصريح إعلامي من هنا أو هناك لا يقدّم ولا يؤخّر في الحقائق الثابتة"، معتبراً انّه "لا يجب منح هذا الموقف أهمية زائدة عن اللزوم".
وأشار المرجع إلى انّه "وبمعزل عن اللت والعجن، فإنّ الواقع يرسم مساره في نهاية المطاف استناداً إلى عوامل عدة لا يمكن اختزالها بتصريح". وأضاف: "نحن نعرف شعور الأميركيين، ولكننا في الوقت نفسه نعرف مصلحتنا جيداً". وقال: "رُبَّ ضارّة نافعة"، معتبراً "انّ تصريح برّاك استفز معظم اللبنانيين والقوى السياسية، وبالتالي أعاد تعزيز التماسك الوطني ولو بالحدّ الأدنى".
واللافت هو أنّ تصريحات برّاك المتعلقة بإمكان زوال لبنان في إطار ما سمّاه بلاد الشام، أثارت ردوداً غاضبة في الأوساط الداخلية، على اختلافاتها وتناقضاتها. وقالت مصادر سياسية لـ"الجمهورية" إنّ "براك نجح في تحقيق تقاطع لبناني نادر حول رفض المسّ بالكيان اللبناني وحدوده وشخصيته المستقلة. لكن هذا التقاطع لم يثمر تقارباً في الرؤى حول الحلول، إذ بقي كل طرف على موقفه، بل يبدو أنّ الجميع دخلوا مناخاً تصعيدياً جديداً، وسط غياب شبه تام للمبادرات".
وفيما اعتبرت المصادر تصريحات برّاك مناورات كلامية لا أكثر، بهدف الضغط على "حزب الله" والحكومة اللبنانية للانصياع لطلب نزع السلاح، فإنّ هذه التصريحات أدّت عملياً إلى تمسك "الحزب" بمواقفه. فالتهديد بتطيير الكيان اللبناني واحتمال إخضاعه لنفوذ دمشق، منحا "الحزب" حجة إضافية للتمسك بالسلاح كسبيل وحيد ناجع للدفاع، لجهة سوريا كما لجهة إسرائيل. ووفق المصادر، إنّ تهديد برّاك قدّم خدمة ثمينة إلى "الحزب" في اللحظة التي يتعرّض فيها للضغوط من أجل التخلّي عن سلاحه. ما يعني أنّ المناورة الأميركية أدّت إلى نتائج معاكسة للمبتغى".
بلاد الشام
وكان برّاك قال في حديث إلى صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية، إنّ لبنان "يُواجه خطر الوقوع في قبضة القوى الإقليمية ما لم تتحرك بيروت لحل مشكلة أسلحة "حزب الله". مؤكّداً انّ "لبنان بحاجة إلى حلّ هذه القضية وإلّا فقد يواجه تهديداً وجودياً"، مضيفاً: "إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن سوريا تتجلّى بسرعة كبيرة، وإذا لم يتحرّك لبنان، فسيعود إلى بلاد الشام". وقال: "يقول السوريون إنّ لبنان منتجعنا الشاطئي. لذا علينا التحرّك. وأنا أعلم مدى إحباط الشعب اللبناني. هذا يُحبطني".
وفي مقابلة مع صحيفة "عرب نيوز"، حذّر ايضاً من أنّ "إذا لم يُسرع لبنان في الانخراط، فسيتجاوزه الجميع"، وذلك خلال مناقشته لاحتمال تحوّل "حزب الله" من جماعة مسلّحة إلى كيان سياسي كامل داخل لبنان. وشدّد برّاك على "أنّ أي عملية لنزع السلاح يجب أن تكون بقيادة الحكومة اللبنانية، وبموافقة كاملة من "حزب الله" نفسه"، وقال: "هذه العملية يجب أن تبدأ من مجلس الوزراء. عليهم أن يُصدروا التفويض. و"حزب الله"، كحزب سياسي، عليه أن يوافق على ذلك." وتابع: "ما يقوله "حزب الله" هو: حسناً، نحن نفهم أنّه لا بدّ من قيام لبنان واحد لماذا؟ لأنّ سوريا واحدة بدأت تتشكّل"، لافتاً إلى "أنّ هذا الدفع نحو الوحدة يأتي وسط تغيّرات إقليمية متسارعة، لاسيما في ضوء ما وصفه بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب "الجريئة" تجاه إيران". وقال: "الجميع يعيد تدوير مستقبله"، في إشارة إلى إعادة تموضع إقليمي أوسع، يشمل إعادة إعمار سوريا واحتمال انطلاق حوارات جديدة تشمل إسرائيل. وأضاف: "نحن شكّلنا فريق تفاوض وبدأنا نلعب دور الوسيط. وفي رأيي، الأمور تسير بوتيرة متسارعة".
