قال الرئيس فلاديمير بوتين، إن الجانب الجيوسياسي بالذات يشكل أساس التناقضات بين روسيا والغرب، رغم أنه كان يبدو سابقا أن العقيدة الشيوعية السوفيتية تعيق العلاقات الطبيعية.
وأضاف: “كثيرون يعتقدون، وأنا كنت من ضمنهم، أن التناقضات الرئيسية مع الغرب ذات طابع أيديولوجي. لكن حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بقي الغرب يمارس الموقف المتعالي تجاه المصالح الاستراتيجية للدولة الروسية. كان ذلك مرتبطا برغبة واضحة في تحقيق بعض المزايا الجيوسياسية”.
وشدد الرئيس على أنه رغم كل المحاولات لتوضيح موقف روسيا، ظل الغرب غير مبال بمصالحها واهتماماتها. المصالح الجيوسياسية لا تزال جوهر كل هذه التناقضات.
وتطرق رئيس الدولة إلى السلوك المتعالي من جانب بعض الغربيين تجاه الجانب الروسي، واستذكر حادثة وقعت أثناء عمله في مكتب عمدة بطرسبورغ في تسعينيات القرن الماضي. حينها، رفض فلاديمير بوتين الذي كان يعمل نائبا للعمدة، التواصل مع وفد أمريكي لأن أحد أعضائه قام بفظاظة بدفع أحد عناصر حرس الحدود الروس.
ويرى الرئيس بوتين، أنه لن يتم احترام مصالح روسيا وأخذها بالاعتبار، وخاصة من جانب الغرب، إلا إذا كانت قوية ذات سيادة وتحمي مستقبلها.
ووفقا له، بعد كل الإجراءات غير الودية التي اتخذها الغرب تجاه روسيا، أصبح واضحا مع انهيار الاتحاد السوفيتي: “لن يأخذونا في الاعتبار، حتى نعلن أنفسنا كقوة مستقلة ذات سيادة، قادرة على الدفاع عن مستقبلها بحزم”.