ولاحقاً كتب برّاك عبر صفحته على منصة "إكس" أنّ تعليقاته "أشادت بالخطوات الكبيرة التي قطعتها سوريا، مشدّدًا أنّها ليست تهديدًا للبنان". وأوضح "أنّ سوريا تتحرك بسرعة كبيرة للاستفادة من الفرصة التاريخية التي أتاحها رفع الرئيس الأميركي العقوبات عنها"، مشيرًا إلى "الاستثمارات القادمة من تركيا ودول الخليج، والتواصل الديبلوماسي مع الدول المجاورة، والرؤية الواضحة للمستقبل".
"حزب الله"
وردّ "حزب الله" على تصريحات برّاك بلسان عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب ابراهيم الموسوي الذي قال أمس "إنّ التصريحات التي أطلقها المبعوث الأميركي توم برّاك، والتي لمّح فيها إلى إعادة لبنان إلى ما سمّاه "بلاد ‏الشام التاريخية"، تنمّ عن نيات خطيرة، وتكشف بوضوح عن معالم المشروع الأميركي ـ الصهيوني ‏المرسوم للمنطقة عموماً، ولبنان خصوصاً. لكن ما فات هذا المبعوث - أو لعلّه يجهله - هو حقيقة لبنان، أنّه ‏بلد لا يرضخ للتهديد، ولا يساوم على سيادته، بل هو بلد المقاومة والعزة والصمود، الذي روى أرضه بدماء ‏أبنائه الشهداء صوناً لكرامته وسيادته، وإنّ لبنان لن يكون يوماً خاضعاً للإملاءات الأميركية أو راضخاً ‏للتهديدات الإسرائيلية أو تابعاً لأيّ دولة خارجية، أو ملحقاً بها".‏ واضاف: "إنّ هذه التصريحات الاستعلائية لا يجب أن تمرّ من دون ردّ حازم وقوي من الدولة اللبنانية، بمستوياتها ‏السياسية والديبلوماسية كافة، وهي تُحتّم على وزارة الخارجية اللبنانية أن تبادر فوراً إلى استدعاء السفيرة ‏الأميركية، وإبلاغها رفضاً رسمياً لهذه التصريحات العدائية الوقحة. كما يتوجب على الدولة اللبنانية أن تعلن ‏بوضوح أنّ على الإدارة الأميركية احترام سيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه، وأن لا تتدخّل في شؤونه ‏الداخلية، وأن تلتزم دورها الذي ألزمت نفسها به، ولكنها لم تنفّذ حرفاً واحداً منه، باعتبارها الضامنة لاتفاق ‏وقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي بموجب ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، بل شكّلت غطاءً ‏لاستمرار الاحتلال والعدوان الإسرائيلي على لبنان".
برسم السلطة
ومن جهته، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أصدر بياناً وضع فيه تصريح برّاك "برسم السلطة والحكومة اللبنانية". وقال: "من الواضح والجلي انّ السياسة الدولية برمتها بالتقاطع مع شبه إجماع عربي، بصدد ترتيب أوضاع المنطقة لإخراجها من الأوضاع الشاذة التي كانت قائمة في بعض دولها، بهدف الوصول إلى دول طبيعية بدءاً من إيران وليس انتهاءً بحزب العمال الكردستاني في تركيا".
واضاف: "إنّ السياسة الدولية لا تتحمّل الفراغ، وأي دولة تعجز عن ترتيب أوضاعها وإعادة الانتظام لدستورها ومؤسساتها وأعمالها كدولة فعلية، ستكون خارج السباق وعلى هامش التاريخ". وتابع:
"إذا استمرت السلطة، ومن خلالها الحكومة اللبنانية، في تردّدها وتباطؤ قراراتها وتثاقل خطواتها في ما يتعلق بقيام دولة فعلية في لبنان، فإنّها ستتحمّل مسؤولية أن يعود لبنان الوطن والدولة في مهبّ الريح مجدداً". ولفت إلى انّه "في مطلع تسعينات القرن الماضي، وعندما وجدت السياسة الدولية انّ دولة الطائف التي نشأت في لبنان بعد الحرب الأهلية كانت قاصرة، تمّ تلزيم لبنان لسوريا الاسد، فهل تعيد الحكومة والسلطة الكرّة من جديد وتدفعان السياسة الدولية والعربية إلى تلزيم لبنان لأحد ما انطلاقاً من القصور الذي تظهره الدولة اللبنانية؟". ورأى "انّ الأيام التي نعيش مهمّة ودقيقة ومصيرية جداً، وأي تمادٍ في التقصير بنقل لبنان إلى وضع الدولة الفعلية من قبل السلطة والحكومة اللبنانية يمكن أن يعيدنا عشرات السنوات إلى الوراء، إن لم يكن أخطر وأسوأ من ذلك". وختم: "على السلطة اللبنانية ان تحزم أمرها في أسرع ما يمكن، وان تتخِّذ الخطوات العملية المطلوبة من أجل تحويل لبنان إلى دولة فعلية تشكّل وحدها الضمانة للمجموعات اللبنانية كلها، وإلّا ستُبقي لبنان ساحة وتعرِّضه للاستباحة مجدداً".
الحدود اللبنانية ـ السورية
من جهة ثانية، تداول بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أمس معلومات غير مؤكّدة عن انسحاب مزعوم للجيش اللبناني من أبراج المراقبة على الحدود اللبنانية- السورية في منطقة بعلبك-الهرمل، وتراجعه إلى خلف بلدة الطفيل ومناطق أخرى على السلسلة الشرقية، ما أثار تساؤلات حول حقيقة الوضع الأمني في هذه المنطقة الحدودية.
وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي: "إلحاقًا بالبيانات السابقة، تنفي قيادة الجيش ما يتمّ تداوله على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي حول دخول مسلحين إلى لبنان وانسحاب الجيش من مناطق حدودية في البقاع. في هذا السياق، تؤكّد القيادة أنّ الوحدات العسكرية المعنية تُواصل تنفيذ مهمّاتها الاعتيادية لضبط الحدود اللبنانية- السورية، في موازاة متابعة الوضع الأمني في الداخل لمنع أي مساس بالأمن والاستقرار. كما تدعو إلى توخّي الدقّة في نقل الأخبار المتعلقة بالجيش والوضع الأمني، والتحلّي بالمسؤولية، وعدم بث الشائعات التي تؤدي إلى توتر بين المواطنين".
وفي غضون ذلك، أصدرت العلاقات الإعلامية في "حزب الله" بياناً نفت فيه "نفيًا قاطعًا ما ورد في بيان وزارة الداخلية السورية حول مزاعم ارتباط أحد الموقوفين في محافظة حمص بحزب الله". وأكّدت "أنّ "حزب الله" ليس لديه أي وجود أو نشاط في سوريا، ولا علاقة له بأي أحداث أو نزاعات هناك، وهو حريص على أمن سوريا واستقرارها وسلامة شعبها".
جنوباً
وعلى الجبهة الجنوبية، تواصل الخرق الإسرائيلي لوقف إطلاق النار والقرار الدولي 1701، وقام الجيش الإسرائيلي صباح أمس بعملية تمشيط كثيفة في اتجاه أطراف بلدة علما الشعب. فيما أفيد عن تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء بعلبك.
وعند الظهر ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية في اتجاه بلدة عيترون. فيما انفجر صاروخ إسرائيلي من مخلفات العدوان في أحد المباني المستهدفة سابقاً في بلدة حاروف وألحق أضراراً مادية طفيفة في المحيط.
كذلك ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية في اتجاه أحد الصيادين في بلدة الناقورة، فيما حلّقت طائرة استطلاع إسرائيلية في أجواء بلدتي سرعين والنبي شيت في البقاع.

*********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق:

تصريح توم براك زوبعة في فنجان

ما لم يقله الموفد الاميركي الخاص توم برّاك من بيروت، قاله من خارجها، ولغة الرصانة والهدوء التي طبعت مواقفه في اعقاب زياراته للمسؤولين اللبنانيين وجعلت البعض ينامون على حرير اعتقاد انهم ارضوا واشنطن بورقة رد على اقتراحات واشنطن هي غيرها التي اطلقها اول امس السبت وبلغت حدّ التحذير من تهديد وجودي وعودة لبنان الى بلاد الشام.

حديث براك

وكان برّاك أعلن في حديث إلى صحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية إن “لبنان بحاجة إلى حلّ هذه القضية وإلا فقد يواجه تهديداً وجودياً”، مضيفاُ: “إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن سوريا تتجلّى بسرعة كبيرة، وإذا لم يتحرك لبنان، فسيعود إلى بلاد الشام”.

أضاف: “يقول السوريون إن لبنان منتجعنا الشاطئي. لذا علينا التحرك. وأنا أعلم مدى إحباط الشعب اللبناني. هذا يُحبطني”.

وفي مقابلة أخرى مع صحيفة “عرب نيوز” حذر أيضاً من أنّ “إذا لم يُسرع لبنان في الانخراط، فسيتجاوزه الجميع”، وذلك خلال مناقشته لاحتمال تحوّل “حزب الله” من جماعة مسلّحة مدعومة من إيران إلى كيان سياسي بالكامل داخل لبنان.

دور الحكومة

وشدّد المبعوث الأميركي على أن أي عملية لنزع السلاح يجب أن تكون بقيادة الحكومة اللبنانية، وبموافقة كاملة من “حزب الله” نفسه، وقال: “هذه العملية يجب أن تبدأ من مجلس الوزراء. عليهم أن يُصدروا التفويض. وحزب الله، كحزب سياسي، عليه أن يوافق على ذلك.” وتابع: “ما يقوله حزب الله هو: حسناً، نحن نفهم أنّه لا بد من قيام لبنان واحد لماذا؟ لأن سوريا واحدة بدأت تتشكّل.، لافتاً إلى أنّ هذا الدفع نحو الوحدة يأتي وسط تغيّرات إقليمية متسارعة، لاسيما في ضوء ما وصفه بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب “الجريئة” تجاه إيران.وقال: “الجميع يعيد تدوير مستقبله”، في إشارة إلى إعادة تموضع إقليمي أوسع، يشمل إعادة إعمار سوريا واحتمال انطلاق حوارات جديدة تشمل إسرائيل. واضاف: “نحن شكّلنا فريق تفاوض وبدأنا نلعب دور الوسيط. وبرأيي، الأمور تسير بوتيرة متسارعة”.

جماعة ارهابية

وأشار إلى أنّه رغم تصنيف واشنطن لـ”حزب الله” كجماعة إرهابية، فإن جناحه السياسي فاز بمقاعد نيابية ويمثّل شريحة كبيرة من السكان الشيعة في لبنان، إلى جانب حركة “أمل”.

وقال: “إن لحزب الله جزئين، فصيل مسلّح مدعوم من إيران ومصنّف كياناً إرهابياً، وجناح سياسي يعمل ضمن النظام البرلماني اللبناني”. وأضاف: “برأيي، حزب الله – كحزب سياسي – ينظر إلى الأمور ويقول بمنطقية: من أجل شعبنا، يجب أن يرتكز نجاح لبنان على جمع السنّة والشيعة والدروز والمسيحيين سوياً. الآن هو الوقت. كيف نصل إلى ذلك؟ يجب أن تكون إسرائيل جزءاً من هذه العملية.” وأكّد أن جوهر أي اتّفاق سيكون مسألة السلاح؛ ليس الأسلحة الخفيفة التي وصفها بأنها شائعة في لبنان، بل الأسلحة الثقيلة القادرة على تهديد إسرائيل، متابعاً أن هذه الأسلحة “مخزّنة في كراجات ومناطق تحت الأرض تحت المنازل.” واعتبر أن عملية نزع السلاح ستتطلّب تدخّل الجيش اللبناني، المؤسسة التي وصفها بأنّها تحظى باحترام واسع، بدعم أميركي ودولي. وقال: “عليكم تمكين الجيش اللبناني. ثم يمكن للجيش أن يقول لحزب الله: هذه هي آلية إعادة السلاح. نحن لا نتحدث عن حرب أهلية”.

توضيح

اصدر برّاك توضيحاً قال فيه أن كلامه الذي أشاد فيه بسوريا “لم يكن تهديداً للبنان” . وكتب على حسابه على منصة أكس: :أشادت تعليقاتي أمس بالخطوات الكبيرة التي قطعتها سوريا، وليست تهديداً للبنان. لاحظتُ أن سوريا تتحرك بسرعة البرق لاغتنام الفرصة التاريخية التي أتاحها رفع العقوبات من قِبل الرئيس الأميركي: استثمارات من تركيا والخليج، وتواصل دبلوماسي مع الدول المجاورة، ورؤية واضحة للمستقبل”. وأضاف: “أؤكد أن قادة سوريا لا يريدون سوى التعايش والازدهار المتبادل مع لبنان، والولايات المتحدة ملتزمة بدعم هذه العلاقة بين جارين متساويين وذوي سيادة ينعمان بالسلام والازدهار”.

قماطي

في أي حال فان تصلب “حزب الله” حيال تسليم سلاحه بدا إلى مزيد اذ قال عضو المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي “ما قلناه في ردنا ان لا بحث بأي امر جديد ما لم ينفذ اتفاق وقف اطلاق النار، وقبل ذلك لسنا مستعدين للتعاطي باي بند جديد والرد اللبناتي الرسمي تضمن هذه الاولوية لتنفيذ الاتفاق وانهاء الاحتلال”.

وأضاف قماطي: “هناك خلط بين حصرية السلاح والتي تشمل الامن الداخلي ولا علاقة لسلاح المقاومة بهذا المعنى اما سلاح المقاومة فهو يندرج ضمن اطار الدفاع عن لبنان وهو يبحث على طاولة الحوار مع الرئيس عون بشأن الاستراتيجية الدفاعية.” وأوضح: “لا تزال رؤية الرئيس عون هي مسألة السلاح انها تحل على طاولة الحوار عبر الاستراتيجية الدفاعية والاميركي لم يقدم حتى اليوم اي شيء داعم للعهد وللرئيس عون ليسهل مهمته”.

نزع الارواح

تزامن ذلك مع انتشار فيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي، لأحد “الشيوخ” التابع لحزب الله مخاطبًا جمهوره ومهددا قائلًا: “من يرددون عبارات نزع السلاح” بالقول: “سننزع أرواحكم”.

********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

برَّاك يصحح هفوته وإخبار بحق مسؤول في «حزب الله»

لبنان الرسمي: لم يصلنا شيء من الأميركيين

على رغم مرور أكثر من ثلاثة أيام على الإدلاء به، ما زال موقف الموفد الأميركي توم براك يثير ردود فعل متعددة، براك قال: «لديكم إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن باتت سوريا تُظهِر نفسها بسرعة كبيرة، فإذا لم يتحرك لبنان، سيعود ليصبح بلاد الشام مرة أخرى». ثم عاد ليوضِح حقيقة ما قصده، لكن مختلف الأوساط توقفت عند التصريح لا عند التوضيح.

مصدر رسمي اكتفى بالقول لـ «نداء الوطن» إنه لم يصله أي شيء رسمي من الأميركيين ولن يدخل في تفسير لكلامه. وأكد المصدر أن الملفات التي تعالج مع واشنطن كثيرة وهي تحتاج إلى وقت، وسط نفي حصول أي اتصالات من أجل التطبيع.

مصادر كنسية: عقارب الساعة تعود إلى الوراء

في تعليق لافت، اعتبرت مصادر كنسية عبر «نداء الوطن» أن كلام براك، عن احتمال ضم لبنان إلى الشام ومن ثم توضيحه، يجب أن يسبب خضة داخل أروقة الدولة اللبنانية ويدفعها إلى التحرك الفوري من اجل استعادة هيبتها وحصر السلاح بيد الجيش والقوى الشرعية. وأسفت المصادر لتباطؤ الخطوات الإنقاذية المطلوبة، ولطالما حذر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من خطر يطاول الكيان وكان يُجابه بحملات التخوين، لذلك لم يعد هناك أي مبرر للسلطة السياسية لعدم التحرك واتخاذ قرارات جريئة تحمي الكيان اللبناني وتضعه على الخريطة الجديدة خصوصًا أننا نلاحظ أن عقارب الساعة تعود إلى الوراء في حين تسبقنا دول الجوار في الخطوات الصحيحة.

جعجع: السياسة الدولية لا تتحمَّل الفراغ

من جهته علّق رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، على ما قاله براك فاعتبر أن كلامه هو برسم السلطة والحكومة اللبنانية. وحذّر جعجع من أنه «إذا استمرت السلطة، ومن خلالها الحكومة اللبنانية، في ترددها وتباطؤ قراراتها وتثاقل خطواتها في ما يتعلق بقيام دولة فعلية في لبنان، فإنها ستتحمّل مسؤولية أن يعود لبنان الوطن والدولة في مهبّ الريح من جديد».

وذكَّر جعجع بأنه في مطلع تسعينات القرن الماضي، وعندما وجدت السياسة الدولية أن دولة الطائف التي نشأت في لبنان بعد الحرب الأهلية كانت قاصرة، تم تلزيم لبنان لسوريا الأسد، فهل تعيد الحكومة والسلطة الكرّة من جديد وتدفعان السياسة الدولية والعربية إلى تلزيم لبنان لأحدٍ ما انطلاقًا من القصور الذي تظهره الدولة اللبنانية؟

توقيفات في المتن الأعلى

أمنياً، أخذ خبر توقيف عدد من الاشخاص في المتن الأعلى حيزاً واسعاً من المتابعة وفي المعلومات أن الذين تم توقيفهم والمشتبه بتشكيلهم مجموعة مسلحة هم من جنسيات مختلفة ويخضعون للتحقيق لدى الجيش على أن تظهر التحقيقات أهداف الموقوفين وما كانوا ينوون القيام به.

قيادة الجيش: لا دخول مسلحين ولا انسحاب للجيش

في المقابل، نفت قيادة الجيش ما يتم تداوله على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي حول دخول مسلحين إلى لبنان وانسحاب الجيش من مناطق حدودية في البقاع. وتؤكد القيادة أن الوحدات العسكرية المعنية تُواصل تنفيذ مهماتها الاعتيادية لضبط الحدود اللبنانية السورية، في موازاة متابعة الوضع الأمني في الداخل لمنع أي مساس بالأمن والاستقرار.

كما تدعو إلى «توخي الدقة في نقل الأخبار المتعلقة بالجيش والوضع الأمني، والتحلي بالمسؤولية، وعدم بث الشائعات التي تؤدي إلى توتر بين المواطنين».

لا إجراءات استثنائية

وعلى رغم الأخبار المتواترة، أشارت مصادر مطلعة لـ «نداء الوطن» إلى غياب إجراءات أمنية استثنائية على الحدود الشمالية وفي داخل البلدات، ولفتت إلى أن المخاوف الأمنية تنبع من الفوضى الداخلية التي تحصل داخل البلدات الحدودية والعكارية، وهذه الفوضى لا تعود إلى أسباب ودوافع سياسية أو دينية بل يمكن أن يستغلها بعض الأطراف لمصالح سياسية.

ودعت المصادر الدولة إلى الضرب بيد من حديد لمنع الفوضى الهدامة.

وعلمت «نداء الوطن» أن اللجنة الأمنية اللبنانية السورية فعّلت اتصالاتها في الساعات الماضية وحصل تواصل لمعالجة بعض المشاكل الأمنية التي حصلت أو بعض الإشكالات وسوء التفاهم. وفي ملف الموقوفين السوريين فقد حدد وزير العدل سقف التعامل في هذا الملف حيث لا تنازل عن الأساسيات.

وترى مصادر رسمية عبر «نداء الوطن» أن هناك محاولات لتكبير المشكلة بين لبنان وسوريا، وبالأساس مطلب المعتقلين مع ودائع السوريين موجود منذ وصول النظام السوري الجديد وتتم معالجته بالتفاهم بين البلدين والعلاقات جيدة ولا مجال لتوتيرها.

تهريب عبوات ناسفة من لبنان إلى سوريا

وليس بعيداً، كشفت وزارة الداخلية السورية أن جهاز الاستخبارات العامة نفّذ عملية أمنية مع قيادة الأمن الداخلي في حمص أسفرت عن إلقاء القبض على مسلح له صلة بـ «حزب الله» وأوضحت الداخلية السورية، في بيان، أن المسلح محمود فاضل ضُبطت في حوزته عبوات ناسفة، وقالت إنه كان يعتزم تنفيذ «عمليات إرهابية» في المنطقة.

وأضافت: «كشفت التحقيقات الأولية ارتباط الموقوف بخلية تتبع ميليشيا «حزب الله» اللبناني، حيث تبين أنه تسلَّم العبوات عبر معابر التهريب غير الشرعية». غير أن «حزب الله» نفى ما ورد في بيان وزارة الداخلية السورية. وقال في بيان إنه «ليس لديه أي وجود أو نشاط في سوريا».

«حزب الله» يهدّد: سننزع أرواحكم

وكان لافتًا التهديد الذي أطلقه نائب مسؤول منطقة البقاع في «حزب الله» فيصل شكر، والذي قال فيه «لمن في الداخل الذين يردّدون كلمات نزع السلاح… نقول كلمتين، نحن سننزع أرواحكم، لأنّ كل شي يمكن أن يكون محور مزاح ونقاش وحوار، إلا السلاح». واللافت أيضًا أن قيادة «حزب الله» لم تعلِّق على هذا التهديد، ما يوحي بأنها تتبناه.

يحصل ذلك في وقت أعلن رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل أن محامي الكتائب سيتقدمون بإخبارٍ باسم رئيس الحزب ضد فيصل شكر أمام النيابة العامة بتهم التحريض على العنف والقتل وتعريض وحدة الدولة وسيادتها للخطر وتابع: «من يظنّ نفسه قادرًا على إرهاب الناس بالسلاح والتهديد، سيمثل أمام العدالة».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram